• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | المكتبة المرئية   المكتبة المقروءة   المكتبة السمعية   مكتبة التصميمات   كتب د. خالد الجريسي   كتب د. سعد الحميد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    ثلاثة الأصول - فهم معناه والعمل بمقتضاها
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    فتاوى الحج والعمرة (PDF)
    أ. د. عبدالله بن محمد الطيار
  •  
    اسم الله تعالى الشافي وآثار الإيمان به في ترسيخ ...
    الدكتور سعد بن فلاح بن عبدالعزيز
  •  
    أحكام التعاقد بالوكالة المستترة وآثاره: دراسة ...
    د. ياسر بن عبدالرحمن العدل
  •  
    متفرقات - و (WORD)
    الشيخ ندا أبو أحمد
  •  
    سفر الأربعين في آداب حملة القرآن المبين (PDF)
    طاهر بن نجم الدين بن نصر المحسي
  •  
    الأساس في الفقه القديم والمعاصر (PDF)
    د. عبدالله إسماعيل عبدالله هادي
  •  
    المسائل العقدية المتعلقة بإسلام النجاشي رحمه الله ...
    الدكتور سعد بن فلاح بن عبدالعزيز
  •  
    حديث في فقه عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: دروس ...
    د. إبراهيم بن فهد بن إبراهيم الودعان
  •  
    تأملات في سورة الفاتحة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    لا تؤجل التوبة (بطاقة دعوية)
    د. منال محمد أبو العزائم
  •  
    شرح كتاب الأصول الثلاثة: الدرس الثاني
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
شبكة الألوكة / مكتبة الألوكة / المكتبة المقروءة / الرسائل العلمية / رسائل ماجستير
علامة باركود

منهج التفكير في الحديث النبوي جمعا وتصنيفا ودراسة

شفاء علي حسن الفقيه

نوع الدراسة: Masters
البلد: الأردن
الجامعة: الجامعة الأردنية
الكلية: كلية الدراسات العليا
التخصص: الحديث الشريف
المشرف: أ. د. راجح عبد الحميد الكردي
العام: 1425 هـ- 2004 م

تاريخ الإضافة: 11/11/2023 ميلادي - 27/4/1445 هجري

الزيارات: 6045

 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ملخص الرسالة

منهج التفكير في الحديث النبوي

جمعًا وتصنيفًا ودراسة

ملخص:

تناولت هذه الدِّراسة موضوع التفكير في الحديث النّبوي، بهدف توضيح السياسة العامة التي اتبعها النبي صلى الله عليه وسلم في التفكير وإعمال العقل، ووجّه إليها الصحابة - رضوان الله عليهم - والمسلمين؛ فاستطاع من خلالها أن يربي جيلًا حمل رسالة الإيمان والعلم للبشرية، وقاد الأمة نحو بناء حضارة عظيمة لم يشهد لها التاريخ مثيلًا، حضارة قامت على أساس الإيمان والعلم والأخلاق، انتقلت بالعرب من كونهم أمّة متخلفة يسودها الجهل والتخلف والتناحر والفرقة، وتسيطر عليها الوثنية البالية بأوهامها وأباطيلها، إلى خير أمّة عرفتها البشرية.

 

واعتمدت الدِّراسة أسلوب الحديث الموضوعي، في جمع الأحاديث النّبوية المتعلقة بالموضوع ثمّ تصنيفها تحت العناوين المناسبة لها، ودراستها، وبيان حكمها، والتعليق عليها بما يناسبها، بعد توضيح ما يحتاج إلى بيان، ليفيد منها أهل الاختصاص والمُهتمون.

 

وخلصت الدِّراسة إلى نتائج، منها أنّ الإسلام أقام دعوته على أساس العلم والمعرفة، ومخاطبة العقل والفكر، ومحاربة الجهل ومظاهره، وأنّ النّبي صلى الله عليه وسلم بنى عند المسلمين الأوائل منهجية علمية في التفكير قامت على أساس التثبت وطلب الدّليل، وحررت عقولهم من الوهم والخرافة والتقليد والتعصب، ودفعتهم إلى النّظر والتأمل وفهم ما حولهم؛ لتتشرب قلوبهم عقيدة الإيمان الصحيحة، وتقبل على التشريع الجديد.

 

وأنَّ المسلمين اليوم في حاجة ماسة إلى العودة لسنّة نبيهم صلى الله عليه وسلم، والاقتداء بمنهجه صلى الله عليه وسلم في استغلال طاقاتهم وتفكيرهم فيما يعود عليهم بالنّفع والفائدة، ويخلصهم من حالة التدهور والتخلف التي يعانون منها بسبب عدم تمسكهم بدينهم والاهتداء بهداه.

 

المقدّمة:

إنّ الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له.

 

ثمّ الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة الإسلام فأخرجنا بها من الظلمات إلى النّور، ومن الجهل إلى العلم، فكنّا بذلك خير أمّة أخرجت للبشرية، قال تعالى: ﴿ كُنْتُم خَيرَ أُمّةٍ أُخرِجَتْ للنّاس ﴾ [آل عمران: 110].

 

والصّلاة والسَّلام على المصطفى صلّى الله عليه وسلم النبي الهادي الذي بعثه الله عز وجلّ لينتشل النّاس من غياهب الجهل، وظلمات التيه والضياع، إلى نور الهداية والعلم والمعرفة، فكان خير معلم أُرسل للنّاس وبعد:

فإنّ الله سبحانه وتعالى أرسل سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلم إلى أمّة أميّة كانت من أكثرِ أهلِ الأرضِ جهلًا وتخلفًا عن ركب الحضارة في مختلف المجالات من دينية واجتماعية وأخلاقية وسياسية واقتصادية وعلمية قال تعالى:

﴿ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [الجُمعة: 2].

 

ولم يقتصر الأمر على ذلك فحسب، وإنما تعدّاه إلى انتشار الظلم، وسلب الحقوق، وانتشار الفساد، والفوضى، وسيطرة القوي على الضعيف، والغني على الفقير، وسيطرة سادة القوم وكبرائهم على المستضعفين منهم... الخ هذه هي صورة مجتمع الجاهلية الذي بُعث إليه محمد صلّى الله عليه وسلم برسالة الإسلام.

 

ولذا فقد كانت مهمته صلّى الله عليه وسلم صعبة للغاية؛ لأنّها اقتضت منه التعامل مع:

• عقول متحجّرة على أفكارٍ موروثة، متمسِّكةٍ بوثنية باطلة لا أساس لها من الصحة ولا دليل عليها سوى أنَّها من ميراث الأجداد المقدّس لديهم، قال تعالى: ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 170].

 

• وعقول امتلأت بأوهام سيطرت عليها، وجعلت مرجعيتها الكهنة والسحرة والمشعوذين في حل مشكلات أصحابها واتخاذ قراراتهم، بدلاّ من إعمال عقولهم والتفكير فيما حولهم، وربط المسببات بالأسباب الحقيقية لها، وفهم مظاهر الكون وقوانينه. قال تعالى: ﴿ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ﴾ [الحج: 46].

 

• وعقول أغلقت عيونها عن الحق، أو تعامت عنه فسيطرت عليها الذاتية، والمصالح الشخصية، والتّعصب الأعمى للجماعة والقبيلة؛ بصرف النّظر عن استحقاقها للنّصرة أم لا.

 

هذه الصورة المظلمة للبشرية والتي حاربها الله ورسوله، لأنَّها منافية للإيمان، ومنافية لمبادئ هذا الدين العظيم الذي جاء لهداية الإنسان، ليحيا إنسانًا آخر؛ إنسانًا جديدًا مؤمنًا بربه موحدًا له، ينطلق من تفكيره ليفهم قوانين الحياة وسننها ضمن إطار الشريعة الإسلامية، فيحسن تحمل مسؤولياته، ويرتقي بمكانته وكرامته التي أرادها الله له، قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ ﴾[ الإسراء: 70 ] فيكون بذلك نموذجًا قياديًا رائدًا، يسير بالأمّة نحو تحقيق عزتها، ونهضتها، لا لينهض بأمته العربية فحسب، بل لينهض بكل البشرية فيأخذ بيدها نحو الحضارة الإنسانية الحقيقية من كافة أقطابها.

 

وقد نجح النَّبي صلوات الله وسلامه عليه في هذه المهمة الصعبة، نجاحًا كان له أطيب الأثر على هذه الدنيا التي أشرقت بنور الإسلام الرباني، فقد جاء بمنهج جديد لصناعة الإنسان، يجعل منه إنسانًا حقًا يأنس به من حوله، ويألفونه، ويتعلمون معه؛ فيحبونه.

 

صورة مشرقة للمسلم حققها نبي الله - صلّى الله عليه وسلم - في فترة وجيزة من عمر البشرية، لم تتجاوز ثلاثة وعشرين عامًا استطاع فيها أن يربي جيلًا من الصحابة يَقتدي بهم كل البشر على امتداد الزمان.

 

استطاع أن يربي جيلا مؤمنا بالله تعالى، عارفًا لحقوقه وواجباته، يفهم هذا الكون الذي يحيا فيه، يُفكر في عمارته، والتنقيب عن أسراره وقوانينه ليحسن استغلالها في تطوير دنياه وتحقيق رسالته في الاستخلاف.

 

وهذا بالفعل ما حدث، فكانت النتيجة حضارة إسلامية عظيمة أضاءت المشرق والمغرب بنورها فأخرجت الناس من قعر الظلمة والتخلف إلى قمة العلم والتحضر.

 

وهذه الحضارة اعظمُ شاهدٍ على عظمة الإسلام وما فيه من منهج تربوي إيماني، ارتقى بالتفكير البشري فحقق بذلك ما حققه من نهضة إنسانية لا يستطيع إنكارها أحد.

 

ولذا فقد رأيت الحاجة ماسّة إلى توضيح معالم المنهج النبوي في التفكير، والسياسة التي اتبعها النبي صلّى الله عليه وسلم في تربية عقول المسلمين وتوجيه تفكيرهم، ممَّا كان سببًا من أسباب هذا التَّحول الكبير، وذلك من خلال جمع الأحاديث النبوية الشريفة المتعلقة بالموضوع، من كتب السنة، ثم العمل على تصنيفها بما يتناسب مع موضوعات الرِّسالة ومن ثمَّ الحكم عليها.

 

مشكلة الدِّراسة:

تحاول الدِّراسة الإجابة عن التساؤلات الآتية:

1- هل كان الرسول - صلّى الله عليه وسلم - يسير وفق منهج معين في التفكير؟


2- كيف وجّه النبي - صلّى الله عليه وسلم - تفكير الصحابة والمسلمين، وحرره من مظاهر الجاهلية؟


3- ما أبرز خصائص المنهج النبوي في التفكير؟

 

أهميّة الدِّراسة ومبرراتها:

1- تبين الدِّراسة أهم خصائص المنهج النبوي في التّفكير وأبرز جوانبه، مما كان له أكبر الأثر في تغيير تفكير الصحابة - رضوان الله علّيهم - خاصة والمسلمين عامة، الأمر الذي انعكس إيجابيًا على مستقبل الأمّة؛ فمكّنها من بناء حضارة علمية عظيمة لم يشهد لها التاريخ مثيلًا؛ استطاعت أن تغير بفضل هذا المنهج وجه العالم، وتضع أسس مناهج البحث العلمي الإسلامي وقواعده.


2- كما تهدف الدِّراسة إلى التأكيد على أنّ النبي - صلّى الله عليه وسلم - كأن أول من وجّه المسلمين - ومن جاء بعدهم - إلى التفكير العلمي الصحيح، وهذا أمر يعود إلى طبيعة رسالة الإسلام التي حملها النبي صلّى الله عليه وسلم إلينا حيث تميّزت بالعلم، من خلال العناية به والدّعوة إليه والترغيب فيه، والحث على طلبه وتعلمّه وتعليمه.


3- حاجة المسلمين اليوم إلى التّعرف على هذا المنهج النبوي في التَّفكير، والذي ينبغي للأمّة أن تسير عليه في حياتها وتتمسك به فتبتعد عن المناهج الفكرية الغريبة عن دينها وعقيدتها وسنّة نبيها صلّى الله عليه وسلم.


الدِّراسات السابقة:

إنّ موضوع التفكير والبحث العلمي تمَّ تناوله بشكل موَسع وكبير، ولكن من وجهة تربوية، أو علمية بحتة، أو من خلال استقراء آيات القرآن الكريم وعرض المنهج القرآني في توجيه التفكير الإسلامي.

 

وقد حاولت أثناء بحثي ودراستي للموضوع أن أجد دراسات أفردت الموضوع بشكل مستقل من ناحية الحديث النَّبوي الشريف[1]، ولكنِّي بحسب ما بحثت فإنّي لم أجد من درس الموضوع وبحثه بشكل مفصِّل ومستقل، باستثناء كتاب د. بكّار (2000م) في كتابه فصول في التّفكير الموضوعي ضمن سلسلة الرّحلة إلى الذات التي يؤلفها، والتي تهدف إلى الانكفاء على دراسة الأسباب والعوامل الدّاخلية المؤثرة في تقهقر الأمّة ونهضتها.

 

حيث عرض للموضوع بشكل مفصّل، من نَّواح ٍ علمية اجتماعية قرآنية، فقد تناول د. بكّار في كتابه هذا موضوع التفكير بصورة عامة، من حيث مفهومه، وأسبابه، وموقف القرآن منه وأهميته، وعرض لموضوع التفكير العلمي من حيث: تعريفاته وخصائصه ثم انتقل إلى التفكير الموضوعي، وبيّن هناك أن القرآن الكريم قد بنى تصورًا واضحًا للتفكير الموضوعي ارتكز على التثبت من حقيقة ما يصادفه المرء في حياته قبل أن يتخذ موقفًا تجاهه، والابتعاد عن الظنِّ والتخمين كأهمِّ خطوة على طريق الموضوعية، ثم نبذا الآبائية، ووضع تركة الأسلاف في ميزان النقد وتقويمها بصورة صحيحة، ومن ثمّ إنصاف النّاس وعدم هضم حقوقهم، والابتعاد عن إصدار الأحكام العامّة في القضايا الإنسانية، وانتقل إلى نقد الذات وضرورة التجرّد من الأهواء وترك التعصب والحرص على الإنصاف وهو من أبرز معالم الموضوعية... الخ.

 

وقد تميّز كتابه بكثرة الاستدلالات القرآنية، وتوجيه الآيات الكريمة وفق ما تقتضيه جوانب الموضوعية التي عرض لها، وقلّة النّصوص النّبوية الّتّي عرض لها في كتابه بشكل ملحوظ، مع تناوله لنماذج وأمثلة من حياة العلماء المسلمين توضح ما عرض له في كتابه.

 

وممن تناول الموضوع بشكل موجز: الدكتور القرضاوي (1997 م). في كتابه (الرّسول والعلم) عند حديثه عن موضوع الرّسول والعلم التجريبي، التعاليم الأساسية التي تهيئ التربة الصّالحة لظهور التفكير، والبحث العلمي، أوجزها كالآتي:

أولًا: تكوين العقلية العلمية الموضوعية: حيث ذكر أن القرآن والسنة قد بينت كل منهما المعالم الأساسية التي تقوم عليها هذه العقلية العلمية وتتلخص بـ:

• عدم قبول دعوة بغير دليل مهما يكن القائل.

• رفض الظنّ في كل موضع يطلب فيه اليقين الجازم.

• رفض العواطف والأهواء والاعتبارات الشخصية.

• الثورة على الجمود والتقليد والتبعية الفكرية للآخرين.

 

ثانيًا: محاربة الأمية، وإقرار منطق التجربة في الأمور الدنيوية، ومحاربة الأوهام والخرافات... الخ.

 

وقد تميز أسلوبه بكثرة الاستشهاد بالآيات القرآنية والأحاديث النّبوية ومواقف من السيرة النّبوية [2].

 

ومن الجدير بالذِّكر أن بعضًا من مفردات موضوع هذه الرِّسالة قد تمّ تناولها في ثنايا المؤلفات والرسائل الجامعية التي كُتبت في مجال التربية وفلسفتها وأساليبها؛ من مثل كتاب الدكتور الأسمر (1997م). فلسفة التربية في الإسلام، وكتاب المبارك (1978م). الإسلام والفكر العلمي، وشديد، في كتابه منهج القرآن في التَّربية.

 

وفي ثنايا المؤلفات الكثيرة التي ألّفها علماؤنا المسلمون في آداب التعليم والمتعلمين من مثل كتاب الشوّكاني (ت 1250 هـ). (أدب الطالب ومنتهى الأرَبْ)، فقد هدف الشّوكاني من خلال كتابه إلى وضع أسس وقواعد التفكير والبحث العلمي، لطلابه وأبناء جيله من أجل الاستعانة بها لتحقيق النّهوض الفكري، وركّز في كتابه على ترك التقليد والتعصّب، والحرص على الإنصاف والتثبت والتمسُّك بالدليل. وقد نشر هذا الكتاب لأول مرة عام (1979م)، ثمّ أعيدت طباعته وتحقيقه من قبل الأستاذ عبد الله يحيى السريحى عام (1998 م).

 

هذا بعض ما وجدته فيمن بحث في الموضوع، أردت أن أذكره ليستفيد من أراد الرجوع لطلب الفائدة.

 

وبالنِّسبة لموضوع هذه الدِّراسة فإنَّها تختلف عن الدِّراسات السابقة من حيث:

إنَّها تناولت الموضوع من خلال الدِّراسة التطبيقية للأحاديث النّبوية وذلك باستقراء المرويات التي تخدم عنوان هذا الموضوع وتخريجها تخريجًا علميًا، ثمّ الحكم عليها، والاستدلال بها في مواضعها الملائمة.

 

منهج البحث:

المنهج الاستقرائي:

1- قُمتُ باستقراء الأحاديث النّبوية الواردة في الكتب التًّسعة فجمعت الأحاديث التي وجدتُ أنّ لها تعلقا بموضوع دراستي، على وجه الاستيعاب، إلاّ ما يفوت الجهد البشري بسبب سهو أو نقص.

 

وهذا ما اعتقدته في بداية الأمر عند فراغي من قراءة الكتب الحديثية، فإنِّي لمّا بدأتُ بمرحلة التخريج والتصنيف، وزاد اطلاعي وفهمي لموضوع البحث وجدتُ أن استيعاب الأحاديث الواردة في هذا الموضوع أمر صعب للأسباب التالية:

أ- إنّ موضوع التفكير موضوع واسع متعدد مجالاته لتستوعب كثيرًا من الأبواب التي صُنّفت فيها الأحاديث من قبل أئمة الحديث وعلمائه.

ب- إنّ تصنيف الأحاديث على أساس هذا الموضوع ومفرداته تخضع في بعض الأحيان إلى وجهات النّظر المتعددة، ومدى اقتناع القارئ بالعلاقة بين العنوان والحديث الذي أدرج فيه.

 

الوقت الزمني المحدد لإنجاز البحث.

 

ولذا فقد اعتمدت في هذا الموضوع أهم الأحاديث التي جمعتها والتي وجدتُ أنّ لها تعلقا واضحاُ بمفردات البحث، وبالنسبة لبعض الأحاديث التي شعرتُ أنْ لا تعلق لها بشكل مباشر بموضوعات البحث فكنت استبعدها ولا أصنِّفها، وذلك بحسب ما رأيت واقتنعت.

 

2- اختيار متن الحديث: وضعت في المتن اللفظ الأجمع، والأصح من الألفاظ المروية للحديث والتي تخدم عنوان الباب من غيرها من المتون، وذكرت سند المتن المعتمد.

 

فجعلت لفظ البخاري مُقدمًا على لفظ مسلم وبقيّة الكتب، ثمّ جعلت لفظ مُسلم ُمقدّمًا على كتب الحديث الأخرى.

 

وقد خالفت هذه الطريقة إذا اقتضى المقام ذلك، كأن يكون لفظ مسلم أكثر وضوحا ودلالة على الموضوع من لفظ البخاري.

 

قمت باختصار بعض المتون، وذلك لأسباب متعددة: كأن يكون متن الحديث طويلًا، أو لا تعلق له بالموضوع.

 

ب- المنهج النَّقدي في دارسة الأحاديث وتخريج الروايات: -

1- اعتمدت في ذكر من أخرج الحديث من أصحاب كتب رواية الحديـث الترتيب الآتي: -

أولًا: ذكر أصحاب الكتب التِّسعة مرتبين حسب ترتيب أهل الحديث لهم:

(صحيح البخاري، صحيح مسلم، سنن أبي داود، جامع التِّرمذي، سنن النسائي (المجتبى)، سنن ابن ماجة، مسند أحمد، موطأ مالك، سنن الدّارمي).[3]

 

2- ثم الكتب التي التزم فيها أصحابها الصِّحة (صحيح ابن خزيمة، صحيح ابن حبان، المستدرك على الصحيحين)

 

3- ثم الكتب الأخرى حسب أقدميتها.

 

ثانيًا: إذا كان الحديث قد أخرجه البخاري ومسلم أو أحدهما اقتصرت على تخريجه من الكتب التِّسعة، أما إذا لم يخرجه الشيخان أو أحدهما، فقد توسعت في تخريجه من مصادر الحديث، وبحسب ما تستدعيه الحاجة.

 

ثالثًا: ذكرت في تخريج الحديث الكتاب، والباب، والجزء، والصفحة، ورقم الحديث.

 

رابعًا: بالنسبة للشواهد:

- إذا كان لها أصل في الصحيحين أو أحدهما اكتفيت بتخريجها من الكتب التِّسعة.

-وذكرتُ أقوالًا للعلماء السابقين في شواهد أحاديث الصحيحين، في بعض المواضع، وذلك ليربط القارئ بين الحكم على الرواية المذكورة وبين شواهدها.

- ذكري لشواهد الأحاديث الصحيحة، هو من باب الفائدة والعلم، وليس لتقوية الأحاديث الصحيحة، أمّا شواهد الأحاديث من غير الصحيحين فهي للاعتبار.

 

خامسًا: استوعبت تخريج الأحاديث بالنسبة للعبارات التي هي موضع الاستشهاد، فإن كانت المتابعات والأطراف والشواهد من حيث ألفاظها متعلقة بموضوع الباب ذكرتها، وان لم يكن لها تعلق كأن ترد مختصرة، أو بلفظ مختلف، فلم أُشر إليها.

 

سادسًا: الحكم على الحديث: -

اعتمدت في الحكم على الحديث المنهج التالي:

1) إذا ورد الحديث في الصحيحين أو أحدهما، أكتفي بحكمها، لتلقي الأمّة لهما بالقبول.

 

2) أما الأحاديث التي لم ترد في الصحيحين، ووردت في كتب الحديث الأخرى، حاولت أن أجمع أقوال أهل العلم في بيان حكمها، من كتب التخريج والشروح والعلل، ناقلة أقوال أهل العلم فيها، لا سيما الإمام الّنووي، والحافظ ابن حجر، والحافظ الهيثمي، وغيرهم من المتقدمين، أو أقوال أهل العلم المعاصرين الذين اشتغلوا بهذا العلم وعرفوه.

 

فان كان هناك اختلاف في الحكم على الحديث، قمت بمحاولة التّرجيح على حسب ما ظهر لي من خلال تراجم الإسناد، مسترشدة بأقوالهم.

 

سابعًا: ترجمة الراوي:

لم ألتزم بالتعريف برواة السَّند راويًا راويا، وإنّما ترجمت للراوي الذي حامت حوله شبهة أو كلام للنّقاد فيه، أو المهمل الذي يحتاج إلى التعريف.

 

فان كان الراوي ثقة فإنني استغني عن ذكر ما فيه، وان كان ضعيفًا فقد ذكرت ما فيه أثناء الحكم على الحديث خوفا من الإطالة في الترجمة، لانّ المقصود من الترجمة هو معرفة حال الراوي من أجل الحكم على روايته. أمّا إذا كان الراوي مهمل، فقد التزمت بالتعريف به بأقل عبارة، وذلك بقولي ((هو ابن فلان))، أو نسبته، أو ما شابه ذلك.

 

ثامنًا: رقّمتُ الأحاديث ترقيما تسلسليًا، وللمكررة كذلك.

 

3- المنهج التحليلي: -

أولًا: شرحت غريب الحديث: وذلك بالاعتماد على كتب غريب الحديث وبخاصة: غريب الحديث لأبي عبيد الهروي، وغريب الحديث للخطابي، وغريب الحديث لابن الأثير، وغيرها، وقد اعتمدت على الأخير بشكل أكبر لأنه يجمع أقوال سابقيه ممّن ألفوا في الغريب

 

فإن لم اقف على اللفظ الغريب في هذه المصادر، عدت إلى معاجم اللغة من مثل معجم مقاييس اللغة لابن فارس، ولسان العرب، ومختار الصحاح للرازي، والقاموس المحيط للفيروز آبادي،...الخ.

 

ثانيًا: علقت على الأحاديث بما يناسبها موضحة وجه العلاقة بين الحديث وموضوع الباب تحت عنوان " فقه الحديث " ورجعت في ذلك إلى شروح كتب السُّنّة: كالخطابي في معالم السنن، والنّووي في شرحه على صحيح مسلم، وابن حجر في فتح الباري، وغيرها من الشروح الأخرى، ورجعت كذلك إلى عددٍ من كتب التَّفسير، وبعض الكتب التي تناولت موضوع منهج التَّفكير فاستفدت من بعضها في التعليق على الأحاديث، وإن لم أجد أجتهدت فيه بحسب ما رأيت.

 

ثالثا: إذا كانت دلالة الحديث على الموضوع واضحة اختصرت التعليق، وفي مواضع لم أر حاجة للتعليق لوضوح العلاقة.

 

وإذا كانت دلالة بعض الأحاديث واحدة، جعلت التعليق عليها بعد سرد الأحاديث وتخريجها، تفاديًا للتكرار والتطويل.

 

رابعًا: بالنسبة لاختلاف الألفاظ بين الروايات، كنت أذكر الاختلاف باللفظ بحسب ما يتعلق بموضوع الباب ويخدمه.

 

خامسًا: كتبتُّ توطئة لكل فصل من الفصول، ولبعض المباحث والمطالب -بحسب ما استدعته حاجة الموضوع - مبينةً فيها ما يدور حوله الفصل أو المبحث أو المطلب، وحرصت على الاستدلال ببعض الآيات القرآنية، إن وجدت.

 

سادسًا: صنّفتُ الأحاديث على الموضوعات، بحسب ما وجدتُ أنه مناسب، وحاولتُ أن أبتعد عن التكلِّف في تحميل النصوص الحديثية ما لا تحتمل.

 

ولذا فقد كنتُ أنبِّه على اللفظ الذي هو موضع الاستدلال بخطٍ أسود قاتم ليتنبه القارئ، ما أمكنني ذلك.

 

خطة البحث:

قسِّمت هذا البحث إلى مقدمة، وتمهيد، وأربعة فصول، والخاتمة، وذلك على النحو التالي:

المقدمة:

فيها بيان أسباب اختيار الموضوع، وأهميته، والدِّراسات السابقة فيه، ومنهج البحث، وخطته.

 

التمهيد:

وفيه تعريف منهج التّفكير لغةً واصطلاحاّ، وأهمية التَّفكير، وبيان لموقف الإسلام من التّفكير وموقف القرآن من التفكير، وعلاقة التَّفكير بالسنَّة النبوية، ثمّ تعريف بأهم المصطلحات المستخدمة في الرِّسالة.

 

الفصل الأول: تحرير التّفكير الإنساني من المعيقات

وفيه ثلاثة مباحث:

المبحث الأول: تحرير التّفكير من الأوهام.

المبحث الثاني: تحرير التّفكير من الخرافات.

المبحث الثالث: تحرير التّفكير من التقليد.

 

الفصل الثاني: المنهج النّبوي في التثبت وإقامة الدّليل

وفيه خمسة مباحث:

المبحث الأول: الأخذ باليقين.

المبحث الثاني: الأخذ بالظاهر.

المبحث الثالث: الوسائل المثبتة للأحكام.

المبحث الرابع: التجربة مصدر من مصادر المعرفة والتثبت.

المبحث الخامس: الاستدلال بحكم العقل.

 

الفصل الثالث: موضوعية المنهج النّبوي في التّفكير

وفيه مبحثان:

المبحث الأول: وسائل تحقيق الموضوعية.

المبحث الثاني: بيان مظاهر الموضوعية

 

الفصل الرابع: واقعية المنهج النّبوي في التّفكير

وفيه ثلاثة مباحث:

المبحث الأول: قواعد عامَّة في التَّفكير.

المبحث الثاني: التفكير في مواجهة المستجدات.

المبحث الثالث: مجالات التَّفكير.

 

الخاتمة.

وفيها عرض لأهم النتائج التي توصلت إليها الباحثة من هذه الدراسة.

وبعد فإنِّي أحمد الله تعالى أن يسر لي إنجاز هذه الدِّراسة، وأن منحني فرصة الاشتغال بالحديث النَّبوي الشريف، والتي أرجو أن أكون قد وفقت فيما عرضته فيها، وأسأل الله تعالى أن يجعل هذا العمل في ميزان حسناتي يوم القيامة، وأن يغفر لي ما وقع فيه من زلل.

 

 

 


الخاتمة

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسَّلام على نبينا وحبيبنا نبي الهدى والرحمة، وعلى آله وصحبه وسلم الطيبين الطاهرين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدِّين. وبعد أن منَّ الله علي بإنجاز هذه الدِّراسة فقد تبين لي ما يلي:

1. أنَّ النَّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اهتم اهتمامًا كبيرًا بتربية العقل وإعماله من خلال تنمية التفكير وإثارته باستخدام الوسائل المتعددة كأسلوب التأمل والتفكر العقلي، وأسلوب الحوار والمناقشة، وأسلوب ضرب المثل، ويظهر هذا الأمر من خلال النَّظر إلى الأحاديث النَّبوية الشريفة وتأملها.[4]

 

2. منهج النَّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان منظمًا ومتدرجًا بدأ من بداية الدَّعوة الإسلامية من خلال اهتمام النَّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالعلم والحث عليه؛ لتحرير الإنسان من الجهل الذي يعتبر أهم عائق أمام تقبل مضمون الرسالة الجديدة.

 

3. حارب النَّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الله الأوهام والخرافات التي كان الكهنة يسيطرون بها على النَّاس فتحد من تفكيرهم وتغلق على قلوبهم، فتشكل عائقًا أمام التفكير والبحث في سنن هذا الكون لاكتشاف أسراره وفهمها فهمًا صحيحًا،فحرم الكهانة والتعامل مع الكهنة، كما بين بطلان تأثير العدوى والطيرة التي تزرع المخاوف في نفس الإنسان، وتمنعه من أعمال عقله في اتخاذ قرارته،وبين كذلك بطلان الكثير من الخرافات التي شاعت لدى النَّاس في العصر الجاهلي كوجود الغول والصفر والهامة، وارتباط الكسوف والخسوف وحركة النجوم وتساقط المطر بأمور وأحداث معينة.

 

4. حرص النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على بناء منهجية علمية دقيقة في التثبت، من أجل أن يكون المسلمُ على بصيرة من أمره، ألخصها كالآتي:

- بناء الأحكام والمعتقدات على الدَّليل واليقين، وليس على الظنِّ والتخمين.

- اجتناب الظن الذي لا يستند إلى دليل.

- الأخذ بظاهر الأمور، وترك البواطن لله تعالى، فالأصل هو سلامة الذمم وبراءتها، ما لم يظهر دليل بخلاف ذلك.

- ثيوت الأحكام والحقوق لا يكون إلا بالإقرار والاعتراف الصريح المثبت لوقوع الفعل، أو من خلال شهادة الشهود، أو من خلال ظهور بينات واضحة الدلالة غير محتملة.

- وجوب مراعاة شروط الصحة في إثبات الأحكام، ودرء الشبهات؛ لتبنى الأحكام على أساس صحيح ومدروس.

- اعتماد التجربة والخبرة العملية مصدر من مصادر المعرفة، والتي تقوم على الملاحظة، وجمع المعلومات حول المشكلة، ثم محاولة الوصول للنتائج العلمية الصحيحة وهذا هو المنهج الاستقرائي في البحث الذي يوصل الإنسان إلى النتائج العلمية التي تفيد اليقين؛ لأنَّها بنيت على أساس جمع الأدلة والتثبت منها لا على مجرد الظنِّ والتخمين، ومثال ذلك حديث الاستشفاء بالعسل والتي تبين من خلال التجربة والملاحظة أن العسل فيه خواص شفائية ولكن الأمر يحتاج إلى تكرار المحاولة لكي يعطي العسل فائدته للجسد.

وكذلك حديث تأبير النَّخيل الذي تبين من خلال التجربة والملاحظة أن تأبير النَّخيل أمر ضروري للحصول على الثمار الناضجة.

خ- وأنَّ النَّبي وجه عقول الصحابة إلى التفكير الاستنباطي أو القياسي لبناء الأحكام على أساسه، وذلك ضمن ضوابط وشروط الشريعة الإسلامية.

 

5. وأنَّ النَّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بنى في المسلمين منهجية علمية موضوعية من خلال: أ- دعوتهم للتثبت من كل معلومة تصلهم، وذلك من خلال سماع الأطراف، أو البحث عن مصدرها.

ب- عدم التسرع في إصدار الأحكام؛ كي لا يقع الإنسان في عواقب وخيمة. نتيجة لاتخاذ قرارت متسرعة.

ت- ترك المبالغة في الأمور والتهويل في الكلام، وضرورة إعطاء الحقيقة حجمها الطبيعي والواقعي. وينطبق ذلك على موضوع المدح والذم والتي يقع فيها بعض النَّاس في المبالغة.

ث- أنصاف الآخرين وعدم هضمهم حقوقهم. والحرص على النَّزاهة واجتناب الهوى عند الحكم على الآخرين.

ج- احترام آراء الآخرين وتقبل وجهات النَّظر المتعددة.فالعقول مختلفة، والإفهام متعددة.

ح- تقبل النَّقد والرجوع إلى الحق.

خ- ترك الكبر والعناد والتعصب.

 

5. وأنَّ النَّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اهتم بتوجيه تفكير الصحابة إلى البحث في الأمور التي لها اتصال بالواقع، وتعود بالنفع والفائدة عليهم، فوجههم إلى أهمية مراعاة الأولويات، وضرورة التفكير في عواقب الأمور...الخ.

 

6. والمسلمون اليوم وهم يعيشون جاهلية أخرى بسبب غفلتهم عن تطبيق منهج الله في حياتهم، بحاجة إلى وقفة مع النفس وإعادة بناء الذات ضمن الأسس والمعالم النَّبوية العظيمة والتي تهدف إلى بناء الإنسان الفاعل والمؤثر بشكل إيجابي، والمتحرر من عوامل الخوف والتقليد والتبعية الفكرية.

 

7. وبالنسبة لموضوعات هذه الدِّراسة فإنِّي حاولت جاهدة أن أعرض لها بما يخدم العناوين التي تضمنتها، ولقد واجهت صعوبات بالغة في إعداد هذه الدِّراسة بسبب تنوع وتعدد موضوعاتها، فكل موضوع منها يستحق أن يفرد في دراسة مستقلة تبين جوانبه وتعرض له بالتفصيل، لذا فإنِّي أوصي الدَّارسين والمهتمين بعلوم الشريعة أن يأخذوا موضوعات هذه الدِّراسة بعين الاهتمام، وأخص بالتوصية موضوع الإنصاف أو الموضوعية.

 

وختامًا أقول: هذه خلاصة بحثي وجهدي في دراسة الموضوع، ويعلم الله أنّي حاولت ما استطعت، وبذلت كل الوسع الممكن في فهمه وفي عرضه، ولكن يبقى هذا جهد بشري متواضع لا يخلو من جوانب النقص والخطأ، والحمد لله أولًا وأخرا، وصلي اللهم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

 

Collectively، classification and Study

by

Shifa Ali Al Faqeeh

Supervisor

Dr. Rajeh Al Kurdi


Abstract

This study has dealt with the topic of "Thinking Approach in Prophet's Hadith"، in the aim of clarifying the general policy which the prophet (Peace be upon him) had followed in thinking and intellects، and which he directed his Sahabi (God bless them) as well as Muslims. Through it he was able to nurture and raise a generation that carried the message of faith and human knowledge. And to lead the nation towards the building of a great civilization which history has not witnessed like it at all. This civilization has been build on the foundations of faith، science and morality، and carried the Arabs after they were an inferior nation، with ignorance un civilized، conflict and disunity were preventing through it، to carry them to be the best nation has been ever known to human kind.

 

This study based upon the subjective Hadith methodology، in collecting the prophet's Hadith relevant to the topic، and it had been classified under proper headings، study then reveal their wisdom and commenting on them appropriately.

 

After the emphasizing of what it may be in need to clarification in order to benefit from it those who are specialists and concerned. Results of this study include that، Islam has established its message on the foundations of science، knowledge and the addressing of mind and though، fighting the ignorance and its features، while the prophet "peace be upon him" had build with early Muslims the scientific methodology in thinking which was established upon assurance and evidence demanding. Their minds were liberated from illusions، myths، imitation and fanaticism and directed them towards insights and reflection and to conceive what surround them in order for their hearts to absorb the correct faith and the night one and the acceptance of the new Shariat.

 

Nowadays Muslims are in dire need to go back to the prophet's (P) Sunnah and look up into his ways (P) in exploiting their energy and thinking in order to benefit them and to save them from decaying and dysfunction which they suffer from because their lack of clinging to their religion and be guided with its guidance.

 

فهرس المحتويات

الموضوع

رقم الصفحة

قرار لجنة المناقشة

ب

الإهداء

ج

شكر وتقدير

د

فهرس المحتويات

هـ

الملخص باللغة العربية

ط

المقدمة

1

مشكلة الدِّراسة

3

أهميَّة الدِّراسة ومبرراتها

3

الدِّراسات السابقة

4

منهجية البحث

6

التمهيد

12

أولًا: تعريف منهج التَّفكير

12

ثانيًا: أهمية التفكير

17

ثالثًا: موقف الإسلام من التَّفكير

19

رابعًا: موقف القرآن من التَّفكير

20

خامسًا: علاقة التَّفكير بالسنَّة النبوية

23

سادسًا: تعريف بأهم المصطلحات الواردة في الدِّراسة

25

الفصل الأول: تحرير التَّفكير الإنساني من المعيقات

27

المبحث الأول: تحرير التَّفكير من الأوهام

30

المطلب الأول: الكهانة

30

الفرع الأول: بيان حقيقة الكُهَّان

31

الفرع الثاني: تحريم تصديق الكُهَّان

الفرع الثالث: تحريم إتيان الكُهَّان والتَّعامل معهم

34

35

الفرع الرابع: العيافة والطَّرق

38

المطلب الثاني: السحر

41

المطلب الثالث: العدوى والطِّيَرة

43

المطلب الرابع: وهم الطيرة

45

المطلب الخامس: الرقى والتَّمائم والتِّوله

50

المبحث الثاني: تحرير التَّفكير الإنساني من الخرافات:

53

المطلب الأول: من خرافة الصفر والهامة

53

المطلب الثاني: من خرافة الغول

54

المطلب الثالث: من خرافة ارتبطت بالكُسُوف والخسوف

55

المطلب الرابع: من خرافة ارتبطت بحركة النُّجوم والكواكب

56

المطلب الخامس: من خرافة ارتبطت بسقوط المطر

58

المبحث الثالث: تحرير التَّفكير من التقليد

60

المطلب الأول: النَّهي عن تقليد الجاهلية

62

المطلب الثاني النَّهي عن تقليد الكفار في اختلافهم

67

المطلب الثالث: النَّهي عن تقليد اليهود في احتيالهم على الأحكام

70

المطلب الرابع: النَّهي عن تقليد أهل الكتاب

72

المطلب الخامس: النَّهي عن اتباع العامة والجماهير

74

الفصل الثاني: المنهج النبوي في التثبت وإقامة الدليل

76

المبحث الأول: الأخذ باليقين

79

المطلب الأول: بناء الأحكام على اليقين

79

المطلب الثاني: اليقين لا يزول بالشك

86

المطلب الثالث: ترك الشبهات واتباع اليقين

89

المطلب الرابع: اجتناب الظن

93

المبحث الثاني: الأخذ بالظاهر

97

المبحث الثالث: وسائل إثبات الأحكام

107

المطلب الأول: بيان أنواع الوسائل المثبتة للأحكام

107

المطلب الثاني: مراعاة شروط الصِّحة في اثبات الأحكام

114

المطلب الثالث: درء الشبهات لإثبات الأحكام

115

المبحث الرابع: التجربة

117

المطلب الأول: التَّجربة مصدر من مصادر المعرفة

117

المطلب الثاني: التجربة وسيلة من وسائل التثبت

119

المبحث الخامس: الاستدلال بحكم العقل

121

المطلب الأول: القياس

121

المطلب الثاني: البرهان النَّظري(العقلي)

123

الفصل الثالث: موضوعية المنهج النَّبوي في التَّفكير

125

المبحث الأول: وسائل تحقيق الموضوعية

128

المطلب الأول: التثبت

128

المطلب الثاني: ترك الكبر

134

المطلب الثالث: ترك التعصب

137

المطلب الرابع: النَّزاهة

140

المطلب الخامس: ترك المبالغة

145

المبحث الثاني: بيان لمظاهر الموضوعية

149

المطلب الأول: إنصاف الآخرين

149

المطلب الثاني: احترام أراء الآخرين وتقبلها

153

المطلب الثالث: الأمانة العلمية

154

المطلب الرابع: تقبل النقد والرجوع إلى الحق

157

الفصل الرابع

واقعية المنهج النَّبوي

158

المبحث الأول: قواعد عامَّة في التفكير

160

المطلب الأول: مراعاة الأولويات في حياة المسلم

160

المطلب الثاني: التفكير في عواقب الأمور

165

المطلب الثالث: اللجوء إلى الله تعالى عند إتخاذ القرار

168

المطلب الرابع: الاستفادة من التجارب والخبرات السابقة

170

المبحث الثاني: التفكير في مواجهة المستجدات

171

المطلب الأول: إيجاد الوسائل المناسبة لمواكبة التطورات

172

المطلب الثاني: التعاون في مواجهة الظروف الطارئة

174

المطلب الثالث: الاعتماد على القدرات الذاتية

175

المطلب الرابع: مراعاة الظروف الاستثنائية ومعالجتها

176

المبحث الثالث: مجالات التَّفكير

178

المطلب الأول: الحرص على ما يحقق المنفعة للمسلم

178

المطلب الثاني:: ترك التَّحسُّر والنَّدم على ما فات

180

المطلب الثالث: ترك التَّكلف في السؤال

181

المطلب الرابع ترك التشاغل فيما اختص من أحوال النَّاس

183

المطلب الخامس: ترك التفكير فيما اختص الله بعلمه

184

الخاتمة

185

المصادر والمراجع

188

ملاحق

195

ملحق أطراف الحديث

196

الملخص باللغة الإنجليزية (Abstract)

200

 


[1] هذا وقد ذكر لي الدكتور الفاضل سلطان العكايلة أنَّ له بحثًا في الموضوع بعنوان ضوابط المنهج النَّبوي في التفكير.

[2] انظر ص ص:38-60.من الكتاب.

[3] وقد اعتمدت الطبعات الآتية في تخريجي لأحاديث الرّسالة: صحيح البخاري، ط بدون، 4م، دار الكتب العلمية، بيروت 1999م - صحيح مسلم، ط بدون، 5م، بترقيم محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء الكتب العربية، (عيسى البابي الحلبي) - سنن أبي داود، ط1، مجلد، دار السلام، الرياض، 1999م - سنن النسائي، ط1، مجلد، دار السلام الرياض، 1999م - سنن ابن ماجة، ط3، 5م، دار المعرفة، بيروت، 2000م - مسند الإمام أحمد، ط1، 10م، عالم الكتب، بيروت، 1998م، الموطأ، ط2، 2م، دار المعرفة، بيروت، 1999م، سنن الدّارمي، ط1، مجلد، دار المعرفة، بيروت، 2000م)

[4] فعلى سبيل المثال:

1- حديث عبدالله بن عباس: قَالَ:

" أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الأَنْصَارِ؛ أَنَّهُمْ بَيْنَمَا هُمْ جُلُوسٌ لَيْلَةً مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رُمِيَ بِنَجْمٍ فَاسْتَنَارَ. فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" مَاذَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا رُمِيَ بِمِثْلِ هَذَا؟"

قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ.كُنَّا نَقُولُ وُلِدَ اللَّيْلَةَ رَجُلٌ عَظِيمٌ..." (راجع ص56). يظهر فيه استخدام النَّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأسلوب الحوار من خلال طرح التساؤلات، وبناء الأسلوب الناقد المفكر لديهم في الأمور التي كانوا يسلمون بها ويصدقونها دون إعمال عقولهم.

2- وحديث عائشة رضي الله عنها: عَائِشَةُ: " سَأَلَ أُنَاسٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْكُهَّانِ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسُوا بِشَيْءٍ" (راجع ص31) حيث يظهر في الحديث استخدام النَّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأسلوب التأمل والتفكير العقلي من خلال عرض الحقائق المجردة، حيث بين للمسلمين حقيقة الكهنة.

3- وحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ " ويظهر في الحديث استخدام النَّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأسلوب ضرب الأمثلة وتنمية القدرة على التخيل.





 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • تفكير المؤمن وتفكير غير المؤمن: التفكير الكلي والتفكير الجزئي(مقالة - موقع أ. د. فؤاد محمد موسى)
  • أثر التفكير الغربي في مناهج التعليم للعالم العربي(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • منهج التفكير العقلي في القرآن الكريم (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تحليل منهج التحقق الاحتمالي في دراسة الحديث النبوي: نقد أكاديمي معمق(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الحسد بين الحديث النبوي والعلم الحديث (عرض تقديمي)(كتاب - موقع د. حسني حمدان الدسوقي حمامة)
  • فهم واقع الحياة في قصة صاحب الجنتين: تفكير المؤمن وتفكير غير المؤمن في قصة صاحب الجنتين(مقالة - موقع أ. د. فؤاد محمد موسى)
  • دفع ما يوهم التعارض في البيان النبوي: دراسة بلاغية تطبيقية على الحديث النبوي الشريف (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الإمام الذهبي ومنهجه في نقد متن الحديث الشريف لحسن فوزي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • تخريج ودراسة تسعة أحاديث من جامع الترمذي من الحديث (2995) إلى الحديث (3005) (PDF)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • مهارات التفكير الناقد(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 14/11/1446هـ - الساعة: 17:59
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب