• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | المكتبة المرئية   المكتبة المقروءة   المكتبة السمعية   مكتبة التصميمات   كتب د. خالد الجريسي   كتب د. سعد الحميد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    سبعون أدبا في الصحبة والسفر والعلم (PDF)
    د. عدنان بن سليمان الجابري
  •  
    شرح كتاب: فصول الآداب ومكارم الأخلاق المشروعة ...
    عيسى بن سالم بن سدحان العازمي
  •  
    كفى بالموت واعظا
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    أحكام المخابز (PDF)
    أبو جعفر عبدالغني
  •  
    "كلمة سواء" من أهل سنة الحبيب النبي محمد صلى الله ...
    محمد السيد محمد
  •  
    صفحات من حياة علامة القصيم عبد الرحمن السعدي رحمه ...
    أ. د. عبدالله بن محمد الطيار
  •  
    الأساس في أصول الفقه (PDF)
    د. عبدالله إسماعيل عبدالله هادي
  •  
    خطبة .. من سره أن يلقى الله تعالى غدا مسلما
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    الأربعون حديثا في تحريم وخطر الربا (PDF)
    طاهر بن نجم الدين بن نصر المحسي
  •  
    الله (اسم الله الأعظم)
    ياسر عبدالله محمد الحوري
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    تربية الحيوانات (بطاقة دعوية)
    د. منال محمد أبو العزائم
شبكة الألوكة / مكتبة الألوكة / المكتبة المقروءة / الرسائل العلمية / رسائل دكتوراة
علامة باركود

المصطلحات الصوتية في التراث اللغوي عند العرب

عادل إبراهيم عبدالله أبو شعر

نوع الدراسة: PHD resume
البلد: المملكة العربية السعودية
الجامعة: جامعة أم القرى
الكلية: كليّة اللغة العربية
التخصص: اللغة العربية وآدابها (لغويات)
المشرف: د. محمّد العُمَريّ
العام: 1425هـ - 2004م

تاريخ الإضافة: 18/7/2022 ميلادي - 18/12/1443 هجري

الزيارات: 12791

 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ملخص الرسالة

المُصْطَلَحَاتُ الصَّوتيَّةُ

في التُّرَاثِ اللُّغَويِّ عِنْدَ العَرَب

(دِرَاسَةٌ تَارِيخِيَّةٌ تَأصِيليَّةٌ من القَرْنِ الأَوَّلِ إلى القَرْنِ السَّادِسِ الهِجْرِيّ)

 

ملخَّص البحث

الحمد لله ربِّ العالمين، وأفضل الصلاة، وأتمُّ التسليم على سيدنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: فهذا بحثٌ تأصيليٌّ يَكشف عن لغة الصوتيِّين الأوائل، ويُظهِر ما لهم من معارفَ ومصطلحات صوتيةٍ ضِمن مرحلةٍ زمنيّة واسعة، من القرن الأول إلى القرن السَّادس الهجريّ، موظِّفًا معطياتِ العصرِ التقنيَّة في خدمته من رسوماتٍ توضيحيَّة، وتحليلاتٍ طيفية، وغير ذلك من الوسائل المعاصرة.

 

ويَرجِعُ اختياري له إلى غَيرةٍ على كتُبِ التراث الصوتيِّ من فَقْدِ التواصلِ معها بسبب لغتها ومصطلحاتها، وإلى لفتِ الأنظار إلى إمكانيَّة إرساءِ علمٍ صوتيٍّ عربيٍّ أصيلٍ، خالٍ من الشَّوائبِ، ناءٍ عن التشويه، بعيدٍ عن الاستسقاء والاستشفاء من ثقافةٍ غربيَّةٍ جعلَتْ من أهدافِها أن تَجمعَ ثقافات العالَم على ثقافتِها.

 

ولا شكَّ أن معرفةَ المتقدِّمين الموسوعيَّة، ومشاركتَهم في أكثرَ من علم جعلَت المعلوماتِ الصوتيةَ متفرِّقةً في علوم مختلفة، كما أنَّ عَصْرَ التخَصُّصِ الحاضِر حجَب عنَّا علمَهم الصَّوْتيّ، وجَزَّأَ الحُكْم عليه، وإنَّ تَلاَفي ذلك يَكُونُ في النَّظْرَةِ الكُلِّية لمُجْمَل تراثنا.

 

وقد انتظمتْ أبوابُ البحث وفصوله كالتالي:

1- التمهيد وتناولتُ فيه:

المصطلح الصوتيّ: نشأته، وتعريفاته، ودلالته، وخصائصه، ومشكلاته. ثمَّ مقدِّمةٌ موجَزةٌ عن تاريخ العلم العربيّ، وهو مدخلٌ رئيسٌ للكشفِ عن تأثير العلوم النَّقلية والعقلية في المصطلح الصوتي.

 

2- الدراسة التاريخية للمصطلحات الصوتية: وذلك من خلال بابين:

الباب الأوَّل: التأثير في المصطلح الصوتيّ:

هذا الباب يتناوَلُ العلاقات التي تَربِطُ بين العلوم المختلفة التي أثَّرت في المصطلحِ الصوتيِّ من خلال دراسة أشهرِ العلماءِ الذين ساهموا في المعارفِ الصَّوتيَّة، مُظْهِرًا بشكلٍ جليٍّ وواضحٍ أن المعارفَ والمعلومات التي توصَّلوا إليها هي التي أفرزت عددًا كبيرًا من المصطلحات.

 

وتناولتُ فيه رحلة العلم الصوتيّ عند مدرَسَتَين اثنتين شكَّلتا العلم الصوتيّ عند العرب، هما المدرسة النقليَّة والمدرسة العقليَّة، واستعرضتُ في هذا الباب الجهود والمصطلحات والآراء الصوتية لعلماء هاتين المدرستين.

 

البابُ الثاني: المصطلحاتُ الصَّوتيَّة، ويتضمَّن ستة فصول:

الفصل الأوَّل: أعضاء الصَّوت والنُّطق والاستعمالُ الصوتيّ لها.

الفصل الثاني: الأسس الفيزيائيَّة والنُّطقية للصَّوت والحرف.

الفصل الثالث: صفات الحروف.

الفصل الرابع: تركيب الحروف.

الفصل الخامس: العيوب الصوتية والنطقية والاحترازات عنها.

الفصل السادس: الألقاب الصوتية للحروف الأصلية والفرعيَّة.

 

الخاتمة، وتتضمن: نتائج البحث، وتوصياته، والفهارس والملاحق.


الفهرسُ التفصيليُّ للبحث

الموضوع

الصفحة

مقدِّمة البحث

13

خطة استخلاص مصطلحات الدِّراسة ومراجع البحث

16

الدِّراسات السابقة على هذا البحث

18

أبوابُ البحث وفصوله

19

ملاحظات هامة حول أبواب الدراسة

21

التمهيد

23

المصطلح الصوتيّ

23

أوَّلًا: اللُّغة والمواضعة

23

ثانيًا: أدوات توصيل المعاني

25

ثالثًا: المصطلح العلميّ والتحوُّلُ الدّلاليّ

26

رابعًا: أسبابُ وضع المصطلحات

29

خامسًا: المواضَعةُ الصَّوتيَّة والتغيُّر

32

سادسًا: أنواعُ الألفاظِ من حيث الدّلالة على المعاني

34

سابعًا: أنواع الألفاظ والتعبيرات والمصطلحات الصوتيَّة

35

ثامنًا: مُشْكِلاتٌ في فهم المصطلح

37

تاريخ موجَزٌ للعلم العربيّ

41

الباب الأول: التأثير في المصطلح الصوتيّ

48

المبحث الأوَّل: تأثير العلوم النقلية

49

المدرسةُ النقليَّة:

49

1- العلمُ الصَّوتيّ في المشرق

49

أهمُّ العلماءِ في المشرق

53

الخليل بن أحمد الفراهيديّ شيخ مذهبي البصرة والكوفة (100 - 170 ه-)

53

سيبويه شيخ المذهب البصريّ (148 - 180 ه-)

55

الفرَّاء شيخ المذهب الكوفيّ (144 - 207 ه-)

58

الجَاحِظُ مؤسِّس علم البلاغة والأدب ( 163- 255 ه-)

61

المبرِّدُ خاتمة البصريِّين (210 - 285 ه-)

62

ابن دُرَيدٍ (223 - 321 ه-)

63

ابنُ مجاهدٍ (254 - 324 ه-)

65

أبو سعيد السيرافيُّ (280 - 368 ه-)

67

أبو عليٍّ الفارسيُّ (288 - 377 ه-)

69

الرمَّانيُّ (276 - 384 ه-)

72

ابنُ جنيّ (321 - 392 ه-)

74

2- العلمُ الصَّوتيّ في المغرب والأندلس

76

أهمُّ العلماءِ في المغرب والأندلس

77

مكيٌّ بن أبي طالب القيسيُّ (355 - 437 ه-)

77

الدانيُّ (371 - 444 ه-)

80

عبد الوهَّاب القرطبيُّ (403 - 461 ه-)

82

ابن الطحَّان الأندلسيّ (498 - ت حوالي 560 ه-)

84

المبحث الثاني: تأثير العلوم العقلية

88

المدرسة العقليَّة:

88

أهمُّ علماء هذه المدرسة

92

فيلسوف العرب: الكنديّ (...- 260 ه-)

92

المعلِّمُ الثاني أبو نصرٍ الفارابيُّ: (260 - 339 ه-)

94

الطبيبُ الفيلسوف الرَّئيس أبو عليّ ابن سينا (370- 428 ه-)

96

الفيلسوف القاضي الطبيبُ ابن رُشد (520- 595 ه-)

100

الباب الثاني: المصطلحات الصَّوتية

104

هذا البابُ هو لبُّ الرسالة، وهو الثمرة الحقيقية للجهد المضني الذي استغرق فترة البحث الأكاديمية، ورتَّبتُ فيه المصطلحات ترتيبًا موضوعيًّا، ووزَّعتُ هذه الموضوعات على فصوله الستة، وكان منهجي في عرض المصطلحات يتَّبع الخطوات التالية:

104

الفصل الأوَّل: أعضاء الصَّوت والنطق والاستعمال الصوتي لها

106

الألفاظ المستعملة لأعضاء التصويت:

107

أولًا: الألفاظ الخاصَّة بجسمِ هذه الأعضاء

107

ثانيًا الألفاظ الخاصَّة بالوظيفة

110

الألفاظ الخاصَّة بالأجزاء

115

الألفاظ المستعملة للتجويفات

117

الأعضاء المستعملة في التصويت

124

العُضوُ الأوَّل من أعضاء الصَّوت والنُّطق: الصَّدر

124

العُضوُ الثاني من أعضاء الصَّوت والنُّطق: الحِجاب الحاجِز

128

العُضوُ الثالث من أعضاء الصَّوت والنُّطق: الرئتان

129

العُضوُ الرَّابع من أعضاء الصَّوت والنُّطق: القصبة الهوائيَّة

131

العُضوُ الخامسُ من أعضاء الصَّوت والنُّطق: الحنجرة

133

العُضوُ السَّادس من أعضاء الصَّوت والنُّطق: الوتران الصَّوتيَّان

137

العُضوُ السَّابعُ من أعضاء الصَّوت والنُّطق: الحلق

142

العُضوُ الثَّامنُ من أعضاء الصَّوت والنُّطق: الفم

153

العُضوُ التاسع من أعضاء الصَّوت والنُّطق: الشفتان

219

العُضوُ العاشر من أعضاء الصَّوت والنُّطق: التجويف الأنفيّ

225

العُضوُ الحادي عشر من أعضاء الصَّوت والنُّطق: الأذن

231

الفصل الثاني: الأسس الفيزيائية والنطقية للصوت والحرف

236

1- كيفيَّةُ حدوث الصَّوت وإدراكه

236

2- نوعيَّة الأجسام المتصادمة في الطبيعة

239

3- الألفاظ الفيزيائيَّة المتعلِّقة بالصَّوت وحدوثه

240

أوَّلًا: الألفاظ العامَّة التي استُعمِلَت في التعبير عن القُوَّة الضاغطَة لإحداثِ الصَّوْت

241

ثانيًا: الألفاظ التي عبَّرَتْ عن ضَغطِ عُضوَي النُّطق لإحداثِ الصَّوْت اللُّغويِّ

252

ثالثًا: الألفاظ التي عبَّرتْ عن المقاومة التي تحدث بين الجسمَين المتقاوِمَين

299

رابعًا: الالفاظ التي عَبَّرَت عن المَوْجاتِ الصَّوْتيَّة

306

خامسًا: الألفاظ التي عبَّرتْ عن التغيير في الموجةِ الصَّوتيَّة

308

المصطلحاتُ الصوتيَّة المتعلِّقة بالأصوات اللُّغويَّة

324

الألفاظ المتعلِّقة بالصَّوت المجرَّد المسموع

325

المخارجُ النُّطقيَّة الرَّئيسة وعدد المخارج الفرعيَّة

332

الألفاظ المستعملة في المخارج

333

الميزانُ الصَّوتيُّ للحروف العربيَّة:

354

ترتيب الحروف العربية

355

عدد الحروف العربية

356

الألفاظ المستعملة لأصوات الحروف

357

الانفعالات المصاحبة للكلام من صوتٍ وحركة وألفاظها

365

نتائجُ الفصل الثاني:

370

الفصل الثالث: صفات الحروف

373

الألفاظ المستعملة لصفات الحروف

373

مدخل عام إلى صفات الحروف

376

الصفتان المتعلِّقتان بالوضوح والخفاء في السَّمع

377

(الجهر والهمس)

377

الصفات المتعلِّقة بمرور الصَّوت في المخرج

393

الحالة الأولى: الصفات الدالَّة على الاحتباس الكامل للصَّوت

393

الحالة الثانية: الصفات الدالَّةُ على الاحتباس الجزئيّ للصَّوت

400

الحالة الثالثة: الصفات الدالَّة على ما بين الحالتَين

405

4- الحالة الرابعة: الصفات الدالَّة على حرِّية مرور الصَّوت

409

الصفات المتعلِّقة باتجاه الصَّوت وانحصاره وما يَتبَع ذلك من أثر تفخيميٍّ:

418

أولًا: الصفتان المتعلِّقتان باتجاه الصَّوت: الاستعلاء والاستفال

418

ثانيًا: الصفتان المتعلِّقتان بحَصرِ الصَّوت بين اللِّسان والحنك: (الإطباق والانفتاح)

432

ثالثًا: الصفتان المتعلقتان بالأثر: ( التفخيم والترقيق)

442

الصِّفتان المتعلِّقتان بأبنية الكلام العربيّ: (الإذلاق والإصمات)

472

الصفاتُ الخاصَّة بمتمِّمات الحروف:

477

(الإشراب)

477

الصِّفة الأولى من متمِّمات الحروف: (القَلْقَلة)

480

الصِّفة الثانية: (نَحْوُ النَّفخة) أو (شِبهُ النَّفخ)

483

الصِّفة الثالثة: (النَّفخ)

485

الصِّفة الرَّابعة المُلْحَقة بمتمِّمات الحروف: (المُسْتَوي من الحروف)

486

ملاحظة مهمَّة حول متمِّمات الحروف في بقائها عند الوصل

487

الصفات الخاصة ببعض الأصوات:

488

(المنحرف، الانحراف)

489

المصطلح الأوَّل: (الغنَّة، حرفا الغنة، الأغنّ)

492

(المكرَّر، التكرير)

498

الصِّفات الخاصَّة ببعض فضائل الحروف:

503

(الصفير)

503

(التفَشِّي)

506

(الاستطالة)

511

الصِّفات الخاصة بقوة الحرف وضعفه

514

الصفات الخاصة بقوَّة الحرف

514

الصِّفات الخاصَّة بضعف الحرف

519

نتائج الفصل الثالث:

532

الفصل الرابع: تركيب الحروف

534

الألفاظ المستعملة للتلاقي بين الحروف:

534

أنواعُ التلاقي بين الحروف:

535

النوع الأوَّل من أنواع تلاقي الحروف: الحرفان المتَّحِدان في المخرج والصِّفة

536

النوعُ الثاني من أنواع تلاقي الحروف: الحرفان المتقاربان من مخرج واحد أو من مخرجين أو بالصفة

539

النَّوع الثالث من أنواعِ تلاقي الحروف: الحرفان المتباعدان في المخرج والصِّفة

542

الألفاظ المستعملة في التأليف بين الحروف وتحقيق الانسجام:

545

الجُمَلُ المستعملة في التعبير عن الانسجام بين الأصوات

557

الألفاظ المستعملة في التنافر بين الحروف وامتناع الانسجام

560

قوانين وقواعد التأليف والانسجام النُّطقيّ بين أصوات الحروف

560

الألفاظ المستعملة في التأثيرات والتجاذبات بين أصوات الحروف

563

ظواهر طلب التخفيف:

571

الظاهرة الأولى من ظواهر طَلَب التخفيف بين الحروف: الإدغام:

571

الجهة الأولى: الألفاظ المستعملة للإدغام

571

الجهة الثانية للإدغام: تعريفاتُ الإدغام

588

الجهة الثالثة: التعبيرات المستعملة لتحقيق الانسجام بين الصَّوتَين في الإدغام

589

الجهة الرابعة: قوانين وقواعد الإدغام

590

الجهة الخامسة لظاهرة الإدغام: أنواع الإدغام

592

الظاهرة الثانية من ظواهر طَلَب التخفيف: نَقْلُ الحرَكة

610

الظاهرة الثالثة من ظواهر طلب التخفيف: العلاقةُ بين الحركات وحروف المد

627

الجهة الأولى: الألفاظ المستعملة لإشباع الحرَكةِ حتى يتولَّدَ حرفُ مدٍّ

628

الجهة الثانية: الألفاظ المستعملة لتقصير حرفِ المدِّ ليَرجِع حركةً قصيرةً

645

الظاهرة الرابعة من ظواهر طَلَب التخفيف: تقريب الحركات وحروف المدّ من بعضِها

651

المصوِّتات المعيارية عند الفارابيّ

652

المصوِّتات العربية

654

الألفاظ العامَّة المستعملة في تقريبِ الحركات وحروف المدّ إلى بعضها:

657

الألفاظ المستعملة للفتح ضد الإمالة

683

الألفاظ المستعملة للإمالة الصغرى

693

الألفاظ المستعملة للإمالة الكبرى

697

الألفاظ المستعملة لإمالة الياء إلى الواو أو إشمام الكسرة الضمَّة

698

الألفاظ المستعملة لإمالة الألف إلى الواو

698

الفصل الخامس: العيوب الصوتية والنطقية والاحترازات عنها

701

عيوب النطق وأمراض الكلام

701

الألفاظ العامَّة التي تدلُّ على الخطأ والعيب في الكلام

705

الألفاظ التي تدلُّ على أمراض الكلام

708

أوَّلًا: الألفاظُ التي تدلُّ على العَجز عن الكلام والحُبسة في اللِّسان

708

ثانيًا: الألفاظ التي تدلُّ على اللُّثغة في بعض الحروف

716

ثالثًا: الألفاظ التي تدلُّ على الكلام من الأنف

723

رابعًا: الألفاظ التي تدلُّ على العُجمة وعدم البيان

723

خامسًا: الألفاظ التي تدلُّ على التقعُّر والتشدُّق في الكلام

727

الألفاظ التي تدلُّ على عيوب النُّطق في الأداء القرآنيّ

730

أوَّلًا: الألفاظ العامَّة التي تدلُّ على عيوب الهيئات الجسديَّة وعيوب الأصوات

730

ثانيًا: الألفاظ التي تدلُّ على عيوب الحروف من حيث التجويد

732

ثالثًا: الألفاظ التي تدلُّ على التطريب والتلحين ممَّا نهى القراء عنه

740

التدريباتُ النُّطقية وتصحيحُ الكلام

747

الألفاظ المستعملة لتصحيح الكلام والتدريب النُّطقيّ

747

المصطلحات المرتبطة بعمليَّة التعليم

759

نتائج الفصل الخامس:

762

الفصل السادس: الألقاب الصوتية للحروف الأصلية والفرعية

764

الحروف العربية:

764

الألفاظ العامَّة الدالَّة على الحروف الأصلية والفرعية

765

الألفاظ المستعملة لبعض حروف الهجاء

769

الحروف الأصليَّة الجامدة

783

الحروف الأصليَّة الذائبة

788

خاتمة البحث ونتائجه وتوصياته:

800

الفهارس والملاحق

805

الفهرس الهجائيّ للمصطلحات

805

مسرد وفيات الأعلام الواردة أسماؤهم في البحث

823

فهرس مصطلحات المشترك اللفظي

833

إجازة الباحث بالقراءات العشر المتواترة

834

المراجع العلمية من المخطوطات والمطبوعات

836

 

مقدِّمة البحث

الحمد لله ربِّ العالمين، وأفضل الصلاة، وأتمُّ التسليم على سيدنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فهذا بحثٌ تأصيليٌّ يَكشف عن لغة الصوتيِّين الأوائل، ويُظهِر ما لهم من معارفَ ومصطلحات صوتيةٍ ضِمن مرحلةٍ زمنيّة واسعة، من القرن الأول إلى القرن السَّادس الهجريّ، موظِّفًا معطياتِ العصرِ التقنيَّة في خدمته من رسوماتٍ توضيحيَّة، وتحليلاتٍ طيفية، وغير ذلك من الوسائل المعاصرة.

 

وما مثَلي فيه إلا كمثَل مستكشفٍ قام برحلةٍ بحريَّة شاقَّة مع ملاحين مهَرة، يَمخُرون به بحارَ الصَّوت، بدءًا من كونِه مادَّةً أساسيةً (خام)، إلى كيفية حدوثه، ثم تشكُّلِه وتقطِيعه في مخارجِ النُّطق، ثمّ إدراكِه. ويوقِفونه على الهيئاتِ التي يكون عليها الصوتُ في تلك الأماكن، ثم إلى وصفِ أوضاعِه مع جيرانه الذين قرُبوا منه أو بعُدوا عنه، هل يأتلِفُ معهم، ويقبل جيرتَهم أم يتباعَد منهم وينفر عنهم؟ ويُرشِدونه إلى المعالمِ والقواعد والقوانين الصَّوتية التي رسَموها لإدارة دفَّة هذه الرِّحلَة الطَّويلة، ويَهدونه إلى المصطلحاتِ التي عبَّروا عنها في كل مرحلة.

 

فإذا استقام للمستكشف هذا كلُّه عدَّه نجاحًا لرحلته، وإذا كانت الأخرى فما مصيرُه إلا الغرَق؛ أسأل الله التوفيق والنجاة.

 

وتَكمُن خطورةُ المصطلحاتِ عمومًا، والعِلْمِيَّة منها على وجهِ الخصوص، في أهميتِها البالِغةِ في ربط ثقافةِ الماضي بالحاضر، وفي تلاحُم الشعوب ذات اللِّسان الواحد، وإنَّ أيَّ فهمٍ خاطئ لمصطلحٍ مَّا، ربَّما يوقِع في طامّات كانت تَحتاج إلى قليلٍ من التثبُّت والتروِّي، تمامًا كما فعل بعضُ دارسي الأصوات من المُعاصِرين مع مصطلح: (الهمس) المتوارَث في تراثنا، حيث أعطَوه المفهومَ الغربيَّ للصوت غير المجهور، والذي يُطلَق على كلِّ ما لا تهتزُّ الأوتار الصوتية معه (Unvoiced).

 

هذا المفهوم، ونتيجةً لتطبيقه على مفهوم الهمس عند المتقدمين من أئمة العربية والتجويد أوصلَت بعضهم إلى تقرير أن القرآن الكريم قد أصاب بعضَ أصواته التطورُ والتغير، وأنَّ ما وصَفه المتقدِّمون بالأمس عن الحروف العربية قد تغيَّر نطقُه من خلال ما نَسمعه من أفواه القراء المُجِيدين. وهو قولٌ، لو تَمَعَّنَ أصحابُه فيه، لعلموا أنَّ فيه اجتراءً كبيرًا على الوعد الإلهيِّ المُطْلَق القاضي بحفظ الكتاب المنزَّل دون تقييدٍ لهذا الحفظ بنصٍّ مكتوبٍ أو صوتٍ منطوق. ومنشأُ هذا الوهم يَرجِعُ في أساسِه إلى تحريفٍ كبيرٍ لدلالة الهمس، وسيأتي تفصيل ذلك. ومن هنا تكمن أهمية معرفة دلالة المصطلحات وفهمها على وجهها الصحيح الذي أراده لها واضعوها.

 

ويَرجِعُ اختياري لهذا البحث إلى غَيرةٍ على كتُبِ التراث الصوتيِّ من فَقْدِ التواصلِ معها بسبب لغتها ومصطلحاتها، وإلى لفتِ الأنظار إلى إمكانيَّة إرساءِ علمٍ صوتيٍّ عربيٍّ أصيلٍ، خالٍ من الشَّوائبِ، نقيٍّ عن التشويه، بعيدٍ عن الاستسقاء والاستشفاء من ثقافةٍ غربيَّةٍ جعلَتْ من أهدافِها أن تَجمعَ ثقافات العالَم على ثقافتِها، يقولُ المستشرقُ (برنارد لويس) بالنِّيابةِ عن مثقَّفي عصره من الغربيِّين: "إنَّ ما تَعَوَّدْنا عليه في الغربِ هو أن يَزدادَ تمسُّكُنا بمثُلِنا الغربية كلَّما ازدادَ اتجاهُ الشرقيِّين إلينا وذلك بجَعْلِ أنفسِنا مثالًا للفضيلةِ والتقدُّمِ الحضاريِّ، فإذا تَشَبَّهَ الشرقيُّون بنا فذلك جَيِّدٌ، والعكسُ يُعَدُّ عندنا شرًّا. فالتقدُّمُ هو في مُحاكاتِنا، والتقَهْقُرُ والسُّقُوطُ هو في عدمِ التشبُّهِ بنا"[1].

 

إنَّ هذه الدِّراسةَ لا تَكْرَهُ التجديد، كيف.. وهي تدعو إليه في كلِّ أجزائها، "لكنَّها تُفضِّلُ التجديد القائمَ على القُدرةِ، لا التجديد الذي يَحتالُ للضَّعفِ والعَجز"[2].

 

والكلُّ يَعلمُ أنَّنا تعوَّدْنا منذ أوائل القرن الماضي أن نَسْتَقِي تقييمَ تراثنا الصوتيِّ من خلال ما كتبه المستشرقون عن علمائنا وتاريخنا، وأن نُسلِّمَ لهم ما يتوصَّلُون إليه من أحكام، حتى قال قائلُنا كلمتَه العجيبة:"ويكفي العربَ فَخْرًا في مجالِ الأصواتِ أن يشهد لهم عالمان غربيَّان كبيران..."[3].

 

إنَّنا لن نستطيع أن نفهم الحاضرَ ونُقيِّمَ ثقافتَه وننطلِق منه إلى المستقبل حتى نستقرئ الماضي ونَعرِف حدودَه العلميَّة المعرفيَّة، وغايةَ ما وصل إليه، ولا أدَّعي أن هذه الدِّراسة قد قامتْ بتغطية ذلك، بل أقول: إنَّ هذه الدِّراسة محاولةٌ على الطريق أرجو أن يُكتب لها التوفيق.

 

والتنازعُ بين القديم والجديد أو الأصالة والمعاصَرة معادَلةٌ أزليّة وصراعٌ قديمٌ، ويَبقى البقاءُ للصالح دَومًا.

 

ومن هنا يَصِحُّ لنا أن نقول: إنَّ دراسةَ أيِّ تفكيرٍ علميٍّ منظَّم ينشأ عنه مقولاتٌ واصطلاحاتٌ إنَّما هو دراسةٌ لانفعالاتِ أذكياء الناس إزاءَ ما يَرَونه من ظواهرَ تحيطُ بهم، وما يستفيدونه من تجارب الأمم التي سبقَتهم، وقد تتَّفق هذه المقولاتُ عبر تاريخ العلم الطويل، وقد تتباين، تبعًا لتنوُّع الرؤى وتطور التفكير، وتبعًا للمنحى العلميِّ العام، ممَّا يُحتِّمُ على دارسِ تاريخ أيِّ علمٍ أن يَكشِف عن الوشائجِ والصِّلاتِ التي تَربِطُ ثقافةَ الحاضِر بثقافةِ الماضي حتى يكونَ النَّظَرُ إلى العِلم الحاضرِ عادلًا موضوعيًّا، دون تهويلٍ يجعلُه فوق كلِّ علمٍ، ودون إنقاصٍ يحُطُّه عمَّا له من فَضْل.

 

وتَكْمُنُ فائدةُ علمِ اللُّغةِ المعاصر في طريقةِ ترتيبِهِ الفكرِيِّ، ونَظْرَتِه إلى العُلُومِ بالمنظارِ الكاشِفِ، أي بتَجَاوُزِهِ لحدودِ العلمِ الخاصِّ، واشتراكِ أكثرَ مِن عِلْمٍ في قَضَايَاهُ مِمَّا هو مُناسِبٌ للمَنحَى الفِكرِيِّ العامِّ في العالَم أعني به الاتجاه إلى التقارُبِ الثقافيِّ بين الشُّعوب.

 

غيرَ أنَّ الاتجاهَ إلى التقارُبِ لا يعني أبدًا الذوبانَ في ثقافات الغَيْرِ دون اختِبارِها ونَقدِها وتَمحِيصِها، والتأكُّدِ من نتائجها، فبعضُ القَضَايَا التي تَنَاوَلَها علمُ اللُّغةِ المعاصِر يَحْكُمُها أكثرُ من طريقةٍ للتفكير، وربما عبَّرتْ عن وِجهَةِ نظَر أصحابِها الخاصّة فتَبَنِّي مثلِ هذه الطرائق التي هي قابلةٌ للتغيير دون التأكد من صلاحيتها في خدمةِ لغَتِنا جريًا وراءَ كلِّ جديدٍ لحَرِيٌّ أن يَخلِقَ مشكلاتٍ لسانيةً وأزَمَاتٍ ثقافيةً لدى الدارس، فهو عبثًا يُلاحِقُ كلَّ جديد.

 

يَحتَاجُ الأمرُ منَّا أن نَقِفَ وقفةً واعيةً غيورةً كما وَقَفَ علماؤنا الأوائل الذين استفادوا من معارفِ مَن قبْلَهم، غيرَ أنهم لم ينسَوا هويَّتَهم الأصيلةَ التي صَبَغُوا بها علومَهُم ومعارِفَهم؛ استَثْمَرُوا معارفَ الأممِ التي سبَقَتْهُم، ونَبَّهُوا على أخطائها، وكوَّنوا حضارةً هي أسُّ الحضارة الحديثة.. يَشهَدُ بذلك القاصي والداني.

 

إنَّ السَّببَ الذي دَعَاني إلى تقديمِ هذه المقدِّمة هو كثرةُ التَّطَابُقِ العَجِيبِ في المعلوماتِ بين ما بحَثَهُ الصَّوتيُّون المتقدِّمونَ وما قدَّمَه علم الأصواتِ المُعاصِر مِمَّا يَستَحِثُّ هِمَم الباحثين للخوضِ في هذا الميدانِ الخصب والكشف عن السَّبق العلميِّ الذي وصَل إليه أسلافُنا.

 

ولا شكَّ أن معرفةَ المتقدِّمين الموسوعيَّة، ومشاركتَهم في أكثرَ من علم جعلَت المعلوماتِ الصوتيةَ متفرِّقةً في علوم مختلفة، كما أنَّ عَصْرَ التخَصُّصِ الحاضِر حجَب عنَّا علمَهم الصَّوْتيّ، وجَزَّأَ الحُكْم عليه، وإنَّ تَلاَفي ذلك يَكُونُ في النَّظْرَةِ الكُلِّية لمُجْمَل تراثنا.

 

وقد اقتضى نمطُ التفكيرِ في عصرِ التخصُّصِ الحاضرِ أن تُفْرَدَ الأفكارُ الجزئيَّةُ ببحوثٍ مستقلَّةٍ، وليس كذلك التراثُ، ومن هنا كان الفرقُ بين الحاضِرِ والماضي، فليس على المتقدِّمين جِنَايةٌ في أنَّهم لم يَعْمَلُوا بمقتَضَياتِ العصرِ الحديثِ؛ إذ إنَّ طبيعةَ الموسُوعِيَّة عندهم فرَضَتْ عليهم نمطًا مُعَيّنًا من التفكيرِ، أدَّى بهم إلى عَرْضِ كثيرٍ من الأفكارِ الصوتية في ثنايا كتبِهم، فالواجبُ على الباحثين استخلاص هذه الأفكار وإبرازُها وتحديثُها حتى تُناسِبَ نمَطِيَّةَ هذا العصر.

 

كتُبُ الطبِّ- مثلًا- تَكشِف عن معرفة العرب الطبية والتشريحية في أعضاء النطق ووظائفها.

 

وكتبُ علم الكلام والمنطِق والفلسفة والموسيقى يُستشفُّ منها معرفتُهم الفيزيائية للصَّوت، وكيفيةِ حدوثه وإدراكه، والتعرُّفِ على خصائص الحدث الكلاميِّ عمومًا، وقوانينِ وضعِ الألفاظ ودلالتها، وموسيقيةِ اللَّفظ، والأخذِ بالوجوه[4].

 

وكتبُ النحو والصَّرف والتجويد والقراءات يُقيَّم من خلالها معرفتُهم في مخارج الحروف وصفاتها، وأحكامِ تركيبها وتألُّفها.

 

وكتبُ المعاجم واللُّغة والبلاغة والتجويد يُستقرأُ فيها مدى معرفتهم للاحترازات والعيوب النطقية.

 

هذا التنوُّعُ في المصادر شكَّل عبئًا كبيرًا على الباحثِ اللُّغويِّ، إذ إنَّ استقراءَ المعارفِ الصوتية في هذه العلوم، لا يُمكِن أن يضطلع به الباحثُ اللغويّ في عصر التخصُّص الدَّقيق، ولا بدَّ لمَن يريد أن يخوض في هذه العلوم من الاستعانة بأهل الاختصاص في كل فنٍّ تجنُّبًا للمزالق الحتميَّة إن اتُّكِئ على الفهم الخاصّ والاجتهاد الشخصيّ[5]، هذا مع التيقُّن الشديد أنه لا يمكنُ الإحاطةُ بمصنَّفات العلوم بَلْه بالفنِّ الواحد، فمهما بلَغَ الإنسانُ الغايةَ في الاستقصاء، فلا بدَّ أن يكون قد فاته شيءٌ كثيرٌ في العلم، لكن حسبي أني أخذتُ من كل فنٍّ يختَصُّ بموضوعي أهمَّ ما فيه من الكتب.

 

خطة استخلاص مصطلحات الدِّراسة ومراجع البحث:

كانت خطتي في استخلاص مصطلحات الدِّراسة يقوم على قراءة المصادر من أوَّلِها إلى آخرها، من الجِلدة إلى الجلدة، واستخلاص المصطلحات منها، ووضعها في مكانها من الحاسب الآليّ؛ لأنَّ المصطلحات ليست معروضةً مبذولةً في هذه الكتب، فمن الكتب التي قرأتها- بفضل الله تعالى- كاملةً:

من كتب معاني القرآن وإعرابه: معاني القرآن للفراء، ومجاز القرآن لأبي عبيدة، ومعاني القرآن للأخفش، ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج، وإعراب القرآن للنحَّاس، وإعراب ثلاثين سورة من القرآن لابن خالويه.

 

من كتب القرآن والرسم والوقف والابتداء: تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة، وفضائل القرآن ولغات القرآن كلاهما لأبي عبيد، ولغات القرآن لابن حسنون، وإيضاح الوقف والابتدا لابن الأنباريّ، والقطع والائتناف لأبي جعفر النحَّاس، والمكتفى في الوقف والابتدا، والمقنع في رسم مصاحف الأمصار كلاهما للدانيّ.

 

من كتب التجويد: منظومة الإمام الخاقانيّ في الأداء، والرعاية لمكيّ، والتحديد للدانيّ، والموضح لعبد الوهَّاب القرطبيّ، والتمهيد لأبي العلاء الهمَذانيّ، ومرشد القارئ لابن الطحَّان الأندلسيّ، وبيان العيوب التي يجب أن يجتنبها القراء لابن البناء البغداديّ وغيرها.

 

من كتب القراءات وتوجيهها: السبعة لابن مجاهد، وإدغام القراء وما ذكره الكوفيون من الإدغام كلاهما للسيرافيّ، ومعاني القراءات للأزهريّ، والحجج الثلاثة في القراءات للفارسيّ، وابن خالويه، وابن زنجلة، والغاية والمبسوط كلاهما لابن مهران، والاستكمال لعبد المنعم بن غلبون، والمحتسب لابن جنيّ، والتذكرة لطاهر بن غلبون، والمنتهى لأبي الفضل الخزاعيّ، والهادي لابن سفيان القيروانيّ، والتبصرة لمكي القيسيّ، والروضة للمالكيّ، والتيسير وجامع البيان والموضح لمذاهب القرَّاء ثلاثتها للدانيّ، والعنوان لابن خلف، والتلخيص لأبي مَعْشَر الطبريّ، وتلخيص العبارات لابن بلِّيمة، وغيرها.

 

من المعاجم: العَين للخليل، والغريب المصنَّف لأبي عبيد، والجمهرة لابن دريد، ومقاييس اللُّغة لابن فارس، والبارع للقالي، وأساس البلاغة للزمخشريّ.

 

من الرسائل اللُّغوية: المقصور والممدود للفراء، ونوادر أبي زيد، وإصلاح المنطق لابن السِّكيت، والأضداد لأبي حاتم، والملاحن لابن دريد، والأضداد لابن الأنباريّ، والزينة للرازيّ، ومجالس العلماء لثعلب والزجاجيّ وغيرها.

 

من كتب النحو: كتاب سيبويه، والمقتضب للمبرِّد، والأصول لابن السرَّاج، والجمل للزجَّاجيّ، والإنصاف وأسرار العربية كلاهما لابن الأنباريّ، ونتائج الفكر للسهيليّ وغيرها.

 

من كتب الصَّرف: الإبدال لابن السِّكيت، وما ذكره الكوفيون من الإدغام للسيرافيّ، والتكملة لأبي علي الفارسيّ، وسر صناعة الإعراب والمنصف كلاهما لابن جني.

 

من كتب الأدب والبلاغة والنقد وفقه اللُّغة: البيان والتبيين للجاحظ، وأدب الكاتب لابن قتيبة، والبديع لابن المعتزّ، والخصائص لابن جنيّ، والصاحبي لابن فارس، والأمالي والنوادر وذيلها للقالي، وسر الفصاحة للخفاجيّ، ودلائل الإعجاز وأسرار البلاغة كلاهما للجرجانيّ، ونقد الشعر لقدامة بن جعفر، والعمدة لابن رشيق القيروانيّ، والصناعتين للعسكريّ، وفقه اللغة وسر العربية للثعالبي.

 

من كتب العَروض والشعر: العروض والقوافي كلاهما للأخفش، وطبقات فحول الشعراء لابن سلام الجمحيّ، وما يحتمل الشعر من الضرورة للسيرافيّ.

 

من كتب الطبّ: في هذه الكتب اخترتُ منها ما يناسِبُ بحثي فقط:

من الحاوي في الطب للرازيّ، ومن كامل الصناعة الطبية للمجوسيّ، ومن المعالجة البقراطية للطبريّ، ومن التصريف لمن عجَز عن التأليف للزهراويّ، ومن زاد المسافر لابن الجزَّار، ومن القانون في الطب لابن سينا، ومن المعتبر في الحكمة لابن مَلْكا البغداديّ.

 

من كتب الفلسفة والمنطق: الحروف للفارابيّ، ومن رسائل إخوان الصفاء، ومعيار العلم للغزالي، وتلخيص كتاب النفس وتلخيص كتاب الخطابة كلاهما لابن رشد.

 

من كتب الموسيقى: في خُبْر صناعة التأليف، وفي أجزاء خُبرية في الموسيقى كلاهما للكنديّ، والموسيقى الكبير للفارابيّ، وحاوي الفنون وسلوة المحزون لابن الطحَّان الموسيقيّ.

 

من كتب المعارف العامة والتراجم: مراتب النحويِّين لأبي الطيِّب اللُّغويّ، وأخبار النحويين البصريين للسيرافيّ، وطبقات اللغويين للزبيديّ، ومفاتيح العلوم للخُوارزميّ، وإحصاء العلوم للفارابيّ.

 

هذا ناهيك عن الكتب التي قرأتها- بفضل الله تعالى- أجزاءً أو مفرَّقة.

 

والدِّراسةُ التاريخية للمصطلح ودلالتِه ولَّد صعوبةً أخرى في الكَشْفِ عن أقدَمِ من استعمله من العلماء، ومن تابعَه فيه. وكذلك فُقدان كثيرٍ من كتب الأوائل، وروايةُ المتأخِّر عنهم، أغمضَ دلالةَ بعضِ مصطلحاتهم. وستأتي أمثلةٌ لذلك في البحث.

 

الدِّراسات السابقة على هذا البحث أربعة، وهي:

1- كتاب: "المصطلح الصَّوتيّ في الدِّراسات العربية"، للدكتور عبد العزيز الصِّيغ، طبعة دار الفكر بدمشق سنة 1421 ه-، أصلُه رسالة ماجستير نوقِشت في جامعة بغداد سنة 1988م. وهو كتابٌ نافع، انتَقى مصنِّفُه سبعةً وثمانين مصطلحًا صوتيًا تراثيًّا، دار حولها الكتاب، كما أنه أشرك بعضَ مصطلحات دارسي علم الأصوات الغربيِّ المعاصر وآرائهم. وجاء كتابه خاليًا من الرسومات التوضيحيَّة إلا فيما ندَر. وقد خرج بنتائج مهمَّةٍ، منها: أنَّ الدراسات المعاصرة في علم الأصوات تُغفِل المصطلحات الصوتية عند العرب، وتَستعمِل مصطلحات مترجمةً من اللُّغات الأخرى، ولذلك تتعدَّد المصطلحات بتعدُّد المترجمين، وبالتالي ينشأ خلافٌ حول المصطلح لا طائل تحته.

 

2- كتاب: "المصطلح الصوتيّ عند علماء العربيَّة في ضوء علم اللُّغة المعاصر"، للدكتور عبد القادر مرعي خليل، طبع جامعة مؤتة سنة 1413 ه-، انتقى مصنِّفُه ما يقرُب من أربعين مصطلحًا صوتيًا، شكَّلت مجمل الكتاب، في مقارنةٍ بين أقوال المتقدِّمين من علماء العربية، وأقوال المستشرقين، وأقوال دارسي الأصوات المعاصِرين من المؤلّفِين العرب، وجاء ببعض الرُّسومات التوضيحيَّة فيما يخصُّ أعضاء النُّطق، ويصلُح هذا الكتابُ كدراسةٍ مقارنةٍ حول الظاهرة الصَّوتية أكثر منها حول المصطلح، والله أعلم.

 

3- كتاب:"التفكير اللِّسانيّ في الحضارة العربية" للدكتور عبد السَّلام المسدِّي، طبع الدار العربية للكتاب بتونس، سنة 1981م. أصله رسالة دكتوراه نوقِشت في الجامعة التونسية سنة 1979 م. وهو كتابٌ عظيمٌ في مضمونه وقضاياه، معقَّد في لغته؛ لاستعماله أساليب لم تألفْها عاداتُ الناس اللُّغوية، كشَف فيه مصنِّفُه عن الجوانب الصوتيَّة البديعة في التراث الفلسفيّ عند العرب، وصدَّره بكلام مهمٍّ مفادُه أنَّ النهضةَ اللاَّتينية قامَتْ أساسًا على مُسْتَخْلَصاتِ الحضارة العربية بعد أن أقبلت على ترجمة أمهات التراث فيها، وقد عمَد الغربُ إبَّان نهضته إلى نقل علوم العرب، وذلك في ميدان العلوم الصحيحة أولًا: من رياضيات وفلك وفيزياء وكيمياء، وفي ميدان الطبِّ ثانيًا، ثم في ميدان الفلسفة حتى كان ابنُ رُشْد مفتاحَ النهضة الأوروبية إلى تراث اليونان، وخاصة المعلِّم أرسطو، فبرَزتْ هكذا أعلامُ الحضارة العربية ركائزَ للغرب في علومه ومعارفه.

 

وقد استفدتُّ من هذا الكتاب كثيرًا، وخاصَّةً عند الحديث عن نشأة المصطلح ودلالته.

 

4- كتاب: "الدِّراسات الصوتيَّة عند علماء التجويد"، للدكتور غانم قدُّوري الحمَد، مطبعة الخلود ببغداد، سنة 1406 ه-، أصلُه رسالة دكتوراه نوقِشت في جامعة بغداد، سنة 1985 م. اشتَمل على عدد كبيرٍ من المصطلحات ضمن ثناياه، وهو من عيون البحوث الصوتية في تراث العرب التجويديّ، ورافقَني طوال رحلتي العلميَّة، وأهمُّ نتائجه الكشفُ عن علم التجويد كمصدرٍ أصيل من مصادر الدِّراسة الصوتيَّة العربية.

 

أبوابُ البحث وفصوله

انتظمتْ أبوابُ البحث وفصوله كالتالي:

التمهيد ويتضمَّن ما يلي:

1- المصطلح الصوتيّ: نشأة المصطلح، وتعريفاته، وخصائصه.

 

2- دلالةَ المصطلح التاريخية: نموّها وتطورها، توسعها وضيقها، وضوحها وغموضها مع ضرب الأمثلة على ذلك من خلال ما استقرأته في الكتب.

 

3- مقدِّمةٌ موجَزةٌ عن تاريخ العلم العربيّ، وهو مدخلٌ رئيسٌ للكشفِ عن تأثير العلوم النَّقلية والعقلية في المصطلح الصوتي.

 

الدراسة التاريخية للمصطلحات الصوتية:

الباب الأول: التأثير في المصطلح الصوتيّ:

المبحث الأول: تأثير العلوم النقلية:

تناولتُ في هذا المبحث رحلة العلم الصوتيّ عند أصحاب هذه المدرسة من أوَّل ظهوره في المشرق ثم اكتمال حلقاته في المغرب والأندلس.

 

واستعرضتُ في هذا المبحث الجهود المصطلحات والآراء الصوتية ل-:

1- أهمِّ علماء العلوم المعجمية ومصنفاتهم.

 

2- أهمِّ علماء العلوم النحوية والصرفية والبلاغية ومصنَّفاتهم.

 

3- أهمِّ علماء علوم القراءات والتجويد ومصنفاتهم.

 

وترتَبطُ هذه العلوم فيما بينها ارتباطا وثيقًا، ويَجمع مصطلحاتِها ومعارفَها وعلماءها وحدةٌ ثقافيةٌ، وإن اختلفت نوعيةُ مصنَّفاتها بحسب ما يَخدم أهدافها.

 

وشكَّلت هذه العلومُ النقليَّة أساسًا متينًا للمصطلح الصوتيّ ما زلنا نَلحظ آثاره إلى هذا اليوم.

 

المبحث الثاني: تأثير العلوم العقلية:

ويمثل هذه الجهود المصطلحات والآراء الصوتية ل-:

1- أهمِّ علماء علم الكلام والمنطق ومصنفاتهم.

2- أهمِّ علماء علم الطب ومصنفاتهم.

3- أهمِّ علماء علم الموسيقى ومصنفاتهم.

 

وتعتمد هذه العلوم في ركائزها الأساسية على العلوم والمعارف القديمة من يونانية وهندية وفارسية، كما أنَّ آثارَها امتدَّت إلى الدرس الصوتيِّ المعاصر، فلا نعجَب إذا ما وجدنا أصولَ أكثرِ القضايا والمصطلحات التي يستعملها علماءُ الأصوات اليوم عند علماء هذه العلوم. وسيُشار إلى هذا ضمن ثنايا البحث.

 

البابُ الثاني: المصطلحاتُ الصَّوتيَّة

ويتضمَّن ستة فصول:

الفصل الأوَّل: أعضاء الصوت والنُّطق والاستعمالُ الصوتيّ لها.

الفصل الثاني: الأسس النُّطقية والفيزيائية للصَّوت والحرف.

الفصل الثالث: صفات الحروف.

الفصل الرابع: تركيب الحروف.

الفصل الخامس: العيوب الصوتية والنطقية والاحترازات عنها.

الفصل السادس: الألقاب الصوتية للحروف الأصلية والفرعيَّة.

 

الخاتمة، وتتضمن:

1- نتائج البحث.

2- التوصيات.

3- الفهارس والملاحق.

 

ملاحظات هامة حول أبواب الدراسة:

1- العنوان: إن استخدام كلمة: (التراث اللغويّ) هو من باب التغليب لأن أكثر المصطلحات في هذه الدراسة هي لعلماء العربية والقراءات والتجويد.

 

2- إن الغرض الأساسيَّ من الباب الأول هو الحديث عن العلاقات التاريخية المتشابكة بين العلوم المذكورة، والتي أعدّها المدخل الصحيح لفهم الرِّحلة التاريخية للمصطلح الصوتي؛ لأن هدف الدراسة ليس مجرَّد تعداد مصطلحات ذُكِرت في التراث وإنما هو الكشف عن اللغة الصوتية التي كانوا يكتبون ويعبِّرون بها، ولا شكَّ أن تاريخ العلمِ الصَّوتيِّ الذي تناولَه البابُ الأوَّل هو الذي أفرز تلك المصطلحات.

 

3- قد يخالِفُ منهج هذه الدِّراسة وتقسيماتُها بعضًا مما ألفه الدارِسون من مناهجَ وتقسيمات، وخاصَّةً لمجوِّدي القرآن الكريم، لأنني توخَّيتُ جمعَ النظير إلى النظير، وأظنُّ أنَّ القضيَّة قضيةُ إلفٍ ذهنيٍّ لمنهجٍ من المناهج لا أكثر ولا أقلّ، وسيجد هؤلاء أن التقسيم الذي اتبعتُه هو المناسب لمصطلحات الدِّراسة، والله الموفِّق.

 

4- هذه الدِّراسةُ ليست في ضوء علم الأصوات المعاصِر ولا في ظلِّه، والمصطلحاتُ والألفاظ التي أستَعمِلُها في إدارتِها لا تَلتزِمُ بمصطلحاته، كمثل التفريق بين الصَّوتِ والحرفِ؛ لأنَّ هذين المصطلحين هما من قبيل المشترك اللَّفظيّ، فاستُعمِل الحرفُ للتعبير عن الرَّسمِ الكتابيِّ والصَّوت، واستُعمل الصَّوتُ للتعبير عن الصَّوت المجرَّد المسموع والصَّوتِ اللُّغويّ، وكما أنَّ المعاصرين عنَوا بالصَّوتِ الصوتَ اللُّغويَّ، كذلك المتقدِّمون عرَّفوا الحروف بأنَّها مقاطع تعرضُ للصَّوت أو هيئةٌ عارضةٌ للصَّوت، فليس ذا أوْلى من ذا، ولهذا راوَحتُ بين استعمال المصطلحَين. ومن ناحيةٍ أخرى فإنَّ السَّوادَ الأعظمَ من دارسي علم التجويد والقراءات وكثيرًا من غيرهم- وما أنا إلا من قومي- يستعمِلون مصطلح الحرف تعبيرًا عن صوته، وسيأتي في التمهيد أنَّ تغيير المواضعَة الصَّوتيَّة يَحصُلُ بمصادقَةِ الجماعةِ المتحدِّثة باللَّفظ على التغيير، وهذا التغييرُ لم يتعدَّ بعدُ دائرةَ دارسي علم الأصوات المعاصِر، والله أعلم.

 

خاتمة البحث ونتائجه وتوصياته

لقد أردتُّ في هذا البحث أن أُظْهِرَ المَعَارِفَ الصوتيَّة عند المتقدِّمين من خلال المصطلحات التي قدَّموها، وأن أبيِّن ما لهم من نظراتٍ دقيقةٍ عميقةٍ في تحليلِهم للظواهر الصَّوتيَّة تُضاهي تلك التي نَجِدُها في الكتب الصَّوتيَّة المعاصِرة، بل لعلَّها تَفوقُها أحيانًا.

 

وكنتُ أرجو مِن وراء ذلك أن أُصَحِّحَ ما هو موجودٌ في بعضِ الكتبِ مِن زُهدٍ وانتِقَاصٍ، بل وسُخْرِيةٍ من معارفِ الأوائل رجاءَ أن تكون هناك نظرةٌ موضوعيةٌ في الحُكم على الأشياءِ.. نظرةٌ لا تَحْكُمُها العَصَبية للثقافة والهوى الأجنبيّ.. نظرةٌ مُنْصِفَةٌ تَضَعُ مَعَارِفَ عُلَمائنا في مَكانِها اللاَّئقِ بها.

 

والأمرُ الثاني الذي أردتُّ تحقيقَه هو أنْ ألفِتَ الأنظارَ إلى أنَّ الأمَّة يُمكِنُ أن تَنهَض بتراثِها الصوتيِّ وتبنِيَ عليه في سبيل إرساء عِلمٍ صوتيٍّ عربيٍّ أصيلٍ في قضاياه وأبحاثه، جديدٍ في علومه ومعارفه.

 

والأمر الأهمّ هو التعرُّف على اللُّغة الضوتيَّة التي كان يُدَوِّنُ بها الأوائلُ معارفَهم الصَّوتيَّة.

 

وقد خرَج البحثُ بنتائجَ مهمَّة، منها:

1- كشَف البحثُ عن اللُّغة الصوتيَّة التي كان يَكتُبُ بها المتقدِّمون، ومن هم أصحابُ التأثير في المصطلح الصَّوتيِّ الذي اشتهرت ألفاظهم واستعملها من جاء بعدهم.

 

2- كَشَفَ البحثُ من خلال المصطلحاتِ عن الأصولِ النظرية والعملية التي يقوم عليها العلمُ الصوتيُّ عند العرب من خلال الفصول الرئيسة التي تناولَها، فمن ذلك:

أ‌- ملاحظة الظواهر الطبيعيَّة، وذلك من خلال الكشف عن الجوانب الفيزيائيَّة للصوت وكيفيَّة حدوثه وإدراكه والمصطلحات المستعملة لذلك، والقوانين التي تَحكُمُ ذلك.

 

ب‌- الجانب التشريحيّ والكشف عن أهمِّ المعارف العلميَّة التي توصَّل إليها المتقدِّمون، ومقارنة ذلك بالمعارفِ الحديثة.

 

ج- ملاحظة الحروف ومخارجها وصفاتها والتأثيرات والعلاقات التي تَربِطُ بينها.

 

د- ملاحظة العيوب النُّطقيَّة وكيفية الاحتراز عنها.

 

3- كَشَفَ البحثُ عن العلائقِ الصَّوتيةِ بين أصحاب العلوم المختلفة من لغويِّين ونحويِّين وبلاغيِّين ومجوِّدين وقُرَّاء وأطباء وفلاسفة وموسيقيِّين.

 

4- كشَفَ البحثُ عن أصولِ الدَّرس الصوتيّ المعاصر، وبيَّن في أكثرَ من موطنٍ أنَّها أصولٌ قديمة، ربَّما تكون أقدم من العرب، وأنَّها تُشكِّلُ حلقةً من حلقات العِلم الصَّوتيِّ على امتداده، وأنَّ الذي اختصَّ بذكر هذه الأصول هم أصحابُ المدرسة العقليَّة، ولذلك أرى أن تُستبدل العناوين التي تدلُّ على: (الحداثة) ب-: (المعاصَرة)؛ لأنَّها هي التي تَصْدُق على علم الأصوات المعاصر.

 

5- أثبت البحث أن عِلْمَ التجويد هو الحلقة الأخيرة التي يُمثِّلُها العلمُ الصوتيُّ عند أصحاب المدرسة النقليَّة، وأنَّ ظهورَه كان خاتمةً طبيعيَّة لمِا تقدَّمهُ بدءًا من التنبيه على اللَّحن في القرن الأوَّلِ الهجريِّ إلى ظهور أبحاثٍ صوتيَّة في كتب النحو والصرف والبلاغة في القرون التي تلَتْهُ ثم انفرادُه بأبحاثه كعلم صوتيٍّ مستقلّ.

 

6- يمكن أن تعد هذه الرسالة كنواة وفاتحة لغيرها من البحوث في كل مجالات اللغة، من خلال الرِّحلة التاريخيّة التي مرَّتْ بها المصطلحات الصَّوتية.

 

7- من أهمِّ الأهداف التي حقَّقتها الدِّراسة شرح كلام المتقدِّمين ومقارنته بكلام المعاصِرين حتى يتحقق بذلك التواصل التاريخي.

 

8- استعانة البحث بالرسومات التوضيحية ساعدت كثيرًا في تقريب كلام المتقدِّمين إلى لغتنا الصوتيَّة الحديثة، وهي أحد أهداف الدِّراسة الأساسيَّة.

 

9- قدَّم البحث خدمةً للعلمِ الصوتيِّ في جمعه المصطلحات الصوتية تحت موضوعات كلِّية وجزئية.

 

10- كشف البحث عن سعة اللُّغة العربية في معانيها وألفاظِها وذلك من خلال المشترك اللَّفظي والألفاظ المترادفة.

 

11- أثبت البحث من خلال عرضه للمصطلحات أنَّه يُمكن تحديث مثل هذه المصطلحات، واستعمالها من جديد بلا ضَير في ذلك.

 

12- كشَف البحث عن مصطلحاتٍ صوتيَّة جديدة، وعن استعمالاتٍ مجهولةٍ بعيدةٍ عن مذهب سيبويه، وخاصة للقرَّاء القدامى، وكيفية تعبيرهم عن قراءاتهم.

 

13- أرجع البحث بعض المصطلحات إلى عصور قديمة يرجع بعضها إلى القرن الأوَّل الهجريّ.

 

14- كشف البحث عن أساتذة المصطلح الصَّوتيّ في التراث العربيّ من خلال فصوله.

 

15- أظهر البحث الدَّوائرَ الدَّلاليةَ بين ألفاظ اللُّغة وكيفيَّةَ حركتِها، وأثْبَتَ ارتباطَ المصطلح الصَّوتي في الغالب بأصوله المعجميَّة.

 

توصيات البحث

1- جَرَت العادةُ في البحوث العلمية الجامعية أن يَضَع الباحثُ في آخر بحثه النتائجَ التي خرج بها من بحثه وتوصياته حول الموضوع الذي كتبه، وهذه النتائجُ والتوصياتُ منها ما يُعَدُّ معالمَ طريقٍ لِمَن أراد أن يبحث في الموضوع ذاته أو ما يَقْرُبُ منه، وتُوَفِّرُ عليه كثيرًا من الجهد في اختيار موضوع رسالته. وحيث إنّه يَثقل على أيّ باحثٍ أن يَطَّلِع على نتائجِ وتوصياتِ جميعِ الرَّسائلِ الجامعيَّة التي قُدِّمَتْ فإنَّني أقتَرِحُ على كلّية اللُّغة العربية الموقّرة وقسم الدراسات العليا فيها أن تُجمع توصياتُ الرسائل الجامعية التي قدَّمها الباحثون في كافة المواضيع ليَخرُج لنا كتاب يَخدم الباحثين في مسيرتهم العلميّة، وفي اختيارهم لمواضيعهم، ويكون بمثابة دليلٍ إرشاديٍّ لهم والله الموفق.

 

2- يتحتَّم على العلماءِ العالِمين بالتراثِ تَحْديثُ لغةِ العُلُوم الأصيلةِ لتُناسِب تغيُّراتِ العصر ذي الطابَعِ المعرفيِّ الهائِل، وهذا التحديثُ لا يَكونُ في نبذ القديمِ جملةً، والذَّوَبان في ثقافات الغَير، واستبدال مصطلحات المتقدِّمين جميعًا بالمصطلحات الغربيَّةِ المعاصِرة فقط لغلَبتِها.

 

إنَّ هذا الذَّوبان تخاذلٌ مُشينٌ من أبناء اللُّغة عن أداء واجباتِهم تجاه ثقافتِهم ولغتهم وأمَّتِهم، وهو سببٌ رئيسٌ في عزوف الناس عن اللغة العربية اليوم، واستشراءِ اللُّغة الأجنبية، والتشدُّقِ بها، بل واستعمال مصطلحاتها، بلا ضرورةَ تُذكَر، سوى ضعفِ النفوس، والزهدِ باللُّغة العربيَّة، ولن يعطيَ العلمُ مقادتَه لأمَّةٍ كسولةٍ رضِيتْ أن تكون في آخر الرَّكْبِ وركَنتْ إلى ذلك، ولن تستعيدَ الأمَّةُ عافيتَها بوجودِ هذا التخاذُل والمرضِ؛ فاللُّغةُ كائنٌ حيٌّ، تَمُوتُ بِتَخَاذُلِ أهْلِهَا، وتَقَاعُسِهِمْ عَنِ النُّهُوضِ بها، وتأثُّرِهِمْ بالثَّقَافةِ الدَّخيلةِ عليهم، قال ابنُ حزمٍ الأندلسيُّ: "إن اللغةَ يَسقُط أكثرُها ويَبطُلُ بسُقُوطِ دَوْلةِ أهلِها، ودخولِ غيرِهم عليهم في مساكنِهم، أو بِنَقْلِهِم عن ديارهم، واختلاطِهم بغيرهم، فإنَّما يُقَيِّدُ لغةَ الأمَّة وعلومَها وأخبارَها قوةُ دَولتها، ونشاطُ أهلِها، وفراغُهم، وأما من تَلِفَتْ دولتُهم، وغلَب عليهم عدوُّهم، واشتغَلوا بالخَوف والحاجةِ والذلِّ وخدمةِ أعدائهم فمضمونٌ منهم موتُ الخواطر، وربَّما كان ذلك سببًا لذهاب لغتهم"[6].

 

3- إنّ ما نحتاجُه اليوم هو دراسةُ تراثِنا دراسةً واعيةً فاحصةً متأنيةً على كل مستويات العلوم، وتبويبُ معلوماته وتنظيمُها بشكلٍ واضحٍ ومُيَسَّر، ثم دراسةُ ما قدَّمه علماءُ الغرب من أبحاثٍ صوتيَّة دراسةً فاحصةً متأنيةً، ثم القيام بمقارناتٍ بينها لِنَصِلَ إلى معادلةٍ تُوَفِّقُ بين الماضي والحاضر، ولنَكُونَ بذلك قد قَدَّمْنا خدمةً جليلةً لِلُغتنا المقدَّسة، ورَبَطْنَا أنفسَنا وأجيالَنا بتراثِ آبائنا وأجدادنا، ووَقَفْنَا على أرضيَّةٍ صُلْبةٍ ثابتةٍ، لا تَعصِفُ بها تغيّرات الحاضر السريعة، للوصول إلى علمٍ صوتيٍّ عربيٍّ أصيلٍ بدلًا من الافتيات على موائد الغير كالغراب المقلّد.

 

4- أرجو من الدارسين المعاصرين أن لا يَتعجَّلوا في إصدار الأحكام على العلم الصَّوتيِّ العربيّ، وأن يَنظروا إلى المعارف الإسلامية عامة، قبل استصدارهم لهذه الأحكام، وأن لا يَجْعَلوا قِدَم الزَّمان حجابًا لهم عن العلمِ العربيّ، فالعلمُ يَعْلُو بالقيمة التي يَحملُها لا بالقِدَم والحداثة.

 

5- من إحدى مشكلات المصطلح في بلادنا العربية أن لا يستطيع أبناءُ اللُّغةِ فهْمَ المصطلحاتِ العربية إلا بمرادفٍ أجنبيٍّ نتيجةَ الغزوِ الثقافي الأجنبي العارم أولًا، والتقليل من شأن العربية ثانيًا، ونتيجة تدريس العلوم التطبيقية بلغةٍ غير العربية، كعلوم الطبِّ والهندسة، وهذا الذي جعلني أُتبعُ بعض المصطلحات في الدِّراسة بمرادفٍ أجنبيٍّ لعدم اتفاق الصَّوتيِّين على مصطلحٍ موحّد، ممَّا يقتضي ضرورةَ تفعيل معاجمنا اللغوية، والالتفات إلى تدريس العلوم باللُّغة الأمّ.

 

6- إذا لم يرتبط الصوتيُّون المعاصرون من الدارسين العرب بأبحاث العربية والتجويد ومصطلحاتها التي عنيت بالصَّوت، واقتصَروا على دراسة علم الأصوات المعاصر ومصطلحاته وأبحاثه فسيتسبَّبُون في عزلة أنفسهم عن لغةِ تراثِهم، وإحداث فجوة عميقةٍ بين الأجيالِ نُحِسُّ بإرهاصاتها اليوم، وهذا ما يَفرَحُ به أعداء اللُّغة ويتمنَّونَ حصولَه.

 

7- أخشى ما أخشاه أن يكون الصَّوتيُّون من الدارسين العرب يشاركون- من حيث لا يشعرون- في بناء وإرساء علم الأصوات الغربيّ أكثر من مشاركتهم في بناء علمٍ صوتيٍّ عربيٍّ أصيل؛ لأنَّ كثيرًا من الأبحاث الصَّوتية الهامَّة التي قدَّمها الدارسون العرب كرسائل جامعيَّة، كتُبتْ بغير لغة أصحابِها وربَّما على غير لغتهم، وهذا أمرٌ معروفٌ- مع الأسف- ولا يَحتاج إلى تدليل.



[1] الاستشراق والتاريخ الإسلامي ص 34 - 35.

[2] من مقالة للدكتور علي الزبيدي بعنوان"الخليل الموسيقار" مجلَّة المورد 1395 - 1975 مج 4 عدد 4 ص 29.

[3] أحمد مختار عمر: البحثُ اللغويُّ عند العرب ص 101.

[4] هو رفعُ الصَّوت وخفضُه دلالةً على بعض معاني الكلام، وهو مسمّىً قديم أَطلق عليه هذا المصطلح أبو الوليد ابن رشد (ت 595 هـ) ويسمَّى "التنغيم" حديثًا.

[5] انظر مخاطرَ ترك باحثي اللُّغة يعملون لوحدهم في هذا النوع من العلوم في كتاب: العلم العربيّ وأثره في تطور العلم العالميّ لألدومييلي ص 12.

[6] الإحكام في أصول الأحكام 1 /34.





 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • الألفاظ الدالة على الخلق في التراث اللغوي العبري والتراث اللغوي العربي(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • فهرس المصطلحات الواردة في كتاب (معجم المصطلحات السياسية في تراث الفقهاء)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • أخبار التراث والمخطوطات (5)(مقالة - مكتبة الألوكة)
  • فرنسا: المساجد تعرض التراث الإسلامي في يوم التراث الأوروبي(مقالة - المسلمون في العالم)
  • التطور الصوتي في التراث اللغوي لابن جني: دراسة لغوية وصفية(مقالة - حضارة الكلمة)
  • من دراسات الغربيين في التراث اللغوي والنحو العربي(مقالة - حضارة الكلمة)
  • أهمية تحرير المصطلحات(مقالة - موقع د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر)
  • أخبار التراث والمخطوطات (82)(مقالة - مكتبة الألوكة)
  • مصادر المصطلح العلمي في التراث العربي القديم(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مصطلحات الجرح والتعديل وتطورها التاريخي في التراث المطبوع للإمام البخاري (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب