• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات   بحوث ودراسات   الملف الصحفي   مواد مترجمة   كتب   صوتيات  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    ملف تفاعلي لكل بيت مسلم (PDF)
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    بطاقة: الرقية بالقرآن الكريم
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    بطاقة: أذكار الصباح والمساء
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    بطاقة: الرقية بالسنة النبوية
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    تيسير السيرة على صاحبها أزكى الصلاة وأتم السلام ...
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    القيادة الإدارية من المنظور الإسلامي والإداري ...
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    دليل المعتمر (PDF)
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    الرقية الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية ...
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    خلق المسلم (PDF)
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    أخلاقيات الإدارة من المنظور الإسلامي والإداري ...
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    الرقية الشرعية الموجزة
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    الرقية الشرعية المتوسطة
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    دليل الحاج، ويليه: دليل الحاج المصور (PDF)
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    ورد اليوم والليلة (PDF)
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    الجريسي: سيرة ومسيرة عبدالرحمن بن علي الجريسي ...
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    الرقية الشرعية من القرآن الكريم
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الدكتور وليد قصاب / كتابات نقدية
علامة باركود

أدب الحرب في الإسلام

د. وليد قصاب

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 24/3/2011 ميلادي - 18/4/1432 هجري

الزيارات: 34181

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ازدَهَرَ أدبُ الجِهاد والحرب ازدِهارًا لا مثيلَ له في الإسلام؛ فقد صارَتِ الكلمة شرَفًا وحقًّا، آمَنَ الإسلامُ بدور الكلمة، وجنَّدها لخِدْمة الدعوة، ودَعا الرسولُ - صلَّى الله عليه وسلَّم - الشعراءَ للوقوف جَنْبًا إلى جَنْبٍ مع المقاتلين في معركة الإيمان، فالتفتَ إلى شعراء الأنْصار قائلاً: ((ما يمنعُ القومَ الذين نصروا رسولَ الله بأسلحتهم أنْ ينصروه بألسنتهم؟!)).

 

فوقفَ حسَّان، وكعب بن مالك، وعبدالله بن رواحة، وقالوا: نحن لها يا رسول الله، وراحوا يؤدُّون أمانةَ الكلمة كأحسن ما يكون الأداءُ: هجوا خصومَ الإسلام وأعداءَه، وألْهَبُوا إحساسَ المسلمين بالإيمان، وغرَسُوا في نفوسهم رُوحَ الجِهاد واسترخاص الرُّوح في سبيل الاستشهاد، وعِزَّة الإسلام.

 

يحدِّثنا التاريخُ عن دورِ الكلمة في غزوة مُؤْتَة، فيذكرُ لنا أنَّ المسلمين لمَّا نزلوا بِمَعَان من أرضِ الشام بَلَغَ العدوَّ مسيرُهم، فقامَ شرحبيل بن عمرو الغسَّاني، فجمَع أكثَر من مائة ألف مقاتل من الروم، وضمَّ إليهم مائةَ ألف أخرى من القبائل العربيَّة، فلمَّا رأى المسلمون كثرةَ العدد أقاموا على مَعَان ليلتين ينظرون في أمرِهم، فقالوا: نبعَثُ إلى رسول الله، فنخبره بعدد عدوِّنا، فإمَّا أن يمدَّنا بالرجال، وإمَّا أن يكتبَ إلينا بأمْرِه، ولكنَّ عبدالله بن رواحة يشجِّعُ الناسَ، فيقول لهم: "يا قوم، والله إنَّ التي تكرهون لَلَّتي خرجْتُم تطلبون: الشهادة، وما نقاتلُ الناسَ بعَددٍ ولا قُوَّة ولا كَثرة، ما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي أكرمَنا الله به، فانطَلِقوا فإنَّما هي إحدى الحُسْنَيين؛ إمَّا ظهور، وإمَّا شهادة"، وأنشد في ذلك الموقفِ:

 

فَلاَ وَأَبِي مَآبَ لَنَأْتِيَنْهَا
وَإِنْ كَانَتْ بِهَا عَرَبٌ وَرُومُ

 

فتشجَّع الناسُ، وأفْرَخَ روعهم، وقالوا: قد - والله - صَدَقَ ابنُ رواحة، ومضوا يقاتلون بإيمان وحماسة، وعندما استُشْهدَ القائدُ الأوَّل - زيد بن حارثة - تقدَّمَ جعفرُ بن أبي طالب، فأخَذَ الرايةَ، فأحاطَ به العدو مِن كلِّ جانب، فاقتحَمَ على فرسٍ له شقراء فعَقَرَها؛ حتى لا تقعَ في يد العدو، ثم أقبلَ يُقاتِل وهو ينشد:

 

يَا حَبَّذَا الْجَنَّةُ وَاقْتِرَابُهَا
طَيِّبَةً وَبَارِدًا شَرَابُهَا
وَالرُّومُ رُومٌ قَدْ دَنَا عَذَابُهَا
كَافِرَةٌ بَعِيدَةٌ أَنْسَابُهَا
عَلَيَّ إِذْ لاَقَيْتُهَا ضِرَابُهَا

 

مشجِّعًا نفسَه، والمقاتلين مِن حوله، وأخَذَ اللِّواءَ بيمينه فقُطِعتْ، فأخذَه بشماله فقُطِعتْ، فاحتضنه بعَضُدَيه، فجاءَه رجلٌ من الروم، فضربه ضربة فقُطِع نصفين، فسقطَ القائدُ الثاني شهيدًا وهو ابن ثلاثٍ وثلاثين، وجاءَ دَوْرُ القائد الثالث ابن رواحة، الذي كان مكلَّفًا بأخذ الراية بعد صاحِبَيه، فتقدَّم يأخذُها، فداخَلَ نفسَه شيءٌ من روع لا يخلو منه الموقفُ، وسيْطَرَ على الناس وجومٌ بعَثَه مقتلُ القائِدَين، فراحَ ابن رواحة ينشدُ مشجِّعًا نفسَه والمقاتلين:

 

أَقْسَمْتُ يَا نَفْسُ لتَنْزِلِنَّهْ
طَائِعَةً أَوْ لاَ لَتُكْرَهِنَّهْ
إِنْ أَجْلَبَ النَّاسُ وَشَدُّو الرَّنَّهْ
مَالِي أَرَاكِ تَكْرَهِينَ الْجَنَّهْ
قَدْ طَالَمَا قَدْ كُنْتِ مُطْمَئِنَّهْ
هَلْ أَنْتِ إِلاَّ نُطْفَةٌ فِي شَنَّهْ
جَعْفَرُ مَا أَطْيِبَ رِيحَ الْجَنَّهْ

فتشجَّعَ عبدالله بن رواحة، والتهبتْ حماسةُ المسلمين، وتقدَّم القائدُ، فأخَذَ الراية، وانْدَفَعَ يقاتلُ حتى اسْتُشْهِدَ.

 

وقد رَاحَ أدبُ الحرْب يغترفُ مِن مَعِين الإسلام الثَّرِيّ، فنَمَا وذكا، وانشبعت موضوعاتُه، وقَوِي تأثيرُه في النفوس، وصارَ أدبُ جهادٍ يُصوِّر أهدافَ المسلمين من الحرب، فهم يحاربون في سبيل الله؛ لإعلاء كلمة الله، ولا يقاتلون - كما كانَ حالُهم في الجاهليَّة - لعصبيَّة أو ثَأْرٍ أو مَغْنم دُنْيَوي.

 

ولقدْ وضَعَ القرآن الكريم وحديثُ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - الأُسَسَ الأولى لأدبِ الحرب؛ ذكر ابن قتيبة في "عيون الأخبار" - كتاب الحرب -: أنَّ بعض الحكماء قد قال: قد جَمَعَ الله لنا أدبَ الحرب في قوله - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [الأنفال: 45- 46].

 

وكانَ الرسولُ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول لأصحابه: ((لا تمنَّوا لقاءَ العدو؛ فعسى أن تبتلوا بهم، ولكنْ قولوا: اللهمّ اكْفِنا وكُفَّ عنا بَأْسَهم، وإذا جاؤوكم يعزفون ويزحفون ويصيحون، فعليكم الأرضَ جلوسًا، ثم قولوا: اللهم أنت ربُّنا وربُّهم، ونواصينا ونواصيهم بيدك، فإذا غشوكم فثوروا في وجوههم)).

 

وكانَ الصحابي الجليل أبو الدرداء يقول للناس قبل المعركة: "أيها الناس، عملٌ صالحٌ قبل الغزو، فإنَّما تقاتِلون بأعمالِكم".

 

وراحَ هذا الأدبُ يُواكِب قضايا الإسلام ومعاركه وفتوحاتِه، وقد فَطِنَ قادةُ الجيوش ورؤساء الجُنْدِ إلى أثَرِ الكلمة في المعركة، وإلى دورها في تعبئة النفوسِ وحَشْدِ الرُّوح المعنويَّة، فاستخدموها أرْوعَ اسْتخدام؛ ذَكَرَ الطبري في "تاريخه" أنَّ سعد بن أبي وقَّاص قد جمعَ في القادسية القُرَّاءَ، وذَوِي الرأْي، وأصحاب النجدة والمُروءة، ولكنَّه لم يقتصرْ على هؤلاء وحدَهم، بل جَمَعَ معهم الأدباءَ؛ من شعراءَ وخُطَباء، وكانَ من جملة الشعراء: الشمَّاخ، والحُطَيْئة، وأَوْس بن مغراء، وعَبْدَة بن الطيِّب، ودفَعَ بهم إلى ساحات القتال، وقال لهم قَبْلَ أنْ يُرْسِلَهم: "انطلقوا فقوموا في الناس بما يحقُّ عليكم، ويحقُّ لهم عند مواطن البأْس، إنَّكم شعراءُ العرب وخُطَباؤهم، وذَوو رأْيهم ونجدتِهم، وسادتُهم، فسيروا في الناس، فذكِّروهم وحرِّضوهم على القتال، فساروا فيهم، ثم توَّج سعد - كما ذَكَر الطبري - تلك الحملةَ الأدبيَّة الرائعة بأنْ أمَرَ أحدَ القرَّاءِ، فقَرَأَ في الناس سورة الأنفال - أو سورة الجهاد كما تُسَمَّى - قرَأَها على الكتيبة التي كانت تليه، ثم قُرِئتْ على كلِّ كتيبةٍ بعدَها، فهشَّتْ قلوبُ الناسِ وعيونُهم، وعَرَفَوا السكينةَ مع قراءتِها.

 

الكلمة ترافق الفتوحات:

ومضت فتوحاتُ الخير تشقُّ طريقَها في مشارق الأرضِ ومغاربها، وكانَ الأدبُ يُواكِب الفتوحات، ويَمضِي معها مُسَجِّلاً كلَّ كبيرة وصغيرة، وانطلقت الجيوش تصاحبُها كلمات عمر بن الخطاب الخالدة في أدبِ الحرب، وخُلُق الحربِ، وهدفِ الحرب في الإسلام.

 

ذَكَرَ ابنُ قتيبة في "عيون الأخبار" أن عمر - رضِي الله عنْه - كان إذا بعثَ أُمَراءَ الجيوش، أوصاهم بتقوى الله العظيم، ثم قال عند عقْد الأَلْوِيَة: "بسم الله، وعلى عَوْنِ الله، وامْضُوا بتأييد الله بالنصر، وبلزوم الحقِّ والصبر، فقاتِلُوا في سبيل الله مَن كفَرَ بالله، ولا تعتدوا إنَّ الله لا يحبُّ المعتدين، ولا تجْبُنوا عند اللقاءِ، ولا تمثلوا عند القُدرة، ولا تُسْرفوا عند الظهور، ولا تقتلوا هَرَمًا ولا امْرأة ولا وَلِيدًا، وتَوَقّوا قتلَهم إذا الْتَقَى الزحفان، وعند حُمَّة النَّهْضات – أي: شِدَّتها - وفي شنِّ الغارات، ولا تغلّوا عند الغنائم – أي: لا تخونوا - ونَزِّهوا الجهادَ عن غَرَضِ الدنيا، وأبشروا بالرَّباح في البيع الذي بايعتُمْ به، وذلك هو الفوز العظيمُ".

 

ولو مضَيْنَا نستَقصِي الأدبَ الذي قيلَ في فتوحات المسلمين، لتجمَّع لدينا من ذلك مجلداتٌ، وحسبُنا أنْ نسوقَ أمثلةً من هنا وهناك تبيِّنُ لنا دورَ الكلمة الشريفة في المعركة، ففي معركة القادسية الْتَحَمتْ جيوشُ المسلمين بجيوش الفُرْسِ الأكاسرة، وتحقَّق لهم انتصار حاسمٌ كان فَيْصَلاً بيْن عهْدِ الأكاسرة وعهْد الحُكْم الإسلامي، وسقَطَ "رُسْتم" - القائد الفارس المحنَّك - صريعًا تحتَ سنابك خَيْل المسلمين، فوقَف قيسُ بن المكشوح المرادي يتغنَّى بالنصر، مزهوًّا بما فتحَ اللهُ على المسلمين من تأييد وظفرٍ:

 

جَلَبْتُ الْخَيْلَ مِنْ صَنْعَاءَ تَرْدَى
بِكُلِّ مُدَجَّجٍ كَاللَّيْثِ سَامِ
وَجِئْنَ الْقَادِسِيَّةَ بَعْدَ شَهْرٍ
مُسَوَّمَةً دَوَابِرُهَا دَوَامِي
فَلَمَّا أَنْ رَأَيْتُ الْخَيْلَ جَالَتْ
قَصَدْتُ لِمَوْقِفٍ الْمَلِكِ الْهُمَامِ
فَأَضْرِبُ رَأْسَهُ فَهَوَى صَرِيعًا
بِسَيْفٍ لاَ أَفَلُّ وَلاَ كَهَامِ
وَقَدْ أَبْلَى الإِلَهُ هَنَاكَ خَيْرًا
وَفِعْلُ الْخَيْرِ عِنْدَ اللهِ نَامِ

 

وكانَ للكلمة أثرُها في فتوح الشام، وكانَ أبْرَزُ فرسان الحلْبة وشعرائها هناك القعقاع بن عمرو، الذي مَضَى يصفُ لنا عددًا من المعارك بَدْءًا بمعركة (مرج الصُّفَّر)؛ حيث تمَّتْ هزيمة الغساسنة، ثم معارك (بُصْرَى)، ثم معركة (اليرموك) الكبرى؛ حيث أظهرَ اللهُ خالد بن الوليد على أعدائه، وكتَبَ الفتحَ للمسلمين، وكانَ القعقاعُ معه يخوض إلى جانبه المعركة يدًا بيد وكتفًا بكتف، وكان شعر القعقاع - كسيفه - يدوِّي في هذه المعارك جميعها، فيلهب الحماسةَ، ويشحذ العزيمةَ، كقوله:

 

أَلَمْ تَرَنَا عَلَى الْيَرْمُوكِ فُزْنَا
كَمَا فُزْنَا بِأَيَّامِ الْعِرَاقِ
قَتَلْنَا الرُّومَ حَتَّى مَا تُسَاوِي
عَلَى الْيَرْمُوكِ مَفْرُوقَ الْوِرَاقِ

 

ولعبتِ الكلمة دورًا عظيم الأثرِ في الحروب الصليبيَّة، وما كانَ أعظمَ الحاجةَ إلى دورِها يومذاك! فقد سقطَ بيتُ المقدس بأيدي الصليبيين الكَفَرة بسبب تفرُّق المسلمين، وضَعف وحدتِهم، وكانتْ كارثةً فادحة، ومصيبة جُلَّى، فوقَف الشعراء يصوِّرون النكْبَة بقصائد تَفَطَّرُ لوعةً وأسًى، وتحثُّ المسلمين على الجهاد، وتوقظُهم من سُبَاتِهم، وتُنذِرُهم بالخطر الذي يتهدَّدُهم، ومِن ذلك - على سبيل التمثيل - قصيدة الأبيوردي المشهورة:

 

وَشَرُّ سِلاَحِ الْمَرْءِ دَمْعٌ يُفِيضُهُ
إِذَا الْحَرْبُ شَبَّتْ نَارُهَا بِالصَّوَارِمِ
فَإِيهًا بَنِي الإِسْلاَمِ إِنَّ وَرَاءَكُمْ
وَقَائِعَ يُلْحِقْنَ الذُّرَا بِالْمَنَاسِمِ
أَرَى أُمَّتِي لاَ يُشْرِعُونَ إِلَى العِدَا
رِمَاحَهُمُ وَالدِّينُ وَاهِي الْعَزَائِمِ
وَتِلْكَ حُرُوبٌ مِنْ يَغِبْ عَنْ غِمَارِهَا
لَيَسْلَمَ يَقْرَعْ بَعْدَهَا سِنَّ نَادِمِ
أَتَرْضَى صَنَادِيدُ الأَعَارِيبِ بِالأَذَى
وَيُغْضِي عَلَى ذُلٍّ كُمَاةُ الأَعَاجِمِ
فَلَيْتَهُمُ إِذْ لَمْ يَذُودُوا حَمِيَّةً
عَنِ الدِّينِ ضَنُّوا غَيْرَةً بِالْمَحَارِمِ

 

وبعْدَ أنْ مَنَّ الله على المسلمين باستعادة بيت المقدس، توافدَ المسلمون على الحرم الشريف من سائر الأطراف؛ ليفوزوا بالزيارة، ويحظوا بالمشاهدة للفتحِ، واجتمعَ في بيت المقدس المحرَّر عددٌ عظيمٌ لا يقعُ الإحصاء عليهم، وكان اليومُ يومَ جمعة، وقد خطَبَ القاضي محيي بن زكي الدين في هذا الموقف الْمَهِيب خطبة بليغةً تُعَدُّ من عيون أدبِ الجهاد، هنَّأ فيها المسلمين بالفتحِ، وذكَّرهم مكانة بيت المقدس، ثم حَثَّ الناسَ على تقوَى الله حتى يحافظوا على هذا الفتح، فقال لهم: "احفظوا - رحمكم الله - هذه النعمةَ عندَكم بتقوى الله، التي مَن تمسَّك بها سَلِمَ، ومن اعتصم بعُرْوتِها نجا وعُصِمَ، واحذروا من اتِّباع الهوى، ومواقف الرَّدى، ورُجوع القهقرى، وجاهِدوا في الله حقَّ جهاده، وإيَّاكم أن يستبدَّ بكم الشيطانُ، وأن يتداخلَكم الطُّغْيانُ، فيخيَّلَ إليكم أنَّ هذا النصرَ بسيوفكم الحِداد، وبخيولِكم الجِياد، وبجلادِكم في موضع الجلاد، واللهِ ما النصرُ إلا من عند الله؛ إنَّ اللهَ عزيزٌ حكيم".





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • من شعر الحرب في الجاهلية
  • إعلام الأنام بأخلاق الحرب في الإسلام

مختارات من الشبكة

  • آداب الزيارة وشروطها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الأدب غير الإسلامي(مقالة - موقع د. أحمد الخاني)
  • الأدب نور العقل(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مباحث ومشكلات في الأدب المقارن العربي (1)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • أدب المرء عنوان سعادته(مقالة - آفاق الشريعة)
  • هيا بنا نتعلم الآداب الإسلامية - من هدي السنة النبوية (4)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الشكل في نظرية الأدب القائد(مقالة - موقع د. أحمد الخاني)
  • هيا بنا نتعلم الآداب الإسلامية - من هدي السنة النبوية (10)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شرح المنتخب من كتب الأدب(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • آداب الحج(مقالة - ملفات خاصة)

 


تعليقات الزوار
1- بارك الله فيك
سعيدة - ليبيا الحرة 02-12-2011 11:08 AM

د. وليد لو سمحت وتكرمت أن تزودني من هذه الروائع لأنني محتاجة جدا إليها لأنني باحثة في أدب العرب قبل الإسلام ولك شكري وتقديري

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب