• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات   بحوث ودراسات   كتب   برنامج نور على الدرب   قالوا عن الشيخ زيد الفياض   مواد مترجمة   عروض الكتب  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    إقليم سدير في التاريخ (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    نظرات في الشريعة (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    الروضة الندية شرح العقيدة الواسطية (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    قاهر الصليبيين: صلاح الدين الأيوبي (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    القاضي إياس بن معاوية (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    نصائح العلماء للسلاطين والأمراء (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    في سبيل الإسلام (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    حقيقة الدروز (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    فصول في الدين والأدب والاجتماع (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    مؤتفكات متصوف (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    قضية فلسطين (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    من كل صوب (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    عرض كتاب " العلم والعلماء " للعلامة زيد الفياض
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    عرض كتاب: دفاع عن معاوية للدكتور زيد عبدالعزيز ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    آثار العلامة الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض رحمه ...
    دار الألوكة للنشر
  •  
    واجب المسلمين في نشر الإسلام.. الطبعة الثالثة ...
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر / خطب منبرية
علامة باركود

التذكير بنعمة الله، والزجر عن التخلف عن الصلاة

الشيخ عبدالله بن محمد القصيِّر

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 4/5/2011 ميلادي - 30/5/1432 هجري

الزيارات: 37695

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التذكير بنعمة الله، والزجر عن التخلُّف عن الصلاة

 

الحمد لله الذي كتَب الصلاة على المؤمنين وجعَلَها عمود الدين، وثانية فرائض ربِّ العالمين، أحمَدُه - سبحانه - على ما مَنَّ به من الهدى، وأشكُرُه على سَوابِغ النعماء وجزيل العطاء، وأسأَلُه أنْ يجعَلَنا من أئمَّة الحق والتُّقَى.

وأشهَدُ أن لا إله إلاَّ الله وحدَه لا شريك له، ذو العزَّة والجلال والعظَمَة والكَمال، فرَّق بين المؤمنين الصادقين والمنافقين المجرمين في الأعمال والمآل، فجعَلَ من صفة المؤمنين أنهم ﴿ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [المؤمنون: 2 - 11].

وقال في المنافقين المجرمين: ﴿ كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ﴾ [المرسلات: 46 - 49].

 

وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله أكرم البريَّات، الذي جعلت قرَّة عينه في الصلاة، والذي أخبر أنَّ أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء والفجر، ولو يعلَمون ما فيهما - يعني: من الأجر - لأتَوْهما ولو حبوًا.

صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين كانوا يُحافِظون على الصلوات في سائر الأوقات، ويُؤَدُّونها في المساجد مع الجماعات، فما يتخلَّف عنها - في عهدهم - إلاَّ منافق قد عُلِمَ نفاقُه، أو مريض يُقعِده مرضه، وإنْ كان المريض ليُؤتَى به يهادى بين الرجلين حتى يُقام في الصف.

 

أمَّا بعد: فيا أيها الناس:

اتَّقوا الله - تعالى - وأطيعوه، واذكُرُوه ولا تنسوه، واشكُرُوه ولا تكفُروه، فكم أسبَغَ عليكم في عامكم المنصَرِم من نعمة، وصرَف عنكم من نقمة، ونجَّاكم من فتنة، وعافاكم من بليَّة، وردَّ عنكم من كيْد، وكَفَّ عنكم من يد، وكبَت من حاسِد، أمَا تَمَّ الأمان؟ أمَا هجرتم الأوطان؟ أمَا لُذتُم بالقُرَى النائية والوديان، فعرفتم قيمة النعمة وثمرة الطاعة، فعاد الله عليكم بجوده ولطفه، ونصركم بحوله وقوَّته، وحفظ عليكم سوابغ نعمائه، وأمدَّكُم بجزيل عطائه، وجاد عليكم بأنواع آلائه؟ فأي نعم الله تنكرون؟ أم بأي آلائه تكذبون؟ ﴿ فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [الأعراف: 69]، ﴿ وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴾ [النحل: 114]، ﴿ أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ﴾ [لقمان: 20]، ﴿ وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ﴾ [إبراهيم: 34]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [المائدة: 11]، ﴿ وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [الأنفال: 26]، ﴿ فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ﴾ [الأعراف: 74].

 

عباد الله:

لقد مضى هذا العام المنصَرِم بعظيم أهواله ومتنوع أحواله، ومضى شاهِدًا على ابن آدم فيما أودَعَه من أعماله، وهكذا تمرُّ الأعوام وتَمضِي كأنها أضْغاث أحلام، تتغيَّر فيها الأحوال، وتنقَضِي فيها الآجال، وكثيرٌ من الناس أشباه الأنعام، يأكُلون ويتمتَّعون ويعصون ويُجاهِرون، ويُلهِيهم الأمل فسوف يعلَمون، كثيرٌ من الناس في غفلةٍ عن شكر النعمة، والحذر من فجأة النقمة، والاستعداد للنقلة، بل في انهماكٍ في الشهوات، وتضييعٍ للصلاة وأنواع الطاعات، وتلهُّفٍ على ما فات، أفكارُهم تدورُ على جمْع الحطام، ونفوسُهم تتلوَّث بأوضار الذنوب والآثام، في سكرة الدنيا ونشوة الهدى، فليت شِعرِي متى تستَيقِظ الضَّمائر؟ ومتى تستَنِير البصائر؟ فيكون همُّ أحدِهم حاله يوم القدوم على الملك الحي القيوم، فيسأله عن الكبير والصغير، والجليل والحقير، حتى عن الفتيل والقطمير؛ ﴿ فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الحجر: 92 - 93].

 

أيها المسلمون:

إنَّ من أعظم المنكرات المُوبِقات التخلُّف عن الصلوات، وهجْر المساجد والجماعات، فكم توعَّد الله أهلَها ببليغ العقوبات إذا عصوا الله ورسوله جهارًا، واستكبَرُوا عن السجود لله استكبارًا، ﴿ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ﴾ [مريم: 59].

وغَيٌّ: قيل: إنَّه وادٍ في جهنَّم؛ شديدٌ حرُّه، بعيدٌ قعرُه، عظيمٌ هولُه.

فيا ويحهم ما أعظَمَ ما ارتكبوا، ويا ويلهم ما أسوَأَ ما اجترَحُوه في حق الرب الكريم المنعِم العظيم، مع أنهم في غاية الافتِقار إليه في حركات أنفاسهم، ودقَّات قلوبهم، ونبضات الدم في شرايينهم، فلو سكتَت القلوب فمَن يحركها؟ ولو انقَطعت الأنفاس فمَن يَصِلُها؟ ولو تجمَّدت الدماء في العروق فمَن يدفَعُها؟ ﴿ قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ ﴾ [عبس: 17]، ويحَه ما أغدَرَه! فمَن لهم غير الله لو كانوا يعقلون؟

 

أيُّها الإنسان الفقير:

ويحكَ؛ تعصي ربَّك الملك الكبير الذي لا غنى لك إلاَّ به، أم تتَكبَّر عن طاعة جبَّار السَّماوات والأرض وأنت منقلبٌ إليه؟ ابن آدم، أيُّها الكسلان، يا مَن تسمع الأذان فلا تجيب داعيَ الرحمن، بل تبقَى أسيرَ الشيطان، في البيوت مع النساء والولدان، هل تذكَّرت ﴿ كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ * وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ * وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ * وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ * إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ ﴾ [القيامة: 26 - 30].

 

ويحك؛ بأيِّ وجهٍ تَلقَى الله؟ أبوجه إبليس الذي استَكبَر وأبى فأبلس من كلِّ خيرٍ في الدنيا والأخرى؟ أم بوجه فرعون الذي افتُتِن بالملك فتجبَّر وطَغَى؟ فأغرَقَه الله في الماء، وقال في عاقبته نصَّ الكتاب: ﴿ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴾ [غافر: 46].

 

أيُّها الناس:

إنَّ تارِك الصلاة عاصٍ للرحمن ومُتَّبِعٌ للشيطان؛ فإنَّه أوَّل مَن امتَنَع عن السجود بنصِّ القرآن، وسيُحشَر مع مَن يليق به في المنزلة ويُسامِيه ممَّن سبَقَه ممَّن تمرَّد على ربِّه وبارِيه، فإنْ كان ملكًا أو رئيسًا شغَلَه ملكُه ورئاسته، فسيُحشَر مع فرعون الذي شغَلَه ملكُه ورئاسته عن طاعة الرحمن الملك الديَّان، وإنْ كان وزيرًا أو سكرتيرًا لجبَّار، فشغلَتْه وظيفتُه عن طاعة الواحد القهَّار، فسيُحشَر مع هامان وزير فرعون، ويا هول ما سيُلاقون، وإنْ كان غنيًّا أبطَرَه غِناه فلم يجب داعي الله، فسيُحشَر مع قارون تاجر بني إسرائيل الذي شغَلَه غناه عن طاعة ربِّه ومولاه، فخسَف الله به الأرض، فهو يتَجلجَل فيها إلى يوم يَلقاه، وسيشقى بماله فلا تسأل عن حاله، وإنْ كان صاحب بيعٍ وشراء ألهاه الصفق في الأسواق، فتخلَّف عن الصلاة حتى اسوَدَّ قلبُه بالكفر والنِّفاق، فسيُحشَر مع أُبَيِّ بن خَلَفٍ تاجر أهل مكة الذي أهلَكَه الله شرَّ هلكة، ولا تسأل عن مَنزِلِه في النار فهو في شرُّ دركة.

 

أيُّها المسلمون:

شتَّان بين المؤمنين المصلِّين المفلِحين الذين يُحشَرون إلى الرحمن وفدًا؛ ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ﴾ [النساء: 69]، وبين المنافقين المجرِمين الذين هم عن صلاتهم ساهون، الذين هم يُراؤون وإذا قيل لهم: اركَعوا، لا يركَعون، وسيُحشَرون مع أكابر المجرِمين الملعُونِين في الدارين، مع فرعون وهامان وقارون وأكابر مشرِكِي قريش، غدًا يُساقُون إلى جهنَّم وِرْدًا، وتُقَطَّع لهم ثياب من نار؛ ﴿ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ * يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ * وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ * كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ﴾ [الحج: 19 - 22].

 

يا مَن تُدعَون إلى السجود قلا تُجِيبُون وأنتم سالِمون، تذكَّروا حالَكم يوم القيامة في العَرَصات، حين يأتي الله في هذه الأمَّة من كلِّ الفئات، فيَسجُد له عِبادُه المؤمنون المصلُّون، الذين كانوا على صلواتهم يُحافِظون، وفي سائر الأحوال والأوقات إلى الخيرات يُسارِعون، وأمَّا المنافقون الذين من شأنهم التخلُّفُ عن الصلوات، وهجَرُوا المساجد والجماعات، فيذهب أحدهم كيما يسجد فيعود ظهره طبقًا واحدًا؛ أي: لا ينحي ظهرُه فيستطيع السجود، وهذا ما أشار الله إليه، يقول الكريم: ﴿ يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ * خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ ﴾ [القلم: 42 - 43].

 

وتذكَّروا حين يُنصَب الصراط على جهنَّم للمرور، وهي من تحته تَغلِي وتَفُور، لها تغيُّظ وزَفِير، والصراط دحض ومزلَّة، وعليه كلاليب وحسكة، تخطَف مَن أُمِرَتْ بخطفه، وهو ظلمةٌ مدلهمة، ويُعطَى كلُّ أحدٍ نورًا بحسب عمله في الدنيا.

فأمَّا المؤمنون المصلُّون فنورُهم يُضِيء لهم الطريق، ويثبت على الصراط لما سبق لهم من التوفيق، ويَقِيه حرَّ النار، حتى تقول جهنم لأحدهم: يا عبد الله، جُزْ فقد أطفأ نورُك حرِّي.

 

وأمَّا المضيِّعون للصلاة المتَّبِعون للشهوات فيُعطَوْن نورًا بقدر حظِّهم من الإيمان والصلاة، فإذا مرُّوا على الصراط ما شاء الله انطَفَأت الأنوار، وتحقَّقت الأخطار، وتحتهم جهنَّم وبئس القرار، فينادون أهل الإِيمان يَطلُبون منهم أنْ يُسعِفوهم بشيءٍ من الأنوار، فلا يُسعِفونهم لأنَّ كلَّ أحدٍ مشغولٌ بنفسه؛ ﴿ يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ * يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ * فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴾ [الحديد: 12 - 15].

 

فحافِظُوا عبادَ الله على الصلاة، وأدُّوها في المساجد مع الجماعة؛ فإنها نورٌ للعبْد في الدنيا والآخِرة، وذكرٌ له في الجنَّة؛ قال - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((بَشِّروا المشَّائين في الظُّلَم إلى المساجد بالنور التامِّ يوم القيامة))، وفي الحديث: ((والصلاة نورٌ، والصدقة بُرهانٌ)).

 

أيها المسلمون:

ويوم القيامة يَتَساءَل أصحابُ اليمين وهم في جنَّات النعيم عن المجرِمين، فيُرِيهم الله إيَّاهم في دركات الجحيم، فيسألونهم: ﴿ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ﴾ [المدثر: 42 - 43].

فكفى بهذا وعيدًا وتهديدًا وزجرًا أكيدًا للمتخلِّفين عن الصلوات، المُفارِقين للجَماعات، وأنهم قد أخَذُوا بعملٍ يُوصِلهم إلى سقر وبئس المستقر.

 

فاتَّقوا الله أيها المؤمنون، وحافِظُوا على فرائض ربِّكم، وأدُّوا الصلاة جماعةً مع إخوانكم في بيوت الله التي أَذِنَ الله أنْ تُرفَع ويُذكَر فيها اسمُه، ينجز لكم من الخير ما وعَدَكم، ويكفكم شرَّ وهولَ ما ينتَظِركم؛ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [المنافقون: 9].

بارَك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفَعَنا جميعًا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.

أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم من كلِّ ذنب، فاستَغفِروه يغفر لكم إنَّه هو الغفور الرحيم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • العناية بالصلاة والخشوع فيها
  • الحث على الصلاة وأدائها جماعة
  • حافظوا على الصلاة
  • حكم تأخير الصلاة
  • حكم حج تارك الصلاة
  • نصيحة لمن يتخلف عن أداء الصلاة مع الجماعة
  • وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها
  • عقوبة تارك الصلاة
  • خطر التهاون بالصلاة وعقوباته
  • نعمة الله على عبده
  • في التذكير ( خطبة )
  • خطبة عن الصلاة
  • خطبة قصيرة عن الصلاة
  • يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • التذكير بنعمة إدراك رمضان وما ينبغي فيه لأهل الإيمان(مقالة - موقع العميد: عبدالعزيز بن عبدالله القصير)
  • التذكير بالنعم المألوفة (6) الهداية للإيمان واليقين (خطبة)(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • التذكير بالنعم المألوفة (5) {وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة}(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • التذكير بالنعم المألوفة (4) تذليل الأرض(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • التذكير بالنعم المألوفة (3) الشمس والقمر والنجوم والليل والنهار(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • موجة الحر: تذكير وعبر (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التذكير بصلاة الجمعة يوم العيد(مقالة - ملفات خاصة)
  • التذكير بليالي التشمير (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • لوامع الخركوشي بين التذكير والتفسير (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • إبراز معالم منهج ابن باديس في الإصلاح والتغيير من خلال تفسيره مجالس التذكير (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب