• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | المكتبة المرئية   المكتبة المقروءة   المكتبة السمعية   مكتبة التصميمات   كتب د. خالد الجريسي   كتب د. سعد الحميد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    صفة الحج: برنامج عملي لمريد الحج وفق السنة ...
    أ. د. عبدالله بن محمد الطيار
  •  
    سبعون أدبا في الصحبة والسفر والعلم (PDF)
    د. عدنان بن سليمان الجابري
  •  
    شرح كتاب: فصول الآداب ومكارم الأخلاق المشروعة ...
    عيسى بن سالم بن سدحان العازمي
  •  
    كفى بالموت واعظا
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    أحكام المخابز (PDF)
    أبو جعفر عبدالغني
  •  
    "كلمة سواء" من أهل سنة الحبيب النبي محمد صلى الله ...
    محمد السيد محمد
  •  
    صفحات من حياة علامة القصيم عبد الرحمن السعدي رحمه ...
    أ. د. عبدالله بن محمد الطيار
  •  
    الأساس في أصول الفقه (PDF)
    د. عبدالله إسماعيل عبدالله هادي
  •  
    خطبة .. من سره أن يلقى الله تعالى غدا مسلما
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    الأربعون حديثا في تحريم وخطر الربا (PDF)
    طاهر بن نجم الدين بن نصر المحسي
  •  
    الله (اسم الله الأعظم)
    ياسر عبدالله محمد الحوري
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
شبكة الألوكة / مكتبة الألوكة / المكتبة المقروءة / الرسائل العلمية / رسائل ماجستير
علامة باركود

عقيدة اليهود في الوعد بفلسطين ( عرض ونقد )

محمد بن علي بن محمد آل عمر

نوع الدراسة: Masters
البلد: المملكة العربية السعودية
الجامعة: جامعة أم القرى
الكلية: كلية الدعوة وأصول الدين
التخصص: العقيدة
المشرف: د. علي بن نفيع العلياني
العام: 1422هـ/2001م

تاريخ الإضافة: 24/8/2013 ميلادي - 17/10/1434 هجري

الزيارات: 21085

 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ملخص الرسالة

عقيدة اليهود في الوعد بفلسطين

(عرض ونقد)


المقدمة

إنَّ الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا ومن سيِّئات أعمالنا، مَن يَهد الله فلا مُضلَّ له، ومَن يُضلل فلا هادي له.

 

وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله.

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

 

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

 

أمَّا بعدُ:

فالأفكار الناتجة عن العقيدة هي أساس الحقائق التاريخية القائمة على الحركة المستمرَّة التي لا تتوقَّف.

 

فالصراع بين الإسلام وأعدائه، خاصَّة أهل الكتاب (اليهود والنصارى)، قديم قدمَ الإسلام نفسه، وهو مستمرٌّ إلى قُرب قيام الساعة، فهو من أشراط الساعة الكبرى.

 

وأهل الكتاب من المفترض أنْ يكونوا أولَ مصدِّقٍ بدعوة النبي محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - فقد أخَذ الله ميثاقَ أنبيائهم بالإيمان به - عليه السلام - فقال - عزَّ من قائل -: ﴿ وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ ﴾ [آل عمران: 81][1].

 

وكان اليهود يخبرون بمجيئه - عليه السلام - قال -تعالى-: ﴿ وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 89].

 

قال ابن عباس - رضي الله عنه -: إنَّ يهود كانوا يستفتحون على الأوس والخزرج برسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل مبعثِه، فلمَّا بعثه الله من العرب، كفروا به، وجحدوا ما كانوا يقولون فيه[2].

 

ولكنَّ حكمة الحكيم العليم اقتضت أنْ يكون أهل الكتاب - وخاصة اليهود - أوَّلَ مَن يكفر بهذه الدعوة الجديدة، التي كانوا من قبل يستفتحون بها على العرب.

 

وكان ردُّهم لهذا الدِّين الجديد لأنَّ رسوله لم يكن منهم، ولأنَّه جاء مصححًا لما حرَّفوه من تعاليم نبيهم موسى - عليه السلام - ومبينًا لزيفهم وكذبهم على الله - عزَّ وجلَّ - وعلى أنبيائه الكرام، ولأنَّه جعلهم كالناس لا فرقَ بين أبيض وأسود إلا بالتقوى.

 

فغاظَهم ذلك الأمر، وعزموا على محاربته والوقوف في طريقه، حتى لقد قال قائلهم: "عزمت على عداوته والله ما بقيت))[3].

 

ومن كثرة ما كان النصارى يمارون النبيَّ محمدًا - صلى الله عليه وسلم - لإثبات باطلهم وأنهم على الحق، أنزل الله -تعالى- فيهم: ﴿ فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ﴾ [آل عمران: 61][4].

 

فأهل الكتاب من يهود ونصارى متمسِّكون بباطلهم الموروث، وينطلقون منه في شؤون حياتهم من أفكار وسلوك وادِّعاء حقوق وغير ذلك، وسيظلُّ أثره فيهم حتى آخر الزمان[5].

 

ولا شكَّ أنَّ هذا التمسُّك سيصطدم بتمسُّك الأمة الإسلامية بدينها الصحيح، وما تعتقده من الحق في قوله -تعالى-: ﴿ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ﴾ [الأنبياء: 105]، وقوله -تعالى-: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [النور: 55].

 

وشاء الله - سبحانه وتعالى - أنْ يكون بيننا وبين أهل الكتاب (اليهود والنصارى) أنواعٌ من الصراع؛ فهناك صراع معهم للمحافظة على ديننا من غزوهم العقدي والفكري الموجَّه ضدنا؛ قال -تعالى-: ﴿ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ﴾ [البقرة: 120]، وقال سبحانه: ﴿ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ﴾ [البقرة: 217]، وقال: ﴿ وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ ﴾ [آل عمران: 69]، ﴿ وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً ﴾ [النساء: 89]، وغيرها من الآيات التي تبيِّنُ هذا النوع من الصِّراع.

 

وهناك صراع بيننا وبينهم على موروث مقدَّس عندنا جميعًا؛ وهو على الأرض المباركة وما حولها (أرض فلسطين وما جاورها).

 

"وقد انفرد الوطن الفلسطيني بقيمة دينيَّة، لازمته ابتداءً من إبراهيم - عليه السلام - واستمرَّت إلى أنْ بلغ الوحي الإلهي أعلى درجاته مع رسالة نبي المسلمين محمد - صلى الله عليه وسلم - وكان هذا الانفراد الملازم دليل ارتباط حميم بين الدِّين وفلسطين؛ ممَّا جعل فلسطين رمزًا مكانيًّا للدين، شهد صراعًا متواصلاً بين الهداة إلى الحق وعتاة الباطل، أو بين رؤية بصيرة للوجود ورؤية ذاتيَّة مظلمة، أو بين دعوة النبوَّة المهدية وضلال الكفر.

 

وقد انتهت تطورات التاريخ إلى تأهيل الوطن الفلسطيني مرَّةً أخرى ليكون ساحة الصراع بين الضلال الإنساني مكثفًا في الدولة اليهوديَّة، وحركة جهاد إسلاميَّة تستأنف المسار الإنساني تحت راية الهداية الإلهيَّة"[6].

 

وينتج عن هذا الصراع معارك دامية ومواجهات قويَّة على تلك الأرض المباركة (فلسطين وما حولها من أرض الشام)، كما سيأتي بيانه في هذا البحث، إن شاء الله تعالى.

 

فالنصارى ما قاموا بحملاتهم الصليبيَّة إلا من منطلق ديني[7]؛ فهم يرون أنَّ لهم الوراثة الحقيقية بعد كفر اليهود بعيسى - عليه السلام - وأنَّ النصوص الواردة في التوراة بالوعد بأرض فلسطين بل (من نهر مصر إلى النهر الكبير في الفرات) هم الأحق به من اليهود الذين كذَّبوا بعيسى - عليه السلام - وأنها الأرض التي ولد فيها - عليه السلام - وبها أماكن مقدَّسة لهم هناك، ما تغيَّرت نظرتهم، أو بالأصح نظرة طائفة منهم[8]، بأنَّ تجميع اليهود ما هو إلا مقدمة ليزول عيسى - عليه السلام - فيتحول اليهود إلى المسيحية ويغطي دينهم كلَّ الأرض[9].

 

وهاهم اليهود يفعلونها على هذه الأرض المباركة في القرن العشرين، مكونة دولتهم الدينية عليها باسم (إسرائيل)؛ تنفيذًا لما يسمى عندهم بدولة (إسرائيل الكبرى)، من (النهر الكبير في الفرات إلى نهر مصر)، انطلاقًا من نصوصٍ مقدَّسة عندهم، كما سيتمُّ توضيحه - إن شاء الله تعالى - في هذا البحث، حيث إنَّ ذلك أساسه وموضوعه والهدف منه، مع انتقاد ذلك المعتقد اليهودي.

 

وقد كان من توفيق الله -تعالى- ومنَّته أنْ يسَّر لي أنْ يكون البحث الذي أتقدَّم به في مرحلة (الماجستير) عبارة عن دراسة في (عقيدة اليهود في الوعد بفلسطين... عرض ونقد).

 

وقد دفعني لاختيار هذا الموضوع أسبابٌ كثيرة من أهمها:

1- بيان أنَّ الأمَّة الإسلاميَّة تمرُّ الآن بأحرج الأوقات في تاريخها الطويل؛ حيث يُراد منها أنْ تنسى عدوان أهل الكتاب، وخاصَّة اليهود، في ظلِّ ما يُسمَّى بعمليَّة السلام؛ حيث تهدف هذه المرحلة إلى دمج اليهود في المنطقة الإسلاميَّة العربيَّة، وإزالة الحواجز العقديَّة والنفسيَّة فيما بين المسلمين واليهود؛ ممَّا يسهل عملية سلخ الأمة الإسلامية من هويَّتها ودينها وعقيدتها؛ قال -تعالى-: ﴿ وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً ﴾ [النساء: 89].

 

2- بيان أنَّ الدولة اليهوديَّة (إسرائيل) القائمة على أرض فلسطين إنما هي كيان قائم على أساس توراتي محض، وإظهار النصوص التوراتيَّة في ذلك.

 

3- توضيح أنَّ التأييد المسيحي الغربي المحموم والمتواصل للعدوِّ اليهودي الصهيوني إنما يرجعُ إلى أسس دينيَّة عميقة الجذور في البنية الثقافية المسيحية.

 

4- أنَّ فهمنا لعقيدة أعدائنا يزيدُنا من فهم وتقدير مدى خطره ومطامعه وتآمُره وقَراراته.

 

5- أنَّ حقيقة هذه القضيَّة وهذا الصِّراع موجودة وحيَّة ومتفاعلة في عقول وقلوب اليهود والنصارى، بينما هي غائبة في وجدان أبناء الأمَّة الإسلاميَّة، خاصَّة في العصر الحاضر.

 

6- بيان أنَّ المعركة مع أهل الكتاب في أساسها ومبناها معركة دين واعتقاد لا معركة أرض واقتصاد، كما يدَّعي أتباع القوميَّة العربيَّة، وأنَّ كثيرًا من الكتب التي تتحدَّث عن هذا الصراع (الصراع الإسلامي - اليهودي) للأسف تتحدَّث عنه من خلال نظرة قوميَّة عربيَّة بحتة، وتسميه (الصراع العربي - الصهيوني).

 

7- محاولة للفت انتباه بعض طلبة العلم الشرعي لمثل هذه الموضوعات الحيويَّة والمهمَّة، وبيان أنَّ إغفالها وعدم التذكير بها سبب عظيم في ضياع هذه الأمة؛ ضياع حاضرها في براثن الغزو الفكري المدمِّر، وضياع مستقبلها في الانسلاخ من هويَّتها وعقيدتها الإسلاميَّة الصحيحة، وضياع ماضيها بحيث لا تستفيد الأمَّة من تلك الدروس الخالدة التي تُعتَبر زادًا لنا في مواصلة رفع راية الإسلام عالية خفَّاقة.

 

فليعلم طلبة العلم الشرعي أنَّ طلب هذا العلم يجدي أكثر، ويأتي بثمار أفضل، إذا ألصقناه بالواقع المعاصر.

 

ومن خلال العلم المبني على القرآن والسُّنَّة الصحيحة ومنهج السلف الصالح (أهل السنة والجماعة)، تستطيع أنْ تتربى أمَّتنا الإسلاميَّة التربية المرجوَّة التي تجعلها خير أمَّة أُخرجت للناس، وتجعلها مؤهَّله لحمل رسالة الله الخاتمة، ونشرها بين الأمم إلى قيام الساعة، ومن وسائل هذه التربية توعية الأمة ممَّا يُحاك ضدَّها وتعمل من أجل إفسادها وانحِرافها عن المنهج الصحيح وقطع صلتها بربها! ومن أخطر مَن يقوم بمثل هذه الأدوار للإيقاع بأمَّتنا الإسلامية اليهود والنصارى.

 

وهناك أمثلة كثيرة من تاريخ أمَّتنا المجيد تتحدَّث عن رجالٍ من حملة العلم الشرعي ألصقوه بالواقع، فارتفع المسلمون في وقتهم على أعدائهم، فأصبحوا قوَّة حضاريَّة يستنير أعداؤهم بها، وقوَّة وعسكريَّة يخشى الأعداء منها، ومنهم العز بن عبدالسلام[10]، وشيخ الإسلام ابن تيميَّة[11]، ومجدد الدعوة السلفيَّة محمد بن عبدالوهاب[12]، وغيرهم ممَّن ألصق العلم الشرعي بالواقع، وعالجه من خلاله.

 

أمَّا خطَّة البحث التي سرتُ عليها فقد تضمَّنت - بعد المقدمة - الباب التمهيدي، وثلاثة أبواب، وخاتمة، وهو كالتالي:

الباب التمهيدي:

وفيه فصلان:

الفصل الأول: نظرة على أهمِّ الدراسات السابقة في الموضوع.

 

الفصل الثاني: تاريخ اليهود منذُ بدايتهم حتى استقرارهم في فلسطين بعد موسى - عليه السلام - ثم تشتُّتهم على أيدي أعدائهم حتى بدايات القرن العشرين.

 

وفيه أربعة مباحث:

المبحث الأول: نبذة مختصرة عن جغرافية أرض فلسطين.

المبحث الثاني: دراسة حول أسماء اليهود.

المبحث الثالث: تاريخ اليهود من خلال أسفارهم من بدايتهم حتى تشتُّتهم على أيدي الرومان.

المبحث الرابع: تاريخ اليهود ما بعد السبي الروماني حتى قيام دولة اليهود الحالية (إسرائيل).

 

الباب الأول: الوعد في أسفارهم.

ويشمل ثلاثة فصول:

الفصل الأول: التعريف بهذه الأسفار.

وفيه مبحثان:

المبحث الأول: أسفار التوراة والعهد القديم.

وفيه مطلبان:

المطلب الأول: التعريف بهذه الأسفار.

المطلب الثاني: أهم تراجم هذه الأسفار.

 

المبحث الثاني: التلمود.

 

الفصل الثاني: نصوص هذا الوعد ودراستها.

وفيه مبحثان:

المبحث الأول: الوعد الإلهي وما يحتويه.

وفيه مطلبان:

المطلب الأول: تحديد هذا الوعد من أسفار العهد القديم.

المطلب الثاني: ما يحتويه هذا الوعد.

 

المبحث الثاني: الصهيونية والوعد.

وفيه ثلاثة مطالب:

المطلب الأول: التعريف بالصهيونية.

المطلب الثاني: الصهيونية واليهودية.

المطلب الثالث: هل الصهيونية تحقيق للوعد التوراتي المزعوم؟

 

الفصل الثالث: موقف النصرانية من هذا الوعد، وأثره.

وفيه ثلاثة مباحث:

المبحث الأول: موقف الكنيسة الكاثوليكية.

وفيه مطلبان:

المطلب الأول: الموقف العدائي لليهود.

المطلب الثاني: ما حصل في هذا الموقف من تغيير.

 

المبحث الثاني: موقف الكنيسة البروتستانتية.

المبحث الثالث: أثر هذه المواقف على إنشاء دولة اليهود الحاليَّة على أرض فلسطين المسلمة.

 

الباب الثاني: تفنيد هذا الوعد وإثبات بطلانه:

ويشتمل على فصلين:

الفصل الأول: إثبات وقوع التبديل والتحريف في أسفار اليهود.

وفيه مبحثان:

المبحث الأول: إثبات وقوع التبديل والتحريف في أسفار توراة (موسى) الخمسة.

المبحث الثاني: إثبات وقوع التبديل والتحريف في باقي أسفار العهد القديم.

 

الفصل الثاني: إثبات بطلان هذا الوعد.

وفيه مبحثان:

المبحث الأول: إثبات بطلان هذا الوعد من خلال أسفارهم، (الحجة الدينية).

المبحث الثاني: إثبات بطلان هذا الوعد من الناحية التاريخية (الحجة التاريخية).

 

الباب الثالث: موقف الإسلام من هذا الوعد:

ويشمل على فصلين:

الفصل الأول: موقف القرآن والسُّنَّة من أسفار اليهود.

وفيه مبحثان:

المبحث الأول: موقف القرآن من أسفار اليهود.

المبحث الثاني: موقف السُّنَّة من أسفار اليهود.

 

الفصل الثاني: نصوص هذا الوعد في ضوء الكتاب والسُّنَّة.

وفيه مبحثان:

المبحث الأول: وقفات مع بعض آيات الله.

وفيه مطلبان:

المطلب الأول: وقفة مع بعض آيات سورة المائدة.

المطلب الثاني: وقفة مع بعض آيات سورة الإسراء.

 

المبحث الثاني: النظر إلى هذا الوعد من خلال الأحاديث الصحيحة.

وفيه مطلبان:

المطلب الأول: الفتح الإسلامي لفلسطين.

المطلب الثاني: مستقبل الصراع الإسلامي - اليهودي.

 

الخاتمة.


ومع إحساسي الكبير بأنَّ الأمر يحتاج إلى دراسة وبحث يستحقُّ أنْ تكتب فيه رسائل جامعية كثيرة، وكتب جادَّة متعدِّدة، فإني قد تردَّدت بعض الوقت في الإقدام على الكتابة في هذا الموضوع حتى شرح الله صدري لذلك؛ لأنه كما لا يخفى واسع ودقيق وذو حساسيَّة، ولا أستطيع أن أوفيه حقَّه؛ فهو يحتاج إلى جهد جماعي كبير.

 

هذا، وإني لأرجو الله -تعالى- أن أكون قد وُفِّقتُ في هذا البحث، فإنْ كنت قد أصبت فمن الله - تعالى - وحُسن توفيقه، وإنْ أخطأت فمنِّي ومن الشيطان، وأستغفر الله وأسأله الرشد والسداد والرُّجوع إلى الحق.

• • • •


الخاتمة

الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، على ما يسَّر لي ووفَّقني في الكتابة في هذا الموضوع، وأسأله سبحانه أنْ يجعل هذا العمل في ميزان حسناتي، وأن يكون صالحًا مقبولاً بفضل الله.

 

وقد توصَّلت في هذا البحث إلى تقرير حقائق كثيرة، من أهمها:

1- كانت فلسطين تُكوِّن مع سورية والأردن ولبنان وحدةً جغرافية وإدارية واحدة تسمى (الشام)، لم تنفصل عن بعضها إلا في ظلِّ الاستعمار في أعقاب الحرب العالمية الأولى، وتطبيق اتفاقية (سايكس بيكو) بين بريطانيا وفرنسا.

 

2- لفلسطين أهميَّة دينيَّة عظيمة في جميع الرسالات السماوية الثلاثة: الإسلام والنصرانية واليهودية.

 

3- أنَّ أسفار العهد القديم وعلى رأسها الأسفار الخمسة المنسوبة إلى موسى - عليه السلام - قد حصل فيها كثيرٌ من التحريف والتبديل، وأنها كتبت بعد الأحداث إلى ذكرت فيها بمددٍ طويلة، وأنها لم تصل إلينا لا عن طريق التواتر ولا عن طريق الآحاد، بل كُتِبت بأقلامٍ عديدة في أوقاتٍ مختلفة، وأنَّ فيها تغيرًا وتناقضًا يجزمُ من خلاله القارئ بانتفاء قُدسيَّتها وزوال الصبغة السماويَّة عنها، فلا تعدُّ من كتب الوحي المقدَّس؛ ومن ثَمَّ تبطل نسبتها إلى موسى - عليه السلام - وإلى باقي أنبياء بني إسرائيل - عليهم السلام.

 

4- ومن خلال تلك الأسفار المحرَّفة يعتقدُ اليهود ومن والأهم من النصارى (الصهيونية المسيحية)، أنهم هم الورثة الحقيقيون للوعد الذي أعطاه الرب لإبراهيم - عليه السلام - بامتلاك أرض فلسطين وما حولها من أرض الميعاد.

 

5- أنَّه لا فرق بين الصهيونية واليهودية؛ فهما وجهان لعملة واحدة، وأنَّ الصهيونية نتاجُ العقل اليهودي؛ فهي الفلسفة القوميَّة لليهود، وتنطوي في جوهرها على حمل اليهود على المحافظة على معتقداتهم وتقاليدهم ورفض كلِّ اندماج في المجتمعات التي يعيشون فيها، وإلى ضرورة تكوين مجتمع يهودي محض له دولته في فلسطين، ومُناشدة اليهود في العالم إلى الهجرة من جميع بقاع الأرض إلى فلسطين إلى يسمُّونها أرض الميعاد بحدودِها التي ورد ذكرُها في كتاب في المقدس.

 

وأنَّ مَن ادَّعى أنَّ هناك من اليهود مَن هو ضدُّ الصهيونيَّة، فهو جاهلٌ بحقيقة اليهود؛ حيث إنَّ كلَّ اليهود يؤمنون بفكرة رئيسيَّة وهي العودة لأرض الميعاد لتأسيس دولتهم اليهودية، وهذه هي نقطة البداية والنهاية بالنسبة لجميع اليهود بغضِّ النظر عن انتماءاتهم الحزبية أو غيرها، والتي ينبغي أنْ تكون في خدمة الأمَّة اليهوديَّة أولاً وأخيرًا.

 

6- وفي البحث عن الصهيونية اليهودية لا بُدَّ من التفريق بين مرحلة ما قبل عام (1897م)؛ حيث لم تكن الصهيونيَّة لتتجاوَز تعلق اليهود الروحي بنصوص أسفارهم المقدَّسة وطقوس الأعياد والاحتفالات الدينية، وكانت دوافع رغبة قسمٍ من اليهود في العودة إلى فلسطين دينيَّة محضة.

 

ومرحلة بعد عام (1897م) عندما اتَّخذت الحركة الصهيونيَّة شكلها التنظيمي، وأصبح للفكرة الصهيونيَّة أداة تعمل لها بشكلٍ دائب مستمر لتحقيق غايات هذه الحركة كما رسمها المؤتمر الصهيوني الأوَّل الذي عُقد في مدينة بال السويسرية عام 1897م.

 

7- وإنَّ من أهمِّ العقائد اليهوديَّة عقيدة المسيح المنتظر المخلص اليهودي؛ حيث إنَّ الإيمان بهذه العقيدة يُعتبر أحد الأركان الأساسية في الدِّيانة اليهودية، وأحد الأسس الجوهرية فيها، فهو مقترنةٌ بفكرة تجديد العهد مع الربِّ.

 

وجاء ذكر المسيح المنتظَر المخلِّص اليهودي في جميع مصادر الفكر اليهودي من أسفار العهد القديم والتلمود.

 

8- استَطاع اليهود أنْ يُغيروا من موقف النصارى تجاههم فمن الرفض والتحقير والعدوان، إلى القبول والتمجيد والمساعدة، بل إلى أبعد من ذلك، وهو اعتبار اليهود وكتابهم (العهد القديم) أصلاً لهم يجب اتِّباعه، وكان ذلك في أوائل القرن السادس عشر الميلادي، حين انشقَّت عن الكنيسة الكاثوليكيَّة مجموعة من النصارى - ولدوا تحت أعين يهودية متمسِّكة - سموا حركتهم بحركة الإصلاح الكنسي (البروتستانت)، وبهذا يتبيَّن أنَّ العقيدة النصرانية سخرت لتحقيق مكاسب يهودية، خاصَّة في مسألة استيطانهم أرض فلسطين المسلمة.

 

لذلك فالمذهب المسيحي البروتستانتي ما هو إلا (بعث عبري أو مسيحية متهودة)، فاسمه الحقيقة (الصهيونية المسيحية).

 

ومن اعتقادات هؤلاء النصارى والتي هي في صالح اليهود أنَّ تجميع اليهود في فلسطين وتأسيس دولة لهم هناك يعجل بالمجيء الثاني للمسيح، وتولَّدت عن هذه العقيدة عندهم عقيدة (الألفية السعيدة)، ومفادها: أنَّ المسيح بعد نزوله سيقيمُ مملكةَ الله في الأرض والتي ستدومُ ألف عام؛ لهذا فالنصارى يعتقدون أنَّ المسيح سيرجع بعد مرور ألف سنةٍ، وعلى رأس ألف سنة جديدة، ويحكم العالم ألف سنة، وعلى هذه العقيدة اجتمعت آمالهم واتَّجهت أنظارهم سنة (1000) ميلادية، ولكنَّ المسيح لم يظهر، فهدأت المسألة وتلاشَتْ في الواقع، لكنَّها بقيت في الأحلام، ثم ظهرت هذه الدعوات في بدايات عام (2000) ميلادية (أواخر القرن العشرين)، وظهوره يكون في موطنه الأصلي (فلسطين)، فلا بُدَّ من الإعداد والتهيئة لمقدمه بتجميع اليهود في فلسطين، والتي ستكون فيها معركة (هرمجدون)، ومرَّت في هذه الأيَّام، الأيَّام الأولى من سنة (2000) ميلاديَّة، ولم يظهر فيها المسيح؛ لذلك وبناءً على عقيدتهم يجبُ عليهم أنْ ينتظروا مجيئه في بدايات عام (3000م)، وهكذا!

 

وعلى الرغم من أنَّنا ندخُل هذه الأيَّام رسميًّا إلى القرن الحادي والعشرين (القرن الجديد) فإنَّ هذا القرن وهذه الألفيَّة الجديدة المنتظَرة لن تبدأ هذه الأيَّام، فهذه الاحتفالات من قِبَلِ النصارى ومَن والاهم في حقيقتها ما هي إلا توديعٌ للألفية الثانية، فهذه الأيَّام هي بداية السَّنة الأخيرة من الألفية الثانية، أمَّا بداية الألفيَّة الثالثة والمنتظرة والقرن الجديد فتكون مع بدء العام القادم (2001)، وفق التقويم الميلادي لعيسى - عليه السلام[13].

 

وعلى هذا فإنَّ أحلامَ النصارى قد تتأجَّل للعام القادم أو ربما للأعوام القادمة القريبة، خاصَّة إذا علمنا أنَّ بداية التأريخ لميلاد المسيح - عليه السلام - اختلف في تحديده[14].

 

فلتعلم الأمَّة الإسلاميَّة أنها الآن أمام التحدِّي القوي التي يجب أنْ تستعدَّ له الاستعداد المناسب (المتمثِّل في الدعوة إلى الله - عزَّ وجلَّ - وإلى اعتناق الإسلام)، وهذا التحدِّي فرصةٌ للمسلمين ليُثبتوا للنصارى أنهم على باطل واضح، وأنَّ مساعدتهم لليهود في احتلال أرض فلسطين، ومد يدِ العون لهم لبسط سيطرتهم الميدانية والعسكرية والفكرية والاقتصادية على دول المنطقة، من منطلقٍ عقدي عندهم، هذا المنطلق مزوَّر في دِينهم ابتدعَه اليهود ليجعلوا النصارى في خدمة عقيدتهم التوراتية، وما يحلمون به من أحلام يهودية، والنَّصارى في غفلة عن هذا المكر اليهودي الخبيث.

 

وهذه الفرصة ستكونُ سانحةً تمامًا بعد مُرور السنوات الأولى من الألفية الجديدة المنتظَرة عند النصارى، فلتستعد الأمَّة الإسلاميَّة لذلك.

 

"عندما تمرُّ الأيَّام الأولى للألفيَّة الثالثة فإنَّ اليهود والنصارى سيكونون بين أمرين؛ إمَّا أنْ تتحقَّق بعض أحلامهم، فيزدادون عند ذلك فتنةً، ويزدادون بالتالي طغيانًا، وإما أنْ تتبخَّر أحلامهم الكبار، فيذيع الشك بينهم في أصول دينهم، ويزدادون ارتيابًا وحيرة وضلالاً، وعلى كلا الاحتمالين، فمسؤوليَّة أهل الإسلام في السنوات المقبلة عظيمة، فهم إمَّا أنْ يجدوا أنفسهم أمامَ مرحلة مفروضة من الصِّراع الدِّيني الصريح، أو يفاجؤوا بتبعةٍ دعويَّة ثقيلة، ستنشئها موجات الارتياب، وربما الارتداد الذي يمكن أن ينتشر بين الكتابيين عندما تصطدم عقائدهم الزائفة أمام صخرة الحقيقة والواقع، فمَن لهؤلاء الضالين يهديهم إلى صراط الله المستقيم إذا تطلَّعوا للبحث عنه؟ إنها تبعة جسيمة، لا بُدَّ أنْ يتهيَّأ لها أهل الدعوة من أمَّة البلاغ؛ خير أمَّة أُخرِجت للناس"[15].

 

9- وتبيَّن أنَّ في مواجهة هذه الاعتقادات النصرانية يظهر مكر اليهود وخبثهم وسخريتهم من النصارى، فهم يُشجِّعونهم على قبول المرحلة الأولى من الاعتقاد المسيحي؛ حيث هو نفسه الحلم اليهودي المنتظَر، وهو (تجميع اليهود في أرض فلسطين المسلمة)، ثم يقلبون لهم ظهر المجنِّ، بل يأمل اليهود أبعد من ذلك؛ وهو تقويض المسيحية نفسها شيئًا فشيئًا، ومن ذلك التضخيم العجيب الحاصل في الفكر المسيحي لاتِّباع اليهود وكتابهم المقدَّس.

 

10- لذلك فمن الثابت تاريخيًّا أنَّ النصارى لعبوا دورًا مهمًّا وفعالاً في تمكين اليهود من احتلال أرض فلسطين المسلمة.

 

فظهرت أسماء نصرانيَّة لها مراكز قويَّة وحسَّاسة: دينية وسياسية وغيرها، ساعدت اليهود في ذلك التمكُّن، كما سبق في هذا البحث تقديم أمثلة لذلك، والواقع أكبر شاهد على ذلك، فتدلُّل الدولة اليهودية على الحكومات النصرانية والكنائس النصرانية، ومساعدتهم لها ودعمها بما شاءت من مالٍ وسلاح وغيره، وتحدِّي المسلمين في ذلك - دليلٌ على هذا المعتقد.

 

11- معركة آخِر الزمان (هرمجدون).

فاليهود والنصارى والمسلمون متَّفقون على وقوع ملاحم رهيبة ومعارك قويَّة في منطقة الشام عامَّة وفي فلسطين خاصَّة، ولكنَّهم مختلفون في نتائجها، كلٌّ يراها لمصلحته في النهاية، والحق ما بيَّنَه خاتم الأنبياء والمرسلين المبعوث للناس كافَّة محمد بن عبدالله - عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم - أنَّ نتائج هذه الملاحم لمصلحة الإسلام وأهله، وأنَّ الإسلام هو الدين المهيمن على كلِّ الأديان، كما مرَّ تفصيله في ثنايا البحث.

 

12- بيَّنت بعد ذلك العرض بطلانَ هذا الوعد الذي تدَّعيه اليهود، من أنهم الورثة الحقيقيُّون لهذا الوعد من بعد إبراهيم - عليه السلام - وذلك من خلال أسفارهم المقدَّسة عندهم (الحجة الدينية)، ومن الناحية التاريخية (الحجة التاريخية).

 

فإنَّ هذه النصوص شرطت الوراثة بتمسُّك اليهود بعبادة الله وطاعته، وبعضهم كان في سيرته بعيدًا كلَّ البعد عن طاعة الله، وأقرب دليلٍ على أنَّ أغلب اليهود لم يطيعوا الله - عزَّ وجلَّ - كفرهم وعدم إيمانهم بالنبي محمد - صلى الله عليه وسلم - خاتم الأنبياء والمرسلين - عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم - على أنَّ هناك نصوصًا أخرى في أسفارهم المقدَّسة تدلُّ على أنَّ الربَّ أعطاهم ما وعَد لهم بتملُّك أرض الميعاد؛ لأنَّ الربَّ قد وعدهم وعدًا وقد أتمَّه لهم في عهد صلاحهم، وعندما كانوا في وقت هم أتباع الدِّيانة الصحيحة قبل إرسال عيسى - عليه السلام - ومحمد - صلى الله عليه وسلم - ولم يعدهم وعدًا أخر ينتظرون تحقيقه.

 

ومع ذلك كلِّه نقول لهؤلاء اليهود: أين كانوا هذه المدة من السنوات الطويلة، بل القرون العديدة، من وقت خروجهم نهائيًّا من أرض فلسطين عام 135م على أيدي الرومان؟

 

لم يعمل اليهود ذلك العمل الجاد الذي يدلُّ على تعلُّقهم بأرض فلسطين منذُ القرن الثاني الميلادي إلى بدايات القرن العشرين؛ حتى تمكَّنت الصهيونية اليهودية من احتلال أرض فلسطين في منتصفه؛ بمعاونة الصهيونية المسيحية وضعف الأمة الإسلامية، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم!

 

ومن الناحية التاريخية وادِّعاء اليهود أنَّ لهم صلة بأنبياء بني إسرائيل فهم الأحقُّ بذلك في أرض فلسطين، كما قال هرتزل: "إنَّ فلسطين التي نريدُ هي فلسطين داود وسليمان".

 

فنقول: ليس ليهود اليوم أيُّ صلة بأنبياء بني إسرائيل؛ فأنبياء بني إسرائيل اختارهم الله - عزَّ وجلَّ - لحمل الرسالة، فهم على أعلى درجات الطاعة والعبودية لله - تعالى.

 

أمَّا اليهود فمشركون، يعتقدون بإلهٍ مستقل لهم يسمَّى (يهوه)، وقد كفَّرهم الله -تعالى- في كتابه الكريم؛ لاعتقادهم النسب لله -تعالى-: ﴿ وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ ﴾ [التوبة: 30]. فضلاً عن أنهم كانوا يقومون بعباداتٍ محرَّفة لم يأتِ بها أحد من أنبياء الله، وأنَّ النبيَّ الكريم محمد بن عبدالله - صلى الله عليه وسلم - قد حكَم بأنهم من أصحاب النار لو لم يؤمنوا برسالته الخاتمة؛ فقال - عليه السلام -: ((والذي نفسُ محمدٍ بيده لا يسمعُ بي أحدٌ من هذه الأمَّة يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أُرسِلتُ به، إلا كان من أصحاب النار))[16].

 

13- والأرض ملكٌ لله -تعالى- يجعلها لمن يشاء من عباده؛ قال -تعالى-:: ﴿ إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [الأعراف: 128].

 

فيجب على أهل الإسلام - وهم أهل الدِّين الخاتم المهيمِن الصحيح - أن يتسلَّحوا بسلاح الاستعانة بالله - عزَّ وجلَّ - وبالصبر حتى يجعلَ الله العاقبة لديهم.

 

وليعلم أهل الإسلام أنَّ الله أورث الأرض لهم؛ ﴿ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ﴾ [الأنبياء: 105].

 

فشرط الوراثة أنْ تكون الأمَّة مستقيمة في خلقها وفي سيرها في الحياة وصلتها بالله - تعالى - مع تملُّك الأسباب الماديَّة الكافية، وتكاتُف هذه الأمَّة فيما بينها، وأنْ تستمرَّ في مُجاهدة قُوى الكفر والطُّغيان.

 

ولهذا فإنَّ اليهود ليسوا أهلاً لوراثة الأرض؛ لأنهم كفروا بالله وبرسوله الخاتم محمد بن عبدالله - عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم - وعبدوا الطاغوت وتحوَّلوا إلى الضلال والفجور والكفر.

 

وبما أنَّ وراثة الوعد للصالحين من ذريَّة إبراهيم - عليه السلام، فالأمَّة الإسلاميَّة هي الأحقُّ بوراثة الأرض، بل الدنيا كلها من كلِّ الأمم؛ لأنها على الحق والصلاح، فهم الورثة الحقيقيون، وليس اليهود ولا النصارى أهل الكفران والبُعد عن صراط الله المستقيم.

 

14- احتلال اليهود لأرض فلسطين من منطلق ديني توراتي، كما مرَّ بيانُ ذلك في البحث؛ فينبغي على الأمَّة الإسلامية أنْ تُواجه هذا الاحتلالَ من منطلق ديني أيضًا؛ ألا وهو الجهاد في سبيل الله، ففلسطين بلد إسلامي مقدَّس له مكانته العليَّة من الناحية الدينيَّة عند المسلمين، يُقدِّسونها كما يُقدِّسون مكة المكرمة والمدينة المنورة، فهي ليسكت ملكًا للفلسطينيين ولا للعرب، بل هي ملك جميع المسلمين في أنحاء الأرض وواجب الدفاع عنها فرض عليهم.

 

يقول سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله تعالى -:

"وممَّا تجدر الإشارة إليه في هذا الصدد أنَّ القضية الفلسطينيَّة قضيَّة إسلاميَّة أولاً وأخيرًا، ولكن أعداء الإسلام بذلوا جهودًا جبارةً لإبعادها عن الخط الإسلامي وإفهام المسلمين من غير العرب أنها قضيَّة عربيَّة لا شأن لغير العرب بها، ويبدو أنهم نجحوا إلى إلى حدٍّ ما في ذلك؛ ولذلك فإنَّني أرى أنَّه لا يمكن الوصول إلى حلٍّ لتلك القضيَّة إلا باعتبار القضيَّة إسلاميَّةً، وبالتكاتف بين المسلمين لإنقاذها، وجهاد اليهود جهادًا إسلاميًّا؛ حتى تعود الأرض إلى أهلها، وحتى يعود شُذَّاذُ اليهود إلى بلادهم التي جاؤوا منها، ويبقى اليهود الأصليون في بلادهم، تحت حكم الإسلام لا حكم الشيوعيَّة ولا العلمانيَّة، وبذلك ينتصر الحق، ويخذل الباطل، ويعود أهل الأرض إلى أرضهم على حُكم الإسلام، لا حكم غيره، والله الموفِّق"[17].

 

فالإستراتيجيَّة الغربيَّة المسيحيَّة واليهوديَّة ركَّزت على طمس حقيقة أنَّ الصراع هو صراع ديني عقائدي في نفوس المسلمين، وألبست ذلك الصراع ثوبًا من القومية والوطنية الزائفة؛ لذلك ظهرت الأحزاب العلمانية والزعامات المصطنعة التي خدَمت الصالح اليهودي، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!

 

15- استنادًا لقول الله -تعالى-: ﴿ وإن عدتم عدنا ﴾ [الإسراء: 8]، فإنَّ إفساد اليهود المتمثِّل الآن في احتلال أرض فلسطين المسلمة وفي كيان دولتهم القائم هناك سينتهي، وإنَّ يوم النصر آتٍ - بأذن الله تعالى - على اليهود لإزالة إفسادهم، في وقتٍ قدَّره الله لذلك، ويسَّر أسبابه برجوع الأمَّة الإسلاميَّة إلى ربها ودينها.

 

16- إنَّ واقع الأمَّة الإسلاميَّة المرير اليوم ما هو إلا سحابة صيف عمَّا قريب ستنقشع، وإنَّ احتلال اليهود أرضَ فلسطين وإقامة دولتهم فيها إنما هو من الأمور التي ستُؤدِّي - إن شاء الله - إلى إيقاظ الأمَّة الإسلامية من غفوتها، وإرجاعها إلى المنهج الحق بعد ضياعها في دروب المناهج الباطلة.

 

17- قد تكون معركتنا ضد اليهود ذات مراحل:

فمرحلة منها - والله أعلم - إخراجهم من المسجد الأقصى، قبل أنْ يستطيعوا هدمَه، وطردهم من فلسطين أذلَّةً وهم صاغرون.

 

ومرحلة منها يبدأها اليهود مع (مليكهم) مسيحهم المنتظر (المسيح الدجال)؛ لتحقيق ما يعتقدون من أحلام في أثناء مجيئه، وانتقامًا من المسلمين - كما مرَّ توضيحه - وهذه المرحلة - والله أعلم - هي المرحلة التي جاءت فيها الأحاديث النبوية التي ذكرتها في البحث؛ ومنها قول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تقومُ الساعة حتى يُقاتلَ المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون حتى يختبئَ اليهوديُّ من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر والشجر: يا مسلم، يا عبد الله، هذا يهوديٌّ خلفي فتعالَ فاقتله))[18]، فتتمُّ في هذه المرحلة إبادة اليهود وإفنائهم.

 

المهمُّ والخلاصة من هذا أنَّ الأمَّة الإسلاميَّة يجب أنْ تستعدَّ لمواجهة اليهود في كلِّ وقت؛ وهي يجب أنْ تبدأ بالمواجهة، ولا تركن إلى أحاديث الملحمة التي ستكونُ في آخِر الزمان بيننا وبين الكتاب؛ حيث إنَّه لا أحدَ يعلم حقيقة ما سيكون إلا الله - عزَّ وجلَّ - مقدِّر الأقدار وعلام الغيوب سبحانه.

 

وهناك حقائق غير التي ذكرت، اكتفيتُ بذكرها في أماكن بحث مواضيعها في هذا البحث.

 

والله تعالى أعلم.

 

وآخِر دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله وسلَّم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومَن تبعهم بإيمانٍ وإحسان إلى يوم الدِّين.



[1] وفي كتابَيْ: "الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح"؛ لشيخ الإسلام ابن تنمية، و"هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى"؛ للإمام ابن قيم الجوزية - بيانٌ واضح لوجود خبر رسالة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - في التوراة والإنجيل.

[2] "تفسير الإمام ابن جرير الطبري" 1/410.

[3] وهذا الرجل هو حُيَيُّ بن أخطب، زعيم يهود بني النضير، "السيرة النبوية"؛ لابن هشام 2/160.

[4] "تفسير الأمام الطبري" 3 / 297.

[5] كما تثبت ذلك أبواب هذه الرسالة.

[6] "رؤية دينية للدولة الإسرائيلية"؛ت حسن محمد مي، ص 8.

[7] ارجع في مسألة أساس الحملات الصليبية إلى: "الخلفية الأيديولوجية للحروب الصليبية (دراسة عن الحملة الأولى 1095 -1099م"؛ د. قاسم عبده قاسم، و"الحروب الصليبية هل انتهت؟"؛ عبدالوهاب زيتون، و"أخطار الغزو الفكري على العالم الإسلامي"؛ د. صابر طعيمة، تحت عنوان (الحروب الصليبية والتحول الحضاري).

[8] وهم الطوائف البروتستانتية، وقد بلغ عدد الأصوليين منهم في أمريكا في إحصائية بداية الثمانينات من (30) إلى (50) مليون ينتشرون في معظم الطوائف البروتستانتية، وبعض الكاثوليك ووصلوا في إحصائية في آخِر التسعينيَّات إلى (90) مليون أصولي إنجيلي في أمريكا وحدها، "البعد الديني في السياسة الأمريكية" ص 12د. الحسن، "المنظمات اليهودية الأمريكية" ص 277، لي أو برين، "حمى سنة 200" ص 161، عبدالعزيز كامل، و"الخلفية التوراتية للموقف الأمريكي" ص 195؛ للكيلاني.

[9] انظر الفصل الثالث من الباب الأول من هذا البحث.

[10] هو عبدالعزيز بن عبدالسلام بن أبي القاسم بن حسن السلمي، أبو محمد، القاضي، الفقيه الشافعي، المفسر، اللغوي، الورع، الزاهد، الآمر بالمعروف، الناهي عن المنكر، سلطان العلماء، وُلِدَ بدمشق سنة 577هـ على الراجح الموافق 1181م، ونشأ بها، ودرس علوم الشريعة والعربية، وتولَّى الخطابة بالجامع الأموي، والتدريس في زاوية الإمام أبي حامد الغزالي، هاجَرَ إلى مصر، فعُيِّنَ قاضيًا للقضاة، ومارس التدريس والإفتاء والخطابة بجامع عمرو بن العاص، حرَّض الناس على مُلاقاة التتار، وقتال النصارى الصليبين، وشارك في الجهاد، مات بالقاهرة سنة 660هـ/1262م، ودفن ما، انظر: "الأعلام" 4/21؛ لخير الدين الزركلي، وللدكتور محمد الزحيلي كتاب مستقل عنه.

[11] هو أحمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام بن عبدالله النميري الحراني، أبو العباس، شيخ الإسلام، الفقيه الحنبلي، المجتهد المطلق، برع في علوم متنوِّعة منها الفقه والحديث والعقائد والنحو والفلسفة، وُلِدَ بحران في الشام يوم الاثنين العاشر من شهر ربيع الأول سنة إحدى وستين وستمائة (661 هـ)، تعرَّض لمحن كثيرة ورد وأفحم المبتدعة والقبورية والرافضة والنصارى واليهود، حرَّض على قتال التتار، وشارك في قتالهم في معركة (شقحب) المشهورة سنة 702هـ في أول شهر رمضان المبارك، مات وهو مسجون بسجن القلعة بدمشق في العشرين من ذي القعدة سنة 728هـ، انظر: "الأعلام" 1/144، و"العقود الدرية من مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية"؛ للإمام محمد بن عبدالهادي.

[12] هو محمد بن عبدالوهاب بن سليمان بن علي المشرفي الوهيبي التميمي، محيي السنة ومجدد الدعوة. ولد سنة 1115هـ في بلدة العُيَينة من أرض نجد، برع في الفقه الحنبلي، أخذ ينصر الحق ويحارب البدع، ويقاوم ما أدخله الجاهلون في هذا الدين الحنيف، و لم يزل مثابرًا على الدعوة حتى توفَّاه الله، صنَّف مصنفات شهيرة سارت في الآفاق، تُوفِّي سنة 1206هـ، انظر: "الأعلام" 6/257، وسيرته في رسالة الدكتوراه "عقيدة الشيخ محمد بن عبدالوهاب السلفية"؛ للدكتور صالح بن عبدالله العبود.

[13] كتبت هذه الأسطر في بدايات عام 2000 م.

[14] "قصة الحضارة" (11) الجزء الثالث من المجلد الثالث، ص 212، وول ديورانت.

[15] "حمى سنة (2000)"؛ عبدالعزيز بن مصطفى كامل، ص 254.

[16] رواه الأمام مسلم في "الصحيح".

[17] "فتاوى وتنبيهات ونصائح"؛ سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز، ص 570، تجميع وطباعة مكتبة السنة، القاهرة، الطبعة الثانية، رمضان 1409هـ الموافق أبريل 1989م.

[18] متفق عليه.





 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • حكم استخدام صيغة من صيغ العقود المركبة بوعد(مقالة - موقع د. طالب بن عمر بن حيدرة الكثيري)
  • تعريف العقيدة ومسمياتها ومصدر تلقيها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • هذه هي عقيدتنا(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من مائدة العقيدة: ثمرات العقيدة الصحيحة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من مائدة العقيدة ( منزلة علم العقيدة )(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أقوال الأئمة في العقيدة التي هي عقيدة أهل السنة والجماعة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مقارنة بين عقيدة أهل الحديث وعقيدة الأشعرية والماتريدية (PDF)(كتاب - آفاق الشريعة)
  • أربعون دليلا على بطلان عقيدة توارث الخطيئة وعقيدة صلب المسيح (PDF)(كتاب - آفاق الشريعة)
  • تعليم العقيدة للصغار (1) من عقيدة المسلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • متن العقيدة الطحاوية - عقيدة أهل السنة والجماعة - للإمام الطحاوي المصري - قراءة الشيخ فهد الحمين(مادة مرئية - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)

 


تعليقات الزوار
1- شكر
أمجد زهير عكاشة - فلسطين 08-05-2015 06:17 PM

جزاكم الله خيرا

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب