• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | المكتبة المرئية   المكتبة المقروءة   المكتبة السمعية   مكتبة التصميمات   كتب د. خالد الجريسي   كتب د. سعد الحميد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    سبعون أدبا في الصحبة والسفر والعلم (PDF)
    د. عدنان بن سليمان الجابري
  •  
    شرح كتاب: فصول الآداب ومكارم الأخلاق المشروعة ...
    عيسى بن سالم بن سدحان العازمي
  •  
    كفى بالموت واعظا
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    أحكام المخابز (PDF)
    أبو جعفر عبدالغني
  •  
    "كلمة سواء" من أهل سنة الحبيب النبي محمد صلى الله ...
    محمد السيد محمد
  •  
    صفحات من حياة علامة القصيم عبد الرحمن السعدي رحمه ...
    أ. د. عبدالله بن محمد الطيار
  •  
    الأساس في أصول الفقه (PDF)
    د. عبدالله إسماعيل عبدالله هادي
  •  
    خطبة .. من سره أن يلقى الله تعالى غدا مسلما
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    الأربعون حديثا في تحريم وخطر الربا (PDF)
    طاهر بن نجم الدين بن نصر المحسي
  •  
    الله (اسم الله الأعظم)
    ياسر عبدالله محمد الحوري
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    تربية الحيوانات (بطاقة دعوية)
    د. منال محمد أبو العزائم
شبكة الألوكة / مكتبة الألوكة / المكتبة المقروءة / مكتبة المخطوطات / التعريف بالمخطوطات
علامة باركود

ورود حديقة الوزراء مصدرا لتاريخ الكرد في القرن الثامن عشر

أ. د. عماد عبدالسلام رؤوف

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 8/1/2013 ميلادي - 25/2/1434 هجري

الزيارات: 17998

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ورود حديقة الوزراء مصدرا

لتاريخ الكرد في القرن الثامن عشر

 

(ورود حديقة الوزراء بورود مواليهم من الزوراء)، كتاب ما زال مخطوطاً[1]، تضمن تاريخ العراق في الحقبة الممتدة من سنة 1161 إلى 1202هـ/1748-1787م)، وفي هذا الكتاب شذرات مهمة في تاريخ الكرد تكمل، أو توضح، جوانب من ذلك التاريخ في خلال تلك الحقبة المحتدمة بالحوادث.

 

أما المؤلف فهو أبو الكمال مهذب الدين محمد سعيد بن عبد الله بن حسين بن ناصر الدين السويدي البغدادي الشافعي.

 

ينحدر من أسرة علمية شهيرة، عباسية المَحتِد، نزحت من بلدة الدور على دجلة في شمال سامراء فسكنت في إحدى محلات كرخ بغداد، وهي الأسرة السُّوَيْدية التي خَرَّجت العشرات من العلماء الكبار، ممن نَبَه في مجالات علوم عصرهم في القرون الثلاثة الأخيرة، وكان لبعضهم آثارٌ مهمة في إطار تجديد تلك العلوم، وأكثرُهم كان مؤلفاً، له مُصنّفات عدة اشتهرت في الآفاق، فأبوه الشيخ أبو البركات عبدالله بن ناصر الدين السُّوَيدي (1104-1174هـ/1692-1760م)، وهو أول من عُرف بهذا اللقب، كان علامة عصره ومُجدِّده، اقتحم طريقه في العلم بروح عصامية، فجاع وعَرى في سبيل التحصيل، وجاهد البرد والفقر من أجل الأخذ عن الشيوخ، وإتقان ما يأخذ عنهم.

 

وتلقى تعليمه في مدارس بغداد والموصل، وأخذ عن علمائهما، حتى بَرَز بين معاصريه وطار صيته، وقصده الطلبة من كل بلد يأخذون عنه ويتأثرون به. واشتهر بتمثيله الجانب العثماني في المؤتمر الذي عقده نادرشاه في صحراء النجف سنة 1156هـ/1743م، وتسجيله الدقيق لما دار فيه من محاورات. كما قام برحلة طويلة إلى الحج، مَرَّ فيها بالعديد من المدن في العراق وبلاد الشام والحجاز، والتقى في أثنائها بعدد جَم من علماء عصره وأدبائه، وقد سجّل وقائع هذه الرحلة أيضاً في كتاب عنونه (النفحة المِسكيّة في الرحلة المكية)، فعبر الكتاب عن المدى الرفيع الذي بلغه أدب الرحلات عند العرب في العصر الحديث، بما اكتنزه من معلومات تاريخية ومشاهدات حية في مجالات علم الجغرافيا الطبيعية والبشرية وغيرها. وفضلاً عن ذلك فإنه ألف عدداً كتباً أخرى في علوم القرآن والحديث وعلم الكلام والأخلاق والردود واللغة والنحو والبلاغة والتاريخ، وغير ذلك[2].

 

وأما أخوه الأكبر فهو عبد الرحمن أبو الخير (1134-1200هـ/1720-1786م)، الذي اشتهر بمؤلفاته الجمة، وأبرزها كتابه (حديقة الزوراء في سيرة الوزراء)[3]، وقد أرَّخ فيه لبغداد، بل أنحاء مختلفة من العراق، في عهد الواليين حسن باشا (1116-1136هـ/1704-1723م) وابنه أحمد باشا (1136-1147هـ/1723-1734) ، وذيَّل عليه بكتاب آخر تناول فيه الحقبة الممتدة من 1186 إلى 1192هـ/1772-1778م)[4]. وقد سَدَّ الكتابان فراغاً كبيراً في معلوماتنا عن هذه الحقبة المهمة من تاريخ العراق، هذا عدا مؤلفاته الأخرى في مجالات الفقه والحكمة والعقائد والتصوف والنحو والبلاغة والأدب والشعر والفلك[5].

 

ولمحمد سعيد أخوة آخرون، أصغر منه سناً، كلهم عُرف بالتدريس والتأليف، هم أبو الفتوح إبراهيم (ولد سنة 1146 ولم تعلم وفاته) وكان أديباً مُحدِّثاً، له آثار في علم الحديث[6]، وأبو المحامد أحمد (ولد سنة 1153 وتوفي سنة 1210هـ/1740-1795م)، وكان "عالماً يَعجَز عن علمه الواصفون"[7]، وله مؤلفات عدة في التصوف والردود والنحو[8]، وبنتان، هما أم العفاف سارة، وأم الخير رُقيّة، وأم السَّعد صَفيّة، وكُن متعلمات أو عالمات، وقد اشتهرت رُقيّة بالعلم حتى صارت تمنح عالمات عصرها الإجازات في فروع العلم المختلفة[9].

 

ولأربعة أجيال في الأقل، تعاقب في الأسرة أبناء اشتهروا في مجالات العلم والأدب[10]، ثم عرف بعضهم، ممن عاش في النصف الأول من القرن العشرين للميلاد بالعمل السياسي والوطني، فضلاً عن علوم اختصوا بها.

 

وعلى الرغم من الشهرة العلمية الذائعة الصيت لأولئك العلماء، فإن حَيَواتهم لم تكن بعيدة عن أحداث عصرهم، إذ أنهم شاركوا مشاركة حقيقية في الحوادث التي عاشها وطنهم، لاسيما في أثناء الأزمات من كوارث بشرية وطبيعية، فكان لعبد الله السويدي مثلاً مشاركته في الدفاع عن بغداد أثناء حصار نادرشاه سنة 1145هـ/1732م، فقد خرج هو وعشيرته لصد المهاجمين وإفشال تعرضهم على سور الكرخ، وشارك بحماسة منقطعة النظير في معركة دفاع باسلة[11]، كما شارك في تداعيات تلك الحروب في تمثيله وحده الجانب العثماني في المؤتمر الذي نوهنا به من قبل.

 

وعبد الرحمن كان شاباً متحمساً تزعم أبناء الجانب الغربي من بغداد غير مرة، كلما تعرضت المدينة إلى خطر داهم، آخرها ما حدث سنة 1190هـ/1191هـ/1776-1777م، حينما تصدى لمحاولة أفّاق مجهول الأصل، يدعى عجم محمد التوصل إلى منصب ولاية بغداد، مقتدياً بأبيه، طارحاً عنه زي العلماء وهدوئهم، متقلداً سيفه، ليشرع في تنظيم مقاومة فعالة، وفي ترتيب خطط الدفاع كأي قائد عسكري محنك[12].

 

وقد أبدى كل منهم ما في وسعه من ضروب مشاركة أبناء مدينته في الحوادث العامة التي كانت تعصف بها بين حين وآخر، فضلاً عن مشاركتهم في الحياة الثقافية، ولذلك السبب، وغيره، كانت لهم صلات علمية واجتماعية واسعة مع علماء عصرهم في العراق والبلاد الإسلامية.

 

فمؤلف هذا الكتاب إذن لم يكن بِدْعاً فيما شارك فيه، وشاهده، وسجل وقائعه بقلمه، وإنما اتباعاً والتزاماً بتقليد أسري يجمع بين العلم والتأليف والتدريس، وبين المشاركة، أو الزعامة، في الحياة العامة بكل ما يعنيه ذلك من أعباء ومسؤوليات.

 

وعلى الرغم من منزلته العلمية وقول مترجميه بأنه كان "مُشاراً له بالبنان، ممتازاً بين أقرانه بالفضل والعرفان"[13]، فإن معلوماتنا عن مجريات حياته لا تتناسب مع تلك المنزلة، وسبب ذلك يكمن في أن مترجميه وهم من العلماء أيضاً، كانوا يأنفون عن ذكر مشاركة أمثالهم في الشؤون العامة، تصوّراً منهم أنه لا يليق بالعالم أن يشارك في غير أمور العلم والشرع، من درس وتدريس وإفتاء وتأليف، فجاءت تراجم هؤلاء فقيرة من جوانب كثيرة، بعيدة عن صخب الحياة الدائرة من حولهم، وكأنهم يعيشون في خارج الحياة نفسها. ويقف محمد سعيد أنموذجاً على اجحاف المؤرخين في الترجمة لأعلام عصرهم، إلا من المعلومات القليلة التي يختارون هم أن يُبرزوها لقرّائهم دون غيرها من المعلومات الأخرى، التي تكمِّل معالم صاحبها ودوره إنساناً مثقفاً متفاعلاً مع ما حوله، ولذا كان لزاماً علينا أن نكمل هذه المعلومات القليلة بما كشف عنه الكتاب الذي ننشره اليوم، وما تناثر في كتابات أخيه عبد الرحمن وشعره، من جوانب غير معروفة من حياته، سكت عنها مترجموه.

 

وغاية ما تمدنا به هذه المصادر أنه ولد في بيت أبيه في بغداد سنة 1141هـ/1728م ، وقد كنّاه أبوه بأبي السُّعود، كما كنى أبناءه الآخرين، جَرياً على عادة العلماء في ذلك العصر، تفاؤلاً بمستقبله، وتأثر هو بتقاليد أسرته العلمية، فبدأ الدرس على يدي علماء مدينته، ثم ارتقى فيه مجالاته على يد أبيه، وهو العلامة الذي تُشَد إليه الرحال، فنال منه الإجازة بالتدريس، كما نال مثلها من عالميَن آخرَين، هما الشيخ عبد القادر المكي الحارثي، والشيخ علي الأنصاري، وربما من غيرهم ممن لم تصلنا أسماؤهم.

 

وشاءت الأقدار أن تتعرض بغداد إلى حصارات قاسية ضربها عليها حاكم إيران عهد ذاك نادرشاه، وكان هو في الخامسة عشرة من عمره يوم حاصر نادر شاه بغداد سنة 1156هـ/1743م، وكان أخوه عبد الرحمن يتولى رعايته في غيبة أبيه، حتى أنهما اضطرا إلى مغادرة منزلهما في الجانب الغربي والنزوح إلى الجانب الشرقي حيث أقاما في حجرة في جامع الشيخ العاقولي، وهما في أكثر ما يكونا حنيناً إلى بيتهما القديم وجيرانهما هناك[14].

 

وكان محمد سعيد معجباً - كسائر أسرته- بوالي بغداد القوي أحمد باشا، وكان الأخير يُقدِّر للأسرة خدماتها، لا سيما في أثناء الحصارات الماضية، وموقف عميدها في مؤتمر النجف، وهو ما كان يدفع ببعض الناس إلى أن يقصده كي يعرض له، بأسلوبه البليغ، طلبه إلى الوالي المذكور، حتى أنه مدحه بقصيدة مطولة "على لسان بعض الأصدقاء يستمنح الوزير بها حين أخنى عليه الدهر بكلكله.."[15]، وشارك أخاه المذكور في نظم قصيدة في شكر الوالي ومدحه بمناسبة إهدائه فرساً إلى أبيه سنة 1159هـ/1746م[16]، ولم يكن يتجاوز آنذاك الثامنة عشر من عمره، مما دل على تفتح مبكر لمواهبه الأدبية.

 

أكمل محمد سعيد دراسته على أيدي علماء عصره، والراجح أنه عمل مدرساً في بعض مدارس بغداد، شأنه شأن أبيه واخوته، وأظهر تفوقاً متميزاً في علم الفقه لأننا وجدناه يؤلف كتاباً مستقلاً في أحكام التقليد، ثم أنه أختير ليشغل إفتاء الحنفية في النجف وكربلاء، هذا مع أنه نفسه كان شافعياً وهكذا كان أبوه وأخوه الأكبر عبدالرحمن.

 

وحينما توفي والي بغداد والبصرة وتولى صهره، وأبرز مماليكه، سليمان باشا أبو ليلة الولاية من بعده، سافر محمد سعيد إلى بغداد مستقلاً السفينة التي أقلت موكب زوجته عادلة خاتون بنت أحمد باشا وأختها عائشة خاتون وأتباعهما.

 

وفي بغداد شهد محمد سعيد جواً سياسياً مضطرباً، فسليمان باشا ماض لتولي السلطة، يؤيده زملاؤه من مماليك سيده السابق، وواليها يسعى بكل سبيل إلى إقصائه عنها، وأهل بغداد منقسمين بين هذا وذاك، فكان أن انضم إلى جانب سليمان باشا، وحينما وصل فرمان تعيينه والياً، كان هو، وأخوه، من أوائل المهنئين.

 

اتسمت حياة محمد سعيد في أثناء ولاية سليمان باشا بالدّعة والاستقرار، مشمولاً برعاية عادلة خانم زوجة الوالي والحاكمة الحقيقية للولاية، وكان من آثار ذلك الاستقرار أن تزوَّج، وهو في السابعة والعشرين من عمره، تكفلت عادلة خاتون بنفقات الزواج كله. يقول "وفي هذه تزوجت بأم أولادي الموجودين، وذلك سنة ثمانية وستين بعد المائة والألف، وأرسلت عادلة خانم إليَّ النقد، وما تحتاج العروس والعرس من كل شيء بالزيادة"[17].

 

وجاءت وفاة سليمان باشا سنة 1175هـ/1761م، لتبدِّد مظاهر الاستقرار، ليس على مستوى أسرة محمد سعيد فحسب، وإنما على مستوى العراق كله، فقد انفجر صراع عنيف بين نوّابه (كَتخُداواته) السبعة، المُرشّحين بحكم مناصبهم إلى شغل منصب الولاية، فكان "كل واحد من هؤلاء يتمنى من قلبه أن يكون هو الخلف لسليمان باشا"[18]، ووجد السُّويديون، ومنهم المؤلف، أنفسهم منحازين إلى أحدهم، وهو علي باشا، فالرجل كان هادئاً إذا قيس بالآخرين، وقد تعرّف إليه المؤلف في مَقرّه حينما كان ضابطاً للحسكة (الديوانية) على نحو مباشر في أثناء بعض أسفاره. قال" وكان في ذلك الوقت أكبر من كثير من الوزراء غير وزير بغداد هيئة ونظاماً وعدداً وعُدّة واستعداداً، فألزمني بالبقاء والمكث عنده ثلاثة أيام .."[19].

 

ويظهر أن أعجابه بشخصه، وما وقر في قلبه من احترامه، أدى إلى مساندته في الوصول إلى السلطة بكل سبيل، بعد أن كاد علي باشا أن ييأس منها إثر معارضة خصومه. يقول "مضيت أنا وبعض المُتعيِّنيين من أهل الجانب الغربي، فرأيناه وأتباعه بلا أكل، ولا أحد يتجرأ أن يمضي اليهم ليبيعهم، ولا أحد من أتباعه يتجرأ ينزل إلى البلد يشري شيئا، فأرسلنا إلى بيوتنا وبيوت معارفنا وأحبابنا أن يأتوا لنا بكل ما لديهم من مأكول، حتى ما أعَدَّ كلٌّ لعشاه، وأهل بغداد يخبزون كل وقت خبزاً قلما يكفي يومين، فجاءوا لنا وقت صلاة المغرب بأطعمة كثيرة نفيسة تصلح له ولأتباعه، فأكل الكل وشبعوا، والباقي تصدَّق به على الشحَّاذين، وبايعناه عنا وعن كل أهل الجانب الغربي، أن له ما لنا وعليه ما علينا، ويحارب له أهل الجانب الشرقي كلهم. ففرح وعرف أنه صار باشا جديداً، فشكرنا وجئنا منه، فلما سمع بفعلنا أهل الجانب الشرقي انحلت عزيمتهم، فأطاع أكثرهم في الليل، ومضوا إلى خدمته، وهو لم ينم تلك الليلة فرحا"[20].

 

لم يكن غريباً إذن أن يرفض محمد سعيد المشاركة الحملة النفسية والإعلامية التي قادها الكَتخُداوات لعزله بعد نحو سنتين من توليه منصبه. وأنف، وأخوه، أن يضعا ختميهما كغيرهما من المدرسين وخطباء الجوامع على عريضة رفعت إلى الدولة تلصق به من التهم ما يدعوها إلى عزله، قال "وختموا العَرْض - أي العرضحال- حتى عند جميع المدرسين وخطباء الجوامع، وأنا وأخي اعتذرنا بضَياع خواتمنا، فختموا عند من تسمّى كإسمينا"[21].

 

ولا ندري على وجه التحديد موقف محمد سعيد من تولي عمر باشا السلطة، إثر اغتيال سلفه علي باشا، وكان عمر هذا شديداً بطاشاً، لكنه مع ذلك زوج عائشة خانم بنت أحمد باشا، وأخت عادلة خانم، صاحبة الأيدي البيض عليه، والراجح أن أعمال عمر باشا العنيفة، لاسيما ضد آل الشاوي، وهو الذين تربطه به صلات الولاء والجيرة، وقتله عبد الله بك الشاوي، لم تبق شيئاً من التقدير له. وها هو يصف الشاوي بالشهيد[22]، مما دل على اتهامه الباشا ضمناً بالظلم، وقد وصفه بأن لسانه وقت الغضب فحَّاش[23]، وذكر في هذا الكتاب أنه لما نفى عمر باشا دفتردار[24] بغداد عثمان أفندي العمري إلى الحلة، وهو يضمر له الإعدام، لم يجد حرجاً في أن يقصده بالزيارة متفقداً صحته، متعاطفاً معه فيما هو فيه من عنت[25].

 

داهم الطاعون بغداد سنة 1186هـ/1772م، فأضطر وأخوه، إلى مغادرة بغداد والنزوح إلى الحلة، فالبصرة، وحينما أدرك الوباء تلك المدن أيضاً، تركها متوجها إلى الكويت، وهي القرين كما يسميها، حيث استقبله، وأخاه، أهلها استقبالا يليق بكرامتهما العلمية، وعاشا بين ظهرانيهم أياماً هانئة بين وعظ وتدريس[26]، ولما انتهى الطاعون عاد الأخوان إلى البصرة، وإذا بأخيه يُصدع بأمر من والي بغداد بتولي منصبي الإفتاء والقضاء فيها، فاضطر لقبول هذا التكليف مرغماً، أما محمد سعيد فقد لزم أخاه ولبث في البصرة هو أيضاً، ولا ندري ماذا كان يفعل في هذه الأثناء إلا أن مرضاً ألم به جعله يكره الإقامة فيها.

 

عاد محمد سعيد إلى بغداد ليجدها على غير الصورة التي ألفها عليها، حيث كانت المدينة قد تخرَّبت بسبب فداحة الوباء، وموت أكثر السكان أو فرارهم، حتى أنه يقول "لم يوجد من مائة منهم شخص بل أقل، والأسواق خربة تأوي إليها الكلاب، وما في هذه البلدة العامرة إلاّ سوق واحد بيع التركات، هذا مع أنه قد جاءها ناسٌ من كل طَرَف"[27].

 

ضاق محمد سعيد بالجو الخانق الذي كانت عليه بغداد عهد ذاك، فغادرها لأداء فريضة الحج، في قافلة كبيرة، سنة 1188هـ/1774م، إلا أن سوء طالعه قضى بأن تقع القافلة، وهي قريبة من مدينة تدمرالأثرية، في أيدي قطاع الطرق، فيسلبون من كان فيها سلباً مهولاً، ومنهم محمد سعيد، ويضطر إلى مصاحبة اللصوص إلى تدمر ومن هناك وجد طريقه إلى حلب، ولأسباب لا نعرفها، فإنه لم يرجع إلى العراق، وإنما فضّل أن يقيم في حلب، فلبث فيها نحو سبعة أشهر، تزوج في أثنائها من إحدى بنات بيوتاتها. ثم أنه غادر، مع زوجته، إلى دمشق، فدخلها في منتصف ذي الحجة سنة 1189هـ/1775م، وأقام فيها شهراً كاملاً، ثم سافر إلى صيدا، وعاد منها إلى دمشق ثانية، ومنها سافر إلى الحج، وجاور هناك، وبعدها سافر إلى جدة، حيث لبث فيها ثمانية أيام، وركب البحر منها إلى مدينة السويس، ومكث فيها أربعين يوماً، ومنها سافر إلى القاهرة فبقي فيها شهرين، وسافر بعدها إلى يافا، ثم إلى القدس، حيث أقام ثلاثين يوماً، ومنها انتقل إلى نابلس، وأقام فيها أياماً، ثم رجع إلى دمشق فلبث فيها حتى أوائل رجب من العام التالي[28]، ثم سافر عائداً إلى بغداد، فدخلها في الثاني من رمضان من ذلك العام.

 

وإذ لم يصرح مؤلفنا بسبب اقامته الطويلة في حلب ومدن الشام الأخرى ومصر، وعدم عودته إلى العراق، فإننا نرجح أنه فعل ذلك لعزمه أن لا يرجع إلا بعد ادائه المناسك، فكانت اقامته الطويلة في حلب سبباً في زواجه هناك، إلا أننا لا نعلم مصير تلك الزوجة، إن كانت قد صحبته في عودته إلى وطنه، أو أنها فضلت الإقامة في وطنها حلب.

 

وعلى عادة العلماء في ذلك العصر، كانت مثل هذه الرحلات مجالا للقاء أمثالهم في كل مدينة ينزلونها، فتدور بينهم حوارات علمية غنية ومطارحات أدبية شائقة، ولا شك في أن رحلة محمد سعيد السويدي - وهو المؤلف المُحقق- كانت حافلة بمثل هذه اللقاءات، وأنه سجلها في مسودة وكان يرجو أن يخرجها إلى البياض، فقال" وإن في رحلتي هذه مذاكرات ومطارحات ونكت لعلها تخرج إلى البياض إن شاء الله تعالى"[29].

 

وكانت بغداد تعيش وقت عودته إليها ظرفاً صعباً، فقد ولي عليها وال ضعيف الإرادة، فاسد الرأي، هو عبد الله باشا (1190-1191هـ/1776-1777م) بينما كانت البصرة تتعرض إلى حصار قاس فرضه عليها حاكم ايران الجديد كريم خان الزند، ثم احتلال مباشر (1190-1193هـ/1776-1779م)، وبدل أن يقوم هذا الولي بدوره في انقاذ البصرة، فإنه فضل أن يستسلم للدعة، متأثراً بالجو اللاهي، والصاخب، الذي كان يلهيه به مساعده محمد بك العجمي الأصل، المعروف بعجم محمد، وحينما أرسلت الدولة العثمانية سليم أفندي لتدارك الأمر انغمس هذا أيضاً بملاهي عجم محمد ووعوده حتى نسي القضية التي جاء من أجلها.

 

وحدثت انتفاضة واسعة في بغداد تطالب بعزل عجم محمد، والتخلص من قيادة عبد الله باشا المتهاونة، فانضم محمد سعيد إلى أخيه عبد الرحمن في تزعمهما أهل الجانب الغربي ضدهما، في معارك ضارية استخدمت فيها كل الأسلحة المتاحة عهد ذاك[30]، كما تقدمت الإشارة إلى ذلك من قبل، وجرى القتال من على المتاريس التي حجزت بين الطرفين المتقاتلين، ولم يستتب الوضع إلا بعد أن أضطر عبد الله باشا ومساعده وأعوانهما إلى مغادرة بغداد نهائياً.

 

وشهد العراق في عهد سليمان باشا الكبير(1193-1217هـ/1779-1802م)، نوعاً من الاستقرار، بعد سنوات الفوضى التي مرت عليه، فقد استطاع هذا الوالي، منذ تسلمه مقاليد منصبه، أن يعيد إلى الأذهان مجد المماليك في عهد سَميِّه أول ولاتهم، فكان- على حد تعبير سليمان فائق- "باعثاً لها من العدم، ومجدداً فيها ما تهدم عبر الدهر"[31]. وكان أول ثمار هذه السياسة فرض حد معقول من الأمن المفتقد في المدن، والضرب على أيدي قطاع الطرق في الريف، فكان طبيعياً أن يجد محمد سعيد نفسه متعاطفاً مع هذا الوالي بعد عهد من الفوضى، لا سيما وأن بطولة سليمان باشا في دفاعه عن البصرة، وخبر أسْرِه في إيران على يد كريم خان الزند، تزيد من دواعي تأييده، وليس صعباً أن نجده يثني على صفاته وأنه "عامل الناس بالعدل لا الجور والإضرار"[32].

 

وفي المرة الثانية، غادر محمد سعيد بغداد سنة 1202هـ/ 1787م قاصداً الحج، فدخل حلب، ثم دمشق، وكان ذلك في غرة رجب من ذلك العام، ونزل في ضيافة صديقه الشيخ مفتي الشام المؤرخ محمد خليل المرادي (المتوفى سنة 1206هـ/1791م)، حيث قضى لديه أياماً هانئة رَخيّة. وفي تلك الأيام قام، بتشجيع من المرادي، بتأليف هذا الكتاب كما سنذكر ذلك. وبلغ من إعجابه بصديقه المؤرخ الكبير أن نَسَب نفسه إليه وإلى مدينته حباً وولاءً، فقال في آخر كتابه أنه "البغدادي ثم الدمشقي ثم المُرادي".

 

وانحدر من دمشق إلى مصر ليلتقي بعلمائها وليستجيزهم، وقصد القاهرة حيث التقى بالعلامة السيد مرتضى بن محمد الزبيدي مؤلف (تاج العروس في شرح القاموس)، فانتفع كلٌّ بصاحبه، قال الزبيدي "غمرنا بفوائده وأمتعنا بصنوف موائده من كل فن غريب"، وقد أجازه السويدي بالرواية عن شيوخه النُبّل، وكذلك أجازه الزبيدي - بالمقابل - بكل مؤلفاته، ومنها (التاج) وشرح إحياء علوم الدين المسمى (إتحاف السادة المتقين بشرح أسرار إحياء علوم الدين"، و(المقاصد العنديّة في المشاهد النقشبندية) وذلك في 10 ذي الحجة من سنة 1204هـ/1789 [33].

 

عاد محمد سعيد إلى بغداد بعد سنتين قضاهما في سفر وإقامة وترحال، وكان عمره قد تجاوز الستين عاماً، فاستقر في بيته حتى وفاته.

 

وذكروا أن وفاته جرت في سنة 1203هـ/1788م[34]، مع أنه لم يكن إذ ذاك في بغداد، لأن تاريخ تأليفه هذا الكتاب هو في سنة 1204هـ/1789م، وكان يومها في دمشق، وأن تاريخ إجازة الزبيدي له في القاهرة كانت في هذه السنة، ولا ندري تاريخ عودته إلى وطنه بعد هذا التاريخ على وجه التحديد، وثمة رواية تحدد وفاته في سنة 1213هـ/1798م ، وأخرى تقول أنها حدثت سنة 1223هـ/1808م[35]، ونحن لا نطمئن إلى هذه التواريخ جميعاً لأن المؤلف وعد في نهاية كتابه هذا أنه حينما يمِن عليه الله بالعودة إلى وطنه فإنه سيحرر"ذيلاً مُطوَّلاً" للكتاب، ويرسله إلى صديقه الشيخ محمد خليل المرادي في دمشق، أي أنه كان يعد بتكملة الكتاب بما سيجد من حوادث جرت بعد توقفه عنه، لكنه لم يفعل، ولو كان حياً لفعل، وذلك للمنزلة الرفيعة والتقدير العميق الذي أبداه تجاه من وَعَده بذلك، ولكننا وجدنا ابنه الشيخ علي هو الذي يقوم بتلك المهمة فيؤلف كتاباً في تاريخ بغداد.

 

ونعلم أن وفاته حضرت وهو في داره في بغداد، لأنه دفن في مقبرة الشيخ معروف الكرخي، حيث يسكن بالقرب منها. ومما يلفت النظر في هذه الترجمة، على قصرها، ما ذكره الآلوسي من أنه كان "سلفي العقيدة"[36]، مع أن من مؤلفاته كتاباً في الطريقة النقشبندية، ويظهر أن الآلوسي استند في رأيه على حفظه للحديث الشريف، وإنه "كان محدثاً عالماً متقناً، متفنناً فيه"[37]، هذا مع أن كثيراً من معاصره من العلماء كان يجمع بين كونه محدثاً وبين إعجابه بالطريقة النقشبندية دون غيرها من الطرق، وذلك لأن هذه الطريقة، كما جدد قواعدها الشيخ خالد النقشبندي المعاصر له (توفي سنة 1242هـ/1728م)، كانت تؤكد على أتباعها ضرورة دراسة العلوم الشرعية، ومنها الحديث بوجه خاص، وقد انتمى إليها الكثير من العلماء لقدرتها على الجمع بين (جناحي الشريعة والطريقة) كما قيل.

 

أعقب محمد سعيد أبناء ذكوراً هم الشيخ حسين، والملا علي، وعبد الله، وأحسن تربيتهم وتعليمهم حتى وصفهم من عاصرهم "وكل من هؤلاء قد بلغ من الفضل منتهاه"[38]. وأبرز هؤلاء الشيخ علي، فقد كان "أعلم أهل مصره في عصره بالحديث"[39]، وله التآليف القيمة، لعل أبرزها (العقد الثمين في بيان مسائل الدين) الذي نقد فيه بدع عصره بجرأة ملحوظة، وألف كتاباً في تاريخ بغداد، "أحسن فيه وأجاد"[40]، متأسياً بعمه عبد الرحمن، وبأبيه كما سنذكر ذلك، وتوفي سنة 1237هـ/1821م[41]. وعلي هذا هو والد المؤرخ الأديب محمد أمين السويدي، صاحب المؤلفات الكثيرة[42]، ومنها كتاب (سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب) الذي نال الشهرة العريضة في عالم الأنساب[43].

 

وله أيضاً بنت سماها عاتكة، وقد زوجها من ابن عمها محمد بن عبد الرحمن السويدي.

 

وقد ألف بعض المؤلفات، ذكر منها إسماعيل البغدادي[44] كتاباً في الأدب سماه (دُرَّة الأبحار في علم الأشعار)، إضافة إلى كتابه (التقليد في أحكام التقليد) الذي ألفه من قبل.

 

أما داره التي طالما تغنّى بها في الكرخ، وحنَّ إليها في أثناء غيابه عنها، فقد ورثها عنه ابنه محمد أمين السويدي، ووصفت بأنها ذات طبقتين عليا وسفلى، فاتخذ ابنه المذكور من طبقتها العليا المطلة على الطريق، مجلساً يجلس فيه للتدريس"فغدت روضة من رياض العلوم، أغصان أشجارها مفتحة أنوار وأزهار الأدب فيها مبعث الأنوار"[45]. وحينما تضعضع بنيانها جدد عمارتها فعرفت بمدرسة السويدي، ولبثت من مدارس الكرخ المشهورة حتى وفاة محمد أمين سنة 1246هـ/1830م.

 

هذا الكتاب

ذكرنا أن مصادر ترجمة السويدي نوَّهت ببعض عنوانات مؤلفاته، ولم يكن بينها هذا الكتاب، فضلاً عن أنه لم يؤثر عنه أنه كان مؤرخاً، أو معنياً بالكتابة التاريخية بأي حال من الأحوال، إلى أن وقفنا على هذه المخطوطة في مكتبة جستر بتي في دبلن في المملكة المتحدة، وهي تحمل العنوان المُطوَّل الآتي (ورود حديقة الوزراء بورود وزارة مواليهم في الزوراء) وقد كتب في صدرها أنها من تأليف (الشيخ الفاضل المُفنِن[46] الشاعر الأديب أبي الكمال مهذب الدين سعيد بن عبد الله بن حسين بن ناصر الدين البغدادي الشافعي الشهير بابن السُّوَيْدي - حفظه الله - وهو بخطِّه الشريف)، فعلمنا أنه لم يكن أقل من أخيه عناية بكتابة التاريخ، بل إن تميز عنه ببعض الجوانب.

 

وإذا كان أخوه عبد الرحمن قد كتب تاريخ العراق من خلال سيرة والييه القويين حسن باشا وأحمد باشا، فغطى بذلك حوادث السنين من 1116-1160هـ/1704-1747م، فإن ما أراده محمد سعيد هو تكملة الحوادث التي جرت على وطنه بعد وفاة أحمد باشا. وعنوان الكتاب نفسه يكشف عن الأطار الذي أراده له، ومع أن العنوان جاء مشابهاً لعنوان كتاب أخيه (حديقة الزوراء في سيرة الوزراء) وفي الغالب فإنه تعمد ذلك، فإنه كشف به الإطار الذي أراده لكتابه، فالحديقة هي وطنه بغداد، والوزراء، هما والياها المذكورين، والذين وردوها من (مواليهم) هم مماليكهما الذين تولوا السلطة من بعدهما، وواضح أن العنوان جاء مُعبِّراً عن مضمونه إلى حد كبير.

 

كتب المؤلف كتابه وهو بعيد عن وطنه، وهو أمر مكنه من أن يعبرعن رأيه في شخوص الحوادث التي كتب عنها بصدق نادر، لم يكن ليحصل لو أنه كتبه في كنف بعض ولاته أو أتباعهم، كما أنه كتبه لدوافع علمية بحتة، بتشجيع من مؤرخ دمشق الشهير محمد خليل المرادي، فلا مصلحة له مطلقاً فيما يكتبه عن أولئك الشخوص، ولا خوف عليه أو حرج إن ذكر من الحقائق ما أساء إليهم، ومن المؤكد أن المرادي لم يملك دافعاً لتشجيعه ضيفه إلا حب المعرفة التاريخية لا غير، مثلما فعل حينما شجّع صديقه عبد الرحمن الجبرتي في القاهرة أن يكتب تاريخ مصر، وقد جرت العادة أن يكتب مؤرخو العصر كتبهم أما نزولاً لرغبة ولاة ذلك العصر أو أمرائه أو أتباعهم، مثلما فعل أخوه عبد الرحمن حينما كتب تاريخ العراق بناء على طلب خديجة خانم بنت قره مصطفى باشا، وكتب عثمان بن سند (مطالع السُّعود) بطلب من والي بغداد داود باشا، وكتب رسول حاوي الكركوكلي (دوحة الوزراء) بطلب منه أيضاً. أو - في الأقل- رغبة في إهدائه إلى ذاك الوالي أو هذا الأمير، تكسباً أو تقرُبّاً، كما فعل ياسين العمري في معظم مؤلفاته التاريخية، أما أن تتاح الفرصة لمؤرخ أن يكتب ما يكتب لا عن رهبة أو رغبة، وإنما لاستجلاء الماضي، فهذا أمر نادر الحدوث فعلاً، ويزيد من القيمة العلمية للكتاب دون ريب.

 

والكتاب بعد هذا يعتمد شهادة عيان مؤلفه، فهو لم يسجل غير الحوادث التي رآها بعينه[47]، أو كان لصيقاً بمجرياتها، فلم يعتمد على روايات نقلها إليه آخرون، مهما كانوا، بل لم يتأثر بوجهات نظرهم لأنه لم يلتق بهم أصلاً في أثناء كتابته لتاريخه، اتباعاً لتوجيه محمد خليل المرادي، فقال "حيث لم يُمهلني إلى مكاتبة من اعتمده في بغداد، ورَضي من كَرَم طبعه الشريف بما يخطر في الفكر ويحضر في الفؤاد، فامتثلت أمرَه العالي"[48]، والاستثناءان الوحيدان في الكتاب كله رواية دقيقة وفريدة لحِوار دار بين سيدتين عن سر لم يُعرَف، نقلتها له أخته رُقيَّة، وهي سيدة عالمة مُحدَّثة، جديرة بالثقة، ورواية أخرى عما جرى في البصرة بعد مغادرته للعراق، نقلها إليه ابنه الوحيد مكاتبة، وقد صَرَّح باسميهما بوصفهما مصدر تلك الروايتين، إلتزاماً بالأمانة العلمية.

 

ويختلف أسلوب محمد سعيد السويدي عن أسلوب أخيه، وأبيه من قبل، اختلافاً بيناً، ففي الوقت الذي كان هذان معنيّان بتزويق عبارتهما باتخاذ السَّجع، والمبالغة في الالتزام به، لم يشأ صاحبنا أن يقيِّد نفسه به، فكتب ما كتب دون سَجع، فضلاً عن المُحسنات البديعية التي اعتاد كتاب العصر على استعمالها، وهو لم يشغل نفسه باتخاذ الكلمات الحُوشيّة، والمفردات الغريبة، إظهاراً لمُكنته في الأدب، كما فعل أبوه وأخوه وغيرهما من المؤرخين المعاصرين[49]، وإنما فضّل أن يكتب بأسلوب سهل، يقرب أن يكون عامياً في بعض المواضع، لا تكلف فيه ولا صنعة. كما أنه لم يزين كلامه بأبيات من الشعر، له أو لغيره، كما هي عادة كتاب ذلك العصر، مع أنه نفسه كان شاعراً جيداً، وله أشعار بمناسبات تاريخية شتى، ولكنه أراد لقلمه أن يسترسل في الحديث عن الحقبة التي يؤرخها دون قَطعه بأبيات أو قصائد مهما كان قائلها، متقيداً بتوجيه المرادي، قال "وأعفاني - حفظه الله- من ذكر ما قيل فيهم من مليح المديح"[50].

 

من الكتاب نسخة مخطوطة يتيمة بخط مؤلفها، كتبها سنة 1204هـ/1789م، تحتفظ بها اليوم مكتبة جِستر بِتي في دبلن بإيرلندا، تحت العدد 3551، وتقع هذه النسخة في 44 ورقة، وهي بخط نسخ معتاد، في كل صفحة 23 سطراً، وفي كل سطر ما معدله 11-12 كلمة. وقد تبدو المخطوطة في أول وهلة في حال جيدة، إلاّ أن قراءة متمعنة فيها تظهر أن عيوباً كثيرة تَعتِورَها، من ذلك أن المؤلف لم يعدها غير مسودة، فعاملها على هذا الأساس، حيث كشط، أو مسح، كلمات، أو أجزاء من سطور، بغية أن يكتب بديلاً أفضل في مواضعها، فكتب حيناً وأحجم، أو أجَّل ذلك، في أحيان أخرى، فظلت تلك المواضع بياضاً، أو حروفاً مطموسة فلا تُقرأ. ومع أنه كتب في الهوامش بعض الكلمات أو العبارات البديلة، إلا أنه استخدم حبراً باهتاً، أو رديئاً، ضاعت معه معالم تلك الكلمات والعبارات، حتى بات من الصعب قراءتها. ومن ناحية أخرى، فإنه كتب أحياناً كلمة صحيحة فوق أخرى أراد حذفها، لضيق المكان، فضاعت الكلمتان معاً، فلم تعد تقرأ، أو تقرأ ولكن بعُسر شديد. ثم أنه استعمل حبراً في كتابته زادت فيه نسبة الصمغ الذي يخلط عادة به لتثبيته، فما كان من الكلمات التي كتبت بهذا الحبر إلا أن التصقت بأمثالها في الصفحة المقابلة، فطُمِس بعض حروفها.

 

ومن المؤكد أن هذه النسخة لم تجد طريقها إلى بغداد، فقد أودَعَها - فيما يظهر- لدى صديقه ومُضيِّفه بدمشق المؤرخ محمد خليل المرادي، والعبارة التي على ورقة العنوان وفيها الثناء الكثير عليه ( الشيخ الفاضل المُفنِن الشاعر الأديب أبي الكمال مهذب الدين .. إلخ) هي بخط المُرادي لا خطه، وفي آخرها ورقة مستقلة عليها تمليكات لإناس كلهم من الشاميين على ما يبدو[51]، آخرها مؤرخ في سنة 1250هـ/1834م.

 

نصوص في تاريخ الكرد

ولأن نطاق الكتاب هو ولاية بغداد وتوابعها، وهي تشمل شهرزور والبصرة، فقد تطرق إلى شؤون مختلفة من العراق الحالي، ونظراً للدور الواضح الذي أداه الكرد، لا سيما أمراء البابانيين، في شؤون العراق عهد ذاك ، فقد تناول المؤلف في تضاعيف كتابه عددا من تلك الشؤون، وذلك على النحو الآتي:

أحمد البارزاني:

ينفرد المؤلف بالإشارة إلى شخصية كردية مثقفة اختارها والي البصرة (وبغداد فيما بعد) سنة 1162هـ/1748م، هو أحمد البرزاني، ليكون (كتخدا) له، والكتخدا هو نائب الوالي ومساعده والمرشح لتولي الولاية من بعده، ومع أهمية هذا المنصب الرفيع فمن الغريب أن تسكت المصادر الأخرى عن أية إشارة إليه، ويظهر مما ذكره السويدي أن أحمد البرزاني هذا كان مثقفاً على مستوى عال من المعرفة، إذ قال:

"ثم لما جاء القابجي باشي المذكور[52] قرأ سليمان باشا فرمانه، وعمل له كَتخُدا عارفاً عالماً كاتبا بالألسنة الثلاثة يقال بَرزاني أحمد افندي[53]".


فالجمع بين (المعرفة) و(العلم) ومعرفة (الألسن الثلاثة) وهي العربية والتركية والفارسية يدل على توفيق سليمان باشا في اختياره مساعداً له، على أن السويدي لا يتابع في كتابه أخبار هذا البرزاني المثقف، وعلى أية حال فإننا لم نعد نسمع باسمه في أثناء انتقال سليمان باشا إلى بغداد والياً لها.

 

الحملة على عثمان باشا الباباني:

ذكر السويدي أن والي بغداد سليمان باشا الأول، المعروف بأبي ليلة (1162-1175هـ/1748-1761م)، " بلغه جَورٌ على الأكراد من واليهم، والأمير عليهم من جنسهم عثمان باشا، فرد أنهم [إن] لم يرتدعوا أتيناهم بجحافله، وقاتلهما وقتلهما وأغلب من نصرهما، وعاد الى بغداد"


والخبر على هذا النحو فيه ثغرات بينة، فسليمان باشا لم يحرك جحافله من بغداد لانصاف الأكراد من الأمير عليهم، وهو "من جنسهم"، وإنما لأن هذا الأمير، وهو حاكم منطقة كوي وحرير مَدَّ نفوذه إلى مقاطعة (زنكآباد).التي كانت تعد يومذاك تابعة إلى بغداد، وكان خراجها يعود إلى واليها، فعدَّ سليمان باشا ذلك توسعاً على حسابه، كما أن النص يشير إلى والي بغداد (قتلهما) مع أنه يخلو من إشارة إلا إلى عثمان باشا، وسياق الخبر يقضي أن ثانيهما هو قوج باشا حاكم أربيل، فهذا ما ورد في المصادر الأخرى[54].

 

ثورة سليمان باشا الباباني:

تطرق السويدي إلى ثورة سليمان باشا الباباني[55]، حاكم مقاطعات بابان وكوي وحرير وقره حسن وزنكاباد وجصان، هو يسميه (الكردي) مطلقاً دون ذكر اسم أسرته على شهرتها في عصره، وسمى ثورته هذا (عصياناً) على ما كان الكتاب القريبين من السلطة قد اعتادوا على تسميته عهد ذاك، ولكنه لم يشر إلى أسباب ذلك العصيان ودوافعه، مع أن مصادر العصر أشارت إليها باقتضاب حينما ذكرت أنه أخذ يجبي الضرائب حتى كثر ماله واتسعت ثروته، فأعلن الثورة على والي بغداد سليمان باشا الأول المعروف بأبي ليلة، هذا مع أن والي بغداد هو الذي أقره على هذه المقاطعات، وجبايته الضرائب منها لا تشكل تحدياً لوالي بغداد المذكور، لأنه أمر من صميم واجباته، واتساع ثروته لا تحمل معنى ان يكون مناوئاً، فضلا عن اعلانه العصيان على ذلك الوالي، والغالب أن السبب الذي لم يذكره المؤرخون هو امتناعه عن تسديد حصة الوالي من الضرائب، والاستئثار بها، أو أن اتساع الثروة كانت مدعاة لحسد الوالي ونقمته.

قال:

"ثم عصى عليه سليمان باشا الكردي، فركب عليه بنفسه بعساكر، فقاتله فانهزم باشا الأكراد، وقتل أتباعه إلاّ القليل، واسترجى منه كَتخُدا الياس آغا، ونصب أخاه[56] باشا الأكراد مكانه، وعاد الى بغداد".


وهذا النص كما نرى قد افتقد تفاصيل مهمة ذكرها المؤرخون المعاصرون، أولها سكوته عن مصير الأمير الباباني، فبينما يكتفي بالإشارة إلى أن والي بغداد قاتل الأمير الباباني، وهزمه، يذكر رسول حاوي الكركوكلي[57] أن والي بغداد سليمان باشا سار على رأس حملة كبيرة والتحم الجيشان في مكان يسمى (كوشك زنكي) قرب بلدة كفري، وانكسر جيش البابانيين، أما سليمان باشا الباباني فقد تمكن من الهرب إلى كرمنشاه. وتضيف الوثيقة المؤرخة في أواسط رجب 1176هـ/1761م أن أمراً سلطانياً صدر إلى علي باشا والي بغداد والبصرة يتعلق بتوجيه خلعة سنية وخنجر مرصع مكافأة على النصر الذي أحرزه ضد المتمرد كرد سليمان باشا متصرف لواء بابان حيث سار عليه على رأس قواته ودارت بين الطرفين معركة شديدة أسفرت عن مقتل ثلاثة آلاف جندي من أتباع كرد سليمان باشا وأسر الآخرين، أما هو فقد تمكن من الهرب إلى نواحي كرمانشاه"[58]. إلا أن الأمر الجديد الذي يضيفه السويدي هو أن سليمان باشا والي بغداد استجاب إلى رجاء من سماه (كتخدا الياس آغا) لينصب بدل الأمير الباباني أخاه أحمد باشا الباباني، وكان هذا قد قام بضيافة الجيش خلال مدة مكوثه هناك.

فقال:

"واسترجى منه كَتخُدا الياس آغا، ونصب أخاه[59] باشا الأكراد مكانه، وعاد الى بغداد".


ومعلوماتنا عن إلياس آغا هذا غير واضحة، على الرغم من أن وظيفته (كتخدا) تشير إلى أهميته، ولم تسعفنا المصادر بمعلومات عن دوره في تولية أحمد باشا مكان أخيه الثائر، وماهية دوافعه في تقديم ذلك الرجاء الحاسم، إن كان يخبئ وراءه سوء الصلة بين الأخوين البابانيين، أو رشوة كبيرة قدمها أحمد المذكور إليه، أو محاولة لكسب رضا الأسرة البابانيية والقبائل المنضوية تحت زعامتها بعد تلك الهزيمة التي الحقت بها.

 

مساندة البابانيين لعمر باشا:

وحينما أعلنت قبيلة العبيد ثورتها على والي بغداد عمر باشا (1177-1189هـ/1763- 1775م) بسبب قتله زعيمها عبد الله بك الشاوي، يلقي السويدي ضوءاً جديداً على دور القيادة البابانية في اسناد الوالي، وكان إذ ذاك شاهد عيان لتلك الحوادث، فقال أن ممن سار مع الوالي، ما عدا عساكره "عسكر عبد الله باشا الكردي[60] حاكم زهاو[61] ونواحيها، وعسكر محمد باشا الكردي[62] حاكم قرَه جوَلان[63] وكُوي سنجق[64] ونواحيهما، وكل منهما باشا بطوغين[65]، وتخم ومهترخانه[66] على حدة، وكل منهما قال للباشا: أنا وحدي لكلهم! .. [67] و بعد العصر بساعة وأنا كنت في الأوردي[68] أنظرهم"، ووصف حملة الباشا للقضاء على ثورة الشاويين، ومنهم سلطان بك الشاوي، فذكر أن هذه الحملة كانت تتألف، فضلاً عن القوات الكردية، من قوات نظامية وقوات من القبائل العربية منها قبيلة شمر، وقد أسفرت عن كسر الشاويين والتنكيل بمقاتليهم، فقال:

"فعبروا إلى الجانب الغربي من الدُجَيل إلاّ سلطان بيك بقي في الجانب الشرقي مما يلي عسكر الباشا، هو ومن معه من أتباعه مقدار عشرين، وكان مع الباشا من فرسان العرب ما ينوف على خمسمائة، فأمرهم أن يطلقوا الغارة عليهم ليأتوا بهم إليه، وكان السابق إلى سلطان بيك كبير عشيرة شَمَّر، على وزن جعفر، فناداه: يا سلطان! نحن أوائل عسكر الباشا، وهم ألوف، فاهرب من أمامنا، واندفع واعبر نهر الدُجَيل، ويكون ذلك عذراً لنا ونجاة لك! فما أصغى له، بل قال: مُرادي أخرق الألوف، وأُفرِّق الصفوف، لعلي أظفر بالباشا فاقتله كما قتل والدي. وهذا جنون منه مَحض لاقتراب أجَله، فشَنَّ الغارة وكَسَرَهم إلى الجَمْع الأكبر، فغطس في بحرٍ تيار، فقاتل هو وأتباعه، وبعد [أن] قَتلوا من تقدَّم أجله مقدار ساعة، فكَبى به الفَرَس وسقط فانقضَّ عليه ألوف، فأُخذ حيّاً إلى عند الباشا فضَرَبه بخنجره عُرضاً وقطع رأسه، وكذلك فعل العسكر بأتباعه، وقطعوا رؤوسهم وأرسلوها [و27أ] إلى بغداد، ووُضعت على حائط مرتفع في السَّراي، وبقيت يوماً تنظرها [الناس][69]. ورأس سلطان بيك كما شاهدته هو هو ما فيه تغيُّر إلا الشَّق الذي في جبهته من ضربة الباشا. وما بقي من أتباعه إلاّ فارس واحد وصل إلى إخوته وحكى لهم كل ما وقع، فذلك الوقت ركبوا خيولهم وساروا مقدار ساعتين، ونزلوا وجعلوا لهم عيوناً تنظر أحوال الباشا".


ويشير السويدي إلى شخصيتين كرديتين بابانيتين برزتا في خلال هذه الحوادث، هما بكر باشا ومحمود باشا انضما إلى عمر باشا، ووضعا ثقلهما إلى جانبه، حتى قبل أن تصل "عساكر الأكراد"، التي كان قد أرسل في طلبها، وقد نجح الحاج سليمان الشاوي في قتل بكر بباشا وجرح محمود باشا فقال:

ثم أن الباشا ركب "ومعه بكر باشا الكردي ومحمود باشا الكردي[70] وجمعاً من شجعان عسكره لمحاربتهم قبل أن تصل إليه عساكر الأكراد الذين أرسل في طلبهم، وساروا من بغداد متوجهين إليهم، وكان للبيكات في بغداد اناس كثيرة تحرِّر لهم ما يصير، فمن أول ساعة العزيمة أخبروهم فانتدبه...[71] حاج سليمان بيك أن يسير إلى ملاقاتهم قبل وصولهم، فسار فلما صار ما بينهما قريباً هجم على العسكر بفرسانه صباحاً وقتل بكر باشا وأثخن بالجِراح محمود باشا، ولم يعرفوه فسلبوه ما عليه، وهو وقليل من ... هربوا إلى بغداد واستولى على جميع المخيم، وأخذ رئيس العسكر قابجيلركَتخُدا[72] خالد آغا أسيراً إلى أن قدَّمه بين يدي البيك، فاعتذر الآغا المذكور بأعذار، وأنه يحب نُصرَتهم عليه وعلى الباشا، وبايَعَهم على ذلك، ونجا، وأبقوه عندهم ضيفاً عزيزاً.


ولما صار ببغداد، أرسل الباشا يستعجل الأكراد المتخلفين وناوه بن أفتاره [73] باشا حاكم زهاو، وتخم[74] وفرسان كثيرة، ثم جاء بعده إبراهيم باشا حاكم الببا[75] قره جولان وكوي صنجق وتوابعهما[76]، وجهزوا، وعيَّن كَتخُدا أحمد باشا بجميع العساكر، فساروا، ولما قربوا مسيرة يوم تعوَّقوا المسير قليلاً، كل ساعتين يجعلونها مرحلة بتحفظ من الفريقين، فلما صار بينهم مقدار ساعتين تراما"[77].


وواضح أن سياسة عمر باشا كانت تقوم على أساس ضرب العرب بالكرد، أو بمعنى أدق: ضرب الشاويين بالبابانيين، إلا أن هذه السياسة فشلت في بعض مراحلها، فقد رفض الشاوي ضرب البابانيين، قائلاً "هؤلاء مسلمون ونحن مسلمون، ولدينا[78] كلمة ما تتحمل سفك دم مسلم واحد، وإن [الظاهر من][79] الفراسة أن مُراد خصمائنا صيانة ناموس الله ووقائه وما مرادهم استئصالنا، فأنت إن أقمتَ لم يقيموا، أو أن تأخَّرت مقدار ساعتين ما يلحقك، فاترك لي خيمتين من شعر لأننا متيقنين.....فإننا .. يقولون.. وأسرنا، ولا يضر تأخرك لأن وزير بغداد الهرب منه ثلثا الفروسية، وأما إن قابلتهم فإن انتصروا علينا حللنا إلى الأسر، وإن نُصرنا عليهم حللت بغداد وأهلها، وهم أقاربنا وأحبابنا، وأيضاً يقتل فإنه يقتل منّا فمِنَ الأولاد والأخَوَات الأعمام، وأيضاً من يقتل منهم فثمَنُه عُلوفته، فالواحد منهم ثمنه بخس، ويعدله كثير[80]، فقال البيك الأكبر [يقصد سليمان الشاوي]: هذا لا يستقيم الآن! ولأجلك ... في هذه المرحلة القريبة، فإن صالوا علينا صَبَرنا صبر الكرام وإن توقفوا فعلنا ما قلتَه وما نُعيَّر بالإنهزام ..[81] يومين ولم يتجاسر أحدٌ على أحد مع أن نيران أسلحة[82] الفريقين يراها الأكثرون".


ويصف السويدي دخول الوالي إلى بغداد، بعد هذه المعارك، وهو برفقة باشوات الكرد من البابانيين، وهم ناوه بن أفتاره باشا حاكم زهاو، وإبراهيم باشا حاكم الببا قره جولان وكوي صنجق وتوابعهما. فذكر أنه دخلها "بالزينة العظيمة بغداد، هو وباشات الأكراد، والبيك [الشاوي] ارتحل إلى قريباً من الموصل، وأرسل الباشا يعلم الدولة العلية بهَرَبه"[83] .


وحينما تجددت ثورة سليمان بك الشاوي اضطر عمر باشا إلى الطلب من أمراء الكرد تقديم الإسناد العسكري له مرة أخرى، "أرسل الباشا مرة أخرى على باشات الأكراد"[84]، وكان اصطفافهم إلى جانبه سبباً في حدوث انشقاق بين الأسرة الشاوية نفسها.

 

حركة مصطفى آغا الكردي في البصرة:

ويتناول السويدي الحركة المسلحة التي قام بها متسلم البصرة مصطفى اغا الكردي ضد سليمان باشا الكبير والي بغداد والبصرة (1193-1217هـ/1779-1802م)، بما يلقي ضوءاً على بعض جوانبها السياسية والعسكرية، وكان مصطفى آغا هذا يشغل منصب (خزنه دار) ثم عينه والي بغداد والبصرة سليمان باشا الكبير متسلماً للبصرة، فيقول أن سليمان باشا:

" كان عنده خَزنَدار مؤتمَن في كل شيء اسمه مصطفى آغا[85]، وهو كردي الأصل، رَبّاه الباشا من صغره، وكان لا يُحب أن يُغيِّر الباشا مركزه ولو بأطواغ ثلاثة فقال له الباشا: أنت ولدي وأميني، وبلد البصرة لا آمن عليها غيرك فلا تخالفني فيما أفعل! فنصَبه مُتسلماً فيها وأعطاه كما أراد[86]، وَصَفت مشيخة المُنتَفِق لحُمود بن ثامر المذكور، والعرب الذين تخلفوا عن ثُوَيني صاروا معه".


ويشير في موضع تال من كتابه إلى ما سماه تمرد مصطفى آغا المذكور، وعد عذا التمرد "أذم الطغيان"، وسكت عن دوافعه وعده "من وسوسة الشيطان"، وأنه لا مقدمات له، أي لا أسباب مفهومة أو مقنعة دفعت إليه، قال "إنا قدَّمنا أنه جعل متسلم البصرة غرس نعمته ونضيج تربيته والمؤمن والمخلص الألزم، خزنداره مصطفى آغا الكردي، وأكرمه وأيَّده وفوَّضه، وجعل آخر شيخ مشايخ المُنتَفِق شيخ ثُوَيني، على وزن رُدَيني، كما أسلفنا. فسَوَّلت لهما أنفسهما أن يختارا أذم الطغيان، ووَسوَس لهما الشيطان فجاء ولا مقدمات للعصيان.


ولا يظهر أن لحركة مصطفى الكردي أي بعد قومي، فالذين ساروا لقمع حركته كانوا من الكرد أيضاً، بينما كان هو يقيم تحالفاً مع زعيم قبيلة المنتفق العربية، هذا بينما يفهم مما ذكره الكركوكلي[87] أن دوافع الحركة كانت رغبة مصطفى آغا الكردي في اقامة حكومة في البصرة مستقلة عن بغداد، فهو "أعلن العصيان والتمرد والإنفصال عن الحكومة المركزية، وسيطر على القوة التي أوعز لها بالبقاء في البصرة ، وسعى إلى ضم شيخ عشائر المُنتَفِق ثُوَيني، الشيخ حُمود الثامر، والاتفاق مع إسماعيل آغا التكيه لي باشي آغا السابق، وقام بتصرفات كشفت نواياه السيئة، ومنها قيامه بقتل القبودان حجازي زاده مصطفى آغا، وعين مكانه محمد بك الشاوي". إلا أن عثمان ابن سند يوضح بعداً أكثر سعة لحركة مصطفى آغا هذا إذ ذكر أنه يريد "استيلاء على العراق وقاعدته بغداد"[88] . يزيد ابن الغملاس الأمر توضيحاً، فمصطفى الكردي عنده لم يكن يقصد الاستقلال بحكومة العراق، بما تضمه بغداد وشهرزور، وإنما الاتفاق مع عثمان باشا الباباني على السيطرة على العراق قاطبة، وهذا يعني اعلان استقلال العراق عن الدولة العثمانية. يقول " أنه اتفق مع عثمان باشا والأكراد على أن يضبطوا ولاية العراق قاطبة"[89].. قلنا: وعثمان هذا هو عثمان باشا آل محُمود باشا الباباني وكان يقود حملة كبيرة من الكرد ضد الشيخ حمد الحُمود المُنتَفِقي بأمر من والي بغداد سليمان باشا.

 

ويلقي السويدي ضوء على ملامح حركة مصطفى آغا، فذكر أن قبطان البصرة عبد الله حجازي زاده "وهو مؤتمن وناصح" كتب لوالي بغداد بنواياه واستعداداته للقيام بحركته، مما أدى به إلى اغتياله القبطان المذكور فكان ذلك الحادث بداية للإعلان عن حركته.

قال:

"وكان الوزير قد نصب غرس نعمته عبد الله باشا حجازي زاده قبطان[90] باشا وأوصاه ان يُحرز له من خير وشر، ومليح وقبيح، يطلع عليه وهو مؤتمن ناصح، باعتراف المتسلم المذكور أيضاً. وفي بعض الوقائع التي زخرفها المتسلم بالأقوال المُزوَّرة، أجابه الباشا مُكذّباً له مستنداً بتحرير قبطان باشا المذكور، وكتاب الباشا كتمه، ودعا القبطان، وبجلوسه عنده أشار إلى أتباعه بقتله كما ترابط معهم، فقتلوه وأخذ جميع أمواله، والذي وافقه على عصيانه أكرمه ونَسَبَه إليه، والذي لامه سَلَبه ما عنده، ونفاه من وانيته[91]. ثم أرسل للباشا ساعياً بأن البصرة قد جاء منصبها لي فلا حُكم لك عليها، وحرَّر عَرضَاً للدولة يطلبها ويخدمهم بما يريدون، وكتب لبعض الحُمَقاء من أتباع والي بغداد عن ذلك، وإني أنفع لكم من واليكم، والبصرة أنفع من بغداد في حقكم، فتاه كثيرٌ منهم بهذا الخطاب، فساروا إليه، وأخطأوا طرق الصواب".


فلما بلغ ذلك الوزير المترجَم علم أن الزجر بالكتابة لا ينفع بل السيف لهؤلاء أجدى وأنفع، فأرسل على عساكر باشا الأكراد، وجمع الأتباع والأجناد، وسار إليهم على عجل، لما قيل: سَبَق السَّيف العَذل، فلما توسَّط الطريق، جاءه من أعيان البصرة البشير أنهم من خوف هَيبَته هربوا وتفرَّقوا شر تفريق، فشيخ المُنتَفِق هرب في البَر الأقفر، والمَهمَه[92] الأغبر. والمُتسلم هَرَب في جَوف الليل إلى بلد القَرين[93]، هو ومن معه، وندم على إقبال النفس، وعز بيده منياته.


ثم سار الوزير، ودخل البصرة[94]، وحصل بتشريفه لأهلها كمال المَسرَّة، وَنَصَب فيها متسلماً دفتردار بغداد، وصِهر المرحوم حسن باشا المترجَم، وعديل كَتخُدا باشا صاحب السيف والقلم، ألا وهو علي بيك بن عبد الله بيك بن كَتخُدا محمد أفندي الرهاوي[95]، السابقة تراجمهم بالاستطراد، وفوَّضه على ما في البصرة وتوابعها من البلاد. ورجع الوزير على طريق الحلة إلى بغداد سالماً غانماً، وللأعداء والبُغاة قاهراً وراغماً، جد[96] لم أشاهده لغيبتي عنه، بل أخبرني به ولدي الأكبر على الصِدق معتمداً المُخبِر[97].


دور الكرد في استعادة البصرة من المنتفق:

سيطرت قبيلة المنتفق على البصرة متحالفة من سليمان بك الشاوي الثائر على ولاية البصرة في السنوات 1202- 1203هـ/1787-1802م[98] وقد قدم السويدي تفصلات جديدة ومهمة عن هذه الحركة نظراً للصلات الودية والعميقة التي ربطت بينه وبين الشاوي، فقال انه "سار حتى قدم على شيخ المُنتَفِق الشيخ ثُوَيني بن عبد الله بن محمد بن مانع المشهور الذي سبق تعريفه، واستـأمنوهوبنوه[99] قومه وانهم ينصرونه على من يناوئه تدبيرا لأخذ البصرة، وهو أنهما سارا إلى بلدة الزبير وهي ثلاث ساعات عن البصرة وترك ثُوَيني في موضع بعيد عنه البيك، وأوصى أتباعه أن لا أحد يذكره.ولما دخلها وهي مُتنزَّه الكبار وقت الربيع وكان الوقت مؤاتٍ فأرسل متسلم البصرة كتاباً يدعوه للضيافة هو ووجوه أرباب[الحكم] والأعيان جميعاً، وثُوَيني في أوائلهم، فبمُجرَّد نزولهم قبض على وجوه الحكم من طرف الباشا، وأخذ ما معهم من خيل ومال، وأركب الأعيان معه ودخل البصرة وحكم فيها[100].


ثم أنه[101] سلب أمراء كل من كان من أتباع الباشا وأركبهم البحر بسفينتين إلى مَسْكة[102]، وتَصرَّف في البصرة وتوابعها وتفرْعَن باطناً وظاهراً. وأرسل على البيك وخالد آغا واستشارهم ماذا يصنع فوضعوا خالد آغا متسلماً وحرر وارسل للدولة العلية وجعلوا للباشا هجنة[103]، وختموه بختوم أعيان البصرة، وسار به مفتي الحنفية في البصرة الشيخ عبد الله، وسار في البر إلى حلب ثم إلى اسلامبول وترجَّا منصب البصرة[104]، أما للبيك أو لخالد اغا، فلم يسمع عرضهم، وعينت الدولة مع المفتي المذكور جاووشاً أوصله إليه فاويه[105] بأخذ جميع ماله بل أكثر"[106].


وأورد السويدي خبراً مهماً يشير إلى دور كردي في استعادة البصرة إلى سلطة سليمان باشا الكبير والي بغداد والبصرة، فذكر:

" أن الباشا لما سمع بأخذهم البصرة، وهي منصب عظيم لها إيراد جسيم من إيراد، الكُمرك فقط تَغِل قريباً من إيراد كُمرُك بغداد الذي يكفي وزيراً بثلاث أطواغ ومعه شريف مكة. والبصرة لها ايراد عظيم من مزارع الرُّز ومن النخل شيء لا يضبط، أرسل الرُسُل إلى باشات الأكراد، وجمع العساكر والأجناد، وقطع الروابي والأنجاد، وسار في مَسيره هذا بانكسار، وعامل الناس بالعدل لا الجور والإضرار".


فباشات الأكراد هنا تنصرف إلى أمراء البابانيين حصراً، وقد سبق أن ساندوا ولاة بغداد لأغراض مشابهة، وتعودوا القتال في بيئتها الصعبة نظراً لإحاطتها بالأهوار والمسطحات المائية.

 

يقول:

"تأهب إلى المسير هو والبيك مُغرِّبين إلى الحلة إلى بغداد، وأن الباشا إن لم يرتحل إليهم ولو مرحلة هم يَصِلونه ولو في بغداد ومعهم المراكب المشحونة المُعدَّة للقتال الفرسان والأبطال من أهل الخيل[107] والرِّجَّالة أضعاف عسكر الباشا، وهم في ادعاء وطغيان أن يأخذوه بمجرد ملاقاة الفرسان، وكانوا عليه باغين، وبعدَدَهم وبعُدَدهم طاغين، فكان الباشا يَرتحِل مرحلة مُشرَّقاً وهم يَرتحِلون مرحلة ومُغرِّبين حتى التقى الجَمْعان في وسط الطريق الذي بين الحلة والبصرة.


ثم كانت المُلاقاة، وبان الخصمُ لخصمه، خيَّم الباشا ونزل وهم لم يخيِّموا بادِّعاء أنهم يكمنوا له بمُجرَّد مَثار الغبار، فلما أن [أصبح][108] الصباح عقدوا للحرب[109] واشتد الكَرْب، وقد قاتل الباشا بنفسه قتال من أيَّس من الحياة ونادى أتباعه صريحاً أن لاتَ حين مَناص، فلا بد من الممات، فاقتلوا قتالا شديداً في سبيل الله ، فولوا الأدبار، وركنوا إلى الفرار، فأمر الباشا أن لا يتبعوهم، ووقع القتل والذبح في الرجَّالة، وكانوا ألوفاً عديدة فذُبحوا عن آخرهم"[110].

 

وهكذا فإن مخطوطة (ورود حديقة الوزراء) تلقي أضواء جديدة، وتفصيلات غير معروفة، من تاريخ الكرد في العراق في القرن الثامن عشر[111].

ورقة العنوان

الورقة الأخيرة من المخطوط



[1] حققنا هذا الكتاب أخيراً ونشرناه، ويقع في 183ص، دار الزمان ومكتب التفسير، دمشق 2012.

[2] إن أوسع ترجمة لحياته كتبها بنفسه في كتابه (النفحة المسكية في الرحلة المكية) بتحقيقنا، بيروت 2011، ص77-106، وينظر أيضاً محمد خليل المرادي: سلك الدررفي أعيان القرن الثاني عشر، القاهرة 1290هـ، ج3 ص86 وعثمان عصام الدين العمري: الروض النضر في تراجم أدباء القرن الثاني عشر، بغداد 1974، ج3 ص93 ومحُمود شكري الآلوسي: المسك الأذفر في نشر مزايا القرن الثاني عشر والثالث عشر، الرياض 1982، وكتابنا: التاريخ والمؤرخون العراقيون في العصر العثماني، ط2، لندن 2009، ص153-155، وكتبنا دراسة في سيرته ومؤلفاته في مقدمتنا لكتابه النفحة المسكية ص5-44.

[3] كان الدكتور صفاء خلوصي قد نشر قطعة من أوله تختص بسيرة حسن باشا (بغداد 1961، 128ص) ثم حققناه كاملاً ونشرناه (بغداد، مطبوعات المجمع العلمي 2003، 660 ص)

[4] حققنا هذا الكتاب ونشرناه بعنوان (تاريح حوادث بغداد والبصرة) إذ لم يضع مؤلفه عليه عنواناً،( بغداد، الطبعة الأولى 1978 والطبعة الثانية 1987، 168ص).

[5] المرادي: سلك الدرر ج4 ص10 وإسماعيل البغدادي: هدية العارفين في أسماء المؤلفين والمصنفين، استانبول 1951، ج1/556 والآلوسي: المسك الأذفر ص131-135 وكاظم الدجيلي: مجلة لغة العرب 2(بغداد 1912) ص280 وعباس العزاوي: تاريخ الأدب العربي في العراق، بتحقيقنا، بغداد 2001 ج2 ص284 وتاريخ علم الفلك في العراق، بغداد 1963، ص262 وعبد العزيز سليمان نوار: التاريخ في العراق بين التقليد والتجديد (ضمن كتاب بحوث في التاريخ الحديث، القاهرة 1976، ص211) وكتابنا: التاريخ والمؤرخون ص180183.

[6] الروض النضر ج3 ص101 والمسك الأذفر ص136 والعزاوي: تاريخ الأدب العربي، ج2 ص131.

[7] المسك الأذفر ص135.

[8] تنظر في ترجمته المسك الأذفر ص 135 وإسماعيل البغدادي: هدية العارفين ج1 ص182 وكتابه إيضاح المكنون ج2 ص635 وعباس العزاوي: تاريخ الأدب العربي ج2 ص133 وعمر رضا كحالة: معجم المؤلفين ج1 ص288.

[9] النفحة المسكية ص182.

[10] قال إبراهيم فصيح الحيدري "بيت السويدي وهو بيت الحديث والفضل، وقد نشأ فيهم رجال أجلهم الشيخ عبدالرحمن السويدي مُحشّي تحفة ابن حجر". عنوان المجد في بيان أحوال بغداد والبصرة ونجد، بغداد بلا تاريخ، ص93.

[11] المصدر نفسه ص18.

[12] مقدمتنا لكتابه تاريخ حوادث بغداد والبصرة ص23 ولديوانه الذي حققناه بمشاركة الحاج وليد الأعظمي رحمه الله، بغداد 2000، ص1- 29.

[13] المسك الأذفر ص131.

[14] ديوان السويدي ص12

[15] ديوان السويدي ص35

[16] ديوان السويدي ص60

[17] المخطوط الورقة 16ب.

[18] رسول حاوي الكركوكلي: دوحة الوزراء في تاريخ وقائع بغداد الزوراء، ترجمه عن التركية موسى كاظم نورس، بيروت 1963،   ص133.

[19] المخطوط، الورقة 21ب.

[20] المخطوط، الورقة 19 أ.

[21] المخطوط، الورقة 21 أ.

[22] المخطوط، الورقة 25 ب.

[23] المخطوط الورقة 22ب.

[24] الدفتردار هو المحافظ على (خزينة الدفتر) التي توجد فيها خزينة الأموال وقيود الأراضي الأساسية في الدولة، ويجري اختياره وتعيينه من لدن السلطان، إلا أن نيبور ذكر بأن دفتر دار بغداد كان يعينه ولاتها من المماليك (بغداد في رحلة نيبور، ترجمة مصطفى جواد، مجلة سومر، بغداد العدد 20، 1964 وأعيد نشره في كتاب بغداد بأقلام رحالة، لندن 2007، ص60، وسنعتمد الإشارة إلى هذا الكتاب. وكانت في بغداد دائرة باسم (الدفترخانه) شغلت المبنى الذي احتلته فيما بعد المحاكم المدنية في جنوبي مبنى القشلة على الشاطئ الشرقي لدجلة.

[25] المخطوط الورقة 22 أ.

[26] المخطوط الورقة 27 أ.

[27] المخطوطة، الورقة 82 أ.

[28] ذكر هذا في الحاشية التي كتبها على الورقة 8، وفيها أن تاريخ عودته إلى بغداد كان في أول رجب سنة 1185هـ ونرى أن هذا يتناقض مع قوله أنه غادر بغداد سنة 1188هـ، فلعله من سبق القلم.

[29] المخطوطة، الورقة نفسها

[30] تاريخ حوادث بغداد والبصرة ص78-81.

[31] تاريخ المماليك الكوله مند، ترجمه عن التركية محمد نجيب الأرمنازي، بغداد 1961 ص35.

[32] المخطوطة، الورقة 40 أ.

[33] نشر عز الدين علم الدين هذه الإجازة في مجلة المجمع العلمي السوري، المجلد 8، ص752.

[34] المسك الأذفر ص139 ومحمد سعيد الراوي: تاريخ الأسر العلمية، بتحقيقنا، بغداد، ط2، 2007 ص190.

[35] عبد الحميد عبادة: العقد اللامع بآثار بغداد والمساجد والجوامع، بتحقيقنا، بغداد 2004، ص507.

[36] المسك الأذفر ص 131.

[37] المصدر نفسه والصفحة.

[38] المسك الأذفر ص139.

[39] المصدر نفسه ص140.

[40] المسك الأذفر ص140-146.

[41] عثمان بن سند: مطالع السعود بطيب أخبارالوالي داود، بتحقيقنا، بيروت ص2010 ص268، ومختصره لمحمد أمين الحلواني ص47 وأبو الثناء الآلوسي: غرائب الإغتراب ص15 والمسك الأذفر ص140-146 ونعمان الآلوسي: جلاء العينين في محاكمة الأحمدين ص27 وعلي علاء الدين الآلوسي: الدر المنتثر ص140 وعبد الحميد عبادة: العقد اللامع ص215 ومحمد سعيد الراوي: تاريخ الأسر العلمية ص164 وهدية العارفين ج1 ص773 و[مختصر] تذكرة الشعراء للشهراباني، بتحقيق الكرملي، وكتابنا: التاريخ والمؤرخون في العصر العثماني ص215-216 و.

Brockelmann ,S.II.,782,58

[42] ينظر عنه المسك الأذفر ص149-152 والدر المنتثر ص87 وهدية العارفين ج2 ص164 والدجيلي، مجلة لغة العرب 2(بغداد 1912) ص15 والعزاوي: تاريخ الأدب العربي ج2 ص48 وتاريخ علم الفلك في العراق ص268 والزركلي: الأعلام ج6 ص267 وبحثنا: محمد أمين السويدي: عالم بغداد ومؤرخها وأديبها، مجلة المورد 2(بغداد 1933) ع3 ص54-60.

[43] طبع على الحجر ببغداد سنة 1280هـ/1863م، ثم أعيد طبعه في بومبي بالهند، على الحجر، سنة 1296هـ، 3م أعيد طبعه مراراً في القاهرة وفي بغداد بالتصوير.

[44] هدية العارفين ج2 ص138.

[45] السيد محمد أمين الراوي: خير الزاد في تاريخ مساجد وجوامع بغداد، بتحقيقنا، بغداد 2006، ص493-495.

[46] المفنن تقابل الفنان في لغتنا العصرية.

[47] من ذلك أنه حينما وصل محمد باشا الترياكي إلى بغداد قادماً من الحلة وكان يقسم الميري، أي حصة الحكومة من الحاصل "كيفما كان"كان هو يرقب المشهد بنفسه قال " وأنا إذ ذاك فيها مع الواقفين على الأبراج، فوصل ضحى ونحن نراهم عِياناً، ونزلوا غربي بغداد القديمة مقدار ساعة، مثل عمله في الحلة". الورقة 7أ. وحينما قدم (محضر) إلى بغداد بشأن سليمان باشا والي البصرة يعلن عن عزله، قال" ورأيته بعيني وسمع أذني يقول للناس جهراً"، ولما اجتمع هذا المحضر بأبيه عبد الله السويدي كان المؤلف ثالثهما. الورقة 13ب.

[48] المخطوط، الورقة 1ب.

[49] ظل استخدام السجع والمحسنات البديعية يمثل الأسلوب السائد في مجال كتابة التاريخ والسير، فضلاً عن استعمال الألفاظ الحوشية والتعبيرات المتكلفة، والأشعار التي تحتاج ألفاظها إلى شرح وبيان، ولم يجر التخفف من هذه المؤثرات الأدبية إلا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. التاريخ والمؤرخون العراقيون ص66.

[50] المخطوط، الورقة نفسها.

[51] في هذه الورقة ما يأتي:

1- بيتان من الشعر، نصهما:

في عام تسع بعد الألف والمائتين 
مع الثلاثين أجمعهم حجل (؟) يا زين
طلع خبر في دمشق يا زاكي الفرعين
ظهر محمد حبيبي الهادي المهدين
نظر فيه وتأمل معانيه الحقير الفقير إلى الله تعالى السيد سليم بن المرحوم الحاج عبد الوهاب بيك التزري (الترزي؟) غفر الله له وإلى والديه وإلى كل المسلمين أجمعين آمين 1250

2- بيتان عاميان غير واضحي المعنى.

3- تمليك (جناب حضرة أخونا الأعز الأكرم حميد الشيخ سيد السيد أحمد جلبي الطاراني)

4- (جناب حضرة أخونا الأعز الأكرم المحترم سيدي السيد صالح السيد سليم جلبي)

5- جناب ..ليدي السيد سليم جلبي السايحة 1250)

[52] اسم وظيفة تركي مركب من (قاب) المخففة من (قابي) أو (قابو) بمعنى الباب، وأداة النسبة (جي) فيكون معناه الحرفي: البواب، وقابجي باشي، أي رئيس البوابين، وظيفة في البلاط العثماني، وبعض الولايات العثمانية، تقابل كلمة (الحاجب) العربية، ويكون صاحبها مسؤولاً عن نقل الرسائل المهمة إلى مراكز الولايات، جب وبوون: المجتمع الإسلامي والغرب ج1 ص127.

[53] من الواضح من نسبته إلى (برزان) أنه كان كردياً، لكننا لم نقف على ترجمته ودوره فيما يأتي من الحوادث.

[54] محمد أمين زكي: تاريخ السليمانية، ترجمة جميل الروزبياني، بغداد 1951، ص75.

[55] حكم على نحو متقطع ما بين سنة 1160-1177هـ/1747-1763م.

[56] هو أحمد باشا الباباني، وكان هذا قد قام بضيافة الجيش خلال مدة مكوثه هناك.

[57] دوحة الوزراء ص137.

[58] دفتر مهمة 163 ص54 ومحمد أمين زكي: تاريخ السليمانية، ص114-115.

[59] هو أحمد باشا الباباني، وكان هذا قد قام بضيافة الجيش خلال مدة مكوثه هناك.

[60] هو عبد الله باشا بن محمد باشا بن سليمان باشا الباباني.

[61] كانت زهاو، وتسمى زهاب أيضاً، مركز لواء باسمها من ألوية ولاية بغداد في العهد العثماني، وتشمل أيضاً مدن كرند وقصر شيرين ودرنه، وكانت الدولة العثمانية تمنح حكمها لمن يحمل لقب (باشا) ثم استولت ايران عليها سنة 1823 وأقرت معاهدة ارضروم الثانية سنة 1847 ذلك.

[62] هو محمد باشا بن خالد باشا الباباني، تولى الحكم في قلا جوالان من 1177 إلى 1188هـ/1763-1774م. دوحة الوزراء ص148.

[63] قره جولان اسم مركب من قره، المأخوذة عن قلعة العربية، التي يتلفظها أكراد تلك النواحي: قلا، وجولان اسم نوع من الجوز يكثر هناك، وهي بلدة حصينة في الجانب الشرقي من تلال جبل أزمر، كانت قاعدة الإمارة البابانية حتى انتقالها إلى السليمانية سنة 1199هـ/1784م، ثم تضاءل شأنها حتى أمست بلدة صغيرة. وقد شهدت نشاطاً ثقافياً امتد منذ القرن الحادي عشر للهجرة (17م) إلى أواخر القرن الثاني عشر للهجرة (18م) فكانت فيها مدارس عدة غدت تشد إليها رحال العلماء والطلبة على حد سواء. كتابنا: مراكز ثقافية مغمورة في كردستان، أربيل 2008، ص126-128.

[64] كوي سنجق مدينة قديمة كانت تابعة لولاة شهرزور في العهد العثماني الأول، ثم اتخذها البابانيون قاعدة ثانية لإمارتهم النامية، وكانت تشكل و(حرير) اقليمين مهمين تتكون منها هذه الإمارة في القرن الثاني عشر للهجرة (18م)، إضافة إلى السليمانية العاصمة فيما بعد، وقد احتفظ والي بغداد - في أغلب الوقت- بحقه في تعيين (باشا) لكوي، يتبعه سائر شؤون ناحيته، إلا أنه كان يمنح إدارة هذا الإقليم - أحياناً إلى حكام السليمانية أنفسهم، وعلى أية حال فإن العادة جرت أن يتولى كلتا الإدارتين أفراد من الأسرة البابانية ذاتها. ثم أصبحت بعد ذلك مركزاً لقضاء باسمها من أقضية لواء (سنجق) شهرزور، ونالت البلدة أهمية دينية وعلمية متزايدة بمن نزلتها من الأسر العلمية وما أنشئ فيها من مدارس عديدة بلغت مستوى رفيعاً عهد ذاك. مراكز ثقافية مغمورة ص144-153.

[65] الطوغ: شارة تشريفية عثمانية تتكون من خصلة من ذيل الفرس، وتعلق في سارية تعلوها كرة ذهبية، وكان لبكوات السناجق (الألوية) الحق في رفع طوغ واحد، في حين كان لبكلربكية (بك البكوات) الحق في رفع طوغين، ويحمل البكلربكي لقب مير ميران، أي أمير الأمراء، وينظر جب وبوون: المجتمع الإسلامي والغرب، ج1 ص197.

[66] المَهتر كلمة فارسية بمعنى: موسيقي وموسيقار، فيكون معناها فرقة الموسيقى، أو الدائرة المعنية بعزفها، وكان للولاة والأمراء مثل هذه الفرق لتعزف بالمناسبات أو في أوقات مخصوصة على سبيل الاحتفاء بهم. ويدعى رئيس هذه الفرقة (مهترباشي).

[67] كلمة مطموسة بعض الحروف

[68] الاوردي: الجيش.

[69] زيادة لاكمال السياق.

[70] تسميه الوثائق العثماني (كرد محُمود باشا) وفي الوثيقة المؤرخة في أواخر ربيع الآول 1196هـ/1781م حكم موجه إلى والي بغداد والبصرة وشهرزور يتعلق بتأديبه لشقه عصا الطاعة على السلطان. دفتر مهمة 178 ص119.

[71] كلمة طمس بعض حروفها.

[72] اسم وظيفة في البلاط العثماني، وبعض الولايات العثمانية، معناها (كَتخُدا البوابين)، وتقابل كلمة (الحاجب) العربية، ويكون مسؤولاً عن تنظيم دخول أصحاب المناصب من الإداريين إلى الديوان الهمايوني، حيث مقر السلطان، والدوائر التابعة له،

[73] هذا الاسم غير واضح في الأصل، وقد أثبتناه على وفق ما تبيناه.

[74] التخم هنا: المجموعة المتجانسة من الناس.

[75] هو إبراهيم باشا بن أحمد باشا بن خالد باشا الباباني، وقد تولى إمارة بابان سنة 1197هـ/1782م ثم أنشأ مدينة السليمانية واتخذها عاصمة جديدة لإمارته سنة 1199هـ/1784م ولبث حاكماً حتى سنة 1201هـ/1786م ثم تولاها ثانية سنة 1203-1204هـ/1788-1789م. دوحة الوزراء ص177، 188 ومحمد أمين زكي: تاريخ السليمانية، بغداد 1951، ص94-98.

[76] كانت الإمارة البابانية تتألف من عدة مقاطعات، لكل منها حاكم، وقد يدمج بعضها تحت إدارة واحدة، وهذه المقاطعات هي بابان (ببا) ومركزها قلا (قلعة) جوالان، وحرير، وكويسنجق التي يكتبها المؤلف كوي صنجق.

[77] الورقة 38 أ. وتراما: رمى بعضهم بعضاً.

[78] في الأصل الكلمة غير واضحة، وربما تقرأ (لديننا).

[79] الكلمة غير واضحة في الأصل، فأثبتنا ما رجحناه بحسب السياق.

[80] كلمة غير واضحة في الأصل.

[81] بياض في الأصل.

[82] هكذا يمكن أن تقرأ، وإلا فهي في الأصل (اسد).

[83] الورقة 38 ب.

[84] الورقة 38ب.

[85] وكان ذلك سنة 1202هـ/1787م كما في دفتر مهمة 189 ص12 في أواسط ربيع الآخر 1203هـ/1747م. ودوحة الوزراء ص188

[86] في دوحة الوزراء ص 168 أنه تولى متسلمية البصرة من سنة 1202 إلى سنة 1203هـ/1787-1788م.

[87] دوحة الوزراء ص188.

[88] مطالع السعود ص 244.

[89] ولاة البصرة ومتسلموها ص 70.

[90] في دوحة الوزراء ص189: حجازي زاده مصطفى آغا، وهو - بالطبع- غير مصطفى آغا الكردي متسلم البصرة.

[91] لم نجدها في المعجم، وواضح أنها تعني: ديرته أو بلدته.

[92] المهمه: الأرض القفر.

[93] في الهامش: على وزن حسين وقد مرَّ تعريفها، وذكر ابن الغملاس أنه فر إلى الكويت وتفرق ما جمعه من العساكر، فجاء سليمان باشا ودخل البصرة واستولى على نواحيها جميعاً. ولاة البصرة ومتسلموها، بغداد 1961، ص70.

[94] في الهامش: مطلب فتح الباشا للبصرة ثانياًَ.

[95] هذا ما ذكره المؤلف، وهو يعتمد هنا على رواية ابنه محمد كما ذكر، والذي في المصادر الأخرى أنه أرسل إلى البصرة عبد الله آخا الكَتخُدا أحمد في مهمة قصد فيها استدراج عثمان باشا الباباني، أما المتسلم الذي عينه فهو الأمير عيسى المارديني. مطالع السعود ص247 ودوحة الوزراء ص190 وابن الغملاس: ولاة البصرة ومتسلموها ص70 وقد سبق للمؤلف أن نوه بعبد الله بك بن الكَتخُدا محمد أفندي الرهاوي، ولم يذكر له ولداً اسمه علي.

[96] كذا في الأصل.

[97] الورقة 43ب.

[98] دوحة ص186

[99] كلمة غير واضحة، والسياق يقتضي أن تكون (استوثقوه) أو ما في معناها.

[100] في الوثيقة المؤرخة في أواخر ربيع الآخر سنة 1202هـ/1787م حكم موجه إلى سليمان باشا والي بغداد والبصرة وشهرزور يتعلق بالحركة التمردية التي قام بها الشيخ ثُوَيني شيخ المُنتَفِق بالاشتراك مع شيوخ العشائر الآخرين وأدت إلى وقوع اصطدام مع المتمردين الذين نظموا صفوفهم وتزودوا بالأسلحة والذخائر بما يمكنهم من مجابهة القوات العسكرية النظامية، وقد نص الحكم على إقرار السلطان التدابير العسكرية المتخذة ضدهم والحركات العسكرية الرامية إلى القضاء عليهم. الآرشيف العثماني، دفتر مهمة 184 ص234.

[101] الضمير عائد إلى سليمان بك الشاوي.

[102] مسكة، هكذا يكتبها المؤلف، والذي في المصادر المعاصرة: مسكت، ومسقط.

[103] واضح أن هجنة هنا بمعنى الرسالة، وإلا فلم نجد هذا المعنى في المعاجم.

[104] بحسب الوثيقة المؤرخة في أواسط محرم 1202هـ (دفتر مهمة 184 ص200) فإن الدولة أمرت باعتقال المفتي المذكور وإعادته إلى سليمان باشا والي بغداد والبصرة وشهرزور "لأن له ضلعاً في الاضطرابات التي قامت في ولايتي بغداد والبصرة، حيث أقدم على نشر أراجيف من شأنها إحداث قلاقل وبلابل في البلاد والعباد".

[105] كذا في الأصل.

[106] الورقة 40 أ.

[107] في الأصل (تقيل) وصححناها على وفق السياق.

[108] ما بين معقوفين يقتضيه السياق.

[109] يعني: عقدوا للحرب لواءها.

[110] الورقة 40ب.

[111] فرغنا من تحقيقه وهو معد للنشر.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الأدب الكردي.. هل يلقى مصير قومه؟!
  • عرض كتاب: "الكرد" لباسيل نيكتين

مختارات من الشبكة

  • أحكام ورود المعصية والطاعة على النفس(مقالة - موقع الشيخ أحمد بن عبدالرحمن الزومان)
  • مخطوطة البيان والتعريف بأسباب ورود الحديث الشريف (النسخة 3)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • علم أسباب ورود الحديث: دراسة تأصيلية تطبيقية على كتاب (الأذان) من "صحيح البخاري" (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة البيان والتعريف في أسباب ورود الحديث الشريف (النسخة 2)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • البيان والتعريف في أسباب ورود الحديث الشريف لابن حمزة الحسيني(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • أسباب ورود الحديث: مؤلفاته، أقسامه، فوائده (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • ورود الواتساب ليس لها رائحة!(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخطوطة البيان والتعريف في أسباب ورود الحديث الشريف ( الجزء الثاني )(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة البيان والتعريف في أسباب ورود الحديث الشريف ( الجزء الأول )(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • ورود متناثرة(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب