التنصير في ولاية بيهار في الهند وسبل مواجهته

ملخص الرسالة

التنصير في ولاية بيهار في الهند

وسبل مواجهته

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، من يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

أما بعد:

فمنذ أن طلعت شمس النبوة المحمدية وسطع نور الإسلام في الجزيرة العربية احتدم الصراع بين الحق والباطل، وتعاظم الخلاف بين دين الحق و هو الإسلام والديانات الباطلة كاليهودية والنصرانية والوثنية وغيرها، كما قال الله تعالى: ﴿ مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ [البقرة: 105] وقال تعالى: ﴿ وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ﴾ [البقرة: 109] وقال سبحانه: ﴿ لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ [آل عمران: 186] وقال تعالى عنهم: ﴿ وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [البقرة: 135] وقال سبحانه: ﴿ يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾ [الصف: 8].

فالله جل وعلا أتم نوره ونصر دينه الذي ارتضاه لعباده، وغلب الإسلام بمبادئه السمحة على سائر الأديان، حتى غدت راية الإسلام ترفرف من حدود الصين شرقا وإلى الأندلس غربا. ولكن لم تهدأ نار الحسد على الإسلام والمسلمين بل ازدادت نار الغيظ والغضب تأججا وتوهجا، حتى شنت النصارى الحرب الشعواء ضد الإسلام والمسلمين بكل عدة وعتاد (مما عرف في التاريخ بالحروب الصليبية) وجاءوا بالجيوش الجرارة لكي يقضوا على الإسلام من جذوره ويستأصلوا شأفته؛ لكنهم جوبهوا بعقبات وعراقيل وعوائق وعقابيل[1]، ووجدوا أمامهم أبناء الإسلام قد صمدوا صمود الجبال لصد مآربهم الخبيثة، فأخفقوا ورجعوا القهقرى خائبين وخاسرين مشحونين بالضغائن والسخائم. وصدق الله جل علا: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ ﴾ [الأنفال: 36].

فلما فقدوا قوتهم أمام الإسلام وعلموا أن مواجهة أبناء الإسلام غير ممكنة ما داموا متمسكين بالإسلام ملتزمين بمبادئه وقيمه، خططوا خطة جديدة ماكرة خداعة لتنحية أبناء الإسلام عن مبادئه التي يعتزون بها، و تحالفوا وتكتلوا لتنفيذ الخطة المرسومة ثم تداعوا وتكالبوا على الإسلام والمسلمين بشتى الطرائق ومختلف الوسائل.

فالأمة الإسلامية اليوم تواجه تحديات متعددة وتيارات متنوعة تسعى لتفتيت وحدتها وتشتيت شملها وتفريق كلمتها، والتنصير أحد عناصر تلك التحديات التي شنت الحرب ضد الإسلام والمسلمين تمشيا مع خططها المرسومة بكل إمكانياتها المادية والفكرية والثقافية والإعلامية وما إلى ذلك من الطاقات والقدرات، وهم يدرسون أولا دراسة عميقة أحوال المجتمعات والبيئات وعاداتهم وتقاليدهم وثقافتهم وتوجهاتهم ومتطلباتهم وحاجياتهم، ويعرفون معرفة تامة جميع مستوياتهم ثم يستخدمون الوسائل والأساليب لكل مستوياتهم بما يناسب عقولهم وما يلائم طبائعهم وما يوافق أهواءهم وتوجهاتهم مع تقديم طلباتهم و توفير ما يُسد حاجاتهم. وهم أيضا يركزون أكثر وأكثر على الأقليات الإسلامية لنشر أفكارهم ومد نفوذهم، ومن ذلك ولاية بيهار ببلاد الهند، فلم يسلم المجتمع المسلم خاصة والمجتمعات الأخرى عامة من عاديات التنصير.

وفي هذه المقدمة سأتحدث عن الأمور التالية:

أولًا: موضوع البحث وتساؤلاته.

ثانيًا: أهمية الموضوع وأسباب اختياره.

ثالثًا: الدراسات السابقة.

رابعًا: حدود البحث.

خامسًا: المشاكل التي واجهتني أثناء كتابة البحث.

سادسًا: خطة البحث.

سابعًا: منهجي في هذا البحث.

أولًا: موضوع البحث وتساؤلاته:

موضوع البحث:

لقد أكرمني الله عزوجل بمواصلة الدراسة في الدراسات العليا (الماجستير) في رحاب الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة. فسنح لي بعد الاستشارة من شيوخي الأجلاء أن أساهم في خدمة هذا الدين الحنيف وأدافع عنه التيارات الهدامة ودورها الخطير في نشر الضلالة، والتنصير أحد تلك التيارات الذي اشتدت شوكته واستشرى شره وعظمت مكيدته في مسقط رأسي بولاية بيهار ببلاد الهند. فرغبت أن يكون موضوع بحثي في رسالة الماجستير " التنصير في ولاية بيهار في الهند وسبل مواجهته".

تساؤلات البحث:

• ما حقيقة التنصير وما جهود المنصرين في ولاية بيهار؟

• ما النصرانية والتنصير وما العلاقة بينها وبين الاستعمار والاستشراق؟

• ما أهم المراكز والمؤسسات التنصيرية في ولاية بيهار؟

• ما الوسائل والأساليب التي يتبعها التنصير في ولاية بيهار؟

• ما أهم الآثار التي تركها التنصير على سكان الولاية؟

• ما السبل المناسبة لمواجهة التنصير في ولاية بيهار؟

• ما واجب مسلمي ولاية بيهار إزاء خطر التنصير؟

ثانيًا: أهمية الموضوع وأسباب اختياره:

أ - أهمية الموضوع:

لا يخفى على الباحثين في الدراسات الدعوية المعاصرة، خلابة[2] أساليب التنصير و حذقها في الإغواء، وجدة وسائله وقوتها في الأداء، من أجل تحقيق أهدافه المرسومة وخططه المحبوكة، ولم تزل الهند عامة وولاية بيهار خاصة محل اهتمام التنصير، إذ تمثل إحدى فرائسه السهلة وضحاياه المغرية، حين اهتبل ثغرات كبرى في بنيتها الاجتماعية والفكرية والدعوية، حيث الفقر المدقع والجهل المستحكم والخلافات الطاحنة، فبسط دعوته ومد رواق نفوذه وأطلق عنان همته على حين غفلة من أهلها، يحدوه أمل لا ينقطع ورجاء لا يتزلزل بتنصير سكانها جميعا، معلنا حربا لا هوادة فيها على الإسلام وكتابه ورسوله صلى الله عليه وسلم، بغية إطفاء نوره وتجفيف منابعه، والصد عن سبيله.

فلا بد والحالة هذه، من دراسة هذا الخطر الداهم والعدو الملازم الذي سدر في غيه وأمعن في إساءته، وفق منهجية علمية محكمة، تقدم للدعاة والمعنيين بمواجهة التنصير ما يكفل صد عاديته وكبح جماحه عن البقية الناجين، الذين لم يتردَّوا في شَركِه، ولم تن-زل بهم فواقره، لتحصينهم بالعلم النافع والعمل الصالح.

ب -: أسباب اختيار الموضوع

1- حاجة الدعاة في ولاية بيهار إلى مرجع علمي في هذا الموضوع الذي تتشابه تساؤلاته وتتحد مشكلاته وتتزامن أحداثه مع سائر البلاد الإسلامية، ولاسيما الولايات المجاورة وبلاد البنغال والباكستان والجمهوريات الإسلامية المستقلة.

2- رصد حركة التنصير السريعة، التي تتميز بوسائلها الجذابة وأساليبها الخداعة، والتي تسابق الزمن إنجازا وتطويرا وتنقيحا وإبداعا. ومن خلال مادة البحث لا تبعد النجعة ولا يخطئ الظن في إفادة الدعاة والباحثين بآخر ما انتهى إليه التنصير المعاصر من استراتيجيات، وما توصل إليه من تقنيات، وما تزخر به جُعبته من قدرات، ومن ثم فليس من العسير في شيء الوصول إلى التقييم الموضوعي الدقيق لخطورة التنصير وكيفية مواجهته.

3- صادفت فكرة البحث قبولا واسعا ممن استشرته من شيوخي الأجلاء في قسم الدعوة، ومن بعض علماء الهند الذين باركوا جميعا تلك الخطوة، متمنين أن يكون البحث لبنة أساسية لإنقاذ المسلمين من براثن التنصير الجاثم بكلكله على ربوع الهند وولاية بيهار.

4- الذب عن حمى الإسلام والدفاع عن ذماره أمام أكبر الأعداء وأشدهم مراسا وأطولهم خبرة وأكثرهم ثراء وأعظمهم دهاء، بالوسائل المشروعة التي تنطق بالحجة وتصول بالحكمة وتناضل بالموعظة الحسنة.

ج-: أسباب تخصيص ولاية بيهار من بين سائر ولايات الهند.

1- يعد الباحث أحد طلبة العلم من ولاية بيهار والعارف بلغتها وتقاليدها، ويملي عليه واجب الديانة وحقوق الدعوة، بذلَ الجهد واستفراغ الطاقة لنصح قومه ودرء الأخطار عنهم من خلال كتابة هذا البحث امتثالا لقوله تعالى: ﴿ فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ﴾ [التوبة: 122].

2- تتصف ولاية بيهار بين سائر ولايات الهند بانحطاط في الخدمات، وفشو الفقر واستفحال الجهل والمرض، مما جعلها قرة عين التنصير وقبلة نشاطه ومعقل دعوته.

3- إن نجاح التنصير في ولاية بيهار أمل عريض يراود المنصرين منذ وطأت أقدامهم أرضها وألموا بحاجاتها وعوزها، وغض الطرف[3] عن ذلك وتساهله وتهوينه، مَدعاة لتعميم تجربتهم وتشجيعهم على مزيد من البرامج في الولايات الأخرى.

ثالثًا: الدراسات السابقة:

لم أقف حسب اطلاعي على الإنترنت ودليل الجامعات، ومركز الملك فيصل للبحوث، على أي رسالة علمية في التنصير حول ولاية بيهار في الهند وسبل مواجهته.

رابعًا: حدود البحث:

إن هذا البحث اعتنى بالتنصير ما قبل الاستعمار وأثناء الاستعمار وبعده في ولاية بيهار في الهند. بوسائله التي يتخذها وأساليبه التي يستخدمها في نشر دعوته الباطلة. كما اهتم بدراسة خطره على المسلمين خاصة وعلى الشعوب الأخرى عامة، والآثار التي نتجت عن دعوته في المجتمع، كما سعى هذا البحث - بعون الله سبحانه وتعالى وكرمه - إلى الإسهام في اقتراح الحلول المناسبة لمواجهة هذه المعضلة الخطيرة مع توضيح كيفية التصدي لها.

خامسًا: المشاكل التي واجهتني أثناء كتابة البحث:

قد واجهتني مشكلات كثيرة في أثناء كتابة هذا البحث، أهمها قلة المصادر والمراجع المتعلقة بهذا الموضوع، وترجمة المواد العلمية إلى اللغة العربية من اللغات الأجنبية من الأردية والهندية والإنجليزية، والدراسة الميدانية التي قمت بها لتحليل بعض جوانب البحث، وأخذ المعلومات عنه. وإن كنت قد عانيت معاناة شديدة في إعداد البحث، إلا أني انتهيت منه بفضل الله ومنه وكرمه. والحمد لله أولًا وأخيرًا.

سادسًا: خطة البحث:

لقد قسمت البحث إلى مقدمة، وتمهيد، وأربعة فصول، وخاتمة، وفهارس علمية.

أما المقدمة: فقد اشتملت على موضوع البحث وتساؤلاته، وأهمية الموضوع والأسباب الداعية لاختياره، والدراسات السابقة، وعلى حدود البحث، وخطة البحث، والمنهج الذي سرت عليه في كتابة البحث ومعالجة موضوعاته.

وأما التمهيد فقد يتضمن على خمسة مباحث:

المبحث الأول: التعريف بالهن-د وولاية بيهار. وفيه أربعة مطالب:

المطلب الأول: تعريف موجز بالهند وموقعها الجغرافي.

المطلب الثاني: تعريف موجر لولاية بيهار وموقعها الجغرافي.

المطلب الثالث: الأطوار التاريخية التي مرت بها الهند.

المطلب الرابع: الأطوار التاريخية التي مرت بها ولاية بيهار.

المبحث الثاني: أوضاع ولاية بيهار. وفيه خمسة مطالب:

المطلب الأول: الحالة الدينية.

المطلب الثاني: الحالة الاجتماعية.

المطلب الثالث: الحالة العلمية.

المطلب الرابع: الحالة السياسية.

المطلب الخامس: الحالة الاقتصادية.

المبحث الثالث: المسلمون في الهند وولاية بيهار. ويتضمن مطلبين:

المطلب الأول: كيفية وصول الدعوة الإسلامية إلى الهند وولاية بيهار ومدى تأثيره فيها.

المطلب الثاني: أهم الطوائف والفرق الموجودة في ولاية بيهار التي تنتسب إلى الإسلام.

المبحث الرابع: التعريف بالنصرانية. وفيه أربعة مطالب:

المطلب الأول: تعريفها وأسماؤها.

المطلب الثاني: مراحل الدعوة النصرانية وبداية الانحراف فيها.

المطلب الثالث: أهم معتقدات النصرانية.

المطلب الرابع: أهم فرق النصرانية.

المبحث الخامس: التعريف بالتنصير وعلاقته بالاستعمار والاستشراق.

وفيه ثلاثة مطالب:

المطلب الأول: تعريف التنصير والمصطلحات ذات الصلة به وأهدافه.

المطلب الثاني: علاقة التنصير بالاستعمار.

المطلب الثالث: علاقة التنصير بالاستشراق.

وأما الفصل الأول: فتحدثت فيه عن تاريخ التنصير في ولاية بيهار وأهدافه. وقسمته على ستة مباحث:

المبحث الأول: العوامل التي ساعدت على نشأة العمل التنصيري في ولاية بيهار. وفيه مطلبان:

المطلب الأول: العوامل الداخلية:

1- التنازع الحزبي والتفرق المذهبي

2- الدعوات المنحرفة التي قامت تحت راية الإسلام.

3- الفقر.

4- الجهل.

5- الأمراض.

المطلب الثاني: العوامل الخارجية:

1- الشركة الإنجليزية (المسمى شركة الهند الشرقية).

2- الاستعمار البريطاني.

المبحث الثاني: نشأة التنصير في ولاية بيهار، ويتضمن أربعة مطالب:

المطلب الأول: التنصير قبل الاستعمار البريطاني.

المطلب الثاني: التنصير في فترة الاستعمار البريطاني.

المطلب الثالث: التنصير بعد استقلال الهند وولاية بيهار من الاستعمار.

المطلب الرابع: أهم المدارس التنصيرية في ولاية بيهار.

المبحث الثالث: المراحل التي مر بها تنظيم العمل التنصيري في ولاية بيهار. وفيه ثلاثة مطالب:

المطلب الأول: مرحلة العمل الفردي.

المطلب الثاني: مرحلة عمل المؤسسات.

المطلب الثالث: مرحلة التنسيق والتعاون بين المؤسسات.

المبحث الرابع: أشهر المنصرين في ولاية بيهار. وفيه ثلاثة مطالب:

المطلب الأول: أبرز المنصرين قبل الاستعمار.

المطلب الثاني: أبرز المنصرين في فترة الاستعمار.

المطلب الثالث: أبرز المنصرين في العصر الحاضر وأعمالهم.

المبحث الخامس: أهم المؤسسات التنصيرية في ولاية بيهار وأنشطتها. وفيه ستة مطالب:

المطلب الأول: الأبرشية الكاثوليكية في فورنية.

Purnea Catholic Diocese.

المطلب الثاني: جمعية التبشير المعمداني.

Baptist Missionary Society.

المطلب الثالث: المجتمع النصراني في بيتيا.

Bitya Christian Samaj.

المطلب الرابع: بعثة جامعة دبلن.

The Dublin university Mission.

المطلب الخامس: الجمعية الإنجليكانية.

Anglican Mission.

المطلب السادس: الكنيسة الحرة المتحدة الإسكتلندية.

United Free church of Scotland.

المبحث السادس: أهداف التنصير في ولاية بيهار، وفيه ستة مطالب:

المطلب الأول: نشر الديانة النصرانية المنحرفة.

المطلب الثاني: تهيئة البلاد للاستعمار.

المطلب الثالث: مساعدة الاستعمار.

المطلب الرابع: منع انتشار الديانات الأخرى غير النصرانية.

المطلب الخامس: تنصير المسلمين وغير المسلمين.

المطلب السادس: تشكيك المسلمين بإثارة الشبهات حول الإسلام والقرآن والرسول صلى الله عليه وسلم.

وأما الفصل الثاني: فقد خصصته للوسائل التنصيرية في ولاية بيهار. وجعلته في مبحثين:

المبحث الأول: الوسائل القديمة، وفيه سبعة مطالب:

المطلب الأول: توزيع الكتب.

المطلب الثاني: الدعوة المباشرة.

المطلب الثالث: الزيارات.

المطلب الرابع: المنشورات.

المطلب الخامس: الترجمة والتأليف.

المطلب السادس: المؤتمرات.

المطلب السابع: الجمعيات والمؤسسات.

المبحث الثاني: الوسائل الحديثة، وفيه عشرة مطالب:

المطلب الأول: التعليم.

المطلب الثاني: الرعاية الطبية.

المطلب الثالث: الخدمات الاجتماعية.

المطلب الرابع: المساعدات.

المطلب الخامس: وسائل الإعلام المختلفة، كاالصحف والمجلات، والإذاعات، والتليفزيون، والانترنت، والقنوات الفضائية.

المطلب السادس: الأغاني والموسيقي مع الرقص.

المطلب السابع: الأفلام (يعني أفلام عيسى ومريم وكيفية صلب عيسى وأغراض ذلك)

المطلب الثامن: تدريب الدعاة المسيحيين وتثقيفهم بالثقافة العالية.

المطلب التاسع: توزيع الكتاب المقدس ونشر التعاليم المسيحية باللغات المختلفة.

المطلب العاشر: إنشاء أكبر قدر ممكن من الكنائس والمدارس.

وأما الفصل الثالث: فبينت فيه أهم الآثار التنصيرية على سكان ولاية بيهار

ويتضمن مبحثين:

المبحث الأول: أثر التنصير على المسلمين، وفيه ثمانية مطالب:

المطلب الأول: انتشار كثير من الأفكار المشوهة عن مبادئ الإسلام وتاريخه في المجتمع.

المطلب الثاني: اعتناق بعض المسلمين الديانة النصرانية.

المطلب الثالث: تشكيك بعض المسلمين بإثارة الشكوك والشبهات حول الإسلام.

المطلب الرابع: بعد المسلمين عن اللغة العربية.

المطلب الخامس: الجهل بتعاليم الإسلام ومصادره وتاريخه.

المطلب السادس: المشاركة في أعياد النصارى ومناسباتهم.

المطلب السابع: تقليد بعض أبناء المسلمين النصارى في أخلاقهم وعاداتهم.

المطلب الثامن: التحاق كثير من أبناء المسلمين بالمدارس التنصيرية.

المبحث الثاني: أثر التنصير على غير المسلمين. وفيه ثلاثة مطالب:

المطلب الأول: أثر التنصير على الهندوس.

المطلب الثاني: أثر التنصير على البوذيين وغيرهم.

المطلب الثالث: مشاركة الديانات الأخرى في أعيادهم ومناسباتهم.

وأما الفصل الرابع: فقد تعرضت فيه لبيان كيفية سبل مواجهة التنصير في ولاية بيهار، وقسمته على خمسة مباحث:

المبحث الأول: دور العلماء والدعاة في مواجهة التنصير، وفيه سبعة مطالب:

المطلب الأول: وجوب اتحاد العلماء والدعاة على المنهج السليم لمواجهة التنصير.

المطلب الثاني: القيام بدعوة أهل الكتاب وغيرهم إلى الله تعالى.

المطلب الثالث: تأليف الكتب في بيان خطورة التنصير والتيارات الوافدة على المسلمين.

المطلب الرابع: ترجمة كتب السلف في الرد على النصرانية المحرفة إلى اللغة السائدة ونشرها بين الناس.

المطلب الخامس: ترجمة لأشهر الدعاة الذين كانت لهم جهود في الدعوة إلى الله تعالى ومواجهة حملات التنصير.

المطلب السادس: المشاركة في القنوات الفضائية لنشر الدعوة الإسلامية الصحيحة

المطلب السابع: دراسة شبهات المنصرين والرد عليها.

المبحث الثاني: دور الأسرة في مواجهة التنصير. وفيه خمسة مطالب:

المطلب الأول: غرس الإيمان في قلوب الأطفال.

المطلب الثاني: غرس حب الله ودينه ورسوله صلى الله عليه وسلم في قلوبهم.

المطلب الثالث: التحذير من النصارى وعقائدهم الباطلة.

المطلب الرابع: عدم إرسال الأولاد إلى المدارس التنصيرية.

المطلب الخامس: حكاية بعض القصص لأولادهم ما تنفرهم عن النصارى.

المبحث الثالث: دور المدارس الإسلامية في مواجهة التنصير، وفيه ستة مطالب:

المطلب الأول: نبذة عن المدارس الإسلامية في ولاية بيهار.

المطلب الثاني: وضع مناهج تعليمية إسلامية.

المطلب الثالث: غرس العقيدة الصحيحة في قلوب أبناء المسلمين.

المطلب الرابع: تدريس بعض المقررات التي تبين خطر التنصير وغيره على المسلمين.

المطلب الخامس: الاهتمام بتدريس اللغة العربية وآدابها.

المطلب السادس: إنشاء المدارس للبنين والبنات منفصلة عن بعضها.

المبحث الرابع: دور المراكز الإسلامية والمساجد في مواجهة التنصير، وفيه خمسة مطالب:

المطلب الأول: نبذة عن المراكز الإسلامية في ولاية بيهار.

المطلب الثاني: أهمية وجود المراكز الإسلامية والتوسع في إنشائها في ولاية بيهار.

المطلب الثالث: الوظائف المختلفة للمراكز الإسلامية في مواجهة التنصير.

المطلب الرابع: نبذة عن المساجد في ولاية بيهار وأهميتها في المجتمع المسلم.

المطلب الخامس: الوظائف المختلفة للمسجد في مواجهة التنصير.

المبحث الخامس: الجمعيات والمؤسسات الإسلامية ودورها في مواجهة التنصير.

ويتضمن مطلبين:

المطلب الأول: نبذة عن الجمعيات والمؤسسات الإسلامية في ولاية بيهار.

المطلب الثاني: الوظائف المختلفة للجمعيات والمؤسسات الإسلامية في مواجهة التنصير.

وأما الخاتمة: فقد تناولت فيها خلاصة البحث وأهم النتائج التي توصلت إليها.

سابعًا: منهجي في هذا البحث:

أما المنهج الذي سرت عليه في إعداد هذا البحث فهو كالآتي:

1- سلكت في إعداد هذا البحث المنهج الوصفي والتاريخي، وقمت بالدراسة الميدانية بعض جوانب البحث.

2- قمت بعزو الآيات الواردة في البحث إلى سورها بأرقامها وكتبتها بالرسم العثماني. وجعلتها بين علامة ﴿ ﴾.

3- كما قمت بتخريج الأحاديث من مصادرها، فإن وجدت في الصحيحين أو أحدهما اكتفيت بالعزو إليهما. وإن وجدت في غيرهما خرجتها مع نقل حكم العلماء فيها. وجعلتها بين علامة { } مع لون غامق للفرق بالنصوص الأخرى.

4- أحلت المعلومات إلى المراجع التي أخذت منها مع ذكر رقم الصفحة واسم المؤلف وتاريخ الطبعة ومكان النشر إن وجد.

5- ترجمت المعلومات الموجودة باللغات الأجنبية إلى اللغة العربية مع ذكر المرجع الأجنبي.

6- أحلت المعلومات المتعلقة بالبحث إلى مواقع الإنترنت إذا كانت فيها المعلومات المتعلقة بالبحث، بذكر عنوان الموقع والمبحث المنقول منه.

7- عملت في نهاية البحث فهارس علمية. ليسهل الانتفاع بها، والاستفادة منها، واشتملت: على فهرس الآيات القرآنية حسب السور المرتبة في المصحف، وفهرس الأحاديث الشريفة على حسب حروف المعجم، وفهرس المصادر والمراجع، وفهرس محتويات البحث.

8- التزمت بعلامات الترقيم، وضبطت ما احتاج إلى ضبط.

9- استشهدت أحيانًا بالمشاهدات التي شاهدتها أثناء زيارتي للدراسة الميدانية للبحث.

10- علقت في الهامش أحيانًا على ما رأيت أنه يحتاج إلى تعليق.

كلمة الشكر

أشكر الله عز وجل الذي أنعم عليَّ بنعمة الإسلام وبنعمة العلم وخاصة العلم الشرعي، فله الحمد كما ينبغي بجلال وجهه وعظيم سلطانه.

ثم أشكر الجامعة الإسلامية التي أتاحت لي الفرصة للدراسة في العاصمة الإسلامية الأولى في طيبة الطيبة، وكلية الدعوة وأصول الدين وخاصة قسم الدعوة الذي أتاحت لي الفرصة لمواصلة الدراسة فيها في الدراسات العليا الماجستير، جزى الله المسئولين فيها والقائمين عليها خير الجزاء.

وأوجه بخالص الشكر إلى شيخي وأستاذي فضيلة الدكتور غازي غزّاي المطيري رئيس قسم الدعوة حفطه الله تعالى وبارك في حياته _ الذي أفادني من خبراته العلمية وتجربته القيمة المفيدة، فلم يدخر وسعًا ولم يأل جهدًا في سبيل إنجاز هذا البحث، حيث لم يقتصر على ساعات الإشراف الرسمية فقط بل كان يرحب بي ويستقبلني في أي وقت أتيته.

كما أشكر المناقشين الجليلين فضيلة شيخي وأستاذي الدكتور عبيد بن عبد الله السحيمي _حفظه الله تعالى _ وفضيلة الشيخ الدكتور محمود بن عبد الرحمن قدح _حفظه الله تعالى _ على قبولهما لمناقشة هذه الرسالة، وتجشمهما لقرأتها ومناقشتها، كما أن الشكرَ موصول إلى جميع الأساتذة والإخوة الذين قدموا لي عونا أو توجيهًا أو فائدة في سبيل إنجاز هذه الرسالة.

وأخيرًا أدعو الله العلي القدير أن يهدينا سبل السلام، وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يوفقنا لما يحبه ويرضاه من القول والعمل إنه ولي ذلك والقادر عليه وإنه سميع مجيب. وصلى الله تعالى على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. والحمد لله رب العالمين.

الخاتمة

1- يعد التنصير حركة دينية سياسية واستعمارية يستغل الضعف والجهل والمرض والفقر لفرض النصرانية على المسلمين خاصة، وعلى غيرهم عامة.

2- أن التنصير أحد وسائل الاستعمار، والاستشراق الذي يقدم استشاراته، مما أدى إلى قيام حركة تنصيرية كبيرة، في طول البلاد المستعمرة وعرضها، ومنها الهند.

3- وصل المنصرون إلى ولاية بيهار في وقت مبكر، وبذلوا أقصى جهدهم وقدْرتهم لتنصير أهلها، وتضليل سكانها بمختلف الوسائل والأساليب.

4- قام التنصير بتأسيس المؤسسات المختلفة، وأقام الارساليات المتعددة لنشر أفكاره المسمومة، ونظرياته الباطلة بين الناس.

5- اتخذ التنصير كل الوسائل الممكنة ذات البعد الإنساني لتنصير المسلمين وإبعادهم عن دينهم خاصة، وغير المسلمين عامة.

6- حرص المنصرون على ترجمة الكتاب المقدس _ على حسب زعمهم _ والكتب النصرانية الأخرى إلى مختلف اللغات واللهجات، حتى وضعوا القواميس في اللغات العامية ولهجاتها من أجل نشر النصرانية على أكبر نطاق ممكن.

7- اهتم التنصير بجانبين مهمين أكثر بكثير من الجوانب الأخرى لتنصير أهل بيهار، وهما: جانب التعليم. وجانب الخدمات الطبية. فبالتعليم يغير أفكار النشء الجديد وتوجهاتهم، وبالطب يقتنص المرضى الفقراء الذين لا يستطيعون علاج مرضهم بدفع المال.

8- أثر التنصير على كثير من الشباب المسلمين تأثيرًا بالغًا في أفكارهم وأخلاقهم، وحملهم على الوقوع في الانحرافات السلوكية، والتقليد الأعمى.

9- بذل التنصير غاية جهده وصرف عظيم أمواله في سبيل تنصير المسلمين، ولكنه ما استطاع أن ينصر المسلمين إلا عددًا ضئيلًا جدًا يعدون على الأنامل، فلم تتحقق آمالهم الشريرة، وخططهم المدمرة - بفضل الله تعالى-.

10- أن الهندوسيين هم أكثر ضحايا التنصير، وخاصة الطبقات السفلى منهم، بما يجدون في كنف التنصير من حرية تامة بلا حدود، ولا قيود.

11- يجب على مسلمي ولاية بيهار عامة وعلى علمائها ودعاتها خاصة أن ينبذوا الخلاف والفرقة، وأن يتحدوا أولًا قبل كل شيء على المنهج الصحيح السليم، الذي جاء به الكتاب والسنة، وسار عليه سلف الأمة الصالح من الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم أجمعين، لأن في الاتحاد قوة، وفي الفرقة ضعف، امتثالا لقوله تعالى:﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾ [آل عمران: 103].

ويلزمهم أن يبذلوا أقصى جهدهم وغاية وسعهم في سبيل الدعوة إلى الله تعالى، وإبراز محاسن الإسلام ومزاياه، متخذين في ذلك جميع الوسائل المشروعة، والسبل المسوغة.

12- على الأسرة المسلمة إبعاد أولادها وأطفالها من فخاخ التنصير وشركه، وذلك بعدم إرسالهم إلى مدارسه ومعاهده التعليمية، وعدم السماح لهم بقراءة كتبهم ومجلاتهم.

كما يجب عليها تنفير أولادهم من النصارى وعقائدهم وأفكارهم، بما يحملون في نفوسهم من الضغائن والسخائم للإسلام والمسلمين.

13- على المدارس الإسلامية في بيهار وفي كل مكان أن تضع مناهج تعليمية إسلامية، وتهتم بتدريس اللغة العربية وآدابها، وغرس العقيدة الصحيحة في قلوب أبنائها، لأن العقيدة الصحيحة هي الحصن المنيع من تسرب التيارات الفكرية، والنظريات الباطلة.

كما يجب عليها تدريس بعض المقررات التي تبين خطر التنصير والمذاهب الفكرية الأخرى التي تحارب الإسلام.

14- على مسلمي ولاية بيهار أن يتوسعوا في إنشاء المراكز الإسلامية، لأن للمراكز الإسلامية دورًا فعالًا في تحصين المجتمع المسلم، ومواجهة عادية التنصير. كما يجب عليهم إعادة رسالة المسجد إلى ما كان عليه في القرون الأولى. ليؤدي دوره في تنشيط الأمة الإسلامية، وتحصينها ضد الغزو الفكري.

15- على المؤسسات والجمعيات المسلمة أن تدعم وتساعد الأقليات المسلمة في ولاية بيهار وفي كل مكان لبناء المدارس والمساجد، والمستشفيات والمستوصفات، وتشجيع الأعمال الخيرية والإغاثية للحماية من الوقوع في فخاخ التنصير وشبكته، وبهذا يمكن مواجهة التنصير بكل سهولة، بإذن الله تعالى.

وأسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم، وأن يجعلني وجميع المسلمين من الهداة المهتدين، ويوفقنا لما يحبه ويرضاه، وأن يحسن لنا جميعًا النية والقصد والعاقبة، فإنه ولي ذلك والقادر عليه، وأستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم، وأتوب إليه. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. وصلى الله تعالى على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

فهرس الموضوعات