تلخيص لقاء الشيخ الألباني مع جماعة أنصار السنة المحمدية بسوهاج (PDF)

مقدمة الملخِّص

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان وسلم تسليماً كثيراً وبعد:

فهذا تلخيص لأهم ما ذكره الشيخ/ محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله تعالى- في لقائه مع جماعة أنصار السنة المحمدية بسوهاج في صعيد مصر[1]، حفظها الله وأهلها بالأمن والأمان والسلامة والإسلام وزادها الله تقى وهدى ورجوعاً إلى الدين وتمسكاً به على منهج الرعيل الأول وهم الصحابة -رضي الله عنهم-.

وهذا التلخيص يعتبر حصراً لكل المواضيع والأحكام التي ذكرها الشيخ الألباني في لقائه، وإلا إن شئت أيها القارئ فسمه (الفوائد المستنبطة من لقاء الشيخ الألباني مع جماعة أنصار السنة المحمدية بسوهاج).

وقد حاولت قدر الاستطاعة أن أنتزع كلام الشيخ الألباني -رحمه الله تعالى- لأضعه بنصه في هذا التلخيص، وإلا فإن الأمر كما قال الله تعالى: ﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ﴾[2].

وقد أردت بعملي هذا تقريب اللقاء للقارئ حتى يكون كالمدخل والمقدمة لكلام الشيخ الألباني، حتى إذا قرأه القارئ الكريم أخذ خلاصة كلام الشيخ في هذا الإيجاز الشديد، وكان على بصيرة بكل ما ذكره الشيخ من موضوعات في هذا اللقاء الماتع، فإذا قرأ بعد ذلك كلام الشيخ استفاد منه استفادة كبيرة جداً إن شاء الله تعالى.

ولا شك أنه بطبيعة الحال أن هذا التلخيص لا يغني عن الأصل الذي حققته، فإن في الأصل فوائد جمة، وكذلك علقت عليه بتعليقات مفيدة للقارئ، فليعض طالب العلم عليه بالنواجذ، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.

وكتبه

أبو عبد الله

وائل بن على بن أحمد آل عبد الجليل الأثري

الخميس: 12/ 5/ 1427هـ

8/ 6/ 2006م

alsalafy1433@hotmail.com

♦  ♦  ♦  ♦

تلخيص لقاء الشيخ الألباني

مع جماعة أنصار السنة المحمدية بسوهاج

بسم الله الرحمن الرحيم

1- إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾[3]. ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾[4]. ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾[5] أما بعد: فإن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، وبعد: فقد أخرج أبوداود في سننه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد في سبيل الله، سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم»[6].

2- تشخيص مرض المسلمين المتمثل في (المخالفة) أي مخالفة الكتاب والسنة.

3- بيان وسائل العلاج والتي تتمثل في الرجوع إلى الكتاب والسنة.

4- تحريم بيع التقسيط[7].

5- تحريم الحِيَل التي تفضي إلى الوقوع في الحرام، وبيان أنها مذمومة، وأن فعلها فيه مشابهة لليهود -لعنهم الله تعالى-.

6- وجوب مخالفة الكفار، وتحريم التشبه بهم.

7- تحريم نكاح التحليل، وأنه من الحِيَل على استحلال ما حرم الله تعالى، وبيان أن المحلِّل والمحلَّل له ملعون على لسان الشرع، وبيان أن المحلِّل سماه الرسول صلى الله عليه وسلم: «التيس المستعار»[8].

8- بيان مقاصد الزواج الشرعي، والتي منها: أن يسكن إلى زوجته، وأن يبتغي إليها، وأن تكون العلاقة بينهما قائمة على المودة والرحمة، وأن يكون كل منهما ناوياً التحصين، وأن يبتغي كل منهما الذرية الصالحة تحقيقاً لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم: «تزوجوا الودود الولود فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة»[9].

9- لا يجوز الاحتيال في دفع مال الزكاة بأن يدفع الزكاة للفقير (قوتاً) ثم يشتريه بسعر ضئيل جداً[10].

10- بيان أن خطر الحيلة كخطر الابتداع في الدين[11].

11- بيان واقع المسلمين اليوم، وبيان انشغالهم بأمور دنياهم، وكان ينبغي عليهم أن ينشغلوا بما يفيدهم في دينهم، وبيان أن كثرة العدد ليست دائماً ممدوحة وإنما تمدح الطاعة.

12- تحريم فوائد البنوك، وبيان أن أكثر التجار اليوم إن لم نقل كلهم يتعاملون مع هذه البنوك الربوية المخالفة للشريعة الإسلامية.

13- تحريم تنظيم الأسرة وتحديد النسل، وبيان أن هذه بضاعة كافرة لا أصل لها بالإسلام، فينبغي على المؤمن أن يكون راضياً بقضاء الله وقدره، ومن ذلك أن لا يخشى الفقر لكثر الأولاد، فإن الله هو الرزاق الذي يرزقه ويرزق هذا الطفل المولود، فعليه أن يسعى في طلب الرزق بالطرق المشروعة وسييسره الله له.

14- الذل المسلط على المسلمين ليس المراد به احتلال اليهود لقسم عظيم مقدس من بلاد المسلمين؛ بل هو أكبر وأخطر من هذا الجانب بكثير.

15- بيان أن العلاج في الرجوع إلى دين الإسلام الذي أكمله وأتمه الله سبحانه وتعالى، وهذا معناه أن كل البدع مذمومة وضلالة، فلا يصح إطلاق لفظ الحسن على بعض البدع لأن هذا اتهام الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه قصَّر في تبليغ الدين للناس وأن هذه الشريعة لم تكتمل ولم تتم وهذا تكذيب صريح لنصوص الكتاب والسنة.

16- بيان أن معنى شهادة (لا إله إلا الله) لا معبود بحق في الوجود إلا الله، وبيان خطأ من فسرها بقوله (لا ربَّ إلا الله) لأن المشركين كانوا يقرون بتوحيد الربوبية، وإنما جحدوا إفراد الله بالعبادة وهو توحيد الألوهية، وما أكثر ما أصيب المسلمون بالشرك الأكبر[12] في كثير من البلاد الإسلامية، وخاصة في بلادكم هذه[13] عند السيد الحسين والبدوي وغيره، فهناك الطواف، وهناك الاستغاثة بغير الله وهذا كله كفر بتوحيد الألوهية والعبادة لله وحده لا شريك له.

17- بيان أن معنى شهادة (محمد رسول الله) لا متبوع بحق سوى رسول الله، وبيان أن هذه الشهادة متممة للشهادة السابقة، فلا يصح إيمان عبد أتى بالشهادة الأولى (لا إله إلا الله) إلا إذا أتى بالشهادة الثانية (محمد رسول الله).

18- استحباب اختيار وقت الموعظة وعدم الإطالة خشية الملل.

19- لا يجوز التعصب لمذهب أو إمام، وإنما الحجة في الآثار، ومن البلية بمكان إنزال أئمة الإسلام بمنزلة النبي عليه الصلاة والسلام، وهذا غلو مرفوض، ولذلك تبرأ الأئمة من أتباعهم المقلدين لهم واتفقوا على قول (إذا صح الحديث فهو مذهبي).

20- التحذير من تأويلات الباطنية التي هي الإلحاد بعينه، والتحذير من أكبر دعاتها الذي قال بعقيدة (وحدة الوجود) وهي عقيدة باطلة وهو المسمَّى بـ(محيي الدين بن عربي) النكرة وهو بمميت الدين أشبه وأولى.

21- التحذير من الصوفية، وبيان بعض ضلالاتهم وشطحاتهم في العقيدة والعبادة والأخلاق والسلوك، وبيان أن التصوف شر كله، وأحسنه لو كان فيه حسن فهو قائم على مخالفة السنة.

22- صفات الفرقة الناجية، وبيان أنها تقوم على الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة -رحمهم الله تعالى- وأوَّلهم الصحابة -رضي الله عنهم- لأنهم شاهدوا نزول الوحي وسألوا النبي صلى الله عليه وسلم عما استشكل عليهم، فهم أدرى بنصوص الكتاب والسنة من غيرهم.

وكل خير في اتباع من سلف       وكل شر في ابتداع من خلف

23- بيان ضلال كل الفرق التي تدَّعي أنها تتمسك بالكتاب والسنة فقط ولا تقبل فهم الصحابة -رضي الله عنهم- عليهما، وأن عدم قبول هذا الشرط هو السبب في ضلالهم لأنهم تأولوا النصوص تأويلاً فيه تكلف شديد فحرفوا نصوص الكتاب والسنة، كما فعلت المعتزلة والقاديانية.

24- الرد على المعتزلة في إنكارهم رؤية الله تعالى يوم القيامة، وبيان ضلالهم في ذلك.

25- الرد على القاديانية في زعمهم أن النبوة لم تختم بمحمد صلى الله عليه وسلم وبيان ضلالهم في ذلك.

26- بيان أن حفظ القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾[14] يستلزم حفظ السنة، لأنه لا سبيل إلى فهمه إلا بالسنة، فهي المبينة له، لقوله تعالى: ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْـرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَـا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ﴾[15].

27- حَضَّ الشيخ الألباني -رحمه الله تعالى- المسلمين عامة وأنصار السنة المحمدية خاصة؛ بالعناية التامة ولو بأفراد منهم لدراسة علم الحديث بأنواعه كلها، لأنه هو الوسيلة لمعرفة ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابهم -رضي الله عنهم-.

28- التحذير من الألفاظ الشركية التي تنتشر على ألسنة كثير من الناس كقول بعضهم (إذا أعيتكم الأمور فعليكم بأصحاب القبور) و (من اعتقد بحجر نفعه) وهذا شرك بالله عز وجل.

29- وجوب إيجاد كتاب يجمع الأحاديث الصحيحة، يرجع إليه كل من يؤلف في موضوع فقهي أو موضوع اجتماعي أو تربوي أو أي ناحية من نواحي الشريعة، يجد هناك مصدر قرآن وسنة صحيحة.

30- لا قيام للمسلمين ولا عِزَّ لهم إلا إذا جمعوا بين نقطتين هامتين هي خلاصة هذه الرسالة (التصفية والتربية) لابد من تصفية الإسلام مما ليس منه، ولابد من العمل بهذا الإسلام بدءاً من أنفسنا وانتهاء إلى آخر أخ مسلم له ما لنا وعليه ما علينا.

هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.

لخصه وكتبه

أبو عبد الله

وائل بن على بن أحمد آل عبد الجليل الأثري

alsalafy1433@hotmail.com