• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | المكتبة المرئية   المكتبة المقروءة   المكتبة السمعية   مكتبة التصميمات   كتب د. خالد الجريسي   كتب د. سعد الحميد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    سبعون أدبا في الصحبة والسفر والعلم (PDF)
    د. عدنان بن سليمان الجابري
  •  
    شرح كتاب: فصول الآداب ومكارم الأخلاق المشروعة ...
    عيسى بن سالم بن سدحان العازمي
  •  
    كفى بالموت واعظا
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    أحكام المخابز (PDF)
    أبو جعفر عبدالغني
  •  
    "كلمة سواء" من أهل سنة الحبيب النبي محمد صلى الله ...
    محمد السيد محمد
  •  
    صفحات من حياة علامة القصيم عبد الرحمن السعدي رحمه ...
    أ. د. عبدالله بن محمد الطيار
  •  
    الأساس في أصول الفقه (PDF)
    د. عبدالله إسماعيل عبدالله هادي
  •  
    خطبة .. من سره أن يلقى الله تعالى غدا مسلما
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    الأربعون حديثا في تحريم وخطر الربا (PDF)
    طاهر بن نجم الدين بن نصر المحسي
  •  
    الله (اسم الله الأعظم)
    ياسر عبدالله محمد الحوري
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    تربية الحيوانات (بطاقة دعوية)
    د. منال محمد أبو العزائم
شبكة الألوكة / مكتبة الألوكة / المكتبة المقروءة / الرسائل العلمية / رسائل ماجستير
علامة باركود

الاتجاه الواقعي في القصة السعودية القصيرة

حصة محيا سراج الحارثي

نوع الدراسة: Masters
البلد: المملكة العربية السعودية
الجامعة: أم القرى
الكلية: اللغة العربية
التخصص: الدراسات العليا العربية
المشرف: د. محمد بن مريسي الحارثي
العام: 1415هـ

تاريخ الإضافة: 10/7/2012 ميلادي - 20/8/1433 هجري

الزيارات: 33793

 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ملخص الرسالة

الحمدلله.. والصلاة والسلام على رسوله محمد بن عبدالله.

 

وبعد:

فإن دراسة الاتجاه الواقعي في القصة السعودية القصيرة، إنما هي محاولة للبحث عن خصوصية هذه القصة، في دلالتها على هوية القاص السعودي، التي يفترض أن تكون نابعة من طبيعة تشكل ذهنيته المستقلة، في انتمائها إلى واقع فكري وبيئي مستقل، فالدراسة معنية برصد مواقف القاصين السعوديين من الواقع المعايش بكل ما يصطرع فيه من قضايا ومشكلات وتحولات اجتماعية وفكرية، إلى جانب رصد مواقفهم من الأسس الجمالية، والفنية لكتابة القصة القصيرة في ظل الاتجاه الواقعي، ومن هنا قامت الدراسة على جانبين: الأول تاريخي يتتبع تطور مفهوم الواقعية لدى كتابنا على مراحل ثلاث: واضحة تسجيلية تقليدية، واقعية ممتزجة ببعض الملامح الرومانيسة، واقعية ناضجة. والجالس الثاني لهذه الدراسة جانب فني جمالي معني بفحص الأدوات التعبيرية، لدى قاضينا، المختلفة في اقترابها وابتعادها من المعيار الفني لكتابة القصة الواقعية القصيرة باختلاف الوعي له - المعيار الفني - من قاص لآخر. وقد كانت الدراسة الفنية في فصول ثلاثة تناولت الشخصية والحدث واللغة، دون إغفال للعناصر الأخرى عن هيئة وحبكة وأسلوب.، قد واجهت الدراسة الكثير من الصعوبات، لعل من أظهرها كثرة روافد البحث وتشعبها، إلى جانب قلة المراجع والمصادر، مع ضرورة الرجوع إلى الكثير من الصحف والمجلات.

 

وقد خرجت الدراسة بمجموعة من النتائج أجملها فيما يلي:-

أ- إن واقعية القصة القصيرة لدي الرواد كانت تسجيلًا حرفيًا للواقع، يظهر العناية بالدرس الأخلاقي بشكل مباشر وخطابي، في حين يغفل - في كثير من الأحيان - الاهتمام بأدوات التعبير، وما يرتبط به من أسس جمالية، ومعايير فنية، لا تكون القصة القصيرة فنًا أدبيًا إلا بها.

 

ب- لقد امتزجت مواقف القاصين لدينا من الواقع ببعض من الملامح الرومانسية، حين ظهر الصراع بين القرية والمدينة، وبدأ القاصون في استشعار خطر الآلة، وقهرها لجمال الطبيعة والفطرة في نفس الفنان، ومن هنا ظهر لديهم الميل الشديد إلى المثالية، والإفراط في الذاتية، إلى جانب المباشرة في عرض المضامين في لغة خطابية عالية النبرة.

 

ج- إن واقعية القصة القصيرة لدي الجيل الثالث من قاصيها جاءت تعبيرًا عن هموم الإنسان المعاصر، والضغوط الكثيرة التي أوقعتها عليه متغيرات القرن العشرين، على المستوى المادي والفكري والاجتماعي، وهو تعبير يعنى بتصوير أمر الواقع في نفس الإنسان المعاصر وسوكله، أكثر من عنايته بتصوير الواقع نفسه تصويرًا تفصيليًا، كما فعل الرواد ومن جاء بعدهم...

 

والحمد لله من قبل ومن بعد.

 

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمدلله الهادي إلى سواء السبيل، وأفضل الصلاة، وأتم التسليم، على إمام الأنبياء، وسيد المرسلين نبينا وسيدنا، محمد، وعلى آله وأصحابه والمهتدين بهداه إلى يوم الدين.

 

وبعد:

فإن تتبع الاتجاه الواقعي في القصة السعودية القصيرة، يعد محاولة للبحث عن خصوصية هذه القصة، وما تكتنزه من معايير وقيم إنسانية، نابعة من الواقع البيئي والفكري للقاص السعودي. خاصة وأن الاتجاه للواقع من أكثر الاتجاهات الأدبية، شيوعًا واعتناقًا لدي كتاب القصة القصيرة لدينا، مها قد يعطي لهذه الدراسة شرف المحاولة لاحتضان أكبر عدد من القاصين، وبالتالي إعطاء صورة وافية - إلى حد ما - عن واقع القصة السعودية القصيرة، في بعديها التاريخي والفني.

 

ولما كان الموضوع على هذا القدر من الأهمية والجدة، فهو مظنة الإفادة إن شاء الله، ومن هنا كان اختياري له مادة لهذا البحث، خاصة وأن الدراسات التي أقيمت حول القصة السعودية القصيرة، ما زالت قليلة في مادتها مع أن القصة القصيرة، تعد من أخصب المجالات وأغناها في الأدب السعودي، فإن إلى الآن لم توجد دراسة واحدة متخصصة في تاريخية القصة القصيرة، أو تاريخية ظاهرة من ظواهرها، دون أن تكون مجرد فصل موجز في كتاب، كما في كتاب "النثر الأدبي في المملكة العربية السعودية" لمحمد عبدالرحمن الشامخ وكتاب "الحركة الأدبية في المملكة العربية السعودية" لبكري شيخ أمين. وإن وجدت دراسات متخصصة في القصة القصيرة، فإنها معنية بالناحية الفنية وحدها، في حين تحدد تاريخيتها بفترة محددة لا تتجاوزها، كما في كتاب "البناء الفني في القصة السعودية القصيرة" لنصر محمد عباس، وكتاب "القصة القصيرة المعاصرة في المملكة العربية السعودية" لمحمد صالح الشنطي وكتاب "القصة القصيرة في المملكة العربية السعودية منذ نشأتها حتى عام 1384هـ-1964م" لسحمي ماجد الهاجري.

 

حتى كتاب "القصة القصيرة في المملكة العربية السعودية بين الرومانسية والواقعية" لطلعت صبح السيد - الذي يوحي عنوانه بأنه من أقرب الدراسات موضوعًا إلى هذا البحث - كان انطباعيًا في أغلب أحكامه، يفتقر إلى الكثير من منهجية البحث وأصوله، إضافة إلى أنه لم يعر الجانب التاريخي كبير اهتمام، حيث اكتفى بعرض بعض الظواهر الفنية، لدي بعض الكتاب، دون أن يحاول ربط هذه الظواهر بأصولها التاريخية والبيئية.

 

ولعل كتاب الدكتور منصور الحازمي "فن القصة في الأدب السعودي الحديث" من أفضل المراجع التي رصدت حركة القصة السعودية القصيرة، في مراحلها المختلفة، وما اقترنت به من ظواهر أدبية، في كل مرحلة، وما يتعلق بالواقعية منها بالذات، إلا أن مادة الكتاب قد اتسمت بالإيجاز الشديد، نظرًا لكونه - كما يقول المؤلف - عبارة عن مجموعة مقالات متفرقة، كتبت في أوقات متباعدة، ثم بدا للكاتب جمعها في كتاب، علمًا بأن الكتاب لم يخصص للقصة القصيرة وحدها، بل هو عن القصة القصيرة والطويلة في آن واحد.

 

وقد قامت دراسة الاتجاه الواقعي في القصة السعودية القصيرة، على مقدمة، ومدخل، وبابين في كل منهما ثلاثة فصول، فخاتمة.

 

فبعد هذه المقدمة تناول المدخل مفهوم الواقعية التي اعتنقتها القصة السعودية القصيرة حسب تصور هذه الدراسة لأبعادها النفعية والفنية.

 

أما الباب الأول فعنوانه "الواقعية من الوجوه التاريخية" وقد جاء في ثلاثة فصول:

تحدث الفصل الأول عن نشأة الواقعية، وصورها لدى الرواد، أمثال أحمد السباعي، وإبراهيم الناصر، وخليل الفزيع، مشيرين في نهاية الفصل إلى الكتاب الذين حذوا حذو الرواد في اعتناقهم للواقعية في صورها الأولى.

 

وعالج الفصل الثاني المرحلة التي امتزجت فيها الواقعية ببعض الملامح الرومانسية، وأسباب هذا المزج، ومظاهره لدى كل من حسن القرشي، وسليمان الحداد، وغالب حمزة أبي الفرج.

 

وتناول الفصل الثالث واقعية القصة السعودية القصيرة في صورها الناضجة لدى كثير من الكتاب المعاصرين أمثال محمد علوان، وحسين على حسين، وجارالله الحديد، وعبدالعزيز مشرف، وعبدالله الجفري، وخيرية السقاف، وحسن النعمي، مشيرين إشارات سويعة إلى أولئك الكتاب الذين تمثلت في أعمالهم الواقعية في صورها المتطورة، ولم تتسع الدراسة للوقوف أمام كل ما كتبوه، تلافيًا للتكرار.

 

أما الباب الثاني فعنوانه "الواقعية من الوجهة الفنية" وهو دراسة تحليلية فنية للواقعية القصصية من ناحيتيها الموضوعية والشكلية، أي من ناحية الموضوعات والقضايا المطروحة في ابتعادها واقترابها من المقاييس الفنية للاتجاه الواقعي، إلى جانب الشكل الفني لعناصر القصة نفسها، ومدى مطابقتها للأصول الفنية لكتابة القصة، وقد وقفت الدراسة عند أكثر العناصر صلة بالاتجاه الواقعي، وهي الشخصية والحدث، واللغة، دون إغفال للعناصر الأخرى كلما استدعتها المناسبة وقد تضمن هذا الباب ثلاثة فصول:

تناول الأول منها: الشخصية.

وتناول الثاني: الحدث.

وعالج الثالث: اللغة.

 

وقد حملت الخاتمة أهم النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة، إلى جانب التوصيات التي تقترحها.

 

وقد اعتمدت الدراسة على المنهجين التاريخي والفني، مستقوية من النص القصصي نفسه تلك الظواهر الموضوعية والفنية، ومن ثم تناولها بالدراسة والتحليل، وستكون المجموعات القصصية، التي أصدرها الكتاب السعوديون، هي مادة البحث الأساس. إذ من الصعوبة بمكان أن تقوم الدراسة بتتبع القصص المفردة التي نشوها الكتاب السعوديون في الصحف والمجلات، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن المجموعات القصصية هي مظنة توافق الملامح الحقيقية لاتجاهات كتابها، أكثر من القصص المفردة.

 

أما صعوبات البحث في موضوع كهذا، فهي تكمن في صعوبة جمع مادة البحث بسبب من كثرة الروافد التي ترفد هذا البحث وتشعبها، مع عدم القدرة على الاستغناء عن أي منها، فالبحث عن الاتجاه الواقعي في القصة السعودية القصيرة، معناه ضرورة الاطلاع على أكبر قدر من المصادر والمراجع في الموضوعات التالية:

القصة القصيرة، معناها، وعناصرها، ونماذجها الفنية، وتاريخها في الأدب العربي عامة، والسعودي خاصة، لمعرفة أهم المؤثرات والتحولات التي طرأت عليها، ومن ثم الاستفادة من نقاط الالتقاء والاختلاف بين القصة القصيرة في السعودية، وفي غيرها من البيئات العربية، كما يجب الاطلاع على كتب النقد الأدبي، للاسترشاد بما يهمنا منها في كيفية التعامل مع النص وتحليله، ومن ناحية أخوي لابد من الاطلاع على كل ما يمكن الاطلاع عليه عن الواقعية نفسها، لمعرفة اتجاهاتها ومفاهيمها المختلفة باختلاف بيئاتها، ثم الوقوف على واقعية القصة السعودية القصيرة، في خصوصيتها الدالة على هوية القاص السعودي، وما تختزنه هذه الهوية من قيم روحية وأخلاقية وإنسانية.

 

وهناك صعوبات تكمن في طبيعة المراجع والمصادر نفسها، التي ستكون في معظمها مجموعات قصصية بعضها نفد، وبعضها صدر دون تأريخ. لها أن معظم الدراسات الأدبية جاءت متناثرة في الصحف اليومية والمجلات مما يعمق ظاهرة الصعوبة في البحث عن هذا النوع من المصادر والمراجع، وقد أفدت كثيرًا في هذا المجال من الفهارس وكتب الببليوجرافيا، خاصة كتاب "الراصد" لخالد أحمد اليوسف الذي رصد فيه كل مصادر ومراجع القصة السعودية القصيرة خلال عشر سنوات (من 1400- 1410هـ).

 

ولا يسعني بعد هذا الإيضاح إلا أن أحمد الله أولًا وآخرًا، على نعمه التي لا تعد ولا تحصى.

 

ثم إني عاجزة، عن تقديم الشكر، لكل الذين وقفوا إلى جانب هذه الدراسة - وهم كثر - وأسهموا بقليل أو كثير لترى النور، وعلى رأسهم جامعة أم القرى، ممثلة في كلية اللغة العربية، التي قدمت لأبنائها طلبة الدراسات العليا كل ما يحتاجونه من رعاية وتشجيع، وتوجيهات بناءة. فجزى الله القائمين عليها خير الجزاء.

 

وسأخص أستاذي الفاضل، والمشرف على رسالتي سعادة الدكتور/ محمد مريسي الحارثي، بجزيل الشكر، وأوفر الثناء والامتنان، إذ أخذ بيد هذه الدراسة، وذلل لها الكثير من الصعوبات، ولم يتخلى عليها بشيء من عمله ووقته وجهده، فجزاه الله خير الجزاء وأوفره، ونفعه ونفع به.

 

وجزى الله خيرًا كل من خدم هذه الرسالة برأي، أو نصيحة، أو تشجيع أو دعوة صالحة. سائلة الله أن يكون عملي هذا خالصًا لوجهه الكريم، وأن ينفعنا بها علينا ويعلمنا ما لم نعلم.. إنه سميع مجيب!

 

الخاتمة

الحمد لله الذي تتم بحمده الصالحات، له الحمد والثناء الحسن، من قبل ومن بعد.

 

لقد تمت - بعون وتوفيق منه - هذه الدراسة بعد عرضها للاتجاه الواقعي في القصة السعودية القصيرة، في بابين، الأول منهما تناول الواقعية من وجهتها التاريخية، وقد جاء في ثلاثة فصول، عالج كل فصل منها مرحلة من المراحل التاريخية التي مر بها هذا الاتجاه، وهذه بعض النتائج العامة التي خرج بها هذا الباب:

• إن الواقعية في صورها الأولى، المتمثلة في قصص الرواد، كانت تسجيلًا حرفيًا للواقع، يهدف أول ما يهدف إلى الإصلاح الاجتماعي، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، بأسلوب مباشر وصريح.

 

• إن امتزاج الواقعية بالرومانسية، كان إفرازًا طبيعيًا للصدمة الحضارية، التي ظهرت آثارها الأولى، حين بدأ الإنسان يستشعر قهر الآلة والمادة لجمال الطبيعة والفطرة في نفسه، ومنافستها لقدرات الفرد وأحلامه.

 

• إن الواقعية في صورها الناضجة، جاءت تعبيرًا عن أزمة إلانسان المعاصر، وما يعانيه من مشاعر الخوف والقلق والاغتصاب، نتيجة للقيود والضغوط الكثيرة التي فرضها عليه القرن العشرين.

 

أما الباب الثاني في هذه الدراسة، فقد عالج الواقعية من وجهتها الفنية من خلال تتبع أكثر عناصر القصة صلة بالاتجاه الواقعي وتمثيلًا له، وهي الشخصية، والحدث، واللغة. وهذه بعض النتائج العامة التي خرج بها:

• إن الالتزام بالحدود الفنية لكتابة القصة الواقعية القصيرة، لم يظهر إلا في فترة متأخرة، على يد الجيل الثالث من القاصين السعوديين، الذين وعوا أن لا فن بدون هذه الحدود، وإن يكن فنًا واقعيًا.

 

• إن واقعية الشخصية لدى الرواد، كانت تعني نقلها بقضها وقضيضها من الواقع المعاش، كما أن تصويتهم للشخصية غالبًا ما يكون تصويرًا خارجيًا، لا يعبأ بالعالم الداخلي لها، قدر اهتمامه بتصوير محيطها البيئي، بكل تفاصيله وجزئياته، ومن هنا كانت الشخصيات باهتة الملامح، جامدة، إما خيرة أو شريرة إلى النهاية.

 

• إن الشخصية لدى الواقعيين الرومانسيين، ما زالت على ما هي عليه لدى الرواد، وإن أعطيت الفرصة لتتحدث عن نفسها، نجدها وهي تعاني من الذاتية المفرطة وتضخم الذات والميل الشديد إلى المثالية، لأن حديثها عن نفسها، إنها هو نقل لأفكار الكاتب وآرائه بشكل خطابي ومباشر.

 

• وحين بدأت الصور الناضجة للقصة الواقعية القصيرة في الظهور على يد كتاب القصة الحديثة لدينا، بدأ الوعي بدور الشخصية في العمل القصصي، وأنها ليست مجرد أداة لتوصيل أفكار الكاتب وراؤه، بل هي عنصر مؤثر وفعال في العمل القصصي، من حقها التعبير عن نفسها، بعيدًا عن الخطابية والإنشاء، لتعطي رؤية صادقة، ومؤثرة، لواقع الإنسان المعاصر، وكل ما يعتمل بداخله، من مشاعر الخوف والقلق، والاغتصاب والعجز عن المواجهة.

 

• لقد كان الحدث في أقاصيص الرواد، حدثًا روائيًا - إلى حد ما - بالنظر إلى مساحته الزمانية، وتشعبه إلى الكثير عن الجزئيات، والتفاصيل، التي لا قبل للقصة القصيرة بحملها.

 

• وكذلك الحال لدى بعض الواقعيين الرومانسيين وحيث ما يزال الحدث الممتد زمانًا ومكانًا، والذي كثيرًا ما يلجأ إلى النهايات المفتعلة والمصادفات العجيبة المبالغ فيها.

 

• ولكن الحدث اختلف كثيرًا لدي كتاب القصة القصيرة الحديثة لدينا، حيث أصبع حدثًا نفسيًا بالدرجة الأولى، يهدف أول ما يهدف إلى تصوير العالم الداخلي للشخصيات، دون كبير اهتمام بالأحداث الهامشية وما ترمي إليه من تفسيرات وشروح باتت القصة الحديثة في غنى عنها. ومن هنا أصبحت نهايات القصص مفتوحة لأنه لا وجود لحدث محدد، إنما هو تعبير مطلق عن معاناة الإنسان المعاصر بشكل يوحي بأنها هي الأخرى مطلقة لايعرف لها نهاية.

 

• إن تصوير كتاب القصة الحديثة، للحدث الداخلي لدي الشخصيات قد اعتمد إلى حد كبير على طريقه "تيار الوعي" على اعتبار أنها الطريقة الأمثل، للتعبير عن واقع الإنسان المعاصر، وكل ما يكتنف هذا الواقع، من ضغوط وتراكمات نفسية، ليس من اليسير التعبير عنها بطريقة مباشرة، وصريحة.

 

• إن اللغة في قصص الرواد، كانت لغة انطباعية ومباشرة لا تخفي وجود الكاتب وأفكاره خلف السطور.

 

• وكذلك الحال في لغة الواقعيين الرومانسيين وإن يكن قد ظهر لديهم الحرص على تفخيم العبارة والإكثار من استخدام أدوات النداء والمناجاة.

 

• أما واقعية القصة الحديثة، فقد كانت لغتها لغة تعبيرية تشكيلية تعتمد بالدرجة الأولى على وسائل غير مألوفة في التعبير، حيث الرمز والايحاء وتيار الوعي، مما له كبير الأثر في تعميق التجربة، وتكثيف الرؤية التي أراد الكاتب التعبير عنها، بحيث لا تسلم نفسها منذ القراءة الأولى، فتبدو مكتنزة بالكثير من المعاني والإيحاءات التي تعجز اللغة الصريحة عن تصويرها..

 

وبعد.. فما يزال ميدان القصة القصيرة، واسعًا، ومليئًا بالكثير من الزوايا المظلمة، المحتاجة إلى الكثير من الدراسات والبحوث لإضاءتها، وقد لفتتني تجربة هذا البحث إلى بعض من هذه الزوايا والموضوعات التي يمكن أن تعود بالبحث والدراسة - وإن تكن قد ورد لها إشارات في هذه الدراسة - والتي منها على سبيل المثال: "أزمة الإسان المعاصر في أقاصيص محمد علوان، وعبدالعزيز مشري"، "الرؤية الكابوسية في أقاصيص سباعي عثمان، حسين على حسين، جارالله الحميد".

 

"الغربة في أقاصيص عبدالله الجفري، خيرية السقاف، عبدالله السالمي"، "تيار الوعي في القصة السعودية القصيرة"، "الرمز ومستوياته في القصة السعودية القصيرة"، "اللغة الشعرية في القصة السعودية القصيرة".

والحمد لله رب العالمين.

فهرس الموضوعات


الموضوع

الصفحة

المقدمة

3- 8

المدخل

9- 10

الباب الأول: الواقعية من الوجهة التاريخية

11- 121

- الفصل الأول: الواقعية في قصص الرواد

12- 43

- الفصل الثاني: بين الواقعية والرومانسية

24- 70

- الفصل الثالث: الواقعية في صورها الناضجة

71- 121

الباب الثاني: الواقعية من الوجهة الفنية

122- 190

- الفصل الأول: الشخصية

123- 145

- الفصل الثاني: الحدث

146- 171

- الفصل الثالث: اللغة

172- 190

الخاتمة

191- 194

فهرس المراجع

195- 197

فهرس المصادر

198- 201

الدوريات

202- 203

فهرس الموضوعات

204- 205





 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • الاتجاهات الفنية للقصة القصيرة في المملكة العربية السعودية (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مقاربة الجملة الفعلية في القصة السعودية القصيرة جدا(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الاتجاه الروحي والعقلي والمادي في دراسة السعادة(مقالة - موقع د. أحمد الخاني)
  • اتجاهات موظفي إدارات العلاقات العامة بالجامعات الحكومية والأهلية بالمملكة العربية السعودية نحو التدريب (PDF)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • الاتجاه الإنساني في القصة الأدبية(مقالة - موقع د. محمد الدبل)
  • اتجاهات تطوير التعليم الفني في المملكة العربية السعودية (دراسة مستقبلية)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • حكم الصلاة باستخدام تطبيقات الهاتف لتحديد اتجاه القبلة في حال الاشتباه؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مقياس الاتجاه نحو الرياضيات(مقالة - موقع أ. د. فؤاد محمد موسى)
  • انتبه! فأنت تسير في عكس الاتجاه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الاتجاه الأخلاقي عند أهل الحديث(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
2- طلب
محمد فرج فرحات - ليبيا 15-12-2015 09:36 PM

السلام عليكم...شكرا على جهودكم التي تهدف إلى تذليل الصعاب على الدارسين, ونشر الفائدة لتعم جميع المهتمين....
لي رجاء خاص لو سمحت أخي الكريم...هل بالإمكان الحصول على نسخة رقمية...بارك الله فيكم

1- الرأي في رسالة الماجستير (الواقعية)
أ.د. أحمد محمد سالم - مصر القاهرة 30-09-2014 01:59 AM

أولا أشكركم على هذا الجهد المبذول منكم لنشر العلم الحقيقي تسهيلا على القراء والباحثين في الوطن العربي والعالم الإسلامي.
ثانيا : أشكر الباحثة على رسالتها التي تناولت فيها الواقعية في القصص القصير السعودي، وأشكر المشرفين على رسالتها حيث وجدت بها خطة علمية عظيمة في هذا البحث ، ولقد عقدت مقارنة بينها وبين أحد رسائل الدكتوراة المعروضة على الزملاء من أعضاء القسم للموافقة على مناقشتها وتشكيل لجنة مناقشة لها ، فوجدت أن خطة الباحثة تفوق علما وتخصصية من رسالة الدكتوراة التي أفاض الباحث في تناوله للموضوع دون فائدة كما فعلت الباحثة في رسالتها حيث أوجزت فأنجزت فشكرا لها وللأستاذ الدكتور المشرف عليها وبالتوفيق

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب