• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | المكتبة المرئية   المكتبة المقروءة   المكتبة السمعية   مكتبة التصميمات   كتب د. خالد الجريسي   كتب د. سعد الحميد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    السماع وأهميته في صناعة النحو العربي (PDF)
    عمير الجنباز
  •  
    مسارات الشعر السكندري في النصف الثاني من القرن ...
    ياسر جابر الجمال
  •  
    نثر الرياحين في ذكر أمهات المؤمنين في أربعين ...
    وليد بن أمين الرفاعي
  •  
    أدب المواصلات العامة (بطاقة دعوية)
    د. منال محمد أبو العزائم
  •  
    اختيارات ابن أبي العز الحنفي وترجيحاته الفقهية في ...
    عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد التويجري
  •  
    كيف يحج المسلم ويعتمر من حين خروجه من منزله حتى ...
    أ. د. عبدالله بن محمد الطيار
  •  
    مفاهيم أخطاء في الأشهر الحرم
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    لكل مقام مقال (بطاقة دعوية)
    د. منال محمد أبو العزائم
  •  
    ما لا يسع القارئ جهله في التجويد: الكتاب الثالث ...
    د. عبدالجواد أحمد السيوطي
  •  
    تمام المنة في شرح أصول السنة للإمام أحمد رواية ...
    الشيخ الدكتور سمير بن أحمد الصباغ
  •  
    النعم وفضل المنعم
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    ثلاثة الأصول - فهم معناه والعمل بمقتضاها
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
شبكة الألوكة / مكتبة الألوكة / المكتبة المقروءة / الرسائل العلمية / رسائل دكتوراة
علامة باركود

السرد عند الجاحظ (البخلاء نموذجا)

فادية مروان أحمد الونسة

نوع الدراسة: PHD resume
البلد: العراق
الجامعة: جامعة الموصل
الكلية: كلية الآداب
التخصص: الأدب العربي
المشرف: د. بشرى حمدي فتحي البستاني
العام: 1425 هـ - 2004 م

تاريخ الإضافة: 25/1/2022 ميلادي - 21/6/1443 هجري

الزيارات: 29255

 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ملخص الرسالة

السرد عند الجاحظ

البخلاء نموذجًا

 

تسعى هذه الأطروحة الموسومة بـ (السرد عند الجاحظ - البخلاء نموذجًا) إلى البحث عن قيم السرد ومستوياته في النص العربي القديم، متخذة من قصص البخلاء للجاحظ نموذجًا للمعاينة والتحليل النقدي السردي، الكفيلين بالوصول إلى المكونات الأساسية التي تنبثق من داخل النص، وتسهم في تشكيل هيكله وبنائه الفني.

 

وقد عقدت الأطروحة على تمهيد وثلاثة فصول:

خصص التمهيد للتعريف بمفهوم السرد ونص البخلاء، وقد قسم لبيان ذلك إلى ثلاثة محاور؛ تناول الأول منها مفهوم السرد في التراث العربي، وتناول الثاني مفهوم السرد في التراث الغربي، أما الثالث فقد أفرِدَ لمعالجة إشكالية تجنيس نص البخلاء، وبيان النوع النثري الذي ينضوي تحته.

 

وخصص الفصل الأول لدراسة مكونات الخطاب السردي - السارد والمسرود والمسرود له - التي تشكل أركان الإرسال السردي، ورصد تفاعلها وما ينتج عنها من علاقات تسهم في نسج الخطاب وتكوينه، وقد تم التقديم لذلك بتوطئة عن مفهوم الخطاب السردي، ليتم الوقوف بعدها عند المكونات السردية في قصص البخلاء، التي توزعت في ستة مباحث؛ تناول الأول منها عنوان البخلاء بوصفه بنية سردية، وتناول الثاني بنية الاستهلال السردي وتشكلها في قصص البخلاء، أما المبحث الثالث فقد اختص بدراسة مستويات السرد المتمثلة فيها، في حين تناول الرابع قطبي الإرسال السردي؛ أي: السارد والمسرود له، موضحًا أهميتهما وكيفية حضورهما في الخطاب السردي، واختص المبحث الخامس بدراسة علاقة السارد بالمسرود الذي يسرده من حيث مشاركته فيه أو غيابه عنه، أما المبحث السادس فقد أفرد لبيان وظائف السارد والمهام التي تكفل بها في سرده لقصص البخلاء.

 

أما الفصل الثاني فقد خصِّص لدراسة عناصر البناء السردي - الزمان والمكان والحدث والشخصية - وافتتح بتوطئة مقتضبة عرَّفت بمفهوم البناء وماهيته، ثم قسم إلى أربعة مباحث؛ تناول الأول بناء الزمان، وتخصص الثاني بدراسة بناء المكان، أما المبحث الثالث فقد انفرد لبيان بناء الحدث، وفي المبحث الرابع والأخير تمت دراسة بناء الشخصية.

 

وفي الفصل الثالث تناولت الدراسة أساليب البناء السردي ووسائله، فاستهل بمقدمة مقتضبة عرَّفت بمعنى الأسلوب، ثم تناولت الموضوع في مبحثين؛ اختص الأول بيان أساليب السرد الذاتي والموضوعي المتمثلة في قصص البخلاء، وكذلك الرؤية السردية التي تنطلق من تصور السارد في رؤيته لعالمه المتخيل، أما المبحث الثالث فقد انفرد لبيان وسائل البناء السردي المعتمدة في تلك القصص، وهي الوصف والحوار.

 

ثم ختمت الأطروحة بعرض ملخص لأهم النتائج التي تم التوصل إليها من خلال دراسة السرد في قصص البخلاء، وهي أن عالم البخلاء عالم خصب وثري وظَّف السارد في تكوينه أبرز ما توصل إليه السرد الحديث من وسائل وتقنيات، وقد وظفها توظيفًا يدل على ثقافته وسعة إدراكه ونفاذ رؤيته، كما يدل على مرحلة متقدمة في السرد العربي، وعليه يعد الجاحظ مؤلِّفُ قصص البخلاء من أوائل العرب الذين ساهموا مساهمة جلية وفعَّالة في إثراء السرد العربي القديم، فقصصه وبهذه البنية التي تشكلت منها تعد إضافة لا يمكن إهمالها، ونموذجًا واضحًا متقدمًا لهذا الفن المتأصل في الأدب العربي، وخير دليل على حضوره ووجوده في النصوص العربية القديمة.


المقدمة

الحمد لله الذي أنشأ أجود السرود وأبدعها، فأتقن بناءها وأحكم نسجها، فكانت بما فيها من إمكانات سردية ذات نظم داخلية دليل التفنن والجمال، ولما فيها من المواعظ كانت القدوة والمثال، والصلاة والسلام على سيد الساردين محمد الأمين (صلى الله عليه وسلم)، وعلى آله وأصحابه الذين اتبعوا نهجه في العلم والأدب والدين.

 

أما بعد:

فان هذه الأطروحة تطمح إلى البحث عن قيم السرد ومستوياته في النص العربي القديم متخذة من قصص البخلاء للجاحظ نموذجًا للمعاينة والتحليل النقدي السردي الكفيلين بالوصول إلى المكونات الإساسية التي تنبثق من داخل النص وتسهم في تشكيل هيكله وبنائه الفني. أي أنها دراسة تهدف إلى مقاربة قصص البخلاء مقاربة نصية مستفيدة مما أثمره علم السرديات الذي يعمل من خلاله على الكشف عن جماليات النصوص السردية.

 

ويأتي اختيار هذه الأطروحة (السرد عند الجاحظ - البخلاء - نموذجًا) بعد اختياري لها من بين موضوعات عدة اقترحتها عليّ أستاذتي المشرفة الدكتورة بشرى حمدي البستاني ويعود اختياري لهذا الموضوع دون الموضوعات الاخرى إلى الأسباب الآتية:

أولًا: إنه على الرغم من التطور السريع والنجاح المتواتر في ميدان النقد السردي في الغرب، وازدياد انفتاح التيار النقدي العربي على الوافد الغربي من المناهج النقدية، فإن أغلب الدراسات النقدية العربية لم تولِ ومن منظور السرد الحديث اهتمامًا بدراسة النص العربي القديم، ولذلك ولأن أدبنا العربي زاخر بالنصوص السردية المختلفة - التي ما زالت أرضًا بكرًا لم يطأها النقد السردي - فإن الدراسة هنا تسعى إلى تحليل إحداها (قصص البخلاء) علها تسهم في إنصاف جانبٍ من جوانب التراث السردي العربي القديم من خلال نقده وتقويمه، لأنها ستعمل على إبراز مستواه الفني والجمالي، وتوضح الأسس الأولى التي قام عليها، وبني منها أدبنا العربي عامة، والفن القصصي خاصة، إذ أن لكل حديث، قديمًا مهد له، ولكل حاضر ومستقبل، ماضيًا هو جزء لا يتجزأ منه.

 

ثانيًا: أنه على الرغم من قيمة كتاب البخلاء وكثرة الدراسات التي تناولته واختلافها - تاريخية واجتماعية وادبية - إلاّ أن الدراسات التي تناولته من وجهة نظر السرد ما تزال ضئيلة إن لم تكن معدومة.

 

ثالثًا: وهو سبب يستمد أسسه من مظان قصص البخلاء - موضوع الأطروحة - وهيكلها، فبعد قراءتها ومعاينتها اتضح اشتمالها على سمات القص وجمالية السرد، أي ان الظاهرة القصصية كانت خاصية متمثلة فيها، ولذلك كانت نصًا حيويًا يتضمن الكثير من ملامح السرد وآلياته، وبشكل يسمح بمعاينة مكوناته وعناصره وأساليبه ووسائله.

 

وقد أفادت الأطروحة في استكمال مباحثها من كتب في السرد كثيرة ومختلفة منها كتاب السردية العربية لعبد الله إبراهيم، الحكاية والتأويل (دراسة في السرد العربي)، والغائب (دراسة في مقامة للحريري) لعبد الفتاح كيليطو، والكنز والتأويل (قراءات في الحكاية العربية) لسعيد الغانمي، والرواية والراوي في كتاب الاغاني (دراسة من خلال أخبار جميل) لنجوى الرياحي... وغيرها من الكتب والدراسات السردية الأخرى.

 

وهكذا عقدت الدراسة على تمهيد، وثلاثة فصول:

خصص التمهيد للتعريف بمفهوم السرد ونص البخلاء، ولبيان ذلك قسم إلى ثلاثة محاور، تناول الأول منها مفهوم السرد في التراث العربي، وتناول الثاني مفهوم السرد في التراث الغربي، أما المحور الثالث فقد أفرد لمعالجة إشكالية تجنيس نص البخلاء، وبيان النوع النثري الذي ينضوي تحته.

 

وخصص الفصل الأول لدراسة مكونات الخطاب السردي - السارد والمسرود والمسرود له - التي تشكل أركان الاتصال والإرسال السردي، ورصد تفاعلها وما ينتج عنها من علاقات تسهم في نسج الخطاب وتكوينه، وقد تم التقديم لذلك بتوطئة موجزة عن مفهوم الخطاب السردي وماهيته، ليتم الوقوف بعدها عند المكونات السردية في قصص البخلاء والتي توزعت في ستة مباحث، تناول الأول منها عنوان البخلاء بوصفه بنية سردية، وتناول الثاني بنية الاستهلال السردي وتشكلها في قصص البخلاء، أما المبحث الثالث فقد اختص بدراسة مستويات السرد المتمثلة فيها، في حين تناول الرابع قطبي الإرسال السردي، أي السارد والمسرود له، موضحًا أهميتهما وكيفية حضورهما في الخطاب السردي. واختص المبحث الخامس بدراسة علاقة السارد بالمسرود الذي يسرده من حيث مشاركته فيه أو غيابه عنه. أما المبحث السادس والاخير فقد أفرد لبيان وظائف السارد والمهام التي تكفل بها في سرده لقصص البخلاء.

 

أما الفصل الثاني فقد خصص لدراسة عناصر البناء السردي - الزمان والمكان والحدث والشخصية - وافتتح بتوطئة مقتضبة عرفت بمفهوم البناء وماهيته، ثم قسم إلى أربعة مباحث، تناول الأول منها بناء الزمان فعرف به، ثم عرض لأهم مظاهر الزمنية السردية المتمثلة في قصص البخلاء، وهي الترتيب السردي ويمثله الاسترجاع والاستباق، والحركة السردية وتمثلها تقنيات التلخيص والحذف، والمشهد والوقف، ومظهر التواتر السردي ويمثله السرد المفرد، والسرد المكرر والسرد المؤلف. وتخصص المبحث الثاني بدراسة بناء المكان الذي قدم له بتوطئة موجزة عن أهمية المكان ليخلص منها إلى بيان أنواع المكان المتمثلة في تلك القصص وهي المكان الواقعي والمكان التاريخي. أما المبحث الثالث فقد انفرد لبيان بناء الحدث فيها الذي تنوع فكان إما متتابعًا أو متداخلًا أو متوازيًا أو متكررًا، وفي المبحث الرابع والأخير تمت دراسة بناء الشخصية، وقد افتتح هذا المبحث بمقدمة أوضحت مفهوم الشخصية، ثم عرض لطرق تقديمها وأنواعها التي تراوحت بين الرئيسة والثابتة والنمطية.

 

وفي الفصل الثالث تناولت الأطروحة أساليب البناء السردي ووسائله، فاستهل بمقدمة مقتضبة عرفت بمعنى الأسلوب، ثم تناولت الموضوع في مبحثين، اختص الأول ببيان أساليب السرد الذاتي والموضوعي المتمثلة في قصص البخلاء، وكذلك الرؤية السردية التي تنطلق من تصور السارد في رؤيته لعالمه المتخيل، أما المبحث الثاني فقد انفرد لبيان وسائل البناء السردي المعتمدة في تلك القصص وهي الوصف والحوار.

 

ثم ختمت الأطروحة بعرض ملخص لأهم النتائج التي تم التوصل إليها من خلال دراسة السرد في قصص البخلاء.

 

ولم تخل دراسة قصص البخلاء من بعض الصعوبات التي اعترضت سبيلها ولاسيما تلك التي تتعلق بكثرة تلك القصص وتداخلها وتشابه موضوعاتها، واختلاف الأنواع النثرية التي تندرج ضمنها، وبما إن السرد جنس تنضوي تحته جميع الأنواع النثرية، وأنه لابد من دراسة كل نوع على حدة لإبراز سمات السرد فيه، فقد تطلب هذا الأمر وقتًا وجهدًا كبيرين في محاولة فرز القصص - موضوع الدراسة - وتصنيفها في مجموعات وأقسام بحسب انواعها، وفضلًا عن ذلك فقد اعترضت الدراسة مشكلة خلو القصص الداخلية المتداخلة - والتي تندرج ضمن قصة إطارية شاملة - من العناوين التي تعنونها وتدل عليها مما دفعنا إلى ابتكار عناوين لها تسهل دراستها والدلالة عليها، وقد أخذت تلك العناوين من أسماء شخصيات القصص أو مضمونها.

 

وهكذا انتهت دراستي المتواضعة التي لا أزعم أني بلغت الغاية والكمال فيها، لأن الله سبحانه وحده المتصف بالكمال، ولكن عذري في ذلك أني طالبة علم بذلت قصارى جهدي، وحرصت على الإلمام والإحاطة بكل جوانب هذا الموضوع، ولكن لا عصمة لإنسان من الخطأ أو الوهم أو القصور عن الفهم، إلا من عصمه الله وشمله بفضله، وحسبي من ذلك كله أني ابتغيت وجه الله ورضاه فيما درست وكتبت، وودت أن يكون عملي هذا حسنة تكتب لي في صفحات الحسنات.

 

وآخر دعواي أن الحمد لله رب العالمين الذي جعل لكل بداية نهاية، ولكل أول آخر، والصلاة والسلام على محمد الأمين، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

 

الخاتمة

حاولت هذه الأطروحة وبالإفادة مما أثمره علم السرديات مقاربة قصص البخلاء للجاحظ مقاربة نصية للبحث عن البنية السردية التي تحكمها، والكشف عن آلياتها، فتمخضت عن مجموعة من النتائج يمكن إجمالها عن النحو الآتي:-

• شكل العنوان (البخلاء) دورًا في تشكيل الخطاب السردي، إذ كان بمثابة نص كلي استطاع على الرغم من كونه كلمة مفردة أن يختزل في بنيته الدلالية فكرة القصص ومضامينها، وهو لذلك يعد بنية شاملة رحمية ولدت معظم دلالات القصص، وكان محركًا دلاليًا وجه المتلقي إلى مضمون القصص وأفكارها.

 

• تنوع الاستهلال السردي في قصص البخلاء، فهو قد يأتي بوصفه نوعًا من الإسناد حين يسند السارد الرئيس سرده إلى عدد من الساردين، كما أنه قد يأتي سردًا مباشرًا خاليًا من الإسناد حين يعمد السارد إلى المباشرة في سرد الأحداث.

 

• فيما يخص مكونات الخطاب السردي فإن قصص البخلاء تشكلت من تضافر تلك المكونات وتفاعلها إذ توافرت على سارد ومسرود ومسرود له، فنتج عن ذلك علاقات أسهمت في تكوين الخطاب السردي والوصول به إلى أقصى مؤثراته سواء كانت فنية أم أخلاقية أم إمتاعية، وأصبحت سمات سردية ميزت نص البخلاء السردي. فالسارد في كل تلك القصص كان مرسلًا لمسرود ينطوي على بنية محددة إلى مسرود له تنوع في المستوى والموقع، وقد أدى هذا إلى تعدد في مستويات السرد رافقه تعدد في مستويات المسرود له، ومن خلال هذا التعدد يمكن الكشف عن ثلاثة مستويات من العلاقة بين قطبي الإرسال السردي (السارد والمسرود له) وهي:

1- أن علاقة السارد بالمسرود له تخضع مباشرة لعملية الإرسال والاستقبال حيث تحدد صيغ الإرسال رتب الساردين، وتحدد صيغ الاستقبال رتب المسرود لهم.

 

2- أن السارد في قصص البخلاء ينتظم في علاقة محكومة بمستويات متعددة تندرج في الإطار الواسع الذي يحتويها مرورًا بمستويات أخرى دونه وصولًا إلى آخر مستوى، وهذا التدرج المنتظم في مستويات السارد يقابله تدرج يحكم المسرود له، وقد أبرزت الدراسة أربعة اشكال للإرسال السردي القائم على ثنائية السارد والمسرود له، وهي:

أ- سارد مفرد ومسرود له مفرد وبينهما مسرود مفرد.

ب- سارد مفرد ومسرود مفرد وبينهما مسرود متعدد.

ج- تعدد في الساردين والمسرود مع بقاء المسرود له مفردًا.

د- تعدد في الساردين والمسرود والمسرود لهم.

 

إن الذي أدى إلى تعدد مستويات السرد في قصص البخلاء قيام أغلبها وتركيبها على ثنائية الإسناد والمتن التي كانت إحدى سمات الاستهلال السردي فيها، فبما أن الإسناد قصة أصلية تسبق المتن نصيًا فقد انصرفت تلك القصص إلى قصتين أو أكثر تندرج الواحدة منهما ضمن الأخرى فيمثل الإسناد القصة الإطار في حين يمثل المتن القصة المضمنة، وفضلًا عن ذلك فقد أدى إلى تعدد مستويات السرد سبب آخر يتعلق بأغراض تلك القصص وموضوعاتها، فسرد السارد لقصة ما في موضوع معين يدفعه إلى استدعاء القصص المشابهة لها.

 

3- أن السارد في قصص البخلاء يتوزع وحسب علاقته بالمسرود الذي يسرده بين موقعين، الأول: ويتمثل فيه خارج البنية السردية بوصفه سارد للمسرود فيكون (ساردًا مفارقًا لمسروده)، والثاني يتمثل داخل البنية السردية بوصفه شاهدًا على الأحداث أو مشاركًا فيها فيكون (ساردًا متماهيًا في مسروده).

 

• وفيما يتعلق بالزمان، فقد كشفت الدراسة عن حضور التقنيات الزمنية الحديثة وتعددها في قصص البخلاء من حيث ترتيب السرد أو حركته أو تواتره، حيث تم ترتيبه إما بالاسترجاع الذي كان هو الأغلب أو بالاستباق، أما حركته فقد تراوحت بين السرعة والإبطاء، وقد تم تسريع السرد بحذف الأحداث أو تلخيصها والإشارة إليها، وتم تعطيله بالمشهد أو الوقف، أما تواتر السرد فقد تم بثلاثة أنواع هي المفرد والمكرر والمؤلف الذي كثر بسبب قدرته على اختزال الأحداث وتكثيفها بشكل يناسب قصر قصص البخلاء وتركيزها.

 

• لقد تعددت الأماكن في قصص البخلاء واختلفت فمنها ما كان واقعيًا - عامًا مفتوحًا أو خاصًا مغلقًا، ومنها ما كان مكانًا تاريخيًا، وفضلًا عن ذلك فقد أفرزت قصص البخلاء مكانًا خاصًا بها يمكن تسميته المكان البخيل وهو المكان الذي يتسم بسمات أصحابه ويكون عنوانًا لهم، أما مكان البخلاء الأليف أو المعادي فهو لم يعين صراحة، بل يتحدد بناءً على نفسية البخيل وأفكاره، فالمكان الأليف لديه هو الذي يحقق له الربح والفائدة ويبعده عن البذل والعطاء، والمكان المعادي هو الذي يكون على العكس من ذلك.

 

وعلى الرغم من عدم عناية السارد بوصف المكان وتقديمه إلا نادرًا، إلا أنه كان مكانًا له أهميته وخصوصيته فهو يعكس الأماكن التي عاش فيها البخيل وعرفها وخبرها، وهو بأنواعه واتساعه كان مسرح تلك القصص وإطارها الذي احتوى أحداثها وشخصياتها، فكان عنصرًا فعالًا ومؤثرًا، يشعر المتلقي به سواء ذكر صراحة أو أشير اليه، إذ شكل حضوره وظيفة بنائية ودلالية.

 

• وفيما يخص بناء الحدث السردي، فيمكن القول أن البنية السردية المشكلة لقصص البخلاء تتكون في الغالب من سلسلة قصيرة من الوحدات السردية المتعاقبة التي تمثل أفعال البخيل وتصرفاته، وهي تنتظم في أربعة أنماط:

أ- وحدات سردية بسيطة تخضع لبناء متتابع في تشكيل أحداثها.

 

ب- وحدات سردية مركبة تخضع لبناء متداخل في تشكيل أحداثها، حيث تتسم بتداخل أحداثها وتعقدها.

 

ج- وحدات سردية مركبة تخضع لبناء مكرر في تشكيل أحداثها، حيث تتسم بتكرار وحداتها السردية.

 

د- وحدات سردية متوازية تخضع لبناء متوازٍ في تشكيل أحداثها، حيث تتسم بتوازي وحداتها السردية وتجاورها.

 

• والشخصية في قصص البخلاء تمثل نموذجًا حيًا من النماذج الإنسانية في الطيبة والخبث والاستقامة والانحراف والقوة والضعف، وترتبط بالأحداث ارتباطًا وثيقًا فلا يمكن تصور أي منها من غير أحداث تجسدها وتعبر عنها، فالشخصيات البخيلة محور تدور حوله الأحداث فتؤثر فيها وتتأثر بها، وهي كغيرها من الشخصيات تحمل أفكارًا وقيمًا وسلوكيات تهدف القصص إلى تجسيدها والكشف عنها، وقد اعتنى سارد البخلاء بالشخصيات وقدمها بطرق مختلفة هي:

1- الكشف عن الشخصية بوساطة سارد خارج القصة.

2- الكشف عن الشخصية بوساطة شخصية اخرى.

3- الكشف عن الشخصية بوساطة نفسها.

4- الكشف عن الشخصية بوساطة السارد ونفسها والشخصيات الأخرى.

 

وفضلًا عن ذلك فقد تنوعت شخصيات البخلاء فجاءت على ثلاثة أنواع هي:

1- الشخصيات الرئيسة.

2- الشخصيات الثابتة.

3- الشخصيات النمطية.

 

فشخصيات البخلاء منها ما كانت رئيسة محورية يدور الحدث حولها، ومنها ما كانت ثابتة ثانوية يقتصر دورها على إضاءة الشخصية الرئيسة وإبرازها كما أنها تعد شخصيات نمطية من جهة نظر الفاعلية والوظيفة فهي في الغالب متشابهة تصنف أصنافًا موحدة الأشكال والأهداف والطباع والنوايا، لإنها وإن اختلفت في أساليبها المستخدمة في ممارسة البخل فإن غايتها واحدة وهي الحفاظ على ما يملك، فشخصيات البخلاء لم تكن إلا فواعل وظفت لتقوم بفعل واحد هو البخل.

 

• وفيما يتعلق بأساليب السرد فقد كشفت الدراسة عن إبداع السارد وتميزه في استخدام الأساليب المعبرة عن موضوعه والملائمة لأحداث قصصه وشخصياته، حيث أسهمت في توضيح طباع الشخصيات ونفسياتها من خلال عرض سلوكها وأفعالها وكلامها فكانت بحق أساليب تعبيرية جمالية استوعبت علاقات السارد بمسروده بما فيه من عناصر. وقد تباينت أساليب السرد في نتاج السارد بين السرد الموضوعي والسرد الذاتي، وقد هيمن الأول في الرؤيا السردية، مع ظهور معرفة السارد الكلي بالعالم السردي، وهذا يجعل قصص البخلاء تنتمي إلى السرد الكلاسيكي.

 

• أما الوصف فقد كشفت دراسته عن أهميته ودوره في بناء السرد، إذ أن السارد أجاد توظيفه وأحسن استخدامه بمستويات وطرق مختلفة حسبما يتطلب الموقف، فهو لم يكن وصفًا معطلًا للسرد دخيلًا عليه، بل كان موازرًا له، أدى وظائفه المنوطة به، فكان وسيلة السرد التصويرية والتأثيرية والإبلاغية، حيث أسهم في تصوير الأحداث والشخصيات تصويرًا خارجيًا أو داخليًا عرف بها وكشف عن مزاجها وتفكيرها وردود أفعالها، فهو لم يكن وصفًا اعتباطيًا وظيفته التزيين أو إشباع حاجة جمالية لدى المتلقي فحسب، بل كان وصفًا قصديًا ينطوي على دلالات قصد السارد تبليغها وهي إبراز مساوئ البخل وسلبياته. وكما وصف السارد الشخصيات وصف كذلك الأشياء والمكان، وقد كان وصفه للمكان وصفًا عامًا موجزًا لا يهتم بذكر جزئياته والتفصيلات.

 

• ومما تجدر الإشارة إليه أن فن الوصف في قصص البخلاء باعتماده الوصف المضحك والرسم الكاريكاتيري لبعض الشخصيات والمواقف، شكل أسلوبًا من الأساليب الفنية التي اعتمدها السارد لتحقيق الإمتاع، وبذلك يكون قد حقق استخدامه وظيفتين أساسيتين تكونان مفهوم الأدب قديمًا وهما الفائدة والإمتاع.

 

• وفيما يتعلق بالحوار فقد كشفت الدراسة عن حضوره في قصص البخلاء، اذ اهتم السارد بتوظيفه اهتمامًا كبيرًا نتج عنه تنوع في الشكل والاستخدام، ففي الوقت الذي تخلو فيه بعض القصص من الحوار تقوم قصص أخرى بأكملها على الحوار، وفضلًا عن ذلك فهي لم تلتزم بأسلوب محدد في تشكيل البنية الحوارية، فقد صيغت أقوال الشخصيات فيها في أشكال عدة، فمنها ما كان حوارًا خارجيًا يجري بين شخصين أو أكثر، ومنها ما كان داخليًا ذاتيًا يجري بين الشخص ونفسه.

 

• على الرغم من تعدد قصص البخلاء وتنوعها في المواقف والشخصيات إلا أنها كانت واحدة متشابهة من حيث البناء والموضوع والهدف. فمن حيث البناء شكلتها جميعًا أو في الغالب أبنية سردية واحدة، إما من حيث الموضوع فهي جميعًا تركز على مسألة البخل وانتشاره بين الناس سواء كان طبعًا أم مكتسبًا، أما من حيث الهدف فإنها جميعًا ترمي من عرض مساؤى البخل وسلبياته إلى بيان فضل الكرم وإيجابياته، أي أنها تعرض الفساد بهدف الإصلاح.

 

وقد توصلت الأطروحة إلى أن عالم البخلاء عالم خصب ثري، وظف السارد في تكوينه أبرز ما توصل إليه السرد الحديث من وسائل وتقنيات، وقد وظفها توظيفًا يدل على ثقافته وسعة إدراكه ونفاذ رؤيته، كما يدل على مرحلة متقدمة في تطور السرد العربي، وعليه يعد الجاحظ مؤلف قصص البخلاء من أوائل العرب الذي ساهموا مساهمة جلية وفعالة في إثراء السرد العربي القديم، فقصصه وبهذه البنية السردية التي تشكلت منها تعد نموذجًا واضحًا متقدمًا لهذا الفن المتأصل في الأدب العربي، وخير دليل على حضوره وتواجده في النصوص العربية القديمة.

 

فهرس المحتويات

المحتويات

الصفحة

المقدمة

أ-د

التمهيد

1-19

أولًا: السرد في التراث العربي

1-5

ثانيًا: السرد في التراث الغربي

5-11

ثالثًا: إشكالية تجنيس نص البخلاء

11-19

الفصل الأول: مكونات الخطاب السردي

20-73

توطئة

21-25

المبحث الأول: العنوان بوصفه بنية سردية

26-35

المبحث الثاني: بنية الاستهلال السردي

36-44

المبحث الثالث: مستويات السرد

45-51

المبحث الرابع: ثنائية السارد والمسرود له

52-58

المبحث الخامس: علاقة السارد بـ "المسرود"

59-65

المبحث السادس: وظائف السارد

66-73

الفصل الثاني: عناصر البناء السردي

74-151

توطئة

75-77

المبحث الأول: بناء الزمان

78-113

المبحث الثاني: بناء المكان

114-127

المبحث الثالث: بناء الحدث

128-137

المبحث الرابع: بناء الشخصية

138-151

الفصل الثالث: أساليب البناء السردي ووسائله

152-226

توطئة

153-155

المبحث الأول: أساليب البناء السردي

156-176

1- أسلوب السرد الموضوعي

156-163

2- أسلوب السرد الذاتي

163-167

3- الرؤية السردية

167-176





 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • إستراتيجية إعادة السرد بين قرائية مصر وقرائية المغرب(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • تفسير: (أن اعمل سابغات وقدر في السرد واعملوا صالحا إني بما تعملون بصير)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إعادة السرد: الإستراتيجية التي لا تطبيق عليها في الأدلة الإرشادية(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • مصطلح نقد السرد بين النقدين الفرنسي والعربي (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • قضايا الانحراف في السرد العربي(مقالة - حضارة الكلمة)
  • بلاغة السرد .. أو الصورة البلاغية الموسعة(مقالة - حضارة الكلمة)
  • النص الإبداعي .. جدلية تواشج السرد الواقعي والخيالي(مقالة - حضارة الكلمة)
  • ملخص بحث: الفضائيات الطفلية العربية: خطاب السرد وتشكل القيم في الرسوم المتحركة(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • سحر الشعر في أفق السرد قراءة في مجموعة " عكارة الجسد "(مقالة - حضارة الكلمة)
  • أنماط الراوي ووظائفه في السرد العربي التراثي(كتاب - الإصدارات والمسابقات)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 21/11/1446هـ - الساعة: 10:16
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب