• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | المكتبة المرئية   المكتبة المقروءة   المكتبة السمعية   مكتبة التصميمات   كتب د. خالد الجريسي   كتب د. سعد الحميد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    لا تؤجل التوبة (بطاقة دعوية)
    د. منال محمد أبو العزائم
  •  
    شرح كتاب الأصول الثلاثة: الدرس الثاني
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    الإبداع في القرآن الكريم: أنواعه، مجالاته، آثاره ...
    عبدالله محمد الفلاحي
  •  
    صفة الحج: برنامج عملي لمريد الحج وفق السنة ...
    أ. د. عبدالله بن محمد الطيار
  •  
    سبعون أدبا في الصحبة والسفر والعلم (PDF)
    د. عدنان بن سليمان الجابري
  •  
    شرح كتاب: فصول الآداب ومكارم الأخلاق المشروعة ...
    عيسى بن سالم بن سدحان العازمي
  •  
    كفى بالموت واعظا
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    أحكام المخابز (PDF)
    أبو جعفر عبدالغني
  •  
    "كلمة سواء" من أهل سنة الحبيب النبي محمد صلى الله ...
    محمد السيد محمد
  •  
    صفحات من حياة علامة القصيم عبد الرحمن السعدي رحمه ...
    أ. د. عبدالله بن محمد الطيار
  •  
    الأساس في أصول الفقه (PDF)
    د. عبدالله إسماعيل عبدالله هادي
  •  
    خطبة .. من سره أن يلقى الله تعالى غدا مسلما
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
شبكة الألوكة / مكتبة الألوكة / المكتبة المقروءة / الرسائل العلمية / رسائل دكتوراة
علامة باركود

القرائن وأهميتها في بيان المراد من الخطاب عند الأصوليين والفقهاء

نزار معروف محمد جان بنتن

نوع الدراسة: PHD
البلد: المملكة العربية السعودية
الجامعة: جامعة أم القرى
الكلية: كلية الشريعة والدارسات الإسلامية
التخصص: أصول الفقه
المشرف: أ. د. حمزة حسين الفعر
العام: 1422هـ / 1423هـ

تاريخ الإضافة: 10/3/2012 ميلادي - 16/4/1433 هجري

الزيارات: 53252

 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ملخص الرسالة

القرائن وأهميتها في بيان المراد من الخطاب عند الأصوليين والفقهاء دراسة أصولية تطبيقية

رسالة مقدمة للحصول على درجة الدكتوراه في أصول الفقه

إعداد الطالب

نزار معروف محمد جان بنتن

إشراف فضيلة الأستاذ الدكتور

حمزة حسين الفعر

العام الدراسي

1422هـ / 1423هـ


الحمد لله، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


أمَّا بعدُ:

فإنَّ موضوع هذه الرسالة هو "القرائن وأهميَّتها في بيان المراد من الخطاب عند الأصوليين والفقهاء"، وقد جعلتها مشتملة على مقدمة وثلاث أبواب وخاتمة.

 

فأمَّا المقدمة فأبيِّن فيها الموضوع ومجال البحث ومنهجه.

 

والباب الأول فيه فصلان:

في الفصل الأول أبيِّن معني الخطاب وأقسامه.

وفي الفصل الثاني أبيِّن معنى القرائن وتقسيماتها وحجيَّتها.

 

والباب الثاني يشتمل على فصلين:

الفصل الأول: أُوضِّح فيه أسباب عدم فهم المراد من الخطاب التي ترجع إلى ألفاظ الخطاب عند عدم وجود القرينة.

وفي الفصل الثاني أذكُر مجالات قرائن الألفاظ المبهمة والواضحة ودلالات الألفاظ والعام والخاص.

 

وفي الباب الثالث فصلان:

الفصل الأول: في مسالك القرائن في بيان المواد من الخطاب.

والفصل الثاني: في تعارُض القرائن وصلتها بالخطاب.

 

وأمَّا الخاتمة فأبرز فيها أهمَّ ما توصَّلت إليه من نتائج، ومنها أنَّ القرينة هي ما يصاحب الخطاب ليبيِّنه، وأنَّ فهم المراد من الخطاب قد يشكل على المخاطب؛ بسبب الاشتراك في اللفظ، أو احتمال إرادة المجاز، أو التعارض بين الأدلة، أو احتمال النَّسخ، وأنَّ أسباب خلل فهم المراد من الخطاب التي ترجع إلى المخاطب هي: الجهل بالقرينة، والنسيان، والخطأ غير المقصود، والنية السيِّئة.

 

وقد ابتكرت تقسيمًا جديدًا لدلالات الألفاظ مبنيًّا على القرائن.

 

وتوصَّلت إلى أنَّ القرائن لها خمسة مسالك لبَيان المراد من الخطاب وهي: التأكيد، والإضافة، والترجيح، والتأويل، والنسخ، وأنَّ القرينة لا بُدَّ لها من صلةٍ وعلاقة بالخِطاب حتى تكون قرينةً له، وإنْ عُدِمت تلك الصلة لم تكن قرينة له.

 

المقدمة

الحمد لله ربِّ العالمين، أحمده - سبحانه - حمدًا يليق بجلاله وعظمته، وأشكره وأثني عليه الخير كلَّه، وأصلِّي وأسلِّم على المبعوث رحمةً للعالمين سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومَن اتَّبع سنَّته، واقتدى بِهُداه إلى يوم الدِّين.

 

وبعدُ:

فقد خلق الله - عزَّ وجلَّ - هذا الكون، وسيَّره وفْق سنن وقوانين لا يَحِيد عنها ولا يَزِيغ، وجعل من هذه السنن سنَّة الاقتران بين الأشياء؛ قال - تعالى -: ﴿ وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [الذاريات: 49].

 

وقال - تعالى -: ﴿ وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى ﴾ [النجم: 45].

 

وقال - تعالى -: ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [يس: 36].

 

ولعلَّ أعظم اقترانٍ جعَلَه الله - عزَّ وجلَّ - حينما قرَن بين كتابه الكريم وسنَّة نبيِّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقال - عزَّ مِن قائل -: ﴿ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [الجمعة: 2].

 

قال قتادة: "الحكمة هي السنَّة وبيان الشرائع"[1].

 

والقرائن في علم أصول الفقه لها آثارٌ كبيرة بالغة الأهميَّة، وهي جليلة القدر، عظيمة الشأن؛ لما تُؤدِّيه من بيانٍ لخطاب الله - تعالى - وخطاب رسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - الذي يترتَّب عليه معرفةُ الأحكام الشرعية، وإدراك المقاصد المرعيَّة، وينبني عليه تقوى الله - عزَّ وجلَّ - وامتثال أوامره واجتناب نواهيه.

 

من هنا وددتُ أنْ يكون موضوع رسالتي للدكتوراه:

"القرائن وأهميتها في بيان المراد من الخطاب عند الأصوليين والفقهاء، دراسة أصولية تطبيقية"


وممَّا حثَّ على هذا الاختيار عدَّة أسباب، منها:

• كثرة تَرداد العلماء الأصوليين الأجلاء للقرائن في مَساقات كلامهم، وطيَّات مصنفاتهم.

 

• قلَّة الكتب والأبحاث التي تكلَّمت عن القرائن، وما كُتِب فيها فكثيرٌ منه قد تعرَّض لجوانب أخرى غير الجانب الأصولي.

 

• اتِّفاق العلماء في العديد من المسائل الأصوليَّة عند وُجود القرينة، واختلافهم عند عدمها؛ نحو مسألة الأمر هل يقتضي الفور أو لا؟ وهل يقتضي التكرار أو لا؟

 

• رغبتي في البحث في هذا الموضوع المهم، وأملي وشوقي في أنْ أكون من شُداة علم أصول الفقه.

 

مجال البحث:

الحديث عن القرائن متشعِّب وذو شجون، له أفنان كثيرة لا تكاد تُحصَر؛ ولهذا كان لا بُدَّ من تحديد مجال البحث فيها، فأقول: ليس من مجال البحث التعرُّض لحجيَّة كلِّ قرينة بعينها، ولا الحديث عن آحاد القرائن أو حصرها؛ إذ "لا مطمع في حصر الآحاد؛ فإنها كثيرة، وقلَّ ما يخلو كلام الشارع عن تنبيهاتٍ يفطن لها ذوو البصائر، ويكلُّ عن فهمها معظم المتوسِّمين بالعلم، (وما سأذكره - إن شاء الله تعالى)... كافٍ لتنبيه الفَطِن على أجناس هذه المدارك، والبليد لا يَعنِيه مزيدٌ من الاستقصاء، ولو استُوعِبت له آحادُ الصور".

 

يقول الإمام الغزالي - رحمه الله تعالى -: "فخُصوص النظر في الآحاد ليس من شأن الأصوليين، وإنما على الأصوليين ضبط القواعد، وتأسيس الأجناس، ثم إدخال التفاصيل في الجمل من شأن الفقهاء الناظِرين في تفاصيل المسائل".

 

ويُضاف إلى ذلك أنَّ موضوعات وتفاصيل القرائن ومسائلها قد بُحِثتْ في مؤلفات عديدة ورسائل شتَّى، فالعام والخاص ومخصَّصات العام، ودلالات الألفاظ، والمطلق والمقيَّد، والناسخ والمنسوخ، وغير ذلك قد استُوفِي البحث فيها في أبحاثٍ مستقلَّة، وليس المراد هنا تكرار ما كتَبَه الباحثون.

 

وإنما المراد النظر في تلك القرائن من حيثيَّة معيَّنة، نستطيع من خِلالها تعريف القرينة، وترتيبها ونظمها قي أجناس وأنواع، ونُدرِك أهميَّتها ودورها الفاعل في بيان معاني الخطاب المقصودة من قِبَل المُخاطَب، ويستَلزِم منَّا هذا العلم بمواضعها ومجالاتها؛ ولذا كانت خطَّة البحث كما يلي:

خطة البحث:

المقدمة


الباب الأول: مفهوم الخطاب والقرائن:

المبحث الأول: مفهوم الخطاب وأقسامه.

المطلب الأول: مفهوم الخطاب.

المطلب الثاني: أقسام الخطاب.

المبحث الثاني: مفهوم القرائن.

 

الفصل الثاني: تقسيمات القرائن وحجيتها.

المبحث الأول: تقسيمات القرائن.

المطلب الأول: تقسيمات الأصوليين للقرائن.

المطلب الثاني: التقسيمات المختارة للقرائن.

المبحث الثاني: حجية القرائن.

المطلب الأول: حجية القرائن المنطوقة والمفهومة من الخطاب.

المطلب الثاني: حجية القرائن المفهومة من حال المخاطب.

 

الباب الثاني: أسباب خلل فهم المراد من الخطاب ومجالات القرائن:

الفصل الأول: أسباب خلل فهم المراد من الخطاب.

المبحث الأول: الأسباب التي تعود إلى ألفاظ الخطاب.

المطلب الأول: تحديد أسباب خلل فهم المراد من الخطاب، والتي تعود إلى ألفاظ الخطاب.

المطلب الثاني: الاشتراك.

المطلب الثالث: المجاز.

المطلب الرابع: النسخ.

المطلب الخامس: تعارُض الأدلة.

المبحث الثاني: الأسباب التي تعود إلى المخاطب.

الفصل الثاني: مجالات القرائن.

المبحث الأول: مجالات قرائن الألفاظ المبهمة.

المطلب الأول: مجالات قرائن الألفاظ المبهمة عند الحنفية.

المطلب الثاني: مجالات قرائن الألفاظ المبهمة عند الجمهور.

المبحث الثاني: مجالات قرائن الألفاظ الواضحة.

المطلب الأول: مجالات قرائن الألفاظ الواضحة عند الحنفية.

المطلب الثاني: مجالات قرائن الألفاظ الواضحة عند الجمهور.

المبحث الثالث: مجالات قرائن دلالات الألفاظ.

المطلب الأول: مجالات قرائن دلالات الألفاظ عن الحنفية.

المطلب الثاني: مجالات قرائن دلالات الألفاظ عند الجمهور.

المبحث الرابع: مجالات قرائن العام والخاص.

المطلب الأول: مجالات قرائن العام.

المطلب الثاني: مجالات قرائن الخاص.

 

الباب الثالث: مسالك القرائن في بيان المراد، وتعارض القرائن وصلتها بالخطاب:

الفصل الأول: مسالك القرائن في بيان المراد من الخطاب.

المبحث الأول: مسلك الترجيح.

المطلب الأول: الترجيح بالقرائن بين الأدلة الشرعية.

المطلب الثاني: الترجيح بالقرائن بين المعاني المحتملة للخطاب.

المطلب الثالث: شروط الترجيح بالقرائن.

المبحث الثاني: مسلك الإضافة.

المبحث الثالث: مسلك التأكيد.

المبحث الرابع: مسلك التأويل.

المطلب الأول: تعريف التأويل وأقسامه.

المطلب الثاني: أنواع التأويل.

المبحث الخامس: مسلك النسخ.

 

الفصل الثاني: تعارض القرائن وصلتها بالخطاب.

المبحث الأول: تعارض القرائن.

المطلب الأول: تعارض القرائن المرجحة.

المطلب الثاني: تعارض القرائن الدالة.

المطلب الثالث: تعارض القرائن المؤكدة والصارفة.

المبحث الثاني: صلة القرائن بالخطاب.


منهج البحث

وقد اتَّخذت منهجًا أسيرُ عليه في أثناء البحث هو:

• توثيق النصوص المنقولة من المؤلَّفات التي استقَيْت منها ونقلت عنها.

 

• وما نقلتُه بنصِّه من غير تغييرٍ فيه فإنِّي أضعه بين قوسين صغيرين هكذا ((...)).

 

• عند التوثيق أذكُر في الهامش اسم الكتاب، ولقب المؤلف أو ما اشتهر به - إنْ ورد ذكره لأوَّل مرَّة • والجزء والصفحة، ولا ألتزم بلفظ (انظر) إلا إذا أردت إرشاد القارئ للاستزادة في نفس الموضوع المعيَّن من مرجع معيَّن من غير أنْ أنقل منه.

 

• وما اقتبسته من بعض الكتب الموجودة في برنامج مكتبة الفقه وأصوله - وهو برنامج حاسوبي من إصدار مركز التراث لأبحاث الحاسب الآلي - فإني أشير إلى المرجع مع إضافة نجمة صغيرة هكذا: *.

 

• اتَّبعت المنهج التحليلي والاستنباطي والاستنتاجي لمعالجة قضايا البحث.

 

• قُمتُ بتخريج الأحاديث من مَصادِرها، وغالبًا ما ألتَزِم ببيان أقوال العلماء في درجة الحديث أو سنده في الهامش، إلا إذا كان في الصحيحين فإنِّي أكتفي بهما أو بأحدهما.

 

• وضعت فهرس للآيات والأحاديث الواردة في البحث.

 

• ترجمت للأعلام - غير الرواة - المذكورين في البحث، وجعلتُ التراجم في ملحق خاص بالأعلام.

 

وبعدُ:

فهذا النِّتاج العلمي الذي بذَلتُ فيه جُهدي ووقتي لإخراجه، فإنْ وُفِّقتُ فيه للحق والصواب فمن فضل الله - تعالى - وكرمه، وذلك هو المأمول والمقصود، وإنْ أخطأتُ فمنِّي ومن الشيطان، وحسبي أنِّي عملت ما بوسعي، وبذلت ما بجهدي، وعَزائي في ذلك أنَّ الخطأ والتقصير من طبيعة البشر.

 

أسأل الله العظيم مغفرته ورضوانه، وأنْ يُوفِّقنا لما يحبُّه ويَرضاه، وأنْ ينفع بهذا البحث، وأنْ يجعله خالصًا لوجهه الكريم.


الخاتمة:

وبعد هذا التجوال بين شتَّى أنواع القرائن ألقي عصا الترحال في هذه الخاتمة، وأُبيِّن فيها أهمَّ ما تَوصَّلت إليه من نتائج:

• تَوصَّلت إلى أنَّ القرينة في الاصطلاح الأصولي هي: ما يُصاحب الخطاب ليُبيِّنه.

 

• أنَّ القرائن حجَّة مُعتَبرة ومُبيِّنة للمراد من الخطاب الشرعي متى توفَّر في كلِّ قرينةٍ شروطُ حجيَّتها واعتبارها، سواء كانت لفظية أو عقلية أو حالية.

 

• أنَّ الاحتمالات الداخلة على اللفظ كالاشتراك والمجاز والنسخ والتعارُض بينه وبين دليلٍ آخَر يورث خللاً في فهْم المخاطب؛ ممَّا يستلزم ضرورة وجود القرينة المبيِّنة للمراد لإزالة ذلك الخلل.

 

• أنَّ المخاطب قد يُخطِئ في فهمه للخطاب، وإنْ كان مقترنًا بقرائن مشيرة للمراد وموضحة له؛ وذلك إمَّا لأنه لم يَفطِن إليها فلم يُدرِكها، وإمَّا لغفلته ونِسيانه، وإمَّا لخطئه في الاستدلال، وإمَّا لسُوء قصده وفَساد نيَّته، فيُحاوِل تفسيرَ الخطاب على غير ما يُراد منه.

 

للقرائن مجالاتٌ تُوجَد فيها ومجالات لا تُوجَد فيها:

فالمتشابه عند الحنفية ليس فيه أيُّ مجال لأيَّة قرينة؛ سواء كانت نقلية أو عقلية، وسواء كانت دالَّة أو مؤكِّدة أو صارفة.

 

والمجمل عندهم لا يزول خَفاؤه إلا بالقرائن النقلية؛ وعليه: فليس فيه مجال لأي قرينة عقلية ما دام اللفظ في حيِّز الإشكال، فيمكن عندئذٍ الاجتهادُ في الفكر ليتميَّز المعنى عن أمثاله بالقرائن العقليَّة، فالمشكل مجالٌ من مجالات القرائن المرجِّحة والصارفة؛ سواء كانت عقلية أو نقلية.

 

وأمَّا الخفي فلا يحتاج المجتهد إلا إلى قرائن مُرجِّحة عقلية أو نقلية؛ لأنَّ بعض أفراد الخطاب الذي يُراد تطبيق الحكم عليه متردِّد بين أمرَيْن، فلا بُدَّ من قرينةٍ مُعِينة لأحدهما.

 

وأمَّا الجمهور فالمبهم لديهم هو المجمل، وتدخُل تحته أقسامٌ عديدة، فيها مجالات لكلِّ أنواع القرائن - المرجحة والدالة والصارفة - إلا القرائن المؤكِّدة؛ لأنَّ الخطاب إذا كان في حيِّز الإجمال لا يحتاج إليها؛ لعدم وجود ما تؤكِّده، فإنْ زال الإجمال عنه فتح المجال لها.

 

الألفاظ الواضحة عند الجمهور والحنفية مجالٌ واسع وخصب للقرائن بأنواعها، ولكن مجال القرائن المعضِّدة والمؤكِّدة أوسع مجالاً من باقي القرائن، وقد لاحَظْنا أنَّه كلَّما زادت الألفاظ وُضوحًا ضاقَ مجال القرائن الصارفة وزاد مجال المؤكدة، حتى إذا انسدَّ مجال الصارفة فتح مجال المؤكدة على مصراعَيْه كما في المحكم عند الحنفية، وأمَّا دلالات الألفاظ فإنَّ أوسع المجالات فيها هو مجال القرائن الدالة؛ إذ إنَّها تكون في دلالة الإيماء والإشارة ودلالة مفهوم الموافقة ومفهوم المخالفة، ولا تدخُل في المنطوق الصريح، وأمَّا دلالة الاقتضاء فهي مجالٌ للقرائن الصارفة والمرجِّحة، والحاجة فيها إلى الصارفة إنما لصرف اللفظ عن حقيقته، ويحتاج إلى المرجِّحة لترجيح أحد المعاني المجازية المحتملة للفظ.

 

وقد ابتكرت تقسيمًا جديدًا لدلالات الألفاظ مبنيًّا على القرائن، يزيلُ إشكالات وردت على تقسيم الجمهور وتقسيم الحنفية، ويجمع بين مميزاتها.

 

توصَّلت إلى أنَّ القرائن تسلك خمسة مسالك لبيان المراد من الخطاب، وهي:

مسلك الترجيح: وفيه تقوم القرائن المرجحة بالترجيح بين الأدلة المتعارضة، أو بين المعاني المحتملة للفظ احتمالاً متساويًا، فهي تُرجِّح بين المعاني الحقيقية في اللفظ المشترك، وبين المعاني المجازية إذا كان للفظ أكثر من معنى مجازي، وترجح كذلك بين المعنى الحقيقي والمعنى المجازي إذا كان المعنيان متساويَيْن في الاحتمال، فإنْ لم يكونا متساويَيْن فالقرينة تكون صارفةً إذا صرفت اللفظ عن ظاهره، ومُؤكِّدة إذا أيَّدَتْه.

 

ومسلك الإضافة: وفيه تضيف القرائن الدالَّة إلى الخطاب معنًى، دونها لا يفيده منطوق الخطاب.

ومسلك التأكيد: وتقوم فيه القرائن المؤكدة بدور التقوية لمعنى الخطاب.

ومسلك التأويل: وفيه تقوم القرائن الصارفة المؤولة بصرف الخطاب عن معناه الظاهر إلى معنى آخَر يحتمله.

ومسلك النسخ: وفيه تقوم القرائن الصارفة الناسخة بصرف الخطاب عن إرادة حكمه في الزمن المستقبل.

 

وللقرائن في كلِّ مسلك من هذه المسالك شروطٌ خاصَّة بها لا بُدَّ من توفُّرها حتى تكون مُعتَبرة في سلوكها لأحد المسالك.

 

وتوصَّلت إلى أنَّ القرينة لا بُدَّ لها من صلةٍ وعلاقة تربطها بالخطاب، وإلا لم تكن له قرينة، وينبني عليها مَدَى عملها ودورها الفاعل في بيان المراد به.

 

وأخيرًا: أحمد الله - سبحانه وتعالى - على ما أنعم ويسَّر، حمدًا مقرونًا بالشكر له - عزَّ وجلَّ - والصلاة والسلام على نبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



[1] "الجامع لأحكام القرآن"؛ للقرطبي 2/131*.





 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • تفسير سور المفصَّل (2) بيان المراد بالمفصَّل(مادة مرئية - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • المراد بصلة الرحم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فوائد حديثية: (المراد بالأصاغر عند الأوائل)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المراد الأسمى من القصص الأعلى (4)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ما المراد بـ «عزير ابن الله» في القرآن الکريم: دراسة تحليلية (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • المراد الأسمى من القصص الأعلى (3)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المراد الأسمى من القصص الأعلى (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المراد الأسمى من القصص الأعلى (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مع اللغويين في المراد من كلمتي الحمام واليمام(مقالة - حضارة الكلمة)
  • المراد من الصدقات وحكم إظهارها في قول الله تعالى: (إن تبدوا الصدقات فنعما هي)(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
1- ما شاء الله
آمنة نزار - سوريا 29-11-2015 09:11 PM

ما شاء الله.. بارك الله فيك وزادك بسطةً في العلم والفَهم، ونفع بك.. هل طُبِعَت الرِّسالة في كتابٍ ونُشِرَت؟ ودِدتُ لَو حِزتُها فأقرأها..

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 13/11/1446هـ - الساعة: 23:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب