• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات   بحوث ودراسات   كتب   برنامج نور على الدرب   قالوا عن الشيخ زيد الفياض   مواد مترجمة   عروض الكتب  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    إقليم سدير في التاريخ (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    نظرات في الشريعة (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    الروضة الندية شرح العقيدة الواسطية (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    قاهر الصليبيين: صلاح الدين الأيوبي (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    القاضي إياس بن معاوية (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    نصائح العلماء للسلاطين والأمراء (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    في سبيل الإسلام (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    حقيقة الدروز (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    فصول في الدين والأدب والاجتماع (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    مؤتفكات متصوف (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    قضية فلسطين (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    من كل صوب (PDF)
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
  •  
    عرض كتاب " العلم والعلماء " للعلامة زيد الفياض
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    عرض كتاب: دفاع عن معاوية للدكتور زيد عبدالعزيز ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    آثار العلامة الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض رحمه ...
    دار الألوكة للنشر
  •  
    واجب المسلمين في نشر الإسلام.. الطبعة الثالثة ...
    الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض / مقالات
علامة باركود

الأمثال

الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 21/8/2010 ميلادي - 11/9/1431 هجري

الزيارات: 17465

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مِن الأمثال ما يُثبِّط العزائم، ويوهِن المعالي، ويدعو للؤم والخمول.

 

ومِن هذه الأمثال: "اتَّقِ شرَّ مَن أحسنت إليه"، فمِن الناس مَن يتحذلق ويتشدق، ويردد هذه الكلمة، على اعتبار أنَّها أعظمُ ما تفتق عنه ذهن فيلسوف مفكِّر عنده، من الحصافة في الرأي، والخِبرة في طبائع الناس ما جعله يصدر هذا الحُكم القاسي، المنفِّر عن الخير، الداعي إلى منْع المعروف، والأحرى أنَّه ممَّن يبخل ويأمر الناس بالبُخْل.

 

ومِن الأمثال ما يُوضَع في غير محلِّه، ويلقيه بعض الناس جزافًا، جاهلاً ما يَعنيه وما يُراد به، ومن تلك الأمثال: "إذا كان الكلام من فضَّة فالسكوت من ذهب"، فليس هذا صحيحًا على إطلاقه، وإنَّما يحتاج إلى تفصيل وتوضيح، فإن كان الكلام لغوًا وفضولاً، أو قبيحًا وقحًا، فالصمت أفضل منه - بلا ريب - وإن كان كلامًا نافعًا، وكلامًا صائبًا قد قيل في وقته، فقطعًا هو أحسنُ من الصمت، وأولى من السكوت.

 

ولعلَّ في هذا المثال ما يدعونا للتأمُّل في الأمثال التي نُورِدها قبلَ أن نأخذها قضية مسلَّمة، وحقيقة مقبولة.

 

في الأمثال:

خذ ما دفّ واستدف - يقال في القناعة.

خالِفْ تُذْكَر - قاله الحطيئة لعتبة بن النهاس العجلي، وكان الحطيئة قد سألَه أيُّ الناس أشعر؟ فقال: أنت، قال الحطيئة: خالِف تُذكر، بل أشعر مني الذي يقول:

وَمَنْ يَجْعَلِ الْمَعْرُوفَ مِنْ دُونِ عِرْضِهِ
يَفِرْهُ وَمَنْ لاَ يَتَّقِ الشَّتْمَ يُشْتَمِ
وَمَنْ يَكُ ذَا فَضْلٍ فَيَبْخَلْ بِفَضْلِهِ
عَلَى قَوْمِهِ يُسْتَغْنَ عَنْهُ وُيُذْمَمِ

 

اختلط المرعى بالهمل - المرعى: الإبل فيها رعاؤها، والهمل: التي ليس معها رعاتها.

 

في الأمثال:

أبلغ مِن قُسّ، هو قس بن ساعدة بن حذافة بن زهير بن إيَّاد بن نزار الإيادي.

كان مِن عقلاء العرب، وحكمائهم وفصحائهم، عُمِّر مائة وثمانين سَنَة.

 

وقالوا: أبخلُ مِن مادر، وهو رجل من بني هلال بن عامر بن صعصعة، بلغ مِن بخله أنَّه سقى إبلَه، فبقي في أسفل الحوض بقية من ماء، فسلح فيه ومدر به الحوض (طلاه)، فسمِّي مادرًا لذلك، أمَّا اسمه فهو مخارق.

 

ويقولون: أخلف من ولد الحمار، يعنون البغل؛ لأنَّه لا يشبه أباه ولا أمَّه.

 

ويقال: الحصاة من الجبل - ويُريدون به أنَّ كلاًّ يميل إلى شكله.

 إذا صلحت العين، صلحت سواقيها.

ومثله: الناس على دِين ملوكهم.

 

وقولهم: إذا صلح الرأس، صلَح الجسد.

 

إنَّ أخاك مَن آساك، وإذا حان القضاءُ ضاق الفضاء، بَلَغ السيْل الزُّبى، رُبَّ أخ لك لم تلدْه أمُّك، زكاة النِّعم المعروف، صدرُك أوسع لسرِّك، عند الصباح يَحمد القوم السُّرَى، قطعت جهيزة قولَ كلِّ خطيب، نفس عصام سوَّدت عصامًا، لا يفلُّ الحديدَ إلاَّ الحديد، بات فلان يشوي القراح - يعنون به: الماء الخالِص، أصله أنَّ رجلاً اشتهى مأدومًا، ولم يكن عنده سوى الماء، فأوقد نارًا، ووضع القِدْر عليها، وجعل فيها ماءً وأغلاه، وأكبَّ على الماء يتعلَّل بما يرتفع مِن بُخاره فقيل له: ما تصنع؟ فقال: أشوي الماء، فضُرِب به المثل لِمَن ساء حاله، ونفد مالُه، فصار بحيْث يشوي الماء شهوةً للطبيخ.

 

شمر ذيلاً، وادرع ليلاً، ويضرب في الجدِّ في طلب الشيء.

 

شَفَيت نفسي وجدعت أنفي، ويضرب لمن يضرُّ بنفسه من وجه، ويشتفي من وجه.

 

حلب الدهر أشطره، مأخوذ من حلب أشطر الناقة، وإذا حلب خلفين من أخلافها، ثم يحلبها الثانية خلفين أيضًا، يضرب للمجرِّب العارف، إنَّه لألمعي، يضرب للذكيِّ الذي يُصيب بظنِّه، قال أوس بن حجر:

 

الْأَلْمَعِيُّ الَّذِي يَظُنُّ بِكَ الْ
ظَنَّ كَأَنْ قَدْ رَأَى وَقَدْ سَمِعَا

 

وفي الحديث: ((اتَّقوا فراسةَ المؤمن، فإنَّه ينظر بنور الله))، وفي الحديث: ((إنْ يكن في أمَّتي مُحدَّثون فعُمر)).

 

من الأمثال:

يقال للرجل المبرز في الفضل أو العلم: ما يُشقُّ له غبار.

ويقال للرجل المشهور: هل يَجهل فلانًا إلاَّ مَن يجهل القمر.

ويقال للرجل الشجاع القوي القلْب: ما يُقعْقع له بالشِّنان.

ويقال في الاثنين يتشابهان قوَّة ومضاءً: الحديد بالحد يُفَلّ.

ويقولون للذليل المستضعف: لقد ذلَّ مَن بالتْ عليه الثعالب.

 

محاكمة:

مما قالتْه العرب على ألسنة الحيوانات:

وجدتِ الضبع تمرة، فاختلسَها الثعلب فأكلها، فلطمتْه، فلطَمَها، فتحاكمَا إلى الضب، فقالت:

يا أبا الحسيل!

قال: سميعًا دعوت.

 

قالت: أتيناك نحتكم إليك.

قال: في بيته يُؤتَى الحُكم.

 

قالت: إني التقطت تمرة.

قال: حلوًا اجتنيتِ.

 

قالت: إنَّ الثعلب أخَذَها فأكلها.

قال: حظَّ نفسه بغَى.

 

قالت: فلطمتُه.

قال: اشتفيتِ.

 

قالت: فلطمَني.

قال: حرٌّ انتصر.

 

قالت: اقضِ بيننا.

قال: قد فعلتُ.

 

الشجاعة والحماسة:

كان للحماسة والإشادة بالبطولة، والتنويه بالشجعان دَورٌ كبير في تاريخ العرب في جاهليتهم، فلمَّا جاء الإسلام داعيًا للجهاد، ورفْع راية الإسلام، قام الشعراء المسلمون يحثُّون على الجهاد، ويشيدون بالشجعان الأخيار الذين يدافعون عن دين الله، ويقمعون الكَفَرة والمشركين، لا هَمَّ لهم إلاَّ نصرة دين الله، فإمَّا فوز بالنصر، أو نيل للشهادة، ولسان حالهم يقول:

وَلَسْتُ أُبَالِي حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِمًا
عَلَى أَيِّ جَنْبٍ كَانَ فِي اللَّهِ مَصْرَعِي

 

♦ قال أبو بكر - رضي الله عنه - لخالد بن الوليد: اطلبِ الموت توهبْ لك الحياة، وكان خالد - رضي الله عنه - يقول: ما أقرَّ لعيني مِن ليلة يُهدَى إليَّ فيها عروس، إلاَّ ليلة أغدو فيها لقتال العدو.

 

♦ دخل الفرزدقُ على سليمان بن عبدالملك، فقال له: مَن أنت - وتجهَّم له كأنَّه لا يعرفه؟ فقال له الفرزدق: وما تعرفني يا أميرَ المؤمنين؟ قال: لا، قال: أنا مِن قوم منهم أوفَى العرب، وأسْودُ العرب، وأجودُ العرب، وأحلمُ العرب، وأفرس العرب، وأشعرُ العرب.

 

قال: والله لتبيننَّ ما قلت، أو لأوجعنَّ ظهرك، ولأهدمنَّ دارك.

 

قال: نعم يا أميرَ المؤمنين، أمَّا أوفى العرب فحاجب بن زرارة، الذي رهن قوسَه عن جميع العرب فوفَّى بها، وأمَّا أسْودُ العرب فقيس بن عاصم الذي وفَدَ على رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فبَسَط له رداءه، وقال: هذا سيِّد الوبر، وأمَّا أحلمُ العرب فعتَّاب بن ورقاء الرياحي، وأمَّا أفرس العرب فالحريش بن هلال السعدي، وأمَّا أشعر العرب فها أنا ذا بين يديك يا أمير المؤمنين، فاغتم سليمان ممَّا سمع مِن فخره ولم ينكرْه، وقال: ارجع على عقبيك، فما لك عندنا شيء مِن خير، فرجع الفرزدق، وقال:

أَتَيْنَاكَ لاَ مِنْ حَاجَةٍ عَرَضَتْ لَنَا
إِلَيْكَ وَلاَ مِنْ قِلَّةٍ فِي مُجَاشِعِ

 

قال يزيد بن المهلب: ما رأيتُ أشرف نفسًا من الفرزدق، هجاني ملكًا، ومدحني سوقة.

 

♦ قال عبدالملك بن مرْوان يومًا: مَن أشجع العرب شعرًا؟

فقيل: عمرو بن معد يكرب.

 

فقال: كيف، وهو الذي يقول:

فَجَاشَتْ إِلَيَّ النَّفْسُ أَوَّلَ مَرَّةٍ
فَرُدَّتْ عَلَى مَكْرُوهِهَا فَاسْتَقَرَّتِ

 

قالوا: فعمرو بن الإطنابة، فقال: كيف وهو الذي يقول:

وَقُولِي كُلَّمَا جَشَأَتْ وجَاشَتْ
مَكَانَكَ تُحْمَدِي أَوْ تَسْتَرِيحِي

 

قالوا: فعامر بن الطفيل، قال: كيف وهو الذي يقول:

أَقُولُ لِنَفْسٍ لاَ يُجَادُ بِمِثْلِهَا
أَقَلِّي مُرَاحًا إِنَّنِي غُيْرُ مُدْبِرٍ

 

قالوا: فمن أشجعهم عند أمير المؤمنين؟ قال: أربعة:

عباس بن مِرداس السُّلمي، وقيس بن الخطيم الأوسي، وعنترة بن شداد العبسي، ورجل من مزينة.

 

أما عباس، فلقوله:

أَشُدُّ عَلَى الْكَتِيبَةِ لاَ أُبَالِي
أَفِيهَا كَانَ حَتْفِي أَمْ سِوَاهَا

 

وأما قيس بن الخطيم، فلقوله:

وَإِنِّي لَدَى الْحَرْبِ الْعَوَانِ مُوَكَّلٌ
بِتَقْدِيمِ نَفْسٍ لاَ أُرِيدُ بَقَاءَهَا

 

وأمَّا عنترة بن شداد، فلقوله:

إِذْ تَتَّقُونَ بِيَ الْأَسِنَّةَ لَمْ أَخِمْ
عَنْهَا وَلَكِنْ قَدْ تَضَايَقَ مَقْدِمِي

 

وأمَّا المزني، فلقوله:

دَعَوْتُ بَنِي قُحَافَةَ فَاسْتَجَابُوا
فَقُلْتُ رِدُوا فَقَدْ طَابَ الْوُرُودُ

 

نسيان مخيف:

قال الجاحظ: نسيتُ كنيتي ثلاثةَ أيام، فسألت أهلي بماذا أكنى؟ فقالوا لي: أبو عثمان.

 

أُرتج عليه:

صَعِد عثمان بن عفان - رضي الله عنه - المنبر، فأُرتِج عليه، فقال: إنَّ أبا بكر وعمر كانَا يعدَّان لهذا المقام مقالاً، وأنتم إلى إمام عادل أحوجُ منكم إلى إمام خطيب.

 

يقـال:

كان يقال: لا وحشةَ أوحشُ مِن عجب، ولا ظهير أعون مِن مشورة، ولا فقر أشدُّ من عدم العقل.

 

قال عطاء بن أبي رباح: ما قال العبد: يا رب، يا رب، ثلاث مرَّات إلاَّ نظر الله إليه، فذُكِر ذلك للحسن فقال: أما تقرؤون القرآن ﴿ رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا ﴾ [آل عمران: 193] إلى قوله: ﴿ فاستجاب لهم ربهم ﴾.

 

قال أبو الطيِّب يمدح سيف الدولة، ويذكر بناءَ مرعش:

فَرُبَّ غُلاَمٍ عَلَّمَ الْمَجْدَ نَفْسَهُ
كَتَعْلِيمِ سَيْفِ الدَّوْلَةِ الطَّعْنَ وَالضَّرْبَا
إِذَا الدَّوْلَةُ اسْتَكْفَتْ بِهِ فِي مُلِمَّةٍ
كَفَاهَا فَكَانَ السَّيْفَ وَالْكَفَّ وَالْقَلْبَا
تُهَابُ سُيُوفُ الْهِنْدِ وَهْيَ حَدِائِدٌ
فَكَيْفَ إِذَا كَانَتْ نِزَارِيَّةً عُرْبَا
وَيُرْهَبُ نَابُ اللَّيْثِ وَاللَّيْثُ وَحْدَهُ
فَكَيْفَ إِذَا كَانَ اللُّيُوثُ لَهُ صَحْبَا
فَيَوْمًا بِخَيْلٍ تَطْرُدُ الرُّومَ عَنْهُمُ
وَيَوْمًا بِجُودٍ يَطْرُدُ الْفَقْرَ وَالْجَدْبَا
سَرَايَاكَ تَتْرَى وَالدُمُسْتُقُ هَارِبٌ
وَأَصْحَابُهُ قَتْلَى وَأَمْوَالُهُ نُهْبَى
أَتَى مَرْعَشًا يَسْتَقْرِبُ الْبُعْدَ مُقْبِلاً
وَأَدْبَرَ إِذْ أَقْبَلْتَ يَسْتَبْعِدُ الْقُرْبَا
كَذَا يَتْرُكُ الْأَعْدَاءَ مَنْ يَرْهَبُ الْقَنَا
وَيَقْفُلُ مَنْ كَانَتْ غَنِيمَتُهُ رُعْبَا
مَضَى بَعْدَ مَا الْتَفَّ الرِّمَاحَانِ سَاعَةً
كَمَا يَتَلَقَّى الْهُدْبُ فِي الرَّقْدَةِ الْهُدْبَا

وَلَكِنَّهُ وَلَّى وَلِلطَّعْنِ سَوْرَةٌ
إِذَا ذَكَرَتْهَا نَفْسُهُ لَمَسَ الْجَنْبَا
وَخَلَّى الْعَذَارَى وَالْبَطَارِيقَ وَالْقُرَى
وَشُعْثَ النَّصَارَى وَالْقَرَابِينَ وَالصُّلْبَا

 

♦قالوا: إذا أعجبَك الكلام فاصمتْ.

 

وقال أبو فراس الحمداني:

أُسِرْتُ وَمَا صَحْبِي بِعُزْلٍ لَدَى الْوَغَى
وَلاَ فَرَسِي مُهْرٌ وَلاَ رَبُّهُ غَمْرُ
وَلَكِنْ إِذَا حُمَّ الْقَضَاءُ عَلَى امْرِئٍ
فَلَيْسَ لَهُ بَرٌّ يَقِيهُ وَلاَ بَحْرُ
وَقَالَ أُصَيْحَابِي الْفِرَارُ أَوِ الرَّدَى
فَقُلْتُ هُمَا أَمْرَانِ أَحْلاَهُمَا مُرُّ
وَلَكِنَّنِي أَمْضِي لِمَا لاَ يُعِيبُنِي
وَحَسْبُكَ مِنْ أَمْرَيْنِ خَيْرُهُمَا الْأَسْرُ

 

ويُشير إلى تمنُّن الروم عليه، بأنَّهم أبقوا له ثيابَه، فيقول:

يَمُنُّونَ أَنْ خَلَّوْا ثِيَابِي وَإِنَّمَا
عَلَيَّ ثِيَابٌ مِنْ دِمَائِهِمُ حُمْرُ
وَقَائِمُ سَيْفٍ فِيهِمُ دُقَّ نَصْلُهُ
وَأَعْقَابُ رُمْحٍ فِيهِمُ حُطَّمُ الصَّدْرُ
سَيَذْكُرُنِي قَوْمِي إِذَا جَدَّ جِدُّهُمْ
وَفِي اللَّيْلَةِ الظَّلْمَاءِ يُفْتَقَدُ الْبَدْرُ
وَنَحْنُ أُنَاسٌ لاَ تَوَسُّطَ بِيْنَنَا
لَنَا الصَّدْرُ دُونَ الْعَالَمِينَ أَوِ الْقَبْرُ

 

♦ قال علي - رضي الله عنه -: عضُّوا على النواجذ من الأضراس (يعني في الحرْب)، فإنَّه أنبَى للسيوف عن الهام.

 

♦ لَمَّا قال أبو الطيب المتنبي:

يَرَى الْجُبَنَاءُ أَنَّ الْعَجْزَ عَقْلٌ
وَتِلْكَ خَدِيعَةُ الطَّبْعِ اللَّئِيمِ
وَكُلُّ شَجَاعَةٍ فِي الْمَرْءِ تُغْنِي
وَلاَ مِثْلُ الشَّجَاعَةِ فِي الْحَكِيمِ

 

قيل له: أنَّى يكون الشجاع حكيمًا، هما على طرفَي نقيض؟! قال: هذا عليُّ بن أبي طالب - رضي الله عنه.

 

♦ قال ابنُ عبد ربِّه صاحبُ "العقد الفريد" في وصف الحرب:

سُيُوفٌ يَقِيلُ الْمَوْتُ تَحْتَ ظُبَاتِهَا
لَهَا فِي الْكُلَى طَعْمٌ وَبَيْنَ الْكُلَى شُرْبٌ
إِذَا اصْطَفَّتِ الرَّايَاتُ حُمْرًا مُتُونُهَا
ذَوَائِبُهَا تَهْفُو فَيَهْفُو لَهَا الْقَلْبُ
وَلَمْ تَنْطِقِ الْأَبْطَالُ إِلاَّ بِفِعْلِهَا
فَأَلْسُنُهَا عُجْمٌ وَأَفْعَالُهَا عُرْبُ
إِذَا مَا الْتَقَوْا فِي مَأْزِقٍ وَتَعَانَقُوا
فَلُقْيَاهُمُ طَعْنٌ وَتَعْنِيقُهُمْ ضَرْبُ

 

نادرة:

دعَا رجل من الأشراف بمكَّة، فقال: اللهمَّ إن كنت ما تعرفني، فأنا فلان ابن فلان، وإني مررتُ بعبدك فلان، وهو يقول شيئًا فيه فُحْش، فرفستُه فانبطح يفحص برجليه ميتًا، اللهمَّ قد أقررتُ لك الآن، فاغفرْ لي كما تريد.

يقال:

الشجاع محبَّب حتى إلى عدوه، والجبان يُبغَض حتى من أمِّه.

 

♦ قال بعض الجبناء: مَن أراد السلامة، فلْيَدَعِ الشجاعة.

 

الوصف:

تغنَّى الشعراء في الوصف، فوصفوا الشجاعة والجُبن، والجود والبخل والكرم وعكسها، ونعتوا السيف والقلم، والتفاح والرمان، والخيل والإبل، والسيَّارة والطائرة، والأسد والحرب، والسحاب والغيث، والشمس والقمر، والليل والنهار، والأمطار والزلازل، والبساتين والحدائق، وغيرها.

 

وصف روض:

مِن قصيدة للحسن بن علي بن وكيع في وصف روض:

أَسْفَرَ عَنْ بَهْجَتِهِ الرَّوْضُ الْأَغَرّْ
وَابْتَسَمَ الدَّوْحُ لَنَا عَنِ الزَّهَرْ
أَبْدَى لَنَا فَصْلُ الرَّبِيعِ مَنْظَرًا
بِمِثْلِهِ تُفْتَنُ أَلْبَابُ الْبَشَرْ
وَشْيًا وَلَكِنْ حَاكَهُ صَانِعُهُ
لاَ لِابْتِذَالِ اللُّبْسِ لَكِنْ لِلنَّظَرْ
عَايَنَهُ طَرْفُ السَّمَاءِ فَانْثَنَى
عِشْقًا لَهُ يَبْكِي بِأَجْفَانِ الْمَطَرْ
فَالْأَرْضُ فِي زِيِّ عَرُوسٍ فَوْقَهَا
مِنْ أَدْمُعِ الْقَطْرِ نِثَارٌ مِنْ دُرَرْ
وَشْيٌ طَوَاهُ فِي الثَّرَى صِوَانُهُ
حَتَّى إِذَا قَلَّ مِنَ الطَّيِّ انْتَشَرْ

 

الربيع:

قال صفي الدين الحلي:

وَرَدَ الرَّبِيعُ فَمَرْحَبًا بِوُرُودِهِ
وَبِنُورِ بَهْجَتِهِ وُحُسْنِ وُرُودِهِ
وَبِحُسْنِ مَنْظِرِهِ وَطِيبِ نَسِيمِهِ
وَأَنِيقِ مَلْبَسِهِ وَوَشْيِ بُرُودِهِ
فَصْلٌ إِذَا فَخَرَ الزَّمَانُ فَإِنَّهُ
إِنْسَانُ مُقْلَتِهِ وَبَيْتُ قَصِيدِهِ
يُغْنِي الْمِزَاجَ عَنِ الْعِلاَجِ نَسِيمُهُ
بِاللُّطْفِ عِنْدَ هُبُوبِهِ وَرُكُودِهِ
يَا حَبَّذَا أَزْهَارُهُ وَثِمَارُهُ
وَنَبَاتُ نَاجِمِهِ وَحَبُّ حَصِيدِهِ
وَالْغُصْنُ قَدْ كُسِيَ الْغَلاَئِلَ بَعْدَمَا
أَخَذَتْ يَدَا كَانُونَ فِي تَجْرِيدِهِ
نَالَ الصِّبَا بَعْدَ الْمَشِيبِ وَقَدْ جَرَى
مَاءُ الشَّبِيبَةِ فِي مَنَابِتِ عُودِهِ
وَالْوَرْدُ فِي أَعْلَى الْغُصُونِ كَأَنَّهُ
مَلِكٌ تَحُفُّ بِهِ سَرَاةُ جُنُودِهِ
وَالْيَاسَمِينُ كَعَاشِقٍ قَدْ شَفَّهُ
جَوْرُ الْحَبِيبِ بِهَجْرِهِ وَصُدُودِهِ
فَانْظُرْ لِنَرْجِسِهِ الشَّهِيرِ كَأَنَّهُ
طَرَفٌ تَنَبَّهَ بَعْدَ طُولِ هُجُودِهِ
واَنْظُرْ إِلَى الْمَنْظُومِ مِنْ مَنْثُورِهِ
مُتَنَوِّعًا بِفُصُولِهِ وَعُقُودِهِ
أَوَمَا تَرَى الْغَيْمَ الرَّقِيقَ وَمَا بَدَا
لِلْعَيْنِ مِنْ أَشْكَالِهِ وَطُرُودِهِ
وَالسُّحْبُ تَعْقِدُ فِي السَّمَاءِ مَآتِمًا
وَالْأَرْضُ فِي عُرْسِ الزَّمَانِ وَعِيدِهِ
نَدَبَتْ فَشَقَّ لَهَا الشَّقِيقُ جُيُوبَهُ
وَازْرَقَّ سَوْسَنُهَا لِلَطْمِ خُدُودِهِ

 

♦ وقال أبو محمَّد المهلبي ينعت الشمسَ في يوم غائِم:

وَيَوْمٍ كَأَنَّ الشَّمْسَ وَالْغَيْمُ دُونَهَا
حِجَابٌ بِهِ صِينَتْ فَمَا يَتَهَتَّكُ
عَرُوسٌ بَدَتْ فِي زُرْقَةٍ مِنْ ثِيَابِهَا
تُجَلِّلُهَا فِيهَا رِدَاءٌ مُمَسَّكُ

 

♦ وقال أعرابي يصف نارًا في البرية:

رَأَيْتُ بِحَزْنِ عَزَّةَ ضَوْءَ نَارٍ
تَلَأْلَأَ وَهْيَ وَاضِحَةُ الْمَكَانِ
فَشَبَّهَ صَاحِبَاي بِهَا سُهَيْلاً
فَقُلْتُ تَبَيَّنَا مَا تُبْصَرَانِ
أَنَارٌ أُوقِدَتْ لِتُنَوِّرَاهَا
بَدَتْ لَكُمَا أَمِ الْبَرْقُ الْيَمَانِي
كَأَنَّ النَّارَ يَقْطَعُ مِنْ سَنَاهَا
بِنَائِقَ جُبَّةٍ مِنْ أُرْجُوَانِ

 

♦ وقال جميل بثينة:

أَكَذَّبْتُ طَرْفِي أَمْ رَأَيْتُ بِذِي الْغَضَا
لِبَثْنَةَ نَارًا فَاحْبِسُوا أَيُّهَا الرَّكْبُ
إِلَى ضَوْءِ نَارٍ فِي الْقَتَامِ كَأَنَّهَا
مِنَ الْبُعْدِ وَالْأَهْوَالِ جَيْبٌ بِهَا ثَقْبُ
وَمَا خَفِيَتْ مِنِّي لَدُنْ شَبَّ ضَوْءُهَا
وَمَا هَمَّ حَتَّى أَصْبَحَتْ ضَوْءُهَا يَخْبُو
وَقَالَ صِحَابِي مَا نَرَى ضَوْءَ نَارِهَا
وَلَكِنْ عَجِلْتَ وَاسْتَنَاعَ بِكَ الْخَطْبُ
فَكَيْفَ مَعَ الْمِحْرَاجِ أَبْصَرْتَ نَارَهَا
وَكَيْفَ مَعَ الرَّمْلِ الْمُنَطَّقَةُ الْهُدْبُ

 

الحمامة:

قال أبو علي السهواجي:

وَهُتُوفٍ أَيْكِيَّةٍ ذَاتِ شَجْوٍ
سَجَّعَتْ ثُمَّ رَجَّعَتْ تَرْجِيعَا
ذَكَرَتْ إِلْفَهَا فَحَنَّتْ إِلَيْهِ
فَبَكَيْنَا مِنَ الْفِرَاقِ جَمِيعَا

 

وقال آخر:

وَأَسْلَمَهَا الْبَاكُونَ إِلاَّ حَمَامَةٌ
مُطَوَّقَةٌ وَرْقَاءُ بَانَ قَرِينُهَا
تَجَاوَبَهَا أُخْرَى عَلَى خَيْزُرَانَةٍ
يَكَادُ يُدَنِّيهَا مِنَ الْأَرْضِ لِينُهَا

 

وقال حميد بن ثور:

وَمَا هَاجَ هَذَا الشَّوْقَ إِلاَّ حَمَامَةٌ
دَعَتْ شَوْقَ حُرٍّ مُغْرَمٍ فَتَرَنَّمَا
بَكَتْ مِثْلَ ثَكْلَى قَدْ أُصِيبَ حَمِيمُهَا
مَخَافَةَ بَيْنٍ يَتْرُكُ الْحَبْلَ أَجْذَمَا
فَلَمْ أَرَ مِثْلِي شَاقَهُ صَوْتُ مِثْلِهَا
وَلاَ عَرِبَيًّا شَاقَهُ صَوْتُ أَعْجَمَا

 

وقال أحد الشعراء:

وَتَنَبَّهَتْ ذَاتُ الْجَنَاحِ بِسَحْرَةٍ
بِالْوَادِيَيْنِ فَنَبَّهَتْ أَشْوَاقِي
وَرْقَاءُ قَدْ أَخَذَتْ فُنُونَ الْحُزْنِ عَنْ
يَعْقَوبَ وَالْأَلْحَانَ عَنْ إِسْحَاقِ
قَامَتْ تُطَارِحُنِي الْغَرَامَ جَهَالَةً
مِنْ دُونِ صَحْبِيَ بِالْحِمَى وَرِفَاقِي
أَنَّى تُبَارِينِي جَوًى وَصَبَابَةً
وَكَآبَةً وَأَسًى وَفَيْضَ مَآقِي
وَأَنَا الَّذِي أُمْلِي الْجَوَى مِنْ خَاطِرِي
وَهِيَ الَّتِي تُمْلِي مِنَ الْأَوْرَاقِ

 

♦ كان أبو عبدالله النمر قد توجَّه من البصرة إلى ذي الكفايتين، ووصف بعض ما عاناه:

لَمَّا رَأَيْتُ كَرْمَهُمْ أَطَمَّا

وَشَجَرَ الْبَلُّوطِ خُضْرًا عَمَّا

وَفِتْيَةً عَنِ الْفَصِيحِ صُمَّا

ذَكَرْتُ بِالْبَصْرَةِ نَخْلاً جَمَّا

وَفِتْيَةً بِيضَ الْوُجُوهِ شُمَّا

نَادَيْتُ يَالَّلهُمَّ فَرِّجْ غَمَّا

مَا أَسْرَعَ الشَّيْءَ إِذَا مَا حُمَّا!

 

♦ وقال بعضُهم:

لا تُقيموا ببلاد ليس فيها نهر جار، وسوق قائمة، وقاضٍ عدل.

وقالوا: لا تُبنَى المدن على الماء والمرعى والمحتطب.

 

♦ قال الشاعر:

لِلَّهِ دَرُّ سُمَيْدَعٍ فُجِعَتْ بِهِ
يَوْمَ الْبَقِيعِ حَوَادِثُ الْأَيَّامِ
هَشٌّ إِذَا نَزَلَ الْوُفُودُ بِبَابِهِ
سَهْلُ الْحِجَابِ مُؤَدِّبُ الْخُدَّامِ
فَإِذَا رَأَيْتَ شَقِيقَهُ وَصَدِيقَهُ
لَمْ تَدْرِ أَيُّهُمَا أَخُو الْأَرْحَامِ

 

♦ لقي الحسين بن علي - رضي الله عنه - الفرزدق، فسألَه عن الناس: فقال: القلوب معك، والسيوف عليك، والنصْر في السماء.

 

قال أبو الحسن المدائني:

أجرى رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - الخيلَ، وسابق بينها، فجاء فرسٌ له أدهم سابقًا، فجثَا رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - على ركبتيه، وقال: ما هو إلاَّ بحر.ْ

 

♦ وقال عمر بن الخطاب: كذب الحطيئة حيث يقول:

وَإِنَّ جِيَادَ الْخَيْلِ لاَ تَسْتَفِزُّنَا
وَلاَ جَاعِلاَتُ الْعَاجِ فَوْقَ الْمَعَاصِمِ

 

♦ كان هشام بن عبدالملك يهتمُّ بالخيل، ويُعنَى بها، فسَبَقتْ له فرس وتلتها أختها، ففرِح لذلك فرحًا شديدًا، وقال: عَلَيَّ بالشعراء، فقال لهم: قولوا في هذه الفرس وأختها، فسأله الشعراء أن يمهلَهم بعضَ الوقت، وكان بينهم أبو النجم، فقال له: هل لك في رجل يقدم شعرًا حاضرًا بعد أن طلب الشعراءُ الإنظار؟ قال: هات، فقال من ساعته:

أَشَاعَ لِلْغَرَّاءِ فِينَا ذِكْرَهَا

قَوَائِمٌ عَوْجٌ أَطَعْنَ أَمْرَهَا

وَمَا نَسِينَا بِالطَّرِيقِ مُهْرَهَا

حِينَ نَقِيسُ قَدْرَهُ وَقَدْرَهَا

وَصَبْرَهُ إِذَا عَدَا وَصَبْرَهَا

وَالْمَاءُ يَعْلُو نَحْرَهُ وَنَحْرَهَا

مَلْمُومَةٌ شَدَّ الْمَلِيكُ أَسْرَهَا

أَسْفَلَهَا وَبَطْنَهَا وَظَهْرَهَا

قَدْ كَادَ هَادِيهَا يَكُونُ شَطْرَهَا

لاَ تَأخُذُ الْحَلْبَةُ إِلاَّ سُؤْرَهَا

 

فأمر له بجائزة وانصرف.

♦ سبق يومًا فرسٌ للرشيد يُسمَّى المشمر، وكان أجراه مع أفراس للفضل، وجعفر بن يحيى بن خالد البرمكي، فقال أبو العتاهية:

جَاءَ الْمُشَمِّرُ وَالْأَفْرَاسُ يَقْدُمُهَا
هَوْنًا عَلَى سُرْعَةٍ مِنْهَا وَمَا انْتَهَرَا
وَخَلَّفَ الرِّيحَ حَسْرَى وَهْيِ تَتْبَعُهُ
وَمَرَّ يَخْتَطِفُ الْأَبْصَارَ وَالنَّظَرَا

 

♦ وقال آخر في وصْف فرس أبي الأعور السلمي:

مَرَّ كَلَمْعِ الْبَرْقِ سَامَ نِاظِرَهْ
تَسْبَحُ أُولاَهُ وَيَطْفُو آخِرَهْ
فَمَا يَمَسُّ الْأَرْضَ مِنْهُ حَافِرُهُ

♦ وسأل عمرُ بن الخطاب - رضي الله عنه - عمرَو بن معد يكرب عن السِّلاح، فقال: يسأل أميرُ المؤمنين عمَّا بدَا له، قال: ما تقول في الترس؟

قال: هو المِجَنُّ الدائر، وعليه تدور الدوائر.

 

قال: فما تقول في الرُّمح؟ قال: أخوك، وربما خانك فانقصف، قال: فالنَّبل؟ قال: منايا تخطئ وتصيب، قال: فما تقول في الدِّرْع؟ قال: مثقلة للراجل، متعبة للفارس، وإنَّها لحصن حصين، قال: فما تقول في السيف؟ قال: هناك لا أُمَّ لك، يا أمير المؤمنين، فضَرَبه عمر بالدِّرَّة، وقال: بل لا أُمَّ لك، قال: الحمَّى أضرعتْني لك، وهذا مثل يقصد به أنَّ الإسلام قيَّده، وألزمه الطاعة، ولو كان في الجاهلية، لم يعاملْه بمثل هذه المعاملة.

 

♦ قال أحمدُ بن عبد ربِّه صاحبُ "العقد الفريد" يصف الحرب:

وَجَيْشٍ كَظَهْرِ الْيَمِّ تَنْفُحُهُ الصَّبَا
يَعُبُّ عُبَابًا مِنْ قَنَا وَقَنَابِلِ
فَتَنْزِلُ أُولاَهُ وَلَيْسَ بِنَازِلٍ
وَتَرْحَلُ أُخْرَاهُ وَلَيْسَ بِرَاحِلِ
وَمُعْتَرَكٍ ضَنْكٍ تَعَاطَتْ كُمَاتُهُ
كُؤُوسَ دِمَاءٍ مِنْ كُلًى وَمَفَاصِلِ
يُدِيرُونَهَا رَاحًا مِنَ الرَّوْحِ بَيْنَهُمْ
بِبِيضٍ رِقَاقٍ أَوْ بِسُمْرٍ ذَوَابِلِ
وَتُسْمِعُهُمْ أُمُّ الْمَنِيَّةِ وَسْطَهَا
غِنَاءَ صَلِيلِ الْبِيضِ تَحْتَ الْمَنَاصِلِ

 

♦ قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: مَن لم ينفعْه ظنُّه، لم ينفعه يقينُه.

 

♦ قال ابن المعتز يصف القلم:

القلم مجهِّز لجيوش الكلام، يخدم الإرادة، ولا يملُّ الاستزادة، يسكت واقفًا، وينطق سائرًا، على أرض بياضها مظلِم، وسوادها مضيء.

 

الشيب العاجل:

قال الموسوي:

عَجِلْتَ يَا شَيْبُ عَلَى مَفْرِقِي
وَأَيُّ عُذْرٍ لَكَ أَنْ تَعْجَلاَ
وَكَيْفَ أَقْدَمْتَ عَلَى عَارِضٍ
مَا اسْتَغْرَقَ الشَّعْرَ وَلاَ اسْتَكْمَلاَ
يَا زَائِرًا مَا جَاءَ حَتَّى مَضَى
وَعَارِضًا مَا غَامَ حَتَّى انْجَلَى
وَمَا رَأَى الرَّاؤُونَ مِنْ قَبْلِهَا
زَرْعًا ذَوَى مِنْ قَبْلِ أَنْ يُبْقِلاَ

 

كُثيِّر وجميل:

قال كثيِّر: أتيت جميلاً أستنصحه: هل أُظهر الشعر، فأنشدته:

وَكَانَ الصِّبَا خَدْنَ الشَّبَابِ فَأَصْبَحَا
وَقَدْ تَرَكَانِي فِي مَغَانِيهِمَا وَحْدِي

 

فقال: حسبُك، أنت أشعر الناس.

 

♦ قال الشاعر أحمد رامي يصف البحر وراكبه:

يَا رَاكِبَ الْبَحْرِ جَوَّابًا أَقَاصِيهِ
طَوِّفْ فَأَنْتَ خَبِيرٌ بِالَّذِي فِيهِ
ذَرَّعْتَهُ وَالرِّيَاحُ الْهُوجُ عَاتِيَةٌ
وَجُزْتَهُ مُدْلَهِمَّاتٍ لَيَالِيهِ
وَالْمَوْجُ يَهْدِرُ فِي لُبَاتِهِ صَخَبًا
زُبْدٌ أَسَافِلُهُ غُرٌّ أَعَالِيهِ
طَوْرًا يَسُفُّ فَتَهْوَى فِي مَغَاوِرِهِ
وَتَارَةً تَمْتَطِي أَعْلَى رَوَابِيهِ
وَأَنْتَ رَابِطُ جَأْشٍ لاَ يُزَعْزِعُهُ
مَخَاوِفٌ تَتَرَاءَى فِي مَهَاوِيهِ
حَمَاكَ مِنْ بَأْسِهِ إِيمَانُ مُبْتَهِلٍ
يَدْعُو فَيَلْقَى الرِّضَا مِنْ لُطْفِ بَارِيهِ

 

♦ وقال مطرِّف شاعر غرناطة يصف جبل طارق:

وَأَقْوَدَ قَدْ أَلْقَى عَلَى الْبَحْرِ مَتْنَهُ
فَأَصْبَحَ عَنْ قَوْدِ الْجِبَالِ بِمَعْزِلِ
يَعُرِّضُ نَحْوَ الْأُفْقِ وَجْهًا كَأَنَّمَا
تُرَاقِبُ عَيْنَاهُ كَوَاكِبَ مَنْزِلِ

 

أبو جعفر وأبو دلامة:

كان أبو جعفرٍ المنصور قد أَمَر أصحابَه بلبس السواد، وقلانس طوال ودراريع، كُتِب عليها ﴿ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [البقرة: 137]، وأن يعلِّقوا السيوفَ في المناطق، فدخل عليه أبو دلامة في هذا الزي، فقال له المنصور: كيف أصبحت يا أبا دلامة؟ قال: بشرِّ حال يا أمير المؤمنين، قال: كيف ذلك، ويلَك؟ قال: وما ظنُّك يا أميرَ المؤمنين بمَن أصبح وجهه في وسطِه، وسيفه على استه، ونبذ كتاب الله وراءَ ظهره، وصبغ بالسواد ثيابه، فضحك المنصور، ووصله وأَمَر بتغيير ذلك الزِّيِّ، وفي ذلك يقول أبو دلامة:

وَكُنَّا نُرَجِّي مِنْ إِمَامٍ زِيَادَةً
فَجَادَ بِطُولِ زَادِهِ فِي الْقَلاَنِسِ
تَرَاهَا عَلَى هَامِ الرِّجَالِ كَأَنَّهَا
دِنَانُ يَهُودٍ جُلِّلَتْ بِالْبَرَانِسِ

 

♦ وقال أبو الحسين الجزار، يصف دارَه وفقره:

وَدَارُ خَرَابٍ بِهَا قَدْ نَزَلْتُ
وَلَكِنْ نَزَلْتُ إِلَى السَّابِعَهْ
طَرِيقٌ مِنَ الطُّرْقِ مَسْلُوكَةٌ
مَحَجَّتُهَا لِلْوَرَى شَاسِعَهْ
فَلاَ فَرْقَ مَا بَيْنَ أَنِّي أَكُونُ
بِهَا أَوْ أَكُونُ عَلَى الْقَارِعَهْ
تُسَارِرُهَا هَفَوَاتُ النَّسِيمِ
فَتُصْغِي بِلاَ أُذُنٍ سَامِعَهْ
وَأَخْشَى بِهَا أَنْ أُقِيمَ الصَّلاَةَ
فَتَسْجُدُ حِيطَانُهَا الرَّاكِعَهْ
إِذَا مَا قَرَأْتُ "إِذَا زُلْزِلَتْ"
خَشِيتُ بِأَنْ تَقْرَأَ الْوَاقِعَهْ

 

♦ وقال أبو الشمقمق:

بَرَزْتُ مِنَ الْمَنَازِلِ وَالْقِبَابِ
فَلَمْ يَعْسِرْ عَلَى أَحَدٍ حِجَابِي
فَمَنْزِلِيَ الْفَضَاءُ وَسَقْفُ بَيْتِي
سَمَاءُ اللَّهِ أَوْ قِطَعُ السَّحَابِ
فَأَنْتَ إِذَا أَرَدْتَ دَخَلْتَ بَيْتِي
عَلَيَّ مُسَلِّمًا مِنْ غَيْرِ بَابِ
لَأَنِّي لَمْ أَجِدْ مِصْرَاعَ بَابٍ
يَكُونُ مِنَ السَّحَابِ إِلَى التُّرَابِ
وَلاَ انْشَقَّ الثَّرَى عَنْ عُودِ كَسْبٍ
أُؤَمِّلُ أَنْ أَشُدَّ بِهِ ثِيَابِي
وَلاَ خِفْتُ الْإِبَاقَ عَلَى عَبِيدِي
وَلاَ خِفْتُ الْهَلاَكَ عَلَى دَوَابِي
وَلاَ حَاسَبْتُ يَوْمًا قَهْرَمَانًا
مُحَاسَبَةً فَأَغْلَظَ فِي حِسَابِي
وَفِي ذَا رَاحَةٌ وَفَرَاغُ بَالٍ
فَدَأْبُ الدَّهْرِ هَذَا بِي وَدَابِي

 

♦ وقال أحمد شوقي:

 

سَلاَمٌ مِنْ صَبَا بَرَدَى أَرَقُّ
وَدَمْعٌ لاَ يُكَفْكَفُ يَا دِمَشْقُ
وَمَعْذِرَةُ الْيَرَاعَةِ وَالْقَوَافِي
جَلاَلُ الرُّزْءِ عَنْ وَصْفٍ يَدِقُّ
وَذِكْرَى عَنْ خَوَاطِرِهَا لِقَلْبِي
إِلَيْكِ تَلَفُّتٌ أَبَداً وَخَفْقُ
وَبِي مِمَّا رَمَتْكِ بِهِ اللَّيَالِي
جِرَاحَاتٌ لَهَا فِي الْقَلْبِ عُمْقُ
تَكَادُ لِرَوْعَةِ الْأَحْدَاثِ فِيهَا
تُخَالُ مِنَ الْخُرَافَةِ وَهْيَ صِدْقُ

وَقِيلَ مَعَالِمُ التَّارِيخِ دُكَّتْ
وَقِيلَ أَصَابَهَا تَلَفٌ وَحَرْقُ
أَلَسْتِ دِمَشقُ لِلإِسْلاَمِ ظِئْرًا
وَمُرْضِعَةُ الأُبُوَّةِ لاَ تُعَقُّ
وَكُلُّ حَضَارَةٍ فِي الْأَرْضِ طَالَتْ
لَهَا مِنْ سَرْحِكِ الْعُلْوِيِّ عِرْقُ
سَمَاؤُكِ مِنْ حُلَى الْمَاضِي كِتَابٌ
وَأَرْضُكِ مِنْ حُلَى التَّارِيخِ رِقُّ
بَنَيْتِ الدَّوْلَةَ الْكُبْرَى وَمُلْكًا
غُبَارُ حَضَارَتَيْهِ لاَ يُشَقُّ
لَهُ بِالشَّامِ أَعْلاَمٌ وَعُرْسٌ
بَشَائِرُهُ بِأَندَلُسٍ تَدُقُّ
رُبَاعُ الْخُلْدِ وَيْحَكِ مَا دَهَاهَا
أَحَقٌّ أَنَّهَا دَرَسَتْ أَحَقُّ
بِلَيْلٍ لِلْقَذائِفِ وَالْمَنَايَا
وَرَاءَ سَمَائِهِ خَطْفٌ وَصَعْقُ
إِذَا عَصَفَ الْحَدِيدُ احْمَرَّ أُفْقٌ
عَلَى جَنَبَاتِهِ وَاسْوَدَّ أُفْقُ
سَلِي مَنْ رَاعَ غِيدَكِ بَعْدَ وَهْنٍ
أَبَيْنَ فُؤَادِهِ وَالصَّخْرِ فَرْقُ؟




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الأمثال في القرآن
  • معجم الأمثال التي بدأت بكلمة: لكل
  • مثل عربي وقصته وأول من قال به
  • أسلوب ضرب الأمثال في الدعوة: أهميته ومتطلبات نجاحه
  • أمثال زنجية
  • فلا تضربوا لله الأمثال
  • أمثال

مختارات من الشبكة

  • ضرب الأمثال بالغيث (2) (إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء)(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • شرح حديث: مثلي ومثلكم كمثل رجل أوقد نارًا فجعل الجنادب والفراش يقعن فيها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتا فأحسنه وأجمله(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الأمثال العلمية في الامثال النبوية (عرض تقديمي)(كتاب - موقع د. حسني حمدان الدسوقي حمامة)
  • فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث(مقالة - موقع أ. د. فؤاد محمد موسى)
  • الأربعون في الأمثال النبوية (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الأربعون في الأمثال النبوية (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تفسير قوله تعالى: {مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل...}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا...)(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
1- فهمي سابقا لبعض الأمثال
عبدالله بن سالم الزهراني - السعودية 24-08-2010 12:05 PM

جزى الله الشيخ خير الجزاء وأن يغفر له وأن يرحمه. لقد كان لدي بعض الفهم الخاطئ في الأمثال والحكم وعندما قرأت تعليق الشيخ عليها استوعبتها فجزاه الله كل خير.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب