• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات   بحوث ودراسات   كتب   برنامج نور على الدرب   قالوا عن الشيخ زيد الفياض   مواد مترجمة   عروض الكتب  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    إقليم سدير في التاريخ (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    نظرات في الشريعة (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    الروضة الندية شرح العقيدة الواسطية (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    قاهر الصليبيين: صلاح الدين الأيوبي (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    القاضي إياس بن معاوية (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    نصائح العلماء للسلاطين والأمراء (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    في سبيل الإسلام (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    حقيقة الدروز (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    فصول في الدين والأدب والاجتماع (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    مؤتفكات متصوف (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    قضية فلسطين (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    من كل صوب (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    عرض كتاب " العلم والعلماء " للعلامة زيد الفياض
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    عرض كتاب: دفاع عن معاوية للدكتور زيد عبدالعزيز ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    آثار العلامة الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض رحمه ...
    دار الألوكة للنشر
  •  
    واجب المسلمين في نشر الإسلام.. الطبعة الثالثة ...
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض / مقالات
علامة باركود

مشاعل على الطريق

الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 26/8/2010 ميلادي - 16/9/1431 هجري

الزيارات: 15558

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

كانوا زملاءَ في الدِّراسة، وكان لكلِّ منهم أماني وآمال.

 

وقد تلتقي آمالُهم في أشياء، وتختلف في أمور كثيرة، كان بعضُ تلك الأماني ضربًا من الخيال، يُثير من الضَّحِك، أكثرَ ممَّا يبعث على الجِدّ، وكان طموحهم مختلفًا، وكانوا مثل غيرهم من الناس ليسوا على قَدْر واحد من الذكاء والحفظ والمواهب.

 

ومرَّتِ السِّنون، وانقضى ما ينوف على عشرة أعوام، وفي لحظة من اللحظات، ومن غير أن يَعرِف تعليلاً واضحًا فكَّر في زملاء الدِّراسة، وأين استقروا؟ وهل تحقَّقت آمالهم؟ وماذا كان مصيرُ الطامح منهم والقانع؟ وأين ألقتْ عصا التسيار بالذكي؟ وكيف آل أمر متوسِّط الذكاء؟


وقد عَرَف قليلاً من الجواب على هذا التساؤل، وخَفِي عليه الكثير، لقد تفرَّق أولئك الزملاء في مُدن وقُرى، ومنهم من اخترمتْه المنيَّة، وكان منهم مَن نال منصبًا مرموقًا، وثروةً وجاهًا، وآخر نال شهرةً وعِلمًا وأدبًا؛ وثالث له بيْت هادئ، وبنون وحفدة، ورابع يعيش كفافًا وهو مسالِم وادع، وخامس في صِراع وكفاح، شعارُه: إنَّ الحياة عقيدةٌ وجهاد.

 

ولكنَّه خرج بنتيجة أنَّ الحظ له دور، وأنَّ الله - سبحانه - لحِكمة يعلمها قد فاوتَ بين عباده في ألوانهم ومواهبهم وأرزاقهم، وأنه لن تموتَ نفسٌ حتى تستكملَ رِزقَها وأجلَها، وأنَّ على العباد السعيَ والاجتهاد، وعلى الله التوفيق والاعتماد.

 

لا أدري:

سأل إبراهيم النخعيُّ عامرًا الشعبيَّ عن مسألة، فقال: لا أدري، فقال: هذا والله العالِم؛ سُئِل عمَّا لا يدري فقال: لا أدري.

 

غرور:

قال مقاتل بن سليمان - وقد دخلتْه أُبَّهةُ العلم -: سلوني عمَّا تحتَ العرْش، إلى أسفل من الثَّرى، فقام إليه رجل من القوم فقال: ما نسألك عمَّا تحت العرش، ولا أسفل من الثَّرى، ولكن نسألك عمَّا كان في الأرض، وذَكَره الله في كتابه، أخبرني عن كَلْب أهل الكهف ما كان لونه؟ فأفحمَه.

 

قال زُهير بن أبي سُلْمَى في هرم بن سنان:

وَأَبْيَضَ فَيَّاضٍ يَدَاهُ غَمَامَةٌ
عَلَى مُعْتَفِيهِ مَا تُغِبُّ نَوَائِلُهْ
تَرَاهُ إِذَا مَا جِئْتَهُ مُتَهَلِّلاً
كَأَنَّكَ تُعْطِيهِ الَّذِي أَنْتَ سَائِلُهْ
أَخِي ثِقَةٍ لاَ تُتْلِفُ الْخَمْرُ مَالَهُ
وَلَكِنَّهُ قَدْ يُتْلِفُ الْمَالَ نَائِلُهْ

 

وأنشد الرِّيَاشي:

سَأَشْكُرُ عَمْرًا مَا تَرَاخَتْ مَنِيَّتِي
أَيَادِيَ لَمْ تُمْنَنْ وَإِنْ هِيَ جَلَّتِ
فَتًى غَيْرُ مَحْجُوبِ الْغِنَى عَنْ صَدِيقِهِ
وَلاَ مُظْهِرُ الشَّكْوَى إِذَا النَّعْلُ زَلَّتِ
رَأَى خَلَّتِي مِنْ حَيْثُ يَخْفَى مَكَانُهَا
فَكَانَتْ قَذَى عَيْنَيْهِ حَتَّى تَجَلَّتِ

 

مسؤولية المثقفين:

واليوم وقد كَثُر المتخرِّجون من الكليات والجامعات والدِّراسات العُليا، فإنَّ من الجدير بهم أن يلتفتوا إلى المؤلَّفات العظيمة التي خلَّفها علماءُ المسلمين، وأسهموا بها في نشْر المعرفة، وخِدمة الدِّين الإسلامي الحنيف، وراموا من ورائها العملَ على إسعاد البشرية في الدَّارين، وإنَّ المخطوطاتِ الهائلةَ التي تزخر بها دُور الكتب في إستنبول والقاهرة، ودمشق والمدينة، والرباط ولندن، وباريس وهولندا، وغيرها في حاجة إلى مَن ينفضُ غبارَها، ويحقِّقها وينشرها، وإذا كان الغربيُّون بدافع من التعصُّب قد تجاهلوا دَوْر العرب في العلوم والمعارف المختلفة، ما عدا النزر القليل، فإنَّ في إظهار تلك الكتب وإبرازها على أوسع نِطاق ما يدحض مزاعمَ أعداء الإسلام مِن رَمْي المسلمين بالتخلُّف والجهل، فعسى أن يقوم المثقَّفون بواجبهم حِيالَ هذا العمل الخطير.

 

العلماء ورثةُ الأنبياء، وقد خَدمُوا العلم ورَوَوْه وحقَّقوه، واعتنوا بالتفاسير والأسانيد والرِّوايات، والجَرْح والتعديل، والفقه والاختلاف، والاجتهاد والقياس، والاستنباط والغريب، واهتمُّوا باللغة نحوًا وصرفًا، وضبطًا وأدبًا، وصنَّفوا في التاريخ فأجادوا، وفي التراجم والسير والطب، والتقويم والفلك، وسواها، وكانت مؤلفاتهم نبراسًا وصوى على الطريق، وإنَّ آدابهم ومحاوراتِهم، ومجالسهم وتدريسهم من أجلِّ ما رواه التاريخ، ودوَّنتْه الأقلام، فما بال البعض يُعرِض عن هذا التراث الجيِّد، ويعشق الضباب والسراب، ويحسب الورم شحمًا، والهذيان علمًا؟!

 

كرم الليث بن سعد:

بعث مالك بن أنس - إمامُ دار الهجرة - إلى العالِم الشهير اللَّيْث بن سعد يستهديه شيئًا من العُصفر لأجل جِهاز ابنته، فبعث إليه بثلاثين حِملاً، فاستعمل منه مالك حاجتَه، وباع منه بخمسمائة دينار، وبقيتْ عنده منه بقيَّة، وحجَّ مرَّة، فأهدى له مالك طبقًا فيه رطب، فردَّ الطبق وفيه ألْفُ دينار.

 

وكان يهبُ للرجل من أصحابه من العلماء الألفَ دينارًا، أو ما يقارِب ذلك، وكان يخرج إلى الإسكندرية في البحر هو وأصحابُه في مركب، ومطبخه في مركب.

 

اهتمام:

يهتمُّ المصلِحون، ويَحرِص الغيورون المخلِصون على نشْر العلوم الدِّينيَّة، ومساعدة الدِّراسات الإسلامية.

 

وإنَّ استمرار كليتي الشريعة في الرياض ومكة، وكلية اللغة العربية، والمعاهد العلمية، ودار التوحيد، ومدارس تحفيظ القرآن، وبذْل المكافآت لطلابها، وكذا الجامعة الإسلامية في المدينة، والإسهام في تشجيع النشاط الإسلامي في كلِّ مكان في العالَم، وإرسال الكتب الإسلامية، وبَعْث الدعاة لأفريقيا وغيرها لنشْر الإسلام، والردِّ على المعادين، وإزالة الشُّكوك والشبهات - كلُّ هذه الأعمال جديرةٌ بالتقدير والاستبشار، ويفرح المسلمون الغيارَى بهذه الجهود المثمِرة النافعة، وإن كان هذا لا يُرضِي الملاحدةَ، ومَن في قلوبهم مرض مِن أتباع الأفكار المسمومة، والدعايات المغرِضة ممَّن يسوءهم كلُّ اتجاه إسلامي، فيسعَوْن لمحاربته بكلِّ وسيلة، وسينتصر الحق - بإذن الله - وتعلو راية الإسلام، وإن كَرِه الكافرون.

 

♦ قال زياد في خُطبته: استوصوا بثلاثة منكم خيرًا: الشريف والعالِم والشيخ، فوالله لا يأتيني شريفٌ بوضيع استخفَّ به إلاَّ انتقمتُ له منه، ولا يأتيني عالِم بجاهل استخفَّ به إلاَّ نكَّلتُ به، ولا يأتيني شيخٌ بشابٍّ استخفَّ به إلاَّ أوجعتُه ضربًا.

 

♦ قال عليُّ بن أبي طالب - رضي الله عنه - لصعصعة بن صُوحان: واللهِ ما علمتُك إلاَّ كثير المعونة، قليل المؤنة، فجزاك الله خيرًا، فقال صعصعة: وأنت يا أمير المؤمنين، فجزاك الله أحسنَ من ذلك، فإنَّك ما علمتك إلاَّ بالله عليم، واللهُ في عينك عظيم.

 

مؤتمرات العلماء المسلمين:

لستُ أعرف تعليلاً لعدم اللقاءات المستمرَّة بين علماء المسلمين في كافَّة أصقاعهم، وشتَّى ديارهم.

 

إنَّنا نشهد اجتماعاتٍ ولقاءاتٍ بين جميع المستويات، وبين جميع الطبقات، ولكنَّا لا نجد تنظيمًا للالتقاء بين علماء الإسلام، إلاَّ ما نَدَر، وهو إذا حصل على نطاق ضيِّق، والذي أتمنَّاه ويتمنَّاه كلُّ غيور أن يتعرَّف علماء المسلمين بعضُهم على بعض، وأن يلتقوا ويتشاوروا، ويبحثوا في المشكلات التي يجابهها العالَم الإسلامي، وطريقة حلِّها على ضَوْء الإسلام، واستنباط الأدلَّة من القرآن والسُّنة، والاستئناس بآراء العلماء الذين سبق لهم أن عالجوا تلك المشكلات.

 

إنَّه من المهمِّ أن تحصل اللقاءاتُ بين علماء المسلمين؛ لِمَا فيها من مصالحَ عظيمة، ومنافعَ كثيرة، تعود بالخير العظيم، والمنافع الجمَّة، إنَّ في تلك الاجتماعات من الفوائد التفاهمَ وتقديرَ كلٍّ لرأي الآخر، وتبيان كلٍّ ما لديه من دليل وتعليل، وفي ذلك سلامة من سوء الظنّ، وتوسيع الخلاف، ونسبة أقوال وآراء غير صحيحة، وعسى أن يتحقَّق هذا الأملُ على نطاق واسع.

 

ولست أدري سِرَّ هذا الصمت من العلماء - وأعني بهم علماء الدِّين والشَّرْع، ولماذا لا يُسمَع لهم صوتٌ جهوري، في الوقت الذي يَنعِق فيه الناعقون، ويهذي المهرِّجون؟!


وإن كنت لا أجهل أنَّ التخطيطَ الماكر من أعداء الإسلام قد شنَّ حربًا شعواء على العلماء، وكُمِّمتْ أفواههم في كثير من البلدان المنتسبة للإسلام، ومع أنَّ قوى كثيرة قد تألَّبت عليهم وحاصرتهم، فإنَّ الشعوب المسلِمة تطلع إلى سماع كلمتهم صريحةً مدويَّة، جاهرة بالحق، مُعلية أمر الله، مُبيِّنة حُكمَه، مدويًا صوتهم دون مَلَق، أو تصنُّع، أو جُبن.

 

إنَّ البلاد التي يعلو فيها الجهرُ بالحق، ويُنظر للعلماء فيها نَظْرة احترام، هي بلاد سائرةٌ على طريق قويم.

 

أمَّا البلاد التي يختفي فيها العلماء، ولا يُسمع لهم كلمة، ولا سيَّما في الأوقات العصيبة، فإن ذلك عنوانُ التردِّي والانحدار، ولنتذكَّر الحديث الشريف: ((مَن سُئِل عن عِلم فكتَمَه ألْجمه الله بلِجام من نار)).

 

فللعلماءِ دَورٌ خطير، وعليهم مسؤولية ضخْمة، وقد ترتَّب عليهم من الواجبات في البيان، والدفاع عن الحق، ونشْر الإسلام، ودَحْض الشُّبه، والجُرْأة في قولةِ العدل ما يعرفه العلماء، وبقَدر ما نالوا من الشَّرف والفضل ومكان الصدارة بالعلم، فإنَّ عليهم حقوقًا جليلة، والناس في كلِّ وقت ينظرون للعلماء، ويترقَّبون منهم مواقفَ جادَّة، وصراحةً في القول، وبيانًا للحقِّ بلا محاباة، ولا مداهنة، ولا خُنوع.

 

وعندما يتَّصف العلماءُ بهذه الصفات الكريمة، فإنَّ هذا دليلٌ بارز على أنَّ الأمَّة تسير في طريق صحيح، وأنَّ دعاة الشرِّ والجهل مدحورون، أمَّا عندما يتكاسل العلماء ويتقاعسون، ويرضَوْن بالعيش الهادئ، والبعد عن المشاكل، ويتخلَّوْن عن مسؤوليتهم القيادية، فإنَّ تلك الأمَّة توشِك أن تقع في مشاكلَ طويلة عريضة، وإنَّها محفوفة بالمخاطِر التي تكاد تبتلعها، ومواقفُ علماء السلف المجاهدين الصادعين بالحق أكثرُ من أن تُذكر هنا، وكان نتيجةُ خمول العلماء ومداهنتهم في بعض الأقطار الإقصاءَ والإهانة والتندُّر، أمَّا الصرحاء الناصحون، فهم محلُّ التقدير، والإعزاز والإصغاء.

 

القادة الصالحون:

قال الأفوه الأودي:

لاَ يَصْلُحُ النَّاسُ فَوْضَى لاَ سَرَاةَ لَهُمْ
وَلاَ سَرَاةَ إِذَا جُهَّالُهُمْ سَادُوا
وَالْبَيْتُ لاَ يُبْتَنَى إِلاَّ لَهُ عَمَدٌ
وَلاَ عِمَادَ إِذَا لَمْ تُرْسَ أَوْتَادُ
فِإِنْ تَجَمَّعَ أَوْتَادٌ وَأَعْمِدَةٌ
لِمَعْشَرٍ بَلَغُوا الْأَمْرَ الَّذِي كَادُوا

 

نصائح غالية:

قال ابن عبَّاس - رضي الله عنهما -: قال لي أبي: أرى هذا الرجل - يعني: عمرَ بن الخطاب - يستفهِمُك ويقدِّمك على الأكابر من أصحاب محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - وإني موصيك بخِلال أربع: لا تُفشينَّ له سرًّا، ولا يجربنَّ عليك كذبًا، ولا تطوِ عنه نصيحة، ولا تغتابنَّ عنده أحدًا.

 

قال الشعبي: فقلت لابن عبَّاس: كل واحدة خير مِن ألف قال: إي والله، ومِن عشرة آلاف.

 

الحفاظ على اللغة:

نُكِب العرب بغزو ثقافي، هدفُه القضاء على الدِّين الإسلامي واللُّغة العربية، وقد حاول المستعمِرون الصليبيُّون، وسعى الشيوعيُّون إلى تحقيق هذا الغرض بكلِّ ما يستطيعون، وتحرَّرت بلدانٌ عديدة من الاستعمار العسكري والسياسي والاقتصادي، ولكنَّها لم تقوَ على التحرُّر من الغزو الثقافي، وإن كانت تبذل جهودًا جبَّارة للتخلُّص من هذا الغزو الفاتك.

 

ونشهد في كلِّ بلاد عربية كلماتٍ أجنبيةً تزحف على اللُّغة العربية، ويوشك خطرُها أن يكون واضحًا لكلِّ إنسان، ونجد البعض يحبِّذ استعمالَها، ويتجاهل أضرارَها، وواجب كلِّ مسلم غيور على دِينه وعلى لغة القرآن أن يَبذُلَ جهده لوقْفِ هذا الزحف الهدَّام، وأن يحرص على استعمال اللُّغة العربية، وهي لغة غنيَّة بمفرداتها، سهلة الألفاظ والتراكيب، واضحة الدلالة، متنوعة الأغراض تفي بالمتطلبات والحاجات.

 

أنى لك هذه الفصاحة؟

قال أبو عمرو بن العلاء: لقيت أعرابيًّا بمكَّة فقلت: ممن أنت؟ قال: أسدي، قلت: ومِن أيِّهم؟ قال: نمري، قلت: من أيِّ البلاد؟ قال: من عمان، قلت: فأنَّى لك هذه الفصاحة؟ قال: إنَّا سكنَّا أرضًا لا نسمع فيها ناجخة التيار، قلت: صِفْ لي أرضك، قال: سيف أفيح، وفضاء صَحْصح، وجبل صَرْدح، ورمل أصبح، قلت: فما مالك؟ قال: النخل، قلت: فأين أنت عن الإبل؟ قال: إنَّ النخل حِملُها غِذاء، وسَعَفُها ضِياء، وجِذْعها بناء، وكربها صلاء، ولِيفها رِشاء، وخُوصها وعاء، وقُروها إناء.

 

علمه القرآن:

يُحكى أنَّ غالب بن صعصعة التميمي أتى أميرَ المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - فقال له: مَن أنت؟ قال: غالِب، فقال له علي: صاحب الإبل الكثيرة؟ قال: نعم، فقال: ما فعلتْ إبلُك؟ قال: دغدغتْها النوائب، وفرَّقتْها الحقوق، فقال: ذلك خير سبيلها، مَن هذا الذي معك؟ قال: ابني، وهو يقول الشِّعر، فإن أذن أمير المؤمنين أنشد، فقال: علمه القرآن، فإنَّه خيرٌ له من الشعر.

 

لا تكثر العتاب:

قال زهير بن أبي سلمى:

وَلاَ تُكْثِرْ عَلَى ذِي الضِّغْنِ عَتْبًا
وَلاَ ذِكْرَ التَّجَرُّمِ لِلذُّنُوبِ
وَلاَ تَسْأَلْهُ عَمَّا سَوْفَ يُبْدِي
وَلاَ عَنْ عَيْبِهِ لَكَ بِالْمَغِيبِ
مَتَى تَكُ فِي صَدِيقٍ أَوْ عَدُوٍّ
تُخَبِّرْكَ الْعُيُونُ عَنِ الْقُلُوبِ

 

خطر المبشرين:

المبشِّرون النصارى يجوبون قارةَ أفريقيا وآسيا، وتمدُّهم بالأموال الضخمة مؤسساتٌ رسميَّة وغير رسمية، ولا يَفْتُرون عن جذْب الوثنيِّين والجهلاءِ إلى ديانتهم المحرَّفة، وشريعتهم المنسوخة، وقد ظهرتْ أخطارهم، ونتائج أعمالهم في عدد من الأقطار الأفريقية، في زنجبار والسودان، وغانا والسنغال، ونيجيريا وغيرها، وفي أقطار آسيويَّة من بينها أندونيسيا.

 

وإنَّ على زعماء المسلمين وعلمائهم ومفكِّريهم أن يقوموا بمجهودات في نشْر الإسلام، وإبعادِ الأخطار التي تنجُم عن تشكيك المبشِّرين النصارى وغيرهم في قدرة الإسلام على الصُّمود، وصلاحيته لكلِّ زمان ومكان، ومقاومة الشُّبَه التي يروِّج لها المبطِلون.

 

مدرسةٌ تبشيريَّة في بلد عربي أُغْلِقت لقيامها بأعمال ضارَّة، ولارتكابها مخالفاتٍ كثيرة، وتألَّب مَن تألَّب، وتوسَّط مَن توسَّط، وهبَّ أنصار الباطل يَدْعُون بالويل والثبور، يُهدِّدون ويتوعَّدون، ويغرون ويمنون، ونشط أناس للعمل جهارًا، وآخرون في الخَفاء لإبقاء مدرسة تبشيريَّة في بلد ينتسب للإسلام، ويرفض ما يُصادم دِينَه وعقيدته، ولا يرضى أن يُصبح أبناؤه معاولَ هدْم، تُوجِّههم المدارس التبشيريَّة، وتغرس فيهم بذورَ العداء للإسلام ولأهلهم، وبلدهم وأمَّتهم.

 

إنها مدرسة عادية، وقد أقاموا لأجْلها الدنيا، فما معنى ذلك؟ أليس هو التعصُّب؟!

 

أمَّا عندما يدافع مسلِم عن دِينه، فهذا في رأيهم تزمت! لقد خدعونا بحريَّة الفِكْر المزعومة؛ ليصلوا إلى أغراضهم المشبوهة.

 

والمسلمون - والحديث عنهم مرير مؤلِم - ما حالهم؟ وما شأنهم؟ لا في إغلاق مدرسة إسلاميَّة، ولكن في تحطيم دول إسلاميَّة، وفي الغزو العسكري والسياسي، والاقتصادي والثقافي الموجَّه لإسلامهم وبلادهم في كل يوم؟ فمتى يستيقظون؟! وما الطريق لصحوهم من رقاد طويل؟!

 

أيام الامتحانات:

أيام الامتحانات تُقْطَف فيها ثمارُ الدراسة بعدَ شهور قضاها الطالب في التردُّد على المدارس، وتأبُّط الكتب، وحمل الأقلام والدفاتر، وها هو يحصد ما زَرَع، ويَلْقى نتيجةَ ما غرس، وعند الامتحان يُكْرَم المرء أو يُهان، والامتحان اختبارٌ لمدى التحصيل، وفَهْم الدروس، وبذْل الجهد في التعلم، وليس الغرض منه الإرهابَ والقسوة، والعقوبة الصارمة، ولكنَّه وُضِع ليُعرفَ به حالُ التلميذ، وليكون حافزًا على الجِدِّ، ومواصلة القراءة والاطلاع، وتقويةِ نفسه في المعرفة، والاجتهاد في تنمية معلوماته.

 

ومن المؤسِف أن يتصوَّر بعضُ الطلبة الامتحانات وكأنَّها كارثة، وفاجعة وداهية! وما هكذا قُصِد بها، ولا أُريد لها، فمَن نَجَح فليتواضعْ ويَحْمد الله، وليعلمْ أنَّ النجاح في المدرسة ليس نهايةَ المطاف، ومَن أخفق ورَسب، فليجتهدْ ويتخذ مِن الفشل سُلَّمًا للنجاح، وليضاعف مِن حِرْصه واجتهاده، فرُبَّ ضارَّة نافعة.

 

قال عبدالله بن معاوية:

وَلَسْتُ بِبَادِي صَاحِبي بِقَطِيعَةٍ
وَلَسْتُ بِمُفْشٍ سِرَّهُ حِينَ يَغْضَبُ
عَلَيْكَ بِإِخْوَانِ الثِّقَاتِ فَإِنَّهُمْ
قَلِيلٌ فَصِلْهُمْ دُونَ مَنْ كُنْتَ تَصْحَبُ
وَمَا الْخِدْنُ إِلاَّ مَنْ صَفَا لَكَ وُدُّهُ
وَمَنْ هُوَ ذُو نُصْحٍ وَأَنْتَ مُغَيَّبُ

 

♦ سمع عمرُو بن عتبة رجلاً يشتُمُ رجلاً في مجلس أحد الأشخاص، فقال له: ويلَك، نزِّهْ سمعك عن استماع الخنا، كما تُنزِّه لسانك عن الكلام به، فإنَّ السامع شريكُ القائل، وإنَّه عمد إلى شرِّ ما في وعائه، فأفْرغَه في وعائك، ولو رُدَّتْ كلمة جاهل في فيه، لسَعِد رادُّها كما شقي قائلُها.

 

بديهة سريعة:

كان سِنان بن مكمل النميريُّ يُساير عمرَ بن هُبَيرة الفزاريَّ يومًا على بغلة، فقال له ابن هُبيرة: غضَّ من عنان بَغلتك، فقال: إنها مكتوبة أصلح الله الأمير، أراد ابن هبيرة قول جرير:

فَغُضَّ الطَّرْفَ إِنَّكَ مِنْ نُمَيْرٍ
فَلاَ كَعْبًا بَلَغْتَ وَلاَ كِلاَبَا

 

وأراد سنان قولَ الشاعر:

لاَ تَأْمَنَنَّ فَزَارِيًّا خَلَوْتَ بِهِ
عَلَى قُلُوصِكَ وَاكْتُبْهَا بِأَسْيَارِ

 

الأجوبة المسكِتة:

من الأجوبة ما يكون موجَزًا وافيًا بالغرض، مؤثِّرًا في نفس السامعين، مقنعًا مفحمًا، ولا ريب أنَّ مَن يمتلك هذه البديهةَ، وتلك الخَصْلة، فإنَّه قد حَظِي بموهبة عظيمة، وثقافة جيِّدة، وفي الغالب يكون محصولُه الثقافي واسعًا متنوعًا، وقد اشتهر في التاريخ أناسٌ لهم من سرعة البديهة، والجواب المختصر المقنع ما يُدهش، ونقرأ قصَصهم، وكأنَّها رواياتٌ ملفَّقة، ابتكرها خيالٌ خصْب، وتصورها حقيقةً، وهي أبعد ما تكون عن الحقائق، ومِن هؤلاء المشهورين بسرعة البديهة: عقيل بن أبي طالب، وابن عبَّاس، والفرزدق، والقاضي إياس بن معاوية.

 

وقد عُرِف أناس بعلم فيه شبه بهذا العلم، وإن اختلف عنه في نواحٍ أُخر، ذلك علم القيافة، والفراسة، وهذا العِلم قد اشتهر به بنو مدلج، وبنو مُرَّة.

 

وكان عمر بن الخطَّاب - رضي الله عنه - ذا فراسةٍ صادقة، وكان ابن تيميَّة له معرفةٌ عجيبة في هذه الأمور.

 

وهناك علم يقارِب هذه العلومَ من ناحية غموضه، ذلك هو علم تعبير الرؤيا، وقد برز فيه الإمامُ محمد بن سيرين، وعبدالغني بن سرور المقدسي، وما أكثرَ ما لدى علماء المسلمين من العلوم والمعارف!

 

قال رجل لمحمَّد بن مطروح الأعرج: أتجد في بعض الحديث أنَّ جهنَّمَ تخرب؟ قال: ما أشقاك إن اتكلت على خرابها.

 

وكان يجلس إليه خَصِيٌّ لزرياب، فسَأله مرة قائلاً: ما تقول في الكبش الأعرج أيجوز في الأضحية؟ قال: نعم، والخصي أيضًا مثلك.

 

دخل رجلٌ من محارِب قيس على عبدالله بن يزيد الهلالي، وهو عامل على أرمينية، وقد بات في موْضع قريب منه غَدير فيه ضفادع، فقال عبدالله للمحاربي: ما تركتْنا أشياخُ محارب ننام في هذه الليلة لشدَّة أصواتها، فقال المحاربيُّ: أصلح الله الأمير، إنَّها أضلت برقعًا لها، فهي في بغائه.

 

أراد الهلالي قولَ الأخطل:

تَنِقُّ بِلاَ شَيْءٍ شُيُوخُ مُحَارِبٍ
وَمَا خِلْتُهَا كَانَتْ تَرِيشُ وَلاَ تَبْرِي
ضَفَادِعُ فِي ظَلْمَاءِ لَيْلٍ تَجَاوَبَتْ
فَدَلَّ عَلَيْهَا صَوْتُهَا حَيَّةَ الْبَحْرِ

 

وأراد المحاربي قول الشاعر:

لِكُلِّ هِلاَلِيٍّ مِنَ اللُّؤْمِ بُرْقُعٌ
وَلِابْنِ هِلاَلٍ بُرْقُعٌ وَقَمِيصُ

 

كان أبو محمَّد القاسم بن محمد الحريريُّ - صاحب المقامات - دميمَ المنظر، فجاءه شخصٌ غريب يزوره، ويأخذ عنه شيئًا، فلمَّا رآه استزرَى شكلَه، ففهم الحريري ذلك منه، فلمَّا الْتمس منه أن يُمليَ عليه، قال له: اكتب:

مَا أَنْتَ أَوَّلُ سَارٍ غَرَّهُ قَمَرٌ
وَرَائِدٍ أَعْجَبَتْهُ خَضْرَةُ الدِّمَنِ
فَاخْتَرْ لِنَفْسِكَ غَيْرَ أَنَّنِي رَجُلٌ
مِثْلُ الْمُعَيْدِيِّ فَاسْمَعْ بِي وَلاَ تَرَنِي

 

قال أحد الشعراء:

كَرِيمٌ يَغُضُّ الطَّرْفَ عِنْدَ حَيَائِهِ
وَيَدْنُو وَأَطْرَافُ الرِّمَاحِ دَوَانِ
وَكَالسَّيْفِ إِنْ لاَيَنْتَهُ لاَنَ مَتْنُهُ
وَحَدَّاهُ إِنْ خَاشَنْتَهُ خَشِنَانِ

 

ما المروءة؟

قال بعضُهم - وقد سُئِل: ما المروءة؟ -: طهارةُ البدن، والفعل الحسن، وقيل للأحنف: ما المروءة؟ فقال: العِفَّة والحِرْفة.

 

قيل للزهري: ما الزهد في الدنيا؟ قال: ألاَّ يغلبَ الحرامُ صبرَك، ولا الحلالُ شكرَك.

 

الدراسة والتدريس:

وأودُّ اليوم أن أتحدَّث عن الدِّراسة والتدريس، والمعلِّم والتلميذ، حسبما تسمح به هذه السطورُ المعدودات.

 

لعلَّ مهنةَ التدريس أشرفُ مهنة، وأرْقى وظيفة، وأقصد بالمدرِّس ذلك الذي يجتهد في غرْس العلوم الدِّينيَّة النافعة، ويبذل قصارى جهده؛ ليحصلَ الطلبة على أكبر قدر من العلم والمعرفة والفَهْم، ويوضح لتلامذته أنَّ العلوم يجب أن تكون في خِدمة الدِّين، والذَّوْد عنه.

 

ولعلَّ بهجته وحبوره إذ يرى نجاحَ طلاَّبه، واضطلاعهم بالمسؤوليات، وإسهامهم في نشْر الإسلام، والدِّفاع عنه لا يُوصَف ولا يُحدّ.

 

وقد كنتُ زاولتُ التدريس خمسَ سنوات رسميًّا، وقبلها سَنَة متطوِّعًا في مدرسة لمحو الأمية.

 

ويؤسفني أن أرى بعضَ المتخرِّجين يعزفون عن التدريس، ويفضِّلون الأعمالَ الإداريَّة والكتابية عليه.

 

ولا شك أنَّ للمدرِّس مطالبَه وحقوقَه، ومن الواجب على مَن أُنيطت بهم مسؤوليةُ التعليم أن يُنصفوه، كما أنَّ على الطلاَّب أن يحترموا أستاذَهم، ويكرموه، ويعرفوا له فضلَه، ويقدِّروا له ما قدَّم لهم من علم، وجهد ونصح.

 

إحياء المعروف:

قالوا: أحي معروفَك بإماتة ذِكْره، وعظِّمْه بالتصغير له.

قال الحسن: لأن أقضِيَ حاجة لأخ لي أحبُّ إلي من عبادة سَنَة.

 

زميل مثابر:

كان زميلاً مثابرًا كريمًا، مجتهدًا مؤدَّبًا، وانقضت أيام الدِّراسة، وتفرقْنا كلٌّ لشأنه وما قُدِّر له، وفي خضم الحياة وتشعبها مرَّت سنوات لم أرَه فيها، وفوجئتُ به ذات يوم قريب، ولا تسلْ عن الفرحة، فكلٌّ منا كان يُعزُّ صاحبَه ويحترمه، ويُسرُّ بلقائه، وكان الشوق إلى أن نجتمع، ويعرف كلٌّ منَّا حال زميله أيام الدراسة، وتحدَّثْنا وتساءلنا، وكلٌّ يود أن يعرف كلَّ شيء عن صديقه، عن عمله، وحالته الاجتماعية، ونشاطه العلمي والأدبي، ومساهمته في الأعمال النافعة وفي الثقافة، ويستفسر عن أبنائه وأقاربه وأصْدقائه، وعن زُملاء الدِّراسة، وأين ألقتْ بهم عصا التسْيار، ولم ننسَ أنَّ نسأل عن أساتذتنا الأفاضل الذين لهم فضلٌ في تدريسنا لا ننساه، ولا نُنكره، وترحمْنا على مَن مات، ودعوْنا الله أن يمتِّع الأحياء بالصحَّة، وأن يوفِّق الجميعَ للخير والرشاد، وبعدَ وقت مرَّ كأنَّه لحظات ودَّعْنا بعضَنا، وانصرف كلٌّ منَّا لشؤونه وشجونه.

 

الردع:

"آخر الدواء الكي"، هذا مَثَل تقوله العرب، وتعني به: استعمال الشدَّة حين تكون ضروريَّة، كعِلاج لمشكلة، أو إصلاح لفرد.

 

والضَّرْب قد يُستعمل تأديبًا وزجرًا، والعقوبات المشروعة جاءتْ لصالح البشريَّة، ودفْع المفاسِد عنها، ولهناء المجتمع وراحته، والبلاد التي أغفلتْ هذه الناحية بدعوى الحضارة والتقليد للغربيِّين، أصبحوا يقاسون الأهوال، ويعبث فيهم المجرِمون، والقَتَلة واللصوص والمعتدون، فلا يجدون وازعًا، ولا رادعًا، ولا يخَشَوْن عقوبة، ولا يتوقَّعون شدَّة رادعة، وقد انتُزع عن تلك المجتمعات أمنُها، وزال استقرارها، فعاشتْ في خوف وهلع، وشدَّة وجزع، ولقد نشأتْ آراء تفلسف بها أصحابُها، وحمَّلوا ذنب المجرِم مجتمعَه، وزعموا أنَّ المجرم يحتاج إلى علاج نفساني، لا إلى عقوبة صارِمة، وعابوا الضَّرْبَ للتلميذ المتمرِّد السيِّئ الخُلُق، بحُجَّة التربية الحديثة، فنشأ التلاميذُ في كثير من البلدان لا يعبؤون بتعاليم، ولا يحترمون دِينًا، ولا يُقدِّرون والدًا، ولا يهتمُّون للروابط الأُسريَّة والأُخويَّة، وهكذا نُقضتْ أُسس مكينة، ودبَّت الفوْضى، وطَمَى سيلُ عارم من المفاسد، والرذائل والاستهتار، ووقف الغيورون يتأسَّفون ويحزنون، ويُحذِّرون، ولكن ما أقلَّ السامعين والواعين!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • معينات على الطريق
  • زاد على الطريق

مختارات من الشبكة

  • خطبة: أمة قادتها مشاعل(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حديث: بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك في الطريق...(مقالة - مكتبة الألوكة)
  • رعاة الإبل وجمالية التعامل والتربية(مقالة - حضارة الكلمة)
  • جمال مشعل مقريزي القرن الواحد والعشرين(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • كيف تبنى عاداتك الإيجابية لمشعل عبد العزيز الفلاحي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مشجرات في علوم القرآن لمشاعل العصيمي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • سمو الأمير مشعل بن محمد بن سعود(مقالة - موقع ثلاثية الأمير أحمد بن بندر السديري)
  • فوائد من حديث: بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الطريق إلى النجاح (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • أسلوب الرفق واللين: الطريق إلى قلوب الناس في دعوتهم إلى الله تعالى (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب