أحكام الأسير المسلم في غير العبادات

ملخص الرسالة

أحكام الأسير المسلم في غير العبادات

المقدمة

الحمد لله رب العِّالمين، والصلاَّة والسلام الأكمْلان على رسول الله محمد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه وسلم كثيرًا إلى يوم الدين.

أما بعد:

فإنَّ من خصائص دين الإسلام أنه صالح لكلِّ زمان ومكان، وقد جعل الله فيه من الخصال والمزايا ما استحق به أن يكون الدين الخالد والملائم لكلِّ ُأمة، وإنه مما لا يخفى أنَّ المسلم ربما تعرض في حياته لشيءٍ من البلايا والمحن، ومن ذلك وقوعه في أسر الأعداء، فجعله في وضعٍ يختلف عن حالة المرء المسلم في الظروف العادية، فقد يكون في يد من يقْتل الأسير، أو يرغمه على ما لا يحلُّ شرعاً، وقد تطُول مدة الأسر؛ فيؤثِّر ذلك في أمور أخرى من قَِبيل معاملاته المالية مع غيره من الناس، أو بعلاقاته الأسرية.

والأسير في يد الآسر تجتمع في حقِّه غالباً عوامل عدة كالسفر، والمشقَّة، والإكراه، والخوف، والمرض؛ ولذلك فهذه الحالة مدعاةٌ للنظر في أحكامها الفقهية، ومدى تأثرِها بحالة الأسر.

وإنه مما يؤكِّد أهمية هذا الموضوع أنَّ متقدمي الفقهاء - رحمهم الله - َأوردوا مسائل كثيرةً تتعلَّق بالأسير الكافر عند المسلمين؛ وذلك لأنه الغالب في ذلك الوقت؛ لما كانت عليه الأمة الإسلامية من القوة والتمكين، ولكن لما ضعف المسلمون وكَُثر الأسر منهم، وكانت مسائل الأسير المسلم متفرقةً في أبوابٍ شتى من أبواب الفقه في مظانها وفي غير مظانها، ومتناثرةً في بطون الكتب، وبعيدةً بعضها عن بعض، جاء هذا الموضوع ليجمع تلكم المسائل، ويؤلِّف بينها، ويستنبط منها، ويخرج عليها، لتطبيقها في واقع أسرى المسلمين، وفي ذلك أيضاً ما يلْفت النظر إلى ما يعانيه الأسير في حال أسره ويتبين بها مكانة التشريع الإسلامي ووفائه بكل متطلبات الحياة في حالتي السلْم والحرب.

وكان من توفيق الله - سبحانه وتعالى - ومنه علي بعد إتمام السنة المنهجية في مرحلة الماجستير في كلية الشريعة أنْ سعيت في البحث عن موضوع فقهي لإكمال هذه المرحلة، فوقع الاختيار - بعد الاستشارة والاستخارة - على موضوع "أحكام الأسير المسلم في غير العبادات" ليكون موضوع الرسالة التي سأتقدم بها لقسم الفقه في كلية الشريعة بالرياض.

المقصود بأحكام الأسير المسلم:

موضوع هذا البحث هو: دراسُة الأحكامِ الفقهية التي تتعلَّق بالأسير المسلم أو التي تتأثَّر بأسره مما ذَكَره الُفقهاء في أبوابِ غيرِ العبادات، فيخرج بذلك أحكام الأسير الكافر، كما يخرج أحكام الأسير المسلم في أبواب العبادات.

تأتي أهمية هذا الموضوع من كونه موضوعاً له مساس بحالة المسلم في الأسر والذي في الغالب تجتمع في ظَرفه أحوالٌ غير عادية، والشريعة الإسلامية راعت الحفاظ على كرامة الإنسان وخصوصاً المسلم.

هذا وإنه مما يؤكِّد في أهميته أنه موضوع متجدد، وخاصةً في ظروف عالمنا الإسلامي المعاصر، فهناك جماعات من المسلمين أسرى في بلدان مختلفة من العالم، فلعل في هذه الدراسة ما يلْفت النظر إلى قضيتهم، ويبرز سمو الشريعة الإسلامية ومدى اهتمامها بأحكامهم في ظلِّ ظروف الأسر.

بالإضافة إلى أنه يبحث أحكام الأسير في أبوابٍ مهمة من أبواب الفقه يوضح فيها أحكام تعاملاته المالية بغيره من الناس، وعلاقاته الشخصية والأسرية، وأيضاً النظر في أحكامه في أبواب الجنايات والحدود، والأقضية.

ولينضم إلى بحث (أحكام الأسير المسلم في العبادات)[1]، حتى يكْتمل عقْد هذا الموضع، وليكون - إنْ شاء الله تعالى - إضافةً حسنةً إلى المكتبة الإسلامية، ومرجعاً للمختصين في الشريعة وغيرهم.

سأجمل أهم أسباب الاختيار فيما يلي:

١- أهمية الموضوع، وواقعيته، كما سبقت الإشارة إليه آنفاً.

٢- عدم وجود دراسة مستقلة سابقة تعالج جوانب البحث في الأبواب الفقهية المذكورة.

٣- أنه يأتي في زمن كثر فيه وقوع الأسر على المسلمين، وما يترتب على ذلك من قضايا ومشكلات.

٤- تفرق أحكام الأسير في مختلف أبواب الفقه، فيجد الباحث ب غيته في مؤلَّف جامع لأحكامه في هذه الأبواب.

٥- ويأتي هذا البحث ليشير إلى سمو الشريعة الإسلامية، واهتمامها بأفراد المسلمين وحقوقهم، وحقوق غير المسلمين، مما جعلها صالحةً لكل الأحوال والأمم، ومحقِّقة للحماية الحقيقية لحقوق الإنسان.

٦- جمع ما تفرق من مسائل هذا الباب تحت في مؤلَّف واحد حتى يكون من المتيسر الرجوع إليه.

٧- إبراز مآثر الشريعة الإسلامية من خلال علم الفقه في بيان حقوق هذه الفئة المستضعفة من المسلمين.

٨- تحقيق مسائل هذا الباب لما له من أهمية في هذا العصر الذي كثر فيه الأسر في جانب المسلمين، ولكون بعضها من نوازل هذا العصر.

الدراسات السابقة:

لم أطَّلع - حسب بحثي - على مؤلَّف مستقلٍّ شاملٍ يبحث أحكام الأسير المسلم في الفقه الإسلامي مرتبة مسائله على أبواب الفقه، لاسيما في غير أبواب العبادات. إلا أنَّ هناك بعض الدراسات التي تطرقت إلى جوانب يسيرة من الموضوع، وسأذكر هنا ما اطَّلعت عليه مبيناً الفرق بين هذه الدراسات وما تناولْته في هذا البحث.

١- (أحكام الأسرى والسبايا في الحروب الإسلامية) رسالة دكتوراه، للدكتور عبداللطيف عامر، مقدمة إلى جامعة الزقازيق بمصر.

والذي يتصل بموضوع بحثي من هذه الرسالة ما عنون له في الباب الثاني من القسم:

الأول: أسرى المسلمين عند الأعداء. وقد تطر ق فيه إلى أربع مسائل، وهي: الاستئسار، والتصرف في الأسير بالبيع والشراء، وجناية الأسير والجناية عليه، وتترس المشركين بأسرى المسلمين. ولم يستقْص آراء المذاهب ولا أدلتهم فيما ذكره من مسائل.

والبحث في مجمله له تعلق بعلاقات الدول وبالمقارنة بالقوانين الدولية.

والذي سأسير عليه في بحثي - إن شاء الله - يختلف عما بحثه مؤلف الرسالة؛ وذلك لأن بحثي في المسائل الفقهية المتعلقة بالأسير المسلم في غير العبادات، وهي أكثر مما ذكره المؤلف، وهذه المسائل مرتبة على أبواب الفقه، ومستقصى فيها آراء المذاهب الأربعة، مع الأدلة.

٢- (حكم الأسرى في الإسلام ومقارنته بالقانون الدولي العام) رسالة دكتوراه، لعبدالسلام بن الحسن الأدغيري، مقدمة إلى دار الحديث الحسنية بالمغرب.

وجلُّ البحث يتحدث عن حكم الإسلام في التعامل مع الأسرى في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعن الأحكام التي طبقها الخلفاء الراشدون على أسرى الحروب من المرتدين والبغاة وغيرهم، ثم الكلام فيه عن المقارنة بين حكم الأسرى في الإسلام وحكمه في القانون الدولي العام.

وهذه الرسالة موضوعها وجوهرها يختلف عما سأبحثه؛ لأن بحثي في الأحكام الفقهية، وفي غير العبادات من أبواب الفقه.

٣- كتاب (أسرى الحرب - دراسة فقهية وتطبيقية في نطاق القانون الدولي العام والشريعة الإسلامية) للدكتور/ عبد الواحد محمد يوسف الفار، والكتاب أصله عبارة عن رسالة دكتوراه في القانون الدولي من جامعة عين شمس في مصر.

ومعظم البحث يتحدث عن معاملة الأسرى في ظل القانون الدولي العام، سوى مبحث واحد كان الكلام فيه عن معاملة الإسلام لأسرى الحرب، وليس فيه ذكْر لأحكام الأسير المسلم في أبواب الفقه المختلفة.

٤- (معاملة الأسير في ضوء الكتاب والسنة) رسالة ماجستير، لعبد الله سيف قائد الأزدي، مقدمة إلى جامعة أم القرى.

واهتم الباحث فيها بمعاملة الإسلام لأسرى الحرب من الكفار، ولم يتطرق إلى مسائل الأسرى المسلمين في غير العبادات، إلا في أربع مسائل فقط، وهي تخص جانب العبادات، وخاصة في باب الجهاد، وموضوعي هو في أحكام الأسير المسلم في غير العبادات.

٥- (أحكام الأسرى في الفقه الإسلامي والنظام الوضعي) بحث تكميلي، لصالح بن عبد العزيز التويجري، مقدم إلى المعهد العالي للقضاء، عام ١٤١٢ هـ.

وهذه الرسالة جل الكلام فيها عن أسرى الكفار لدى المسلمين ولم يتكلم عن أسرى المسلمين إلا في فصل واحد، وذكر فيها مسائل تتعلق بكيفية خلاص الأسير المسلم وفكاكه من العدو، وهذه المسائل تتبع قسم العبادات في باب الجهاد، وبحثي إنما هو في المسائل المتعلقة بالأسير المسلم في غير العبادات.

سأسير في البحث - إن شاء الله تعالى - وفق المنهج الآتي:

١- أصور المسألة المراد بحثها تصويرًا دقيقاً قبل بيان حكمها، ليتضح المقصود من دراستها.

٢- إذا كانت المسألة من مواضع الاتفاق فأذكر حكمها بدليلها، مع توثيق الاتفاق من مظانه المعتبرة.

٣- إذا كانت المسألة من مسائل الخلاف، فأتبع ما يلي:

أ- تحرير محل النزاع، إذا كانت بعض صور المسألة محل خلاف وبعضها محل اتفاق.

ب- ذكر الأقوال في المسألة، مع ذكر قائليها، ويكون عرض الخلاف حسب الاتجاهات الفقهية.

ج- الاقتصار على المذاهب الفقهية المعتبرة مع العناية بذكر ما تيسر الوقوف عليه من أقوال السلف الصالح، وإذا لم أقف على المسألة في مذهب ما، فأسلك بها مسلك التخريج.

د- توثيق الأقوال من كتب أهل المذهب نفسه.

هـ- استقصاء أدلة الأقوال، مع بيان وجه الدلالة، وذكر ما يرد عليها من مناقشات، وما يجاب به عنها إن كانت.

و- الترجيح، مع بيان سببه، وذكر ثمرة الخلاف إن وجدت.

٤- الاعتماد على أمهات المصادر والمراجع الأصيلة في التحرير، والتوثيق والتخريج والجمع.

٥- التركيز على موضوع البحث وأتجنب الاستطراد.

٦- العناية بضرب الأمثلة، خاصة الواقعية.

٧- أتجنب ذكر الأقوال الشاذة إلا على سبيل التنبيه عليها.

٨- العناية بدراسة ما جد من القضايا مما له صلة واضحة بالبحث.

٩- ترقيم الآيات وبيان سورها.

١٠- تخريج الأحاديث وبيان ما ذكره أهل الشأن في درجتها - إن لم تكن في الصحيحين أو أحدهما -، فإن كانت كذلك فأكتفي حينئذ بتخريجها.

١١- تخريج الآثار من مصادرها الأصيلة، والحكم عليها.

١٢- التعريف بالمصطلحات وشرح الغريب.

١٣- العناية بقواعد اللغة العربية، والإملاء وعلامات الترقيم.

١٤- سأجعل للبحث خاتمة، عبارة عن ملخص للرسالة، وفيها أهم النتائج.

١٥- ترجمة للأعلام غير المشهورين.

١٦- إتباع الرسالة بالفهارس الفنية المتعارف عليها، وهي:

• فهرس الآيات القرآنية.

• فهرس الأحاديث والآثار.

• فهرس المصادر والمراجع.

• فهرس الأعلام.

• فهرس الموضوعات.

خطة البحث:

تشمل خطة البحث مقدمةً، وتمهيدًا، وأربعة فصول، وخاتمة، وذلك على النحو الآتي:

المقدمة:

وفيها: أهمية الموضوع، وأسباب اختياره، وهدف البحث والدراسات السابقة، ومنهج البحث، وخطته.

التمهيد:

وفيه مبحثان:

المبحث الأول: تعريف الأسير، وحالاته، والألفاظ ذات الصلة.

وفيه ثلاث مطالب:

المطلب الأول: تعريف الأسير.

المطلب الثاني: حالات الأسير.

المطلب الثالث: الألفاظ ذات الصلة.

المبحث الثاني: حكم الاستئسار، وشروطه.

وفيه مطلبان:

المطلب الأول: حكم الاستئسار.

المطلب الثاني: شروط الاستئسار.

الفصل الأول: أحكام الأسير المسلم في المعاملات:

وفيه ستة مباحث:

المبحث الأول: أحكام الأسير المسلم في البيع، والقرض.

وفيه مطلبان:

المطلب الأول: أحكام الأسير المسلم في البيع.

وفيه خمس مسائل:

المسألة الأولى: حكم تصرفات الأسير المسلم في أمواله بالبيع والشراء.

المسألة الثانية: شراء الأسير المسلم الحر، والرجوع عليه بالثمن.

المسألة الثالثة: خيار الأسير المسلم.

المسألة الرابعة: تعامل الأسير المسلم مع الحربي في دار الحرب بالبيوع المنهي عنها.

المسألة الخامسة: إعطاء الزيوف والعروض المغشوشة في شراء الأسير المسلم الحر من دار الحرب.

المطلب الثاني: أثر الأسر في حلول الدين.

المبحث الثاني: أثر الأسر في الرهن، والكفالة، والحوالة، والصلح، والحجر.

وفيه خمسة مطالب:

المطلب الأول: أثر أسر العبد المرهون في فسخ الرهن.

المطلب الثاني: أثر الأسر في الكفالة.

المطلب الثالث: أثر الأسر في الحوالة.

المطلب الرابع: أثر الأسر في الصلح.

المطلب الخامس: أثر أسر العبد المأذون له في زوال الإذن عنه.

المبحث الثالث: أثر الأسر في الإجارة، والوكالة، والشفعة، والوديعة.

وفيه أربعة مطالب:

المطلب الأول: أثر الأسر في الإجارة.

المطلب الثاني: أثر الأسر في الوكالة.

المطلب الثالث: أثر الأسر في الشفعة.

المطلب الرابع: أثر الأسر في الوديعة.

المبحث الرابع: أحكام الأسير المسلم في الهبة، والوصية، والإرث.

وفيه ستة مطالب:

المطلب الأول: هبة الأسير المسلم.

المطلب الثاني: وصية الأسير المسلم.

المطلب الثالث: الإرث من الأسير المسلم.

المطلب الرابع: إرث الأسير المسلم من غيره.

المطلب الخامس: حصول الأسير المسلم على مال.

المطلب السادس: مال الأسير المسلم المفقود.

وفيه ثلاث مسائل:

المسألة الأولى: قسمة مال الأسير المفقود.

المسألة الثانية: حضور الأسير المفقود بعد قسمة ماله.

المسألة الثالثة: بيع القاضي مال الأسير المفقود ومتاعه إذا خاف عليه الفساد.

المبحث الخامس: أحكام الأسير المسلم في العتق.

وفيه أربعة مطالب:

المطلب الأول: عتق العبد المأسور ممن استرده.

المطلب الثاني: ملكية المدبر وأم الولد بعد استردادهما من العدو.

المطلب الثالث: حكم المكاتب بعد استرداده من العدو.

المطلب الرابع: ملكية المملوك بعد استرداده من العدو.

المبحث السادس: حكم اللقيط إذا وجد في دار الكفر وفيها أسير مسلم.

الفصل الثاني: أحكام الأسير المسلم في النكاح وفُرَقِه

وفيه أربعة مباحث:

المبحث الأول: أحكام الأسير المسلم في النكاح.

وفيه ثلاثة مطالب:

المطلب الأول: ولاية الأسير المسلم في التزويج.

المطلب الثاني: زواج الأسير المسلم في دار الحرب.

المطلب الثالث: حكم وطء الأسير المسلم زوجته أو جاريته المأسورتين معه.

المبحث الثاني: أحكام الأسير المسلم في فُرقَ النكاح.

وفيه خمسة مطالب:

المطلب الأول: أثر الأسر في فسخ النكاح.

وفيه مسألتان:

المسألة الأولى: أثر أسر المرأة المتزوجة في فسخ نكاحها.

المسألة الثانية: حكم مطالبة زوجة الأسير بفسخ نكاحها.

المطلب الثاني: مخالعة الأسير المسلم زوجته.

المطلب الثالث: أحكام الأسير المسلم في الطلاق.

وفيه ثلاث مسائل:

المسألة الأولى: طلاق الأسير المسلم زوجته.

المسألة الثانية: تطليق زوجة الأسير المسلم بسبب ردته.

المسألة الثالثة: طلب زوجة الأسير المسلم الطلاق.

المطلب الرابع: أحكام الأسير المسلم في الإيلاء.

وفيه مسألتان:

المسألة الأولى: احتساب مدة الأسر في الإيلاء.

المسألة الثانية: فيئة الأسير من الإيلاء إذا تعذر عليه الوطء.

المطلب الخامس: ملاعنة الأسير المسلم زوجته إذا تعذر عليه الحضور.

المبحث الثالث: أحكام الأسير المسلم المفقود.

وفيه مطلبان:

المطلب الأول: أحكام زوجة الأسير المسلم المفقود.

وفيه مسألتان:

المسألة الأولى: نكاح زوجة الأسير المسلم المفقود.

المسألة الثانية: عدة زوجة الأسير المسلم المفقود.

المطلب الثاني: حكم طلاق الأسير المسلم المفقود حال غيبته وإيلائه وظهاره.

المبحث الرابع: أحكام الأسير المسلم في النفقة.

وفيه ثلاثة مطالب:

المطلب الأول: حكم نفقة الزوجة المأسورة.

المطلب الثاني: نفقة زوجة الأسير المسلم وأولاده.

المطلب الثالث: فضل الإنفاق على زوجة الأسير وأولاده.

الفصل الثالث: أحكام الأسير المسلم في الجنايات والديات والحدود:

وفيه مبحثان:

المبحث الأول: أحكام الأسير في الجنايات والديات.

وفيه أربعة مطالب:

المطلب الأول: قتل الأسير المسلم نفسه.

المطلب الثاني: حكم مؤاخذة الأسرى المسلمين بما يوجب القصاص في دار الحرب.

المطلب الثالث: موجب قتل الأسير المسلم المتترس به أو إصابته.

المطلب الرابع: جنايات الأسير المسلم على الحربي في المال والبدن.

المبحث الثاني: أحكام الأسير في الحدود.

وفيه خمسة مطالب:

المطلب الأول: حكم مؤاخذة الأسرى المسلمين بما يوجب الحد في دار الحرب.

المطلب الثاني: استباحة الأسير المسلم فرج الحربية.

المطلب الثالث: حكم قذف الأسير المسلم المفقود حال غيبته.

المطلب الرابع: أحكام أسرى أهل البغي.

وفيه خمس مسائل:

المسألة الأولى: تتبع البغاة وأسرهم.

المسألة الثانية: قتل أسرى البغاة.

المسألة الثالثة: معاملة أسرى البغاة بعد أسرهم.

المسألة الرابعة: وقت الإفراج عن أسرى البغاة.

المسألة الخامسة: حكم مؤاخذة أسرى أهل العدل عند أهل البغي بما يوجب الحد أو القصاص.

المطلب الخامس: ردة الأسير المسلم وأثرها.

وفيه ست مسائل:

المسألة الأولى: تنصر الأسير المسلم مختارًا، وأثر ذلك على زوجته وماله.

المسألة الثانية: ردة الأسير المسلم مكرهاً.

المسألة الثالثة: قتل الأسير المرتد.

وفيه ثلاثة فروع:

الفرع الأول: قتل الأسير المرتد من الرجال.

الفرع الثاني: قتل الأسير المرتد من النساء.

الفرع الثالث: حكم أصحاب الأعذار من الأسرى المرتدين.

المسألة الرابعة: حكم استرقاق الأسير المسلم المرتد.

المسألة الخامسة: حكم أخذ الفداء من الأسرى المرتدين والمن عليهم، وأخذ الجزية عنهم.

المسألة السادسة: رجوع الأسير المسلم عن الردة.

الفصل الرابع: أحكام الأسير المسلم في القضاء، والشهادات، والإقرار:

وفيه ثلاثة مباحث:

المبحث الأول: أحكام الأسير المسلم في القضاء.

وفيه مطلبان:

المطلب الأول: تداعي الأسير المسلم والمفادي.

المطلب الثاني: ادعاء الأسرى الأسر في دار الإسلام، أو ادعاؤهم الإسلام.

المبحث الثاني: أحكام الأسير في الشهادات.

وفيه ثلاثة مطالب:

المطلب الأول: قبول شهادات الأسرى المسلمين بعضهم على بعض.

المطلب الثاني: قبول شهادات الأسرى المسلمين على غيرهم.

المطلب الثالث: الحكم بالشاهد واليمين، أو رجل وامرأتين في ادعاء الأسير إسلاماً سابقاً.

المبحث الثالث: أحكام الأسير في باب الإقرار.

وفيه مطلبان:

المطلب الأول: إقرار الأسير المسلم على نفسه.

المطلب الثاني: رجوع الأسير المسلم عن الإقرار.

الخاتمة:

وتتضمن أبرز نتائج البحث.

الفهارس:

• فهرس الآيات القرآنية.

• فهرس الأحاديث والآثار.

• فهرس الأعلام المترجم لهم.

• فهرس المصادر.

• فهرس الموضوعات.

الصعوبات التي واجهت الباحث:

لقد واجهت الباحث بعض الصعوبات أثناء البحث، ومن أبرزها ما يأتي:

أولاً: لمَّا كانت هناك جملةٌ من المسائل ورد التنصيص فيها على الأسير المسلم بخصوصه في بعض المذاهب دون بعض؛ فللأمانة العلمية، ورغْبةً من الباحث على اطِّلاع القارئ الكريم، والناقد المنصف على حقيقة نسبة الأقوال إلى قائليها، فقد حرصت - قَدر الإمكان - على تتبع من نص من الفقهاء على الأسير وتمييزه بالذكر عند حكاية الأقوال في بداية كلِّ مسألة، وهذا تطلَّب من الباحث جهداً مضاعفاً للوصول إليه.

ثانياً: لمَّا كانت هناك جملةٌ من المسائل التي لم أعثر لأهل العلم فيها على نصِّ على الأسير المسلم في أي مذهبٍ من المذاهب، أو نص عليه في مذهبٍ أو مذهبين؛ فللأمانة العلمية، والتزاماً من الباحث بمنهج البحث المقرر فإنه لجأ إلى التخريج عند نسبة الأقوال إلى المذاهب التي لم تنص على الأسير، ولا يخفى على أهل الاختصاص في الشريعة الجهد الذي يبذَل والوسع الذي يستفْرغ في مثل تلك المسائل.

ثالثاً: لمَّا كانت حالة الأسر يعتريها عوامل عدة غير عادية، فإنَّ الباحث عانى عند التخريج في المسائل التي لم ينص فيها على الأسير؛ لتداخل أحكامه مع أحكام حالات عدة، كأحكام اختلاف الدارين، وأحكام المستأمن في دار الحرب وأحوال الأسير مع آسريه في ذلك، وأحكام الغائب، وخصوصاً الغائب بعيد الغيبة، وأحكام المفقود، وأحكام المساجين أو المحبوسين، وأحكام من به عذْر كالجنون أو الموت أو النوم، إلى غير ذلك.

وقد يسر الله - عز وجل - وأعان على تخطِّي هذه الصعوبات، وبذلت جهدي - قدر الاستطاعة - للوصول إلى التخريج المناسب لحالة الأسر بحسب كلِّ مسألة بعد التعرف على مواطن المسائل، ومظانِّ القواعد التي يمكن التخريج عليها، فلله الحمد وله الثناء والشكْر.

وختاماً:

فأحمد الله - عز وجلَّ - حمدًا يليق بجلاله وعظيم سلْطانه، وأحمده وهو الذي لا يحمد على مكْروه سواه، وأحمده حمدًا كثيرًا طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشكر الله - عز وجلَّ - وهو أهل الثَّناء والحمد على ما من به علي بإتمام هذه الرسالة.

وبعد شكْر الله تعالى الشكْر لوالدي الكريمين امتثالاً لقول الباري - تبارك وتعالى -: ﴿ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ ﴾ [لقمان: 14]، فاللهم بارك لهما في عمرهما، ومتعهما بالصحة والعافية.

ثمَّ الشكْر والتقدير لولاة أمور هذه البلاد - المملكة العربية السعودية - على ما يقدمونه من خدمات وتسهيلات في سبيل نشر العلم الشرعي، ودعم طُلابه، ورِعاية محاضنه، وعلى منحهم الفرصة لي لإكمال دراستي العليا؛ فجزاهم الله خيرًا، والله أسأل أن أكون عند حسن ظنهم.

ثمَّ أتقدم بالشكر الجزيل والعرفان الجميل لجامعتنا الغراء - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية -، ممثَّلةً بمديرها ووكلائها والقائمين عليها، وأخص بالذكر كلية الشريعة بالرياض - التي نهلت من معينها، وترددت في جنباتها طوال مرحلة الدراسة الجامعية العامة ثم مرحلة الماجستير - ممثَّلةً بعميدها ووكيلها ووكيل الدراسات العليا، والمشايخ الُفضلاء الذين لم يأُْلوا جهدًا في تقديم كلِّ ما فيه نفع للطلاب؛ فجزاهم الله عني خير الجزاء.

وأخص بالشكر فضيلة الأستاذ الدكتور/ صالح بن عثمان الهليِّل - حفظه الله - الذي كان ِنعم المرشد، وكانت له اليد الطُّولى في اختيار موضوع الرسالة وإعداد الخطَّة المناسبة له.

ثم الشكر الوافر الجزيل موصولٌ لصاحب الفضيلة الشيخ الدكتور/ الوليد بن عبدالرحمن بن محمد آل فريان - حفظه الله - الذي تفضل بالإشراف على هذه الرسالة، وكان رحب الصدر والمكتب والمنزل، وكان لدقَّة نظره، وتوجيهاته السديدة، وتصويباته القيمة، واقتراحاته النافعة الأثر الكبير في تقويم البحث؛ فالله أسأل أن يبارك له في عمره وعلمه وأهله وذريته وماله، وجزاه الله عني خير الجزاء.

كما لا يفوتني في هذا المقام أن أشكر الشكر الجزيل لكل من قدم إليَّ المعونة على إتمام هذا البحث سواء بإسداء مشورة ونصيحة وتشجيعٍ، أو إعارة كتاب، أو إصلاح خطأ.

وأخص بالذكر الجميل هنا - مصحوباً بالثناء العاطر والد عاء الخالص بالتوفيق والسداد - كلاً من:

أفراد ُأسرتي الأعزاء من إخوة وأخوات وزوجة وأولاد على جميل صبرهم وتحملهم، فكانوا لي مصدر راحة واطمئنان؛ فجزاهم الله خير الجزاء، وبارك فيهم.

وكذلك القائمين على مكتبة الإمام ابن القيم بجامع شيخ الإسلام ابن تيمية بحي سلطانة بمدنة الرياض على ما يقومون به من خدمات جليلة من توفيرٍ للمصادر وتهيئة للجو المريح للباحثين والتي كان لها الأثر البالغ في إنجاز كثيرٍ من مراحل البحث؛ فجزاهم الله خير الجزاء، ووفَّقهم لكلِّ خيرٍ ونافعٍ.

وبعد:

فهذا جهد المقلِّ، بذَل فيه العبد الضعيف، وسعه وطاقته، ويتأمل أنْ يرى النور كما ينبغي وعلى نسق الرسائل العلمية، وكلُّه رجاءٌ وَأملٌ أنْ ينال رضا الله - تبارك وتعالى - أولاً، ثمَّ استحسان المطَّلعين عليه من فضيلة المشائخ الفاحصين، والقراء الكرام المستفيدين.

وبما أنه عملٌ بشري فإنه لا يخلو من نقْصٍ وخطأ - والكمال لله وحده -، فما كان فيه كذلك فهو مني ومن الشيطان، وأعترف بالتقصير، ولا يستغني الباحث عن التسديد والتقْويم والتكميل، والشكْر الجزيل موصولٌ لمن أفاده بذلك.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على محمد - صلى الله عليه وسلم - وآله وصحبه.

فهرس الموضوعات