• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | المكتبة المرئية   المكتبة المقروءة   المكتبة السمعية   مكتبة التصميمات   كتب د. خالد الجريسي   كتب د. سعد الحميد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    سبعون أدبا في الصحبة والسفر والعلم (PDF)
    د. عدنان بن سليمان الجابري
  •  
    شرح كتاب: فصول الآداب ومكارم الأخلاق المشروعة ...
    عيسى بن سالم بن سدحان العازمي
  •  
    كفى بالموت واعظا
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    أحكام المخابز (PDF)
    أبو جعفر عبدالغني
  •  
    "كلمة سواء" من أهل سنة الحبيب النبي محمد صلى الله ...
    محمد السيد محمد
  •  
    صفحات من حياة علامة القصيم عبد الرحمن السعدي رحمه ...
    أ. د. عبدالله بن محمد الطيار
  •  
    الأساس في أصول الفقه (PDF)
    د. عبدالله إسماعيل عبدالله هادي
  •  
    خطبة .. من سره أن يلقى الله تعالى غدا مسلما
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    الأربعون حديثا في تحريم وخطر الربا (PDF)
    طاهر بن نجم الدين بن نصر المحسي
  •  
    الله (اسم الله الأعظم)
    ياسر عبدالله محمد الحوري
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    تربية الحيوانات (بطاقة دعوية)
    د. منال محمد أبو العزائم
شبكة الألوكة / مكتبة الألوكة / المكتبة المقروءة / الرسائل العلمية / رسائل ماجستير
علامة باركود

لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم لأمير البيان: شكيب أرسلان

عبدالحميد محمد قشطة

نوع الدراسة: Masters
البلد: مصر
الجامعة: القاهرة
الكلية: دار العلوم
التخصص: قسم الفلسفة الإسلامية
المشرف: أ.د. السيد رزق الحجر

تاريخ الإضافة: 17/4/2011 ميلادي - 13/5/1432 هجري

الزيارات: 150184

 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ملخص الرسالة

لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم لأمير البيان: شكيب أرسلان

عرض وتلخيص

مقدم من الطالب: عبدالحميد محمد قشطة

بالسنة التمهيدية للماجستير رقم "9"

مقدم لفضيلة الأستاذ الدكتور: السيد رزق الحجر - حفظه الله -

أستاذ الفلسفة الإسلامية ومدير مركز الدراسات والبحوث الإسلامية

 

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة

الحمد لله وحدَه، والصلاة والسلام على مَن لا نبيَّ بعدَه، وعلى آله وصحبه ومَن والاه.

 

وبعدُ:

يقول الله - عزَّ وجلَّ -: ﴿ إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴾ [محمد: 7]، وقال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((تركتُ فيكم ما إنْ تمسَّكتُم به لن تضلُّوا بعدي أبدًا؛ كتاب الله وسنَّتي)).

 

إنَّ تخلُّف المسلمين اليوم هو مُعضِلة المُعضِلات التي وقف أمامَها العُلَماء والمفكِّرون، يُقلِّبون فيها وجوهَ النظر؛ فمنهم مَن نظر إلى جانبٍ وأغفل جانبًا، فجاء الحلُّ ناقصًا بالطبع.

 

هناك كتابٌ عظيم للإمام الجليل أبي الحسن الندوي أسماه: "ماذا خسر العالم بانحِطاط المسلمين"، والذي ينظُر إلى عنوان الكتاب يجده غريبًا في تركيبه والمفترض أنْ يكون العنوان هكذا: "ماذا خسر المسلمون بضعفهم"، لكنَّ الشيخ نظر إلى الواقع نظرةً شموليَّة فجاء العنوان هكذا؛ لأنَّ انحطاط المسلمين سيُؤدِّي إلى ضعف العالم وخسارته، والعكس صحيح.

 

كتاب الشيخ أبي الحسن الندوي مشهور جدًّا وجلُّنا يعرفه، لكنَّ بحثنا سيدور - إنْ شاء الله - عن عرض كتابٍ في هذا الموضوع أيضًا، لكنه ربما يخفى عن الأنظار؛ لذا وددت أنْ يعرفه الناس وسنُقدِّمه - إن شاء الله - في صورة مبسطة، أسأل الله - عزَّ وجلَّ - أنْ يعينني على هذا.

 

الكتاب هو: "لماذا تأخر المسلمون؟ ولماذا تقدَّم غيرهم؟".

 

لقد نظر أمير البيان إلى الحلِّ من عدَّة جوانب، فنظرته كانت شموليةً، فجاء الجواب أدنى إلى الحقيقة.

 

ونظرًا لصِغَرِ حجم الكتاب، وعظم فائدته، ودقَّة معانيه - ستكون خطَّة البحث على هذا النسق:

أولاً: المقدمة، وهي التي بين أيدينا.

 

ثم التمهيد الذي سأتحدَّث فيه عن سبب هذا الكتاب، ثم التعريف بمؤلف هذا الكتاب، بعد ذلك تحدَّث المؤلف قليلاً عن وضع المسلمين الراهن في البلاد العربيَّة وغير العربية، ثم أسباب ارتقاء المسلمين في الماضي، ثم مُقابَلة بين حالنا وحال الغرب، بعد ذلك عرض لأهمِّ أسباب التأخُّر هذه في جميع الدول وشتَّى العصور.

 

ثم النهاية: بِمَ ينهض المسلمون؟

 

ثم الخاتمة وأهم التوصيات والنتائج.

 

تمهيد

أولاً: الغاية من هذا الكتاب وسبب تأليفه[1]:

يقول الشيخ محمد رشيد رضا - رحمه الله -:

"كتب إليَّ تلميذي المرشد الشيخ محمد بسيوني عمران كتابًا يقترح فيه على أخينا المجاهد أمير البيان أنْ يكتب مقالاً للمنار بقلمه السيَّال في أسباب ضعف المسلمين وتأخُّرهم في هذا العصر، وأسباب قوَّة الإفرنج واليابان وعزَّتهم بالملك والسيادة، والقوَّة والثروة.

 

ولقد بنى هذا الاقتراح على عدَّة أسئلة صارت مَثار شُبهة على الدِّين.

 

يقول الشيخ أنَّه اقترح هذا الاقتراح على أخيه ووليِّه الأمير، فأرجأ الجواب عنه لكثْرة شواغله، إلى أنْ عادَ من رحلته إلى إسبانيا، فكتب هذا الجواب منفعلاً بما رآه في إسبانيا من مُؤثِّرات مثل: مشاهد حَضارة قومنا العرب في الأندلس والمغرب، كما شاهَد تأثير محاولةٍ فرنسيةٍ تُنصِّر البربر في المغرب، وهذا تمهيدًا - بدوره - لتنصير عرب إفريقيَّة المرزوئين باستبعادها لهم، كما فعلتْ إسبانيا في سلَفِهم بالأندلس.

 

وقد قدَّر الله أنْ يكون هذا الجواب آيةً من آيات بلاغته، وحجَّة من حجج حِكمته، ولعلَّها أنفع ما تفجَّر من ينبوع غيرته، وانبجس من مَعِين خبرته، فسال من أنبوب يَراعِه، فجزاه الله خيرَ ما جزى المجاهِدين الصادِقين، انتهى كلامه - رحمه الله.

 

والكتاب بما تضمَّنَه من نظراتٍ ثاقبة وآراء حَصِيفة لا يَزال يُمثِّل ورقةَ عملٍ يمكن الانطِلاق منها إلى درس ملف التخلُّف الذي يَزداد كلَّ يومٍ تعقيدًا، ويحتاج لجهودٍ قد لا يُطِيقها فردٌ مهما أُوتِي من علم وخبرة، ولا بُدَّ أنْ تنهض بها مؤسسات إسلاميَّة متخصِّصة.

 

وقد كان الأمير شديدَ العناية بهذا الكتاب، ومن مظاهر ذلك أنَّه طلب من الشيخ مصطفى صبري شيخ الإسلام في الدولة العثمانية - سابقًا - أنْ يترجم الكتابَ إلى اللغة التركية؛ كي يقرأه الأتراك فتزول عن أعيُنهم الغشاوة الكماليَّة، التي زعَمتْ زورًا وبهتانًا أنَّ الإسلام هو سبب تخلُّف الترك، وتجاهَلتْ كلَّ سبب حقيقي لهذا التخلُّف، وما أظنُّه إلا سببًا واحدًا ألا وهو النظام العلماني الذي اتَّبَعه مصطفى كمال أتاتورك - عليه من الله ما يستحقُّه - والآن إلى التعريف بكاتبنا - رحمه الله.

 

ثانيًا: التعريف بمؤلف هذا الكتاب:

أمير البيان في سطور:

• من أشهر مفكِّري ورجالات الإسلام في النِّصف الأول من القرن الرابع عشر الهجري.

• نسَبُه ينتهي إلى قبيلة (لخم) اليمنية.

• ولد في (الشويفات) في (لبنان) في 1/9/1286هـ الموافق 25/5/1868م.

• قرأ القُرآن منذ نُعومة أظفاره، وحفظ جزءًا منه.

• درس في المكتبة الأمريكيَّة في قريته، ثم في مدرسة دار الحكمة في بيروت، ثم في المدرسة السلطانيَّة، وقد كان تلميذًا للشيخ محمد عبده - رحمهما الله.

• سافر إلى دمشق مِرارًا، وتلقَّى عن علمائها.

• سافر إلى مصر، وأسهم في الكتابة في صحفها كالمؤيد وغيرها.

• شارك في الحرب الطرابلسية ضد إيطاليا.

• سافر إلى إستانبول، والتقى بالأفغاني، وشغل منصب عضو في مجلس "المبعوثان" العثماني.

• سافر إلى فرنسا، والتقى بأمير الشعراء هناك.

• شغل منصب مفتش بعثات الهلال الأحمر المصري إبَّان حرب البلقان.

• أقام في جنيف؛ إذ منعَتْه دول الاستعمار من الدخول إلى أيِّ قطر عربي.

• امتاز بمعرفته الواسعة، وتجربته العميقة المتميِّزة، ممَّا أهَّلَه ليكون مرجعًا للأمَّة فيما أشكَلَ عليها من الأمور المصيريَّة، ورجل الأزمات الذي يُناطُ به حلُّ المعضلات السياسيَّة.

• عُرِفَ باهتمامه بشؤون المسلمين أينما كانوا، ودافَع عن قَضاياهم في مجلته "الأمة العربية"، وغيرها.

• عُرِفَ بإشراق عِبارته، وجمال دِيباجته في نثْره وشعره، ولذا لُقِّب بـ(أمير البيان).

• له مؤلفات جليلة هي مرجع الباحثين في قَضايا المسلمين المعاصرة.

• توفي - رحمه الله - في بيروت في 15/1/1366هـ، الموافق 9/12/1946م، وصُلِّي عليه في الجامع العمري ببيروت، ودُفِنَ في قريته.

 

جزى الله - عزَّ وجلَّ - الأميرَ خيرَ الجزاء على ما قدَّمَه للإسلام والمسلمين.

 

الفصل الأول

لقد عرفنا سابقًا أنَّ سبب هذا الكتاب هو سؤالٌ وجَّهَه أحد تلامذة الشيخ محمد رشيد رضا له لإيعازه - بدوره صديق الأمير - إليه؛ حتى يكتب في جوابه عن أسباب تأخُّر المسلمين ووضعهم الحالي.

 

وقد جاء جواب الأمير على هذا النحو:

فقد قال في البداية أنَّ الانحِطاط والضعف اللذَيْن عليهما المسلمون شيءٌ عام لهم في المشارق والمغارب، فلم ينحصر في جاوة وملايو، ولا في مكانٍ آخَر، وإنما هو مُتَفاوتٌ في دركاته، فمنه ما هو شديد العُمق، ومنه ما هو قريب الغور، ومنه ما هو عظيم الخطر، ومنه ما هو أقل خطرًا.

 

ولقد قرَّر - رحمه الله - أنَّ الشعوب الإسلاميَّة متشابهة في ضعفها، فحالَتْهم الحاضرة لا تُرضَى لا من جهة الدِّين، ولا من جهة الدُّنيا، ولا من جهة المادَّة، ولا من جهة المعنى.

 

وقد ذكر أمثلةً لهذا الضعف مثل: البوسنة، وأذربيجان، ومسلمي الصين، لقد حدَث ما حدث، فلا ينفع البكاء على اللبن المسكوب، لكن وجب علينا أن نبحث في الأسباب التي أوجدت هذا التقَهقُر في العالم الإسلامي بعد أنْ كان منذ أربعة عشر قرنًا هو الصدرَ المُقدَّم، والسيِّد المرهوب المُطاع بين الأمم شرقًا وغربًا.

 

لكن ما هي أسباب ارتقاء المسلمين الماضي؟

يقول: إنَّ أسباب ارتقائهم الماضي إنما تَرجِع إلى الإسلام الذي كان قد ظهر في الجزيرة العربيَّة فدانَ به قبائلُ العرب، وتحوَّلوا بهدايته من الفرقة إلى الوحدة، ومن الجاهلية إلى المدينة، ومن القسوة إلى الرحمة، ومن عبادة الأصنام إلى عبادة الواحد الأحد، وتبدَّلوا بأرواحهم الأولى أرواحًا جديدة، صيَّرتهم إلى ما صاروا عليه من عزٍّ ومنعة، ومجد وعرفان وثروة، وفتحوا نصف كرة الأرض في نصف قرن، ولولا الخلافُ الذي عاد فدبَّ بينهم في أواخر خلافة عثمان وفي خلافة علي - رضي الله عنهما - لكانوا أكملوا فتح العالم، ولم يقف في وجهِهم واقفٌ، لكن قدر الله وما شاء فعل.

 

ولكنْ هل فَقَدَ المسلمون السبب الذي سادَ به سَلفُهم؟

إذا فحَصْنا عن ذلك وجدنا أنَّ السبب الذي استَقام به المسلمون سابقًا قد أصبح مفقودًا بلا نِزاع، وإنْ كان بقي منه شيءٌ فكباقي الوشْم في ظاهر اليد، فلو كان الله وعَد المؤمنين بالعزَّة بمجرَّد الاسم دُون الفعل لكان يحقُّ لنا أنْ نقول: أين عزَّة المؤمنين من قوله تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [المنافقون: 8].

 

ولو كان الله قد قال: ﴿ وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الروم: 47]؛ بمعنى: أنَّه ينصرهم بدون أدنى مزيَّة فيهم سوى أنهم يُعلِنون كونهم مسلمين - لكان ثمَّة محلٌّ للتعجب من هذا الخذلان بعد ذلك الوعد الصريح بالنصر.

 

ولكنَّ النصوص في القُرآن هي غير هذا، فالله غير مُخلِفٍ وعدَه، والقرآن لم يتغيَّر، وإنما المسلمون هم الذين تغيَّروا، والله تعالى أنذر بهذا فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الرعد: 11].

 

وإذا قُمنا بعمل (مقابلة بين حالي المسلمين والإفرنج اليوم) فسنجد أنَّ المسلمين قد فقَدُوا الحماسة التي كانت عند آبائهم، وقد تخلَّقَ بها أعداء الإسلام الذين لم يُوصِهم كتابهم بهذا، فتجد أجنادَهم تتوارَدُ على حِياض المنايا سِباقًا وتتلقَّى الأسنَّة والرماح عناقًا، فلقد فقَدُوا الغالي والنفيس، وضحَّوا بأغلى ما عندهم، ألا وهي نفوسهم - في سبيل نشْر دِينهم الباطل، أمَّا نحن فهل ينصرنا الله - عزَّ وجلَّ - بدون عمل؟ بالطبع لا.

 

بعد ذلك قام مؤلِّف الكتاب بذِكر بعض اعتذارات المسلمين، ثم قام بالردِّ عليها ثم تحدَّث قليلاً عن نتائج إعانة مصر لِمُجاهِدي طرابلس وبرقة، ويبدو أنَّه قد ضاقَ بمثْل هذه المواقف؛ لأنَّه بعد ذلك تحدَّث عن خِيانة بعض المسلمين لدِينهم ووطنهم بخدمة الأجانب واعتذارهم الباطل، وقد ضرب لذلك عدَّة أمثلة منها سورية يوم الثورة على فرنسا، وما فعله عساكر شرقي الأردن تجاه مجاهدي فلسطين... وغير ذلك.

 

الموازنة بين المسلمين والنصارى في البذل لنشر الدِّين:

 

قام الكاتب بعرْض هذه التجربة، فبضدِّها تتميَّز الأشياء.

 

وقد قُمنا بعمل جزءٍ خاص عن جُهود المبشِّرين (المنصِّرين) وبعض جُهود المستشرِقين في خِدمة دِينهم، ووسائلهم، والدعوة إلى دِينهم، وذلك في إطار عرض كتاب "الإسلام والغرب"؛ للدكتور: عبدالودود شلبي، وهو موضوع بحثنا السابق؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ ﴾ [الأنفال: 36].

 

الفصل الثاني

أهم أسباب تأخُّر المسلمين

1- الجهل والعلم الناقص:

إنَّ الجهل من أعظم أسباب تأخُّر المسلمين؛ فبسببِه لا يُميِّز الجاهل بين الخمر والخلِّ، ويتقبَّل السفسطة قضيَّة مسلمة، ثم لا يستطيع أنْ يرد عليها، كما أنَّ العلم الناقص من أشدِّ الأسباب خطرًا، فهو سببٌ مركَّب عن الجهل البسيط؛ لأنَّ الجاهل إذا قيَّض الله له مرشدًا عالمًا أطاعه، ولم يتفلسف عليه، أمَّا صاحب العلم الناقص فهو لا يَدرِي، ولا يقتَنِع بأنَّه لا يدري، وكما قيل: "ابتلاؤكم بمجنون خيرٌ من ابتلائكم بنصف مجنون"، أقول: "ابتلاؤكم بجاهل خيرٌ من ابتلائكم بشبه عالم".

 

2- فساد الأخلاق ولا سيَّما فساد الأمراء والعلماء:

إنَّ فساد الأخلاق بفقْد الفضائل التي حَثَّ عليها القرآن، والعزائم التي حمل عليها سلف هذه الأمَّة هو من أعظم أسباب التأخُّر.

 

فلقد أدرك المسلمون بالأخلاق ما أدرَكُوه من الفلاح والأخلاق في تكوين الأمم فوق المعارف، ولله درُّ شوقي إذ قال:

وَإِنَّمَا الأُمَمُ الأَخْلاَقُ مَا بَقِيَتْ
فَإِنْ هُمُ ذَهَبَتْ أَخْلاَقُهُمْ ذَهَبُوا

 

هذا عامَّة، أمَّا فساد أخلاق الأمراء فهو من عَوامِل التقهقُر وليس التأخُّر فحسب.

 

3- الجبن والهلع:

فبعد أنْ كانت الأمَّة الإسلاميَّة أشهرَ الأمم في الشجاعة واحتقار الموت بعد أنْ كان الواحد منهم يقومُ للعشرة وربما للمائة، أصبحوا - إلاَّ مَن رحم الله - يهابون الموت، الذي لا يجتمع خوفه مع الإسلام في قلب واحد.

 

ومع أنَّ الغرب الكافر ﴿ وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ ﴾ [البقرة: 96] أصبحوا لا يهابُون الموت، ولكن قال الله تعالى: ﴿ وَلاَ تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ ﴾ [النساء: 104].

 

4- اليأس والقنوط:

وقد انضمَّ إلى الجبن والهلع اللذَيْن أصابا المسلمين اليأسُ والقنوطُ من رحمة الله، فمنهم فئاتٌ قد وقَر في أنفسهم أنَّ الإفرنج هم الأعلَوْن على كلِّ حال، والله يقول: ﴿ وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران: 139].

 

كما وقَر أيضًا أنَّه لا سبيلَ لمغالبتهم بوجهٍ من الوجوه، وأنَّ كلَّ مقاومة عبثٌ، وأنَّ كلَّ مناهضة خرقٌ في الرأي العام، ولم يزلْ هذا التهيُّب يَزدادُ ويتخمَّر في صدور المسلمين أمام الأوروبيِّين، إلى أنْ صار هؤلاء يُنصَرون بالرُّعب، وصار الأقلُّ منهم يقومون للأكثر من المسلمين، وهذا بعكْس ما كان في العصر الأول، يقول أبو الطيب المتنبي في ديوانه:

يَرَى الجُبَنَاءُ أَنَّ العَجْزَ حَزْمٌ
وَتِلْكَ خَدِيعَةُ الطَّبْعِ اللَّئِيمِ

 

5- نسيان المسلمين ماضيَهم المجيد:

لقد نَسِيَ المسلمون أيَّامهم السالفة التي كان فيها عشرون مسلمًا لا غير يأتون من (برشلونة) إلى (فراكسيمه)، ويقومون بفتحها وبناء الحصون فيها، ويتزايد عددهم إلى أنْ يصل إلى مائة رجل، فيُؤسِّسون هناك إمارة تَعصِف ريحها بجنوبي فرنسا وشمالي إيطاليا، هذا مثالٌ ولا داعي إلى سرد باقي الفتوحات، فالفتوحات كثيرة جدًّا، وماضي المسلمين عريق وتليد، لكنْ ليتنا نتذكَّره ونضعه دائمًا نصب أعيينا.

 

6- شبهات الجبناء والجهلاء:

إنَّ بعض السخفاء الآيسين الذين ينبَهِرون بقوَّة الغرب يدَّعون أنَّ انتصار المسلمين على الغرب كان ممكنًا، لكن قبل أنْ يخترع الإفرنج آلات القتال الحديثة، وقبل المدافع والطائرات والدبَّابات، وقبل أنْ يصير الإفرنج إلى ما صاروا إليه من القوَّة المبنيَّة على العلم.

 

كأنَّ هذا الآيس القانط تَناسَى قول الله - عزَّ وجلَّ -: ﴿ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا ﴾ [التوبة: 25] كما نسي أنَّه لما قال المسلمون (لن نُهزَم اليوم عن قلة) أعطاهم الله درسًا بالتضييق عليهم.

 

إنَّ الدبَّابات والطائرات ليستْ هي مصدرَ العزيمة وموقدَ النار في صدور البشر، فإنَّ هذه المواد صمَّاء لا فرق بينها وبين أيِّ حجر، لكنَّ العزيمة في قلوب الرجال، و(بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدِّين) كما قال شيخ الإسلام - عليه من الله الرحمة والغفران.

 

قال تعالى: ﴿ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ﴾ [الأنفال: 65] وقال تعالى: ﴿ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّه ﴾ [الأنفال: 66]، وقال: ﴿ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 249].

 

7- ضَياع الإسلام بين الجامدين والجاحدين وعمل كلٍّ منهما:

فلقد أضاع الإسلامَ جاحدٌ وجامدٌ؛ أمَّا الجامد الذي لا يريد أن يُغيِّر شيئًا، ولا يرضى أن يدخل أقلَّ تعديل أو اجتهاد على أصول التعليم الإسلامي ظنًّا منه أن الاقتداء بالكفار كفر، وأنَّ نظام التعليم الحديث من وضع الكفار.

 

هذا عن الجامد، ومثله مثل الجاحد أيضًا الذي يريد أنْ يُلغِي كلَّ شيء قديم من دون نَظَرٍ فيما هو ضارٌّ أو نافع، فهو يريد أنْ يُفَرنِج المسلمين وسائر الشرقيين، ويخرجهم عن جميع مُقوِّماتهم، ويحملهم على إنكار ماضيهم.

 

وكلا الجانبين له هوًى وحظٌّ في نفسه، فلا يصحُّ الرفض كله مطلقًا وجحوده كما لا يصحُّ الجمود مطلقًا أيضًا، كما أنَّ إنكار الإنسان لماضيه مخالفٌ لسنن الطبيعة، ولا أدلَّ على ذلك من ميل كلِّ شعبٍ للاحتِفاظ بمقوماته من لغةٍ وعقيدة وعادة، وطعام وشراب ومسكن، وغير ذلك إلا ما ثبت ضرَرُه، حتى الشعوب الإفرنجيَّة تُحافِظ على قوميَّتها؛ فالإنجليز يريدون إنْ يبقوا إنجليزًا، كذلك الطليان والألمان والإفرنسيس والروس... وغيرهم.

 

لقد أطال الأمير كلامه عن الرجعيَّة والتقدُّم والجمود والجحود، وذكر ضمن كلامه اليابان ورقيَّها، وجعَلَها عبرةً للعرب وسائر المسلمين، وقد ذكر كلامًا يستحقُّ أنْ يُكتَب بمداد الذهب، وهذا الكلام ملخَّصه أنَّ الغرب يتَّهموننا بالتخلُّف والرجعيَّة وأنَّ السبب في ذلك ديننا، لكنَّهم قد تقدَّموا وازدهرت حضارتهم وارتقوا بسبب تمسُّكهم بدينهم - كما يَزعُمون - ودينهم باطل لا شكَّ، لكن السؤال: لماذا لا نُسمِّي أوروبا واليابان رجعيَّة بتديُّنها (الكافر)؟!

 

وهذا ما وضَّحَه الأمير في كلامه عن بعض عقائدهم الباطلة، ولا مجال لذِكرها هنا، بعد ذلك ذكر - رحمه الله - آيات العمل في القُرآن، المُبطِلة لتفسير القدَر بالجبْر والكسل، وفَساد الزَّعم الإفرنجي، وأوضح أنَّ المسلمين الجامِدين فتنةٌ لأعداء الإسلام وحجَّة عليه، وإنما يُؤتَى الإسلام من قِبَلِه.

 

أمَّا عن شُبهة (مدنية الإسلام) فلقد أفرد - رحمه الله - حديثًا خاصًّا في جوابه، وردَّ على زعْم مَن زعم أنَّ الإسلام لم يتمكَّن من تأسيس مدينة خاصَّة، ثم ساق الاستدلالَ على ذلك بحالته الحاضرة، وقال أنَّ هذا الكلام خُرافة يُموِّه بها بعض أعداء الإسلام من الخارج وبعض جاحِديه من الداخل، ولكلٍّ منهم هدفُهم، فالأعداء يريدون أنْ يصبغوا المسلمين بالصبغة الأوروبيَّة، أمَّا الجاحدون فيريدون أنْ يزرعوا في العالم الإسلامي بُذورَ الإلحاد.

 

ثم قال: نحن لا نُنكِر أثرَ الدِّين في المدينة، ولكنَّنا لا نُسلِّم بأنَّه لا يصحُّ أنْ يكون لها ميزان؛ وذلك لأنَّه كثيرًا ما يَضعُف تأثيرُ الدِّين في الأمم، فتتفلَّت من قُيوده، وتفسد أخلاقها، وتَنهار أوضاعُها، فيكون فَساد الأخلاق هو علَّةَ السقوط، ولا يكون الدِّين هو المسؤولَ.

 

وكثيرًا ما تَطرَأ عوامل خارجيَّة غير مُنتظَرة، فتتغلَّب على أثلته الشرائع من حضارة، وتزلزل أركانها، وقد تهدمها من بوانيها، ولا يكون القُصور من الشريعة نفسها.

 

فتأخُّر المسلمين في القرون الأخيرة لم يكنْ من الشريعة، بل من الجهل بالشريعة، أو كان من عدم إجراء أحكامها كما ينبغي.

 

ولَمَّا كانت الشريعة جاريةً على حَقِّها كان الإسلام عظيمًا عزيزًا، وأيُّ عظمة أعظم ممَّا كان عليه الإسلام في أيَّام ابن الخطاب مثلاً.

 

إنَّ مدينة الإسلام لا تقبل المُماحَكة، فليس من أمَّةٍ إلا وعندها تَآلِيف لا تُحصَى في مدنيَّة الإسلام، فلو لم تكن للإسلام مدنيَّة حقيقيَّة سامية راقية مطبوعة بطابعه، مبنيَّة على كتابه وسنَّته، ما كان علماء أوروبا - حتى الذين عرفوا منهم بالتحامُل على الإسلام - يُكثِرون من ذِكر المدنيَّة الإسلامية ومن سرْد تواريخها، ومن المقابلة بينها وبين غيرها من المدنيَّات.

 

فالمدنيَّة الإسلاميَّة هي من المدنيَّات الشهيرة التي يَزدان بها التاريخ العام، ثم ذكر أمثلةً لبلاد الإسلام؛ مثل: بغداد، دمشق، القاهرة، حلب، سمرقند، وحواضر أخرى كثيرة من بلاد الإسلام.

 

بعد ذلك ردَّ الأمير - رحمه الله - على حُسَّاد المدنيَّة الإسلاميَّة المُكابِرين، الذين نَسُوا فضلَ الإسلام وحضارته وتراثه.

 

ولقد قام بضرب أمثلة على الأمم الأخرى لأجْل المقابلة، فذكر اليونان والرومان قبلَ النصرانية وبعدَها.

 

فلقد كان اليونان أرقى أمم الأرض قبلَ النصرانية؛ فقد وضعوا أسس الفلسفة، وحملوا ألوية العلم والمعرفة والآداب، كما كان الإسكندر المقدوني أعظمَ فاتحٍ عرَفَه التاريخ، استمرَّت هذه الحال إلى أنْ تنصَّرت اليونان بعد ظهور الدِّين المسيحي بقليلٍ، فمنذ أنْ دانَتْ هذه الأمَّة بالدين الجديد بدأت في التردِّي والانحِطاط وفقْد مَزاياها القديمة، ولم تزلْ تنحطُّ قرنًا بعد قرن، وتتدَهوَر بطنًا عن بطن، إلى أنْ صارَتْ بلاد اليونان ولايةً من جُملة ولايات السلطنة العثمانيَّة، ولم تَعُدْ إلى شيءٍ من النُّهوض والرُّقيِّ إلا في القرن الماضي، أفمِن العدل أنْ نقول: إنَّ النصرانية هي المسؤولة عن انحِطاط اليونان؟

 

إنَّ القائلين بأنَّ الإسلام قد كان سببَ انحطاط الأمم الدائنة به لا مفرَّ له من القول بأنَّ النصرانيَّة قد أدَّت إلى انحِطاط اليونان، كذلك كانت رومية/رومة في عصرها الدولةَ العُظمَى التي لا يُذكَر معها دولةٌ، ولم تزل هكذا إلى أنْ تنصَّرت لعهد قسطنطين، فبدَأتْ في الانحِطاط.

 

أيُعقَل أنْ نقول أيضًا: إنَّ تديُّنها هو سبب تخلُّفها؟!

إنَّ السبب الحقيقي وَراء هذا التخلُّف والانهِيار لليونان والرومان إنما هو الغارات البربريَّة من الخارج، وبعض العوامل من الداخل.

 

فلو فرَضْنا أنَّ النصرانيَّة لم تكن جاءَتْ وقتئذٍ، لم يكن اليونان والرومان نجوا من عَواقِب تلك الحوادث، ولا تخطَّتْهم نتائج تلك الأسباب، فهي بمثابة (القشَّة التي قَصمتْ ظهر البعير).

 

ثم ذكر - رحمه الله - أنَّ سبب تأخُّر أوروبا واليابان الماضي وسبب نهضتهما الحاضرة ليس هو الدِّين، فلا داعي لإدْخال الأديان في هذا المُعتَرك، وجعلها هي وحدَها مِعيارَ التقدُّم والرقي والتردِّي، ليس من النَّصَفة في شيءٍ، فالله - عزَّ وجلَّ - يَنصُر الدولة العادلة ولو كانت كافرة، ولا يَنصُر الدولة الظالمة وإنْ كانت مسلمة.

 

أمَّا الإسلام فلا جِدال في كونه سببَ نهضة العرب وفُتوحاتهم المدهشة ممَّا أجمَعَ على الاعتِراف به المؤرِّخون شرقًا وغربًا، لكنَّه لم يكن سببَ انحطاطهم فيما بعدُ، كما يَزعُم المُفتَرون الذين لا غرض لهم سوى نشر الثقافة الأوروبية بين المسلمين دون ثقافة الإسلام، وبسْط سِيادة أوروبا على بلدانهم، بل كان السبب في تردِّي المسلمين هو أنهم اكتفوا في آخِر الأمر من الإسلام بمجرَّد الاسم، ولكنَّ الإسلام اسمٌ وفعلٌ.

 

إنَّ أسباب نهضة العالم الإسلامي من جديدٍ كثيرةٌ ولا حصر لها، ومن أهمها:

حثُّ القُرآن على العلم:

إنَّ هذا الحثَّ لهو أقوى باعِثٍ للمسلمين على سبْقهم لسائر الأمم في الرُّقيِّ، والناظر في آيات القُرآن يستطيع أنْ يُقرِّر أنَّ العلم هو سبب نهضة الأمم، لكن بالعلم ثم العمل، ولقد فضَّل الله العلم، ورفع مكانته وأعلى شأنه، ومدح أصحابه، ولا مجال هنا لذِكر هذه الآثار.

 

ثم وجَّه الأمير كلمةً إلى طلاب النهضة القوميَّة لا الدينيَّة؛ ليُوضِّح فيها أنَّ النهضة لا بُدَّ للنفوس أنْ تسير بها في حلبة العلم، فالنهضة في الأساس دينيَّة، أمَّا إنْ بعدنا عن القرآن واتَّخذناها قوميَّة كما فعلت أوروبا، فإنَّ هذا يكون مدخلاً إلى الإلحاد والإباحة، وعبادة الأبدان، واتِّباع الشهوات، وهذا ضرَرُه يُفوِّت نفعه؛ فلا بُدَّ لنا من تربيةٍ علمية سائرة جنبًا إلى جنب مع تربيةٍ دينية، ومَن يظنُّ أنَّ نهضة أوروبا جرت دون تربية دينية لا يهمُّنا صوابٌ أم خطأ فكلُّها باطلة - فهو مخطئٌ.

 

ولنضرب على ذلك مثالاً: فلقد قال (الرايستاغ) وهو رئيس نُظَّار ألمانيا: "إنَّ ثقافتنا مبنيَّة على الدِّين المسيحي...".

 

الفصل الثالث

أسباب انحِطاط المسلمين في العصر الأخير

لقد تحدَّثنا آنفًا عن أسباب انحِطاط المسلمين في العصور الأولى، ونريد أنْ نعرف الأسباب الحاليَّة في العصر الأخير.

 

قد يقول قائل: إنَّ المسلمين هم المسلمون لم يتغيَّروا، ونحن نقول لهم: قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الرعد: 11].

 

وأسباب انحِطاطهم في العصر الحديث هي أسبابُه في العصر القديم، لكن زاد عليها:

• فقْد كلِّ الثقة بالنفس، وهو ما يُسمَّى في علم النفس (عقدة النقص)؛ فلقد دَبَّ اليأس في نفوس المسلمين - إلا مَن رَحِمَ الله - وظنُّوا - بل تيقَّن بعضهم - بعدم النصر، ووثقوا في ذلك، وكأنهم نَسُوا قول الله: ﴿ أَلاَ إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ﴾ [البقرة: 214].

 

لكنَّ الأوائل كانوا واثقين في وعْد الله وهم الأعلون، فلم يهنوا ولم يحزنوا؛ ولذلك نصَرُوا الله في أنفسهم فنصرهم الله إلى أنْ دبَّ الخلاف.

 

كان عددهم في بدر (313) فقط، ونصرهم الله على عدوِّهم، فلم يهتمُّوا بالعُدَّة ولا العَتاد، ولكنَّهم وثقوا في وعْد الله، فحينما نزل قول الله تعالى: ﴿ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ﴾ [الأنفال: 65] لم يُنكِروا ذلك، ولم يقولوا: كيف بلا عدد، بلا عدَّة، بلا طائرات ودبابات، ومدافع ورشاشات و... و... و...

 

إنَّ فقْد الثقة بالنفس من أشدِّ الأمراض الاجتماعية، وأخبث الآفات الروحية، ولا يتسلَّط هذا الداء على إنسانٍ إلا أَوْدَى به، ولا على أمَّةٍ إلا ساقَها إلى الفناء، وكيف يرجو الشفاء عليلٌ يعتقد أنَّ علته قاتلتُه؟

 

لقد أجمع الأطباء أنَّ القوَّة المعنويَّة هي رأس الأدوية، وأنَّ من أعظم عوامل الشفاء إرادة الشفاء، فكيف يصلح المجتمع الإسلامي ومعظم أهله يعتقدون أنهم لا يصلحون لشيءٍ، ولا يمكن أنْ يصلح على أيديهم شيء، وأنهم إنِ اجتهدوا أو قعَّدوا لا يقدرون أنْ يضارعوا الأوروبيين في شيء؟!

 

وكيف يمكنهم أنْ يناهضوهم في معتركٍ وهم موقنون أنَّ الطائلة الأخيرة ستكون لعدوِّهم لا محالة؟!

 

إنَّ المؤلف - رحمه الله - لم يذكر سوى هذا السبب لانحطاط المسلمين، والحق يُقال: إنَّ هذا السبب جديرٌ لفتك الأمَّة من جذورها، فهو داءٌ عُضال كما أوضحنا، لكن كل مَن سار على الدرب وصَل، وإنَّ المسلمين إذا تعلموا العلوم العصرية استطاعوا أنْ يعملوا الأعمال العمرانية التي يقوم بها الإفرنج، وقد ضرب المؤلف أمثلةً كثيرة على قدرة المسلمين لنهوض العمران؛ لذلك فقد أكثَرَ من نصائحه حول العلم وتعلُّمه وتعليمه.

 

ولقد ذكر قصة (الخط الحديدي الحجازي)، والغاية من إنشاء هذا الخط، ومَداه، وتعطيل كلٍّ من إنجلترا وفرنسا لهذا الخط.

 

كما قام بذكر أدوار بارزة مصرية مثل محمد طلعت حرب - مع ما يُؤخَذ عليه - الذي كان أمَّةً وحدَه في الحلبات الاقتصادية، وقد أسَّس بنك مصر ووسَّع نشاطه ليستَوعِب كثيرًا من المشاريع الاقتصادية والحيوية وبدرجة عالية من الجودة والإتقان.

 

كذلك أحمد حلمي باشا، وعبدالحميد شومان اللذان كان لهما دور كبير في منافسة أوروبا في الاقتصاد.

 

بعد ذلك دعا المؤلف الأمم ووجَّه همتها إلى أهميَّة الإصلاحات المعنوية والمادية في البلاد الإسلامية؛ فالشريعة لا تعرف حسبًا ولا نسبًا، وإنما أكرَمُ الناس عند الله أتقاهم، وقد طبق هذا الكلام على بلاد الحجاز والشعب السعودي.

 

وفي النهاية:

جاء في خلاصة الجواب: أنَّ المسلمين لن ينهضوا إلاَّ بالأشياء التي نهض بها غيرُهم، وقد ذكر أمثلةً لهذه الأشياء، ومنها:

1- الجهاد بالمال والنفس، وهذا مجرَّب كثيرًا.

2- العلم.

 

ولن يتمَّ للمسلمين - ولا لأيِّ أمَّة من الأمم - نجاحٌ أو رُقِيٌّ إلا بالتضحية، فإنَّ هذا الأمر قد أمر الله به - عزَّ وجلَّ - مِرارًا في كتابه العزيز.

 

والحقيقة أنَّ هذه الأمور فروعٌ لا أصول، بل هي نتائج لا مقدِّمات، فإنَّ التضحية أو الجهاد بالمال والنفس هو العِلم الأعلى الذي يهتف بالعلوم كلها، فإذا تعلَّمت الأمَّة هذا العلم وعملت به، دانَتْ لها سائر العلوم والمعارف، ودانَتْ منها جميع القطوف والمجاني.

 

فإنْ قال قائلٌ: إنَّ الرسول كان أميًّا، نقول له: قال الله تعالى: ﴿ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ﴾ [النجم: 5] وبهذا استطاع أنْ يُقِيمَ دولةً ليس من الصفر بل ممَّا هو أقل من الصفر؛ فقد أنقذ العالم من براثن الجاهلية إلى نور العلم، وكما نعرف (محمد علي) الذي ربما كان أميًّا لكنَّه بعَث مصر من العدم إلى الوجود في زمنٍ قصير، كذلك الأب الأمي الشفيق على ولده قد يكونُ من أجهل الجهلاء، لكنه لا يأتي لابنه إلا بأحذق الأطباء.

 

فلننفض غبار اليأس، ولنتقدَّم إلى الأمام، ولنعلم أنَّنا بالِغُون كلَّ أمنيَّة بالعمل والدأب والإقدام، وتحقيق شروط الإيمان؛ قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [العنكبوت: 69].

 

الفصل الرابع

مميزات الكتاب وعيوبه

أولاً: المميزات:

يقول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا يشكُر الله مَن لم يشكُر الناس))، وانطلاقًا من هذا الحديث نتقدَّم بالشكر لأمير البيان: شكيب أرسلان، على ما قدَّمَه من جهدٍ في الرد على السؤال الموجَّه إليه بخصوص تأخُّر المسلمين وانحِطاطهم، فهذا الكتاب هو جوابٌ وردٌّ على سؤالٍ وُجِّه إليه، وكما نعلم أنَّ من بركة العلم أنْ يُنسَب إلى أهله، فهذا الكتاب من أروع ما كُتِبَ في هذا الصدد، وهو موافقٌ لما كتبه الأستاذ أبو الحسن الندوي في: "ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين".

 

ولقد أثنى الأستاذ: وحيد الدين خان، خيرًا على هذا الكتاب وعلى صاحبه[2].

 

ولهذا الكتاب مميزات لعلَّ أبرزها ما يلي:

1- إبراز آيات القرآن في الردِّ والرُّجوع إليها؛ ممَّا يدلُّ على تأثر المؤلف بالقرآن.

2- إشراق العبارة وجمال الديباجة في النثر والشعر، فهو أمير البيان، وقد كان رئيسَ المجمع العلمي في سورية.

3- كثْرة سفر الكاتب ورحلاته العلمية ودراساته ساعدَتْه في معرفة أحوال المسلمين شرقًا وغربًا؛ ممَّا جعله يُؤيِّد كلامه النظري بأدلَّة علمية مُوثَّقة.

4- خير الكلام ما قلَّ ودلَّ، فعبارات الكتاب موجزة مُعبِّرة.

5- المقارنة بين حال المسلمين والإفرنج في تقدُّمهم وانحِطاطهم.

6- ردُّ المزاعم والافتراءات التي يفتريها الغرب على الإسلام وأهله.

7- التدرُّج في ذكر الأمثلة؛ فغالبًا ما يبدأ بالقرآن، ثم الحديث، ثم الأخبار، ثم العصر الحديث.

8- التحدُّث عن مواضيع حسَّاسة أتَتْ في وقتها؛ مثل: مدينة الإسلام، والرد على حساد المدينة المُكابِرين.

9- وضع الحلول لنهضة المسلمين واستخراجها من الشريعة الإسلامية.

10- الاستشهاد بالتجارب المعاصرة في النهوض والحضارة.

 

هذا بعضٌ من كلٍّ؛ فالكتاب له مميزات كثيرة جدًّا، وهي أكثر من أنْ تُحصَى.

 

ثانيًا: العيوب:

إذا أردنا أنْ نتحدَّث عن العيوب التي تتعلَّق بهذا الكتاب، فإنَّنا لا نَذكُرها حتى ننقص من قدر الكتاب، ولكنها كماليات، فالكمال لله وحدَه، وما معصومٌ إلا النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - لكنْ للمجتهد أجران إنْ أصاب، وله أجرٌ إنْ أخطأ.

 

ومن المعلوم أنَّ من نُبل الرجل أنْ تُعَدَّ مَعايبُه، ولكلِّ عالم هفوة، والعيوب التي أذكُرها ألتمس للمؤلف العذرَ فيها؛ لأنَّه - في ظنِّي - أراد في أسرع وقت أنْ يُجِيب على هذا السؤال؛ تلبيةً لرغبة صديقه الشيخ: محمد رشيد رضا، والذي جاء بِناءً على سؤالٍ وجَّهه إليه أحد تلاميذه.

 

وأظنُّ أنَّ المؤلف لم يعكف على دراسة هذا الكتاب، ولكنَّه عبارةٌ عن خواطر يَذكُرها؛ لذا فقد جاءت العيوب كالتالي:

1- تناثُر الأفكار وحدوث الخلط في بعض الأشياء؛ فنجده تحدَّثَ في أوَّل الردِّ عن أسباب تخلُّف المسلمين، وفي وسط الجواب يتحدَّث عن تخلُّف بعض الدول، وفي نهايته يتحدث عن تخلُّف المسلمين في العصر الحديث، ولم يذكر إلا سببًا واحدًا، وكان عليه أنْ يسرد بعضها وَراء البعض حتى تتَّحِد الفكرة.

 

2- عدم الدقة في التنظيم أيضًا، واختلاط الأفكار الرئيسة بعضها ببعض، والبحث في تصوُّري يكون هكذا:

• سنة الكون في الانهيار والنهوض.

• أسباب تأخُّر المسلمين قديمًا وحديثًا.

• المقابلة بين حال المسلمين وغيرهم من الدول من حيث التأخُّر.

• الحديث عن وضع المسلمين الراهن.

• الفرق بين جهود المسلمين وغيرهم في الدعوة.

• عرضٌ لبعض الشبهات الغربيَّة.

• بحث حول العلاقة بين الدِّين والتقدُّم، وعلاقة بعضهما ببعض.

• ثم في النهاية الحديث عن النهضة قديمًا وحديثًا.

• ذكر أسباب النهضة مجملةً.

• وكلمة لطلاب النهضة القومية.

 

هذا رأيي، فإنْ كان صوابًا فمن الله وحدَه، وإنْ كان خطأً فمنِّي ومن الشيطان، والله ورسوله منه بَراء، والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.

 

خـاتمـة

الحمد لله وحدَه، والصلاة والسلام على مَن لا نبيَّ بعدَه.

 

وبعدُ:

وبعد هذه الجولة السريعة في هذا السِّفر الجليل القيمة، القليل الحجم، العظيم الفائدة، أرجو من الله - عزَّ وجلَّ - أنْ أكون قد وُفِّقتُ في تلخيصه، أقصد في عرض صورةٍ مبسطة عنه، بحيث يجد قارئ هذه الوُرَيقات ما يريدُ معرفته من هذا الكتاب ولو النذر اليسير.

 

ونظرًا لعِظَمِ مادَّة هذا الكتاب فقد اعتمد عليه كلُّ البحث، ولم أرجع إلى مصادر أخرى لغِنَى هذا الكتاب بما يتعلَّق بموضوعنا.

 

كما أوصي بدراسة شخصيَّة الأمير دراسة واعية جادَّة؛ فهو جدير بهذا - رحمه الله - ويلزمنا أنْ نتشبَّه بهؤلاء الأعلام؛ لعلَّنا نَنالُ الفلاح، ونظرًا لدقَّة عباراته وجمال دِيباجتها وصِياغتها، فإنِّي أُوصِي بالاطِّلاع - إنْ لم يكن بقراءة - كلِّ الكتب التي كتَبَها أمير البيان.

 

وفي النهاية أسأل الله - عزَّ وجلَّ - أنْ يُعلِّمنا ما ينفعنا، وأنْ ينفعنا بما علمنا وأنْ يزيدنا علمًا، وأنْ يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتَّبعون أحسَنَه، فالعلم بلا عملٍ كالمركب بلا قائد.

 

وختامًا: أرجو من الله - عزَّ وجلَّ - أنْ أكون قد وُفِّقتُ في عرض هذا الكتاب وتلخيصه، فهو جديرٌ بالبحث؛ نظرًا لما وقع فيه المسلمون من تخلُّف وانحطاط حضاري.

 

واللهَ أسألُ أنْ يعيد المسلمون إلى دِينهم عودًا حميدًا، ويردَّهم مَردًّا جميلاً، وبهذا يرتقي المسلمون وينهضوا مرَّة ثانية.

 

قال تعالى: ﴿ وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران: 139].

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

كشاف البحث

المــوضــوع

رقم الصفحة

المقدمة

1

التمهيد

2

أولاً: الغاية من هذا الكتاب وسبب تأليفه

2

ثانيًا: التعريف بالمؤلف

3

الفصل الأول

4

جواب الأمير

4

أسباب ارتقاء المسلمين في الماضي

4

هل فقد المسلمون السبب الذي ساد به سلفهم؟

4

مقابلة بين حال المسلمين والإفرنج

5

موازنة بين المسلمين والنصارى في نشر الدين

5

الفصل الثاني: أسباب تأخر المسلمين

6

الجهل والعلم الناقص، فساد الأخلاق، الجبن والهلع، اليأس والقنوط

6

نسيان المسلمين ماضيهم المجيد، شبهات الجبناء والجهلاء

ضياع الإسلام بين الجامد والجاحد

7

مدنية الإسلام

8

أسباب النهضة - الحث على العلم

10

كلمة إلى طلاب النهضة القومية

10

الفصل الثالث

11

أسباب انحطاط المسلمين في العصر الأخير، فقد الثقة بالنفس

11-12

الفصل الرابع

13

مميزات وعيوب الكتاب - أولاً: المميزات

13

ثانيًا: العيوب

14

الخاتمة

14

الفهرس

15



[1] تلخيص لكلام الشيخ محمد رشيد رضا - رحمه الله.

[2] الدين الكامل، وحيد الدين خان ص315، الطبعة العربية الأولى، 1413/1993، دار الرسالة للإعلام.





 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • ملخص كتاب: لماذا تخلفنا وتقدم غيرنا؟(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • لماذا ضعف المسلمون واستقوى غيرهم؟ (1)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • لماذا تأخر نزول المطر إلى الآن؟! (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • لماذا تأخر النصر؟!(مقالة - آفاق الشريعة)
  • لماذا لا أدري لكن لماذا؟(استشارة - الاستشارات)
  • لماذا يتضايق المسلمون حين يتعرض الرسول صلى الله عليه وسلم للإساءة(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • لماذا تراجع المسلمون حضاريا؟(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • تأخر الخاطب في الاتصال والتقدم للمخطوبة(استشارة - الاستشارات)
  • قول المتحضر في مفهوم التقدم والتأخر(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر(مقالة - ملفات خاصة)

 


تعليقات الزوار
1- لن تنتصر الأمة إلا بالعقيدة
ريهام سامح - مصر 18-04-2011 07:43 AM

لن تنتصر أمة غالبها جاهل بالعقيدة

والقليل من يعرفها

واقل القليل هو من يطبقها عمليا لا نظريا




﴿ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [المنافقون: 8].



ولو كان الله قد قال: ﴿ وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الروم: 47]؛ بمعنى: أنَّه ينصرهم بدون أدنى مزيَّة فيهم سوى أنهم يُعلِنون كونهم مسلمين - لكان ثمَّة محلٌّ للتعجب من هذا الخذلان بعد ذلك الوعد الصريح بالنصر.



ولكنَّ النصوص في القُرآن هي غير هذا، فالله غير مُخلِفٍ وعدَه، والقرآن لم يتغيَّر، وإنما المسلمون هم الذين تغيَّروا، والله تعالى أنذر بهذا فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الرعد: 11].

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب