• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | المكتبة المرئية   المكتبة المقروءة   المكتبة السمعية   مكتبة التصميمات   كتب د. خالد الجريسي   كتب د. سعد الحميد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    صفة الحج: برنامج عملي لمريد الحج وفق السنة ...
    أ. د. عبدالله بن محمد الطيار
  •  
    سبعون أدبا في الصحبة والسفر والعلم (PDF)
    د. عدنان بن سليمان الجابري
  •  
    شرح كتاب: فصول الآداب ومكارم الأخلاق المشروعة ...
    عيسى بن سالم بن سدحان العازمي
  •  
    كفى بالموت واعظا
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    أحكام المخابز (PDF)
    أبو جعفر عبدالغني
  •  
    "كلمة سواء" من أهل سنة الحبيب النبي محمد صلى الله ...
    محمد السيد محمد
  •  
    صفحات من حياة علامة القصيم عبد الرحمن السعدي رحمه ...
    أ. د. عبدالله بن محمد الطيار
  •  
    الأساس في أصول الفقه (PDF)
    د. عبدالله إسماعيل عبدالله هادي
  •  
    خطبة .. من سره أن يلقى الله تعالى غدا مسلما
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    الأربعون حديثا في تحريم وخطر الربا (PDF)
    طاهر بن نجم الدين بن نصر المحسي
  •  
    الله (اسم الله الأعظم)
    ياسر عبدالله محمد الحوري
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
شبكة الألوكة / مكتبة الألوكة / المكتبة المقروءة / مكتبة المخطوطات / المخطوطات المصورة / العلوم الشرعية / سيرة وتاريخ
علامة باركود

الرحلتان الرومية والمصرية لفضل الله الدمشقي

أ. د. عماد عبدالسلام رؤوف

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 2/6/2012 ميلادي - 12/7/1433 هجري

الزيارات: 13572

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الرحلتان الرومية والمصرية

تأليف فضل الله بن محب الله المحبي الدمشقي

المتوفى سنة 1082هـ/1671م.

تحقيق

الدكتور عماد عبد السلام رؤوف

كلية الآداب جامعة صلاح الدين أربيل العراق


بسم الله الرحمن الرحيم

الرحلتان الرومية والمصرية نصّان مهمان في أدب الرحلات في القرن الحادي عشر للهجرة (السابع عشر للميلاد)، لم يُعرفا، ولم يُنشرا، بل لم تجر الإفادة منهما في أية دراسة من قبل.

 

المؤلف:

هو فضل الله بن محب الله بن محمد محب الدين بن أبي بكر تقي الدين أبي الفضل العلواني الحموي الدمشقي، عالم نابه من أهل القرن الحادي عشر للهجرة، ولد من أسرة مثقفة جمعت بين العلم والأدب، وبين الفقه والشعر، وورثت مع ذلك روع دعابة محببة، ورغبة في السفر والسياحة، ووجاهة بين الناس.

 

فأما جدُّه، محمد مُحب الدين، فهو أول من قدم من حماة إلى دمشق، وكان عالماً واسع المعرفة، أتقن علوم التفسير والفقه والنحو والمعاني والفرائض والحساب والمنطق والحكمة والفنون الغريبة هذا إلى عذوبة في اللفظ والنثر، ومهارة في فنون الخط، وألف كتباً في التفسير والمعاني والبيان، فضلاً عن تسجيله وقائع رحلاته فيما سماه (الرحلة المصرية والرومية والتبريزية)[1]، وإذ نفهم أسباب رحلاته إلى مصر والروم، فإننا لا نعرف سبب رحلته إلى تبريز، عاصمة الصفويين عصر ذاك، إلا أن يكون في صُحبة إحدى الحملات العسكرية العثمانية المتوجهة إلى هناك. وعلى أية حال فإنه تولى القضاء في مصر، ثم وَلِيَه في في حمص وحصن الأكراد ومَعَرَّة النعمان ومعرَّة نسرين وكلس وعزاز، قبل أن يستقر في دمشق سنة 993هـ/1585م، حيث تولى نيابة القضاء، وقضاء العسكر فيها، كما تولى التدريس في عدد من مدارسها الشهيرة، إضافة إلى توليه الإفتاء، وله مؤلفات عدا كتب رحلاته، منها (عمدة الحكام) في الفقه و(تنزيل الآيات) في التفسير فضلاً عن عشرين رسالة أخرى، وكانت وفاته سنة 1016هـ/1607م[2].

 

وأما أبوه فكان عالماً عرف بوجاهته وثروته أيضاً، فهو " صدر الشام في زمنه ومرجع خاصتها وعامتها، وقد أوصله الله تعالى بين علماء دمشق إلى مرتبة لم يصل إليها أحد فيما تقدمه منهم، وأقبلت عليه الدنيا اقبالاً عظيماً، وتوفرت له دواعي المعالي، وملك من الذخائر والتحف ما لا يضبط بالإحصاء، ورزق [من] الأبناء الكثير"، وكان قد توصل عن طريق ملازمته لشيخ الإسلام يحيى بن زكريا إلى أن يلي قضاء الحج وقضاء العسكر في صحبة الوزير أحمد باشا كوجك في أثناء حملته على الأمير فخر الدين المعني في بلاد الشام، ثم تولى التدريس في بعض مدارس دمشق، وأعطي رتبة القدس، وتولى التدريس في عدد من مدارس دمشق، وكان مما تولاه من المناصب التصرف بنيابة الشام وقسمتها العسكرية مدة ست عشرة سنة، حتى وفاته بدمشق سنة 1047هـ/1637م[3].

 

ولد فضل الله في دمشق في 7 محرم من سنة 1031هـ/21 تشرين الثاني 1621م، في جو مثقف مترف، ووسط أسرة تورثت التقاليد العلمية، والمكانة الاجتماعية، أباً عن جد، فتلقى العلم والأدب على علماء مدينته وأدبائها، ومالت نفسه إلى الأدب، فقرأ الكثير من الكتب الأدبية بتوجيه من الشيخ أحمد بن شمس الدين الصفوري، حتى "تفتحت له أبواب الشعر"، وصار "حسن المعرفة بفنون الأدب"، وتدرب على فنون الخط صبياً، لا سيما خط التعليق، حتى أثار اعجاب شيوخه، ونظم الشعر وهو شاب غض فلفت نظرهم إلى مواهبه المبكرة، وتعلم اللغتين التركية والفارسية، كشأن أدباء ذلك العصر. وعلى الرغم من ميوله الأدبية فإنه توجه إلى الدرس العلمي، على وفق تقاليد أسرته، فأخذ الفقه على الشيخ عبد اللطيف الجالقي، كما أخذ الحديث عن العلامة نجم الدين الغزي، حتى منحه هذا (إجازة عامة) في العلم سنة 1048هـ/1638م وهو في السابعة عشر من عمره. وكان أبوه قد توفي قبل هذا التاريخ بعام، مما دفعه إلى ملازمة أستاذ أبيه العلامة عبد الرحمن العمادي، يأخذ منه ويتأثر به، حتى "تخرج بالاقتباس من نوره، والاغتراف من بحره، وراض نفسه على أخذ نمطه في الإنشاء".

 

ومثلما ورث الفتى عن أسرته الرغبة في العلم، فأنه ورث عنها أيضاً طموحها الدائم إلى المناصب العليا، وصادف أن قصد شيخ الإسلام يحيى بن زكريا مدينة حلب مصاحباً للحملة العسكرية الكبرى التي قادها السلطان مراد الرابع لاسترجاع بغداد من الصفويين سنة 1048هـ/1638م، فما كان منه إلاّ أن سافر إلى هذه المدينة ليلتقي به، ولا ندري ما إذا كان قد نجح في اللقاء به في خلال المدة القصيرة التي أقام فيها الشيخ في حلب، لكننا وجدناه يسعى سنة 1051هـ/1641م إلى القسطنطينية ليكون واحداً من طلبة هذا الشيخ الملازمين له، كما أنه ولي في الوقت نفسه التدريس في مدرسة الأربعين هناك، وامتدت اقامته في العاصمة العثمانية نحو سنة ونصف، إلاّ أن ملازمته لشيخ الإسلام لم تؤد إلى أن يتولى منصباً رفيعاً، على نحو ما جرى لأبيه من قبل، لأنه اضطر إلى مغادرة القسطنطينية والعودة إلى دمشق حيث "أقام مشتغلاً فيها بالتأليف"، فكتب، وهو لم يبلغ العشرين من العمر، شرحاً مطولاً على متن الآجرومية في النحو وكتباً أخرى، وتولى التدريس في المدرسة الدرويشية، التي كان يتولاها أبوه، فضلاً عن دروس كان يلقيها في المدرسة الأمينية.

 

وفي سنة 1059هـ/1649م غادر دمشق مرة أخرى، إلاّ أنه قصد هذه المرة القاهرة، ليلتقي بقاضيها محمد بن عبد الحليم البورسوي، وهو أحد من تعرف عليهم في أثناء اقامته في القسطنطينية، فما كان من هذا إلاّ أن ولاه نيابة قضاء المحكمة الصالحية "ممتعاً بالتفاته وحظي عنده". وأفاد فضل الله من وجوده في مصر بأن واصل دراسته على أيدي كبار علمائها، وأهمهم العلامة الأديب شهاب الدين محمود بن محمد الخفاجي، المتوفى سنة 1069هـ/1658م، فأخذ يتردد على مجلسه، يأخذ عنه، ويحاوره، وسعى بعض حساده لتكدير صفو صلته بالقاضي البُورسَوي، بأن أخبروه بأن سبب وجود فضل الله في مجلس الشهاب الخفاجي هو الاساءة إليه وهجوه، ولم تكن صلة الشهاب بالبورسوي حسنة، فما كان من الأخير إلاّ أن "غضّ نظره عنه"، ولم يعد يلتفت إليه، والظاهر أن هذا التوتر نجح في تكدير حياة فضل الله، لأن حياته لم تستقر في القاهرة إلاّ بعد أن عُزل البُورسوي عن منصبه.

 

شرع فضل الله في أخذ العلم على كبار علماء الجامع الأزهر، منهم علي الأجهوري شيخ المالكية في عصره في القاهرة، المتوفى سنة 1066هـ/1655م، وعلي الشبراملسي، المدرس في الجامع الأزهر، المتوفى سنة 1087هـ/1676م، وشهاب الدين محمد بن أحمد الشوبري، المفتي بالأزهر، المتوفى سنة 1069هـ/1659موغيرهم، ولم يمنعه عن مواصلة سيرته العلمية هذه إلاّ اصابته بالمرض، فقرر أن يعود إلى دمشق، بعد معاناة التشوق إلى مرابع طفولته وصباه فيها. والظاهر أن مرضه حال وهو في دمشق من أن يتولى منصباً ما، فانصرف بكليته إلى التأليف، حيث جمع منتخبات من الشعر في مختلف الأغراض التي يحتاجها كتاب الرسائل. ودفعه مرضه الشديد إلى الاهتمام بالطب، فشرع يتدارس كتبه، ويراجع الأطباء، "حتى تمهرَّ في علم الطب جداً". وكان يشجعه على ذلك ما أصابه من الوسواس بسبب المرض المذكور. وذكر ابنه محمد أمين أنه انقطع بسبب وسواسه هذا عن أكل العنب والمشمش مدة سبعة عشر عاماً، وهو ما يبعث إلى الظن بانه كان يعاني من مرض (السُّكَري)، وربما كان هذا الداء سبب موته فيما بعد.

 

عاش فضل الله سنوات اقامته بدمشق مشغولاً بمداراة صحته المُتعَبَة، بعيداً عن المناصب العلمية والشرعية، فلما تولي قضاء دمشق الشيخ محمد عِزَّتي التفت إليه، واقترح أن يعود إلى شغل بعض المناصب القضائية، فكتب إلى شيخ الإسلام في الدولة العثمانية أبي سعيد أسعد زاده يطلب إليه أن يولي فضل الله القضاء في آمد (ديار بكر)، وكان هذا قد تولى القضاء من قبل في مدينة دمشق، فما كان منه إلاّ أن ولاه ذلك المنصب. والظاهر أن نفسه كانت تطمح إلى ما هو أكبر من ذلك، إذ قرر مطلع سنة 1073هـ/ آب1662م أن يسافر مرة أخرى إلى القسطنطينية، حيث أقام هناك مدة أربع سنوات، وقعت له في أثنائها "ماجريات وأشعار وترسلات"، ولما يئس من تحقيق أمانيه وملَّ الإقامة أشار إليه بعض أصدقائه أن ينظم قصيدة يعرض فيها طلبه ويرفعها إلى الوزير أحمد باشا، ووَجَدت القصيدة استجابة من أرسلت إليه، إذ "نالته شفاعة الوزير" فولي قضاء بيروت، وحينذاك غادر القسطنطينية مسرعاً عائداً إلى دمشق، فلبث فيها ثلاثة أشهر، ثم غادرها، مستصحباً ابنه محمد أمين معه إلى مقر عمله الجديد، وبعد مضي سنة وعشرة أشهر، ترك منصبه وعاد إلى دمشق حيث تفرغ لكتابة كتاب ضم تراجم علماء عصره وأدبائه ليكون ذيلاً لكتاب (تراجم الأعيان من أبناء الزمان) للحسن البُوريني، المتوفى سنة 1024- 1615م، وبالغاية والأسلوب نفسه، كما جمع أشعاره في ديوان.

 

ولم تصبو نفسه بعدها إلى شغل من قضاء وتدريس، أو أنها صَبَت لكنها لم تجد إلا إهمالاً من المسؤولين، فضلاً عما كان يعانيه من مرض مُمِض. وقد جمع كل هذه الآلام والمُحبِطات في رسالة كتبها إلى أحد أصدقائه يقول فيها "قد طالت العِلة، وطابت العُزلة، فليس في الحركة هذا الآن بَرَكة، والإنقطاع أربح متاع، والاجتماع جالب للصداع.. فهو زمان السكوت، وملازمة البيوت!". وكشف عن ضيق نفسه ويأسه من أصحاب السلطة ومن الناس معاً، بأبيات منها:

لزوم البيت أرْوَجُ في زمانٍ
عدمنا فيه فائدة البُروز
فلا السلطان يرفع من مَحلّي
ولستُ على الرعية بالعزيز

 

وكتب إلى طبيب له اسمه منصور الغزواني:

أنا أصبحتُ لا أطيق حراكاً
كيف أصبحتَ أنت يا منصور!

 

وكان مما زاد حالته سوءاً اصابته بوسواس شديد أقض مضجعه وزاد من اضطرابه.

 

وليس أجمل من تقديمه نفسه في رحلته المصرية بهذه العبارات المؤثرة التي تدل على رقة في الطبع، واعتزاز بالوطن، ورغبة بالإطلاع، إذ قال " إني فرع نما في دوحة الشام، وغصن سما بين الأراك والبشام، من فتية ارتدوا أردية المجد، وحازوا قصب السبق في مضمار العُلى عن أبٍ وجد، فمذ زالت عنه قائمه، وتفتحت من أزاهير الشباب كمائمه، لم يزل مغرماً برؤية المدائن والأمصار، وإيداع الأوراق ظرائف ثمار الأخبار، مستنشدا غرر الأشعار، من كل قائل، وسائلاً عن أحوال الاقطار كل قافل، وكأني كرة لعبت بها صوالج الأقدار، أو باقة نرجس تقاذفت بها أمواج الأسفار"[4].

 

وكانت وفاته- رحمه الله- في نهار الثلاثاء 13 جمادي الآخرة سنة 1082هـ/16 تشرين الأول 1671م، عن عمر ناهز الواحد والخمسين عاماً، وصُلّي عليه في جامع بني أمية، ثم دفن في قبر جده ووالده بمدفن الأسرة قبالة جامع جرّاح[5] بدمشق[6].

 

وكان من توفيقه أن رُزق بولد صالح، أحسن تربيته وتأديبه، يصطحبه معه في رحلاته، ويوجهه في كل خطواته، فأخذ هذا بمنهجه وزاد، وهو المؤرخ الشهير محمد أمين المُحبّي الذي ذاع صيته من خلال مؤلفيه النافعين (خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر)، و(نفحة الرَّيحانة ورشحة طلاء الحانة)اللذين يُعدان مرجعاً أصيلاً لتاريخ الحركة الفكرية والاجتماعية في المشرق العربي الحديث.

 

مؤلفاته:

قال ابنه محمد أمين في كتابه (نفحة الريحانة) أن "ﻟﻪ ﺗﺂﻟﻴﻒ ﺿﺮﺑﺖ ﻣﻦ ﺍﻹﺟﺎﺩﺓ ﺑﺴﻬﻢ، ﻭﺃﻗﺮ لها ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﻬﻢ. ﻫﻲ ﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﻭﺍﺳﻄﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ"[7]، ويفهم مما أورده في كتابه (خلاصة الأثر) أنه ألف عدداً من المؤلفات، ذكر منها:

1- شرح على متن الآجرومية في النحو. قال عنه ابنه "أطال الكلام فيه، وذكر أشياء لطيفة".

 

2- الرحلة الحلبية. وصف فيها وقائع رحلته إلى حلب سنة 1048هـ/1638م، وكان إذ ذاك في السابعة عشر من عمره.

 

3- الرحلة الرومية. وصف فيها وقائع رحلته إلى القسطنطينية سنة 1051هـ/1641م واقامته فيها ثم عودته منها إلى دمشق. (وهي ما يضمه هذا الكتاب).

 

4- الرحلة المصرية. وصف فيها مدة اقامته في القاهرة سنة 1059هـ (وهي ما يضمه هذا الكتاب أيضاً).

 

5- الرحلة الرومية الثانية. وعد بها في رحلته الرومية الأولى إذ قال "وتعليق الأمل بالسعي في رحلة أخرى"[8]، وقد وصف فيها وقائع رحلته الأخيرة إلى القسطنطينية سنة 1073هـ/1662م. قال ابنه محمد أمين أنه "وقع له في بلاد الروم ماجريات وأشعار وترسلات أثبت منها كثيراً في رحلته الأخيرة، وهي أحسن آثاره". ولم تصل إلينا هذه الرحلة.

 

6- جمع وصنف كتاباً طريفاً جمع فيه مفردات الأبيات التي يحتاجها كتاب الرسائل للإستشهاد بها في رسائلهم، ورتبها على أبواب بحسب الأغراض التي قيلت فيها. منه نسخة في مكتبة الأوقاف المركزية ببغداد[9].

 

7- ديوان جمع فيه ما تفرق من أشعاره.

 

8- مجموعات ضمت نماذج من رسائله الأدبية.

 

9- مجموعات ضمت تراجم أدباء عصره ضمت نماذج من قصائدهم ورسائلهم أراد أن يذيل بها على كتاب (تراجم الأعيان) للحسن البُوريني، وقد أدرج ابنه محمد أمين مادتها في كتابه (خلاصة الأثر).

 

أسلوبه:

أكد ابنه محمد أمين أن أسلوبه النثري كان أفضل من شعره، وأثنى على هذا الأسلوب فقال"وبالجملة فنثره – كما تراه- مُفرَغ في قالب السلاسة، خال من وصمة التعقيد، وفيه معان عذبة وألفاظ رائعة". وفي الواقع فإن القطع النثرية التي أوردها ابنه في ترجمته، وما قرأناه في رحلتيه الرومية والمصرية، تدل على أن أسلوبه كان يعد نموذجاً متقدماً لأساليب أدباء عصره، فهو يعتمد على السجع دائماً، وعلى بعض المحسنات البلاغية، والاستشهاد بأبيات من الشعر بحسب ما تقتضيه الغاية من الكتابة، وعباراته في وجه عام تميل إلى القصر، إلاّ أنه يضطر إلى تطويلها نزولاً عند متطلبات السجع، ومع ذلك فنثره يميل إلى الوضوح التام، فلا يستخدم ألفاظاً حوشية ماتت في عصره، أو قل استخدامها حتى لم تعد تفهم، وإنما كان يختار من كلمه ما رق لفظه، وسهل على المتلقي فهمه.

 

وكان قاضي سالونيك، الذي نسخ رحلتيه الرومية والمصرية قد انتقد اسلوبه انتقاداً لاذعاً فقال أنهما" لا يخلوان من سقطات من جهة اللفظ والمعنى، لا يرتضيها كل عالم مُهذَّب كما لا يخفى، لكنني كتبتهما على ما فيهما من عِوَج، ومع ما يوجد في تضاعيفهما مما يُعاف ويُمَج، لأن غالبها عند ذوي الانصاف يليق بالاستجادة والاستظراف، ولا يترك اللبيب النبيل الخير الكثير لاجل الشر القليل، ولا يهجر الورد بلا شك لما يقارنه من الشوك. هذا وقد أصلحت عند الكتابة، بعدما عدم فيه الإصابة، مما لا يحتاج الى تكرير النظر، قل أو كثر، وأما الهِنات التي تحتاج الى كثير من المحو والاثبات، فتركتها على تلك الحالات، إذ ما انا بانشاء أثر من لسانه بضَمين، وما أنا باصلاح ما أفسد قبل سؤاله بقمين، ولو التمس ذلك مني لوجدني غير ضنين"[10]. ونحن لم نجد لأسلوب هذا الناسخ ميزة على أسلوب فضل الله، فكلاهما مسجوع، ويميل إلى المحسنات اللفظية، ولا يبعد أن يكون كلامه محمولا على نوع من المنافسة، أو الموقف الشخصي، فهو معاصر له، وتولى المناصب القضائية مثله، وبينهما معرفة يؤكدها قوله أنه لم يكن ليبخل عليه بإصلاح لغة كتابه لو كان قد عرض عليه ذلك، وفي هذه العبارة ما ينطوي على شيء من التعالي كما هو واضح.

 

وعمد إلى تزيين أسلوبه بذكر أبيات من الشعر توافق المعنى وتؤكده، وهي مما عني باختياره من دواوين الشعراء ومصادر الأدب، وتخريج هذه الأبيات يكشف عن تنوع قراءاته الأدبية، وذوقه الرفيع، وحسن استشهاده بالشعر في مواضعه، لكنه لم يذكر أسماء الشعراء الذين رجع استشهد بشعرهم إلاّ نادراً، ثم أنه استشهد أيضاً بأبيات مفردة، ومتفرقة انتقاها من قصائد نظمها هو في مناسبات مختلفة، دون أن يطيل في النقل خشية من إدخال الملل على القارئ، لكنه أشار إلى عدد أبيات القصيدة التي انتقى منها ما أراد.

 

أهمية المخطوط:

وقفنا على رحلتين مهمتين من أصل ثلاث رحلات كتبها فضل الله بن محب الله في حياته، هما:

1- الرحلة الرومية. وفيها وصف لمراحل الطريق الذي قطعه منذ مغادرته دمشق وحتى وصوله إلى القسطنطينية، وقد سجل المؤلف تاريخ شروعه بالسفر بكلمة (غنا) وهو ما قيمته على  وفق حساب الجمل سنة 1051، وحدد ذلك بالأيام فذكر أنه كان في 15 شعبان من ذلك العام، فوافق هذا اليوم التاسع عشر من تشرين الثاني (نوفمبر) من سنة 1641م[11]، ولم يكن عمره قد تجاوز آنذاك العشرين عاماً. وقد ذكر سبب تسجيله لوقائع هذه الرحلة فقال"فلم أرَ لي مُشغِلاً في هذه البطالة، ولا مُسلياًّ في كل حالة، سوى التسلي بترويح النفوس، ونقش السطور في الطُروس، وتحبير وجوه هذه الصحائف، بذكر بعض الوقائع واللطائف، فكان ذلك باعثاً لي على تحرير هذه الرحلة، وسائقاً إلى هذه الطريقة السهلة، وقد جمعت فيها أسماء الطرقات والمنازل، وذكر ما لاقيته من الأماكن والمناهل، متكلآً في ذلك على فهمي، وقانعاً  بحظي[12] وإن قل سَهمي، فإن النفس تهوى أن تضرب في كل فن بسهم ونصيب، ولا عليها أن تخطئ الغرض أو تصيب، سالكاً طريق الإيجاز، في الحقيقة لا المجاز، وهو تاريخ وقائع، ومجموع أدب جامع، لأن الكتابة قيد العلوم، وحفظ ما أفاده المنطوق والمفهوم، والنظم الرقيق عروس الآداب"[13].

 

وصف مراحل الطريق من القرى والخانات والمدن التي نزل فيها، وقد بلغت أربعين مرحلة، تبلغ المسافة بين كل مرحلة وأخرى نحو أربعين كيلومترا، وقد تزيد أو تنقص بحسب وعورة الطريق أو وعورته، وجاء وصفه لما مر به من تلك المعالم حياً معبراً عن حالها من العمارة، فقال عن بلدة القصير قرب دمشق أنها " قرية غرّاء، ذات أرض خضراء، واسعة الأرجاء، حسنة الأنحاء،بها نهر عذب الماء، وخان متداعي البناء"[14]،  ووصف قرية القطيفة بأنها "ظريفة عالية، بها تكية لطيفة سامية، وخان حسن وجامع ذو بناء مستحسن وحمام، صحيحة الهواء، وسوق حسن البناء، رحب الفناء"[15] ووصف حماة بقوله " من أحسن البلاد وألطفها وأنزهها وأترفها، ذات قلعة شامخة، عالية باذخة، مليحة الأبراج والأبواب، لكنها الآن مُشرفة على الخراب، وبها جوامع ومساجد ومآثر ومعاهد، حاوية للبهاء والرَّونق، ومنقوشة البناء بالحجر الأبلق، مستدير بها العاصي على غالبها من الشرق والشمال"[16] ووصف خان قلعة المضيق بأنه "خان منازله واسعة، وقبابه شاسعة"[17]، ومثله حديثه عن قرية جسر الشغور، إذ قال أنها "قرية بلا شك ولا مرية، وليس فيها سوى هذا الخان، وهو مهدوم الجدران، وبالي الأطلال والأركان"[18]. ووصف خان كان قد شيده بيرام باشا، الوزير الأعظم، بأنه "خان معد لأبناء السبيل، لطيف البنيان"[19]، ووصف خان بيري باشا "وهو خان قديم، لكن بنيانه غير رميم، فرحم الله تعالى بانيه على بنيانه، فإنه أحكم أساس جدرانه"[20]، وعين تاريخ إنشاء خان محمد باشا، من محطات الطريق، إذ قال "وهو خان وأي خان، محكم المباني، عظيم البنيان، لم يُعمَّر على مثاله، ولا بُني على منواله، وهو حصين متين، حادث في سنة سبع وعشرين [وألف][21]"، ووصف بلدة أركلي بقوله "هي قصبة صغيرة، وأشجار بساتينها كثيرة، وبها جامع لطيف فريد، وخارجه منارة عالية ذات طول مديد، مفردة ترى من نحو نصف بريد"[22]، وغير ذلك كثير.

 

وبهرته استانبول بجوامعها ومدارسها الكبيرة والكثيرة، وسجل اعجابه بها بقوله أنها"، تعجز عن وصفها الألسن، وفيها ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين، لا زالت دار السلام والايمان، ومستقر الأمن والأمان"[23]. ووصف ما ضمته من المنشآت، ومنها جامع آيا صوفيه، وجامع السلطان سليم، وجامع السليمانية، وجامع شهزاده، وجامع السلطان أحمد الثالث، ووضح مزاياها، فمما قاله في جامع آيا صوفيه مثلاً أنه "الجامع الكبير المشهور، فهو أعظم معاهدها وأجل مشاهدها، يَحار النظر فيه ويتحيَّر دون تصور قوادمه وخوافيه، ذو أبنية غريبة جميلة، وأعمدة عجيبة جليلة، وقبة مُحيِّرة للعقل في التدوير والتقويس[24]، والتربيع والتدليس، فكم من بناء داخل بناء، وقوس داخل آخر، وكم من إحكام مرتفع وتحريف مصطنع، كأنه بذلك إرَم ذات العِماد، وفاخر فلا يحيطه نظر ولا تفكر ولا يحكيه عقل ولا تصور، فلما تأملت قبتها العالية، ورأيت أبنيتها الهائلة، تذكرت قبة النِسْر بجامع بني أميَّة، بدمشق المحميَّة"[25]. كما أشار إلى معالم القسطنطينية الأخرى، منها مدرسة المنلا الكوراني، والكاغد خانه (معمل الورق)، وقلعة روميلي حصار، ومدرسة السكبانية، ومدرسة القلندرخانه، وغير ذلك من المعالم. وتحدث عن مراسم المولد النبوي فيها تفصيلاً، وتطرق إلى من التقى بهم من العلماء الكبار، ومنهم شيوخ الإسلام، ومفتون، وقضاة، ومدرسون. وعاد إلى دمشق، ماراً بحلب ثم حمص، واصفاً كلا منهما على عادته. ووصل دمشق في سنة 1052هـ/1642م، وذكر هو أنه فرغ من تحرير رحلته في مستهل جمادى الأولى من تلك السنة[26].

 

اعتمد المؤلف في كتابه على مشاهداته العيانية لما مر به من معالم، لكننا وجدناه في بعض المواضع يقتبس عبارات في وصف بعض المراحل من كتاب بدر الدين محمد بن رضي الدين الغزي الدمشقي (المتوفى سنة 984هـ/1577م) المعنون (المطالع البدرية في المنازل الرومية)[27]، وهو كتاب يقترب منه موضوعاً وأسلوباً.

 

2- الرحلة المصرية. وصف فيها وقائع رحلته إلى مصر وإقامته في القاهرة، وذكر أنه دخل القاهرة في 16 رمضان، ولم يُعيِّن سنة ذلك، لكن ابنه محمد أمين عَيَّن حدوثها في سنة 1059هـ/23 أيلول 1649م، وذكر هو أنه قام بها اقتداءً بجده فضل الله الحموي الدمشقي، حين قصدها ملازماً للعلامة الشيخ محمد الشهير بجوي زاده، وصرح أن "العلة الغائية والفاعلية" لرحلته هي طلب تعيينه في بعض المناصب الشرعية، لما تناهى إلى علمه من تعيين محمد بن عبد الحليم البورسوي قاضياً لقضاتها، وكان هذا زميلاً له في التلمذة على شيخ الإسلام يحيى بن زكريا حينما أقام بالقسطنطينية قبل ثماني سنوات، فكان يرجو أن يكون ما بينهما"من الحقوق القديمة" سبباً في تحقيق مطلبه، وقد حقق له القاضي طلبه بأن عينه نائباً له في بعض محاكم القاهرة.

 

وتختلف رحلته هذه عن رحلته الرومية بعض الإختلاف، فهو لم يذكر المراحل التي قطعها في طريقه من دمشق إلى القاهرة، وإنما انتقل فجأة لوصف انطباعاته الأولى عن القاهرة بعد أن دخلها، مسمياً إياها "المدينة العظيمة"، مسجلاً دهشته لاتساع مساحتها، وارتفاع مبانيها، وأناقة ما دخل إليه من منازلها، وكثرة الزحام في طرقها، وعذوبة نيلها، كما أنه سجل اعجابه بمتنزهاتها، لا سيما بركة الفيل، وقد سحره منظرها فقال "وأما بُركة الفيل فيحق بها المقام والمَقيل، لاسيما إذا جرى على لُجَين الماء ذهب الأصيل، وأشرقت من أفقها كواكب النيل، وهي كالبدر والمناظر فوقها تسر النواظر، وإذا قابلتها الشمس فلها بذلك منظر عجيب، ومرأى حسن ورونق غريب"[28].

 

وذهب إلى أهرام الجيزة، فوصفها بقوله"وأما الأهرام فقد كنا شغفنا بأخبارها في الشام، فلم يتيسر رؤيا الا من بعيد، لعدم رفقة في تلك الايام. وقد هالنا أبو الهَول، وضاق في وصفه مجال القول، واستصغرنا في جنب الهَرَمين كل ما استعظمناه، وتداولنا الحديث في الهرم ومن بناه، فكلٌّ يأتي في وصفها بما نقله لا بما عقله، وحارت العقول في عقوده، وطارت الأفكار عن توَهُّم حدوده، فيا له من مولود للدهر قبل الطوفان، انقرضت القرون الخالية في آبائه وجدوده، وسُمّار الأخبار تذكر حديث أحداث عاده وثموُده، ويَدلّ إحكامه وعلوه على علو همة بانيه في بأسه وجوده...وهما كالطودين الراسخين، وكالجبلين الشامخين، قد فنيت الدهور وهما باقيان"[29].

 

وأبدى تقديره للجامع الإزهر، في كثرة أوقافه، وسعته، وكثرة طلبته، فقال"هو أشهر من أن يُذكر، فكل بَرَكة في هذه الديار، فمن بَرَكة ما يُتلى فيه آناء الليل وأطراف النهار، من تلاوة القرآن العظيم، وإملاء حديث النبي النبيه الكريم، وأصول الدين وبقية العلوم، كما هو مشهور معلوم، به من الرَّونق والرِّواقات، وانبساط النفس في جميع الساعات، ما لا يوجد في غيره من الجوامع، مع كمال نظافتها وتزخرفها بأنواع النقوشات، وذلك سِرٌّ مُودَع فيه، وهو أكبر دليل على خلوص نيَّة بانيه، ولا غَرْوَ فإن لله خواص، في الأزمنة والأمكنة والأشخاص. وقد وجدت فيه من الأنس ما لا يمكن عنه وصف، وبه من أهل الله الواصلين الى رَبِّه الكشف، لو اقسموا على الله لأبرَّهم، ولو سألوا منه دوام السرور لمنحهم ما سَرَّهم، وبه جم غفير لا يعلم بعددهم إلاّ العليم الخبير"[30].ثم أنه انتقل إلى ذكر من التقى بهم من علماء القاهرة في مختلف العلوم، ومن زارهم من أحفاد العلماء الذين قرأ لهم، وأرباب الأسر النبيلة.

 

ومن الرحلتين نسخة في ضمن مجموع يحتفظ به المركز الوطني للمخطوطات في بغداد، تحت العدد 9177، وتشغل الرحلة الرومية الأوراق 126-183، بينما تشغل الرحلة المصرية الأوراق 184-223[31]، ويبلغ عدد السطور في كل ورقة 27 سطراً، ومقياس الورقة 25,5× 15،5 سم، وقد كتبت بخط نسخ متقن. وتتقدم الرحلة الرومية مجموعة من الرسائل التي كتبها بعض علماء دمشق من معاصري المؤلف، لأغراض مختلفة، ومن الواضح أنها من جمعه، وهي تشغل الأوراق 110-125[32].

 

وفي آخر النسخة تعليقة لناسخ الرحلتين، وهو قاضي سلانيك السابق عبد الله الشهير بسعدي، تشير إلى أنه فرغ منها في شهر ربيع الأول سنة 1073هـ/1662م.

 

على أن هاتين الرحلتين ومرفقاتهما من الرسائل لم تصلنا بخط الناسخ المذكور، وإنما بخط ناسخ متأخر، نقل ما وجده بأمانة، وأضاف إليها رسائل أخرى لا علاقة لها بمضمون الرحلتين، ونرى أنه بغدادي عاش في منتصف القرن الثالث عشر للهجرة (التاسع عشر للميلاد) لأن أكثر تلك الرسائل هي لعلماء بغداديين عاشوا في تلك الحقبة. وعلى الرغم من دقة الناسخ الأخير في نسخ الأصل وجمال خطه، إلاّ أن ما نسخه لم يخلو من أخطاء إملائية قليلة هنا وهناك.

 

خطتنا في التحقيق:

ونظراً لأهمية هاتين الرحلتين وجِدّة معلوماتهما فقد وجدنا من المفيد تحقيقهما ونشرهما[33]، ملتزمين الخطوات الآتية:

1- تصحيح الأخطاء الإملائية وإثبات ذلك غالباً في الهامش.

 

2- تخريج الآي الكريم والحديث الشريف.

 

3- تخريج الأبيات الكثيرة التي استشهد بها المؤلف ما أمكن، عدا ما كان من نظمه هو.

 

4- الترجمة للأعلام الذين مر ذكرهم في الكتاب على نحو موجز يوضح مكانتهم في عصر المؤلف، من صدور عظام، ووزراء، وشيوخ، وعلماء، ومؤلفين، ومدرسين. ومقابلة ما كتبه عنهم على ما دوَّنه ابنه محمد أمين في (خلاصة الأثر) بسبب أن الأخير اعتمد على هاتين الرحلتين، وعلى أوراق المؤلف الأخرى، في ضمن ما اعتمده من مصادر.

 

5- متابعة المؤلف في المراحل التي قطعها في أثناء رحلته، وتدقيق أسمائها ومواقعها ومقابلة ذلك على ما ورد في كتب الرحلات قريبة العهد من المؤلف، وتعيين أماكنها في الوقت الحاضر ما أمكن ذلك.

 

6- توضيح معاني الألفاظ والمصطلحات الحضارية كلما وردت في الكتاب.

 

7- وضع التواريخ الميلادية ازاء التواريخ الهجرية تسهيلاً للباحثين الذين يعتمدون التاريخ الميلادي في أبحاثهم.

 

8- استخرجنا من حديثه عن المعالم التي مر بها عنوانات جانبية حصرناها بين عضادات تيسيراً للقارئ.

 

9- ألحقنا الرسائل والتقاريض التي كتبها علماء عصره من الشاميين وغيرهم بالكتاب، بعد أن وضعنا لكل منها عنواناً ورقماً متسلسلاً، فهي تقدم نماذج مهمة لأدب الرسائل في ذلك العصر.

 

وأخيراً فهذا نص جديد في أدب الرحلات عند العرب، يساهم في إكمال صورة هذا الأدب في العصر العثماني، الذي نعتقد أنه ما زال في حاجة إلى مزيد من البحث عن نصوصه ووثائقه لتكون معيناً للدارسين والباحثين.

 

والله تعالى من وراء القصد.



[1] لكل من هذه الرحلات عنوان مستقل، فالرحلة المصرية بعنوان (حادي الأظعان النجدية إلى الديار النجدية)، وقد استغرقت المدة من 12 شعبان 978هـ إلى أوائل رمضان سنة 980هـ /9 كانون الثاني (يناير) 1571-5 كانون الثاني 1573م،  وقد حققها محمد عدنان البخيت، مؤتة 1993، وذكر المؤلف في آخرها أنه سيقوم برحلة أخرى إلى الروم، فقال أنه عزم على إنشاء رحلة رومية يكتب فيها "ما يقع من الحوادث اليومية، بحيث تكون كالذيل على تلك الرحلة [يعني المصرية].. فسميتها بوادي الدموع العندمية بوادي الديار الرومية".

[2] محمد أمين المحبي: خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر، القاهرة 1305، ج2 ص122.

[3] خلاصة الأثر ج3 ص308.

[4] المخطوط،  الورقة  185.

[5] تقع مقبرة الأسرة على عتبات مقبرة باب الصغير في جادة جراح حالياً، ومقابلاً للمدرسة الصابونية، أما مسجد الجراح فقد كان في أصله مسجداً صغيراً، ثم أصبح جامعاً كبيراً في عهد الملك الأشرف موسى ابن الملك العادي رحمه الله في سنة 631هـ.                                    

[6] اعتمدنا في عرضنا لحياته وتاريخ أسرته على ما كتبه ابنه المؤرخ محمد أمين في خلاصة الأثر ج3 ص275. وفي نفحة الريحانة ص405 قد كتبت الدكتورة ليلي الصباغ  دراسة مسهبة عن عصر المحبي، وأسرته، وبيئته، في كتابها (محمد أمين المحبي المؤرخ وكتابه خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر)، دمشق 1986.

[7] نفحة الريحانة ص406.

[8] المخطوط،  الورقة 183.

[9] خير الدين الزركلي: الأعلام، ط5، بيروت 2002، ج5 ص153.

[10] المخطوط، الورقة 224.

[11] الورقة 129.

[12] في الأصل (بخطي).

[13] المخطوط، الورقة 130.

[14] المخطوط  الورقة 128.

[15] الورقة 129.

[16] الورقة 134.

[17] الورقة نفسها

[18] الورقة نفسها.

[19] الورقة 146

[20] الورقة 138.

[21] وتقابل سنة 1617م.

[22] الورقة 139.

[23] المخطوط الورقة 150.

[24] في الأصل (والتقديس).

[25] المخطوط  166.

[26] المخطوط  الورقة 184.

[27] وقد تولى المهدي عيد الرواضية تحقيقه، أبو ظبي- بيروت 2004.

[28] الورقة  191

[29] الورقة 192

[30] الورقة196.

[31] وقع أحد الموظفين في المركز الوطني للمخطوطات ببغداد في جملة من الأخطاء أثناء فهرسته لهذا المخطوط، أولها أنه نسب (الرحلة الرومية) إلى عبد الرحمن العمادي، ولا علاقة لهذا العالم بالرحلة من قريب أو بعيد،. فقال " لم يرد اسم صاحب الرحلة صراحة وإنما ورد ضمن نص في تقريض الكتاب اسم شهاب الدين العمادي سنة 1059هـ/1649م"، وكاتب التقريض هو عبد الرحمن العمادي فظن أنه من تأليفه، والواقع أن اسم فضل الله المحبي ورد صراحة في نص الرحلة، الورقة 157، وفي تذييل للناسخ في آخر الرحلة. وثانيها أنه ذكر أن مؤلف الرحلة الثانية، أي المصرية، هو فضل الله بن محب الله المحبي قابل في أثناء هذه الرحلة "كثيراً من الأعلام المعروفين في المدن التي مر بها وفيهم بعض أساتذة والده يحيى بن زكريا وإبراهيم الماهري ومحمد بن إدريس"، وليس في الرحلة من يدعى ابراهيم الماهري، وأما محمد بن إدريس فهو الإمام الشافعي وهو قد زار قبره، لأنه توفي قبل هذه الرحلة بعدة قرون، وثالث تلك الأوهام أنه تصور أن المخطوط الذي ضم الرحلتين هو "بخط عبد الله السيد الشريف المعروف بسعدي زاده سنة 1073هـ/1662" مع أن المخطوط بخط ناسخ عراقي من القرن الثالث عشر للهجرة (19م) نسخه عن الأصل الذي كتبه ذلك الناسخ سعدي زاده، ورابعها أنه سمى أبا فضل الله (محب الدين) والصحيح أنه (محب الله) كما وصف نفسه في الورقة المذكورة، وكما سماه ابنه محمد أمين المحبي في (خلاصة الأثر)، وكل هذه الأخطاء ورد في بضعة سطور للمُفهرس المذكور، وتكثر مثل هذه الأوهام في الفهارس التي يعدها أمثال أولئك الموظفين. اسامة النقشبندي: الرحلات الخطية في دار صدام للمخطوطات، مجلة المورد، العدد4، المجلد 18، 1989ص236-245.

[32] الأوراق 110- 126.

[33] الكتاب في طريقه للنشر إن شاء الله تعالى.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • رحلة من نابلس إلى إسلامبول
  • أهمية مصر عبر العصور
  • رحلة اللحافي البغدادي من بغداد إلى القسطنطينية
  • العائلة المصرية .. وتنوعها المتعايش المتنافر
  • ابن الرومي في رثاء ابنه محمد

مختارات من الشبكة

  • مخطوطة القواعد الحسابية في تحويلات الأكياس الرومية إلى الأكياس المصرية(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • كلام ابن الشماع الحلبي عن قطلباي الشهيرة بكلستان الرومية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • أبو العباس بن الرومية(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • ملخص: أبو العباس ابن الرومية(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • أبو العباس بن الرومية عالم الأعشاب والنباتات الطبية، حياته وتراثه(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • التقويم الشمسي العثماني(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • هولندا: فريق اليقين ينظم رحلة عمرة(مقالة - المسلمون في العالم)
  • الرحلة في طلب العلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • هولندا: مؤسسة السنة تنظم رحلة عمرة(مقالة - المسلمون في العالم)
  • شفيق البيطار في مرآة أستاذه وهب رومية(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب