• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | المكتبة المرئية   المكتبة المقروءة   المكتبة السمعية   مكتبة التصميمات   كتب د. خالد الجريسي   كتب د. سعد الحميد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    لكل مقام مقال (بطاقة دعوية)
    د. منال محمد أبو العزائم
  •  
    ما لا يسع القارئ جهله في التجويد: الكتاب الثالث ...
    د. عبدالجواد أحمد السيوطي
  •  
    تمام المنة في شرح أصول السنة للإمام أحمد رواية ...
    الشيخ الدكتور سمير بن أحمد الصباغ
  •  
    شرح كتاب الأصول الثلاثة: العلم والدعوة والصبر
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    ثلاثة الأصول - فهم معناه والعمل بمقتضاها
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    فتاوى الحج والعمرة (PDF)
    أ. د. عبدالله بن محمد الطيار
  •  
    اسم الله تعالى الشافي وآثار الإيمان به في ترسيخ ...
    الدكتور سعد بن فلاح بن عبدالعزيز
  •  
    أحكام التعاقد بالوكالة المستترة وآثاره: دراسة ...
    د. ياسر بن عبدالرحمن العدل
  •  
    متفرقات - و (WORD)
    الشيخ ندا أبو أحمد
  •  
    سفر الأربعين في آداب حملة القرآن المبين (PDF)
    طاهر بن نجم الدين بن نصر المحسي
  •  
    الأساس في الفقه القديم والمعاصر (PDF)
    د. عبدالله إسماعيل عبدالله هادي
  •  
    المسائل العقدية المتعلقة بإسلام النجاشي رحمه الله ...
    الدكتور سعد بن فلاح بن عبدالعزيز
شبكة الألوكة / مكتبة الألوكة / المكتبة المقروءة / الرسائل العلمية / رسائل ماجستير
علامة باركود

الرواة الذين وصفهم الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى بالتدليس أو نفاه عنهم ممن ليس في كتاب (تعريف أهل التقديس) (دراسة نظرية تطبيقية)

فاطمة بنت محمد ربيع بن أحمد فارسي

نوع الدراسة: Masters resume
البلد: المملكة العربية السعودية
الجامعة: جامعة أم القرى
الكلية: كلية الآداب والعلوم الإدارية
التخصص: الدراسات الإسلامية
المشرف: أ.د. عبد الله بن محمد حسن دمفو
العام: 1430هـ- 2009 م

تاريخ الإضافة: 31/12/2022 ميلادي - 7/6/1444 هجري

الزيارات: 4671

 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ملخص الرسالة

الرواة الذين وصفهم الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى بالتدليس

أو نفاه عنهم ممن ليس في كتاب (تعريف أهل التقديس)

(دراسة نظرية تطبيقية)

 

ملخص البحث

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وصحبه، ومن والاه، وبعد:

عنوان البحث: (الرواة الذين وصفهم الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى بالتدليس أو نفاه عنهم ممن ليس في كتاب "تعريف أهل التقديس" دراسة نظرية تطبيقية).


أهمية الموضوع وأهدافه:

١- جمع الرواة الذين وصفهم الحافظ ابن حجر بالتدليس أو نفاه عنهم من كتبه، التي عليها مدار البحث، (ستة كتب)وهم ممن ليس في كتابه "تعريف أهل التقديس ".


٢- جمعت هذه الرسالة بين الجانب النظري، والجانب التطبيقي للوصول إلى الحكم على الراوي بالتدليس، أو براءته منه.


٣- التعرف على الأسباب التي أدت إلى عدم ترجمة الحافظ ابن حجر لهؤلاء المدلسين في كتابه "تعريف أهل التقديس".


والبحث مكون من تمهيد وفصلين وخاتمة وفهارس، أما التمهيد، فقد تضمن أربعة مطالب، وأماالفصل الأول فقد تضمن دراسة الرواة الذين وصفهم الحافظ ابن حجر بالتدليس ممن ليس في كتاب"تعريف أهل التقديس" وأما الفصل الثاني ففيه مبحثان:

الأول الرواة الذين وصفهم الحافظ ابن حجر بالتدليس، ولم يثبت عليهم، والثاني: الرواة الذين نفى عنهم الحافظ ابن حجر وصف التدليس ممن ليس في كتاب "تعريف أهل التقديس" وأما الخاتمة فقد ذكرت فيها أهم النتائج، والتوصيات التي توصلت إليها.


وفيما يلي أهم النتائج باختصار:

١-كشف البحث عن رواة وصفوا بالتدليس إما صراحة أو إيماء، ولم يكشف عنهم مؤلفون أوباحثون من قبل.


٢- توقف الحافظ ابن حجر، وعدم ترجمته لبعض الرواة المدلسين في كتابه" تعريف أهل التقديس" لا يرجح عدم تدليسهم؛ لأن الذين تركهم كثير.


٣- كشف البحث عن أسباب ترك الحافظ ابن حجر الترجمة لبعض المدلسين في كتابه "تعريف أهل التقديس" مع أنه وصفهم بالتدليس في كتبه الأخرى التي عليها مدار البحث.


٤- هناك رواة وصفوا بالتدليس، وهم براء منه، وهذا ما أظهره البحث من خلال الجانب التطبيقي لدراسة أحوالهم، ومروياتهم.


ومن أهم التوصيات ما يلي:

١- أوصي كل باحث في علم الرجال أن يستقصي جميع أقوال النقاد في الراوي من كتب الجرح والتعديل ما أمكن، وسبر رواياته ودراساتها؛ حتى يتمكن من استخلاص حكم على الراوي يطمئن له القلب.


The research:

God be praised، and peace and blessings be upon his prophet، his family، comrades and followers:

Research title: (the narrators to whom mendacity is ascribe to by Al-Hafith Bin Hijr his soul rest in peace or whom were exonerated from such an accusation، and who are not in the “Defining the People of Sainthood” - A theoretical applied study Importance and Objectives of the Subject:

1- All narrators to whom mendacity is ascribe to by Al-Hafith Bin or whom were exonerated from such an accusation، in his books which are included in the research (6 books) and not in his book “Defining the People of Sainthood”


2- This treatise has combines the theoretical part with the applied part to reach a judgment pertaining to the person of guilt of، or innocence from mendacity


3- Identifying the reasons that lead Hafith Ibn Hijr not to include those humbugs in his book “Defining the People of Sainthood”


The research is comprised of an introduction، two chapters، a conclusion and an index. The introduction includes four objectives. Chapter one includes a study of the narrators to whom mendacity is ascribe by Al-Hafith Bin Hijr or whom were exonerated from such an accusation، and who are not in the “Defining the People of Sainthood". Chapter two includes two sections:-The first deals with the narrators to whom mendacity is ascribe to by Al-Hafith Bin Hijr and who were not proven as such، and the second is: Narrators who were exonerated from the accusation of mendacity by Al-Hafith Bin Hijr in his book “Defining the People of Sainthood". The conclusion includes the most significant results and recommendations reached. Hereunder is a synopsis of the most significant results


1- The research identified certain narrators described as humbugs (implicitly of explicitly) whom where not mentioned by other writers or researchers before.


2- The fact that Al-Hafith Bin Hijr did not include some mendacious narrators in his book “Defining the People of Sainthood” does not exonerate them because he excluded many


3- The research showed the reasons why Al-Hafith Bin Hijr did not include some mendacious narrators in his book “Defining the People of Sainthood” although he did include them in other books that were included in the research.


4- Some narrators were described as mendacious while they where innocent of such as accusation. This result was reached by the practical investigation of their lives and recitals Hereunder are the most important recommendations:

1- I recommend every researcher involved in the field of narrators science to investigate the words of all critics who wrote about the narrator using the books specialized in this as much as possible، to explore and study his recitals، in order to reach a satisfactory conclusion pertaining to the narrator.


المقدمة:

الحمد لله الذي رفع بعض خلقه على بعض درجات، وميَّز الخبيث من الطيب بالدلائل الواضحات، وتفرد بالملك فإليه منتهى الطلبات، أحمده حمدًا كثيرًا على أن حفظ شريعة سيد أنبيائه من التغيير والتبديل، وبعث في أمته فضلاء ونقادًا، وكملاء وزهادًا، اهتموا بحفظ آثار نبيهم، واقتدوا بأخبار شفيعهم، وتكلموا في مراتب الجرح والتعديل، وألهمهم كيفية رواية الأحاديث وحملها، والبحث عن وصلها وفصلها، وعن نقد أسانيدها بحسن التأصيل، فصارت الأحاديث النبوية، والآثار الشرعية منقاة من كل مفسدة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذو الأسماء الحسنى والصفات، العالم المطلع على أخفى الخفيات.


وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله المبعوث بالآيات البينات، الآمر بتنزيل الناس ما يليق بهم من المنازل والمقامات، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه السادة الأنجاب الثقات.


وبعد:

فإن من أفضل ما أفنيت فيه الأعمار هو تدارس كتاب الله - عز وجل - وسنة نبيه المصطفى -صلى الله عليه وسلم- وكان من عظيم مِنَّة الله عليَّ أن هيأ لي أسباب التوجه إلى هذا العلم الشريف، وإلى ساحته العطرة، فتخصصت فيه، إذ التحقت بالدراسة لمرحلة الماجستير، وكنت أتطلعبعدها للموضوع الذي سأتناوله في رسالتي، إذ كنت أتمنى أن يكون موضوعًا مفيدًا لي،وللباحثين في علم الحديث، وفي هذه الأثناء اقترح عليَّ مشرفي فضيلة الشيخ الدكتور عبداللهدمفو -حفظه الله - موضوع" الرواة الذين وصفهم الحافظ ابن حجر بالتدليس أو نفاهعنهم ممن ليس في كتاب تعريف أهل التقديس"، فلما وضعت الخطة المبدئية للرسالة،أدركت أهمية هذا الموضوع، حيث ظهر لي أن الحافظ ابن حجر وصف عددًا من الرواةبالتدليس في كتبه الأخرى، ولم يذكرهم في كتابه "تعريف أهل التقديس" مع أن موضوعهفي الرواة المدلسين من هم على شرطه، وكذلك نفى عن عدد من الرواة التدليس في كتبهالأخرى ولم يذكرهم في كتابه أيضًا "تعريف أهل التقديس"،فهذا مما دفعني لدراسة هؤلاء الرواة، ومعرفة عدم ذكره لهم في كتابه "تعريف أهل التقديس"، إضافة إلى ما تميزبه هذا الموضوع من كونه يتعلق بعلم مهم، ودقيق، وهو معرفة أحوال الرجال، وبخاصة الثقات منهم، فإنه من أهم علوم السنة النبوية، فبه يعرف الصحيح من الضعيف، والمحفوظ من المعلول، والقوي من السقيم، وتعلمه من فروض الكفايات التي تجب على الأمة، قال الإمام علي بن المديني: "التفقه في معاني الحديث نصف العلم ومعرفة الرجال نصف العلم"[1].


ثم استشرت عددًا من أساتذتي، ومشايخي، فأثنوا على الموضوع خيرًا، وأكدوا لي أهميته، وبعدها استخرت الله - عز وجل - فانشرح صدري للولوج فيه، فتقدمت به للقسم وهو، بعنوان:

"الرواة الذين وصفهم الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى بالتدليس أو نفاه عنهم ممن ليس في كتاب تعريف أهل التقديس".


أسباب اختيار موضوع البحث:

وقد دفعني لاختيار هذا الموضوع عدة أسباب أهمها ما يلي:

1) أن تدليس الرواة يندرج ضمن قواعد علم الجرح والتعديل، وهو من أهم علومالحديث وأصعبها؛ لذا رغبت في الكتابة في هذا العلم.


2) مكانة الحافظ ابن حجر الرفيعة عند علماء الجرح والتعديل، ومنزلته العالية فينفوس المسلمين، مما جعل لأحكامه القبول عند أهل العلم وطلابه.


٣) مكانة كتاب "تعريف أهل التقديس" عند الباحثين إذ أصبح عليه المعول عندكثير منهم خاصة فيما يتعلق بموضوعه.


٤) معرفة الأسباب التي أدت إلى ترك الحافظ ابن حجر ذكر بعض الرواة المدلسين فيكتابه "تعريف أهل التقديس" مع أنه وصفهم بالتدليس في كتبه الأخرى.


5) الدفاع عن بعض الرواة الذين وصفوا بالتدليس، وهم منه براء.


٦) التعرف على الرواة الذين نفى عنهم الحافظ ابن حجر وصف التدليس، وهذالا يقل أهمية عن معرفة الرواة الموصوفين بالتدليس، فهو من باب: وبضدها تتميزالأشياء، ومن قبيل التعديل الذي لابد أن يتقدم على الجرح.


أهمية موضوع البحث:

تكمن أهمية موضوع البحث في النقاط التالية:

١) أن موضوع التدليس أحد الموضوعات المهمة التي يترتب عليها الحكم باتصالالإسناد، وإرساله.


٢) جمع الرواة الذين وصفهم الحافظ ابن حجر بالتدليس، أو نفاه عنهم ممن ليس فيكتابه "تعريف أهل التقديس"، ولم يشر إليهم من ألف في التدليس والمدلسين من قبل.


3) أن التدليس أحد الأوصاف التي تطرأ على حديث الثقة أو الصدوق، فيؤثر فيه،وينزله إلى درجة الضعيف، وهو أمر قد لا يُتنبه إليه اعتمادًا على ثقة الراوي أو صدقه.


4) التسهيل على الباحثين بجمع الرواة الذين وصفهم الحافظ ابن حجر بالتدليس، أو نفاه عنهم ممن لم يذكرهم في كتاب " تعريف أهل التقديس ".


أهداف البحث:

في ضوء ما تقدم فإن أهداف البحث هي:

١) خدمة الحديث الشريف، وعلومه التي هي أشرف العلوم، وأجلها.


٢) تتبع وجمع الرواة الذين وصفهم الحافظ ابن حجر بالتدليس، أو نفاه عنهم ممنليس في كتاب " تعريف أهل التقديس".


٣) الدفاع عن بعض الرواة الذين وصفوا بالتدليس، وهم منه براء.


٤) التركيز على الجانب التطبيقي من خلال روايات من وصف بالتدليس، وعدمالاكتفاء على الجانب النظري فقط.


٥) الإسهام في إثراء المكتبة الإسلامية عامة، والحديثية خاصة بكتاب يجيب على بعضتساؤلات طلبة العلم ويشفي صدورهم، بحيث يصبح هذا البحث - إن شاء اللهتعالى - كالذيل على كتاب " تعريف أهل التقديس".


حدود البحث:

جمع ودراسة الرواة الذين وصفهم الحافظ ابن حجر بالتدليس، أو نفاه عنهم، منستة كتب من كتب الحافظ ابن حجر وهي: كتاب لسان الميزان، وتهذيب التهذيب، والنكت على كتاب ابن الصلاح، والتلخيص الحبير، وتقريب التهذيب، وفتح الباري بشرح صحيح البخاري.


الدراسات السابقة:

• إتحاف ذوي الرسوخ بمن رمي بالتدليس من الشيوخ - للشيخ العلامة حماد ابن محمد الأنصاري - مختصر جمع فيه بين ثلاث رسائل في أسماء المدلسين لثلاثة حفاظ: ابن حجر، وبرهان الدين الحلبي، والسيوطي - طبع مكتبة الفيصل بالكويت، نشر مكتبة المعلا بالكويت - ١٤٠٦ هـ.


• التدليس في الحديث - حقيقته وأقسامه وأحكامه ومراتبه والموصوفون به -إعداد: د.مسفر بن غرم الله الدميني - الأستاذ في قسم السنة وعلومها بكلية أصول الدين بالرياض - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ١٤١٢ هـ.


ولم يعتمد على "لسان الميزان" و"التهذيب" في حين هذا البحث سيعوض هذاالنقص - إن شاء الله تعالى-[2].


• معجم المدلسين - إعداد: محمد طلعت، ١٤٢٦ هـ- ٢٠٠٥ م.


جمع فيه الرواة الذين وصفوا بالتدليس من كتاب "تعريف أهل التقديس" وغيره،ولكنه لم يحدد المرتبة المناسبة للرواة المدلسين الذين لم يذكروا في كتاب "تعريف أهل التقديس"، ولم يبين من أخرج لهم من أصحاب كتب السنة المعتمدة، وهذا ما سيبينه هذا البحث - إن شاء الله تعالى -.


• سبع رسائل في المدلسين مع ذيله - إعداد: محمد بن علي الأزهري، وهو قد أشار إليه في مقدمة تحقيقه لكتاب " طبقات المدلسين " حيث قال: "كما لم أذكر (يعني في مقدمة تحقيقه لكتاب طبقات المدلسين)" "من وصف بالتدليس وليس له ذكر في طبقات المدلسين"، وجعلته ذيلًا "للرسائل السبع" المشار إليها"[3].


وعمله هذا مغاير لعملي في هذا البحث، فهو يترجم لهم كما في كتاب" تعريف أهل التقديس" من غير دارسة تطبيقية على مروياتهم، كما أن بحثي هذا يختص بالرواة الذينوصفهم الحافظ ابن حجر بالتدليس، أو نفاه عنهم.


وهناك بعض الدراسات التي تتعلق بجوانب مختلفة بمبحث التدليس وهيليست ذات صلة مباشرة بموضوع البحث ولكن لا يستغنى عنها، ومنها:

• ضوابط قبول عنعنة المدلس - دراسة نظرية تطبيقية - د. عبدالرزاق خليفة الشايجي، العميد المساعد للشؤون العلمية والدراسات العليا، كلية الشريعة، قسم التفسير والحديث.


• التدليس - وأحكامه، وآثاره النقدية. د. صالح بن سعيد عومار الجزائري - الأستاذ المساعد بقسم الكتاب والسنة، بجامعة الأمير عبدالقادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة - الجزائر - ١٤٢٢ هـ.


• روايات المدلسين في صحيح مسلم - للباحث عواد الخلف - أطروحة لاستكمال متطلبات درجة الماجستير - كلية الشريعة - جامعة الكويت - ١٩٩٨ هـ.


• روايات المدلسين في صحيح البخاري: للباحث عواد الخلف - أطروحة دكتوراه كلية الشريعة - فاس المغرب - ٢٠٠٠ م.


الصعوبات التي واجهتني خلال البحث:

١) استغرق جمع الرواة الذين وصفهم الحافظ ابن حجر بالتدليس أو نفاه عنهم منخلال كتبه الستة التي عليها مدار البحث، جهدًا ووقتًا كبيرين، حيث استقرأت هذه الكتب عدة مرات، ولم أعتمد على البرامج الحاسوبية فقط.


٢) معرفة سبب وصف الحافظ ابن حجر لرواة بالتدليس في بعض كتبه، وعدم وصفهلهم بذلك في كتبه الأخرى، خاصة عند اختلاف أقوال النقاد في الراوي الواحد، مما يستلزم الترجيح بينها، والاستنباط لتحديد نوع التدليس، والمرتبة التي يستحق أن يلحق بها الراوي إن ثبت عليه التدليس.


3) سبر مرويات الراوي، ودراستها خاصة إذا كان عددها كثيرًا؛ وذلك للوصولللحكم الراجح في الراوي، وإثبات تهمة التدليس عليه، أو نفيها عنه.


خطة البحث:

اقتضت طبيعة البحث تقسيمه إلى تمهيد، وفصلين تسبقها مقدمة، وتتلوها الخاتمة والفهارس. وقد جاءت على النحو التالي:

المقدمة: وتتضمن ما يأتي:

١) أسباب اختيار موضوع البحث.

٢) أهمية موضوع البحث.

٣) أهداف البحث

٤) حدود البحث.

٥) الدراسات السابقة.

٦) الصعوبات التي واجهتني خلال البحث.

٧) خطة البحث.

٨) منهجي في البحث.


التمهيد: وتحته أربعة مطالب:

المطلب الأول: ترجمة موجزة للحافظ ابن حجر.

المطلب الثاني: تعريف موجز بمفهوم التدليس، وأقسامه، وحكمه، وعلاقته بالإرسال الخفي.

المطلب الثالث: المؤلفات في التدليس والمدلسين.


المطلب الرابع: التعريف بكتاب الحافظ ابن حجر "تعريف أهل التقديس بمراتب الموص وفين بالتدليس"، وعلاقته بكتاب" جامع التحصيل "للعلائي.


الفصل الأول: الرواة الذين وصفهم الحافظ ابن حجر بالتدليس ممن ليس فيكتاب "تعريف أهل التقديس".

الفصل الثاني: الرواة الذين لم يثبت عليهم وصف التدليس.


فيه مبحثان:

المبحث الأول: الرواة الذين وصفهم الحافظ ابن حجر بالتدليس، ولم يثبت عليهم ذلك.

المبحث الثاني: الرواة الذين نفى عنهم الحافظ ابن حجر وصف التدليس.


القيام في آخر البحث بعمل جداول توضيحية لرواة موضوع البحث على النحو التالي:

١) جدول بأسماء الرواة الذين وصفهم الحافظ ابن حجر بالتدليس في كتبه التي عليها مدار البحث، مع ذكر اسم الكتاب الذي ذكر فيه، وبيان مرتبة المدلس، ونوع تدليسه، ومن ذكره في كتابه ممن ألف في التدليس والمدلسين من المعاصرين.


٢) جدول بأسماء الرواة الذين وصفهم الحافظ ابن حجر بالتدليس، ولم يثبت عليهم ذلك، مع ذكر اسم الكتاب الذي ذكر فيه، ومن ذكره في كتابه ممن ألف في التدليس والمدلسين من المعاصرين.


٣(جدول بأسماء الرواة الذين نفى عنهم الحافظ ابن حجر وصف التدليس في كتبهالتي عليها مدار البحث، مع ذكر اسم الكتاب الذي ذكر فيه.


ثم الخاتمة وذكرت فيها:

١) أهم النتائج التي توصلت إليها.

٢) التوصيات.


ثم الفهارس: وهي مرتبة كالتالي:

١) فهرس الآيات القرآنية.

٢) فهرس الأحاديث النبوية.

٣) فهرس الآثار.

٤) فهرس رواة البحث.

٥) فهرس الأعلام.

٦) فهرس المصطلحات والغريب.

٧) فهرس الأماكن والبلدان.

٨) فهرس الفرق والمذاهب.

٩) فهرس القبائل والأمم.

١٠) فهرس الأبيات الشعرية.

١١) فهرس المصادر والمراجع.

١٢) فهرس الموضوعات.


منهجي في البحث:

١) جمعت رواة البحث من الكتب ذات الصلة بموضوع البحث، وعددها (ستة(كتب من كتب الحافظ ابن حجر معتمدة في ذلك على عدة وسائل وهي:


أ) سبر أقوال الحافظ في الرواة جميعًا في كتاب واحد من أوله إلى منتهاه عدة مرات،وهذه الكتب هي: لسان الميزان، وتهذيب التهذيب، والنكت على كتاب ابن الصلاح، والتلخيص الحبير، وتقريب التهذيب، وفتح الباري.


ب) الاستفادة من بعض الكتب التي ألفت في التدليس والمدلسين، مثل: كتاب " التدليس في الحديث" للدكتور مسفر الدميني وغيره، والاستئناس بما ذكروه فيما توصلت إليه، وقد أخالفهم أحيانًا فيما ذهبوا إليه.


ج) الاستفادة من برامج الحاسب الآلي المتخصصة في علم الحديث، أو علم الرجال، وكان البحث فيها شموليًا بكلمة " دلس " وتصريفاتها مثل " دلسا، دلست، تدلس، يدلس تدليس، مدلسًا، تدليسًا"، وكذلك باستخدام عبارات أخرى تتعلق بالتدليس مثل: " تسوية ".


٢) عند جمعي للرواة المدلسين اتبعت منهج الحافظ في التفريق بين الإرسال الخفي، والتدليس، فاستبعدت الرواة المرسلين إرسالًا خفيًا، واكتفيت بجمع الرواة المدلسين على مصطلح الحافظ.


٣) رتبت رواة البحث الموصوفين بالتدليس حسب مراتب المدلسين الخمس التي لخصها الحافظ ابن حجر في كتابه " تعريف أهل التقديس"، ورتبتهم داخل كل مرتبة حسب حروف الهجاء، أما الرواة الذين لم يثبت عليهم التدليس، والرواة الذين نفى عنهمالحافظ ابن حجر وصف التدليس، فقد رتبتهم حسب حروف الهجاء.


٤) عند الترجمة للراوي راعيت الآتي:

أ) إن كان الراوي من رجال الكتب الستة نقلت ترجمته كما هي في كتاب "تقريب التهذيب"، ولا أزيد عليها؛ إلا إذا لم يذكر الحافظ طبقته أو سنة وفاته، فإني أذكر سنة وفاتهإن وقفت عليها، مع عزو هذه الزيادة إلى مصادرها.


ب) إن كان الراوي من غير رجال الكتب الستة نقلت ترجمته كما هي في كتاب "لسان الميزان"، وإن احتجت الزيادة إلى ترجمته على ما هو موجود في " لسان الميزان "أضفتها مع العزو إلى مصدرها.


٥) عند وصف الراوي بالتدليس أو نفيه عنه راعيت الآتي:

أ) بدأت بأقوال الحافظ ابن حجر بوصف الراوي بالتدليس، أو نفيه عنه ذلك، أو نقل الحافظ ابن حجر عن أحد الأئمة وصف الراوي بالتدليس، أو نفاه عنه صراحة أو إيماء في أحد كتبه التي عليها مدار البحث.


ب) إن كان الحافظ ابن حجر وصف الراوي بالتدليس، أو نفاه عنه في أكثر من كتاب من كتبه التي عليها مدار البحث، فإني ذكرت أقواله مرتبة على حسب التسلسل الزمني لتأليف كتبه.


ج) بعد أقوال الحافظ، ذكرت أقوال الأئمة المتقدمين بوصف الراوي بالتدليس، أو نفيه عنه ذلك، أما من وصف الراوي بالتدليس، أو نفى عنه ذلك من المعاصرين فاكتفيت بالإشارة إليه في الهامش.


٦) جمعت أقوال النقاد في كل راوٍ من مصادرها الأصلية قدرالاستطاعة مع الإحالة إلى مصادرها.


٧) رتبت أقوال النقاد في كل راوٍ حسب مراتب الجرح والتعديل التي وضعها الحافظ في كتابه "التقريب" متدرجة من التعديل إلى الجرح، عدا أصحاب المرتبة الأولى، وهي مرتبة الصحابة؛ وذلك لعدالتهم وشرفهم كما صرح بذلك ابن حجر في " التقريب ".


٨) ذكرت عدد مواضع روايات كل راوٍ في الصحيحين إن كان من رجال الصحيحين أو أحدهما.


٩) إذا وقفت على رواية تدل على وقوع الراوي في التدليس فإني أذكرها وأخرجها،وأذكر ما وقفت عليه من كلام العلماء فيها، وأقوم بدراستها، فبالدراسة يتبين ما توبع فيه من الحديث مما لم يتابع عليه؛ وحتى يتبين صحة وقوع الراوي في التدليس أو براءته منه، وكثرة تدليسه أو قلته.


١٠) عددت اثنين من أبرز شيوخ الراوي؛ لما في ذلك من الفوائد مثل: بيان عدد الشيوخ الذين دلس عنهم الراوي في عداد جملة شيوخه، وللتعريف به أيضًا، وعددت اثنين من أبرز تلاميذه؛ لرفع الجهالة عنه.


١١) في خلاصة بيان حال الراوي: ذكرت الراجح عندي في حاله حسب ما ظهر لي بعد الدراسة، وبينت نوع التدليس الذي وقع فيه إن ظهر لي، ودافعت عمن وصف بالتدليس، ولم يثبت عليه، وأيدت ما رجحته بكلام جهابذة النقاد، والعلماء من المتقدمين والمعاصرين إن وجد.


١٢) وضعت كل راوٍ مدلس في مرتبة من مراتب التدليس الخمس حسب ما ظهر لي من الترجمة له، والدراسة لمروياته.


١٣) إذا قلت "الحافظ"، فإني أعني به ابن حجر في جميع البحث.


١٤) لم أقرن أسماء العلماء بألقابهم العلمية كالإمام، والحافظ، مراعاة للاختصار مع احترامي وتقديري لهم كثيرًا.


١٥) ما كان صادرًا من رأيي واجتهادي، صدرته بقول: "قلت".


١٦) قمت بتنسيق الهوامش على النحو التالي:

أ) خرجت الآيات القرآنية مع عزوها إلى اسم السورة، ورقمها، ووضعتها بين قوسين مزهرين.


ب) خرجت الأحاديث، والآثار الواردة في البحث، فإن كان في الصحيحين أوأحدهما لم أتجاوز إلى غيرهما، وإن كان في غيرهما اقتصرت في التخريج على ما يحقق الهدف المتقدم ذكره.


ج) اكتفيت عند الحكم على الحديث أو الأثر بما ورد من أحكام العلماء والأئمة عليه.


ح) عزوت إلى المصادر مقدمة) اسم الكتاب، ثم رقم الجزء " إن كان أجزاء"، ثم رقم الصفحة، واسم المؤلف، والمحقق، ثم رقم الطبعة وتاريخها إن وجد).


د) عند نقلي نصوصًا عن بعض الأئمة في الهامش فإني لم أضعها بين علامتي التنصيص.


هـ) أشرت إلى مراد بعض الأئمة عند استخدامهم لمصطلحات خاصة بهم، أو ألفاظغير دارجة كل في موضعه.


و) إذا وجدت كلامًا للأئمة في نقد أقوال بعضهم بعضًا، أو استدراكات ونحوها أشرت إليها في الهامش غالبًا.


ز) بينت بعض الأخطاء المطبعية في بعض الكتب ما أمكن، أو الفروق التي بين النسخ والطبعات ما أمكن ذلك.


خ) ترجمت للأعلام غير المشهورين من أصحاب الكتب، أو الأقوال الواردة في البحث عند أول ذكره.


ط) اختصرت أسماء بعض الكتب التي يكثر ذكرها في البحث، وهي:

الإصابة، تعجيل المنفعة، التقريب، التلخيص، التهذيب، اللسان، تعريف أهل التقديس، السير، الميزان، تهذيب الكمال، العبر، وغيرها.


هذا هو منهجي في البحث، ذكرته مختصرًا تحاشيًا للإطالة، وهناك أمور لم أذكرها، وستتضح في مواطنها في طيات الرسالة - إن شاء الله تعالى - ولا يخفى على المشتغلين في علم الحديث، وبخاصة المهتمين بعلم الرجال، والجرح والتعديل ما في هذا الموضوع من صعوبة ودقة، لا سيما ونحن نتناول أقوال جهبذ كابن حجرعرف بالدقة، وسعة الاطلاع، فما أنا إلى جواره إلا متطفلة أرادت أن تلصق اسمها مع أولئك الأئمة الكبار، طمعًا في الأجر والمثوبة من الله عز وجل، ويعلم الله أني بذلت في إخراج هذا البحث قصارى جهدي، واستفرغت الطاقة، ولم أبخل عليه بضياء عين ثمين، ولا وقت عزيز، فليعذر القارئ الباحثة من خطأ عن ذهول أو سبق قلم أو انزلاق نظر، وليقدم النصح مأجور مشكور.

جزى الله خيرًا من تأمل صنعتي
وقابل ما فيها من السهو بالعفو
وأصلح ما أخطأت فيه بفضله
وفطنته واستغفر الله من سهوى[4]


وأقول أخيرًا كما قال الخطيب البغدادي في مقدمة" الموضح": "ولعل بعض من ينظر فيما سطرناه، ويقف ما لكتابنا هذا ضمَّنَّاه يُلحق سيءَ الظنِّ بنا، ويرى أنا عَمَدنا للطعن على من تقدمنا، وإظهار العيب لكبراء شيوخنا وعلماء سلفنا، وأنّى يكون ذلك!


وبهم ذُكِرنا، وبشعاع ضيائهم تبصرنا، وباقتفاء واضح رسومهم تميزنا، وبسلوك سبيلهم عن الهمج تحيزنا! وما مثلهم ومثلنا إلا ما ذكر أبو عمرو بن العلاء - وساق سنده إليه - أنه قال: ما نحن فيمن مضى إلا كبقلٍ في أصول نخلٍ طِوَال"[5].


هذا وأسال الله عز وجل أن يجعله خالصًا لوجهه الكريم، نافعًا للإسلام والمسلمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.


الخاتمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين، وعلى من سار على هديه إلى يوم الدين.

 

أما بعد: فإني أحمد الله أولًا وآخرًا على ما أنعم به علي من إتمام هذا البحث، فلولا فضل الله وتوفيقه ما اكتمل، كما أسأله جلَّ وعلا أن يجعله خالصًا لوجهه الكريم، وأن يكتب لي به الأجر، والثواب العظيم، وأن ينفع به الإسلام والمسلمين.

 

أهم النتائج:

توصلت من خلال البحث والدراسة إلى عدة نتائج، ألخص أبرزها في النقاط التالية:

1- حظيت سيرة الحافظ ابن حجر من التراجم، والدراسات بما لم يحظ به إلا القليل من سير العلماء.

 

2- بلغ مجموع رواة البحث من خلال كتب الحافظ التي عليها مدار البحث[6] (49) راويًا، فالذين وصفهم الحافظ بالتدليس ممن ليس في كتابه "تعريف أهل التقديس" بلغ عددهم (٢٦) راويًا، والذين وصفهم بالتدليس ولم يثبت عليهم ذلك عددهم (5) رواة، أما الذين نفى الحافظ عنهم وصف التدليس ممن ليس في كتابه "تعريف أهل التقديس" فهم (18) راويًا.

 

٣ -اعتبر الحافظ رواية الراوي عمن عاصره ولم يسمع منه إرسالًا خفيًا لا تدليسًا، وخص التدليس باللقي، وقد يكون سبب هذا تأثره بالبخاري "صاحب الصحيح" في اشتراط اللقيا.

 

4- هناك عبارات أطلقها العلماء على بعض الرواة قد توهم السامع بوقوع الراوي في التدليس، وهي في الحقيقة لها معان أخرى غير تهمة التدليس مثل:

قول ابن أبي حاتم، عن أبيه في "أحمد بن الخليل النوفلي القومسي": " إنه كذاب، يروي عمن لم يخلق"[7].

 

وهذا كذب وليس تدليسًا، والتدليس ليس كذبًا كما قال ابن الصلاح: " وهذا لأن التدليس ليس كذبًا، وإنما هو ضرب من الإيهام بلفظ محتمل"[8].

 

5- كثرت المصنفات في التدليس والمدلسين تدل على أهمية هذا الفن، وعلى اهتمام النقاد به، وتحذيرهم الشديد منه.

 

٧ -كشف البحث عن رواة وقعوا في التدليس، ولم يكشف عنهم مؤلفون أو باحثون من قبل مثل: سليمان بن أبي سليمان القافلاني.

 

٨ -توقف الحافظ، وعدم ترجمته لبعض الرواة المدلسين في كتابه" تعريف أهل التقديس "لا يرجح عدم تدليسهم؛ لأن الذين تركهم كثير.

 

٩ - كشف البحث عن أسباب ترك الحافظ الترجمة لبعض المدلسين في كتابه "تعريف أهل التقديس"، مع أنه وصفهم به في كتبه الأخرى التي عليها مدار البحث، ومن أبرز هذه الأسباب ما يلي:

أ - وصف الحافظ بعض الرواة بالتدليس في "تعريف أهل التقديس" ولم يصفهم بذلك في "التقريب" أو كتبه الأخرى؛ وذلك لأنهم من أصحاب المرتبة الأولى، والثانية الذين لا يضر تدليسهم مثل: "إسحاق بن راشد الجزري[9]، وخالد ابن مهران"[10] وغيرهما كثير، وهما من المرتبة الأولى، ومن أصحاب المرتبة الثانية" إبراهيم النخعي[11]، وجبير بن نفير"[12] وغيرهما.

 

ب- إن معظم رواة البحث من المرتبة الخامسة، وهذا يجعلنا نلتمس للحافظ عذرًا في عدم ترجمته لهم في "تعريف أهل التقديس"؛ لكونهم ضعفوا بأمر آخر سوى التدليس، فلم يهتم بهم الحافظ؛ ولذلك ترك الترجمة لهم في" تعريف أهل التقديس".

 

ج- كتاب "تعريف أهل التقديس" مستمد من كتاب "جامع التحصيل" للعلائي كما قال الحافظ، غير أنه زاد عليه بعض الرواة، وألزم الحافظ نفسه فيه الاختصار كما قال: "فهذه معرفة مراتب الموصوفين بالتدليس في أسانيد الحديث النبوي، لخصتها في هذه الأوراق لتحفظ"[13]؛ لذلك فاته ذكر بعض أسماء المدلسين، وأكثرهم من أصحاب المرتبة الخامسة الذين ضعفوا بأمر آخر سوى التدليس[14].

 

١٠- جميع رواة البحث قد وصفهم الحافظ بالتدليس، أو نقل عن أحد الأئمة السابقين وصفهم له بالتدليس صراحة أو إيماء.

 

١١- من وصف بتدليس الشيوخ ممن هو ثقة أو صدوق، فتدليسه غير مؤثر من حيث الاتصال والإرسال، ففاعله غالبًا ما يصرح بالاتصال عن شيخه.

 

١٢- هناك رواة وصفوا بالتدليس، وهم منه براء، وهذا ما أظهره البحث من خلال الجانب التطبيقي لدراسة أحوالهم، ومروياتهم مثل:

جعفر بن مسافر، وعثمان بن عاصم بن حُصَين، وغيرهما.

 

13- أثبت البحث نفي التدليس عن بعض الرواة مطلقًا، وهذا جانب مهم لم يهتم به الباحثون مثلما اهتموا بإثبات صفة التدليس في الراوي، مع كونه جانب مهم كذلك.

 

التوصيات:

١ -أوصي بإكمال الدراسات المتعلقة بكتاب" تعريف أهل التقديس"، فهناك رواة وصفوا بالتدليس فيه، وهم في الحقيقة مرسلون، وهذا راجع إلى اختلاف مصطلح التدليس بين المتقدمين والمتأخرين.

 

٢ - أقترح إعادة النظر في كتب المتقدمين، وجمع الرواة الذين وصفوهم بالتدليس، فهناك عدد لا بأس به وفات ذكرهم من ألف في التدليس والمدلسين.

 

٣- ينبغي على طالب الحديث ألَّا يتعجل في الحكم على الراوي بوصفه بالتدليس، فلا بد من سبر مروياته والنظر فيها، وجمع أقوال النقاد فيه حتى يتبين الحكم عليه، وهنا تظهر فائدة الجانب التطبيقي، وعدم الإكتفاء بالجانب النظري.

 

٤- أوصي كل باحث أن يكون شديد التنقيب، والبحث عن كلام النقاد، وألا يكتفي بما جمعه غيره.

 

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

 


[1] ينظر: المحدث الفاصل بين الراوي والواعي: ص ٣٢٠. (تأليف: الحسن الرامهرمزي، تحقيق: د. محمد عجاج الخطيب، دار الفكر/بيروت، ط ٣-١٤٠٤ هـ)، والجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع ٢ / ٢١١. (تأليف: الخطيب البغدادي، تحقيق: د. محمود الطحان، مكتبة المعارف/الرياض، ١٤٠٣ هـ)، وسير أعلام النبلاء ١١/٤٨ (تأليف: محمد بن أحمد الذهبي، تحقيق: شعيب الأرنؤوط، ومحمد العرقسوسي، مؤسسة الرسالة/بيروت، ط9- ١٤١٣ هـ).
[2] ينظر: التدليس في الحديث ص: 10 (تأليف د. مسفر الدميني، ط1- 1412 هـ).
[3] ينظر: طبقات المدلسين: ص ١٧. (تأليف: الحافظ ابن حجر، تحقيق: محمد بن علي الأزهري، دار البيان العربي/ القاهرة، ط1- 1425 هـ).
[4] هذان البيتان من أبيات الدكتور عبدالقيوم عبد رب النبي. ينظر: نهاية السول في رواة الستة أصول 1/64. تأليف: سبط ابن العجمي، تحقيق: عبدالقيوم عبد رب النبي، جامعة أم القرى، ط 1-1420 هـ).
[5] موضح أوهام الجمع والتفريق  1/5. (تأليف: الخطيب البغدادي، تحقيق: د. عبدالمعطي قلعجي، دار المعرفة/بيروت، ط1، ١٤٠٧ هـ.
[6] وهي: لسان الميزان، وتهذيب التهذيب، والنكت على كتاب ابن الصلاح، والتلخيص الحبير، وتقريب التهذيب، وفتح الباري.
[7] الجرح والتعديل 1/50.
[8] علوم الحديث: ص 75.
[9] تعريف أهل التقديس: ص ٣١.
[10] المرجع السابق: ص ٣٥.
[11] تعريف أهل التقديس: ص ٥٠.
[12] المرجع السابق: ص ٥٥.
[13] ص: ٢٣.
[14] ينظر المزيد من الأسباب ص (83: 86) من هذا البحث.




 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • الرواة الذين وثقهم الذهبي في الكاشف وقال فيهم ابن حجر في التقريب: صدوق(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • الرواة الذين صرح بتوثيقهم ابن حبان في المجروحين (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تعقبات ابن حبان في كتابه الثقات على من أثبت الصحبة لبعض الرواة "جمعا ودراسة نقدية" (PDF)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • الرواة المختلف فيهم جمعا وتفريقا في كتاب (إيضاح الإشكال في الرواة) للحافظ عبد الغني بن سعيد (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • ابن الكيال وكتابه الكواكب النيرات في معرفة من اختلط من الرواة الثقات(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • كتاب أسماء الصحابة الرواة لابن حزم (ت 456هـ / 1064م)(مقالة - موقع د. أنور محمود زناتي)
  • كتاب إنباه الرواة على أنباه النحاة للقفطي (ت 646هـ / 1248م)(مقالة - موقع د. أنور محمود زناتي)
  • اختلاف الرواة عن نافع - دراسة لغوية(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • الرواة المتروكون في منتقى ابن الجارود (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • العناية بكتب الرواة والتراجم والأثبات(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 17/11/1446هـ - الساعة: 9:44
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب