دور تقنية المعلومات في تطوير العمل الإداري في الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة الرياض

ملخص الرسالة

دور تقنية المعلومات في تطوير العمل الإداري

في الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة الرياض

مقدمة:

مما لا شك فيه أن صناعة الحاسب الآلي واختراعه أدَّت إلى ظهور ثروة معلوماتية أثرت على البشرية والعالم أجمع بكافة مستوياته، سواء أكان على المستوى الثقافي، أم الصناعي، أم الاجتماعي، أم السياسي، ويحقُّ بصدقٍ اعتبار الحاسب الإلكتروني من أهم منجزات العصر، وأكثر هذه المنجزات تحكمًا بغيرها وتشابكًا معها؛ (الدعيلج، ١٤٣٢ هـ، ص ١٥٨).

ولأن الحاسب الآليَّ بكل مكوناته وإمكانياته يُعد وسيلةً من أفضل الوسائل التي يمكن من خلالها تحقيق أعلى درجات التقدُّم والرفاهية؛ سعَت معظمُ الدول المتقدمة حاليًّا - أو من تشدو ذلك - إلى امتلاك الحاسب والتعامل معه، وإدخاله إلى مجتمعاتها؛ لأنه أصبح ضرورةً وليس مِن قَبيل الترَف، كما أصبحَت التكنولوجيا أساس توزيع القوى السياسية على مستوى العالم؛ (زكي، ٢٠٠٩ م، ص ٨).

ويؤكِّد التاريخُ أن ظهورَ الحاسب كان على يَد المؤسسات التعليمة ورجالاتها، فهذا تشارلز بابدج عام ١٨١٤ م - وهو أستاذ الرياضيات في جامعة كامبريدج - أولُ من صمَّم آلة تحليلية تتكون من وحدات التغذية، والتخزين، وإظهار النتائج؛ (الدعيلج، ١٤٣٢ هـ، ص ٨٣)؛ لذلك لا ضير أن تسعى المؤسسات التربوية والتعليمية في الاستفادةِ من الحاسب وإدخاله إلى مجتمعها؛ حيث إنه يعد أداةً ووسيلة تربوية قوية، لها مستقبلٌ عظيم في تحسين العملية التربوية والتعليمية، وانتشار استخدامه أحدث ثورة كبيرة؛ (الفار، ٢٠٠٠ م، ص ٣١).

ويمكن الاستفادة من الحاسب في التعليم في ثلاثة مجالات:

١- استخدام الحاسب كمادة تعليمية.

٢- استخدام الحاسب كوسيلة تعليمية.

٣- استخدام الحاسب في الشؤون الإدارية للمؤسسات التعليمية والتربوية.

ولا ريب أن استخدام الحاسب في المجالات الإدارية للمؤسسات التربوية يُعد من أهم المجالات؛ لِما له من بالغ الأثر؛ لما يقدِّمه من خدماتٍ متنوعة في تيسير الأعمال الإدارية، وسهولتها، وسرعة إنجازها، وضبطها، ودقَّتها، وجودتها، مما يعكس ذلك الأثر بشكلٍ مباشر أو غير مباشر على العملية التعليمية؛ (سعادة والسرطاوي، ٢٠٠٣ م، ص ٢٣).

ولذلك سعَت المملكةُ العربية السعودية ممثلة في وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي في الاستفادة من هذا الحاسب وإدخالِه إلى مؤسساتها التربوية والتعليمية في شتَّى مجالاتها، وعلى كافَّة فروعِها وإداراتها التابعة لها، بل أحدثَت تعديلاً على هياكلها التنظيمية، واستحدثَت في كل إدارة للتربية والتعليم على مستوى المناطق أو المحافظات إدارةً تُعنى بالتقنية، وأسمتها: "إدارة تقنية المعلومات"، وتهدف إلى توطين التقنية، والاستفادة منها في التطوير الإداري للإدارة العامة للتربية والتعليم، ومن تلك الإدارات: "الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة الرياض"، وذلك من خلال تحقيق فاعليَّة أكيدة في تبادل النشاط بين إداراتها وأقسامها، بهدف خفض تكاليف الأداء وتقليل المصروفات؛ (الشيخ، ٢٠٠٨ م، ص ٥١).

مشكلة الدراسة:

من خلال العرض السابق يتبيَّن لنا أهمية إدخال الحاسب الآلي في التربية والتعليم، كما تتضح أهميته في الاستفادة منه أيضًا في أهم مجالات استخدامه في التربية والتعليم، وهو مجال الشؤون الإدارية، وكما هو معلومٌ بالضرورة أن استخدام الحاسب لم يعُد ترفًا أو تسليةً بقدرِ ما هو حاجة ملحَّة؛ لذلك كان لزامًا على كافة المؤسسات الحكومية والأهلية استخدامُه، باختلاف مستوياتها، والتعليمية منها خاصة، كما تشير لها الدراسة؛ (العلي، ١٤٣٠ هـ)، ونظرًا للأهمية الكبرى فقد تسارعَت المؤسسات التعليمية في المملكة - وعلى رأسها وزارة التربية والتعليم - في إعطاء هذا الجانب أهميةً كبرى من خلال مؤسساتها التابعة لها، والمتمثلة في إدارات التعليم بالمناطق والمحافظات، وتزويدهم بالتجهيزات المادية والبشرية والخبرات المحلية والعالمية في هذا الجانب، كما تؤكّد ذلك دراسة (اللامي، ٢٠٠٣ م)، وعلى رأس تلك المؤسَّسات إدارة التربية والتعليم بمنطقة الرياض.

ولقد سارعَت الوزارة في إعادة هيكلتها التنظيمية، وذلك بإضافة إدارة تُعنى بالحاسب الآلي وتجهيزاته، وإنتاج تطبيقاته، وتقديم الدَّعم الفني والاستشاري في مجال الحاسب الآلي، وهي: "إدارة تقنية المعلومات"، وأُسند إليها مجموعةٌ من الأدوار التقنية، التي يجب من خلالها تطوير العمل الإداري في المؤسسة، وعليه يمكن تحديد مشكلة الدراسة الحالية في السؤال التالي:

(ما دور تقنية المعلومات في تطوير العمل الإداري في الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة الرياض، من وجهة نظر مديري الإدارات ورؤساء الأقسام؟).

نتائج الدراسة:

١) أوضحَت نتائجُ الدراسة أن تقنية المعلومات تُسهم بدرجة متوسطة في تطوير العمل الإداري في إدارة التربية والتعليم بمنقطة الرياض، وذلك من خلال أن إدارة تقنية المعلومات أحيانًا تقوم بربط كافة أقسامها بشبكة اتصالٍ فاعلة ومستقرَّة، وكذلك أنها تقوم أحيانًا بالتطوير المستمرِّ لجميع أنظمتها الإلكترونية.

٢) من أهم تلك المعوِّقات التي تواجه تقنية المعلومات في تطوير العمل الإداري في إدارة التربية والتعليم بمنطقة الرياض: ندرةُ الدورات التدريبية المتخصصة والمقدمة للكوادر الإدارية داخل الأقسام للعمل على الأنظمة الإلكترونية، قلَّة مشاركة مديري الأقسام في صياغة القرار في إدارة تقنية المعلومات، ضعف التحفيز المادِّي والمعنوي لمشغلي الأنظمة الإلكترونية داخل الأقسام والإدارات.

٣) أن من أهم المقترحات التي تساعد إدارةَ تقنية المعلومات في تطوير العمل الإداري في إدارة التربية والتعليم - "تعزيز الجانب الأمني لحماية جميع البيانات والمعلومات للمحافَظة عليها، ترشيد الكفايات الإدارية والفنية العاملة في تقنية المعلومات بِناء على الخبرات العلمية والعملية، اطِّلاع العاملين المتخصصين في تقنية المعلومات على المستجدَّات الحديثة في التقنية من خلال المشاركة بالمؤتمرات والمنتديات الدولية).

٤) بيَّنَت نتائجُ الدراسة أنه لا توجد هناك فروقٌ ذات دلالة إحصائية بين متوسطات استجابات أفراد عيِّنة الدراسة نحو دور تقنية المعلومات في تطوير العمل الإداري لإدارة التربية والتعليم بمنطقة الرياض باختلاف متغيرات المؤهِّل العلمي، الخبرة، الوظيفة.

توصيات الدراسة:

وقد قدَّم الباحثُ العديدَ من التوصيات، ومنها:

١) ضرورة عقد الدورات التدريبية التخصصية لمنسوبي إدارة تقنية المعلومات بصفة دورية.

٢) ضرورة إشراك الإدارة العليا والأقسامِ ذات العلاقة في خططِ ومشاريعِ تقنية المعلومات.

٣) التحفيز المادي والمعنوي لمشغلي الأنظمة الإلكترونية داخل الأقسام والإدارات.

٤) الحرص على أن يكون هناك العدد الكافي من الموظَّفين المؤهلين للعمل على الأنظمة الإلكترونية داخل الأقسام ذات العلاقة بإدارة تقنية المعلومات.

٥) إقامة الدورات التدريبية والندوات التثقيفية، التي تزيد من الوعي التقني لدى المجتمع عامة، ومنسوبي إدارة التربية والتعليم على وجه الخصوص.

مقترحات الدراسة:

١- إجراء المزيد من الدراسات والبحوث المستقبليَّة حول دور تقنية المعلومات في تطوير العمل الإداري مع تغيير البيئة المطبَّق عليها، سواء في قطاع التربية والتعليم أو في بيئات أخرى.

٢- إجراء دراسةٍ لوضع تصوُّر مقترح لتطوير العمل الإداري في إدارة التربية والتعليم، سواء بمنطقة الرياض أو الإدارات الأخرى.

٣- إجراء دراسة مماثلة في إدارات أخرى ومتغيرات مختلفة.

فهرس المحتويات