• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات   بحوث ودراسات   كتب   برنامج نور على الدرب   قالوا عن الشيخ زيد الفياض   مواد مترجمة   عروض الكتب  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    إقليم سدير في التاريخ (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    نظرات في الشريعة (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    الروضة الندية شرح العقيدة الواسطية (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    قاهر الصليبيين: صلاح الدين الأيوبي (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    القاضي إياس بن معاوية (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    نصائح العلماء للسلاطين والأمراء (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    في سبيل الإسلام (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    حقيقة الدروز (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    فصول في الدين والأدب والاجتماع (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    مؤتفكات متصوف (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    قضية فلسطين (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    من كل صوب (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    عرض كتاب " العلم والعلماء " للعلامة زيد الفياض
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    عرض كتاب: دفاع عن معاوية للدكتور زيد عبدالعزيز ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    آثار العلامة الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض رحمه ...
    دار الألوكة للنشر
  •  
    واجب المسلمين في نشر الإسلام.. الطبعة الثالثة ...
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. محمود بن أحمد الدوسري / مقالات
علامة باركود

الآثار السيئة لهجر العقلانيين للسنة (2)

الآثار السيئة لهجر العقلانيين للسنة (2)
د. محمود بن أحمد الدوسري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 26/6/2022 ميلادي - 26/11/1443 هجري

الزيارات: 8113

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الآثار السَّيِّئة لِهَجْرِ العقلانيين للسُّنَّة (2)

 

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ أمَّا بعد:

ومن الآثار السيئة لهجر أصحاب "الاتجاه العقلاني" للسنة النبوية ما يلي:

5- التهوين من عقيدة السلف:

من أبرز ملامح منهج الاتجاه العقلاني هو التهوين من منهج السلف الصالح، والتهوين من العقيدة السلفية الصافية التي يَصِفونها تارة بالجمود، وتارة بالتخلف، وتارة بالغلو، وتارة بالنصية والحَرْفية ونحوها من ألقاب يُشَمُّ منها التقزز من منهج السلف الصالح ومَنْ تبعهم بإحسان إلى وقتنا هذا[1].

 

فها هو د. "محمد عمارة" يحذر من مذهب السلف، ويصفه بقوله: (نحن في مواجهة خطر السلفية النصوصية)[2]. وكأنه يُحذِّر من قنبلة نووية!

 

ويصف "فهمي هويدي" دعاة المنهج الصحيح المُتَّبِعين للسلف الصالح بصفات عجيبة؛ من مِثل: (تيارات تكفير المجتمع، وجماعات الغلو والتشنج والهلوسة باسم الدِّين - يعني بهم: دعاةَ السلفية - هؤلاء جميعًا لم يظهروا إلى الوجود إلاَّ في المرحلة التي صودرت فيها حرية العمل الإسلامي الشرعي)[3].

 

وقد عُرِفَ عن د. "أحمد كمال أبو المجد" التَّنقُّص من منهج السلف الصالح، والهجوم على أتباعه بِلا هوادة، واعتبر أنَّ التراث تجارب، وأنَّ اجتهاد السلف الصالح مجرَّد تجربة غير مُلزِمة لمَنْ بعدهم، فقال: (أمَّا اجتهاد القدماء من السلف فإنه يظل تجربة غير ملزمة... وتاريخ المسلمين منذ عهد الصحابة إلى يومنا هذا تاريخ أمة من البشر عامر بالخير والشر معًا، فإلى جوار أبي بكرٍ وعمر وعثمان وعلي، عاش أبو جهل وأبو لهب وأمية بن خلف، وإلى جانب العدل الذي قام عليه الحكم في أيام الخلافة الراشدة وجدنا مَنْ يصف الحاكم بأنه ظل الله في الأرض... وكما كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أشداء على الكفار رحماء بينهم، أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين، خلف من بعدهم خلف رجعوا كفارًا يضرب بعضهم رقاب بعض، وصار بأسهم بينهم أشد من بأسهم بين عدوهم... تلك إذن أمم قد خلت لها ما كسبت ولنا - اليوم ما كسبنا، والتراث تجارب، واجتهاد السلف سوابق، والحاضر لا يصلح له إلاَّ اجتهاد جديد)[4].

 

وفي موضع آخر يسخر من المُتَّبِعين لمنهج السلف الصالح، قائلًا: (الشورى غائبة عن أكثر دول العالم الإسلامي، التقدم الاقتصادي ناقص جدًا، التبعية تكاد تلف العالم الإسلامي: من أوله إلى آخره، الجهل ونِسبة الأمية عالية جدًا، وتجد دعاة على المنابر لا تهتز في رأسهم شعرة للقمع ولا لغياب الشورى، ولا للتأخُّر، ولا للتبعية، مشغولون بقضيتين: تقصير الثوب ومنع الموسيقى!

 

كنا في اجتماع للجنة محترمة تابعة لليونسكو، نناقش موضوع الموسيقى، علماء موسيقى أتوا من المغرب، ومن تونس، ومن ليبيا، ومن الأردن، ومن مصر، ومن سوريا، وإذا بشاب ملتح - بالمناسبة دائمًا أُقَسِّم اللِّحى قسمين: لِحى ودية، ولِحى عدوانية - يدخل وبيده ورقة كبيرة جدًا قائلًا: أخرجوا أولادكم من المدارس الي تُعلِّم الموسيقى، لماذا؟ مَنْ قال لك: إنَّ الموسيقى حرام؟ غلبتني لغة السجع، فقلت له: يا سيدي! الموسيقى حلال كالماء الزلال!)[5].

 

6- مُسالمة المُنحرفين، وتسلُّطهم على المُصلحين:

المُتتبِّع لكتابات بعض أصحاب الاتجاه العقلاني وأطروحاتهم؛ يلحظ أنهم يُسالمون أصحاب الأفكار المنحرفة مُسالمةً في غير محلِّها؛ إذْ يُضفون عليهم أنواعًا من الألقاب وصنوفًا من المديح لكتاباتهم وأفكارهم وآرائهم، مما يُشعر القارئ أو المُتلقِّي بأن المُتحدِّث عنه عَلَم من أعلام المسلمين أو إمام من أئمتهم!

 

وعند حديثهم عن أئمة السلف الذين قاموا بما أوجب الله عليهم من تبليغ الدين والنصح للمسلمين؛ تجدهم لا يتورَّعون من وصمهم بأمور لا تليق بعوام الناس، فكيف بأئمتهم! والأمر نفسُه ينطبق عند حديثهم عن أهل العلم المعاصرين ممن انتهج منهج السلف الصالح عقيدةً وفقهًا وسلوكًا؛ تجد أنَّ ألسنتهم حِدادًا عليهم، لا يتورَّعون من اتهامهم بالجمود والتَّحجُّر والرجعية والسطحية والجهل والتخلُّف والتَّنطُّع[6].

 

وها هو د. "مصطفى الشكعة" يفتري على الإمام مالك رحمه الله قائلًا: (كان إذا سُئِل سؤالًا استغلقت عليه الإجابة؛ عمد إلى توبيخ السائل، فقد سأله رجلٌ عن قوله تعالى: ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾ [طه: 5] كيف الاستواء؟ قال مالك: الاستواء معقول! والكيف مجهول، ولا أظنك إلاَّ رجل سوء)[7].

 

ومن حملاتهم الخاطئة والطائشة والظالمة على الفقه والفقهاء السابقين؛ وصْفُهم بالتَّقوقع والرَّجعية والعُزلة بعيدًا عن الحياة العامة ومُعتركاتها المختلفة، وفي ذلك يقول د. "أحمد كمال أبو المجد": (أمَّا اجتهاد القدماء من السلف؛ فإنه يظل تجربةً غير مُلزمة... وتاريخ المسلمين منذ عهد الصحابة إلى يومنا هذا؛ تاريخ أمةٍ من البشر عامرٌ بالخير والشر معًا... تلك إذًا أُمم قد خلتْ لها ما كسبتْ ولنا اليوم ما نكسب، والتراثُ تجارب، واجتهاد السلف سابق، والحاضر لا يصلح له إلاَّ اجتهاد جديد)[8].

 

ويُضيف قائلًا: (البشر كل البشر يؤخذ من كلامهم ويُترك، ويُقبل من آرائهم ويُرفض، ويُناقشون فيما يقولون ويفعلون، والتسليم لهم - بغير مناقشة - ذلٌّ وعبودية وإهدار لنعمة العقل ومَلَكَة البحث)[9].

 

وأما د. "حسن الترابي" فيقول عن - فقه السلف: (ولا نكاد نجد في الفقه إلاَّ أحكامًا لا يمكن أن تُؤسِّس بناءً اقتصاديًا للمجتمع الحديث، فإذًا فِكْرُنا الاعتقادي والفقهي قد تقادم، وينبغي أنْ يتجدَّد بالرجوع إلى الأصول مرةً أخرى)[10].

 

ثم يسخر من الفقه الإسلامي، قائلًا: (قد يعلم المرء اليوم كيف يُجادل إذا أُثيرت الشبهات في حدود الله، ولكن المرء لا يعرف كيف يعبد الله في التجارة أو السياسة أو يعبد الله في الفن، كيف تتكوَّن في نفسه النيات العقدية التي تُمثِّل معنى العبادة، ثم لا يعلم كيف يُعبِّر عنه علميًّا.

 

وليس ثمة مُفتٍ يُفتيك؛ كيف تسوق عربةً أو تُدير مكتبًا، ولكن الكتب القديمة تُفتيك كيف تقضي حاجتك)[11]. وهذا الكلام غير صحيح، وفيه تجنٍ ظاهر.

 

وفي ردٍّ لـ "محمد الغزالي" على النقد المُوجَّه له من أهل العلم حول ما وقع فيه من أخطاء وزلاَّت تجاه "السنة النبوية" في كتابه "السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث" يقول - بعبارات فيها شدة وقسوة على مَنْ أراد إرجاعه إلى الحق من أهل العلم: (هل السلفية التي تزعمونها هي اتهام رجل بتكذيب السُّنة؛ لأنه أوَّلَ حديثًا يُشْعِرُ ظاهره بسوء مستقبل الإسلام. أيُّ تدينٍ هذا تزعمونه، وأيُّ دعوةٍ هذه التي تنشرون!

 

الحق أنَّ هناك أناسًا يشتغلون بالدعوة الإسلامية وفي قلوبهم غِلٌّ على العباد[12]، ورغبة في تكفيرهم، أو إشاعة السوء عنهم، غِلٌّ لا يكون إلاَّ في قلوب الجبابرة والسفاحين، وإنْ زعموا بألسنتهم أنهم أصحاب دِين. إنَّ فقههم معدوم، وتعلُّقهم إنما هو بالقشور والسطحيات)[13].

 

كلاَّ؛ إنَّ من حقِّ كلِّ المُتَخَصِّصين إبداء رأيهم في تَخصُّصِهم؛ كالقضايا الشرعية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والقانونية والطبية والإعلامية وغيرها، وهنا تكون حرية الفِكر مُتاحة، وحرية التفكير مُصانة، فإذا ما أدلى أصحاب "المنهج السَّلفي" بآرائهم وأبانوا عن موقفهم؛ كان الاتِّهام لهم بالتخلُّف والرجعية والتحجُّر والجمود، وضاعت حُريَّة الفِكر وغابت، أليس من حقِّهم أنْ يُفكِّروا ويجتهدوا كما اجتهد غيرُهم في تخصصه - وهم يملكون أدوات الاجتهاد؟! أليس من حقِّهم أنْ يتبنَّوا المنهج الذي يَدِينون الله تعالى به، وبه تبرأ ذمَّتُهم، أم هذا الحقُّ مكفول لغيرهم، أمَّا لهم فلا؟!

 

7- نشر ثقافة الانهزامية بين المسلمين:

بدأ أصحاب الاتجاه العقلاني - تحت وطأة الهوان والضعف التي تعيشه الأمة - بالتنازل عن مُحكمات الدِّين والشريعة، ومن أبرز صور الهزيمة النفسية التي تبنَّاها أصحاب هذا الاتجاه، دعوتهم الدؤوبة والمستميتة نحو التسامح الديني، بدون مُبرِّر لذلك، ومن صور الهزيمة النفسية: المناداة بإسقاط العمل بأحكام أهل الذمة؛ بحجة التساوي التام بين أفراد الوطن الواحد مسلمهم وغير مسلمهم.

 

يقول د. "حسن الترابي" في حديثه عن مصطلح "أهل الذمة": (ورغم إدراكي ما لهذا المصطلح من واقع سلبي، فإنَّ فَهمنا له هو ما يدفعنا إلى الليبرالية والتسامح... )[14].

 

وفي الدعوة إلى المساواة الكاملة بين المسلمين وغير المسلمين يقول د. "أحمد كمال أبو المجد": (إنَّ الموقف الإسلامي الصحيح من الأقليات غير المسلمة داخل الأقطار الإسلامية موقف واضح... وهو موقف يقوم على المحاور التالية:

أولًا: المساواة الكاملة بين المسلمين وغير المسلمين...)[15].

 

ثم يُطالب بضرورة مراجعة أحكام "أهل الذمة" قائلًا: (إنَّ فكرة "أهل الذمة" تحتاج إلى إعادةٍ وتأمُّلٍ ومراجعة من جانب الأطراف جميعًا؛ فالذمة ليست مُواطَنةً من الدرجة الثانية)[16].

 

ويُؤيِّد د. "محمد سليم العوا" ما قاله "أحمد كمال أبو المجد" مُعلِّلًا لذلك بقوله: (إنَّ عقد الذمة الذي بسببه تثور جميع المشاكل انتهى، انتهى العقد وانقضى بموت أطرافه. الدولة الإسلامية احتُلَّتْ وانهدمت، ولم يعد هناك دولة إسلامية، والأطراف الذين أبرموا هذا العقد لم يعودوا موجودين، والعقد هذا هو كأيِّ عقدٍ في الدنيا إذا مات أطرافه وقضوا انقضى. الآن أصبح الجميع في وضع جديد هو وضع المواطنة)[17].

 

ويُبيِّن د. "العوا" سبب مطالبته بإلغاء أحكام أهل الذمة، بقوله: (هذا الحل يرفع عن كاهل المُشرِّع المسلم المعاصر كثيرًا من الحرج الدولي والسياسي والاجتماعي)[18].

 

ومن باب التسامح دعا "طارق البشري" إلى تولية غير المسلمين المناصب الرئاسية، فيقول: (إنَّ غير المسلم يستطيع تولِّي كل الوزارات، ويستطيع تولِّي القضاء، بل ويستطيع تولِّي رئاسة الجمهورية)[19].

 

(ولا ريب أنَّ الإسلام دين التسامح، وسماحتُه تشمل جميع مجالات الحياة الفردية والجماعية في معاملة المجتمع المسلم بعضه مع بعض، أو في معاملة غير المسلمين في حالتي السِّلم والحرب.

 

بل إنَّ الإسلام يدعو للتسامح حتى مع العدو المخالف؛ في حالة الجدال بالتي هي أحسن، وفي الحرب؛ بعدم الاعتداء والتمثيل والغدر، وبالتفريق بين المحارب وغيره؛ لكن أنْ يُصبح التسامح ذريعةً لتسويغ الباطل أو لتعليم الناس فنون الانهزامية، فهذا لم يُقصد به التسامح المشروع)[20].

 

8- التأثر بالمبادئ الغربية:

انطبق على بعض دعاة الاتجاه العقلاني مقولة "زويمر" الشهيرة، عندما قال: (إنَّ تبشير المسلمين يجب أنْ يكون بواسطة رسولٍ من أنفسهم ومن بين صفوفهم؛ لأنَّ الشجرة يجب أنْ يقطعها أحد أعضائها)[21].

 

ومن الأمور التي نادى به دعاة الاتجاه العقلاني - متأثرين بالمبادئ الغربية، ومردِّدين ما قاله أسلافهم من التغريبيين تحت مزاعم التنوير والتجديد والتطوير، ما يلي[22]:

1- اعتماد العقل حاكمًا على النصوص الشرعية؛ لأجل تطوير الدين وتجديده.

 

2- ادِّعاء التجديد في العلوم المعيارية؛ كأصول الفقه، والحديث، والتفسير.

 

3- الهجوم الشرس على "السنة النبوية" وعلماء الحديث القدماء والمعاصرين.

 

4- قصر الجهاد على جهاد الدفع دون جهاد الطلب؛ لأجل ألاَّ يُوصم الإسلام - زعموا - بمصادرة حرية الآخرين، أو بالإرهاب والوحشية، ونحو ذلك.

 

5- دعوتهم المُبطَّنة إلى ما يدعو إليه العلمانيون؛ كالديمقراطية، والوطنية، والمساواة بدون ضوابط.

 

6- اعتماد الأقوال الشاذة والضعيفة؛ موافقة ومسايرة للأفكار الغربية؛ مثل جواز مصافحة الرجل للمرأة الأجنبية، وجواز بقاء المسلمة تحت الكتابي بعد إسلامها، وجواز تولِّي المرأة للولايات العامة، وجواز إهدار المصطلح الشرعي "أحكام أهل الذمة" لصالح تحقيق المساواة بين أبناء الوطن الواحد - زعموا.

 

الخلاصة:

نخلص ممَّا سبق إلى أنَّ آثار هجر "الاتجاه العقلاني" للسنة قد تعدَّدت وتنوَّعت، ولكنها في مجملها لا تعدو أمرين رئيسين:

الأول: آثار متصلة بالعقيدة: إذ قاموا بتمييع بعض مسائل العقيدة؛ مثل مسألة "الولاء والبراء" وجعلوا المواطنة - مثلًا - هي المعيار الحاكم في مسألة التعامل مع غير المسلم، وهذه المسألة محسومة بنصوص القرآن والسنة، ولا سبيل للاجتهاد فيها.

 

الثاني: آثار مُتَّصلة بالتَّشريع العَمَلي: إذ عطَّلوا كثيرًا من الأحكام تحت دعوى تجميل وجه الإسلام، ودفع شُبَهٍ تُثار حوله؛ من مثل الإرهاب والعدوان وغيره.

 

وهذا ممَّا لا شكَّ فيه تنقُّصٌ من الدِّين الحنيف الذي جاء به نبيُّنا محمدٌ صلى الله عليه وسلم، ولم يُقبض إلاَّ وقد اكتملت معالِمُه واستقرَّت أركانُه، مصداقًا لقوله تعالى: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإسْلاَمَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3].



[1] انظر: تجديد الدين لدى الاتجاه العقلاني الإسلامي المعاصر، (ص 452).

[2] نظرة جديدة إلى التراث، د. محمد عمارة (ص 13).

[3] مجلة العربية، (عدد: 265)، (ص 25-26).

[4] حوار لا مواجهة، (ص 242).

[5] رؤية إسلامية معاصرة، د. أحمد كمال أبو المجد (ص 34).

[6] انظر: تجديد الدين لدى الاتجاه العقلاني الإسلامي المعاصر، (ص 445).

[7] إسلام بلا مذاهب، د. مصطفى الشكعة (ص 383).

[8] حوار لا مواجهة، (ص 206).

[9] المصدر نفسه، (ص 90).

[10] تجديد الفكر الإسلامي، د. حسن الترابي (ص 13).

[11] المصدر نفسه، (ص 18-19).

[12] الاطلاع على ما في قلوب الناس غيبٌ لا يعلمه إلاَّ الله سبحانه وتعالى.

[13] هموم داعية، محمد الغزالي (ص 153).

[14] حوارات في الإسلام الديمقراطي، د. حسن الترابي (ص 61).

[15] رؤية إسلامية معاصرة، (ص 56).

[16] المصدر نفسه، (ص 56).

[17] مجلة المنطق، مقابلة مع د. محمد سليم العوا، (عدد 116)، (ص 25).

[18] صحيفة المدينة والشورى النبوية، ندوة النظم الإسلامية، إصدار: مكتب التربية لدول الخليج العربي، (ص 65).

[19] "طارق البشري، القاضي المفكر" د. إبراهيم البيومي غانم (ص 37).

[20] تجديد الدين لدى الاتجاه العقلاني الإسلامي المعاصر، (ص 447) بتصرف يسير.

[21] الغارة على العالم الإسلامي، شاتليه، ترجمة: محب الدين الخطيب (ص 80).

[22] انظر: تجديد الدين لدى الاتجاه العقلاني الإسلامي المعاصر، (ص 449).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الآثار السيئة لهجر العقلانيين للسنة (1)
  • غدا ستفرحون بالآثار (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • الآثار السيئة لهجر المعتزلة للسنة(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • الآثار السيئة لهجر الخوارج للسنة النبوية(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • كتاب تهذيب الآثار: أثر من آثار الطبري في خدمة السنة(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة مباني الأخبار في شرح معاني الآثار ج18 ( شرح معاني الآثار )(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مفهوم الأثر عند المحدثين وبعض معاني الأثر في القرآن(مقالة - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • الآثار السيئة لضعف الوازع الأخلاقي (خطبة)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • الآثار السيئة للشح والبخل (خطبة)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • الآثار السيئة للأحاديث الموضوعة(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • الآثار السيئة للابتداع (5)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • الآثار السيئة للابتداع (4)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب