التقديرات المكانية (دراسة حديثية موضوعية)

ملخص الرسالة

التقديرات المكانية

(دراسة حديثية موضوعية)

المقدمة:

الحمد لله الذي جعل لكل شيء قدرًا وخلق كل شيء فقدره تقديرًا وأشهد أن لا إله إلا هو وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، ما ترك من خير إلا ودلنا عليه، ولا شر إلا وحذرنا منه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وأتباعه إلى يوم الدين أما بعد:

فالسنة النبوية المطهرة هي المصدر الثاني من مصادر التشريع الشاملة لكل خير نافع للناس دنيا وآخرة.

والشرع الإسلامي مبني في جانب منه على التحديدات والتقديرات والمقاييس المتعلقة بخلق الكون التي تبين عظمة الخالق جل وعلا والمستدل بها على أن الله سبحانه وتعالى وحده هو المستحق للعبادة وكذلك التحديدات والتقديرات المتعلقة بالأحكام الشرعية وثوابها الداخلة في البصيرة بالدين؛ لأن معرفة هذه التقديرات من معرفة حدود الله جل ثناؤه وتحقيق عبادته على الوجه الصحيح.

قال العلامة الشنقيطي يرحمه الله «تقدير الأشياء هو حدّها بالأمكنة والأزمان والمقادير والمصلحة»[1]، وهذا المنهج في التقدير والتحديد تزخر به نصوص الكتاب والسنة؛ لذلك عول عليه كثير من العلماء خاصة في العبادات والمعاملات.

ولما كانت الأحاديث الواردة في التقديرات المكانية متفرقة في كتب السنة المتنوعة، رغبت أن تكون مجال رسالتي للماجستير حيث أعتني بأحاديث هذا الموضوع بدراسة حديثية موضوعية مع بيان ما يتعلق بها من معانٍ ومقاصد مما لا تخفى أهميته في العبادات والمعاملات من حيث التطبيق، في بحث عنوانه: «التقديرات المكانية في السنة النبوية دراسة حديثية موضوعية».

أهمية الموضوع وأسباب اختياره:

1- أهمية التقديرات المكانية في حياة الناس لتعلقها بعباداتهم ومعاملاتهم.

2- حاجة هذا الموضوع لدراسة حديثية موضوعية إذ أن الموضوع لم يبحث قبل هذا في حدود علمي وبحثي.

3- الإسهام في خدمة السنة النبوية وتوضيح معانيها للمستفيدين.

هدف الموضوع:

جمع الأحاديث الواردة في التقديرات المكانية ودراستها دراسة حديثية موضوعية.

عدد الأحاديث:

بلغ عدد الأحاديث التي اشتمل عليها البحث من غير المكرر (162) مائة واثنين وستين حديثًا، منها (69) تسع وستون حديثًا في الصحيحين أو أحدهما، و(93) وثلاث وتسعون حديثًا خارج الصحيحين.

وبلغ عددها بالمكرر (170) مائة وسبعين حديثًا.

خطة البحث:

يحتوي البحث على: مقدمة، وتمهيد، وخمسة أبواب، وخاتمة، وفهارس.

المقدمة، تشمل أهمية الموضوع، وأسباب اختياره، وأهدافه، والدراسات السابقة فيه، خطته، ومنهجه.

التمهيد، وفيه ثلاثة مباحث:

المبحث الأول: بيان لمفردات عنوان البحث.

المبحث الثاني: الضوابط الشرعية لتعظيم المكان.

المبحث الثالث: أنواع التقديرات في السنة النبوية.

الباب الأول: التقديرات المكانية المتعلقة بالأحكام الشرعية.

في فصلين:

الفصل الأول: التقديرات المكانية المتعلقة بالعبادات.

في مبحثين:

المبحث الأول: التقديرات المكانية المتعلقة بالصلاة.

في سبعة مطالب:

المطلب الأول: التقديرات المكانية المتعلقة بالتوجه للقبلة.

المطلب الثاني: التقديرات المكانية المتعلقة بالمواضع التي لا تجوز الصلاة فيها.

المطلب الثالث: التقديرات المكانية المتعلقة بالمواضع التي صلى فيها النبي - صلى الله عليه وسلم -.

المطلب الرابع: التقديرات المكانية المتعلقة بسترة المصلي.

المطلب الخامس: التقديرات المكانية المتعلقة بالظل في مواقيت الصلاة.

المطلب السادس: التقديرات المكانية المتعلقة بقصر الصلاة.

المطلب السابع: التقديرات المكانية المتعلقة بموضع نظر المصلي في صلاته.

المبحث الثاني: التقديرات المكانية المتعلقة بالحج.

في سبعة مطالب:

المطلب الأول: التقديرات المكانية المتعلقة بسفر المرأة بغير محرم.

المطلب الثاني: التقديرات المكانية المتعلقة بمواقيت الحج.

المطلب الثالث: التقديرات المكانية المتعلقة بدخول مكة.

المطلب الرابع: التقديرات المكانية المتعلقة بالطواف والسعي بين الصفا والمروة.

المطلب الخامس: التقديرات المكانية المتعلقة بمنى وعرفة والمزدلفة.

المطلب السادس: التقديرات المكانية المتعلقة بمحل المحصر.

المطلب السابع: التقديرات المكانية المتعلقة بالتحصيب.

الفصل الثاني: التقديرات المكانية المتعلقة بالمعاملات.

في خمسة مباحث:

المبحث الأول: التقديرات المكانية المتعلقة بإحياء الموات.

المبحث الثاني: التقديرات المكانية المتعلقة بغصب الأرض.

المبحث الثالث: التقديرات المكانية المتعلقة بالطريق المختلف فيه.

المبحث الرابع: التقديرات المكانية المتعلقة بالسبق بين الخيل.

المبحث الخامس: التقديرات المكانية المتعلقة بحد سقي الزرع عند الخصومة.

الباب الثاني: التقديرات المكانية المتعلقة بالفضائل.

في ثلاثة فصول:

الفصل الأول: التقديرات المكانية المتعلقة بفضائل النبي، صلى الله عليه وسلم.

في ثلاثة مباحث:

المبحث الأول: التقديرات المكانية المتعلقة بجهات انتشار الإسلام.

المبحث الثاني: التقديرات المكانية المتعلقة بالنصر بالرعب.

المبحث الثالث: التقديرات المكانية المتعلقة بفضل ما بين بيته ومنبره.

الفصل الثاني: التقديرات المكانية المتعلقة بفضائل الأعمال.

في تسعة مباحث:

المبحث الأول: التقديرات المكانية المتعلقة بفضل بناء المساجد.

المبحث الثاني: التقديرات المكانية المتعلقة بفضل المشي إلى المساجد.

المبحث الثالث: التقديرات المكانية المتعلقة بفضل الأذان وثواب المؤذنين.

المبحث الرابع: التقديرات المكانية المتعلقة بفضل الصوم في سبيل الله.

المبحث الخامس: التقديرات المكانية المتعلقة بباب التوبة.

المبحث السادس: التقديرات المكانية المتعلقة بفضل العيادة.

المبحث السابع: التقديرات المكانية المتعلقة بأفضل الصدقات في سبيل الله.

المبحث الثامن: التقديرات المكانية المتعلقة بفضل القرب من أهل الصلاح والتقوى.

المبحث التاسع: التقديرات المكانية المتعلقة بموت المسلم في غير مولده.

الفصل الثالث: التقديرات المكانية المتعلقة بفضائل الأمم والقبائل والأمكنة.

في خمسة مباحث:

المبحث الأول: التقديرات المكانية المتعلقة بفضل مكة وحدود حرمها.

المبحث الثاني: التقديرات المكانية المتعلقة بفضل المدينة وحدود حرمها.

المبحث الثالث: التقديرات المكانية المتعلقة بالأودية التي حماها النبي - صلى الله عليه وسلم -.

المبحث الرابع: التقديرات المكانية المتعلقة بالدفن في الأماكن الفاضلة.

المبحث الخامس: التقديرات المكانية المتعلقة بفضل بعض الأمم والقبائل.

الباب الثالث: التقديرات المكانية المتعلقة بالبرزخ ويوم القيامة وعلاماته.

في ثلاثة فصول:

الفصل الأول: التقديرات المكانية المتعلقة بالبرزخ.

في مبحثين:

المبحث الأول: التقديرات المكانية المتعلقة بأن الميت يفسح له في قبره سبعون ذراعًا.

المبحث الثاني: التقديرات المكانية المتعلقة بأن الميت يفسح له في قبره مد بصره.

الفصل الثاني: التقديرات المكانية المتعلقة بعلامات يوم القيامة.

في أربعة مباحث:

المبحث الأول: التقديرات المكانية المتعلقة بجهة أرض الفتن.

في مطلبين:

المطلب الأول: خروج الدجال.

المطلب الثاني: خروج النار.

المبحث الثاني: التقديرات المكانية المتعلقة بنزول المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام.

المبحث الثالث: التقديرات المكانية المتعلقة بانتشار يأجوج ومأجوج في الأرض.

المبحث الرابع: التقديرات المكانية المتعلقة بخروج الدابة.

الفصل الثالث: التقديرات المكانية المتعلقة بيوم المحشر.

في مبحثين:

المبحث الأول: التقديرات المكانية المتعلقة بدنو الشمس من الخلق يوم القيامة.

المبحث الثاني: التقديرات المكانية المتعلقة بحوض النبي - صلى الله عليه وسلم -.

الباب الرابع: التقديرات المكانية المتعلقة بالجنة والنار وأوصافهما.

في فصلين:

الفصل الأول: التقديرات المكانية المتعلقة بالجنة وأوصافها.

في خمسة مباحث:

المبحث الأول: التقديرات المكانية المتعلقة بنعيمها.

المبحث الثاني: التقديرات المكانية المتعلقة بدرجاتها.

المبحث الثالث: التقديرات المكانية المتعلقة بأبوابها.

المبحث الرابع: التقديرات المكانية المتعلقة برائحتها.

المبحث الخامس: التقديرات المكانية المتعلقة بجنة الفردوس.

الفصل الثاني: التقديرات المكانية المتعلقة بالنار وأوصافها.

في ثلاثة مباحث:

المبحث الأول: التقديرات المكانية المتعلقة بعمقها.

المبحث الثاني: التقديرات المكانية المتعلقة بسعتها (من خلال ضخامة ساكنيها).

المبحث الثالث: التقديرات المكانية المتعلقة بكثافة جدرانها.

الباب الخامس: التقديرات المكانية المتعلقة بالكون والعرش وسدرة المنتهى.

في ثلاثة فصول:

الفصل الأول: التقديرات المكانية المتعلقة بالكون.

في مبحثين:

المبحث الأول: التقديرات المكانية المتعلقة بالسماء والأرض.

المبحث الثاني: التقديرات المكانية المتعلقة بمواضع سجود الملائكة.

الفصل الثاني: التقديرات المكانية المتعلقة بالعرش.

في مبحثين:

المبحث الأول: التقديرات المكانية المتعلقة بنهاية معراج النبي - صلى الله عليه وسلم -.

المبحث الثاني: التقديرات المكانية المتعلقة بما فوق السماء السابعة.

الفصل الثالث: التقديرات المكانية المتعلقة بسدرة المنتهى.

في مبحثين:

المبحث الأول: التقديرات المكانية المتعلقة بموضعها.

المبحث الثاني: التقديرات المكانية المتعلقة بهيئتها.

الخاتمة: وفيها أبرز النتائج التي توصلت إليها.

الفهارس العلمية للبحث.

منهجي في البحث:

1- جمعت الأحاديث ورتبتها وقسمتها، حسب الخطة السابقة.

2- خرّجت الأحاديث وحكمت عليها في ضوء العناصر الآتية:

أ‌- إذا كان الحديث في الصحيحين أو أحدهما:

• اقتصرت في تخريجه على الكتب السبعة إلا إذا كان في غيرهما من المصادر زيادة مؤثرة في المعنى فإني أتوسع في تخريجه ودراسة أسانيده.

• ذكرت اللفظ الأتم للمعنى المراد، ومن هو لفظه، ومشيرةً إلى المصادر الأخرى بالعبارات الاصطلاحية في التخريج.

ب‌- إذا كان الحديث ليس في الصحيحين قمت بما يلي:

• خرّجت الحديث تخريجا موسعا. مراعية في ذلك الترتيب الزمني بين المصادر.

• ذكرت جزء الإسناد من المدار إلى نهاية السند.

• درست إسناد الحديث المختار لفظه، مترجمةً لرواته، فإن كان الراوي متفقًا على توثيقه أو تضعيفه، ذكرت من عناصر ترجمته ما يميزه من الاسم والكنية، واللقب وسقت من أقوال الأئمة ما يفيد خلاصة القول في درجته، خاتمة ذلك بقول ابن حجر في «التقريب» غالبًا.

وأما إذا كان الراوي مختلفًا فيه، ذكرت العناصر المميزة له، كما سبق، ثم سقت الأقوال المختلفة فيه، خاتمةً ذلك بقول ابن حجر في «التقريب» غالبًا، وهو المعتمد لدي مالم أتبعه بحكم آخر غيره.

• إذا كان في الحديث اختلاف على بعض رواته، بينته أثناء التخريج، وبينت الوجه الراجح منه، وهو الذي درست إسناده.

• حكمت على الحديث من خلال الإسناد المدروس، فإن كان الحديث حسنًا، أو ضعيفًا، ذكرت سبب تحسينه مع الاستفاضة في حال الراوي، وإذا كان ضعيفا ذكرت علة ضعفه في ضوء أقوال العلماء.

وإن كان للحديث الحسن أو الضعيف متابعة، درستها باختصار، ورقّيت الحديث في ضوء تلك المتابعة إن كانت صالحة لذلك، وإلا ذكرت ما يرقّيه من الشواهد إن وجدت.

3- إذا تكرر ورود الحديث في أكثر من موضع، اكتفيت بتخريجه ودراسته في الموضع الأول، ثم أحلت في بقية المواضع عليه. وكذلك الحال بالنسبة للراوي.

4- بيِّنت غريب الحديث تأصيلا وترجيحًا.

5- درست الأحاديث دراية بما يعطي الوحدة الموضوعية لها، ودفعت الإشكال عما ظاهره التعارض منها، ودرست المسائل الخلافية في ضوء أقوال أهل العلم المعتبرة دون الشاذة، كما اعتنيت بفقه أهل الحديث المنقول عنهم، أو المترجم له في مصنفاتهم، واعتنيت بأقوال المحققين من أهل العلم مع العناية بإبراز وتقدير مذهب أهل السنة.

6- ذكرت ما يتعلق بالحديث من المسائل المعاصرة.

7- كما ضمنت دراسة الأحاديث بعض ملامح الإعجاز النبوي إذا وجدت.

وفي الختام أشكر الله عز وجل على نعمه التي لا تعد ولا تحصى، وأحمده تعالى على عونه، وتيسيره إتمام هذه الرسالة، وأسأله عز وجل أن يرزقني صلاح النية، والسداد في القول والعمل.

ثم أثني بالشكر لوالدي الكريمين الذين شجعاني على طلب العلم منذ الصغر، فأسأل الله أن يجزل لهما الأجر والمثوبة وأن يلبسهما لباس الصحة والعافية، وأن يجعلهما ممن طال عمره وحسن عمله.

كما أشكر زوجي على صبره وسعة صدره طوال فترة الدراسة والبحث، فأسأل الله له التوفيق لكل خير.

ثم أتوجه بالشكر الجزيل إلى جامعة الإمام متمثلة في عمادة كلية أصول الدين، وقسم السنة وعلومها على ما أتاحته لي من فرصة مواصلة طلب العلم، فجزى الله القائمين عليها خير الجزاء.

وأقدم شكري كذلك إلى كل من قدم لي معروفًا في هذه الرسالة من إعارة كتاب، أو إسداء نصيحة أو مشورة، فجزاهم الله عنّي خير الجزاء وجعل ذلك في ميزان حسناتهم إنه سميع مجيب.

وأخص بالشكر والعرفان فضيلة الشيخ الدكتور/ عبد العزيز بن صالح اللحيدان على تشجيعه لي على هذا البحث والمتابعة للإحاطة بأطراف هذا الموضوع، نفع الله بعلمه.

كما أتوجه بالشكر والتقدير إلى المشرف فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور/ عبد الواحد خميس عبد الواحد، على ما تجشمه من عناء متابعة هذا البحث، وإفادتي بالكثير من النصح والتوجيه بملحوظاته القّيمة وآرائه السديدة والدقة البالغة في تصحيح الأخطاء، مما له أثر كبير على هذه الرسالة، وقد ألفيت فيه الحلم والتواضع ورحابة الصدر، والحرص على الخير، فجزاه الله عني خير الجزاء وبارك له في عمره وعقبه.

وبعد.. فهذا عملي ومبلغ جهدي، فما كان فيه من صواب فمن الله تعالى، وما كان فيه من خطأ فمن نفسي ومن الشيطان، وأستغفر الله.

والحمد لله أولًا وآخرًا، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الخاتمة:

أحمد الله - عزوجل - الذي أنعم عليّ بإتمام هذا البحث، وأسأله - جل وعلا - أن يكون على الوجه الذي يرضاه.

وبعد:

فقد أوقفتنا هذه الدراسة الحديثية دراسة موضوعية والتي بعنوان التقديرات المكانية (دراسة حديثية موضوعية) على أهمية التخريج ودراسة الأسانيد من حيث الأمور الآتية:

1- من خلال تخريج الحديث ودراسة إسناده نستطيع أن نقف على درجة الحديث من حيث الصحة والضعف وهذا أهم مقاصد التخريج ولهذا اهتم به العلماء قديمًا وحديثًا أمثال الخطيب البغدادي المتوفى 463هـ في كتابه: الفوائد المنتخبة من الصحاح والغرائب.

وأبوبكر الحازمي: محمد بن موسى ت 584هـ في تخريج (أحاديث المهذب) في فقه الشافعية.

وتخريج أحاديث الكشاف و(نصب الراية لتخريج أحاديث الهداية) كلاهما للحافظ أبي محمد عبدالله بن يوسف الزيلعي المتوفى سنة 762هـ.

قال الأوزاعي: «كنا نسمع الحديث فنعرضه على أصحابنا كما يعرض الدرهم الزيف على الصيارفة فما عرفوا أخذنا، وما تركوا تركْنا»[2].

2- نتمكن من خلال التخريج ودراسة الأسانيد ومعرفة فقه الحديث، وذلك عن طريق النظر في تبويب أئمة الحديث.

3- من خلال التخريج ودراسة الأسانيد نتمكن من تقوية الحديث فقد يكون الحديث ضعيفًا، وبالتخريج نقف على متابعات وشواهد يتقوى بها فيكون حسنًا لغيره مثلًا.

4- نتمكن من خلال التخريج ودراسة الأسانيد الوقوف على كلام أئمة الحديث وبيان درجته وأقوالهم في رجال الإسناد، وممن اعتنى ببيان ذلك كثيرًا من الأئمة كالإمام الترمذي في جامعه، فالترمذي غالبًا ما يبين درجة الحديث بعده مباشرة.

5- نتمكن من خلال التخريج ودراسة الأسانيد الوقوف على كلام الأئمة في فقه الحديث وبيان مذاهب العلماء واختلافهم فيه.

6- نتمكن من خلال التخريج ودراسة الأسانيد معرفة الخلل الواقع في الأسانيد نتيجة التصحيف والتحريف.

7- نتمكن من خلال التخريج ودراسة الأسانيد تعيين المبهم من الرواة، والمبهم هو الذي لم يسم كرجل أو فلان.

8- نتمكن من خلال التخريج ودراسة الأسانيد تمييز المهمل من رواة الإسناد، والمهمل من رجال الإسناد هو المسمى الذي يتميز عن غيره.

9- نتمكن من خلال التخريج ودراسة الأسانيد تحديد من لم يحدد من رجال الإسناد فقد يذكر الراوي في الإسناد بكنيته أو لقبه أو نسبته، ويشاركه في ذلك كثير من الرواة، وبواسطة التخريج ودراسة الأسانيد قد نقف على التصريح باسمه كاملًا فيتميز عن غيره.

10- من خلال التخريج ودراسة الأسانيد نتمكن من الوقوف على التصريح بالسماع في رواية المدلسين، أو تمييز رواية المختلطين.

هذه هي بعض فوائد التخريج ودراسة الأسانيد المستفادة من خلال هذه الدراسة الحديثية الموضوعية.

أهمية دراسة الأحاديث النبوية دراسة موضوعية فيمكن إجمالها في الآتي:

أولًا: نتمكن من خلال دراسة الأحاديث النبوية دراسة موضوعية، جمع النصوص المتعلقة بموضوع واحد من موضوعات السنة النبوية سواء ما يتعلق منها بالعقيدة، والأحكام، والاجتماع والاقتصاد والعلم والأخلاق والرِّقاق، فيكون هذا الموضوع موضوعًا متكاملًا، وبالتالي يتبين لنا من خلال دراسته، المجمل من المفصل، والمطلق من المقيد، والعام من الخاص، والناسخ من المنسوخ، ومختلف الحديث، ومشكل الحديث، وقد ظهر هذا جليًا من خلال بحثي وموضوعه.

ثانيًا: تبين من خلال دراسة الأحاديث النبوية دراسة موضوعية الصحيح من السقيم من الأحاديث، والشاذ من المنكر وغير ذلك من علل الأحاديث الظاهرة والخفية.

ثالثًا: من خلال جمع الأحاديث جمعًا موضوعيًا واحدًا ظهر لي تكامل فقه الحديث الذي هو الغاية والثمرة من خلال دراستي للحديث دراسة موضوعية.

رابعًا: جدت في عصرنا الحاضر قضايا مستجدة ونوازل، هذه القضايا يسمونها (فقه النوازل) هذه النوازل تحتاج إلى جمع النصوص التي تتعلق بها، وقد لا نجد حديثًا يتعلق بهذه النازلة مباشرة، ولكن عندما نجمع النصوص نستطيع أن نستنبط من خلالها القواعد الشرعية التي يستدل بها على هذه النازلة وهذا من أهم ما يبين لنا أهمية دراسة الحديث دراسة موضوعية.

خامسًا: عندما نقوم بجمع الأحاديث النبوية جمعًا موضوعيًا لقضية ما يبرز لنا ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتميز به، خصوصًا الجانب اللغوي وتبرز لنا حقيقة هامه وهي السمات العامة والخاصة لألفاظ الحديث النبوي الشريف، وكيف أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أعطى جوامع الكلم.

سادسًا: نتمكن من خلال الجمع الموضوعي للأحاديث النبوية إبراز ما تحتويه السنة النبوية من علوم ومعارف ظهرت في العصر الحديث بسمات جديدة كالتربية في السنة النبوية، وعلم النفس النبوي، والطب في السنة النبوية والصيدلة في السنة النبوية، فجمع الحديث جمعًا متكاملًا ومستوفيًا من جميع الجوانب يبين لنا مدى ارتباط الدين بهذه المعارف وثراء السنة بالمهم من موضوعاتها، كما أنه يشكل لنا طريقًا نحو أسلمة هذه العلوم إن صح التعبير، أو تكون هذه العلوم خارجة من الوعاء الإسلامي.

سابعًا: يمكننا من خلال دراسة الحديث النبوي دراسة موضوعية متكاملة الرد على أعداء الإسلام، قديمًا وحديثًا وخصوصًا في عصرنا بالنسبة للذين يختلقون الشبهات والطعون للقدح في السنة النبوية ويمكننا الرد عليهم ردًا علميًا صحيحًا ومفحمًا.

أما النتائج التي توصلت إليها في هذا البحث فمن أبرزها:

1- أن استقبال جهة القبلة للبعيد عن عينها لايسقط في كل الأحوال لمن قدر عليه.

2- النهي عن استقبال القبلة أواستدبارها عند قضاء الحاجة في الخلاء وأنه يجوز ذلك في البنيان. والنهي للتحريم، أما في النهي عن استقبال بيت المقدس فللتنزيه - والله أعلم -.

3- على المسلم أن يتحرى طهارة مكان صلاته وأن يبتعد عن كل ما من شأنه أن يذهب خشوعه في الصلاة.

4- حرص الصحابة - رضي الله عنهم - على شدة التأسي بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ومن ذلك صلاتهم في المواضع التي صلى فيها، ووصفهم لهذه الأمكنة وقياسها لتحديد موقعها بدقة.

5- استحباب اتخاذ السترة في الصلاة على أي شكل كان ولو لم يتوفر له إلا أن يخط خطًا، لكونه أدعى لكمال الخشوع والطمأنينة في الصلاة.

6- عظم مكانة الصلاة حيث فرضت ليلة الإسراء، لذا ينبغي الاجتهاد في أداؤها في أوقاتها.

7- أن ابتداء قصر الصلاة للمسافر 83كيلو مترًا فأكثر، متى ما غادر البلد وخرج عن بنيانها.

8- النهي عن سفر المرأة بلا محرم.

9- أن تقدير النبي - صلى الله عليه وسلم - لبعض مواقيت الحج وتحديدها معجزة من معجزاته الدالة على صدق نبوته فقد حددها ووقتها وأهلها لم يسلموا غير أهل المدينة إشعارًا منه بأن أهل تلك الجهات سيسلمون ويحجون ويحرمون منها، وقد كان ولله الحمد والمنة.

10- للإمام الاختيار في فرض الحمى لمكان معين إذا دعت الضرورة لذلك.

11- لا يجوز إحياء وإقطاع مافيه نفع عاجل للمسلمين كالمراعي ومواطن الكلأ القريبة من المدن لأن الناس شركاء فيها. ولما فيه من التضييق على الناس ومنعهم من الانتفاع بشيء لهم فيه حق.

12- النهي عن تضييق طرق المسلمين سواء برمي المخلفات فيها أو بإيقاف المركبات في غير مكانها الصحيح أو اتخاذها أماكن للبيع.

13- تحريم غصب الأرض وتغليظ عقوبته ولو قدر شبر.

14- أن الأرضين السبع طباق كالسموات وهي متراكمة لم يقتق بعضها عن بعض لأنها لو فتقت لا كتفى في حق الغاصب بتطويق التي غصبها لا نفصالها عما تحتها.

15- النبي - صلى الله عليه وسلم - أفضل الأنبياء والرسل و أمته تبع له في هذا التفضيل فهي خير أمة أخرجت للناس.

16- نبوءة النبي - صلى الله عليه وسلم - في أن انتشار الإسلام في الشرق والغرب أكثر منها في الشمال والجنوب، لايعني التقاعس وعدم الاستمرار في دعوة أقاصي الشمال وأقاصي الجنوب للإسلام.

17- فضل بناء المساجد ولو حتى بالاشتراك في بنائها بالشيء اليسير ليبنى له بيت في الجنة.

18- أن القرب من أهل الصلاح والتقوى مما ينفع الإنسان حتى بعد موته.

19- أن حدود حرم مكة قديمة، وقد وضع الأعلام المبينة لهذه الحدود إبراهيم - عليه السلام -، أما حرم المدينة فقد حدَّ حدودها الرسول - صلى الله عليه وسلم -.

20- أن حرم المدينة حرم على الحقيقة تثبت له الأحكام من تحريم قتل الصيد وقطع الشجر.

21- استحباب الدفن في الأماكن الفاضلة.

22 - أن المشرق وإن كانت أرض فتن فمن أهل فارس من هم أهل علم ودين.

23- أن الحكمة في تقديم الأشراط ودلالة الناس عليها، تنبيه الناس عن رقدتهم، وحثهم على الاحتياط لأنفسهم بالتوبة والإنابة كي لا يباغتوا بالحول بينهم وبين تدارك العوارض منهم وجوب الحذر من تطبيق النصوص الواردة في الفتن على الواقع، لأنه قد يشابهها في وجه دون وجه فيكون ذلك من القول على الله بغير علم، وفيه أيضًا إيجاد مجال للطعن في الدين من قبل أعدائه إذا لم يتحقق الذي زعموا أنه المقصود بالنص الوارد.

24- أن المدينة التي ستفتح في آخر الزمان وسيعقبها ظهور الدجال لم تفتح حتى الآن، وقد تكون القسطنطينية أو غيرها - والله أعلم -.

25- وجوب الإيمان بالحياة البرزخية وما يكون في القبر من نعيم أو عذاب.

26- وجوب الإيمان بنزول عيسى - عليه السلام - وقتله للمسيح الدجال.

27- أنه بقتل المسيح الدجال لا يكون بعده جهاد ولا قتال لما جاء من النهي عن قتال يأجوج ومأجوج لعدم القدرة عليهم.

28- لم يثبت حديث صحيح في مكان خروج الدابة - فيما وقفت عليه - لكن يجب علينا الإيمان بخروجه وأنها تخرج قرب قيام الساعة تميز المؤمن عن الكافر.

29- أن الناس يحشرون يوم القيامة؛ ليسوا على القوة التي هم عليها الآن، بل هم أقوى وأعظم وأشد تحملًا. فتدنى منهم الشمس قدر ميل، ويكونون في العرق على قدر أعمالهم السيئة.

30- ينبغي الإيمان بأن أمر الآخرة كله على وفق خرق العادة، لأن الأمور الغيبية يجب علينا أن نؤمن ونصدق بها، لأنها شيء وراء عقولنا، ولا يمكن أن ندركها أو نحيط بها.

31- إثبات الحوض لنبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - يوم القيامة ووجوب الإيمان به، وأنه حوض حقيقي على ظاهره مخلوق موجود الآن.

32- للجنة درجات بينها مسافات هائلة وأفضلها الفردوس، وقد دعا الرسول - صلى الله عليه وسلم - أمته إلى علو الهمة في طلب الأمور فقد دعاهم إلى سؤال الله - عز وجل - الفردوس وهي أعلى الجنان.

33- للجنة رائحة يجدها المتقون والصالحون من مسافات بعيدة في الموقف - والله أعلم - على حسب أعمالهم.

34- أن مساحة صغيرة من الجنة ولو قدر ما يقل ظفر أفضل من الدنيا وما فيها.

35- بيان عمق النار وأن أهل النار تضخم أجسامهم زيادة في عذابهم.

36- أن المسافات بين السماوات السبع كبيرة جدًا وتقصر عقولنا عن إدراكها.

37- أن السماوات السبع مزدحمة بالملائكة إذ ليس فيها موضع أربع أصابع إلا وفيه ملك ساجد.

38- أن العرش فوق السماء السابعة والله - سبحانه وتعالى - فوقه والاستواء معلوم والكيف مجهول.

39- أن الجنة عند سدرة المنتهى.

40- أن سدرة المنتهى في السماء السابعة أو فوقها.

هذا وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقني للعمل برضاه، وأن يرزقني العلم النافع والعمل الصالح والإخلاص في ذلك كله.

وأسأله أن يغفر لي ولوالديّ ولكل من أعانني على إتمام هذه الرسالة، ولجميع مشايخي، وأن يتقبل منا صالح الأعمال، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

فهرس الموضوعات