• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات   بحوث ودراسات   الملف الصحفي   مواد مترجمة   كتب   صوتيات  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    ملف تفاعلي لكل بيت مسلم (PDF)
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    بطاقة: الرقية بالقرآن الكريم
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    بطاقة: أذكار الصباح والمساء
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    بطاقة: الرقية بالسنة النبوية
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    تيسير السيرة على صاحبها أزكى الصلاة وأتم السلام ...
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    القيادة الإدارية من المنظور الإسلامي والإداري ...
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    دليل المعتمر (PDF)
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    الرقية الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية ...
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    خلق المسلم (PDF)
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    أخلاقيات الإدارة من المنظور الإسلامي والإداري ...
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    الرقية الشرعية الموجزة
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    الرقية الشرعية المتوسطة
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    دليل الحاج، ويليه: دليل الحاج المصور (PDF)
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    ورد اليوم والليلة (PDF)
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    الجريسي: سيرة ومسيرة عبدالرحمن بن علي الجريسي ...
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    الرقية الشرعية من القرآن الكريم
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. حسني حمدان الدسوقي حمامة / بحوث ودراسات
علامة باركود

التفسير العلمي ووجوه إعجاز القرآن الكريم

د. حسني حمدان الدسوقي حمامة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 3/5/2014 ميلادي - 3/7/1435 هجري

الزيارات: 141737

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التفسير العلمي ووجوه إعجاز القرآن الكريم


التفسير العلمي ضرورة أساسية لفَهم جميع آيات القرآن التي تتحدث عن آفاق الكون، وخبايا الكائنات والنفس البشرية، ومِن ثَمَّ فقد عجبت عجبًا شديدًا من معارضي التفسير العلمي للقرآن الكريم.

 

إن الحرف "كيف" الذي ورد في القرآن 83 مرة، يشير في عشرات المواضع إلى استخدام وسائل الإدراك والعلم في معرفة كيف خلقت ظواهر الكون المختلفة، كيف يفهم المسلم الكثير من آيات الله دون التفسير العلمي لها؟

خُذ على ذلك مثالاً أمثلة أخرى: والمثال هو كيف نفهم قول الله عز وجل:

﴿ أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ ﴾ [الغاشية: 17 - 20].

 

قد يقول قائل يكفى النظر بالعين؟ نقول نعم يكفي بشرط ألا يكون هناك أي طريق للإدراك غير العين، ومن المؤكد أن طالب كلية الطب البيطري، وطالب قسم علم الحيوان، سيكون عنده فَهْم لآية ﴿ أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ﴾ أعمق من فَهْم آلاف الناس ممن لا علمَ لهم عن، وكذا الحال مع آية رفع السماء؛ حيث يحتاج فَهمها إلى دارس علم الفلك أكثر من الشعراء الذين يُحلقون في جمال زرقة السماء.

 

إن فَهم طريقة نصب الجبال تحتاج من دارس علم الأرض إلى الإلمام الكافي بحوالي نصف دستة من علوم الأرض المختلفة، ولعل قائل يقول: كل شيء كان هينًا، وقد فهم العرب الخُلَّص حقيقة الآيات السابقة دون حاجتهم إلى علوم اليوم، نقول: حتى هؤلاء العرب كان الأكثر فهمًا للآيات هم الأكثر دراية بعلم عصرهم، وأن الآية باقية مع بقاء النص القرآني المحفوظ، ولن يفهم كمال مراد الله للآيات السابق ذكرها إلا مَن درس علوم الأحياء والكون والأرض، وقِس على ذلك جميع الآيات التي تتحدث عن الفلك والطب والجيولوجيا وغيرها من العلوم التجريبية.

 

وأستطيع أن أعرض مئات الأمثلة التي تدل على حتمية التفسير العلمي لآيات الكون والنفس في القرآن الكريم.

 

ولعل قائل يقول: إن العلم متغير والنص القرآني خالد، وليس من الحكمة أن نفسِّر الثابت بالمتغير.

 

وهذا كلام لا بأس به، ولكن يجب أن نضع في الاعتبار أن حقائق العلم متطورة، وأن القرآن وهو علم الله يحيط بجميع العلم، ومِن ثَمَّ فالقرآن يحتوي على تطور العلوم عبر كل الزمان وكل المكان وكل العقول.

 

ألم نقول من قبل: إن القرآن يقود والعلم يقاد، وأن غاية شرف العلم أن بثبت نفسه في القرآن، والحقيقة أنه لا ولن توجد أزمة إطلاقًا بين النص العلمي الصحيح والنص القرآني المقدس، وإذا كان القرآن يحوي أكثر من ألف آية تتحدث عن الكونيات وكافة العلوم التجريبية؛ فإن من الحكمة إلقاء الضوء على إشارات القرآن العلمية؛ ليطمئن قلب المؤمن، وليقام الدليل على جحود الكافر، وليصحح العلم مسارة؛ ليكون نافعًا للبشرية وعمارة الكون، ولا يمكن للمسلمين أن يتعاملوا مع القرآن كمثل اليهود الذين تعاملوا مع التوراة تعاملاً غير لائق؛ كما وصفهم الله في قوله تعالى: ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الجمعة: 5].

 

بل سيكون تعامُلنا مع القرآن كما تعامل أبينا إبراهيم عليه السلام مع ملكوت السموات في قول الحق تبارك وتعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ * فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ * فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ * فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ ﴾ [الأنعام: 75 - 78].

 

وستكون محاولتنا في البحث عن العلم في القرآن مدخلاً لاطمئنان الإيمان في قلوبنا، وذلك اقتداءً بأبينا إبراهيم أيضًا حينما قال: ﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [البقرة: 260].

 

ولم يدخل مصطلح إعجاز القرآن ساحة الفكر الإسلامي في عهد النبي ولا التابعين، وكانت كلمة آية تقوم مقام الإعجاز، وحول مسألة الإعجاز العلمي للقرآن نجد فريقين: فريق يرى أن القرآن معجزة ببيانه فحسب، وفريق يرى تعدُّد وجوه إعجاز القرآن، ومع إلمامي بالشيء غير اليسير حول قضية المؤيدين والمعارضين للإعجاز العلمي للقرآن، إلا أني أرى أنها قضية جدلية تجاوزتها حاجة الدعوة، خاصة ونحن ندعو إلى تجديد الخطاب الديني من أجل الحوار مع أنفسنا، ومع الآخر من غير المسلمين، ولا يمكن لعاقل أن يعرض عن العلم في القرآن بدعوى التمسك بعدم المساس بقدسية النص، فالعلم القرآني الثابت يضفي على النص القرآني قدسيته وجلاله، ومِن ثَمَّ فلن أخوض في تلك القضية، ويكفى أن أحيل القارئ إلى رسال الدكتوراه التي أعدها الدكتور أحمد عمر أبو حجر، والتي عنوانها: "التفسير العلمي في الميزان"، ومع أن أروع وجه للإعجاز القرآني هو بيانه، إلا أنني أُنبه إلى أن الإعجاز البياني وهو يشمل كل القرآن، جاء أيضًا معبرًا عن مضمون وفكر، وكما قال العلماء: لفظ جامع، وفكر شامل.

 

وقبل السباحة في بحور الإعجاز العلمي في القرآن الكريم الزاخر بالدرر واللآلئ، أشير إلى التحدي الذي وقف أمامه العرب والعجم موقف العاجز، فلم ولن يستطيعوا معارضته، قد مر التحدي بمراحل خمسة، وتلك هي:

المرحلة لأولى: الإتيان بمثل القرآن: ﴿ أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لَا يُؤْمِنُونَ * فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ ﴾ [الطور: 33، 34]، عجزوا عن ذلك.

 

المرحلة الثانية: الإتيان بعشر سور مثل القرآن: ﴿ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾[هود: 13]، عجزوا عن ذلك.

 

المرحلة الثالثة: الإتيان بسورة مثل القرآن: ﴿ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [يونس: 38].

 

المرحلة الرابعة: الإتيان بسورة تشبه القرآن: ﴿ وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 23، 24]، وهذا التحدي موجه إلى الناس جميعًا، ويثبت القرآن هنا العجز المطلق للناس عن الإتيان بذلك الأمر.

 

المرحلة الخامسة: مرحلة التحدي المطلق للإنس والجن: ﴿ قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ﴾ [الإسراء: 88].

 

ومَن يتابع شبكة المعلومات (الإنترنت)، يشعر بالرثاء قبل الغثيان من الحاقدين على الإسلام والقرآن، رثاء على أغبياء يحاولون تأليف ما أسموه سور محاكين القرآن، وهيهات هيهات، فكلامهم جاء ركيكًا، والمعان جاءت ضحلة تافهة، ومن الأسف كل الإسف أن يسعى أعداء الإسلام إلى تأليف "فرقان أمريكي" حسب زعمهم، يتكون من 120 جزءًا، ونسي هولاء الأغبياء الماكرين أن الله مخزيهم، ويصدق فيهم قول الحق تبارك وتعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ * لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ * قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ * وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ ﴾ [الأنفال: 36 - 40].

 

وقد وجد العرب وغيرهم القرآن معجزًا من عدة وجوه؛ من حيث تعرُّضه للحقائق التاريخية؛ فإن حديث القرآن عن الإخبار بالماضي مُنزه عن الخطأ، ففي الوقت الذي أنكر البعض عادًا وثمود، تبين بعد ذلك أن عادًا ((Aadita وثمود (Thamodida) مذكورتان في تاريخ بطليموس، وأن اسم عاد مقرون باسم إدراميت في كتب اليونان، ومن المعتقد أن إدراميت هى إرم كما يسميها القرآن. وقد عثر التشيكى موزيل على هيكل منقوش عليه بالنبطية واليونانية ما فيه إشارة إلى قبائل ثمود، كما كشفت النقوش الآثارية عن اسم أبرهة على خرائب سدِّ مأرب ملقبًا بالأمير الحبشي ملك الحبشة وسبأ وريدان، وحضرموت واليمامة وعرب الوعل والسهل.

 

كما أن القرآن معجز في كشفه عن حجب المستقبل، ومن الأمثلة على ذلك إخبار القرآن بعصمة الرسول من الناس في قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴾ [المائدة: 67].

 

وتحقق دخول المسجد الحرام آمنين: ﴿ قَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا ﴾ [الفتح: 27].

 

وغلبة الروم الفرس بعد هزيمتهم في بضع سنين، بينما كانت إمبراطورية الروم في أضعف حالاتها؛ ﴿ الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الروم 1: 6].

 

وجاء القرآن معجزًا؛ من حيث تعرضه لأهل الكتاب وما حرَّفوه في كتبهم أو أخفوه، وتلك أمثلة من أي القرآن: ﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴾ [النمل: 76]، ﴿ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ ﴾ [المائدة: 15].

 

﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [المائدة: 41].

 

وجوه الإعجاز:

القرآن معجز في كل شيء، ونظرًا لجهد المقل، فسأحدد أوجه الإعجاز الشائعة التي يتناولها المهتمون بذلك المجال، وقد أسهب البعض فعدوا قرابة ثلاثين وجهًا، ومن الوجوه التي ذكروها:

1- الإعجاز بالنظم.

2- الإعجاز بالأسلوب.

3- الإعجاز بعدم التناقض.

4- أخبار الماضي.

5- أخبار المستقبل.

6- الإعجاز التاريخي.

7- الإعجاز الأخلاقي.

8- الإعجاز النفسي.

9- الإعجاز الروحي.

10- الإعجاز التشريعي.

11- الإعجاز العلمي.

12- الإعجاز العددي.

13- الإعجاز التربوي.

 

وتوجد علاقات متداخلة بين بعض تلك الوجوه؛ كما هو الحال في الإعجاز النفسي والروحي، والإعجاز الخلقي والتربوي والتشريعي، والأسلوب والنظم والإعجاز البياني، وبما أن كل وجه من الوجوه يعد علمًا أو مجموعة علوم معًا؛ فإن الإعجاز العلمي يشمل كل وجوه إعجاز القرآن؛ لأن الله وصف كتابه العزيز قائلاً: ﴿ لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا ﴾ [النساء: 166].

 

ولولا شيوع مصطلح الإعجاز العلمي؛ ليعبر عن حقائق العلم في القرآن في السموات والأرض والأحياء، لفضلت استخدام مصطلح الإعجاز الكوني عوضًا عن الإعجاز العلمي؛ وذلك لأن المصطلح الأخير يشمل كل وجوه إعجاز القرآن.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • إعجاز علمي أم مصدقات القرآن العلمية؟!
  • ركيزتان للإعجاز العلمي في القرآن
  • الشيخوخة

مختارات من الشبكة

  • شرح كتاب المنهج التأصيلي لدراسة التفسير التحليلي (المحاضرة الثالثة: علاقة التفسير التحليلي بأنواع التفسير الأخرى)(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • كتب علوم القرآن والتفسير (2) أصول التفسير(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • صدر حديثاً (التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم) لنخبة من علماء التفسير في 10 مجلدات(مقالة - موقع الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري)
  • تفسير قوله تعالى: (يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم ...)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • نسخ التفسير القديمة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أسرار الشهادتين في التفسير المأثور لحسين إسماعيل الجمل(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مفسر وتفسير: ناصر الدين ابن المنير وتفسيره البحر الكبير في بحث التفسير (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • شرح كتاب المنهج التأصيلي لدراسة التفسير التحليلي (المحاضرة السادسة: تابع منهج الإمام الطبري في التفسير)(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • شرح كتاب المنهج التأصيلي لدراسة التفسير التحليلي (المحاضرة الرابعة: مكانة التفسير التحليلي)(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • شرح كتاب المنهج التأصيلي لدراسة التفسير التحليلي (المحاضرة الثانية: التعريف بالمنهج التأصيلي لدراسة التفسير التحليلي)(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)

 


تعليقات الزوار
1- تعليق على البحث
جودت منصور - فلسطين 06-05-2014 07:57 PM

الحقيقة أن تحدي القرآن لمنكري الوحي والنبوة كان من صميم اللغة القرآنية التي تشمل في معانيها حقيقة الأشياء عندما يصفها والله تعالى يقول:{..وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ }فاطر14 فالله الخبير يعلم حقائق الأشياء التي يخبرنا عنها , في حين أن الذي سيحاول أن يقول بمثل ما يقول به القرآن فإن معرفته للأشياء معرفة سطحية فمهما كان تعبيره وقدرته على المعرفة فإنه لا يتجاوز الخيال الدماغي لذلك سيعجز عن الإتيان ولو بأصغر سورة من القرآن.
لذلك فإن التحدي اللغوي هو الشامل لجميع أأوجه التحدي سواء علمية أو غير ذلك من الثلاثة عشرة وجها للتحدي المذكورة في البحث.
خذ لذلك مثلاً:
قال تعالى: {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ }الأنبياء30
فما معنى الفتق والرتق والذين كفروا ومعنى وجعلنا من الماء كل شيء حي . فجميعها وإن كان لها مدلولات علمية فهي معبر عنها وفقا للمفهوم الإنساني لها والمفهوم الإنساني مهما كان قويا إلا أنه مفهوم سطحي جائنا من تصورات أدمغتنا.
بينما المعاني القرآنية هي معاني قالها الله تعالى وهو الذي يحثنا كي نتعمق في فهم المعنى اللغوي أولا وأخيرا حتى ندرك كيف بدأ الخلق.
وليس معنى ذلك أن لا نولي اهتماما بما يصل إليه العلم بل يجب أن نهتم بما يقوله العلماء ولكن بحذر شديد ومن منطلق المعاني اللغوية للقرآن الكريم.
أما مفهوم الإعجاز العلمي في القرآن فهو تعبير اصطلاحي فرضه على الواقع من يعملون في مجاله فكان الأفضل بهم أن يقولوا بالدليل العلمي لإثبات صدق الوحي والنبوة. لأن غايتهم من تبيان الآيات البينات بالحجة العلمية هو البرهنة على أن القرآن الكريم من عند الله وليس من عند محمد عليه الصلاة والسلام. وذلك لا يكون بما يسمى الإعجاز العلمي لأن هدفنا ليس هو تحدي الغير مسلمين بأن يأتوا بمثل ما جاء به القرآن, ولكن هدفنا إثبات صدق الوحي والنبوة.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 13/11/1446هـ - الساعة: 23:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب