الكفاية في علم الإعراب "دراسة وتحقيق"

ملخص الرسالة

الكفاية في علم الإعراب

"دراسة وتحقيق"

المقدِّمة:

الحمدُ لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجًا والصلاة والسلام على سيدنا محمد، رسول الله وخاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين.

وبعد:

فقد خلف لنا علماء الإسلام موروثًا علميًا ضخمًا في فنون العلم المختلفة، وبعد أن أتممت الدراسة التحضيرية كان أمامي ثلاثة خيارات كلها ينصب نحو النحو وهذه الخيارات هي إما أن أجعل لنفسي شيخًا من النحاة رفيقًا، أو أن أدرس موضوعًا من مواضيع النحو، أو أن أقوم بتحقيق كتاب، لذلك آليت على نفسي أن أطرق باب التحقيق لما فيه شَكل من الأشكال دراسة لكل الخيارات التي واجهتني، ولما فيه من خدمة للموروث الإسلامي والعربي ولإضافة كتاب من كتب النحو إلى المكتبة النحوية.

وهذه الرسالة موضوعها: (الكفاية في علم الإعراب، دراسة وتحقيق) اعتمدت فيها على ثلاث نسخ خطية، تحملت من أجل الحصول عليها المشاقَّ والمتاعب وخاصة نسخة الموصل فقد واجهت كثيرًا من المخاطر في الطريق لا أريد التحدث عنها.

ولكي يكون عملي علميًا لذلك فقد قسمت البحث على قسمين، قسم في الدراسة، وقسم في التحقيق، وقد قسمت قسم الدراسة على ثلاثة فصول، كان الفصلُ الأول مقسمًا على أربعة مباحِث درست في المبحث الأول اسمَه وعصرَه وثقافتَه ووفاتَه مع الإشارة إلى أني قد ذكرت كل ما استطعت الوصول إليه من معلومات عنه، أما المبحث الثاني فكان عن خصائص الدرس النحوي عند المصنف تحدثت فيه عن السماع والقياس وموقفِهِ منهما وتحدثت عن التعليل واصفًا طريقتَه وهدفَه، ثم تحدثت عن العامل وقد ضربت لكل واحد منها أمثلة لأوضح من خلالها منهجه وأسلوبه. أما المبحث الثالث فكان عن موقفه من الشواهد أوضحت فيه موقفه من القرآن الكريم وطريقة استشهاده به ثم تكلمت عن الحديث النبوي الشريف وأتبعتها بالكلام عن شعر العرب وأمثالهم وأقوالهم وقد مثلت لكل نوع منها أمثلة من النص، أما المبحث الرابع فكان عن مذهبه النحوي أوضحت فيه مذهبه النحوي وتحدثت عن مصطلحاته فيه.

أما الفصل الثاني فقد قسمته على مبحثين، المبحث الأول تكلمت فيه عن الزمخشري اسمه ومولده وشيوخه وطلابه وآثاره، ثم أتبعتها بالحديث عن الزمخشري وكتابيه "الأنموذج" و"المفصل" تحدثت فيه عن أهمية الكتابين وعن سبب اختيار المصنف لشرحهما، أما المبحث الثاني فكان عن شخصية ضياء الدين المكي في تأليفه الكتاب، أوضحت فيه طريقته في شرح كتابي الأنموذج والمفصل وقد ضربت الأمثلة التوضيحية في ذلك ثم أتبعتها بالحديث عن أهمية كتاب الكفاية وما ذكره فيه العلماء السابقون والمحدثون، ثم تكلمت عن منهجه في تأليف الكتاب أوضحت فيه طريقته في تقسيم الكتاب والمنهج الذي اتبعه في التأليف، ثم خلافه مع أستاذه ثم أتبعتها بترجيحاته التي كان له بها رأي واضح ثم ختمت هذا المبحث بالحديث عن أحكامه التي أطلقها.

أما الفصل الثالث فقد قسمته على ثلاثة مباحث، تحدثت في المبحث الأول عن توثيق الكتاب وفي المبحث الثاني تكلمت عن المنهج الذي اتبعته في تحقيق هذا الكتاب، أتبعتها بالمبحث الثالث والأخير تحدثت فيه عن النسخ الخطية التي استطعت الحصول عليها.

ولا يفوتني أن أتقدم بالشكر والثناء للأستاذ المشرف الدكتور: عبد الرزاق عباس أحمد لما قدمه لي من قراءة وافية متأنية مع إبداء الملاحظات الكثيرة والتوجيهات السديدة التي قومت هذا العمل، وهنا أشير إلى أن من جميل المصادفات التي مرت بي في هذا العمل، أنَّ الموضوع الذي هو عنوان لدراستي كان أستاذي المشرف قد سبقني إليه عام 1976 م من أجل تحقيقه في مصر في دراسته الماجستير ولكن الظروف لم تشأ.

وأشكر الدكتور هشام الحداد لما أبداه لي من مساعدة، فقد ذهبت إليه لسؤاله عن هذا الموضوع فقال لي إن الفيصل في مثل هذه المسائل هو الدكتور "حاتم صالح الضامن" وبالفعل فقد اتصل به وأنا جالسٌ معه فأخبره عن الموضوع وعن الكتاب الذي يُراد تحقيقه فأجاب الدكتور "حاتم صالح الضامن" بالموافقة وصلاحية الموضوع للدراسة فجزاهما الله عني خير الجزاء، كما لا يفوتني أن أتقدم بالشكر لكل من قدم لي يدًا أو أعانني بالحصول على كتابٍ، أو كل من أبدى لي رأيًا، فجزى الله الجميع عني خير جزاء المحسنين.

وأخيرًا أرجو أن أكون قد أسديت بهذا البحث الذي بذلت في سبيله جهدًا وصبرًا غير قليل بعض النفع في إغناء المكتبة العربية، ولقد حاولت جهد ما استطعت أن أقترب من الصواب في بحثي هذا، فإن وفقت فهذا غاية ما أرجو، وإن كان الصواب قد جانبني في شيءٍ منه فحسبي أني بذلت كل جهدي وطاقتي، وأسأل الله أن يجعل عملي هذا خالصًا لوجهه الكريم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله الصادق الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.

مسرد المحتويات