الإلحاد في العصر الحاضر وموقف العقيدة الإسلامية منه - دراسة تحليلية

ملخص الرسالة

الإلحاد في العصر الحاضر

وموقف العقيدة الإسلامية منه

دراسة تحليلية

ملخص الدراسة باللغة العربية

انتشر الملحدون في هذا العصر، حتى أصبح الإلحاد يمثل ظاهرة سيئة في العالم بشكل عام، وفي المجتمعات الإسلامية بشكل خاص.

ولذلك؛ تهدف هذه الدراسة التحليلية إلى معرفة مفهوم الإلحاد وتاريخ ظاهرة الإلحاد المعاصر، وأنواع المذاهب الإلحادية المعاصرة، وكذلك أسباب الإلحاد في العصر الحاضر، وآثاره في حياة الأمم والمجتمعات، وبالتالي تقديم الحلول الإسلامية لظاهرة الإلحاد، واستراتيجيات مكافحته والرد على شبهات الملحدين، وذلك من خلال موقف العقيدة الإسلامية، وقد ركزت الدراسة على أربعة مذاهب إلحادية معاصرة؛ وهي: الشيوعية، والماسونية، والعلمانية، والوجودية.

وقد استخدم الباحث المنهح الوصفي التحليلي في هذه الدراسة، وهو المنهح الذي يهتم بوصف الجوانب المتنوعة لأبعاد ظاهرة الإلحاد في العصر الحاضر، بهدف التوصل إلى تصور مقترح لآليات تحد من هذه الظاهرة.

وأسفرت أهم نتائج الدراسة عن أن الإلحاد يعني الميل عن دين الله وعن الطريق المرسوم؛ لأنه يعني التنكب للعقيدة، وقد نشأ الإلحاد منذ القدم في أعماق التاريخ، واستمر في اليونان وأوروبا قبل الميلاد وفي العصر الروماني، وفي عهود الجاهلية العربية ثم في أوروبا في العصور الوسطى، وامتد في عصر الثورة الصناعية، ثم ظهر الإلحاد في صدر الإسلام، وتحديدًا في العصر العباسي، واستمر الإلحاد وإنكار وجود الله عبر العصور حتى يومنا هذا.

وتوصلت الدراسة - أيضًا - إلى أن أهم أسباب الإلحاد في العصر الحاضر، هي: الكنيسة الأوربية، ومظالم العالم الرأسمالي، وظهور المذاهب الاقتصادية الإلحادية، واقتران الإلحاد بالقوة المادية، وضعف النظام التربوي للناشئ، والأسباب العلمية والفكرية المعاصرة.

أما أهم الآثار السلبية للإلحاد المعاصر؛ فهي: القلق والصراع النفسي، والأنانية والفردية وفقدان الوازع الديني والهروع إلى الإجرام، وهدم النظام الأسري، وتخريب المجتمعات، والإجرام السياسي، وبناءً عليه؛ قدمت الدراسة الحلول الإسلامية لمعالجة تلك الظاهرة الفاسدة.

الخاتمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام خير خلقه سيد البريات، محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه أجمعين.

وبعد:

فقد عرفنا ظاهرة الإلحاد، وعرفنا أسبابها، وشرحنا آثارها المدمرة في نفس الإنسان، ومجتمعه، وفي العلاقات السياسية العالمية، وأيضًا كيفية علاج هذه الظاهرة، وهنا نقول إن الإسلام دين جاء لخير الإنسان على هذه الأرض وإسعاده فيها، وهيأه لسكنى الجنة دار السعادة الأبدية، وقد كفل العلاج الناجح المستأصل لهذه الظاهرة الخطيرة، وفيما يلي أهم النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة:

النتائج:

• الإلحاد هو إنكار وجود الله، والقول بأن الكون وجد بلا خالق أو أن المادة الأزلية أبدية، وهي الحالق والمخلوق في ذات الوقت - أمر كان له بعض اللمحات القديمة ولكنه تبلور في صورة فكرة، ومعتنقيها في العصر الأوروبي الحديث بصورة خاصة.

• ليست هناك مدرسة فلسفية واحدة تجمع كل الملحدين، فمن الملحدين من ينطوي تحت لواء المدرسة المادية أو الطبيعية والكثير من الملحدين يميلون باتجاه العلمانية والتشكك خصوصًا فيما يتصل بعالم ما وراء الطبيعة.

• كانت مؤهلات الإلحاد كلها قائمة في أوروبا منذ النهضة الأوروبية الحديثة إلى اليوم، ولابد من وقفة دراسة هذا الأمر الذي لا مثيل له من قبل في كل جاهليات التاريخ.

• أن الكنيسة الأوروبية - بممارستها وطغيانها على مدار أكثر من ثمانية قرون - هي المسئول الأول عن ذلك لأنها هي التي أدت إلى جعل العلم بديلًا من الدين، وجعل السبب الظاهر بديلًا من السبب الحقيقي، وجعل الطبيعة بديلًا من الله.

• أن العلم بخواص المادة يفسر لنا الظواهر التي تحدث في عالم المادة، ولكنه لا يفسر لماذا كانت المادة منه الصورة وكنه الحواص، ذلك أن هذه الصورة ليست هي الصورة الوحيدة الممكنة عقلًا.. بل هي إحدى الصور الممكنة، وقد كان يمكن - لو أراد الله - أن تكون على صورة أخرى وذات خواص مختلفة، فالتي جعلها على هذه الصورة، وأعطاها هذه الخواص هو مشيئة الله وحدها.

• أن الثورة الفرنسية والداروينية والثورة الصناعية والنظريات العلمية التي تهاجم الدين والأخلاق والتقاليد ما كانت لتؤدي إلى الإلحاد بين الجماهير، لولا الدور اليهودي في نشر الإلحاد في الأرض - تأسيسًا على هذه الأسباب كلها، واستغلالًا لها - كانوا هم اليهود! بغرض إزالة كل دين في الأرض، ليبقى اليهود وحدهم في الأرض أصحاب الدين!

• من أقسام الإلحاد، الماسونية، والعلمانية، والوجودية، والشيوعية، وقد تعرضت لكل هذه الأقسام بالشرح والتحليل.

• من أهم أسباب الإلحاد في العصر الحاضر، الكنيسة الأوربية ومظالم العالم الرأسمالي، وظهور المذاهب الاقتصادية الإلحادية، واقتران الإلحاد بالقوة المادية، وضعف النظام التربوي وهو العلم الذي يتسامى بالروح وينقيها من درن وفلسفات العصر، وهو العلم الذي يخلص النفس من الشك والوساوس، ويبعد عنها الهواجس والقلق والاضطراب، وهو العلم الذي يرسخ الإيمان في القلب، ويبعث الأمل ويقوي العزيمة، وهو العلم الذي يناهض الملحدين ويدحض افتراءاتهم، ويقف منهم، ويضع حدًا لتضليلهم وإغوائهم للبسطاء ولضعاف القلوب من عامة الشعوب.

وبناء على ما سبق؛ يوصي الباحث بما يلي:

١- أن يلتفت حكام وولاة الدول الإسلامية إلى ما يحاك لهذه الأمة من مكائد، وأن يبذلوا ما في وسعهم للحيلولة دون ذلك وتحصين شباب الأمة من الوقوع في مستنقعات الإلحاد.

٢- أن تهتم وزارات التربية والتعليم ووزارات التعليم العالي في كافة الدول الإسلامية بتربية العقيدة الإسلامية الصحيحة في نفوس المتعلمين.

3- الاستعادة من وسائل الإعلام ووسائل الاتصال الحديثة في نشر العقيدة الإسلامية.

٤- عقد ندوات ودورات يقوم بها الدعاة وعلماء المسلمين لتوضيح شبهات الإلحاد المعاصر، ومن ثم الرد عليها بالأدلة العقلية والأدلة الإسلامية.

٥- أن يكون الداعية المسلم حكيمًا وواعيًا ومدركًا للمذاهب الإلحادية، وكيفية الرد عليها، لكي يستطيع أن يدحض شبهات الملاحدة المعاصرين.

٦- أن يدرس الداعية المسلم الواقع، وأحوال الناس، ومعتقداتهم، مقدرًا للظروف التي يدعو فيها، مراعيًا لحاجات الناس ومشاعرهم، وكل أحوالهم، ويفرد الناس منازلهم، ثم يدعوهم على قدر عقولهم وطبائعهم وأخلاقهم ومستواهم العلمي والاجتماعي.

7- من حكمة القول مع الملحدين المعاصرين أن يستخدم الداعية إلى الله - تعالى - في دعوته لهم الأدلة الفطرية، فيوضح ويبين لهم أن المولود يولد على نوع من الجبلة والطبع، فإن من الحكمة في دعوة هؤلاء إلى الله - تعالى- أن بقدم لهم البراهين والأدلة العقلية القطعية.

8- أبرز موضوعات دعوة الملحدين هي إثبات وجود الله - تعالى -، وينبني عليه جميع الموضوعات الأخرى، كالإيمان بالرسل وما جاءوا به عن الله، ولهذا دعت الحاجة إلى أن يكون إثبات وجود الله ابتداءً هدفًا ينبغي أن يسعى إليه الداعية بالأسلوب الحسن والوسيلة المثلى، فيتدرج في إقامة الأدلة على وجود الله حتى يتمكن من تقرير عقيدة الإيمان بالله في نفس المدعو.

ABSTRACT

Atheists were deployed in these dayseven atheism became a bad phenomenon in the world in generaland Muslim communities in particular.

Therefore; This analytical study aimed to know the concept of atheismand the date of the phenomenon of atheism contemporarythe types of doctrines atheistic contemporaryas well as the reasons for atheism in the present eraand its effects in the lives of nations and communitiesthus providing Islamic solutions for phenomenon of atheismcontrol strategies and to respond to suspicions atheists. All of those will be through the position of the Islamic faith. The study focused on four contemporary atheistic doctrines;: communismand the Masonsand the secularand existentialism.

The researcher used descriptive analytical method in this studywhich is how interested in describing the diverse aspects of the dimensions of the phenomenon of atheism in the present erain order to arrive at a conception proposal for limiting mechanisms of this phenomenon.

The results of the study resulted in that atheism means the tendency of the religion of God and the way the decreebecause it means denial of the faith. He grew atheism since ancient times in the depths of historyand continued in Greece and Europe BC In the Roman eraand eras of ignorance Arab and then in Europe in the Middle Agesand spread in the era of the Industrial Revolutionthen appeared atheism in the heart of Islamand specifically in the Abbasid eraand continued to atheism and deny the existence of God through the ages until the present day. The study also found that the most important reasons for atheism in the present eraare: Church Europeanand injustices of the capitalist worldand the emergence of economic doctrines atheisticcoupling atheism force materialand the weakness of the educational system to an emergingand scientific reasons and contemporary intellectualand the weakness of the educational system of the emerging. The most important adverse effects of contemporary atheism; are: anxiety and conflictand individual selfishness and loss of restraint and tendency to criminalityand the demolition of the family systemand.

sabotaging societiespolitical and criminality. Accordingly; Islamic study provided solutions to address these corrupt phenomenon.