• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | المكتبة المرئية   المكتبة المقروءة   المكتبة السمعية   مكتبة التصميمات   كتب د. خالد الجريسي   كتب د. سعد الحميد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    سبعون أدبا في الصحبة والسفر والعلم (PDF)
    د. عدنان بن سليمان الجابري
  •  
    شرح كتاب: فصول الآداب ومكارم الأخلاق المشروعة ...
    عيسى بن سالم بن سدحان العازمي
  •  
    كفى بالموت واعظا
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    أحكام المخابز (PDF)
    أبو جعفر عبدالغني
  •  
    "كلمة سواء" من أهل سنة الحبيب النبي محمد صلى الله ...
    محمد السيد محمد
  •  
    صفحات من حياة علامة القصيم عبد الرحمن السعدي رحمه ...
    أ. د. عبدالله بن محمد الطيار
  •  
    الأساس في أصول الفقه (PDF)
    د. عبدالله إسماعيل عبدالله هادي
  •  
    خطبة .. من سره أن يلقى الله تعالى غدا مسلما
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    الأربعون حديثا في تحريم وخطر الربا (PDF)
    طاهر بن نجم الدين بن نصر المحسي
  •  
    الله (اسم الله الأعظم)
    ياسر عبدالله محمد الحوري
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    تربية الحيوانات (بطاقة دعوية)
    د. منال محمد أبو العزائم
شبكة الألوكة / مكتبة الألوكة / المكتبة المقروءة / الرسائل العلمية / رسائل دكتوراة
علامة باركود

المنهج الدعوي في مناصحة أئمة المسلمين في ضوء الكتاب والسنة

زيد بن عبدالرحمن بن محمد العثمان

نوع الدراسة: PHD resume
البلد: المملكة العربية السعودية
الجامعة: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
الكلية: كلية الدعوة والإعلام
التخصص: الدعوة والاحتساب
المشرف: أ.د. عبد الله بن محمد المطلق
العام: 1429 هـ- 1430 هـ

تاريخ الإضافة: 26/10/2020 ميلادي - 9/3/1442 هجري

الزيارات: 10081

 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ملخص الرسالة

المنهج الدعوي في مناصحة أئمة المسلمين

في ضوء الكتاب والسنة


المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد:

 

فقد جاءت الشريعة الإسلامية كاملة تشمل كل أمور الحياة، وتنظم للعبد علاقته؛ سواء كانت مع ربه، أو علاقته مع غيره من العباد، مع تفاوت ذلك بينهم، فشرع الله النصيحة، وجعلها من الدين، فلا يكمل دين أحد ما لم يتحلَّ بها، لما يترتب عليها من أثر إيجابي على الناصح والمنصوح، وإن من أهم ما يجب على الدعاة والمصلحين معرفته وضبطه هو كيفية مناصحة أئمة المسلمين، بالطريقة التي تضمن تحقيق الهدف منها، دون أن يترتب عليها أي أثر سلبي، ويكون ذلك مبنيًا على النصوص الشرعية من الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة، فإن ذلك من أهم مقومات الأمن في الدين والدنيا، يقول الشيخ عبد الرحمن السعدي "والنصيحة لأئمة المسلمين، وهم ولاتهم من السلطان الأعظم، إلى القاضي، إلى جميع من لهم ولاية صغيرة أو كبيرة، فهؤلاء لما كانت مهماتهم وواجباتهم أعظم من غيرهم، وجب لهم النصيحة بحسب مراتبهم ومقاماتهم، وذلك باعتقاد إمامتهم، والاعتراف بولايتهم، ووجوب طاعتهم بالمعروف، وعدم الخروج عليهم، وحث الرعية على طاعتهم، ولزوم أمرهم الذي لا يخالف أمر الله ورسوله، وبذل ما يستطيع الإنسان من نصحهم، وتوضيح ما خفي عليهم فيما يحتاجون إليه في رعايتهم،كل أحد بحسب حالته، والدعاء لهم بالصلاح والتوفيق، فإن صلاحهم صلاح لرعيتهم، واجتناب سبهم والقدح فيهم، وإشاعة مثالبهم، فإن في ذلك شرًا وفسادًا كبيرًا، فمن نصيحتهم الحذر والتحذير من ذلك، وعلى من رأى منهم ما لا يحل، أن ينبههم سرًا لا علنًا، بلطف وعبارة تليق بالمقام، ويحصل بها المقصود... فإن تنبيههم على هذا الوجه فيه خير كثير، وذلك علامة الصدق المقدمة والإخلاص"[1].

 

وإن ما حصل للأمة من إشكالات وتحولات ناتج من البعد عن السير على المنهج القويم.

 

ولهذا رغبت أن يكون موضع الدراسة في مرحلة الدكتوراه تحت عنوان:

«المنهج الدعوي في مناصحة أئمة المسلمين في ضوء الكتاب والسنة». وذلك لبيان المنهج الشرعي الذي يجب أن يسير عليه كل من أراد مناصحة أئمة المسلمين؛ طاعة لله، ثم الحفاظ على ترابط الأمة، وقوة بنائها، وقطع الطريق على كل من أراد بهذه الأمة سوءًا.

 

التعريف بمفردات عنوان البحث:

عند التأمل في عنوان البحث، نجد أن هناك عددًا من المفردات تحتاج إلى بيان وتعريف، وهي كما يلي:

1) المنهح.

2) المناصحة.

3) أئمة المسلمين.

 

١- المنهج: المنهج في اللغة:

مأخوذ من مادة: نَهَجَ، والنهج: الطريق البين الواضح، ونهج لي الأمر: أوضحه، وفلان نهج سبيل فلان: سلك مسلكه، والجمع: نُهُجٌ، ومناهج.

 

وعلى هذا: فالمنهج في اللغة يعني: الطريق الواضح، ونهج وأنهج: وضح واستبان وصار نهجًا واضحًا بينًا[2].

 

وجاء في "المعجم الوسيط" ما يلي: ((والمنهج والمنهاج: الطريق الواضح، وفي التنزيل العزيز: ﴿ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ﴾ [المائدة: 48][3] والخطة المرسومة، ومنه منهاج الدراسة، ومنهاج التعليم، ونحوهما))[4].

 

يقول القرطبي: ((المنهاج: الطريق المستمر، وهو النهج، والمنهج، أي البين. وقيل: الشريعة ابتداء الطريق، والمنهاج الطريق المستمر. وقال ابن عباس والحسن [5]، وغيرهما: ﴿ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ﴾ أي: سنة وسبيلًا. وقال مجاهد [6]: الشرعة والمنهاج: دين محمد - صلى الله عليه وسلم -، وقد نسخ به كل ما سواه))[7].

 

المنهج في الاصطلاح:

عرف المنهج في علم الدعوة بأنه: الخطة أو التخطيط اللازم لشيء ما[8] أو هو: نظم الدعوة، وخططها المرسومة لها[9].

 

٢- المناصحة:

المناصحة في اللغة: مشتقة من كلمة نصح، ونصح الشيء بمعنى: خلص، والناصح: الخالص من العسل، وكل شيء خلص فقد نصح[10]، ونصحه، ونصح له ينصح -بالفتح فيهما-... والاسم: النصيحة، والنصح: الناصح، وقوم نصحاء بوزن فقهاء، ورجل ناصح الجيب أي: نقي القلب، والناصح: الخالص من كل شيء، وانتصح فلان: قبل النصيحة...واستنصحه: عده نصيحا[11].

 

وقال ابن الأثير: وأصل النصح في اللغة: الخلوص، يقال: نصحته ونصحت له[12].

 

قال النووي: يقال: هو من وجيز الأسماء، ومختصر الكلام، وليس في كلام العرب كلمة مفردة يستوفى بها العبارة عن معنى هذه الكلمة، كما قالوا في الفلاح ليس في كلام العرب كلمة أجمع لخير الدنيا والآخرة منه، وقيل: النصيحة مأخوذة من نصح الرجل ثوبه إذا خاطه، فشبهوا فعل الناصح فيما يتحراه من صلاح المنصوح له بما يسده من خلل الثوب، وقيل: إنها مأخوذة من نصحت العسل إذا صفيته من الشمع، شبهوا تخليص القول من الغش بتخليص العسل من الخلط[13].

 

قال تعالى: ﴿ وَأَنْصَحُ لَكُمْ ﴾ [الأعراف: 62]، يقول البغوي في تفسير هذه الآية: « يقال: نصحته ونصحت له، والنصح: أن يريد لغيره من الخير ما يريد لنفسه[14]. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا يؤمنُ أحدُكم حتَّى يحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسِه »[15].

 

المناصحة في الاصطلاح:

المناصحة في الاصطلاح هي: كلمة جامعة معناها: حيازة الخير للمنصوح له[16].

وقيل: هي: تحري كل فعل أو قول فيه صلاح صاحبه[17].

وقيل: هي: الدعاء إلى ما فيه الصلاح، والنهي عما فيه الفساد[18].

 

وقال محمد بن نصر المروزي: قال بعض أهل العلم: جماع تفسير النصيحة هي: عناية القلب للمنصوح له من كان[19].

 

وقال أبو عمرو بن الصلاح: النصيحة كلمة جامعة تتضمن قيام الناصح للمنصوح له بوجوه الخير إرادة وفعلًا[20].

 

وقال ابن الأثير: كلمة يعبر بها عن جملة هي إرادة الخير للمنصوح له، وليس يمكن أن يعبر هذا المعنى بكلمة واحدة تجمع معناه غيرها[21].

 

وخلاصة هذه التعاريف: أن يخلص الإنسان نيته في قوله وفعله إذا أراد أن ينصح أخاه المسلم وغيره، فلا يقصد بذلك أي غرض من أغراض الدنيا، أو الانتصار للنفس، أو الانتصار للمنصوح، وأن يبذل جهده في النصح بأن يتحرى أحسن أسلوب لديه[22] لتقديم الخير للمنصوح.

 

٣- أئمة المسلمين: أئمة المسلمين هم:

١. الخلفاء، وغيرهم ممن يقوم بأمر المسلمين من أصحاب الولايات[23].

2. علماء الدين[24].

 

التعريف الإجرائي لموضوع الدراسة؟

هو الطريق الواضح الذي يسلكه الناصح، لتقديم الخير لأئمة المسلمين، بحيث يعطي ضمانًا في بلوغ المقصد، وسلامته من الانحراف في الأداء.

 

ثانيًا: أهمية الموضوع وأسباب اختياره:

من حكمة الله تعالى أن خلق الإنسان، واستخلفه في الأرض ليعمرها، لتحقيق غاية عظمى، ألا وهي عبادته سبحانه دونما سواه، وهذه الخلافة تقتضي وجود سلطة تنظم أمور الحياة، وتسعى لحل كل ما يعيق استمرارها، قال الطرطوشي: اعلموا أرشدكم الله أن في وجود السلطان في الأرض حكمة لله تعالى عظيمة، ونعمة على العباد جزيلة، لأن الله سبحانه وتعالى جبل الخلائق على حب الانتصاف، وعدم الإنصاف، ومثلهم بلا سلطان كمثل الحوت في البحر، يزدرد [25] الكبير الصغير، فمتى لم يكن لهم سلطان قاهر؛ لم ينتظم لهم أمر، ولم يستقر لهم معاش، ولم يتهنوا بالحياة[26].

 

ويدفع أضرار الفوضى والفتن بالإمام، وبه يتحقق الأمن والاستقرار، ويعم الخير والرخاء، قال الإمام أحمد: الفتنة إذا لم يكن إمام يقوم بأمر المسلمين[27].

 

ويقول ابن المبارك[28]:

كمْ يدفعُ الله بالسلطانِ مظلمةً
في ديننا رحمةً منَّا ودُنيانا
لولا الخليفةُ لم تأمَنْ لنا سُبلٌ
وكان أضعفُنا نهبًا لأقوانا


ويقول ابن حزم: وقد علمنا بضرورة العقل وبديهته أن قيام الناس بما أوجبه الله من الأحكام عليهم في الأموال، والجنايات، والدماء، والنكاح، والطلاق، وسائر الأحكام كلها، ومنع الظالم، وإنصاف المظلوم، وأخذ القصاص على تباعد أقطارهم وشواغلهم، واختلاف آرائهم، وامتناع من تحرى في كل ذلك، ممتع غير ممكن؛ إذ قد يريد واحد، أو جماعة أن يحكم عليهم إنسان، ويريد آخر، أو جماعة أخرى ألَّا يحكم عليهم؛ إما لأنها ترى في اجتهادها خلاف ما رأى هؤلاء، وإما خلافًا مجرَّدًا عليهم، وهذا الذي لا بد منه ضرورة، وهذا مشاهد في البلاد التي لا رئيس لها، فإنه لا يقام هناك حكم حق، ولا حد، حتى قد ذهب الدين في أكثرها، فلا تصح إقامة الدين إلا بالإسناد إلى واحد أو إلى أكثر من واحد[29].

 

ويقول أبو حامد الغزالي: إن الدنيا والأمن على الأنفس والأموال لا ينتظم إلا بسلطان مطاع، فتشهد له مشاهدة أوقات الفتن بموت السلاطين والأئمة، وإن ذلك لو دام ولم يتدارك بنصب سلطان آخر مطاع؛ دام الهرج، وكان كل من غلب سلب، ولم يتفرغ أحد للعبادة والعلم إن بقي حيًا، والأكثرون يهلكون تحت ظلال السيوف، وعلى الجملة لا يتمارى العاقل في أن الخلق على اختلاف طبقاتهم، وما هم عليه من تشتت الأهواء، وتباين الآراء، لو خلوا وشأنهم، ولو لم يكن لهم رأي مطاع يجمع شتاتهم؛ لهلكوا من عند آخرهم، وهذا داء لا علاج له إلا بسلطان قاهر مطاع، يجمع شتات الآراء[30].

 

ويبين ابن تيمية  حاجة الناس إلى من يقوم على شؤونهم، ويدبر لهم أمورهم بقوله: يجب أن يعرف أن ولاية أمر الناس من أعظم واجبات الدين، بل لا قيام للدين إلا بها؛ فإن بني آدم لا تتم مصلحتهم إلا بالاجتماع؛ لحاجة بعضهم إلى بعض[31].

 

ويقول معللًا ذلك: لأن الله تعالى أوجب الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، ولا يتم ذلك إلا بقوة وإمارة، وكذلك سائر ما أوجبه من الجهاد والعدل، وإقامة الحج والجمع والأعياد، ونصر المظلوم، وإقامة الحدود لا تتم إلا بالقوة والإمارة[32].

 

ولا يتمنى زوال السلطان إلا جاهل مغرور، أو فاسق يتمنى كل محذور، فواجب على كل واحد من الرعية أن يرغب إلى الله تعالى بنصرة سلطان، وأن يبذل له نصحه[33].

 

ولهذا نجد الإسلام قد عني بهذه السلطة، واهتم بها اهتمامًا كبيرًا، فقد جعل الله طاعة ولي الأمر من طاعته سبحانه، وطاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ﴾ [النساء: 59].

 

وصاحب السلطة بشر كغيره من البشر، يعتريه من الخطأ والنسيان ما يعتريه، ولهذا احتاج إلى أناس صادقين يقدمون له النصح والمشورة، ويعينونه على القيام بهذه المهمة، ولذا بين النبي - صلى الله عليه وسلم - أهمية النصيحة بقوله: ((الدين النصيحة. قلنا: لمن؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم))[34]. وكان عمر رضي الله عنه يدرك أهمية النصيحة فيقول: رحم الله امرأ أهدى إلينا مساوئنا[35].

 

والنصيحة لأئمة المسلمين من عقيدة أهل السنة والجماعة، كما بينها ابن بطة بقوله: اعتقاد الديانة بالنصيحة للأئمة، وسائر الأمة في الدين والدنيا، ومحبة الخير لسائر المسلمين، تحب لهم ما تحب لنفسك، وتكره لهم ما تكره لنفسك[36].

 

وهي نقاء للصدر، وسلامة له من الغل والحقد، وهي وسيلة من وسائل بناء وحدة الأمة، وقوة ترابطها، يقول ابن القيم: ومناصحة أئمة المسلمين مناف للغل والغش، فإن النصيحة لا تجتمع مع الغل، فهي ضده، فمن نصح الأئمة والأمة، فقد برئ من الغل[37].

 

ويرى بعض العلماء أنها من أعظم الواجبات، ومن أقوى وسائل الإصلاح، يقول سعد بن عتيق: ومن أعظم الواجبات، مناصحة ولي أمر المسلمين، ودعوته إلى ما فيه صلاحه وفلاحه، من القيام بأمر الله، والدعوة إلى توحيده، وطاعته، وإحياء شعائر الإسلام، التي عطلت عند كيير من الرعايا[38]، فهم يتمتعون بمكانة في قلوب رعاياهم، بما يمتلكون من وسائل التأثير عليهم، من ترغيب وترهيب، فصلاحهم صلاح لرعاياهم، والنصيحة الموجهة لولي الأمر لا بد أن تكون في إطار المنهج الشرعي، حتى تؤتي ثمارها.

 

وأما أسباب اختيار هذا الموضوع فهي:

1) حاجة أئمة المسلمين إلى أناس ناصحين، يقدمون لهم الخير، ويبذلونه لهم عن طريق منهج شرعي أساسه الكتاب والسنة.

 

2) حاجة الدعاة والمصلحين إلى معرفة الطريقة الصحيحة والسليمة في مناصحة ولاة الأمر، خاصة في زماننا هذا الذي صار فيه الناس يتخبطون ما بين جاف عنه، وغال فيه، حتى وصل الأمر عند بعضهم - هدانا الله وإياهم - إلى الخروج على الحاكم؛ ظنًا منهم أن ذلك من الإصلاح.

 

3) إبراز الآثار الإيجابية المترتبة على الالتزام بالمنهج الشرعي في مناصحة أئمة المسلمين، والعمل على تنميتها حتى تصبح واقعًا في حياة الدعاة والمصلحين.

 

4) توضيح الآثار السلبية المترتبة على عدم الالتزام بالمنهج الشرعي في مناصحة أئمة المسلمين، والعمل على الحد منها حتى نصل إلى تلافيها.

 

ثالثًا: أهداف الدراسة:

تهدف هذه الدراسة للوصول إلى بيان المنهج الدعوي في مناصحة أئمة المسلمين، وذلك من خلال التعرف على الأمور الآتية:

1) مشروعية مناصحة أئمة المسلمين.

2) حكم مناصحة أئمة المسلمين.

3) أهمية مناصحة أئمة المسلمين.

4) أصناف القائمين بمناصحة أئمة المسلمين، وصفاتهم.

5) المضامين الدعوية في مناصحة أئمة المسلمين.

6) الوسائل الدعوية المشروعة والمناسبة في مناصحة أئمة المسلمين، وأساليبها.

7) عوائق مناصحة أئمة المسلمين، وسبل التغلب عليها.

8) ضوابط المنهج الدعوي في مناصحة أئمة المسلمين.

9) الآثار المترتبة على التزام المنهج الدعوي في مناصحة أئمة المسلمين.

10) أوجه الاستفادة من المنهج الدعوي في مناصحة أئمة المسلمين في العصر الحاضر.

 

رابعًا: تساؤلات الدراسة؟

تسعى هده الدراسة للإجابة على عدد من التساؤلات تتعلق بالتعرف على المنهج الدعوي في مناصحة أئمة المسلمين في ضوء الكتاب والسنة، وهي على النحو الآتي:

1) ما أهمية مناصحة أئمة المسلمين؟.

2) ما مشروعية مناصحة أئمة المسلمين؟.

3) ما حكم مناصحة أئمة المسلمين؟.

4) ما أصناف القائمين بمناصحة أئمة المسلمين؟ وما صفاتهم؟.

5) ما موضوعات مناصحة أئمة المسلمين؟.

6) ما وسائل مناصحة أئمة المسلمين؟ وما أساليبها؟.

7) ما عوائق مناصحة أئمة المسلمين؟ وما سبل التغلب عليها؟.

8) ما ضوابط المنهج الدعوي في مناصحة أئمة المسلمين؟.

9) ما الآثار المترتبة على الالتزام بالمنهج الدعوي في مناصحة أئمة المسلمين؟.

10) ما أوجه الاستفادة من المنهج الدعوي في مناصحة أئمة المسلمين في العصر الحاضر؟.

 

خامسًا: الدراسات السابقة:

من خلال زيارة عدد من المكتبات العامة، ومراكز البحوث والدراسات، وبعد الاطلاع على ما لديها من فهارس، وقواعد للمعلومات، لم أعثر على دراسة علمية وافية متخصصة تناولت المنهج الدعوي في مناصحة أئمة المسلمين في ضوء الكتاب والسنة، إنما وجدت دراسات لها علاقة بالدراسة في مجالها العام.

 

• من الدراسات التي لها علاقة بموضوع الدراسة: دراسة عطيف بعنوان: (الحسبة على ذوي الجاه وسلطان)[39]، وقد اشتملت الدراسة على مقدمة وأربعة أبواب، تناولت بشكل مباشر الحسبة على ولي الأمر، وهو الأمر بالمعروف إذا ظهر تركه، والنهي عن المذكر إذا ظهر فعله، فكان الباب الأول: تعريف الحسبة، وأركانها، وأما الباب الثاني: الحسبة على رئيس الدولة، والباب الثالث: الحسبة على موظفي الدولة، والباب الرابع: الحسبة على ذوي الجاه، وقد جعل مناصحة الخليفة من التدابير الواقية من انحرافه، وأشار إلى ذلك بإشارات؛ حيث قال: ((الكلام على مواعظ الولاة مما يطول حوله الحديث، ومما يصعب استقصاؤه على الباحثين، رغم ما ألف من مؤلفات...))؛ لذا كان حديثه عن ذلك مقتضبًا جدًا، حيث لم يتجاوز ثلاث صفحات، من ص: 200 إلى ص: 203 فقط، دون أن يبين الباحث الوسائل والأساليب، أو الضوابط في مناصحته، كما أنه لم يبين المنهج الدعوي في ذلك، وهذا الذي يسعى الباحث للوصول إليه.

 

• وحول هذا الموضوع قام العوض بتحقيق مخطوط بعنوان: (النصائح المهمة للملوك والأئمة للشيخ العلامة علي بن عطية بن الحسن الهيتي الحموي الشافعي دراسة وتحقيق)[40]، وقد احتوت الدراسة على جانبين، الجانب الأول: تحقيق المخطوط المكون من سبعة وعشرين فصلًا. والجانب الثاني: دراسة عشر مسائل متعلقة بالحسبة، هذه الدراسة تناولت عددًا من القضايا المتعلقة بالحسبة والمحتسبين على وجه العموم، ولم يأت فيها ما يتعلق بمناصحة أئمة المسلمين، والمنهج الدعوي الذي ينبغي أن يسلك فيها، ولذا يتضح عدم وجود اتفاق بين هده الدراسة والدراسة التي قمت بها - والحمد الله -.

 

• ومن الدراسات التي لها صلة بموضع دراستي، دراسة الحمدان التي بعنوان: (فقه النصيحة: دراسة دعوية ميدانية على القائمين بالحسبة في مدينة الرياض)[41]، هذه الدراسة تناولت النصيحة بمعناها العام في الجانب النظري، وقد تطرق الباحث لشيء مما له صلة بمناصحة ولاة الأمر، وذلك في المطلب الثالث من المبحث الثالث: حيث ذكر بعض أقوال أهل العلم في وجوب النصح للولاة، مع ذكره لنماذج من نصاح الولاة للأمة، ونماذج أخرى من نصائح العلماء للولاة، وذكر بعض الآداب في عشر صفحات تقريبًا، لم يوضح من خلالها كيفية مناصحة الولاة، مع وجود الحاجة الماسة لبيان ذلك، خاصة في زماننا هذا الذي كثرت فيه، وتنوعت الوسائل والأساليب المشروعة منها والممنوعة، كما لم تتطرق الدراسة للضوابط الشرعية التي يجب الالتزام بها خلال المناصحة، وقد كانت دراستي هي رسم منهج واضح بين لمناصحة أئمة المسلمين؛ أساسه الكتناب والسنة بفهم اللف الصالح لكل من أراد أن يقوم بمناصحة أئمة المسلمين، أما الجانب الميداني، فكان مجتمع الدراسة والعينة هم: مراكز هيئات الأمر بالمعروف، والنهي عن المذكر بمدينة الرياض، وكذا المقبوض عليهم، في القضايا البسيطة خلال عام 1424هـ. وقد قال الباحث عند تحديده لمشكلة البحث: ((تتحدد مشكلة هذه الدراسة في العمل على تقويم ممارسات رجال الحسبة في مدينة الرياض للنصيحة باعتبارها سلوكًا دعويًا....))، وقد استفدت من بعض الشواهد التي تناولتها هذه الدراسة.

 

سادسًا: منهج البحث:

بما أن البحث يتركز على توضيح المنهج الدعوي في مناصحة أئمة المسلمين، ببيان الوسائل والأساليب المناسبة لذلك، وما تحمله من مضامين؛ رغبة في الوصول إلى قواعد تحكم هذا المنهج، مبنية على فهم صحح للنصوص الشرعية، فإن أنسب المناهج العلمية، وأقربها للدراسة هو المنهج الكيفي[42]، وذلك لاستقراء الشواهد للوصول إلى الأدلة والبراهين المناسبة التي من خلالها استطاع الباحث تحقيق أهداف الدراسة على قدر الوسع، ولذا فإن منهجي الاستقراء والاستنباط، هما المنهجان اللذان اعتمدتهما هذه الدراسة بعد عون من الله وتوفيقه.

 

فالمنهج الاستقرائي، يعرف بأنه: هو تتبع  الجزئيات كلها أو بعضها للوصول إلى حكم عام يشملها جميعًا[43]، ولا يلزم من التتبع الاستقصاء، بل قد يكفي الباحث أن يدرس نمادج متنوعة، يستنبط منها كليات عامة[44]. والمنهج الاستنباطي، يعرف بأنه: ((الطريقة التي يقوم فيها الباحث ببذل أقصى جهد عقلي ونفسي عند دراسة النصوص؛ بهدف استخراج مبادئ مدعمة بالأدلة الواضحة))[45]

 

حيث قام الباحث باستقراء كل ما يتعلق بموضع الدراسة من نصوص الكتاب والسنة، وكذا سير سلف الأمة؛ ومن ثم النظرة الفاحصة بصورة متأنية عميقة لمحتوياتها؛ بهدف استنباط المعلومات والأفكار، والربط فيما بينها؛ ليتم استنتاج ما يتوصل به لتحقيق أهداف البحث، من أدلة وبراهين، تبرهن على إجابة أسئلة البحث[46].

 

وقد راعيت بعد توفيق الله وإعانته في هذ٥ الدراسة عدة أمور، منها:

1) كتابة الآيات بالرسم العثماني، وتم وضعها بين أقواس محلاة ﴿ ﴾ مع عزوها إلى سورها، وذكر أرقام الآيات في الهامش.

 

2) تم تخريج الأحاديث من مصادرها، مع الحرص على ذكر حكم أهل العلم من المحققين على كل حديث من أحاديث الدراسة، ما لم يكن واردًا في الصحيحين أو أحدهما؛ لتلقي الأمة لهما بالقبول.

 

3) قمت بترجمة من يحتاج إلى ترجمة للأعلام الواردة في الدراسة، وقد استثنيت من ذلك المشاهير من الصحابة رضي الله عنهم، أو ممن اشتهر بمؤلفاته ونتاجه العلمي من أعلام الإسلام قديمًا وحديثًا، أو كان من المعاصرين.

 

4) اعتمدت التوثيق العلمي لهوامش الدراسة حسب قواعد البحث العلمي المتعارف عليها، وقد التزمت عند النقل من المراجع لأول مرة أن أشير في الهامش إلى اسم الكتاب، ثم مؤلفه، ثم المحقق إن وجد، ثم الناشر، ثم بلد النشر، ثم رقم الطبعة، ثم سنة الطبع، ثم الجزء والصفحة، أو الصفحة إذاكان الكتاب مجلدًا واحدًا.

 

5) عند النقل المباشر من المرجع أذكر المرجع والمؤلف مباشرة، وعند النقل، وفيه بعض التصرف، يسبق المرجع والمؤلف قول انظر في الهامش.

 

6) وقد حرصت على إيراد أكثر من مرجع للمعلومة الواحدة، رغبة في الإثراء المعرفي.

 

7) قد تتكرر بعض الشواهد في أكثر من موضع، وذلك لاشتماله على أكثر من وجه للاستشهاد والدلالة.

 

8) تم- بحمد الله- وضع فهارس علمية شاملة للدراسة، وكانت على النحو الآتي:

• فهرس الآيات القرآنية الكريمة.

• فهرس الأحاديث النبوية الشريفة.

• فهرس الأعلام.

• فهرس القوافي.

• فهرس المفردات الغريبة.

• ثبت المصادر والمراجع.

• فهرس المحتويات.

 

سابعًا: تقسيمات الدراسة:

المقدمة، وتتضمن:

أولًا: التعريف بمفردات عنوان الدراسة.

ثانيًا: أهمية الموضوع وأسباب اختياره.

ثالثًا: أهداف الدراسة.

رابعًا: تساؤلات الدراسة.

خامسًا: الدراسات السابقة.

سادسًا: منهج الدراسة.

 

الفصل التمهيدي: مشروعية مناصحة أئمة المسلمين، وأهميتها.

المبحث الأول: مشروعية مناصحة أئمة المسلمين.

المبحث الثانى: أهمية مناصحة أئمة المسلمين.

 

الفصل الأول: أصناف القائمين بمناصحة أئمة المسلمين وصفاتهم.

المبحث الأول: أصناف القائمين بمناصحة أئمة المسلمين.

المبحث الثانى: صفات القائمين بمناصحة أئمة المسلمين.

 

الفصل الثانى: موضوعات مناصحة أئمة المسلمين.

المبحث الأول: موضوعات مناصحة أئمة المسلمين المتعلقة بذواتهم.

المبحث الثاني: موضوعات مناصحة أئمة المسلمين المتعلقة بغيرهم.

 

الفصل الثالث: وسائل مناصحة أئمة اسلمين وأساليبها.

المبحث الأول: وسائل مناصحة أئمة المسلمين.

المبحث الثاني: أساليب مناصحة أئمة المسلمين.

 

الفصل الرابع: عوائق مناصحة أئمة المسلمين، وسبل التغلب عليها.

المبحث الأول: عوائق مناصحة أئمة المسلمين.

 

الفصل الخامس: ضوابط المنهج الدعوي في مناصحة أئمة المسلمين.

المبحث الأول: الضوابط العامة للمنهج الدعوي في مناصحة أئمة المسلمين.

المبحث الثاني: الضوابط الخاصة للمنهج الدعوي في مناصحة أئمة المسلمين.

 

الفصل السادس: الآثار المترتبة على الالتزام بالمنهج الدعوي في مناصحة أئمة المسلمين، وأوجه الاستفادة منه في العصر الحاضر.

المبحث الأول: الآثار المترتبة على الالتزام بالمنهج الدعوي في مناصحة أئمة المسلمين.

المبحث الثاني: أوجه الاستفادة من المنهج الدعوي في مناصحة أئمة المسلمين في العصر الحاضر.

 

الخاتمة: وفيها أهم النتائج، والتوصيات.

 

الخاتمة:

الحمد لله الذي بنعمته تتنم الصالحات، أحمده، وأشكره، وأثني عليه الخير كله، وأصلي وأسلم على خير البرية، المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه، ومن سار على نهجه، وأقتفى أثره إلى يوم الدين أما بعد.

 

فبفضل الله ومنته انتهيت من هذا البحث الموسوم (بالمنهج الدعوي في مناصحة أئمة المسلمين في ضوء الكتابة والسنة) بعدما عشت معه زمنًا أقلب صفحاته، وأتنقل بين فصوله ومباحثه، وصرت أتعمق في النظر والتأمل، وأتقصى الشواهد وأحلل مدلولاتها، حتى وصلت إلى نهايته بعد إعانة من الله وتوفيقه، وخلصت إلى بعض النتائج التي من أبرزها:

1) أن مفهوم النصيحة لأئمة المسلمين هو: حب الخير لهم، وتقديمه لهم، ودعوتهم إليه، وكره حصول الشر لهم، وتحذيرهم منه، لأن أصل النصح هو الخلوص، والصفاء، والصدق، وعدم الغش.

 

2) أن النصيحة لأئمة المسلمين دين ندين الله به بنص الكتاب والسنة، وهو مذهب أهل السنة والجماعة.

 

3) أن لنصيحة أئمة المسلمين أهمية، منها ما يعود لمن يباشر النصيحة، ومنها ما يعود لهم.

 

4) أن حكم النصيحة لأئمة المسلمين منها ما هو فرض عين، ومنها ما هو واجب، ومنها ما هو فرض كفاية.

 

5) أن من حق أئمة المسلمين على رعيتهم النصيحة لهم، ومن يباشر ذلك أصناف وضروب، كل بحسب مكانته وعلمه.

 

6) ينبغي لمن اتصل بأئمة المسلمين لمناصحتهم أن يتصف بصفات علمية سلوكية حتى يحقق الهدف الذي من أجله اتصل بهم.

 

7) أن موضوعات النصيحة متعددة ومتنوعة حسب ما يحتاجونه من أمور الدين والدنيا.

 

8) أن هناك وسائل قولية، وأخرى فعلية تحقق النصيحة لهم.

 

9) أن الأساليب تتنوع حسب ما يقتضيه الحال والزمان.

 

10) أن مناصحة أئمة المسلمين كغيرها من الأعمال الدعوية التي لا تخلو من وجود معوقات تكون سببًا في تعثرها، أو سببًا في ضعف نتائجها الإيجابية، إلا أن هناك عدة سبل يستطيع الناصح من خلالها التغلب عليها.

 

11) أن للمنهج الدعوي في مناصحة أئمة المسلمين ضوابط عامة وأخرى خاصة هي أساس لبنائه وقد يختل المنهج بفقد أحدها أو ضعفه.

 

12) أن للالتزام بالمنهج الدعوي في مناصحة أئمة المسلمين آثارًا إيجابية، فهي تحافظ على وحدة الأمة، وتقوي العلاقة بين الحاكم والمحكوم، وتزيد في هيبة الأمة، وتحافظ على مكتسباتها.

 

13) أنه في وقت الحاضر استحدثت أساليب جديدة لتغيير المنكر مخالفة للمنهج الدعوي الصحيح كالمظاهرات، والإضرابات، والإعتصامات، والتفجيرات.

 

14) قامت المملكة العربية السعودية بجهود لرد القلوب النافرة بوأد الفتنة في مهدها، ومناصحة من يلزم مناصحته ممن يتم القبض عليه، مع بببان الموقف الشرعي منها رسميًا وغير رسمي.

 

وبعد عرض موجز لأهم النتائج التي أظهرتها الدراسة فإن الباحث يوصي بما يأتي:

1) أوصي إخواني الدعاة والمصلحين بتوثيق الصلة بأئمة المسلمين مع التزام المنهج الصحيح في مناصحتهم فهو السبيل للإصلاح.

 

2) كما أوصي إخواني الدعاة والمصلحين باقتفاء آثار علماء الأمة الصادقين وما قدموه من نماذج في كيفية التعامل مع أئمة المسلمين.

 

3) إجراء دراسة علمية تأصيلية وميدانية عن أساليب تغيير المنكر في العصر الحاضر.

 

4) إجراء دارسة علمية تبرز جهود المملكة في وأد الفتنة ورد القلوب النافرة، وتقديمها لأن تكون نموذجًا يستفاد منه.

 

5) أوصي الجهات التعليمية بتعليم الناشئة وتدريسهم علاقة الحاكم بالمحكوم وما يلزم من طاعة ولاة الأمور، مع بيان خطورة الخروج عليهم وما يترتب على ذلك من مفاسد.

 

6) أوصي الجهات الإعلامية المرئية منها والمسموعة وكذلك المقروءة بنشر وإبراز محاسن ولاة الأمور بين أوساط الرعية، وتبرير ما قد يساء الظن بهم، وكشف ما قد يلتبس على الرعية مما ينتج عنه كره ولاة الأمور، مع الحرص على عدم المبالغة أو الكذب في ذلك.

 

وفي الختام فإني لا أدعي كمالًا فيما كتبت، ولكن حسبي من ذلك ما بذلته من جهد، ومهما يكن من أمر فإن التقصير والخلل وارد في عمل البشر، قال الإمام المزني: قرأت الرسالة على الشافعي ثمانين مرة فما من مرة إلا وكان يقف على خطأ، فقال الشافعي: هيه أبى الله أن يكون كتابًا صحيحًا غير كتابه[47]، وقال القاضي عبد الرحيم البيساني العماد الأصفهاني: إني رأيت أنه لا يكتب إنسان كتابًا في يومه إلا قال في غده: لو غيرت هذا لكان أحسن، ولو زيد كذا لكان يستحسن، ولو قدم هذا لكان أفضل، ولو ترك هذا لكان أجمل، وهذا من أعظم العبر، وهو دليل على استيلاء النقص على جملة البشر[48]، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.



[1] الرياض الناضرة والحدائق النيرة الزاهرة في العقائد والفنون المتنوعة الفاخرة، الشيخ عبدالرحمن السعدي، الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد - الإدارة العامة للطبع والترجمة، الرياض، سنة الطبع 1405 هـ، ص: 38-39.

[2] انظر: لسان العرب، أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم بن منظور الإفريقي المصري، دار صادر، بيروت، الطبعة الأولى، بدون سنة الطبع، مادة ((نهج))، 2 / 383.

[3] سورة المائدة، آية: (48).

[4] انظر: المعجم الوسيط، إبراهيم مصطفى وآخرون، المكتبة الإسلامية، إستانبول، الطبعة الثانية، مادة: ((نهج))، 2 /957.

[5] الحسن بن أبي الحسن يسار البصري؛ أبو سعيد، مولى زيد بن ثابت، وقيل: جابر بن عبد الله، وقيل: أبو اليسر، ولد لسنتين بقيتا من خلافة عمر، قال أبو بردة: أدركت الصحابة فما رأيت أحدًا أشبه بهم من الحسن. وقال سليمان التيمي: الحسن شيخ أهل البصرة. مات في رجب سنة عشر ومائة (طبقات الحفاظ، لأبي الفضل جلال الدين عبد الرحمن السيوطي، تحقيق: علي محمد عمر، مكتبة وهبة، القاهرة، الطبعة الأولى، 1393هـ، ص: 28).

[6] هو: مجاهد بن جبر، وقد قيل: بن جبير، مولى عبد الله بن السائب القارئ، كنيته: أبو الحجاج، وقد قيل: أبو محمد، كان مولده سنة إحدى وعشرين، وكان من العباد والمتجردين في الزهد مع الفقه والورع، مات بمكة وهو ساجد سنة ثتتين أو ثلاث ومائة (مشاهير علماء الأمصار، لأبي حاتم محمد بن حبان البستي، تحقيق : م. فلايشهمر، مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر، القاهرة، بدون ذكر الطبعة، سنة الطبع، 1379هـ- ص: 82).

[7] الجامع لأحكام القرآن، لأبي عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الخامسة، 1417هـ، 137/6.

[8] مناهج الدعوة وأساليبها، المستشار علي جريشة، دار الوفاء، جدة، الطبعة الأولى، 1407هـ، ص:16.

[9] انظر: المدخل إلى علم الدعوة، محمد أبو الفتح البيانوني، مطبوعات إدارة الشؤون الإسلامية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، قطر، الطبعة الرابعة، 1418هـ، ص45.

[10] لسان العرب، ابن منظور، مادة ((نصح))، 1 /615.

[11] مختار الصحاح، محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي، إخراج: دائرة المعاجم في مكتبة لبنان، مكتبة لبنان، بيروت، بدون ذكر الطبعة، مادة ((ن ص ح)) ص: 0276.

[12] النهاية في غريب الحديث الأثر، للإمام ابن الأثير، تحقيق: طاهر أحمد الزاوي ومحمود محمد الطناحي، المكتبة العلمية، بيروت، بدون ذكر الطبعة، ولا سنة الطبع، مادة ((نصح)) 5 /63.

[13] صحيح مسلم بشرح النووي، محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف النووي، إشراف: حسن عباس قطب، دار عالم الكتب، الرياض، الطبعة الأولى، 1424هـ، 2 /38.

[14] تفسير البغوي المسمى بمعالم التنزيل، لأبي محمد الحسين بن مسعود البغوي، دار ابن حزم، بيروت، الطبعة الأولى، 1423هـ- ص:469.

[15] صحيح البخاري، أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، دار السلام، الرياض، الطبعة الأولى، 1417هـ، كتاب: الإيمان، باب: من الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه، رقم الحديث ((13))، ص: 7، وصحيح مسلم، أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار الكتب العلمية، بيروت، بدون ذكر الطبعة، سنة الطع، 1413هـ، كتاب: الإيمان، باب: الدليل على أن من خصال الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لسه من الخير، رقم الحديث ((45))، 1/ 67.

[16] معالم السنن، أبو سليمان حمد بن محمد الخطابي، اعتنى به: الأستاذ: عبد السلام عبد الشافي محمد، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، 1411هـ، 4 /117.

[17] مفردات ألفاظ القرآن، الراغب الأصفهاني، تحقيق صفوان عدنان داوودي، الدار الشامية، بيروت - دار القلم، دمشق، الطبعة الثانية، 1418هـ، مادة ((نصح))، ص: 808.

[18] التعريفات، علي بن محمد بن علي الجرجاني، تحقيق: إبراهيم الأبياري، دار الكتاب العربي، بيروت، الطبعة الثانية، 1418هـ، ص: 309.

[19] تعظيم قدر الصلاة، محمد بن نصر المروزي، مكتبة الدار، المدينة المنورة، الطبعة السادسة، 1406هـ 2/ 691.

[20] صيانة صحيح مسلم من الإخلال والغلط، وحمايته من الإسقاط والسقط، لأبي عمرو بن الصلاح، تحقيق: موفق بن عبد الله بن عبد القادر، دار الغرب الإسلامي، بيروت، الطبعة الثانية، 1408هـ، ص: 221.

[21] النهاية في غريب الحديث والأثر، للإمام ابن الأثير، مادة ((نصح))، 63/5.

[22] النصيحة ((شروطها وضوابطها))، د. عبد العزيز المسعود، دار الوطن، الرياض، الطبعة الأولى، 1414هـ، ص: 10.

[23] صحيح مسلم بشرح النووي، 2/ 39.

[24] المرجع السابق، 2/ 39.

[25] بمعنى ابتلعه يقال: زرد الشيء واللقمة بالكسر زردًا وزرده وازدرده زردًا ابتلعه (لسان العرب، ابن منظور، مادة (( زرد ))، 3 /194.

[26] سراج الملوك، أبو بكر محمد بن الوليد الفهرى الطرطوشي، تحقيق: محمد فتحي أبو بكر، تقديم: د.شوقي ضيف، الدار المصرية اللبنانية، القاهرة، الطبعة الثانية، 1427 ش، 1 /198.

[27] طبقات الحنابلة، أبو الحسين محمد بن أبي يعلى، دار المعرفة، بيروت، بدون ذكر الطبعة ولا سنة الطبع، 1/ 311.

[28] الآداب الشرعية، أبو عبد الله محمد بن مفلح المقدسي، تحقيق: شعيب الأرنؤوط وعمر القيام، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الثانية، 1417هـ، 1 /197.

[29] الفصل في الملل والأهواء والنحل، أبو محمد علي بن أحمد المعروف بابن حزم، تحقيق: د. محمد إبراهيم نصر ود. عبد الرحمن عميرة، شركة عكاظ، جدة، الطبعة الأولى، 1402هـ، 4 /149-150.

[30] الاقتصاد في الاعتقاد، أبو حامد الغزالي، تحقيق: د. إبراهيم آكاه ود. حسين أتاي، بدون ذكر الناشر، بدون ذكر الطبعة، سنة الطبع 1962م، ص (236).

[31] مجمع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية، جمع وترتيب الشيخ: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم، وساعده ابنه محمد، طباعة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، المدينة المنورة، بدون ذكر الطبعة، وسنة الطبع، 1416هـ، 28/ 390.

[32] مجمع الفتاوى، ابن تيمية، 28/ 390.

[33] سراج الملوك، الطرطوشي، 1 /200، وطاعة السلطان وإغاثة اللهفان، أبو عبد الله صدر الدين محمد بن إبراهيم السلمي المناوي، تحقيق: أسعد محمد الطيب، دار ابن حزم، بيروت، الطبعة الأولى، 1420 هـ، ص: 30.

[34] صحيح مسلم، كتاب: الإيمان، باب: بيان أن الدين النصيحة، رقم الحديث ((55)) 1 /74.

[35] نصيحة الملوك، أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي، تحقيق الشيخ خضر محمد خضر، مكتبة الفلاح، الكويت، الطبعة الأولى، 1403هـ، ص44.

[36] الشرح والإبانة على أصول السنة والديانة، أبو عبد الله عبيد الله بن بطة العكبري، تحقيق د. رضا نعسان معطي، مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنورة، الطبعة الأولى، 1423هـ، ص: 308.

[37] مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة، شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر المعروف بابن قيم الجوزية، تحقيق: عامر بن علي ياسين، دار ابن خزيمة، الرياض، الطبعة الأولى، 1427هـ، 1/ 229.

[38] المجمع المفيد من رسائل وفتاوى الشيخ سعد بن حمد بن عتيق، جمع وترتيب: إسماعيل بن عتيق، الرياض، دار الهداية، بدون ذكر الطبعة، 1403هـ، ص 98-100.

[39] وهي عبارة عن بحث لنيل درجة ماجستير من المعهد العالي للدعوة الإسلامية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض عام 1402هـ. من إعداد الطالب: محمد بن حسن بن إسماعيل عطيف.

[40] تأليف الشيخ العلامة علي بن عطية بن الحسن الهيتي الحموي الشافعي المعروف بالشيخ علوان، وهي عبارة عن رسالة لنيل دوجة الماجستير من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض عام 1418-1419هـ دراسة وتحقيق الطالب: موفق بن عبد الله العوض.

[41] وهي عبارة عن رسالة ماجستير من قسم الدعوة والاحتساب بكلية الدعوة والإعلام بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عام 1425هـ، من إعداد الطالب: عبد العزيز الحمدان.

[42] ونعني به: التركيز في معالجة التجارب الواقعة والأحداث الجارية سواء في الماضي أو الحاضر، على ما ندركه منها ونفهمه، ونستطيع تصنيفه، ولمح العلاقات التي يمكن ملاحظتها ملاحظة عقلية. (انظر: تصميم البحوث الاجتماعية، حسن الساعاتي، دار النهضة العربية، بيروت، سنة الطبع، 1982م، ص: 163-164).

[43] ضوابط المعرفة وأصول الاستدلال والمناظرة، د. عبد الرحمن بن حسن حبنكة الميداني، دمشق، دار القلم الطبعة الثالثة، 1408هـ، ص :188.

[44] المرجع السابق، ص192.

[45] المرشد في كتابة الأبحاث، د. حلمي فودة و د. عبد الرحمن صالح، جدة، دار الشروق، الطبعة السادسة 1411 هـ ص 42.

[46] انظر: المدخل إلى البحث في العلوم السلوكية، د. صالح بن حمد العساف، مكتبة العبيكان، الرياض، الطبعة الأولى 1416 هـ .ص 206.

[47] كشف الأسرار عن أصول فخر الإسلام البزدوي، علاء الدين عبد العزيز البخاري، تحقيق: محمد المعتصم بالله البغدادي، دار الكتاب العربي، بيروت، الطبعة الأولى، 1411هـ، 1/ 19.

[48] كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، مصطفى بن عبد الله القسطنطيني الرومي المعروف بحاجي خليفة، دار الكتب العلمية، بيروت، بدون ذكر الطبعة، 1413هـ، 1 /18.





 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • شرح كتاب المنهج التأصيلي لدراسة التفسير التحليلي (المحاضرة العاشرة: أضواء على المنهج العقدي في وصايا لقمان)(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • مدلول المنهج والتواصل والحوار اللغوي والاصطلاحي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المنهج التاريخي: نشأته وتقاطعاته مع المنهج الوصفي(مقالة - حضارة الكلمة)
  • المنهج التاريخي عند المؤرخين العراقيين في القرن الثالث الهجري: المنهج الحولي والموضوعي نموذجا (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • معوقات تطبيق المنهج الدعوي كما بينتها سورة الحجرات(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • المنهج الدعوي عند الصوفية: عرض ونقد (PDF)(كتاب - آفاق الشريعة)
  • المنهج الدعوي في تفسير ابن عاشور بالتطبيق على سورة الإسراء (دراسة استنباطية تحليلية) (PDF)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • المنهج الدعوي المستفاد من آيات الجنوح إلى السلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المنهج الدعوي المستفاد من عوامل النصر في بدر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سيد المناهج (المنهج الوصفي)(مقالة - حضارة الكلمة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب