• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات   بحوث ودراسات   الملف الصحفي   مواد مترجمة   كتب   صوتيات  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    ملف تفاعلي لكل بيت مسلم (PDF)
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    بطاقة: الرقية بالقرآن الكريم
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    بطاقة: أذكار الصباح والمساء
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    بطاقة: الرقية بالسنة النبوية
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    تيسير السيرة على صاحبها أزكى الصلاة وأتم السلام ...
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    القيادة الإدارية من المنظور الإسلامي والإداري ...
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    دليل المعتمر (PDF)
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    الرقية الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية ...
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    خلق المسلم (PDF)
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    أخلاقيات الإدارة من المنظور الإسلامي والإداري ...
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    الرقية الشرعية الموجزة
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    الرقية الشرعية المتوسطة
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    دليل الحاج، ويليه: دليل الحاج المصور (PDF)
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    ورد اليوم والليلة (PDF)
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    الجريسي: سيرة ومسيرة عبدالرحمن بن علي الجريسي ...
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
  •  
    الرقية الشرعية من القرآن الكريم
    د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ أحمد بن عبدالرحمن الزومان / خطب منبرية
علامة باركود

السياسة الداخلية للنبي صلى الله عليه وسلم

السياسة الداخلية للنبي صلى الله عليه وسلم
الشيخ أحمد الزومان

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 23/3/2014 ميلادي - 21/5/1435 هجري

الزيارات: 25356

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

السياسة الداخلية للنبي صلى الله عليه وسلم

 

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، مَن يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله.

 

أمَّا بعدُ:

حديثي معكم في هذه الخطبة استكمال لما بدأت به في الجمع الماضية في بيان بعض شمائل النبي صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بشؤون الحياة الدنيوية، ففي هذه الخطبة أذكر شيئًا من السياسة الداخلية للنبي صلى الله عليه وسلم في إدارة الشأن الداخلي للدولة المسلمة.

 

من أساء للنبي صلى الله عليه وسلم أحيانًا يكون مبطلًا ليس له حق، فيقدح في النبي صلى الله عليه وسلم، فيقول فيه ما ليس فيه؛ فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه جاء عبدالله ذو الخويصرة التميمي، فقال: "اعْدِلْ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ وَيْلَكَ وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ دَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَهُ قَالَ دَعْهُ فَإِنَّ لَهُ أَصْحَابًا يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ مَعَ صَلَاتِهِ وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِ يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ ..."؛ رواه البخاري (6933)، ومسلم (1063)، فتجاوز النبي صلى الله عليه وسلم عنه، ولم يعاقبه بسبب إساءته له، وأحيانًا يكون المسيء للنبي صلى الله عليه وسلم صاحب حق، لكنه يتجاوز ما يجب عليه من حقوق النبي صلى الله عليه وسلم من التوقير والإجلال أثناء المطالبة بالحق؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَقَاضَاهُ فَأَغْلَظَ فَهَمَّ بِهِ أَصْحَابُهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعُوهُ فَإِنَّ لِصَاحِبِ الْحَقِّ مَقَالًا ثُمَّ قَالَ أَعْطُوهُ سِنًّا مِثْلَ سِنِّهِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِلَّا أَمْثَلَ مِنْ سِنِّهِ فَقَالَ أَعْطُوهُ فَإِنَّ مِنْ خَيْرِكُمْ أَحْسَنَكُمْ قَضَاءً "؛ رواه البخاري (2306)، ومسلم (1601).

 

فلم يعنف الرجل أو يعاقبه، بل أنكر على أصحابه رضي الله عنهم لم يتعرض النبي صلى الله عليه وسلم لأحد من مواطني الدولة المسلمة بسبب الإساءة الشخصية له؛ فعن عائشة قالت: ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا قط بيده، ولا امرأة ولا خادمًا، إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نِيَلَ منه شيء قط، فينتقم من صاحبه، إلا أن يُنتهك شيء من محارم الله، فينتقم لله عز وجل"؛ رواه مسلم (2328).

 

النبي صلى الله عليه وسلم في سياسته الداخلية في توزيع المال لا يشعر الصحابة رضي الله عنهم بالمنة والتفضل عليهم حينما يعطيهم حقهم؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا أُعْطِيكُمْ وَلَا أَمْنَعُكُمْ إِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ أَضَعُ حَيْثُ أُمِرْتُ"؛ رواه البخاري (3177).

 

فالمال مال الله، لعباد الله، ودور النبي صلى الله عليه وسلم هو توزيع الثروة على مستحقيها.

 

بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بفعله وبقوله؛ فأرشد الأمة ألا يتحرجوا في مطالبة الحكام بحقوقهم المالية من بيت مال المسلمين؛ فعن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إِنْ الْمَسْأَلَةَ كَدٌّ يَكُدُّ بِهَا الرَّجُلُ وَجْهَهُ - أي خدوش - إِلا أَنْ يَسْأَلَ الرَّجُلُ سُلْطَانًا أَوْ فِي أَمْرٍ لا بُدَّ مِنْهُ))؛ رواه أحمد (19707)، (19600) وغيره بإسناد صحيح، فمن سأل السلطان مالاً لم يسأله ماله، إنما يسأله حقه من بيت مال المسلمين؛ فلذا أدرك حقيقة أن الثروة حق للأمة، وأن دور النبي صلى الله عليه وسلم هو التوزيع كافة الصحابة رضي الله عنهم، حتى الأعرابي البعيد عن العلم، أدرك ذلك لإشاعة النبي صلى الله عليه وسلم هذه الحقيقة بين المسلمين؛ فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي، فجبذ بردائه جبذة شديدة، قال أنس رضي الله عنه: فنظرت إلى صفحة عاتق النبي صلى الله عليه وسلم وقد أثرت بها حاشية الرداء من شدة جبذته، ثم قال: يا محمد مُر لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه، فضحك، ثم أمر له بعطاء"؛ رواه البخاري (6088)، ومسلم (1057).

 

فكان الصحابة رضي الله عنهم لا يتحرجون من طلب المال من النبي صلى الله عليه وسلم وتَكرار المسألة.

 

سياسة النبي صلى الله عليه وسلم الداخلية في توزيع الثروة أنه لا يبقي شيئًا في بيت مال المسلمين يوزع الثروة الموجودة الفائضة عن الحوائج على الصحابة رضي الله عنهم؛ فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنَّ ناسًا من الأنصار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم، حتى نَفِد ما عنده، فقال: ما يكون عندي من خير، فلن أدخره عنكم، ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله، ومن يتصبر يصبره الله، وما أعطي أحد عطاءً خيرًا وأوسع من الصبر"؛ رواه البخاري (1469)، ومسلم (1053).

 

النبي صلى الله عليه وسلم في سياسته الداخلية لا يجامل في تولية المناصب أحدًا، فلا يُولي إلا الأقوياء الأُمناء، حتى ولو كان طالب الولاية من خاصة أصحابه رضي الله عنهم؛ فعَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا تَسْتَعْمِلُنِي قَالَ: فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى مَنْكِبِي، ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا ذَرٍّ، إِنَّكَ ضَعِيفٌ، وَإِنَّهَا أَمَانَةُ، وَإِنَّهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ، إِلَّا مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا وَأَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ فِيهَا"؛ رواه مسلم (1825).

 

فلم تشفع لأبي ذر رضي الله عنه ملازمته للنبي صلى الله عليه وسلم وصلاحه وزهده، فالمنصب يحتاج إلى قوة مع الأمانة، وهذا لم يتوفر في أبي ذر رضي الله عنه.

 

وحينما يولي النبي صلى الله عليه وسلم من يراه قويًّا أمينًا، لا يتركه بل يحاسبه إذا أخطأ، أو استفاد من ولايته في الإثراء غير المشروع؛ فعَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ رضي الله عنه قَالَ: اسْتَعْمَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلاً عَلَى صَدَقَاتِ بَنِي سُلَيْمٍ يُدْعَى ابْنَ الْلَّتَبِيَّةِ رضي الله عنه، فَلَمَّا جَاءَ، حَاسَبَهُ، قَالَ: هَذَا مَالُكُمْ وَهَذَا هَدِيَّةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَهَلاَّ جَلَسْتَ فِي بَيْتِ أَبِيكَ وَأُمِّكَ حَتَّى تَأْتِيَكَ هَدِيَّتُكَ إِنْ كُنْتَ صَادِقًا، ثُمَّ خَطَبَنَا فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي أَسْتَعْمِلُ الرَّجُلَ مِنْكُمْ عَلَى الْعَمَلِ مِمَّا وَلاَّنِي اللَّهُ فَيَأْتِي فَيَقُولُ: هَذَا مَالُكُمْ وَهَذَا هَدِيَّةٌ أُهْدِيَتْ لِي، أَفَلا جَلَسَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ حَتَّى تَأْتِيَهُ هَدِيَّتُهُ، وَاللَّهِ لا يَأْخُذُ أَحَدٌ مِنْكُمْ شيئًا بِغَيْرِ حَقِّهِ إِلا لَقِيَ اللَّهَ يَحْمِلُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَلأعْرِفَنَّ أَحَدًا مِنْكُمْ لَقِيَ اللَّهَ يَحْمِلُ بَعِيرا لَهُ رُغَاءٌ أَوْ بَقَرَةً لَهَا خُوَارٌ أَوْ شَاةً تَيْعَرُ ثُمَّ رَفَعَ يَدَهُ حَتَّى رُئِيَ بَيَاضُ إِبْطِهِ يَقُولُ اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ"؛ رواه البخاري ومسلم.


الخطبة الثانية

النبي صلى الله عليه وسلم في سياسته الداخلية يطبِّق الشرع على سائر مواطني الدولة مسلمهم وكافرهم فلا ميزة لأحد حتى ولو كان من أقرب الناس للنبي صلى الله عليه وسلم؛ فالكل سواسية أمام القضاء؛ فعن عائشة رضي الله عنها أن قريشًا أهمَّتهم المرأة المخزومية التي سرقت، فقالوا: من يكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكلَّم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أَتَشْفَعُ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ، ثُمَّ قَامَ فَخَطَبَ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا ضَلَّ مَنْ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ وَإِذَا سَرَقَ الضَّعِيفُ فِيهِمْ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرَقَتْ لَقَطَعَ مُحَمَّدٌ يَدَهَا؛ رواه البخاري (6788)، ومسلم (1688).

 

فمن سياسة النبي الداخلية أن من أتى بما يوجب الحد أقامه عليه في الحال، ولا يحبسه؛ فعَنْ عُقْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: جِيءَ بِالنُّعَيْمَانِ أَوْ ابْنِ النُّعَيْمَانِ شَارِبًا، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ كَانَ فِي الْبَيْتِ أَنْ يَضْرِبُوا قَالَ: فَكُنْتُ أَنَا فِيمَنْ ضَرَبَهُ، فَضَرَبْنَاهُ بِالنِّعَالِ وَالْجَرِيدِ"؛ رواه البخاري (2316).

 

وإن وُجِد سبب يوجب تأخير الحد لم يحبسه النبي صلى الله عليه وسلم، إنما يترك مرتكب الحد، فإذا زال العذر، أقام عليه الحد؛ فعن عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ جُهَيْنَةَ أَتَتْ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِيَ حُبْلَى مِنْ الزِّنَا، فَقَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَصَبْتُ حَدًّا، فَأَقِمْهُ عَلَيَّ، فَدَعَا نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلِيَّهَا فَقَالَ: أَحْسِنْ إِلَيْهَا، فَإِذَا وَضَعَتْ، فَأْتِنِي بِهَا، فَفَعَلَ، فَأَمَرَ بِهَا نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَشُكَّتْ عَلَيْهَا ثِيَابُهَا، ثُمَّ أَمَرَ بِهَا، فَرُجِمَتْ، ثُمَّ صَلَّى عَلَيْهَا، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: تُصَلِّي عَلَيْهَا يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَقَدْ زَنَتْ، فَقَالَ: لَقَدْ تَابَتْ تَوْبَةً لَوْ قُسِمَتْ بَيْنَ سَبْعِينَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ لَوَسِعَتْهُمْ، وَهَلْ وَجَدْتَ تَوْبَةً أَفْضَلَ مِنْ أَنْ جَادَتْ بِنَفْسِهَا لِلَّهِ تَعَالَى"؛ رواه مسلم (1696).

 

فليس في عهد النبي صلى الله عليه وسلم سجن يسجن فيه من تجاوز حدود الشريعة، لكن لو كان المقبوض عليه من غير المسلمين ويخشى فراره، يُربَط في المسجد كما رُبِط ثمامة بن أثال رضي الله عنه قبل إسلامه.

 

من سياسة النبي صلى الله عليه وسلم الداخلية في إدارة الدولة المسلمة أن أولاد النبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه وأقاربه كسائر مواطني الدولة المسلمة، ليس لهم مميزات خاصة، فهم كسائر المسلمين حال الحاجة، يتحملون ما يتحمله غيرهم من الضيق وتحمُّل مشاق الحياة، وحال السَّعة يوسع عليهم كغيرهم؛ فعن علي رضي الله عنه أن فاطمة رضي الله عنها اشتكت ما تلقى من الرحى في يدها، وأتى النبي صلى الله عليه وسلم سْبي، فانطلقت فلم تجده، ولقيت عائشة رضي الله عنها، فأخبرتها فلما جاء النبي صلى اللهم عليه وسلم أخبرته عائشة رضي الله عنها بمجيء فاطمة رضي الله عنها إليها، قال علي رضي الله عنه: فجاء النبي صلى الله عليه وسلم إلينا وقد أخذنا مضاجعنا، فذهبنا نقوم فقال: النبي صلى اللهم عليه وسلم على مكانِكما، فقعد بيننا حتى وجدت برد قدمه على صدري، ثم قال: ألا أعلمكما خيرًا مما سألتما إذا أخذتما مضاجعكما أن تكبرا الله أربعًا وثلاثين، وتسبحاه ثلاثًا وثلاثين، وتحمداه ثلاثًا وثلاثين، فهو خير لكما من خادم"؛ رواه البخاري، ومسلم.

 

النبي صلى الله عليه وسلم في سياسته الداخلية لم يفرض على الأمة حاكمًا يحكمها بعد وفاته، فأشار عليهم ونبَّه على فضيلة أبي بكر رضي الله عنه، ولم ينص على خلافته بعده، ولم ينص على خلافة أحد من آل بيته، بل ترك الأمر للأمة لتختار من يحكمها بمحض إرادتها؛ فعن ابن عمر رضي الله عنه قال لأبيه عمر رضي الله عنه: سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ مَقَالَةً، فَآلَيْتُ أَنْ أَقُولَهَا لَكَ زَعَمُوا أَنَّكَ غَيْرُ مُسْتَخْلِفٍ، وَإِنَّهُ لَوْ كَانَ لَكَ رَاعِي إِبِلٍ أَوْ رَاعِي غَنَمٍ، ثُمَّ جَاءَكَ وَتَرَكَهَا رَأَيْتَ أَنْ قَدْ ضَيَّعَ فَرِعَايَةُ النَّاسِ أَشَدُّ، قَالَ: فَوَافَقَهُ قَوْلِي فَوَضَعَ رَأْسَهُ سَاعَةً، ثُمَّ رَفَعَهُ إِلَيَّ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَحْفَظُ دِينَهُ، وَإِنِّي لَئِنْ لَا أَسْتَخْلِفْ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَسْتَخْلِفْ وَإِنْ أَسْتَخْلِفْ، فَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه قَدْ اسْتَخْلَفَ قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ ذَكَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه، فَعَلِمْتُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِيَعْدِلَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدًا وَأَنَّهُ غَيْرُ مُسْتَخْلِفٍ"؛ رواه البخاري (7218)، ومسلم (1823).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • سياسة النبي الحكيمة في معالجة أحداث بني المصطلق
  • تحريم الصدقة للنبي صلى الله عليه وسلم وآله

مختارات من الشبكة

  • حكم فصل السياسة عن الدين(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم ودروس في السياسة والحرب(مقالة - ملفات خاصة)
  • دور المراجعة الداخلية الحديثة وأثرها في الحد من المخاطر المصرفية (WORD)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • التنمية الاجتماعية في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • أثر الرقابة الداخلية والخارجية في صلاح البشرية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التعب العام والقوة الداخلية وحسن استخدامها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بريطانيا: وزارة الداخلية تراقب المنظمات الإسلامية(مقالة - المسلمون في العالم)
  • بلجيكا: الأمهات المسلمات ينتقدن تشويه وزير الداخلية للمسلمين(مقالة - المسلمون في العالم)
  • فقدان الدوافع والحوافز الداخلية للداعية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سورينام: خطبة وزير الداخلية في عيد الفطر(مقالة - المسلمون في العالم)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 14/11/1446هـ - الساعة: 17:59
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب