• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | المكتبة المرئية   المكتبة المقروءة   المكتبة السمعية   مكتبة التصميمات   كتب د. خالد الجريسي   كتب د. سعد الحميد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    سبعون أدبا في الصحبة والسفر والعلم (PDF)
    د. عدنان بن سليمان الجابري
  •  
    شرح كتاب: فصول الآداب ومكارم الأخلاق المشروعة ...
    عيسى بن سالم بن سدحان العازمي
  •  
    كفى بالموت واعظا
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    أحكام المخابز (PDF)
    أبو جعفر عبدالغني
  •  
    "كلمة سواء" من أهل سنة الحبيب النبي محمد صلى الله ...
    محمد السيد محمد
  •  
    صفحات من حياة علامة القصيم عبد الرحمن السعدي رحمه ...
    أ. د. عبدالله بن محمد الطيار
  •  
    الأساس في أصول الفقه (PDF)
    د. عبدالله إسماعيل عبدالله هادي
  •  
    خطبة .. من سره أن يلقى الله تعالى غدا مسلما
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    الأربعون حديثا في تحريم وخطر الربا (PDF)
    طاهر بن نجم الدين بن نصر المحسي
  •  
    الله (اسم الله الأعظم)
    ياسر عبدالله محمد الحوري
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    تربية الحيوانات (بطاقة دعوية)
    د. منال محمد أبو العزائم
شبكة الألوكة / مكتبة الألوكة / المكتبة المقروءة / الرسائل العلمية / رسائل ماجستير
علامة باركود

الشواهد النحوية الشعرية في تفسير روح المعاني للألوسي البغدادي (دراسة في الثلث الأول من التفسير)

عبدالرحمن يوسف إبراهيم

نوع الدراسة: Masters resume
البلد: السودان
الجامعة: جامعة الخرطوم
الكلية: كلية الآداب
التخصص: اللغة العربية
المشرف: أ.د. الحبر يوسف نور الدائم
العام: 1425 هـ- 2004 م

تاريخ الإضافة: 26/9/2021 ميلادي - 18/2/1443 هجري

الزيارات: 7510

 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ملخص الرسالة

الشواهد النحوية الشعرية في تفسير روح المعاني للألوسي البغدادي

(دراسة في الثلث الأول من التفسير)

 

هذا البحث تحدث عن الألوسي وعن اسمه وكنيته ولقبه ونسبه ومولده وحياته ورحلاته وعقيدته ومذهبه وأخلاقه وصفاته، وعن شيوخه ومؤلفاته وشعره وعن منهجه في التفسير.

 

وعن شواهده التي جاءت في الثلث الأول من تفسيره مستشهدًا بها في مسائل تخص النحو على هذه الطريقة:

أ/ ترتيب الشواهد هجائيًّا حسب حرف الروي في الفصل أو المبحث.

ب/ وضع عنوان لكل شاهد أو لعدد من الشواهد إذا كان بينها ارتباط.

ج/ ذكر الآية التي جاء في تفسيرها الشاهد، وذكر استشهاد الألوسي بالشاهد على الآية.

د/ تخريج الشاهد من كتب النحو الأصلية وذلك في الحاشية.

هـ/ عزو الشاهد إلى قائله ما أمكن.

و/ ذكر مطلع القصيدة وذكر بيت أو أكثر قبل أو بعد الشاهد ما أمكن.

ز/ ذكر الشاهد النحوي، وإن كان في البيت عدة شواهد ذكرتها.

ح/ ذكر معنى بعض الكلمات الصعبة.

ط/ ذكر الروايات المختلفة التي جاء بها الشاهد ما أمكن.

 

ي/ ذكر أقوال النحاة في استشهادهم بالشاهد ومناقشة هذه الأقوال والترجيح بينها أحيانًا، والاكتفاء بأقوال بعضهم إن كانت متطابقة.

 

Abstract

This thesis tackles,Al-Alusi, his name, surname, nickname, lineage, birth, life, travels, faith, mazhab, manners, teachers, publications, poetry and method in exegesis.


Following is the method we have applied to tackle his quotations in the first third of his commentary book, which he mentioned as evidences (quotations) for some grammatical question:

a. Arrangement of the quotation in alphabetical order according to their rhyming letters in a chapter or section.


b. Giving a title for each quotation or a set of quote evidences if they are correlated.


c. Mentioning the Quaranic verse where its exegesis includes the quotation and mentioning the quotation of Al-Alusi for the verse.


d. Interpretation of the quotation from the original grammatical references, in the footnote.


e. Attribution of the quotation to its origin whenever it is possible.


f. Mentioning the opening verse of poem as further two or more verses if possible.


g. Mentioning the grammatical quotation or others whenever a verse has.


h. Mentioning the meanings of some difficult vocabulary.


i. Mentioning the different narration that through which a verse came, if possible.


j.. Mentioning and discussion of the opinions of grammarians on a quotation, sometimes preferring sometimes preferring some to others and sometimes accrediting some if they are conformant.

 

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، ومن سلك طريقه وهديه إلى يوم الدين.

 

وبعد:

فكان هذا البحث بإشارة من الدكتور عبدالله محمد أحمد، وكان في البدء بعنوان المسائل النحوية في تفسير الألوسي، ولكن بعد اقتناء التفسير والاطلاع عليه وجدت عجبًا مسائل لا تحصى ولا تعد ناقشها الألوسي بين دفتي كتابه، فاستثقلت ذلك، ولكن لاحظت أنه غالبًا ما يستشهد في بعض المسائل بشواهد نحوية، فملت إليها ودرست بعضها، وبعد المقارنة بينها وبين دراسات سابقة في الشواهد رأيت أن لا مانع من اختيار هذا الموضوع بعنوان: الشواهد النحوية الشعرية في تفسير روح المعاني للألوسي البغدادي (دراسة في الثلث الأول)، واخترت الثلث الأول لأن الألوسي قد صب معظم علمه في الأجزاء الأُول من تفسيره كما قال أصحاب التراجم.

 

والألوسي رغم أنه من المعاصرين الذين لا يحتج بأقوالهم بل يحتج لها، فإن تفسيره يمثل موسوعة التراث العربي، فهو خير دليل لكي يعثر المرء على ضالته، فإنه يجمع جمعًا لا نظائر له من المعاصرين، وإنه يعود بنا في العصر الحديث إلى منهج التفاسير الكبيرة الجامعة.

 

وعلى الرغم من هذه المكانة العلمية التي حظي بها هذا التفسير، فإنه لم يحظ بعناية طلاب العلم كما حظي غيره من كتب التفسير؛ لذلك تأتي هذه الدراسة للفت الأنظار إلى جانب من هذه الثروة الضخمة التي تركها في هذا التفسير لا سيما في النحو الذي كاد يخرج بتفسيره إلى كتاب يعالج المسائل النحوية المتعلقة بالقرآن الكريم.

 

قسمت هذا البحث إلى ثلاثة فصول:

الأول: نبذة تعريفية عن المؤلف وكتابه، وذلك في مبحثين:

الأول: ترجمة للألوسي وقد جاءت مختصرة؛ وذلك لأسباب منها: الألوسي من المعاصرين الذين لم يترجم لهم إلا القليل أو الخاصة، وقلة المصادر التي عثرت عليها؛ وذلك لأن بعضها في العراق وبعضها ما زال مخطوطًا في خزانة السيد هاشم الألوسي؛ ولأن المصادر التي وجدتها يتكرر فيها الكلام ولا تأتي بشيء جديد.

 

فتكلمت عن اسمه وكنيته ولقبه ونسبه ومولده وحياته...، وعن شيوخه وتلاميذه، ومؤلفاته وشعره.

 

ومن أهم المراجع التي اعتمدت عليها في هذا المبحث (أريج الند والعود، في ترجمة شيخنا أبي عبدالله شهاب الدين السيد محمود)، وهو منسوب لبعض طلبته، وهذه الترجمة ملحقة في أول التفسير، (والدر المنتثر في رجال القرن الثاني والثالث عشر) للحاج علاء الدين الألوسي، و(أعيان القرن الثالث عشر) لخليل مردم بك، وهذه المراجع وردت في هذا البحث كثيرًا؛ وذلك للفائدة التي احتوتها.

 

والمبحث الثاني يتناول نبذة تعريفية لتفسيره، وهو على مطلبين:

الأول: عن مكانته من التفاسير.

والثاني: منهجه في التفسير.

 

ورجعت في هذا المبحث بالإضافة إلى التفسير نفسه إلى بعض كتب علوم القرآن؛ ككتاب (مناهل العرفان) للزرقاني، و(التفسير والمفسرون) للذهبي وغيرها.

 

والفصل الثاني: شواهد الأسماء، وهو من أكبر الفصول؛ وذلك لأن عدد شواهد الأسماء أكثر بكثير من شواهد الأفعال والحروف.

 

والفصل الثالث: شواهد الأفعال والحروف، ونسبة لعددها القليل فقد جعلتهما في فصل واحد.

 

والطريقة التي اتبعتها في دراسة هذه الشواهد قامت على دعائم عشر:

أ/ ترتيب الشواهد هجائيًّا حسب حرف الروي في الفصل أو المبحث.

ب/ وضع عنوان لكل شاهد أو لعدد من الشواهد إذا كان بينها ارتباط.

ج/ ذكر الآية التي جاء في تفسيرها الشاهد، وذكر استشهاد الألوسي بالشاهد على الآية.

د/ تخريج الشاهد من كتب النحو الأصلية وذلك في الحاشية.

هـ/ عزو الشاهد إلى قائله ما أمكن.

و/ ذكر مطلع القصيدة وذكر بيت أو أكثر قبل أو بعد الشاهد ما أمكن.

ز/ ذكر الشاهد النحوي، وإن كان في البيت عدة شواهد ذكرتها.

ح/ ذكر معنى بعض الكلمات الصعبة.

ط/ ذكر الروايات المختلفة التي جاء بها الشاهد ما أمكن.

ي/ ذكر أقوال النحاة في استشهادهم بالشاهد ومناقشة هذه الأقوال والترجيح بينها أحيانًا، والاكتفاء بأقوال بعضهم إن كانت متطابقة.

 

واعتمدت في هذا المنهج على كتب النحو الأصلية إلا في بعض الأحيان أرجع إلى كتب التفسير ككتاب الكشاف للزمخشري، والبحر المحيط لأبي حيان، وكتاب الدر المكنون للسمين الحلبي وغيرها، فقد تأثر الألوسي بهذه التفاسير واستشهد بشواهدهم، وفي عدد من الشواهد التي لم أجد لها تخريجًا في كتب النحو أرجع إلى تفسير البحر المحيط فإذا هو من شواهده، وطريقته في الاستشهاد هي في غالب الأحيان طريقة الزمخشري والبحث موضع تحديد ذلك.

 

وقد أكثر الألوسي في تفسيره من الاستشهاد بالآثار الأدبية لأغراض نحوية، أو بلاغية، أو لتوضيح معنى لغوي لألفاظ القرآن الكريم، فقد تركت كل هذه الآثار ما عدا الشواهد التي أوردها لأغراض نحوية، فلربما تركت شواهد نحوية قد تكون مشهورة لكنه أوردها لأغراض غير النحو.

 

وهذا المنهج مضاف إليه منهج البحث العام من عزو الآيات إلى سورها، وعزو الأقوال إلى قائليها، وترجمة للأعلام التي وردت في صلب البحث أو في كلامي.

 

أخيرًا جعلت فهرسًا للشواهد النحوية التي وردت في صلب البحث، وقائمة بأسماء المصادر والمراجع، وفهرسًا لموضوعات البحث.

 

والحمد لله أولًا وأخيرًا؛ فإن أصبت فمن الله، وإن أخطأت فمني ومن الشيطان، وحسبي أني اجتهد ولا آلو جهدًا.

 

وصلِّ اللهم وبارك على عبدك ونبيك محمد صلى الله عليه وسلم.

 

الخاتمة:

في هذه الدراسة حاولت أن أرسم صورة مصغرة لحياة الألوسي، فتناولت فيها مولده ونشأته وحياته، وتبين لي أن هذا التفسير قد أخذ جزءًا كبيرًا من حياته فقد قضى في تأليفه أربع عشرة سنة، بدأ كتابته في السادس عشر من شعبان سنة اثنتين وخمسين ومائتين بعد الألف، وكان عمره أربعًا وثلاثين سنة؛ فظل يكتب فيه في سرَّائه عندما كان الوالي علي رضا باشا وهو الذي سماه بـ(روح المعاني في تفسير القرآن الكريم والسبع المثاني)، وفي ضرائه عندما جاء زمن الوالي محمد نجيب الذي حرمه من وقف مرجان؛ ومن ثم قرر الذهاب إلى إسطنبول لرفع مظلمته.

 

وبحثت عن عقيدته فقد نقلت الكتب التي ترجمت له أنه كان سلفي الاعتقاد، محتجين بعدة مواقف رجَّحَ فيها مذهب السلف، ولكن بعد الاطلاع تبين لي أن تفسيره ضم معظم بحوث الرازي وينقل ما يذكره الزمخشري، فهو لم يتأثر بالزمخشري في مسائل النحو فقط بل حتى في بعض مسائل الاعتقاد كذلك، فهو أحيانًا يميل إلى مذهب السلف ويقرره وينسب نفسه إليه، كما يظهر عليه نوع من التحفظ كما فعل في صفة الفوقية، وأحيانًا يقرر مذهب السلف والخلف، ويرجح مذهب الخلف كما فعل في صفة الاستواء.

 

وتناولت الدراسة مذهبه، فهو شافعي كآبائه، وتقلد منصب إفتاء السادة الأحناف، إذًا الألوسي يحاول أن يكون باحثًا عن الحق لا يضره إن وقع في هذا المذهب أو ذاك.

 

وعددت شيوخه، فإن الملاحظ أنه تأثر بشيخه النقشبندي أكثر من غيره، وذكرت عددًا من تلاميذه، ولم تذكر التراجم إلا عددًا قليلا من التلاميذ، مع العلم بأنه كان له عدد كبير من التلاميذ.

 

وذكرت عددًا من مصنفاته حيث بلغت نيفًا وثلاثين مصنفًا في مختلف العلوم العربية، إلا أن تفسيره أفضلها وأكبرها؛ وعن شعره فهو لم يكن مكثرًا، وإنما كان يقول الأبيات في المناسبات، وأكثره في الورع، والحكم، والتصوف.

 

ووضحت مكانة تفسيره؛ فقد أثنى عليه عدد كبير من العلماء ولكن معظمهم أشار إلى استطراده وتوسعه في نواحٍ علمية مختلفة تكاد تخرجه عن مجال التفسير.

 

وبينت منهجه في التفسير، فهو يتناول كل ما يتعلق بالآية من نحو وصرف وبلاغة وغيره …، ويحاول أن يتخير الأحاديث الصحيحة الواردة في تفسير الآية، ويجمع الأقوال، ويوفق بينها بما ترجح له من أدلة، وهو يجنح إلى تفسير القرآن بالقرآن، وبالحديث، وبأقوال الصحابة، وبالتحقيقات اللغوية، وهو الطريق الطبيعي للوصول إلى التفسير الصحيح.

 

ويشير في نهاية الآية أو في نهاية الجزء إلى ما يسمى بالتفسير الإشاري، وهذا في تقديري ينقص من قدر هذا التفسير؛ لأنها باطلة في معظمها؛ إذ إنها تعتمد على الظن والخيال، وهذا يسيء كثيرًا إلى فهم المسلمين للقرآن أشد الإساءة، فنحن في غنى عن خيالات التفسير الإشاري.

 

وأما ما يتعلق بجانب النحو وهو موضوع الدراسة، فقد أكثر الألوسي من المسائل النحوية حتى كأنه نحوي يجعل القرآن شواهد لمسائله.

 

يحاول الألوسي أن يجعل مذهبه في النحو كمذهب في الفقه، فهو يذكر في المسألة الواحدة جميع آراء النحاة ثم ينصِّب نفسه حكمًا على هذه الأقوال، فيرد على كبار النحاة من أمثال سيبويه كما فعل في مسألة تذكير صفة المؤنث، حيث قال: "سيبويه وإن كان جوادًا في مثل هذا المضمار إلا أن الجواد قد يكبو وكل يؤخذ من قوله ويرد"، ويرُد على الزجاج ويعنف عليه ويصفه بالقصور في مسألة الجر بالجوار، والألوسي في وصفه هذا مخطئ بعد أن تحققت من ذلك من خلال الدراسة؛ ورد على ابن مالك عندما استشهد بقول حاتم الطائي:

وإنك مهما تُعطِ بطنَك سُؤلَه ♦♦♦ وفَرْجَك نالا مُنتهى الذمِّ أجمعَا

 

على جواز ظرفية (مهما)، وذكر الألوسي بعضًا من أقوال العلماء ردًّا عليه.

 

ولكن مع هذا أقول: إن الألوسي يجمع من هنا وهناك ويرجح ما ذهب إليه البصريون، وهذا يظهر جليًّا في تقريره لما ذهب إليه سيبويه في كثير من المسائل، بل إن معظم الشواهد التي استشهد بها هي شواهد سيبويه؛ مثلًا بيت بشر بن أبي حازم:

وإلَّا فاعلَموا أنَّا وأنتم ♦♦♦ بُغاةٌ ما بَقِينا فى شِقاقِ

 

أنشده سيبويه محتجًّا به على قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ ﴾ [المائدة: 69]، فقال: (أما قوله عز وجل: ﴿ وَالصَّابِئُونَ ﴾ فعلى التقديم والتأخير، كأنه ابتداء على قوله: ﴿ وَالصَّابِئُونَ ﴾ بعدما مضى الخبر، كأنه (أي بِشْرًا) قال: بغاة ما بقينا وأنتم. فما كان من الألوسي إلا أن استشهد به عند هذه الآية على نحو ما ذكر سيبويه تمامًا.

 

وأحيانًا ينقل أقوال البصريين والكوفيين جنبًا إلى جنب دون أن يرجح بينهما، كما في مسألة وقوع الجملة نعتًا لما قبلها وحذف رابطها عند قوله تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ ﴾ [البقرة: 48]، على أن جملة ﴿ لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا ﴾ منصوبة المحل لـ(يوم)، والعائد منها على (يومًا) محذوف على نحو قول جرير:

فما أَدْرِي أَغَيَّرَهُمْ تَنَاءٍ ♦♦♦ وطُولُ العَهْدِ أَمْ مالٌ أَصَابُوا

 

وهذا ما ذهب إليه البصريون؛ وذكر الألوسي مذهب الكوفيين وهو ألا تكون الجملة صفة بل مضافًا إليها (يوم) محذوف لدلالة ما قبله عليه، فلا تحتاج إلى ضمير، ويكون ذلك المحذوف بدلًا عن المذكور، ومنه قول الشاعر:

رَحِمَ اللهُ أعْظمًا دفنوها ♦♦♦ بسِجِسْتان طلحةِ الطَّلَحات

 

وأحيانًا يفتعل المسائل دون أن تكون هنالك حاجة تدعو إليها؛ مثل مسألة جزم الفعل المضارع (بلن) عند تفسيره لقوله: ﴿ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا ﴾ [البقرة: 24] بشاهد لإعرابي:

لنْ يَخِبِ الآن مِنْ رجَائِكَ مَنْ ♦♦♦ حَرَّك مِنْ دُون بَابِكَ الحَلَقَهْ

 

وتأثر بالزمخشري في الاستشهاد بشواهده وترجيح ما ذهب إليه، ويظهر ذلك جليًّا في أن الزمخشري يسوق شواهد سيبويه لغير الغرض الذي استشهد به سيبويه أحيانًا، فمثلًا بيت كعب الغنوي:

وخبَّرتماني أنَّما الموتُ في القُرى ♦♦♦ فكيف وهَاتَا هَضْبةٌ وقليب

 

استشهد به سيبويه على أن (هاتا) معناه (هذه)، بينما استشهد به الزمخشري عند قوله تعالى: ﴿ كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ... * كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ﴾ [التوبة: 7، 8] على حذف الفعل المتعلق به الاستفهام لعلمه، في قوله: ﴿ كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ ﴾، فما خرج الألوسي عما قاله الزمخشري قيد أنملة.

 

إلا أن منهجه الذي ارتضاه في الفقه يحتم عليه مخالفته في بعض المسائل، خاصة مسألة الفصل بين المضاف والمضاف إليه، حيث ذكر طعن أو نقد الزمخشري لقراءة ابن عامر في آية الأنعام: (وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادَهم شركائهم) بنصب (الأولاد) وخفض الشركاء، فقد رد على الزمخشري وغيره، ومن ثم قرر الألوسي رأي بعض سابقيه، وهو أن التسليم بما جاء في القرآن الكريم مخالفًا للقواعد النحوية، ولو كان مخالفًا للقياس.

 

أما بالنسبة لما يتعلق بالشواهد، فإنه أحيانًا يذكر البيت كاملًا وأحيانًا يذكر موضع الشاهد كما في بيت عمر بن أبي ربيعة ذكر موضع الشاهد (قالوا تُحبُّها قلت بهرًا)، وأحيانًا يستشهد بالشاهد المشهور على غير ما استشهد به جمهور النحاة كما في قول الشاعر:

فلَوْ أَنْكِ في يَوْمِ الرَّخاءِ سَأَلتني ♦♦♦ طلاقَكِ لم أبخلْ وأَنتِ صَديقُ

 

استشهد به النحاة في قوله: (أنك سألتني)، حيث استعمل فيه الشاعر (أن) المخففة، وأتى باسمها ضمير مخاطب مذكورًا فيه شذوذان:

أحدهما: أنه جاء به ضمير خطاب.

الثاني: أنه مذكور لا محذوف؛ لأنهم لا يكادون يستعملون (أن) المخففة واسمها ضمير الشأن.

 

بينما استشهد به الألوسي على كلمة (صديق) المذكرة جاءت صفة للمؤنث؛ وذلك لأنها جاءت على صيغة (فعيل) وهذه يستوي فيها المذكر والمؤنث.

 

وكذلك قول الشاعر:

إِذَا مُتُّ كَانَ النَّاسُ صِنْفَانِ شَامِتٌ ♦♦♦ وآخَرُ مُثْنٍ بِالَّذِي كُنْتُ أَصْنَعُ

 

استشهد به الجمهور عند قوله: (كان الناس صنفان)، حيث جاء اسم (كان) ضمير الشأن وخبرها الجملة الاسمية (الناس صنفان)؛ بينما استشهد به الألوسي عند قوله تعالى: ﴿ ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ... ﴾ [آل عمران: 154] على أن (طَائِفَةٌ) مبتدأ، والجملة بعدها (قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ) خبر، والذي سوغ الابتداء بالنكرة لوقوعها موقع التفصيل.

 

واستشهد بشواهد تفرد بها ابن مالك مثل بيت عروة بن الورد:

وإن بَعُدوا لا يأمنون اقترابه ♦♦♦ تَشَوُّفَ أهل الغائب المُتَنَظِّر

 

وكذلك استشهد بشواهد تفرد بها أبوحيان مثل:

إِنْ يُسْأَلُوا الْخَيْرَ يُعْطَوهُ وَإِنْ خُبِرُوا ♦♦♦ فِي الْجَهْدِ أُدْرِكَ مِنْهُمْ طِيبُ أَخْبَارِ

 

وأخيرًا أقول: إن الألوسي أكثر ما مال إليه الجمع، وما رجحه غالبًا ما يكون تبعًا لإمام سابق، وفي كثير من المواضع بالغ لدرجة كبيرة جدًّا؛ لذا أوصي بما أوصى به باحثون قبلي باختصار هذا التفسير، وإن لم يستطع العلماء والباحثون هذا فليخرجوا المسائل النحوية، خاصة تلك التي لا تخدم المعنى.

 

وصلِّ اللهم وبارك على عبدك ونبيك محمد صلى الله عليه وسلم.





 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • شرح الشواهد الشعرية، في أُمَّات الكتب النحوية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الشواهد النحوية والتصريفية في كتاب إيضاح الوقف والابتداء لأبي بكر ابن الأنباري ت (328هـ) دراسة وتقويما(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • الشواهد الشعرية في المتممة الآجرومية (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الشواهد والأمثلة الشعرية في التحفة السنية (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • معجم الشواهد الشعرية (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الشواهد الشعرية في كتاب "شرح قطر الندى وبل الصدى" لابن هشام الأنصاري(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • الشواهد والمتابعات(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مقاصد النحاة من ذكر الشواهد الحديثية(مقالة - حضارة الكلمة)
  • مخطوطة فرائد القلائد في مختصر شرح الشواهد(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • أحاديث الشواهد والمتابعات(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)

 


تعليقات الزوار
1- إشادة بالنص
عبد الكريم دهب بشارة - تشاد 10-10-2022 09:45 PM

بسم الله الرحمن الرحيم. وبه نستعين.
اعتقد أن هذا المقال جدير بالاطلاع لا سيما لدارسي التفسير القرآني وحتي التفسير الأدبي
بحث غاية في الروعة.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب