• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات   بحوث ودراسات   الملف الصحفي   مواد مترجمة   كتب   صوتيات  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    ملف تفاعلي لكل بيت مسلم (PDF)
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    بطاقة: الرقية بالقرآن الكريم
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    بطاقة: أذكار الصباح والمساء
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    بطاقة: الرقية بالسنة النبوية
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    تيسير السيرة على صاحبها أزكى الصلاة وأتم السلام ...
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    القيادة الإدارية من المنظور الإسلامي والإداري ...
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    دليل المعتمر (PDF)
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    الرقية الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية ...
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    خلق المسلم (PDF)
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    أخلاقيات الإدارة من المنظور الإسلامي والإداري ...
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    الرقية الشرعية الموجزة
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    الرقية الشرعية المتوسطة
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    دليل الحاج، ويليه: دليل الحاج المصور (PDF)
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    ورد اليوم والليلة (PDF)
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    الجريسي: سيرة ومسيرة عبدالرحمن بن علي الجريسي ...
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    الرقية الشرعية من القرآن الكريم
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري / مقالات
علامة باركود

السنة والبدعة في يوم عاشوراء (خطبة)

السنة والبدعة في يوم عاشوراء (خطبة)
الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 1/10/2017 ميلادي - 10/1/1439 هجري

الزيارات: 20788

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

السنةُ والبدعةُ في يوم عاشوراء

 

الحمدُ لله القاهرِ فوقَ عباده عِزَّاً وسُلطاناً، القادرِ على كُلِّ شيءٍ فمَا اتخذَ في خلقِ السماواتِ والأرضِ أعواناً، الناصرِ مَن نصَرَ دينَه فحاشاه أن يُرهِقَهُ خُذلاناً، العظيمِ الشان وناهيكَ بعظمةِ الرُّبوبيةِ والأُلوهيةِ شاناً.

وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةً أرجو بها يومَ القيامةِ أمناً وأمَاناً.

وأشهدُ أن محمداً عبدُه ورسولُه أكملُ الخلقِ في جميعِ الصفات وأرجَحُهُم ميزاناً، اللهم صلِّ على عبدك ورسولك محمدٍ وعلى آله وأصحابه الذين أيَّد اللهُ بهم دينه فكانوا على ذلك أنصاراً وأعواناً، وسلِّم تسليماً.


أما بعد: أيها الناسُ اتقوا الله تعالى، وكُونوا كَمَن قال: ربِّيَ اللهُ ثمَّ استقام، والتزمُوا ما وَجَبَ عليكم من حُقوق الإيمانِ والإسلام، وأحبُّوا اللهَ لما يَغْدُوكُم من جزيل الفضلِ والإنعام، وعظِّمُوا ما عظَّمه الله من الأشهر المُحرَّمة التي من أفضلها الشهرُ الحرام، فعنِ ابنِ عبَّاسٍ رضيَ اللهُ عنهُما (أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قَدِمَ المدينةَ فوَجَدَ اليهُودَ صِياماً يومَ عاشُوراءَ، فقالَ لهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: ما هذا اليومُ الذي تَصُومُونَهُ؟ فقالُوا: هذا يومٌ عظيمٌ أنجَى اللهُ فيهِ مُوسَى وقَوْمَهُ، وغَرَّقَ فِرعونَ وقَوْمَهُ، فصامَهُ مُوسَى شُكْراً، فنَحْنُ نَصُومُهُ، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: فَنَحْنُ أحَقُّ وأوْلَى بمُوسَى منكُمْ، فصامَهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وأَمَرَ بصِيامِهِ) رواه البخاري ومسلم واللفظ لمسلم.

 

وذلك أنَّ موسى عليه السلام خرجَ من مِصرَ ببني إسرائيلَ فِراراً من فرعونَ قاصداً لله معبودِه، واثقاً بموعودِه، فأتبَعَهُ فرعونُ بجنُودِه، ﴿ فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ ﴾ [الشعراء: 61]، وليسَ الخبرُ كالعَيان، ﴿ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ﴾ [الشعراء: 61]، فقال مُوسى مُوقناً بوعد ربِّه الكريم: ﴿ قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ﴾ [الشعراء: 62] فأوحى الله إلى موسى: ﴿ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ ﴾ [الشعراء: 63]، فضَرَبه ﴿ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ ﴾ [الشعراء: 63] وأيبَسَ اللهُ أرضَهُ فسلَكُه موسى وقومه في دَعَةٍ وأمانٍ، وتبِعَهُم فرعونُ وجُنودُه بالبغي والظُّلم والعُدوان، فلما استكملَ موسى وقومُه خارجين، واستتمَّ فرعونُ وجنودُه داخلين، أمرَ اللهُ البحرَ أن يلتئمَ عليهم ويَنطبِق، فذهبت أبدانهم إلى الغَرَق، وأرواحُهم إلى النارِ والحَرَق.

وهذه سُنةُ الله فيمن طغَى وبغى وفَسَق.


فنسأَلُكَ اللهُمَّ أنْ تُوقعَ بأسك على أعداء الدِّين في كلِّ مكان، وأن تنصُرَ عليهم عبادك المؤمنين، ألا واحذروا المعاصي فإنها مُوجباتٌ للهلاكِ والمَحْقِ، وعقوباتُها في الآخرةِ أعظمُ وأشقُّ، فإن الله تعالى في كلِّ وقتٍ للطاغين بالمرصاد، ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ﴾ [إبراهيم: 42] من الشرِّ والفساد، فمن طغى على اللهِ، وتجبَّرَ على عباد الله، كان عاقبتُه الهلاكُ بما قدَّمت يداه، ومَن خضعَ للحقِّ، وتواضع للخلقِ، أعـزَّه الله في دينـه ودُنيـاه، ﴿ فَأَمَّا مَنْ طَغَى * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى ﴾ [النازعات: 37 - 39].


أيها المسلمون: وقد كان صلى الله عليه وسلم يصوم عاشوراء قبل الهجرة، فعن عائشةَ رضيَ اللهُ عنها قالت: (كانتْ قُرَيْشٌ تَصُومُ عاشُوراءَ في الجاهليَّةِ، وكانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يَصُومُهُ، فلَمَّا هاجَرَ إلى المدينةِ صامَهُ وأَمَرَ بصيامِهِ، فلَمَّا فُرِضَ شهرُ رمَضَانَ قالَ: مَن شاءَ صامَهُ ومَنْ شاءَ تَركَهُ) رواه مسلم.

فعُلم مما تقدَّم: أن السنة الواردة عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم في يوم عاشوراء: الصيام فقط باتفاق العلماء.


ومع وُضوحِ هذه السنة، فإن بعض الناس قد وقعوا في إحداث بدعٍ في يوم عاشوراء، فمنها:

اتخاذ يوم عاشوراء عيداً: فيوسِّعون فيه على أهليهم، ويتزينون فيه، وما عَلِمُوا أنهم بذلك يتشبَّهون باليهود: فعن أبي مُوسى رضيَ اللهُ عنهُ قالَ: (كانَ أهلُ خَيْبَرَ يَصُومُونَ يومَ عاشُوراءَ، يَتَّخِذُونَهُ عيداً، ويُلْبِسُونَ نساءَهُم فيهِ حُلِيَّهُمْ وشَارَتَهُمْ، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: فصُومُوهُ أنتُم) رواه مسلم، وشارتهم أي: اللباس الجميل.

قال ابن رجب: (وهذا يدلُّ على النهي عن اتخاذه عيداً، وعلى استحباب صيام أعياد المشركين، فإن الصوم يُنافي اتخاذَهُ عيداً) انتهى.


ومن البدع: تخصيص ليلة عاشوراء بالقيام والاختضاب، ويومه بالاغتسال، والاكتحال، والتطيُّب، وزيارة المقابر، والصدقة، وإخراج الزكاة فيه، وقراءة آيات في قصة موسى في صلاة الفجر يوم عاشوراء، ورقية عاشوراء، ونعي الحسين رضي الله عنه على المنابر يوم الجمعة، قال الإمام ابن تيمية: (وَكُلُّ هذا كَذِبٌ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: لَمْ يَصِحَّ في عاشُوراءَ إلا فَضْلُ صِيَامِهِ)، وقال أيضاً: (فهذا من البدَعِ المُنكرَةِ التي لَمْ يَسُنُّها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ولا خُلَفَاؤُهُ الرَّاشدُونَ ولا استحبَّها أحَدٌ من أئِمَّةِ المُسلمينَ) انتهى.


ومن البدع: جعل يوم عاشوراء يوم مأتم وضرب للوجوه وسبٍّ ولعنٍ لأفاضل الصحابة رضي الله عنهم، قال الإمام ابن القيم رحمه الله في ذكره للأحاديث الضعيفة والموضوعة: (ومنها: أحاديث الاكتحال يوم عاشوراء، والتزيُّن والتوسعة والصلاة فيه، وغير ذلك من فضائله لا يَصحُّ منها شيءٌ ولا حديثٌ واحدٌ، ولا يثبت عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم فيه شيءٌ غيرُ أحاديث صيامه، وما عداها فباطلٌ.. وقابلهم آخرون فاتخذوه يومَ تألُّمٍ وحُزنٍ، والطائفتان مُبتدعتان خارجتان على السنة، وأهلُ السنة يفعلون فيه ما أمَرَ به النبيُّ صلى الله عليه وسلم من الصوم، ويجتنبون ما أمَرَ به الشيطانُ من البدع) انتهى.


وقال ابنُ رجبٍ عمَّن اتخذ يوم عاشوراء مأتماً (لأجل قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما فهو من عمل مَن ضلَّ سعيه في الحياة الدُّنيا وهو يَحسَبُ أنه يُحسنُ صُنعاً، ولم يَأْمُرِ اللهُ ولا رسولُه صلى الله عليه وسلم باتخاذ أيام مصائب الأنبياء وموتهم مأتماً، فكيف بمن دونهم) انتهى.

وأول من أحدث الاحتفالات باسم العزاء بمقتل الحسين رضي الله عنه هم دولة بني بويه عام 352 للهجرة، قال الذهبي في (حوادث سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة: قال ثابت: ألزَمَ مُعزُّ الدولة الناسَ بغلْقِ الأسواق ومنْع الهرَّاسين والطبَّاخين من الطبيخ، ونصَبُوا القِباب في الأسواقِ وعلَّقوا عليها المُسُوح، وأخرجوا نساءً منشَّراتِ الشعور مضجَّاتٍ يَلْطِمْنَ في الشوارع ويُقِمْنَ المآتمَ على الحسين عليه السلام، وهذا أولُ يومٍ نِيحَ عليه ببغداد) انتهى.


ثم تطوَّرت الاحتفالات البدعية بهذه المآتم عبر السنين، حتى أقبل عليها الضلاَّل من العامة، ورأوا فيها مجالاً فسيحاً لتأليب العصابات، والقيام بالمنافسات الجاهلية، والاتيان بما يهون من الأفعال الرديئة، فكبرت البدعة، وظهرت أعمال رديئة تشمئزُّ منها النفوس، ألا فاحذروا رحمكم الله من البدع ودُعاتها فإن أمرها أمرٌ وخيمٌ، واحذروا معاصي الله، وارتكاب محارمه، والوقوع في مساخطه ومناهيه، فإن هذه أسبابٌ تُوجبُ حُلولَ النِّقَم والعقوبات، وزوال النِّعَم وحُلول الْمُثَلات؛ وفَّقني الله وإياكم لأجمل العوائد، وأعاننا يومَ لا يجزي ولدٌ عن والد.

♦ ♦ ♦ ♦

 

إِنَّ الحمدَ للهِ، نَحمَدُه ونستعينُه، مَن يَهدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومَن يُضلل فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأنَّ مُحمَّداً عبدُه ورسولُه.

أمَّا بعدُ: عباد الله: ولقد بيَّن صلى الله عليه وسلم فضل صيام عاشوراء (سُئِلَ صلى الله عليه وسلم عن صَوْمِ يومِ عاشُوراءَ؟ فقالَ: يُكَفِّرُ السَّنةَ الماضيَةَ) رواه مسلم، وفي رواية: (أَحْتَسِبُ على اللهِ أنْ يُكفِّرَ السَّنةَ التي قَبْلَهُ) رواه مسلم، وقال صلى الله عليه وسلم: (ومن صام عاشوراء غَفَرَ الله له سنة) رواه البزار، وقال الألباني: (صحيح لغيره).

 

بل إن صيامَهُ يَعدلُ صيامَ سنةٍ، سُئل صلى الله عليه وسلم: (أرَأَيْتَ رَجُلاً يَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ؟ قالَ: ذاكَ صَوْمُ سَنَةٍ) رواه ابن حبان وصحَّحه الألباني.

ويُصوِّرُ ابنُ عباسٍ رضي الله عنهما حِرصَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم على صيام يوم عاشوراء فيقول: (ما رأيتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يَتَحَرَّى صِيامَ يومٍ فضَّلَهُ على غَيْرِهِ إلاَّ هذا اليَوْمَ، يَوْمَ عَاشُوراءَ، وهذا الشَّهْرَ، يَعْني شهرَ رمَضَانَ) رواه البخاري.


فإن قيل: هل في هذا الحديث تفضيل صيام يوم عاشوراء على صيام يوم عرفة؟.

فالجواب: لا، لأنه صلى الله عليه وسلم قال: (صيامُ يومِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ على اللهِ أنْ يُكَفِّرَ السَّنةَ التي قَبْلَهُ، والسَّنةَ التي بَعْدَهُ) رواه مسلم.

وأيضاً: فإن يوم عرفة في شهرٍ حرام، وقبله شهرٌ حرام، وبعده شهرٌ حرام بخلاف عاشوراء.


وأيضاً: فإن صوم يوم عرفة من خصائص شرعنا، بخلاف عاشوراء، فضُوعف بفضلٍ من الله على رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى أُمَّته، فلربِّنا الحمدُ وله الشكر.

وكان صلى الله عليه وسلم في ابتداء هجرته للمدينة يُفرد صيام يوم عاشوراء، فلا يصوم قبله ولا بعده، موافقة لأهل الكتاب من اليهود، فعنِ ابنِ عبَّاسٍ رضيَ اللهُ عنهُمَا قالَ: (كانَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يُحِبُّ مُوافَقَةَ أهلِ الكِتابِ فيمَا لَمْ يُؤْمَرْ فيهِ) رواه البخاري.


ولَما أَمَرَهُ اللهُ بمخالفتهم، قالَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (لَئِنْ بَقِيتُ إلى قابلٍ لأَصُومَنَّ التاسِعَ) رواه مسلم، وعن أبي غَطَفَانٍ قال: (سَمِعْتُ عبدَ اللهِ بنَ عبَّاسٍ رضيَ اللهُ عنهُما يَقُولُ: حينَ صامَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يومَ عاشُوراءَ وأَمَرَ بصِيَامِهِ، قالُوا: يا رسولَ اللهِ إنَّهُ يومٌ تُعَظِّمُهُ اليَهُودُ والنصارَى، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: فإذا كانَ العامُ الْمُقْبِلُ إنْ شاءَ اللهُ صُمْنا اليومَ التاسعَ، قالَ: فلَمْ يَأْتِ العامُ المُقبلُ حتَّى تُوُفِّيَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ) رواه مسلم.


وقال ابنُ حَجَر: (وقالَ بعضُ أهلِ العِلمِ: قولُهُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في صَحيحِ مُسلِمٍ: «لَئِنْ عِشْتُ إلى قابلٍ لأَصُومَنَّ التاسعَ»، يَحتَمِلُ أمرَينِ: أحَدُهُمَا أنهُ أرَادَ نَقلَ العاشِرِ إلى التاسعِ، والثاني: أرادَ أَنْ يُضيفَهُ إليهِ في الصَّوْمِ، فلَمَّا تُوُفِّيَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قبلَ بيَانِ ذلكَ كانَ الاحتياطُ صَوْمَ اليَوْمَيْنِ، وعلَى هذا فصِيَامُ عاشُوراءَ على ثلاثِ مَرَاتِبَ: أدْنَاها أنْ يُصَامَ وَحْدَهُ، وفَوْقَهُ أَنْ يُصَامَ التاسِعُ مَعَهُ، وفَوْقَهُ أنْ يُصامَ التاسعُ والحادي عشَرَ، واللهُ أعلَمُ) انتهى.


أيها المسلمون: ولِما عُرف من فضل صيام يوم عاشوراء فقد كان للسلف حِرصٌ كبيرٌ على صيامه، حتى كان بعضهم يصومُه في السفر، قال ابن رجبٍ: (وكان طائفةٌ من السلف يصومون عاشوراء في السفر، منهم: ابنُ عبَّاسٍ وأبو إسحاق والزهري.. ونصَّ أحمدُ على أن يُصام عاشوراء في السفر) انتهى.

وعن أبي جَبَلَةَ قالَ: (كُنتُ معَ ابنِ شِهابٍ في سَفَرٍ فصامَ يَوْمَ عَاشُوراءَ، فقيلَ لهُ: تَصُومُ يومَ عاشُوراءَ في السَّفَرِ وأَنتَ تُفطِرُ في رمضانَ؟ قالَ: إنَّ رمَضَانَ لهُ عِدَّةٌ مِن أيَّامٍ أُخَرَ، وإنَّ عاشُوراءَ تَفُوتُ) رواه البيهقي في الشعب.


بل كانت الصحابيات رضي الله عنهن يُصوِّمنَ صِبيانَهُنَّ الصغار يوم عاشوراء، فعنِ الرُّبيِّعِ بنتِ مُعوِّذِ ابنِ عَفْراءَ رضي الله عنها قالت: (فكُنَّا بعدَ ذلكَ نَصُومُهُ، ونُصَوِّمُ صِبيانَنا الصِّغارَ منهُم إن شاءَ اللهُ، ونذهَبُ إلى المسجِدِ فنَجْعَلُ لَهُمُ اللُّعْبَةَ مِنَ العِهْنِ، فإذا بَكَى أحَدُهُم على الطَّعامِ أعطَينَاهَا إيَّاهُ عندَ الإفطارِ) رواه البخاري ومسلمٌ واللفظُ لمسلم.


وفي روايةٍ لمسلمٍ قالت: (ونصنَعُ لهُمُ اللُّعْبَةَ منَ الْعِهْنِ، فنَذْهَبُ بِهِ مَعَنا، فإذا سَأَلُونَا الطَّعَامَ أعْطَيْنَاهُمُ اللُّعْبَةَ تُلْهِيهِمْ حتَّى يُتِمُّوا صَوْمَهُم) انتهى.

فتعويدُ الصغير على فعل الخيرِ مكمن قوة في استقامته عليه في الكِبَر، واليوم ولله الحمد لدينا من الوسائل المباحة لتلهية الصبيان حال الصيام بقدر ما لدينا من أصنام الطعام وأشكاله.


فصوموه رحمكم الله، وصوِّموا فيه صبيانكم، فإن المحروم مَن حُرم صيامه، اللهُمَّ ارزقنا صيامه إيماناً واحتساباً، يا الله يا أرحم الراحمين اجعلنا ووالدينا وأهلينا من السبعينَ ألفاً الذين يَدخُلُونَ الجنَّةَ بغيرِ حِسابٍ، آمين، إلهنا تعلمُ حاجتنا قبل أن نأسألكها، فاقضها لنا، آمين، لا إلهَ إلا اللهُ، اللهُمَّ ثبِّتْنَا عليها في الدُّنيا وفي الآخرةِ، اللهُمَّ و﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ [الفاتحة: 6، 7]، آمين، يا ودودُ يا ذا العرشِ المجيد، يا فعَّالُ لِما تُريدُ، نسألُكَ بعزِّكَ الذي لا يُرامُ، وملككَ الذي لا يُضامُ، وبنوركَ الذي ملأَ أركانَ عرشكَ، أن تكفيَ المسلمين في ميانمار وفي كلِّ مكانٍ شرَّ أعدائهم، يا حيُّ يا قيوم اكفهم مُؤنتهم، فأنتَ ﴿ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾ [البقرة: 202]، وأنتَ ﴿ سَرِيعُ الْعِقَابِ ﴾ [الأنعام: 165] و﴿ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [البقرة: 196]، وأنت ﴿ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا ﴾ [النساء: 84]، و﴿ أَسْرَعُ مَكْرًا ﴾ [يونس: 21]، و﴿ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾ [آل عمران: 54]، يا اللهُ أغثهم، يا مُغيثُ أغثهم، آمين، أيْ ربَّنا إن الأمرَ اشتدَّ عليهم، فيا قويُّ يا عزيزُ فرِّج لهم، اللهُمَّ إنكَ ترى مكانهم وحالهم، اللهُمَّ يا سميعُ يا بصيرُ فرِّج لهم وأهلك عَدُوَّهم، يا عليمُ يا حليمُ يا عليُّ يا عظيمُ اكفنا شرَّ كلِّ ذي شرٍّ بما شئت، آمين، اللهُمَّ احفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كلِّ سوء، اللهُمِّ ووفِّق ولاة أمرنا وولاة أمور المسلمين لما تُحبُّ وترضى، اللهم وانصر عبادك المرابطين في الحدِّ الجنوبي على القوم الظالمين، آمين، اللهُمَّ ربَّنا آتنا في الدُّنيا حَسَنَةً، وفي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وقِنَا عذابَ النارِ، آمين، اللهُمَّ يا رحمنُ يا رحيمُ ارحم موتانا وموتى المسلمين، اللهم ربَّ الناس مُذهبَ الباسِ يا شافي اشفِ مرضانا ومرضى المسلمين، اللهم يا غنيُّ يا مُغني يا رازق يا رزَّاق ارزقنا وأنتَ خيرُ الرازقين، آمين، سُبحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ، ولا إلهَ إلاَّ اللهُ، واللهُ أكبرُ، ولا حولَ ولا قُوَّةَ إلاَّ باللهِ العليِّ العظيمِ، اللهُمَّ اغفر لنا وارحمنا واهدنا وعافنا وارزُقنا، آمين، سُبحانَ اللهِ وبحمدِهِ، سُبحانَ اللهِ العظيمِ، أستغفرُ اللهَ وأتوبُ إليه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • التحذير من البدع وأهلها واجب باتفاق المسلمين
  • عاشوراء يوم النصر
  • التحرر من أغلال البدعة
  • حكم التوسعة على الأهل والعيال في يوم عاشوراء
  • يوم عاشوراء وأحقاد الرافضة

مختارات من الشبكة

  • الأربعون النبوية في السنة النبوية: السنة في السنة (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة ما ثبت في السنة من أيام السنة ويليه تحقيق الإشارة إلى تعميم البشارة(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • أهل السنة والجماعة - المحاضرة الثامنة: أسماء وصفات وخصائص أهل السنة والجماعة(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • أهل السنة والجماعة - المحاضرة السابعة: (تعريف مصطلح أهل السنة والجماعة)(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • أهل السنة والجماعة - المحاضرة السادسة (التعريف بأهل السنة والجماعة)(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • أهل السنة والجماعة - المحاضرة الخامسة (حجية السنة) الجزء الثالث(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • أهل السنة والجماعة - المحاضرة الرابعة (حجية السنة) الجزء الثاني(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • أهل السنة والجماعة - المحاضرة الثالثة (حجية السنة) الجزء الأول(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • أهل السنة والجماعة - المحاضرة الثانية (مفهوم السنة في اللغة والاصطلاح)(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • السنة النبوية حجة بالقرآن الكريم والعقل السليم وتنكب السنة سفه(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب