حماية المخطوطات وأصول التحقيق عند القدماء في ملتقى وطني أبريل المقبل بجامعة الجلفة

بمشاركة معهد المخطوطات العربية بالقاهرة ومركز جمعة الماجد للمخطوطات بدبي

حماية المخطوطات وأصول التحقيق عند القدماء في ملتقى وطني أبريل المقبل بجامعة الجلفة

تنظم كلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة زيان عاشور بالجلفة بالتعاون مع مخبر جمع دراسة وتحقيق مخطوطات المنطقة، وبمشاركة معهد المخطوطات العربية بالقاهرة، ومركز جمعة الماجد للمخطوطات بدبي - فعاليات الملتقى الدولي الثالث حول المخطوط بعنوان: "حماية المخطوطات وأصول التحقيق عند القدماء"، وذلك يومي 28 و29 أبريل المقبل.

من المرتقب أن تتوزع محاور الملتقى لتشمل عديد النقاط التي تتجسد أساسًا حول الحماية المادية والقانونية للمخطوطات؛ حيث سيتم التطرق إلى الحماية القانونية للمخطوطات في القوانين الخاصة بحماية التراث في البلدان العربية والإسلامية (بين الواقع والمأمول)، وإلى جهود المؤسسات العامة والخاصة في ترميم التراث وصيانته (معهد المخطوطات العربية في القاهرة، المكتبة الوطنية الجزائرية، الخزانة الحسنية بالرباط، مركز جمعة الماجد بدبي، مكتبة الإسكندرية، وغيرها)، وكذا الطرق والوسائل العلمية الحديثة في الحفظ والترميم والصيانة والتعفير، فيما سيتم التطرق في المحور الثاني إلى منهج العلماء القدامى في تحقيق النصوص، خاصة فيما يخص الرواية أصل فن التحقيق (طرق تحمل العلم، المحدثون، رواة اللغة والشعر، وأعلام من المشرق والمغرب في فن تحقيق النص على غرار القاضي عياض، العلموي، ابن الصلاح الزبيدي، الآمدي، أبو عبيد البكري، عبدالقادر البغدادي، ومصطلحات المخطوط العربي نشأتها وتطورها وأثرها في ضبط النص).

من جهة أخرى اختار القائمون على هذا الملتقى مناقشة حماية المخطوطات وأصول التحقيق عند القدامى؛ لما يشكله التراث المخطوط من قيمة في حياة الأمم والشعوب؛ ذلك لأنه يعكس أوجه النشاطات التي مارسها الإنسان على مر العصور، وهو عامل بناء وتطور يؤدي دورًا خطيرًا في نقل العلم والحضارة، ويعرفنا بمدى تمسُّك الأمة بأصالتها.

وهذه المخطوطات أخذت حيزًا واسعًا في شتى كبريات مراكز البحث العلمي في أنحاء من العالم، لعدة عوامل منها تميزه في مضامينه ومناهجه، وسطوة الاستعمار الذي عمل على نقل الكثير منه إلى بلدانه أثناء الحملات التي شملت معظم المناطق العربية والإسلامية خلال القرنين الماضيين، ففي تلك المراكز الخارجية آلاف المخطوطات، كما هي بالملايين في أوطانها الأصلية.

كما خضع هذا التراث للدرس والتحليل والنقد للإفادة منه، لما أضافه من قيم فكرية وإنسانية، وكشف دارسوه ومحققوه أيضًا أن منهج علمائنا القدامى في إنتاج هذا التراث معلم متميز، تفردوا به عن غيرهم، فهم سباقون إلى وضع قواعد المنهج السليم في تحقيقه وإخراجه، إذْ ظهرت عندهم بوادر التحقيق العلمي منذ عهد الرواية والتدوين.

لكن جانبًا كبيرًا من تراثنا المخطوط أحاطته جملة من العوامل أثرت فيه سلبًا، يأتي في طليعتها عاديات الزمن؛ كالأرضة والرطوبة، والحرارة والحشرات والجراثيم، ثم العامل البشري المتمثل في العدو الأجنبي الذي عمل على طمس معالمه.

الجدير بالذكر أن آخر أجل لإرسال الملخصات هو 14 فيفري القادم، فيما سيكون آخر أجل لإرسال البحث كاملاً هو 15 مارس المقبل؛ حيث ترسل المشاركات على البريد الإلكتروني makhtot_labo@yahoo.fr، أو على العنوان جامعة الجلفة ص ب 3117 طريق المجبارة الجلفة 17000 الجمهورية الجزائرية.

يهدف الملتقى حسب أعضاء هيئة البحث والتدريس في المخبر بالتنسيق مع الجهات المذكورة، لتعريف الناشئة وطلبة الدراسات العليا خاصة بجهود علمائنا في طرق البحث وإنتاج المعرفة، من خلال اطلاعهم على بواكير التحقيق العلمي للمخطوطات، وأسس التثبت من النصوص في التراث العربي، بالإضافة إلى غرس روح البحث والصبر والتفاني في التعاطي مع العلم وأصوله، والتعرف على المصطلحات التي كان يستعملها علماء العربية في تدوينهم للمعرفة، وهذا الأمر بقي محجوبًا عن الدارسين والباحثين، وكذا التعرف على طرق الحفظ والترميم، والتعفير والوسائل التقنية الحديثة في حفظ المخطوطات، وإشاعة الثقافة التراثية عند الأجيال الناشئة، وتعريفهم بالقوانين التي تحمي تراث الأمة، للعمل على استكمال مسيرة السلف الصالح في إخراج ما تبقى من تراثها مركونًا في رفوف المكتبات والزوايا، وربط الناشئة من شبابنا بتراث أمتهم والاعتزاز به؛ لأنه يعبر عن حضارتهم العريقة ومدى مساهمة أجدادهم في إنتاج المعرفة الإنسانية بمختلف فنونها.

المصدر: جريدة الأحداث؛ نشرت: 11 يناير 2014