الحقول الدلالية في شعر الكميت بن زيد الأسدي

ملخص الرسالة

الحقول الدلالية في شعر الكميت بن زيد الأسدي

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله حمدًا لا يحصيه إلا هو، على ما أنعم علي، ووفقني له من خير، ابتغي فيه العلم وخدمة اللغة العربية. والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحبه الغر الميامين.

وبعد… فحين توكلت على الله، وعزمت على تحديد موضوع دلالي لرسالة الماجستير اختار لي المشرف السابق الأستاذ الدكتور علي عبد الحسين زوين دراسة شعر الكميت دلاليًا، فأصبح الموضوع ليكون: (الحقول الدلالية في شعر الكميت بن زيد الأسدي).

ولم يخل البحث من عقبات، منها: قلة المصادر والمراجع التي لا بد من الرجوع إليها، فضلًا عن سعة البحث، ودقته، الأمر الذي تطلب بذل جهد كبير فيه. إذ قمت بدراسة الألفاظ التي وردت في شعر الكميت، كلها ما تعلق منها بالسياسة الاقتصادية والناحية الاجتماعية وألفاظ الزمان والمكان فضلًا عن ألفاظ إسلامية وألفاظ الطبيعة وصفات الإنسان (الذكر والأنثى)، وهي ألفاظ كثيرة، كان لا بد لي من الاختيار منها، وهذا ما تتطلبه أصول البحث، إذ ((البحث انتقاء وليس هو استقصاء))، كما حكاه أستاذي الدكتور كاصد الزيدي عن أستاذه.

وقد اعتمدت في البحث على ديوان الكميت لدراسة شعره، فضلًا عن القصائد التي عرفت باسم (الهاشميات)، والتي ازدانت بتفسير أبي رياش أحمد بن إبراهيم القيسي، ومعها القصيدة النونية. وبذلك لم أترك شيئًا من شعرهِ إلا تناولته بالدراسة، بل حتى الشعر المنسوب له في الجزء الثالث من الديوان.

وقد اعتمدتُ في دراستي للديوان وشرح الأبيات على المعجمات العربية وأهمها معجم (العين) للخليل بن أحمد الفراهيدي (ت175هـ)، و(جمهرة اللغة) لأبي بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي (ت321هـ)، و(مقاييس اللغة) لأحمد بن فارس (ت395هـ)، و(الصحاح) لاسماعيل بن حماد الجوهري (ت393هـ) و(لسان العرب) لابن منظور (ت711هـ)، و(القاموس المحيط) للفيروز آبادي (ت817هـ)، و(تاج العروس) لمحمد بن مرتضى الزبيدي (ت1205هـ)، و(أساس البلاغة) لجار الله محمود بن عمر الزمخشري (ت538هـ).

ومن معجمات المعاني: (الألفاظ الكتابية) لعبد الرحمن بن عيسى الهمذاني (ت320 هـ)، و(فقه اللغة وسر العربية) لأبي منصور الثعالبي (ت429هـ)، و(نظام الغريب) للربعي (ت480هـ).

ومن الكتب التي أُلفت في اللغة (كتاب النبات) للأصمعي (ت216هـ) و(أدب الكاتب) لأبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة (ت276هـ)، وكتاب (ما اتفق لفظه واختلف معناه من القرآن المجيد) لمحمد بن يزيد المبرد (ت286هـ)، و(الأضداد) لأبي بكر محمد بن القاسم الأنباري (ت328هـ) و(الخصائص) لأبي فتح بن جني (ت392هـ) و(الصاحبي في فقه اللغة) لأحمد بن فارس (ت395هـ)، و(المخصص) لابن سيده (ت458هـ) و(المزهر في علوم اللغة) لجلال الدين السيوطي (ت911هـ).

أما الكتب الحديثة، فرجعت إلى: (الطبيعة في القرآن الكريم) و(فقه اللغة العربية) للدكتور كاصد ياسر الزيدي، و(دلالة الألفاظ) للدكتور إبراهيم أنيس، و(علم الدلالة) للدكتور أحمد مختار عمر، و(فصول في فقه اللغة) للدكتور رمضان عبد التواب، و(الأسلوبية والأسلوب) للدكتور عبد السلام المسدي، و(منهج البحث اللغوي) للدكتور علي عبد الحسين زوين.

ومن الكتب المترجمة (دور الكلمة في اللغة) لستيفن أولمان و(علم الدلالة) و(اللغة والمعنى والسياق) لجون لاينز. هذه أهم المصادر التي رجعت إليها.

وقد اشتمل البحث على مقدمة، وتمهيد وبابين: فالتمهيد تناول مبحثين: الأول: (نبذة موجزة من حياة الكميت وأهمية شعره) والثاني: (نظرية الحقول الدلالية). وتناول الباب الأول: (ألفاظ الطبيعة) مقسومة على ثلاثة فصول: الفصل الأول في: (ألفاظ عناصر الطبيعة السماوية) وهو في مبحثين: الأول في (السماء والشمس والقمر)، والثاني في (النجوم والكواكب والأنواء). وكان الفصل الثاني في (ألفاظ عناصر الطبيعة الأرضية) وهو في ثلاثة مباحث: الأول في (ألفاظ الحيوان) وهو في قسمين أحدهما (ألفاظ الحيوان الأهلي) والآخر: (ألفاظ الحيوان الوحشي)، وكان المبحث الثاني في (ألفاظ الطير والزواحف والحشرات) والمبحث الثالث في (ألفاظ النبات والجماد).

أما الفصل الثالث فكان في (ألفاظ الظواهر الطبيعية) وهو في مبحثين: الأول (ألفاظ ظواهر الطبيعة البعيدة) والثاني (ألفاظ ظواهر الطبيعة القريبة).

واشتمل على الباب الثاني (الألفاظ المادية والاجتماعية) وهو في فصلين، الأول في (ألفاظ الحضارة المادية) وهو على أربعة مباحث هي: السكن والأثاث، والألبسة والأكسية، والأطعمة والأشربة، ومواد الزينة.

أما الفصل الثاني: (الألفاظ الاجتماعية) ففي مبحثين: الأول (ألفاظ اجتماعية) والثاني (ألفاظ إسلامية).

وانتهت الرسالة بخاتمة تناولت نتائج البحث، وتلاها ثبت بالمصادر والمراجع.

♦♦ ♦♦ ♦♦

الخاتمة

بعد هذه المسيرة من الدراسة لشعر الكميت وتطبيق نظرية الحقول الدلالية عليه، يمكن أن نوجز أهم نتائج البحث على النحو الآتي:

(1) إن هناك ألفاظًا استعيرت لمعنى غير معناها الأصلي وهذا من باب انتقال الدلالة من حال إلى حال كما في (السماء) التي وردت بمعنى السحاب، و(القمر) مأخوذ من (القُمْرَة) وهي البياض، فسمي بذلك لبياضه، وكلمة (نجم)كانت تدل على الظهور والطلوع ثم انتقل مجالها الدلالي إلى السماوي لظهوره في الليل. وقد سمي عدد من النجوم بأسماء الحيوانات وأسماء أخرى، مثل الأسد والعقرب، والميزان … وغير ذلك. و(زُحل) هو كوكب من الخُنّس، سمي بذلك؛ لأنه زَحَلَ أي بعد، وأصله في اللغة من زَحَلَ الشيء عن مقامه يزحل زحلًا وزُحُولًا: إذ أزل عن مكانه.

(2) استعمل الكميت ألفاظًا خاصة بدلالة عامة، وألفاظًا عامة بدلالة خاصة، وهذا من باب الخصوص والعموم. كما في استعمال صفة من صفات الناقة الجسدية، لتدل على عموم الناقة مثل الكَوْماء والوَجْناء والحَدْب والحدابير والشَدْقم وغير ذلك. ولفظة (المسوَّمات) أصبحت تطلق على الخيل بعامة، وهي في الأصل تعني العلامة. ولفظة (أطلس) فهي تدل في الأصل على اللون، ثم انتقلت إلى الذئب الذي في لونه غبرةٌ إلى السواد.

(3) وجود علاقة ترادف بين كثير من الألفاظ المتعلقة بجماعات الحيوان مثل (آجال) و(رَبْرب) و(الصُوار) إذ هي جميعًا دالة على معنى الجماعة من قطيع البقرة.

ويلحظ أيضًا وجود علاقة تغاير دلالي بين (الوجار) و(البواكر) و(الآجام) وهي ألفاظ يدل كل منها على جماعة من الحيوانات.

(4) حدد العربي ألفاظًا تطلق على أصوات الحيوانات، كل بحسب حالته التي تحمله على ضرب من التصويت فالكلب حدد له لفظة (النباح) وهي مصورة بجرسها للصوت الذي يحدثه الكلب. وحدد أصوات الإبل التي تطلقها بحسب حالاتها، فإذا أرادت أن تشرب الماء أطلقت أصواتًا تسمى (الجَأْجَأَة)، وإذا ردد البعير صوته في حنجرتهِ، قيل: هَدَرَ يهدر هديرًا، و(الحنَّة) من البعير رُغاؤه، وهو صوته وضجته. فهي مرادفة للرغاء. و(الطحيرا) أن تضرب الناقة برجلها تألمًا وانزعاجًا. ويسمى صوت الفرس (الصهيل) ويعني حدّة الصوت، في حين يسمى صياح الغنم (الثُّؤاج) وهو (الثُّغَاء) ويسمى صوت الحمير (النهيق)، ومنه تصوير لصوته بما فيه من مهيق. فيلحظ دقة العربي في تصوير أصوات الحيوانات عند سماعها بدقة والتعبير عن كل صوت بحسب حالته. وهذا ما عني به الشاعر الكميت في شعره، باستعمال هذه الألفاظ في سياقاتها المناسبة لها.

(5) ذكر الكميت طيورًا ما تزال محتفظة بأسمائها إلى الآن مثل (النسر) و(العنقاء) من الجوارح، ومن غير الجوارح: الهدهد والحمامة، والعصفور والكركي، الذي ما يزال يتردد اسمه في كلام العوام إلى اليوم.

(6) ونراه يكني عن موصوف مثل (ابن دأيه) على الغراب الذي يقف على الدبر من دأيات ظهور الأبل، ويعدّ مركبًا إضافيًا. وهذا لون من المجاز الكنائي.

(7) انتقال كثير من الصفات إلى الاسمية بكثرة الاستعمال ليدل على أسماء عدد من الحيوانات كما في أوصاف الحية التي صارت تطلق عليها كاسم من أسمائها بعد أن كانت في الأصل صفة لها فالأسود والمتقوب والسالخ والغضوب كلها في حقيقتها وأصل استعمالها صفات فصارت من أسماء الأفعى. ومثلها (النحلة) و(المخصرة) و(اللسوب) و(اليعسوب)، فهي في الأصل صفات للنحلة، فصارت بكثرة الاستعمال أسماء.

(8) وأورد أيضًا أسماء أشجار وأعشاب وثمار لغرض التشبيه بها فشبه الأصل الكريم بشجرة النُضار وهو أجود الخشب، وشبه الحظ وهو معنوي بشجر الصاب لمرارته.أما شجر (العفار) فالعرب تضرب به المثل في الشرف العالي. ويشبه الناس بشجر (العضاة) لقوتهِ وعظم شوكهِ. فأورد الكميت في تصويره هذه الألفاظ، يريد بها ماهو معنوي من الدلالات.

(9) ونراه يصور المعنوي من الصفات بشيء حسي كألفاظ الحُلي والمعادن والجواهر، وغالبًا ما يشبه بها الأصل الكريم، لشخص كريم.

(10) إن كثيرًا من ألفاظ البحث التي يظن أنها ليست كذلك في استعمالها اللغوي، بل ذات دلالات متباينة عند التأمل في سياقاتها. كما في استعماله دلالات الأرض وهي البَرّ والبسيطة، والجبال، والأطواد والرواسي والشواهق … وغير ذلك من ألفاظ الطبيعة.

(11) يلحظ على الكميت تأثره بألفاظ القرآن وأساليبه في التعبير وطريقة استعمالها فيه فقد تأثر بالفكرة والصيغة، فمن ذلك استعماله عبارة (وتَلّه للجبين)، فهذا التركيب الفعلي وأمثاله نحو (كلوه) أي كلو لحمي.

(12) ومن التحول الدلالي من الصفة إلى اسم الذات لفظة (مكَلَّل) بزنة (مُفعّل)، لتدل على السحاب المحمل بالغيث ويسمى السحاب المعترض في أفق السماء (العارض)، إذ صار الاعتراض وهو صفة، اسم ذات وهو (العارض).

(13) ويلحظ أنه يستعمل ألفاظًا كلفظتي الشمال والجنوب اللتين انتقلتا من أصلهما إلى معنيين آخرين، إذ هما في الأصل تعنيان (الاتجاه)، فأصبحتا تطلقان على (الريح) التي تأتي من الشمال باسم (الشمال)، ومن الجنوب باسم (الجنوب).

(14) ويلحظ تدرج بين طائفة من الألفاظ المتقاربة، مثل الثلج، والبرد، والجماد، والزمهرير، والقطقط، والأشهب. التي يمكن أن تشكل فيما بينها علاقة تغاير متدرج نحو الصعود لا الهبوط وهي البرد والقطقط والأشهب والزمهرير والجماد.

(15) وجود علاقة ترادف بين طائفة من الألفاظ الدالة على الملابس مثل الفضل والمنامة من ناحية، والخمار والبُرقع من ناحية أخرى، وهناك علاقة ترادف بين ألفاظ دالة على الخمر، إذ يلحظ ذلك، وبين الجريال والشموس.

(16) وجود علاقة تغاير بتدرج بين النهل والعَلَّ، إذ الأول في الشُرْبَة الأولى، والنهل في الشربة الثانية.

(17) وضوح الأثر الإسلامي في ألفاظهِ وتعابيره، مثل ((صلة القرابة)) و((آل البيت)). ويلحظ ميله إلى التصوير الفني بأسلوب (التشخيص الفني) الذي يُعدّ من أساليب العربية في التصوير كما في:

بالجِفَان التي بها يُترَكُ الجو   (م)   عُ قتيلًا ويفشأ الزمهريرا

فقد شبه الجوع بالإنسان.

ABSTRACT

My former supervisor Dr. Ali Abdul-Hassain Zuwain chose to me the studying of Al-Kumait’s poetry semantically, and the subject becom (Semantic fields in Al-Kumait’s Diwan, Astudy and Dictionary). The Dictionary is eliminated after it’s completion and then the subject became (Semantic fields In Al-Kumait Bin Zaid Al-Asadi’s poetry).

This study is divided into an introduction, preliminary and two parts: The preliminary is sub divided into two sections. The first gives us abrief account of Al-Kumait’s life and his poetical status. The second deals with the theory of Semantic fields.

Part one discusses the verbals of nature and it is subdivided in to three chapters. The first (The verbals of the elements of divine nature) and it is subdivided in to two sections. The first deals with heaven, sun and moon. The second sheds the light on the stars, planets, and storms. Chapter two studies the verbals of the elements of earth nature and it is subdivided into three sections. The first deals with the verbals of the animal and it consists of two divisions. The verbals of civil animal and the verbals of brutal animal. The second studies the verbals of birds, crawlings, and in sects. The third discusses the verbals of plant and Chapter three discusses (the verbals of nature’s Phenomena) and it is subdivided into two sections. The first concerns with the verbals of distant nature’s phenomena and the second deals with the verbals of near nature’s phenomena.

Part two covers the social and material verbals and it is subdivided into two chapters. The first sheds the light on the verbals of material civilization and it consists of four sections.(1) housing and furniture (2) clothes (3) foods and beverages (4) the decorative materials.

Chapter two discusses the social verbals and it is subdivided into two sections (1) social verbals (2) Islamic verbals.

Results:

1- There are verbals that are quoted for ameaning other than their original meaning and this is a semantic transformation from one case to another like in heaven which are mentioned with the meaning of clouds and moon which is taken from moon it which means whiteness, and it is named such for it’s whiteness and the word star which indicates the appearance and it’s semantic field is transformed to the heavenly field as it appears in night. Many of stars are named by the names of animals and other names like lion, scorpion, balance etc… and saturn is aplanet of satan and it is named such.

Because it deviates from it’s position.

2- Al-Kumait used particalverbals for general verbals and vice versa and this is regarding particularism and generality as in his use of one of the flesh adjectives of the camel to siginfy to the general camel like Al-Kawma, Al-wagna, Al-Hadab، Al-Khadabeer, Al-shadkam and otherwise.

3- A lot of adjectives are transformed to the nominality by the usage to signify to the many names of animals like the adjectives of asnake which became nouns while they are adjectives in origin.

قائمة المحتويات