إتحاف حملة القرآن برواية سيدي عثمان عن الإمام نافع من طريق الشاطبية للإمام العلامة الشيخ محمد بن حسن المنير السمنودي (ت1199هـ) من أول فرش سورة البقرة إلى آخر القرآن دراسة وتحقيق

ملخص الرسالة

إتحاف حملة القرآن برواية سيدي عثمان عن الإمام نافع من طريق الشاطبية

للإمام العلامة الشيخ محمد بن حسن المنير السمنودي (ت1199هـ)

من أول فرش سورة البقرة إلى آخر القرآن

دراسة وتحقيق

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الرحيم الرحمن، علم القرآن، خلق الإنسان، علمه البيان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة أرجو بها النجاة من عذاب النيران، وأشهد أن محمدًا عبده ورسول الذي أرسله ربه إلى الثقلين الإنس والجان، خير من صلى وصام، وتلا القرآن وبه قام، شرفه الله بإنزال أحسن كتاب؛ ليكون موعظة وذكرى لأولي الألباب، فهو شرف المسلمين ومصدر سعادتهم، من قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم. قال تعالى: ﴿ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ﴾ [الزخرف: 44] ولما علم الصحابة بديع معجزاته ورونق آياته وجمال عباراته غدوا له آناء الليل وأطراف النهار من التالين، وبه من العاملين، وللذيذ خطابه مستمعين، فسُمع لبيوتاتهم دوي كدوي النحل من ترتيل آياته، وعلى هذا المنوال سار التابعون في العناية بكتاب الله عز وجل تعلُّمًا وتعليمًا، فنقلوا القرآن بقراءاته المختلفة إلى من بعدهم.

وإن من أجل تلك القراءات قراءة الإمام أبي رُوَيْم نافع بن عبد الرحمن ابن أبي نعيم الليثي، المتوفى سنة 169هـ. ومن أخص تلاميذه وألزمهم الإمام عثمان بن سعيد الملقب بورش، الذي سارت بروايته الركبان، وانتشرت في الآفاق، وعلمها القاصي والداني من أهل هذا الفن الجليل ومن غيرهم، وكان من نعمة الله علي أن عثرت على مخطوط بعنوان (إتحاف حملة القرآن برواية سيدي عثمان عن الإمام نافع من طريق الشاطبية) للعلامة محمد بن حسن المنير السمنودي المتوفى سنة 1199هـ، وقد ألفيتها رسالة قيمة نافعة جليلة القدر في بابها، عظيمة الفائدة، فعزمت بعد الاستخارة والاستشارة على تقديمها كمتطلب تكميلي لنيل درجة العالمية الماجستير بالاشتراك مع أحد الزملاء، والجزء الذي قمت بتحقيقه يبدأ من (أول باب فرش الحروف إلى آخر الكتاب). من لوحة رقم (26) إلى رقم (52). والله أسأل أن يمدني بعونه وتوفيقه إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين.

أهمية الموضوع:

الذي دعاني إلى اختيار هذا الموضوع مجموعة من العوامل المتضافرة تتجلى فيما يلي:

1- اتصاله بجانب مهم من القرآن الكريم، ألا وهو علم القراءات، أكثر العلوم تعلقًا بالقرآن الكريم.

2- أهمية إخراج كتاب من كتب القراءات لم يسبق إلى تحقيقه؛ ليكون في متناول الباحثين والمتخصصين.

3- أن موضوع هذا المخطوط يحتوي على رواية ورش المتواترة التي تلقتها الأمة بالقبول.

4- أن مؤلفه صاحب الشرح الشهير لنظم الدرة المسمى «شرح الإمام السمنودي على متن الدرة المتممة للقراءات العشر» الذي طبع غير مرة، ولا زال اعتماد كثير من القراء والمقرئين علبه.

5- كون مؤلفه علمًا من أعلام القراءات، اعترف له أقرانه بالضبط والرواية، والتأليف والدراية.

أسباب اختياره:

مما حدا بي إلى اختيار هذا الموضوع مجموعة من الأسباب التي منها:

• الرغبة في الإسهام في إخراج كتب التراث الإسلامي في مجال القراءات.

• الرغبة في إفادة المتخصصين في هذا الفن، وإتحافهم بهذا الكتاب من عالم متقن، له قدم راسخ في علم القراءات.

• عناية مؤلفه الشديدة بالتوجيه والإعراب.

• تحريره لطرق رواية ورش، واعتناؤه بذكر الممتنع والجائز من تركيب الأوجه على بعضها.

• عنايته بذكر مصادره من أصول النشر، وغيره من كتب العلماء المتقدمين.

• تعقبه لما وقع فيه بعض المتقدمين من الأوهام.

• ذكره لبعض مذاهب النحاة.

نظمه للكثير من مسائل رواية ورش، تيسيرًا لإدراكها وحفظها.

لهذه الأسباب وغيرها اخترت هذا الموضوع؛ ليكون موضوع رسالتي في البحث التكميلي لنيل درجة الماجستير، وبالله التوفيق.

خطة البحث:

تتكون خطة البحث من مقدمة، وتمهيد، وبابين، على النحو الآتي:

المقدمة: وفيها:

أهمية الموضوع.

وأسباب اختياره.

وخطة البحث.

ومنهج البحث.

التمهيد: وفيه ثلاثة مباحث:

المبحث الأول: التعريف بالإمام نافع وراويه ورش.

المبحث الثاني: عناية العلماء بقراءة الإمام نافع.

المبحث الثالث: عناية علماء القراءات برواية ورش، روايةً ودرايةً.

الباب الأول: دراسة المؤلف والكتاب، وفيه فصلان:

الفصل الأول: دراسة المؤلف، وفيه خمسة مباحث:

المبحث الأول: اسمه، ونسبه، ومولده، ونشأته، ووفاته.

المبحث الثاني: شيوخه، وتلامذته.

المبحث الثالث: أسانيده.

المبحث الرابع: ثناء العلماء عليه.

المبحث الخامس: مؤلفاته.

الفصل الثاني: دراسة الكتاب، وفيه ستة مباحث:

المبحث الأول: توثيق نسبة الكتاب إلى المؤلف، وتحقيق عنوانه.

المبحث الثاني: سبب تأليف المصنف للكتاب، مع بيان قيمته العلمية.

المبحث الثالث: بيان منهج المؤلف في الكتاب.

المبحث الرابع: بيان مصادر المؤلف في الكتاب.

المبحث الخامس: الطرق الواردة في الكتاب عن الإمام ورش.

المبحث السادس: وصف النسخ الخطية للكتاب، وأماكنها، ونماذج منها.

الباب الثاني: النص المحقق، ويشتمل على الجزء الذي قمت بتحقيقه من الكتاب، من (أول باب فرش الحروف إلى آخر الكتاب).

الفهارس:

فهرس الآيات القرآنية.

فهرس المصطلحات الواردة.

فهرس الأعلام.

فهرس المصادر الواردة في النص المحقق.

فهرس المصادر والمراجع.

فهرس الموضوعات.

منهج البحث:

وقد سلكت في قسم الدراسة من هذا البحث بمنة الله تعالى، منهجًا يعتمد على ترجمة المؤلف ودراسة الكتاب.

أما قسم التحقيق فسأتبع الخطوات الآتية:

1- نسخ المتن، مختارًا النص الصحيح، متبعًا منهج التلفيق بين النسختين.

2- المقابلة بين النسختين مع إثبات الفروق في الحاشية.

3- كتابة النص وفق قواعد الإملاء الحديثة.

4- كتابة الآيات القرآنية بالرسم العثماني وفق رواية حفص.

5- الرجوع إلى مصادر رواية الإمام ورش؛ لتوثيق ذلك وفق الطرق الموجودة في الكتاب.

6- الترجمة للأعلام الوارد ذكرهم في الكتاب.

7- توثيق النصوص التي يوردها المؤلف من مصادرها، وأحيل كل ما يقول المؤلف أنه تقدم في باب الأصول إلى المخطوط الذي رمزت له بالحرف (د)، وأما ما كان من ياءات إضافة أو زوائد فإني لا أتعرض إليها بشيء من التوثيق لأن محلها باب الأصول.

8- وضع الفهارس اللازمة التي تسهل الاستفادة من البحث.

9- توثيق ما يورده المؤلف من كلمات توجيهية بالرجوع إلى مظانها من كتب التوجيه.

10- ذكر بعض التعليقات التي توخيت منها النفع والفائدة.

11- ذكر ما يدل على القراءة التي خالف فيها ورش أبا عمرو من الحرز دون الإحالة إلى موضعها لسهولة ذلك.

وفي الختام أشكر الله الملك العلام الذي أسبغ علي نعمه ظاهرة وباطنة، ومن جليل نعمه علي أن رزقني الإقامة في مهاجَر رسوله عليه الصلاة والسلام، ونهل العلم من ينبوعه الصافي في الجامعة الإسلامية، فأشكر القائمين عليها، كما أشكر القائمين على كلية القرآن الكريم ممثلة في قسم القراءات، كما أشكر مشرفي فضيلة الدكتور أحمد بن عبد الله المقري، وسائر أصحاب الفضيلة العلماء أعضاء هيئة التدريس بالكلية، كما أشكر كل من ساعدني على إتمام هذا البحث بالتوجيه الصائب والرأي الرشيد من أساتذتي وزملائي مع دعائي للجميع بالهداية والتوفيق، والعاقبة الحسنة في الدارين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

الخاتمة

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

فقد قرأت هذه الرسالة القيمة في بابها عظيمة الثمرة في محتواها، وهو ما خالف فيه ورش أبا عمرو، وسأذكر في نقاط أهم النتائج التي استخلصتها من قراءة هذه الرسالة وهي على النحو الآتي:

1- ضرورة الالتفات إلى مثل هذه الرسائل، وإخراجها من دهاليز المكتبات لينتفع العامة والخاصة بمحتواها.

2- أهمية علم التوجيه حيث بمعرفته يتبين سر عظيم من أسرار اختلاف القراءات وحكمة جليلة من حكم نزول القرآن على سبعة أحرف.

3- أهمية قراءة الإمامين الجليلين أبي عمرو وورش لوجود من يقرأ بهما إلى يومنا الحاضر، فهما الروايتان المقدمتان والمعمول بهما في كثير من البلدان.

4- مكانة الإمام السمنودي الكبيرة الذي وإن جاء متأخرًا في القرن الثاني عشر الهجري إلا أنه حاز كثيرًا من علوم المتقدمين في علم القراءات رواية ودراية.

5- ضرورة تبصير الناشئة بمكانة هؤلاء العلماء لينزلوهم منازلهم التي أنزلهم الله إياها من غير غلو ولا شطط ولا تقصير ولا إجحاف.

قد قلت ما قلت فما كان من صواب فمن الله وما كان من خطأ وخلل وضعف وزلل فمن النفس العمارة بالسوء ومن الشيطان الرجيم، والله ورسوله منه بريئان. سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين.

فهرس الموضوعات