• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | المكتبة المرئية   المكتبة المقروءة   المكتبة السمعية   مكتبة التصميمات   كتب د. خالد الجريسي   كتب د. سعد الحميد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    سبعون أدبا في الصحبة والسفر والعلم (PDF)
    د. عدنان بن سليمان الجابري
  •  
    شرح كتاب: فصول الآداب ومكارم الأخلاق المشروعة ...
    عيسى بن سالم بن سدحان العازمي
  •  
    كفى بالموت واعظا
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    أحكام المخابز (PDF)
    أبو جعفر عبدالغني
  •  
    "كلمة سواء" من أهل سنة الحبيب النبي محمد صلى الله ...
    محمد السيد محمد
  •  
    صفحات من حياة علامة القصيم عبد الرحمن السعدي رحمه ...
    أ. د. عبدالله بن محمد الطيار
  •  
    الأساس في أصول الفقه (PDF)
    د. عبدالله إسماعيل عبدالله هادي
  •  
    خطبة .. من سره أن يلقى الله تعالى غدا مسلما
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    الأربعون حديثا في تحريم وخطر الربا (PDF)
    طاهر بن نجم الدين بن نصر المحسي
  •  
    الله (اسم الله الأعظم)
    ياسر عبدالله محمد الحوري
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    تربية الحيوانات (بطاقة دعوية)
    د. منال محمد أبو العزائم
شبكة الألوكة / مكتبة الألوكة / المكتبة المقروءة / الرسائل العلمية / رسائل ماجستير
علامة باركود

أسلوب التقابل في الربع الأخير من القرآن الكريم (دراسة أسلوبية)

عماري عزالدين

نوع الدراسة: Masters resume
البلد: الجزائر
الجامعة: جامعة الحاج لخضر باتنة
الكلية: كلية الآداب والعلوم الإنسانية
التخصص: اللغة العربية
المشرف: أ.د. حجيج معمر
العام: 1430 هـ - 2010 م

تاريخ الإضافة: 30/11/2020 ميلادي - 14/4/1442 هجري

الزيارات: 11335

 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ملخص الرسالة

أسلوب التقابل في الربع الأخير من القرآن الكريم

(دراسة أسلوبية)


من إعجاز القرآن الكريم أن يظل مطروحًا على الأجيال، تتوارد عليه جيلًا بعد جيل، ثم يبقى أبدًا رحب المدى سخي المورد، كلما ظن جيل أنه بلغ منه الغاية، امتد الأفق بعيدًا وراء كل مطمع، عاليًا يفوق طاقة الدارسين.

 

والأساليب البلاغية بمختلف أنواعها تعد سمة من سمات الإعجاز الذي نزل به القرآن الكريم، فالبلاغة علم وفن، نظرية وتطبيق، فبها نعرف وجه إعجاز القرآن الكريم، وندرك ما فيه من خصائص البيان، ونفهم براعة أسلوبه، وانسجام تأليفه، وسهولة نظمه، وعذوبة جزالته.

 

والبلاغة العربية بما عليه من صورة، وبما خدمت به من أبحاث ودراسات، وبما آلت إليه في تبيان جماليات فن القول العربي، ما كانت لتكون على ما هي عليه، لولا الاهتمام بالقرآن الكريم وإبراز سر إعجازه.

 

ثم إن علوم العربية جميعها ما كانت لتصبح بهذه الصورة التي انتهت إليها لولا أنها قامت أيضًا خدمة للقرآن الكريم وفهم آيه وإبراز أسراره ودقائقه.

 

إن الله تعالى يقول في محكم تتريله: ﴿ الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ﴾ [الرحمن: 1 - 4].

 

وابن خلدون يقول في مقدمته متكلمًا عن البيان كعلم من علوم اللسان العربي: "واعلم أن ثمرة هذا الفن إنما هي في فهم الإعجاز من القرآن الكريم، لأن إعجازه في وفاء الدلالة منه بجميع مقتضيات الأحوال منطوقه ومفهومه، وهي أعلى مراتب الكلام مع الكمال فيما يختص بالألفاظ في انتقائها وجودة رصفها وتركيبها". (مقدمة ابن خلدون، ص: 506).

 

انطلاقًا من كل ما سبق ذكره، ولما كان التقابل من أبرز أساليب نظم المعاني التي هي أحد علوم البلاغة، وكان أيضًا من طرق البيان التي تجد فيها المعاني معرضًا للوضوح والجمال، والتي تجد فيها النفوس لذة ومتعة، ولما كان القرآن يكثر في نظمه من استخدام هذا الأسلوب، ويجعله أداة فنية للبيان، ولمّا وجدت أن الدراسات اللغوية قد اهتمت به أيضًا، وأقامت عليه أبحاثها قديمًا وحديثًا. حيث إن اللغويين العرب وغيرهم أفردوا له دراسات خاصة به متحدثين عنه، وعن المعاني الحقيقية والأغراض البلاغية التي تستفاد منه ومن السياق، كلّ ذلك شجعني على اختيار أسلوب التقابل كموضوع للدراسة، على أن يكون مجال تطبيقه القرآن الكريم.

 

هذا، وبعد أن استقر في نفسي اختيار القرآن الكريم نصًّا تطبيقيًّا، كونه يعد النموذج الأمثل للبلاغة العربية، كان لزامًا عليَّ أن أختار المدونة القرآنية التي تشكل مجالًا واسعًا لدراسة هذه الظاهرة الأسلوبية، فوقع اختياري على الربع الأخير منه. ولعل من أهم دواعي هذا الاختيار أنه لفت انتباهي وجود سور بكاملها في هذا الربع من القرآن الكريم تقوم في بنائها العام وفي معانيها الجزئية وأساليبها على أسلوب التقابل، أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: الطور، الرحمن، الواقعة، الحاقة.

 

من هذا المنطلق، سيحاول البحث الإجابة عن الأسئلة الآتية:

♦ كيف كانت النظرة لأسلوب التقابل في الدراسات اللغوية والبلاغية القديمة والحديثة؟

♦ كيف تتشكل البنية الأسلوبية للتقابل في الربع الأخير من القرآن الكريم من خلال السياق الذي ترد فيه؟

♦ ما هي أوجه الجمال التي يضفيها التقابل على الآيات القرآنية في الربع الأخير من القرآن الكريم؟

 

وسأحاول أن يكون هذا العمل المتواضع ثريًا بالتوضيحات البيانية، وذلك بالاعتماد على آراء القدامى والمحدثين من مفسرين وبلاغيين وذلك بالاستناد إلى مصادر ومراجع توسمت فيها المعين والدليل على ولوجه، ومنها بالدرجة الأولى المدونات التفسيرية، والتي منها: "الكشاف" للزمخشري، و "روح المعاني" للألوسي، و "صفوة التفاسير" لمحمد علي الصابوني، و"في ظلال القرآن" لسيد قطب، هذه التي ستكون خير معين لي على استجلاء الآيات القرآنية وفهم معانيها. كما سأعتمد عددًا من كتب البلاغة والأسلوبية والتي أرى أنها ستساعد في إغناء البحث، أذكر منها: "البلاغة والأسلوبية" لمحمد عبد المطلب، و"التضاد في النقد الأدبي" لمنى علي سليمان الساحلي.

 

وإذا ذكرت أهم مصادر البحث ومراجعه التي سأنهل منها، فلا بد من الإشارة هنا إلى أنني سبقت في هذا الميدان - فيما ظهر لي - ببحث عنوانه: "التقابل والتماثل في القرآن الكريم" لعارف فايز القرعان والذي هو في الأصل عبارة عن رسالة دكتوراه طبعت بعد ذلك في شكل مؤلف. ولقد أفدت منه إفادة حسنة، واطلاعي عليه بين لي أنه لم يتعرض فيه لدراسات المحدثين، ولم يظهر جمالية النص القرآني في دراسته لهذه الظاهرة، فكان ذلك حافزًا لي على أن أخص كلا منهما بالدراسة في هذا البحث.

 

سأعتمد في هذه الدراسة على المنهج الأسلوبي، وذلك بالاعتماد على جانبه التحليلي الذي من خلاله أقف على هذه الظاهرة وتحليلها على صورا التي تظهر بها، وعلى جانبه الإحصائي الذي يفيدني في حصر النماذج التقابلية التي يكون للسياق القرآني أثر في تشكيلها، والتي تكشف البنية الأسلوبية للتقابل في الربع الأخير من القرآن الكريم.

 

وقد اقتضت خطة الدراسة أن تكون في ثلاثة فصول يسبقها تمهيد وتتلوها خاتمة.

 

أحاول في التمهيد أن أوضح المفاهيم الأساسية المتعلقة بعنوان البحث، معتمدًا على المعاجم العربية القديمة والحديثة، وذلك بتحديد مفهوم الأسلوب في اللغة والاصطلاح والعلاقة بينهما، ثم بتحديد مفهوم التقابل في اللغة والاصطلاح والعلاقة بينهما أيضًا، وبعدها تبيين الفرق بين مصطلح التقابل والمصطلحات:

الطباق، والتكافؤ، والتضاد، والتخالف، والتناقض، وذلك لإزالة ما يكتنف التداخل بينها من غموض وإبهام أولًا، والوقوف على مدى دلالتها على التقابل ثانيًا.

 

وأما الفصل الأول: فسأتطرق فيه للحديث عن ارتباط التقابل بالدراسات البلاغية والنقدية عند المتقدمين، وكيف نظروا إليه من خلال مؤلفاتهم المختلفة، فقد برز منهم أعلام رواد أضاءوا هذا الجانب من جوانب البلاغة المتعددة، وسأقتصر في هذا البحث على البارزين منهم، ومنهم: أبو العباس عبد الله بن المعتز، وقدامة بن جعفر، و الآمدي، وأبو علي محمد الحاتمي، وأبو هلال العسكري، والحسن بن رشيق القيرواني، وابن سنان الخفاجي، وسراج الدين السكاكي، وضياء الدين بن الأثير، وأبو حسن حازم القرطاجني، وجلال الدين الخطيب القزويني، ويحي بن حمزة العلوي، وبدر الدين محمد الزركشي.

 

كما سأعمل على الكشف عن المواطن التي تلتقي فيها دراساتهم حول التقابل، وكيف تتضافر جميعًا لأجل الوصول إلى تحديد مفهوم دقيق له.

 

بعدها سأتوجه صوب الدارسين المحدثين، لأرى مدى اهتمامهم بموضوع التقابل وصوره المختلفة، ومدى استفادتهم في دراساتهم له من الموروث البلاغي المتأصل وما توصلت إليه الأسلوبية الحديثة في هذا الفصل.

 

وأما الفصل الثاني: فسأحاول أن أعرض فيه البنيات الأسلوبية المختلفة للتقابل وتبيين دور السياق والعلاقات التجاورية في تشكيلها، وتأثير كل ذلك على المعنى.

 

أحاول في هذا الفصل أيضًا الكشف عن الأنواع التي تندرج ضمنها البنيات الأسلوبية للتقابل، والعمل على تصنيفها مستعينًا في فهمها بكتب تفسير القرآن الكريم التي سبق وأن أشرت إليها.

 

وأما الفصل الثالث: فسأعمل فيه على الكشف عن سر جمال أسلوب التقابل كلون بديعي يكثر توارده في القرآن الكريم، مبتدءًا بالإشارة إلى مفهوم الجمالية القرآنية بشكل عام، ومنتقلًا بعد ذلك إلى ذكر آراء بعض الدارسين من القدماء والمحدثين حول هذه الظاهرة. لأتطرق بعدها إلى الحديث عن التناسب البياني في القرآن الكريم كونه من أوجه جماله، وحتى أصل بذلك للحديث عن جمالية التقابل وصوره، باعتباره أيضًا وجهًا من أوجه التناسب المعنوي في البيان القرآني. دون أن أخرج طبعًا عن إطار المدونة المحددة سلفًا.

 

لتكون بذلك الخاتمة بمثابة الوعاء الذي يحتضن زبدة البحث المتمثلة في أهم النتائج المتوصل إليها من هذه الرحلة.

 

وكما هو معلوم في كلّ بحث، أن ينطوي على كثير من الصعاب التي يعاني منها الباحث من أجل أن يظهر عمله بالمستوى الذي يطمح له كل من أحب البحث العلمي السوي، وهذا البحث لم يخل من ذلك، ولابد لي هنا من الاعتراف بأن رحلة البحث في هذه الظاهرة، لم تكن بالسهلة واليسيرة وقد اقتضت الوقت الطويل، والصبر والتحمل الجميلين. ذاك لأن الموضوع يتعلق بكلام الله، والحكم على مسألة معينة فيه ليس بالأمر الهين، وهي من الدقة بمكان بحيث تحتاج إلى التحري والتثبت من ذلك في مظانه.

 

وختامًا، أتوجه بعميق آيات الشكر والامتنان إلى أستاذي المشرف الأستاذ الدكتور معمر حجيج الذي أشرف على هذه الرسالة مشكورًا، إذ حظيت منه بالقراءة العلمية الدقيقة الرصينة، فقد منحني الكثير من وقته وجهده، وكانت لتوجيهاته وملاحظاته القيمة الأثر الواضح في إنجاز هذا البحث، فالله أسال أن يبارك له في عمره، ويمنحه الصحة والعافية خدمةً لكتابه العزيز، ولهذه اللغة الكريمة، كما أسأله أن يجازيه على ما بذل خيرًا في الدنيا والآخرة.

 

كما لا يسعني إلاّ أن أتقدم بالشكر الجزيل للسادة أعضاء لجنة المناقشة الذين سيكون لهم عظيم فضل في تقويم هذا البحث، فجزاهم الله كلَّ خير، والى كل من أعانني على إنجاز هذا البحث فلهم مني جميعًا جميل شكري وامتناني.

 

هذا ما استطعت أن أصل إليه، وحسبي أنني قدمت ما وصل إليه اجتهادي القاصر، فما وفقت فيه فهو من الله وحده، وما أخطأت فمن نفسي، والله أسال أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم، وإليه أضرع أن يكتب لي في هذا البحث وبعده النجاح والتوفيق والقبول، وأن يحقق به النفع المرجو، إن ربي لسميع الدعاء.

 

خاتمة:

بعد هذه الرحلة في عالم القرآن الكريم، وتفسيراته العظيمة، ومدارسة أقوال العلماء العارفين بكتاب الله العزيز، وتحليل الآيات القرآنية التي برزت فيها ظاهرة التقابل، وحوار أمهات كتب البلاغة، ها قد وصلت بالبحث إلى نهايته، وخرجت لأقدم ما توصلت إليه من نتائج أعرضها فيما يلي:

1- اتفاق أصحاب المعاجم العربية على أن معنى التقابل لا يخرج في إطاره العام عن "المواجهة"، كما أنه قد يتعدى ذلك إلى معنى "الطاقة".

 

2- الوقوف على مفهوم مصطلح التقابل اقتضى التطرق إلى مصطلحات أخرى تشير إلى نفس المفهوم وتحديدها بدقة، هذه المصطلحات هي: الطباق، والتكافؤ، والتضاد، والتخالف، والتناقض.

 

3- ولما كان التقابل من ألوان البديع، فقد عمدت لدراسة هذا الأخير، وقد بين التقصي في الموروث البلاغي العربي القديم، ما يلي:

أ- أن ابن المعتز يعتبر أول من خص البديع بدراسة جادة ومستقلة، وذلك في كتابه "البديع"، ولقد ألفه بدافع الرد على من قال بأن البديع فن محدث.

 

ب- لم يظهر البديع علمًا مستقلًا بذاته، وإنما كانت مباحثه ممتزجة مع مباحث المعاني والبيان، وبقي الحال على ما هو عليه إلى ما بعد القرن السابع الهجري.

 

ج- يمكن أن أميز بين مرحلتين مرت بهما دراسة البديع:

المرحلة الأولى: تمتد إلى نهاية القرن السابع الهجري، وهي مرحلة تناول فيها البلاغيون علم البديع بنوع من التوسع، حيث ذكروا له أنواعًا كثيرة، وأسهبوا في شرحها والتمثيل لها.

 

المرحلة الثانية: تبدأ مع بداية القرن السابع الهجري، ويمكن أن نميز فيها اتجاهين:

الأول: بقي أصحابه يستخدمون مصطلح البديع بما هو عليه من توسع، وخير من يمثل هذا الاتجاه ابن أبي الأصبع المصري.

 

والثاني: سلك أصحابه سبيل التحديد والتخصيص، وخير من يمثله السكاكي.

 

4- في التقصي النظري، وبعد تتبع جهود البلاغيين القدامى ودراستهم للتقابل، أمكن الوصول إلى مجموعة من النتائج، أحصرها فيما يلي:

أ- أن التقابل لا يقوم أساسًا على علاقة التضاد وحدها، وإنما قد تنضوي تحته مجموعة من العلاقات الأخرى كالتماثل والخلاف.

 

ب- من العلماء من اجتهد في وضع الحدود بين الطباق والمقابلة، والتي تكمن في عدد المتقابلات، فالطباق يكون بين اثنين، وما تجاوز ذلك كان مقابلة، أو أن الطباق يكون في الألفاظ المفردة والمقابلة تكون في التأليف. غير أن منهم - العلوي مثلًا - من رأى أنه يحسن أن يطلق لفظ المقابلة على الطباق.

 

ج- ما خلصت إليه أيضًا، هو أن التقابل مفهوم عام يندرج تحته كل من الطباق والمقابلة، فالطباق قائم أساسًا على تقابل اللفظ مع اللفظ، أو تقابل اللفظ مع التركيب، والمقابلة قائمة على تقابل التركيب بالتركيب.

 

5- المحدثون درسوا التقابل، وهم في ذلك قسمان:

القسم الأول: أصحابه لم يأتوا بالجديد، وأخذوا يكررون القديم، ومنهم: أحمد إبراهيم موسى، وأحمد المراغي، وعبد العزيز عتيق.

 

القسم الثاني: انطلق أصحابه في دراستهم له وهم متأثرون بما خلفته الدراسات اللغوية الحديثة، حيث نظروا للتقابل خارج دائرة التحسين، أذكر منهم هنا على سبيل التمثيل لا الحصر: رجاء عيد، وأحمد مطلوب، وقصي سالم علوان.

 

6- عملية الإحصاء بينت أن عدد المتقابلات في الربع الأخير من القرآن الكريم بلغ أربعمائة وثلاثة وثمانين (483) تقابلًا، موزعة على أنواعه المختلفة.

 

7- من خلال عرض الآيات وكلام العلماء عليها تبين أن التقابل ينحسر في نمطين واسعين هما:

النمط البسيط والنمط المركب، ولقد كان العمل بعد ذلك في البحث عن البنيات المختلفة المشكلة لكل نوع من أنواع هذين النمطين، ولقد كان ما يلي:

البنية البسيطة للتقابل: يكون التقابل فيها بين مفردين، وقد بلغ عدده وفقها: ثلاثمائة وواحدًا وستين (361) تقابلًا، موزعة على أنواعه المختلفة، وذلك كما يلي:

♦ بنية تقابل التضاد اللفظي والمعنوي: بلغ عدد التقابل وفقها: مائة وسبعة وثلاثين (137) تقابلًا.

 

♦ بنية تقابل التضاد المعنوي دون اللفظي: بلغ عدد التقابل وفقها: مائة وثمانين (180) تقابلًا.

 

♦ بنية تقابل التخالف: بلغ عدد التقابل وفقها: ثلاثة وثلاثين (33) تقابلًا.

 

♦ بنية تقابل التماثل: بلغ عدد التقابل وفقها: أحد عشر (11) تقابلًا.

 

البنية المركبة للتقابل: يكون التقابل فيها بين مفردة من جهة وتركيب من جهة أخرى، أو من تقابل تركيبين، ولقد بلغ عدده وفقها في الربع الأخير من القرآن الكريم: مائة واثنين وعشرين (122) تقابلًا، موزعة على نوعين مختلفين، وذلك كما يلي:

♦ بنية تقابل التضاد المعنوي: بلغ العدد وفق هذه البنية: ثمانية وسبعين (78) تقابلًا.

♦ بنية تقابل التماثل: بلغ عدد التقابل وفقها: أربعة وأربعين (44) تقابلًا.

 

8- سجلت غلبة تقابل التضاد المعنوي دون اللفظي على غيره من الأنواع، وذلك بنسبة 53.41 % من مجموع التقابلات الكلية، وهذا يبين أهمية هذا النوع في معالجة الموضوعات القرآنية المختلفة كونه يعطي حركة واسعة للمعنى داخل الآيات.

 

9- حاولت في هذا البحث إظهار بلاغة التقابل وجماله، والهدف الذي يرمي إليه في الكلام، منطلقًا من أنه من أهم أوجه التناسب البياني في القرآن الكريم.

 

10- أظهرت في هذا البحث ترابط الفنون البلاغية فيما بينها ترابطًا وثيقًا، ومن ذلك الصور الجمالية للتقابل التي أظهرها تواشج هذا الأخير مع أسلوب التقديم والتأخير، ومع أسلوب الحذف.

 

11- حاولت أن أبين أن المقابلات الدقيقة بين الصور التي ترسمها التعبيرات في القرآن الكريم - والتي هي عند "سيد قطب" من الآفاق التي يجب الوصول إليها في دراسة التصوير الفني - هي من أوجه الجمال فيه، مطبقًا ذلك على آيات قرآنية من الربع الأخير منه.

 

وبعد:

فإني في خاتمة هذا البحث آملُ أن أكون قد وفّقْت فيما بسطته فيه، وأن يكون فيه الكفاية لمن أراد الإحاطة والدراية بموضوع (التقابل في القرآن الكريم) وعسى أن يكون في ذلك كلِّه الخير كلَّه.

 

ملخص البحث:

مبحث هام من مباحث اللغة العربية الكريمة، ظفر بعناية الباحثين واحتل مترلة واضحة في الدراسات القرآنية منذ أول ظهورها، بما لاقاه من اعتناء علماء البلاغة واللغة والأدب به قديمًا وحديثًا، وهو بالنسبة للمعاني من أبرز أساليب نظمها، ومن أهم طرق البيان التي تجد فيها - هذه المعاني - معرضًا للوضوح والجمال.

 

فقامت هذه الدراسة على جمع هذه الآراء لأهل البلاغة والتفسير، وفهم الآلية التي يقوم عليها هذا النوع من الأساليب، والكشف عن بنياته المختلفة التي تتشكل متضافرة مع السياق الذي ترد فيه ويكون التطبيق على القران الكريم، فكانت الدراسة (أسلوب التقابل في الربع الأخير من القرآن الكريم: دراسة أسلوبية)، وكان اختياري للتطبيق في القرآن الكريم عن قصد ليكتمل عقد المنفعة ببركة هذا الكتاب الكريم، وللإحاطة بأنواع هذا الأسلوب.

 

وقد اقتضت خطة الدراسة أن تكون في ثلاثة فصول يسبقها فصل تمهيدي وتتلوها خاتمة.

 

تناولت في الفصل التمهيدي تحديد مفهوم الأسلوب في اللغة والاصطلاح والعلاقة بينهما، ثم مفهوم التقابل في اللغة والاصطلاح والعلاقة بينهما أيضًا، وبعدها عمدت إلى تبيين الفرق بين مصطلح التقابل ومصطلحات أخرى تتداخل معه في المفهوم، وهي: الطباق، والتكافؤ، والتضاد، والتخالف، والتناقض، وكان الغرض من ذلك إزالة ما يكتنف هذا التداخل من غموض.

 

ثم جاءت بعد ذلك فصول الرسالة الثلاثة التي بسطت فيها هذا الموضوع بأن تطرقت في الفصل الأول للحديث عن ارتباط التقابل بالدراسات البلاغية والنقدية عند المتقدمين، وبينت نظرتهم إليه من خلال مؤلفاتهم المختلفة، فقد برز منهم أعلام رواد أضاءوا هذا الجانب من جوانب البلاغة المتعددة، اقتصرت في هذه الدراسة على البارزين منهم، وحاولت أن أكشف المواطن التي تلتقي فيها دراساتهم حوله، وكيف تتضافر جميعًا لأجل الوصول إلى تحديد مفهوم دقيق له.

 

وأما الفصل الثاني فقد عرضت فيه البنيات الأسلوبية المختلفة للتقابل وبينت دور السياق والعلاقات التجاورية في تشكيلها، وتأثير كل ذلك على المعنى، كما عملت على الكشف عن الأنواع التي تندرج ضمنها هذه البنيات وتصنيفها مستعينًا في فهمها بكتب تفسير القرآن الكريم.

 

وفي الفصل الثالث حاولت أن أظهر سر جمال أسلوب التقابل كلون بديعي يكثر توارده في القرآن الكريم، مبتدءًا بالإشارة إلى مفهوم الجمالية القرآنية بشكل عام، ومنتقلًا بعد ذلك إلى ذكر آراء بعض الدارسين من القدماء والمحدثين حول هذه الظاهرة. بعدها تطرقت للحديث عن التناسب البياني في القرآن الكريم كونه من أوجه جماله، وحتى وصلت بذلك للحديث عن جمالية التقابل وصوره، باعتباره أيضا وجهًا من أوجه التناسب المعنوي في البيان القرآني. دون أن أخرج طبعًا عن إطار المدونة المحددة سلفًا.

 

و بذلك وصلت إلى الخاتمة التي عرضت فيها أهم النتائج المتوصل إليها من هذه الرحلة.





 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • أثر القدوة وأهميتها في الدعوة إلى الله(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الأسلوب القصصي الدعوي في القرآن(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفعيل أساليب الإشراف التربوي(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • المناهج الحداثية وتنوع الأساليب اللغوية في النص القرآني(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • تفسير الربع الأخير من سورة يوسف كاملا بأسلوب بسيط(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الربع الأخير من سورة هود كاملا بأسلوب بسيط(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الربع الأخير من سورة يونس كاملا بأسلوب بسيط(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الربع الأخير من سورة التوبة كاملا بأسلوب بسيط(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الربع الأخير من سورة الأنفال كاملا بأسلوب بسيط(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الربع الأخير من سورة الأعراف بأسلوب بسيط(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب