• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | المكتبة المرئية   المكتبة المقروءة   المكتبة السمعية   مكتبة التصميمات   كتب د. خالد الجريسي   كتب د. سعد الحميد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    سبعون أدبا في الصحبة والسفر والعلم (PDF)
    د. عدنان بن سليمان الجابري
  •  
    شرح كتاب: فصول الآداب ومكارم الأخلاق المشروعة ...
    عيسى بن سالم بن سدحان العازمي
  •  
    كفى بالموت واعظا
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    أحكام المخابز (PDF)
    أبو جعفر عبدالغني
  •  
    "كلمة سواء" من أهل سنة الحبيب النبي محمد صلى الله ...
    محمد السيد محمد
  •  
    صفحات من حياة علامة القصيم عبد الرحمن السعدي رحمه ...
    أ. د. عبدالله بن محمد الطيار
  •  
    الأساس في أصول الفقه (PDF)
    د. عبدالله إسماعيل عبدالله هادي
  •  
    خطبة .. من سره أن يلقى الله تعالى غدا مسلما
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    الأربعون حديثا في تحريم وخطر الربا (PDF)
    طاهر بن نجم الدين بن نصر المحسي
  •  
    الله (اسم الله الأعظم)
    ياسر عبدالله محمد الحوري
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    تربية الحيوانات (بطاقة دعوية)
    د. منال محمد أبو العزائم
شبكة الألوكة / مكتبة الألوكة / المكتبة المقروءة / الرسائل العلمية / رسائل دكتوراة
علامة باركود

القيم الخلقية في الرواية السعودية - دراسة تحليلية

عبدالملك بن عبدالعزيز بن حسن آل الشيخ

نوع الدراسة: PHD resume
البلد: المملكة العربية السعودية
الجامعة: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
الكلية: كلية اللغة العربية
التخصص: الأدب
المشرف: أ.د محمد بن سعد آل حسين
العام: 1426هـ - 1427هـ

تاريخ الإضافة: 25/6/2022 ميلادي - 25/11/1443 هجري

الزيارات: 5855

 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ملخص الرسالة

القيم الخلقيّة في الرواية السعودية

دراسة تحليلية


المقدمة:

الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب، ولم يجعل له عوجًا، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك لـه، لا فوز إلاّ في طاعته، ولا عزَّ إلاّ في التذلل لعظمته، ولا غنى إلاّ في الافتقار إلى رحمته، ولا هدى إلاّ في الاستدلال بنوره، ولا فلاح إلاّ في الإخلاص له وتوحيده، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، أرسله رحمةً للعالمين، وإمامًا للمتقين، وحجَّةً على الخلائق أجمعين؛ وبعد:

فإنّ الرواية السعوديّة تشهد في الفترة المعاصرة ازدهارًا جادًّا، يتمثل في كثرة النتاج الروائي؛ وتعدُّد التناولات الأدبية النقديّة؛ وهذه حالٌ نقيضة لما كانت عليه الرواية السعوديّة في فترات النشوء الأولى التي اعترتها قلّة النتاج الروائي، وانعدام الدراسات الأدبيّة النقديّة حولها نتيجة للتغيُّرات الاجتماعية، والاقتصادية المتلاحقة، وكذلك اتساقًا مع طبيعة المجتمع السعودي المحافظ.

 

وتأتي هذه الدراسة بعنوان ( القيم الخلقيّة في الرواية السعوديّة؛ دراسة تحليلية ) رافدًا من روافد الدرس الأدبي النقدي في مجال الرواية السعوديّة؛ وليس خافيًا أنها مسبوقةٌ بجملة من الدراسات الأكاديميّة التي تعرَّضت للرواية السعوديّة، ومنها:

1- فنُّ الرواية في المملكة العربيّة السعوديّة بين النشأة والتطوّر، للدكتـور السيد محمد ديب.

 

2- فنُّ الرواية في الأدب العربي السعودي المعاصر، للدكتور محمد بن صالح الشنطي.

 

3- الرواية في المملكة العربية السعودية، نشأتها وتطوُّرها 1930 - 1989م دراسة تأريخيّة نقديّة، للدكتور سلطان بن سعد القحطاني.

 

4- البطل في الرواية السعودية، دراسة نقديّة، حسن حجاب الحازمي.

 

5- المرأة في القصّة السعودية، للدكتور محمد بن عبدالله العوين.

 

بالإضافة إلى عددٍ من الدراسات حول الفن القصصي بشكلٍ عام؛ لكنّ هذه الدراسات كانت تنحو نحوًا تأريخيًا في رصد الرواية السعوديّة، وتهتم بالنشأة، ومراحل التطوّر، وخلوص الرواية إلى الجانب الفني الحقيقي؛ بينما تتميّز هذه الدراسة عن سابقاتها باعتمادها للدراسة المضمونية لقضيّة من قضايا الرواية السعودية، ألا وهي القيم الخلقيّة، وهو جانبٌ مقطعيٌ في الدراسة المضمونية يتآزر مع الرصد التأريخي، والدرس النقدي الأدبي، وهو ما لم يتوافر في الدراسات السابقة، وتفرّدت به هذه الدراسة، وعكس - بوضوح - جدّتها ومعاصرتها.

 

وقد جاء اختياري لموضوع الدراسة تأكيدًا على رغبةٍ عارمةٍ في النفس لدراسة الفن الروائي، والتعامل مع معطياته الأدبيّة والنقديّة، وقد عضَّد هذه الرغبة استجابتي لرأي الكثيرين من أساتذتي الذين أشاروا عليَّ بطَرْقِ الفنّ الروائي دراسة وبحثًا وتحليلًا؛ وكان مما تمم الدافع لدي الرغبة في المشاركة ببضاعتي المزجاة في محاولة القيام بجهدٍ بحثي يتعلّق بالجانب الموضوعي المضموني في الرواية السعوديّة، ولا يتناسى الجانب الفنِّي فيها؛ هذه الأمور مجتمعةً جعلتني أستعين بالله تعالى، وأخوض غمار البحث، وأحاول أن أنقِّب في مضامين الرواية السعوديّة.

 

وقد يسّر الله - تعالى - لي هذا البحث، بدءًا من تخطيطه، وانتهاءً بمقدّمته؛ فجعلت البحث خمسة فصول وتمهيدًا، بالإضافة إلى المقدمة والخاتمة والفهارس الفنيّة.

 

أما التمهيد فقد أوجزت الحديث فيه حول مفهومي القيمة والخلق في اللغة والاصطلاح، ثم عرضت لمفاهيم القيم الخلقيّة في ضوء الإسلام، ثم في ضوء علم الاجتماع، وختمته ببيان فاعلية المعيار الأخلاقي في الدراسة الفنيّة.

 

وجاء الفصل الأول بعنوان القيم الجماعية للشخصية؛ وفيه عرضت لنقاطٍ خمس:

الأولى: الإحساس بالذات العربية والإسلامية، معرِّفًا بمفهوم الذات العربية والإسلامية من خلال التفاعل مع الموروث العربي والإسلامي ومستوياته، ومن خلال التفاعل مع الواقع وألوانه.

 

الثانية: مدى الالتزام بالقيم الخلقيّة، وفيها عرضت صورة الشخصية الملتزمة من خلال سياقاتها الاجتماعية، وتحدَّثت عن قيم التمسك بالتقاليد والأعراف، وأفردت حديثًا عن محاولة التمرد والانفكاك، وختمتها بحديث عن التوفيق بين القيم والمستجدات عبر فئات اجتماعيّة متباينة السلوك، ومختلفة الأفعال.

 

الثالثة: الأجيال بين التواصل والصراع؛ وفيها عرضت نظريات الصراع والعلاقات الجيليّة وفق ما تبدّى في شخوص الرواية السعوديّة.

 

الرابعة: الصراع مع الحضارات الأخرى، وفيها عرضت مفهومي الصراع والحضارة، وركّزت الحديث حول ألوان الصراع الحضاري الظاهرة عند شخوص الرواية السعوديّة.

 

الخامسة: انتصار الفضيلة، وفيها بيّنت مفهوم الفضيلة في الإسلام وعلم الاجتماع، وأظهرت فكرة انتصار الخير على الشر؛ كما يظهر كثيرًا في الرواية السعودية.

 

وجاء الفصل الثاني بعنون: القيم الفردية للشخصيّة؛ وفيه تحدثت عن ستٍ من أبرز القيم الخلقيّة التي تظهر في سلوكيات الشخوص الروائية السعودية:

فالأولى هي التعاون؛ وخلالها أبرزت ألوان التعاون المادي، والروحي، والعملي، والثانية التضحية، وقد أظهرت فيها أشكال التضحية، سواء الدينية، أم الوطنية، أم الاجتماعية؛ والثالثة: الوفاء، وأبرزت أثناءها الوفاء الاجتماعي، والوفاء العاطفي، والوفاء للجذور والمنبت؛ والرابعة الإيثار؛ وفيها أظهرت ألوان الإيثار كإيثار المصلحة العامة على الخاصة، والإيثار للمعوزين وأصحاب الحاجات؛ والخامسة: الطموح؛ وتناولت فيها الطموح الاجتماعي، والتجاري، والتعليمي، والعملي، والإبداعي؛ والسادسة الشرف والأمانة؛ وفيها أبرزت بوضوح هذه القيمة عبر شخوص روائية كثيرة؛ وقد حرصت في عرض هذه القيم أن تكون مصحوبة بتعريفها إسلاميًا واجتماعيًا؛ وأن تُسند إلى نماذجها في الرواية السعودية.

 

وكان الفصل الثالث بعنوان: الجوانب الخلقيّة المضادة؛ وفيه تحدثت بالتحليل المضموني والدراسة الفنيّة لعددٍ من الجوانب الخلقية المضادة لتيار القيم الخلقيّة، فعرضت للأخلاق السيّئة كالظلم، والكذب، والغيبة؛ وتحدّثت عن اليأس والإحباط، والقلق، والخوف، والأنانية، مغلّفًا ذلك ببيان بواعثها النفسية، وآثارها على المجتمع؛ من خلال رصد نماذج روائية واضحة، وختمت الفصل ببيان بعض الجوانب السيئة غير الأصيلة في سلوك المجتمع السعودي، كتناول الكحوليات، والعلاقات المحرّمة، وزيارة العرافين والمشعوذين.

 

وجاء الفصل الرابع بعنوان: القيم والتصوير الفني للشخصيّة؛ وفيه كشفت عن دور القيم في تصوير الشخصيّة، وبنائها الفني؛ وذلك من خلال أثر رسم القيم في بناء الشخصية عبر أبعادها الثلاثة؛ الجسمي، والاجتماعي، والنفسي؛ ومن خلال دراسة علاقة الشخصيات بعضها ببعض كالعلاقات المتصارعة إيجابًا أو سلبًا، أو العلاقات المتوافقة المتشابهة سلوكًا وأخلاقًا.

 

وانتظم الفصل الخامس تحت عنوان: البناء الفني من خلال رسم القيم، وفيه تعرّضت لأبرز عناصر البناء الفني في الرواية، فدرست الزمان والمكان، مبينًا مفهومها، وأثر القيم في تشكيل البيئة الزمانية والمكانية، وطرق العرض الزمني، وألوان الشكل المكاني؛ ودرست -كذلك - اللغة وبيّنت تدخّل القيم في تحديد مستويات اللغة في الرواية، وأشكال السرد الروائي، وطرق عرض الحكاية الروائية، ثم ختمت الفصل بحديث مستقلٍ عن جماليات التعبير، وأشرت فيه إلى السخرية، والتناص، والإيقاع الروائي، والرمز، وتيار الوعي؛ معتمدًا في ذلك على نماذج من الشخوص الروائية السعودية.

 

وفي الخاتمة أوجزت النتائج، وعرضت مجملًا لاقتراحات مسقبلية، وقد ذيلت ذلك كلّه بفهرس للمصادر والمراجع، ثم ثبت بالموضوعات.

 

وقد اقتضى البحث استخدام مناهج عدة؛ فلجأت إلى المنهج الفكري؛ وذلك عند تحليل النصوص الروائية إلى مضامينها القيميّة، ومظاهرها الخلقيّة، ثم مناقشة ذلك وفق النظرة الإسلامية، والنظرة الاجتماعية، وأفدت من المنهج التأريخي في تعقُّب الدلالات التأريخية لمضامين الروايات المرصودة في البحث؛ وكان المنهج الفني حاضرًا عند التقويم الفنّي لأثر القيم في بناء الشخصيّة ورسمها، وفي بناء عناصر الراوية، وكان المنهج الاجتماعي سيّد الموقف عند عرض التطوُّر الاجتماعي لمسيرة القيم المطروحة في الرواية السعودية.

 

ومما تحسن الإشارة إليه في طريقة كتابة البحث ما يأتي:

1- اعتمدت الإشارة إلى المصدر أو المرجع بإيراد معلوماته الكاملة عند أول ورودٍ لـه، وفي المرات الأخرى، أكتفي بعنوان الكتاب، واسم المؤلف، ورقم الصفحة.

 

2- اعتمدت الإيجاز في تراجم الروائيين أو الأعلام الواردين في البحث؛ ولم أتعنّت في ترجمة كلِّ علمٍ، بل جعلت الأمر وفق ما يقتضيه المقام ويرتضيه الذوق.

 

3- لجأت إلى الاهتمام باكتمال الفكرة عند نقل النص الروائي، ووازنت بين طول المنقول أو قصره، والهدف المراد التعبير عنه.

 

4- عمدتُ إلى ذكر الرواية ومؤلفها في كل موضع إشارة إليها - ما وسعني ذلك - تخفيفًا على القارئ، وإحضارًا للمعلومة في ذهنه دون جهدٍ منه.

 

5- رتّبت المصادر والمراجع في ثبتها بالنظر إلى عنوان الكتاب، وهذا أدعى للصواب؛ لأن كثيرًا من الروائيين كانوا ذوي روايات متعددة.

 

ولا أجدني محتاجًا لإبداء الصعوبات التي واجهتني أثناء البحث؛ فقد ذلّلها ربُّ العباد بمعونة منه - تعالى -، ثم بمعونة أهل الخير والعلم والفضل.

 

وامتثالًا لقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: (( لا يشكر الله من لا يشكر الناس ))، فإني أقدم شكري الخالص وتقديري الكبير إلى أستاذي الجليل؛ العالم النحرير الأستاذ الدكتور محمد ابن سعد بن حسين المشرف على الرسالة، فقد كان - حفظه الله - نعم الموجه والمعين؛ استفدت من بحر علمه، وشملني بعظيم حلمه، وأفدت من توجيهاته المُسدَّدة، لم تمنعه مشاغله الكثيرة من مواصلة الإشراف، وإدامة النصح، وتقويم الاعوجاج، ولست قادرًا على مكافأته إلا بالدعاء النابع من قلبي بأن يجزيه الله عنّي خير الجزاء لقاء ما قدم، وأن يطيل في عمره، رافلًا في ثوبٍ من الصحة، وأن يعطيه السعادة في الدارين.

 

كما أشكر كلية اللغة العربية ممثلة في عميدها، ووكيليها، ومنسوبيها جميعهم، والشكر موصول للعاملين في مكتبات العلم العامة، خصوصا مكتبة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.

 

وأزجي الشكر لكل من أسدى لي عونًا، أو أعانني بتوجيه، أو مشورة، أو دعاء وأخص في ذلك والدي الكريمين -أطال الله في عمريهما على الخير والصلاح- وزوجي التي ما فتئت أنهل من عونها ودعمها.

 

وأزعم أنني قد بذلت في هذا البحث جهدًا بالغًا، وأفرغت فيه ما وسعني من الدرس، والاطلاع، والتقصي؛ لكنني لا أزكي ما عملته، ولا أدعي العصمة فيما انتهيت إليه؛ إذ هو جهد بشرٍ، الأصل فيه الخطأُ والنقصان، ومحدودية القدرة، فالكمال لله تعالى وحده؛ لذا يحدوني الأمل في كل من وجد خطًا أو أمرًا يحتاج إلى بيان، وتوضيح، وإصلاح أن يصلحه، وأن يحفظ حسن الظن بكاتبه.

 

أسأل الله العلي العظيم أن يوفقني إلى طاعته ومرضاته، وأن يجعل عملي خالصًا لـه، والحمد لله رب العالمين.

 

الخاتمة:
الحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصالحات، وبعد:

فلقد توصلت في دراستي هذه إلى نتائج؛ من أهمها:

1- استطاعت الرواية السعودية أن تصوّر الجانب القيمي الجماعي في المجتمع السعودي؛ والذي تبرز فيه قضايا الإحساس بالذات العربيّة الإسلاميّة، وتصوير الشخصيّة الملتزمة، وصراع الأجيال، وتصارع الحضارات، وانتصار قيم الخير؛ وكان هذا التصوير متمايزًا بين جملة من الروائيين بحسب اختلافاتهم الفكرية، والثقافية، والفنية؛ ففي الوقت الذي ركّز فيه أصحاب الاتجاه الإسلامي على عرض هذه القيم وعاءً مضمونيًا يتوافق مع معطيات الثقافة الإسلامية، ومرتكزات حضارة الإسلام، كان أصحاب الاتجاه الواقعي الاجتماعي يتعاطون مع هذه القيم وفق وقائعها على أرض الحياة، وفي سلوكيات المجتمع السعودي الممارسة يوميًّا.

 

2- صوَّر الروائيون السعوديون جملة من القيم الفردية الممارسة في المجتمع السعودي، كالتعاون والتضحية، والإيثار، والوفاء، والطموح، والشرف، والأمانة، ولم تكن الروايات - خلال ذلك - مبنيَّة على استعراض هذه القيم الفردية، وإنما يتحكم في وجودها معارف الروائي وثقافته، وتلمسه لاحتياجات مجتمعه، وإدراكه للمتغيرات القيمية، والسلوكية لدى شرائح معينة في المجتمع؛ وتظل القدرات الفنية الروائية فيصلًا في حسن استثمار هذه القيم ضمن المحتوى الروائي، أو في سوء استثمارها.

 

3- في ثنائيةٍ طبعية استطاع الروائيون السعوديون أن يتطرقوا إلى الجانب المضاد لهذه القيم كالأخلاق السيئة، واليأس، والإحباط، والقلق، والخوف، والأنانية؛ وكان ضابط هذا التطرق الرغبة في النقد الاجتماعي المتزن، أو التنفير والتحذير، وليس خفيًا على القارئ أن يدرك تأثر الروائيين بطبيعة المجتمع السعودي المحافظ، وحرصهم على عرض فني لتلك الجوانب المضادة يتسم بالاتساق مع هذه المحافظة إلا فيما ندر.

 

4- أوضحت الدراسة الارتباط الوثيق بين القيم الخلقية والشخوص الروائية؛ فكان من الطبعي أن يلحظ قارئ الرواية السعودية مقدار ما أملته هذه القيم من سلطة فنية، وتقنية روائية على الروائيين عند رسم شخوصهم الروائية، وكان تدخل القيم الخلقية ظاهرًا في تشكيل الأبعاد الثلاثة للشخوص الروائية السعودية، وفي طبيعة علاقاتها فيما بينها.

 

5- أسهمت القيم الخلقية المطروحة في الرواية السعودية في اختيار الأنماط البنائية الروائية لها، ففي اللغة فرضت انتقاءً معينًا للمستوى اللغوي، وأسلوبه، وطريقة طرحه، وفي الزمان قسرت جملة من الروائين على فتراتٍ زمنية ذات طبيعة متوترة في التأريخ الاجتماعي السعودي، أو ما يطلق عليه عرفًا زمن الطفرة الاقتصادية، وفي المكان ألجأت كثيرين من الروائيين السعوديين إلى زرع شخوصهم الروائية في بيئات مكانيةٍ معينة، سواءً كانت عامة كالقرية القديمة، أم خاصة كمكان العمل أو التعلم، ولن يخفى على القارئ أثر هذه القيم في السياقات التعبيرية الروائية التي تجمِّل الرواية.

 

6- في كل ما سبق تنوعت اتجاهات الروائيين الفنية؛ فكان الاتجاه الاجتماعي الواقعي متواجدًا في عطاءات الغالبية منهم؛ فيما شكّل الاتجاه الرومانسي التحليلي جانبًا فنيًا قويًا بعد هدوء فترات التحول الكبرى في السياقات الاجتماعية والاقتصادية، والثقافية داخل المجتمع السعودي، وبرز الاتجاه الإسلامي عند فئة واضحة من الروائيين السعوديين بصفته اتجاهًا يتناغم مع المضمون الأخلاقي القيمي المضمن في كثير من الروايات السعودية، واتجاها يساير نهوضًا حاصلًا في التوجه الإسلامي لمختلف أجناس الأدب السعودي.

 

ومما يحسن التوصية به في ختام هذه الدراسة ما يلي:

1- العناية بدراسات الببلوجرافيا حول الرواية السعودية، وأعلامها؛ فإن الباحث في الرواية السعودية يلحظ القصور التأليفي في هذا الجانب؛ إذ إن المؤلَّف منها يبدو متقادمًا زمنيًا؛ لا يحيط بمجمل الروايات السعودية التي كثر إنتاجها في الربع الأول من القرن الحالي بشكل يفوق فترتي النشوء والتطور الأولى كثيرًا.

 

2- تعد هذه الدراسة انطلاقةً أولى في سبيل توجيه الدراسات الأكاديمية إلى قضايا المضمون في الرواية السعودية؛ ومما يحسن توجيه الجهد نحوه في الدراسات الأكاديمية الذات، والصراع الحضاري، وصراع الأجيال، والتعليم، والزواج، وصورة القرية، وصورة المدنية، والتقاليد والأعراف، كل ذلك مجال رحب لدراسات أكاديمية جادة.

 

3- تبدو الدراسة الخاصة بأعلام روائية سعودية من خلال رواياتهم مستقلة مجالًا جيدًا للدرس الأدبي النقدي؛ وتظهر الحاجة ماسة إلى دراسات مقارنة بين الرواية السعودية، ومثيلاتها العربية أو العالمية؛ كما أن الاتجاهات الأدبية في الرواية السعودية في حاجة إلى تسليط الضوء عليها، خصوصًا الاتجاه الاجتماعي الواقعي، والاتجاه الرومانسي التحليلي، والاتجاه الإسلامي.

 

وصل اللهم على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه أجمعين.

 

فهرس الموضوعات

الموضوع

الصفحة

- المقدِّمة.

(1 - 7)

- التمهيد: مفاهيم القيم الخلقية:

(8 - 56)

أ - مفهوم القيمة.

10

ب- مفهوم الخلق.

14

ج- مفاهيم القيم الخلقية في ضوء الإسلام.

18

د- مفاهيم القيم الخلقية في ضوء علم الاجتماع.

33

هـ- فاعلية المعيار الأخلاقي في الدراسة الفنيّة.

48

الفصل الأول: القيم الجماعية للشخصية:

(57 - 215)

أولًا: الإحساس بالذات العربية والإسلامية:

59

مدخل:

60

أ- التفاعل مع الموروث العربي، والتأثر بالقيم الإسلاميَّة:

61

الأول: الاعتزاز به:

63

الثاني: التنكرُّ له.

81

الثالث: وسطية الإحساس به.

85

ب- التفاعل مع الواقع:

87

الأول: التفاعل الإيجابي.

88

الثاني: التفاعل السَّلبي.

99

ثانيًا: مدى الالتزام بالقيم الخلقية:

106

مدخل:

107

أ - صورة الشخصيَّة الملتزمة:

109

السياق الأول: بين الرجل والمرأة.

110

السياق الثاني: بين بيئة الوطن وبيئة الغربة.

114

السياق الثالث: السِّياق الثقافي.

119

ب- التمسك بالتقاليد والأعراف.

123

ج- محاولة التمرد والانفكاك.

137

د- التوفيق بين القيم والمستجدات:

153

1- تطويعُ الجديدِ لقالبِ القيم.

154

2- تطويعُ القيمة أمام القادم الجديد.

158

3- تدعيم القيمة بالمستجد عليها.

160

ثالثًا: الأجيال بين التواصل والصراع.

165

رابعًا: الصراع مع الحضارات الأخرى.

180

خامسًا: انتصار الفضيلة.

202

- الفصل الثاني: القيم الفرديَّة للشخصيّة:

(216 - 285)

أولًا: التعاون.

218

ثانيًا: التضحية.

231

ثالثًا: الوفاء.

240

رابعا: الإيثار.

253

خامسًا: الطموح.

264

سادسًا: الشرف والأمانة.

275

سابعًا: أخرى.

283

- الفصل الثالث: الجوانب الخلقية المضادة:

(286 - 338)

أولًا: الأخلاق السيئة.

289

ثانيًا: اليأس والإحباط.

308

ثالثًا: القلق والخوف.

315

رابعًا: الأنانية.

324

خامسًا: أخرى:

330

1- المشروبات الكحولية (الخمر وما في معناه ).

331

2- العلاقات غير المشروعة.

333

3- الذهاب إلى العرافين وحفلات الزار.

335

- الفصل الرابع: القيم والتصوير الفني للشخصية:

(339 - 410)

أولًا: أثر رسم القيم في بناء الشخصية:

341

أ- أثر القيم في تكوين البعد الجسمي للشخصيّة.

345

ب- أثر القيم في تكوين البعد الاجتماعي للشخصية.

366

ج- أثر القيم في تكوين البعد النفسي للشخصيّة.

380

ثانيًا: علاقتها بالشخصيات الأخر من خلال القيم:

397

أ- العلاقات المتصارعة بين الشخوص.

398

ب- العلاقات المتوافقة.

407

- الفصل الخامس: البناء الفني من خلال رسم القيم:

(411 - 458)

أولًا: الزمان والمكان.

413

ثانيًا: اللغة:

430

أ- بين المباشرة والفنية.

432

ب- بين الفصحى والعامية.

444

ج- الأسلوب السردي.

448

ثالثًا: جماليات التعبير:

451

1- الإيقاع.

452

2- السخرية.

453

3- التناص.

455

4- تيار الوعي.

456

5- الرمز.

457

- الخاتمة.

(459 - 462)

- المصادر والمراجع.

(463 - 483 )

- فهرس الموضوعات.

(484 - 488)





 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • سيادة القيم المادية وتهميش القيم الروحية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • تفاعل القيم بين التصور والتصديق: درس اللغة بالثانوي الإعدادي نموذجا(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • دور الإعلام في ترسيخ القيم وتفعيل المنهج النبوي في تعزيز القيم الإسلامية (WORD)(كتاب - ثقافة ومعرفة)
  • مجموع الرسائل لابن القيم ( رسالة ابن القيم إلى أحد إخوانه ) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تصنيف القيم: الواقع والمأمول "رؤية"(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • القيم أية قيم ؟ (PDF)(كتاب - موقع أ. حنافي جواد)
  • القيم المعرفية والقيم الصحية والترويحية في أناشيد الأطفال(مقالة - حضارة الكلمة)
  • القيم الإنسانية والقيم الشخصية في أناشيد الأطفال(مقالة - حضارة الكلمة)
  • التربية على القيم(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • القيادة بالقيم(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب