• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | استشارات نفسية   استشارات دعوية   استشارات اجتماعية   استشارات علمية  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    مصاب باكتئاب حاد
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    زوجتي تمارس العلاقة المحرمة عبر الإنترنت
    أ. أحمد بن عبيد الحربي
  •  
    أبي مدمن الأفلام الإباحية
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    لا أحب الخير لغيري
    د. شيرين لبيب خورشيد
  •  
    أبوها ذو فضيحة أخلاقية شاذة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    زوجتي تهينني
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    هل أقبل الزواج من جنسيات أخرى؟
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    هل بهذا أكون مارست العادة السرية؟
    أ. سارة سعد العبسي
  •  
    كيف أستعيد ثقتي بنفسي؟
    أ. عبدالله بن عبدالعزيز الخالدي
  •  
    علاقة سحاق أم صداقة؟
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    ابتزاز بمقطع مخل
    أ. أحمد بن عبيد الحربي
  •  
    أمي تضغط علي للقيام بالنوافل
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
شبكة الألوكة / الاستشارات / استشارات علمية / لغة عربية
علامة باركود

العربية تنادي عائشة الحكمي

أ. عائشة الحكمي

استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 5/1/2011 ميلادي - 30/1/1432 هجري

الزيارات: 7330

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

الإخوة الكرام في هذا الموقع الكريم "الألوكة"، حفظكم الله ورعاكم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

أرجو أولاً أن أشكركم جزيل الشكر على ما تبذلونه من جهد، عساه أن يكون في ميزان حسناتكم يوم القيامة، وأن يرفع الله به درجاتكم، ويهدي بكم، آمين.

 

كما أرجو ثانيًا أن تتوجهوا بهذا السؤال إلى الأخت الكريمة، والمربية الفاضلة/ عائشة الحكمي، جزاها الله خيرًا، وبارك الله لنا ولكم ولجميع المسلمين فيها، آمين.

 

أما ثالثًا فهو السؤال، يا أختي الكريمة، ويتلخص في أنني تم تعييني في معهد محترم لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها بالقاهرة، ومهامي كالتالي:

 

1- الإشراف على تفعيل المناهج المقررة، ومتابعة إدارة المعلمين لوقت الحصة، وتقسيمهم للمقررات داخل هذا الوقت.

 

2- المشاركة بالتوجيه إن لزم الأمر إلى ذلك (طبعًا خارج الحصة، كما علمتِنا حضرتكِ).

 

3- ملاحظة سلوك الطلاب داخل الحصص، من ناحية التفاعل مع المقررات، والمشاركة في تطوير هذه المقررات - إن شاء الله.

 

4- والمشاركة في اختبارات تحديد مستوى المتعلمين قبل بدء حصصهم، وكذلك المعلمين الجدد.

 

5- المشاركة في التعليم فعلاً بأخذ جدول بعض الطلاب.

 

أرجوكِ، أحتاج منكِ بعض النصائح والتوجيه لإدارة هذه المهام بنجاح من باب "ما خاب من استشار".

 

وتقبَّلي خالص احترامي وتقديري كواحد من قرائكِ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

رحم الله سيبويهِ إمامَ العربية وشيخ النحاة، لو كان حيًّا، لما وسعه وهو يستمع إلى هذا النداء من العربية، التي أفنى عمره في نحوها وصرفها وأصواتها؛ إلا أن يموت ثانيةً بسكتة دماغية أو سكتة قلبية!

 

أبارك لكَ بدايةً هذا الشرف العظيم، الذي نالك بتعيينك في معهدٍ لتعليم العربية لغير الناطقين بها، أجل، لك أن تعتزَّ وتفخر بكونك معلمًا للعربية - يا معلم العربية - فهي لسان الحبيب محمد - صلى الله عليه وسلم - قال - تعالى -: ﴿ فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴾ [الدخان: 58].

 

قال الثعالبي في "فقه اللغة": "من أحبَّ اللهَ، أحبَّ رَسولَهُ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّم - وَمَن أحَبَّ رَسولَهُ العربي، أحبَّ العرب، ومَن أحَبَّ العرب، أحب العربية التي نزل بها أفضلُ الكتب على أفضل العجم والعرب"، أسأل الله لكَ التوفيق والنجاح والسداد، والإبداع، والأجر العظيم.

 

فيما يتعلق بمهامك في المعهد:

1- الإشراف على تفعيل المناهج المقررة، ومتابعة إدارة المعلمين لوقت الحصة، وتقسيمهم للمقررات داخل هذا الوقت:

يعتمد تفعيل المناهج على الاستفادة من تجارِب الذين سبقونا في هذا الميدان، فالمدرسة الإيرانية مثلاً نجحتْ كثيرًا في تعليم العربية للفُرس، والمدرسة العراقية نجحتْ في تعليم العربية للأكراد، والمدرسة الفلسطينية نجحت في تعليم العربية للعبرانيين (أعني: الذين يَدَّعون أنهم عبرانيون)، والمدرستان الليبية والجزائرية نجحتا في تعليم العربية للأمازيغ، والمدرستان المغربية والموريتانية نجحتا في تعليم العربية للبربر، فإذا أردنا أن نفعِّل مناهج العربية، فعلينا أن نطَّلع على مناهج هذه المدارس، لا أن نستعين بالمدرسة الأمريكية في تعليم العربية! والله المستعان على العقدة الأمريكية المتجذرة في عقولنا!

 

كذلك من الممكن الاستفادة من التجارب الفردية لبعض الأفراد غير الناطقين بالعربية، والذين أجادوا العربية باحترافية، ونستمع إلى تجاربهم واقتراحاتهم؛ بل ونقوم بتوظيفهم كمعلمين داخل تلك المعاهد، كأمثلة حية على مدى قدرة الفرد على تعلُّم العربية بيسر وسهولة، ولعل تجربة الشيخ نور محمد حقاني - رحمه الله - صاحب كتاب "القاعدة النورانية"، والتي هي بمثابة التجويد العملي للقرآن الكريم وهجاء اللغة العربية - جديرةٌ بالأخذ بعين الاعتبار، فالشيخ نور من علماء الهند الكبار، وقد نجحتْ طريقتُه في تعليم العربية لغير الناطقين بها، وطريقتها - كما يصفها المهندس محمد فاروق الراعي، المشرف العام على مركز الفرقان لتعليم القرآن بجدة - على النحو التالي:

"تبدأ بالحروف المفردة، ثم الحروف المركَّبة، ثم الحروف المقطَّعة، ثم الحروف المتحركة (بالفتح والكسر والضم)، ثم التنوين (الذي يُرسم بفتحتين أو ضمتين أو كسرتين)، ثم تدريبات على الحركات والتنوين، ثم الألف الصغيرة، والياء الصغيرة، والواو الصغيرة، (ويقصد بها حروف المدِّ المحذوفة في الرسم، والملحقة في الضبط)، ثم حروف المدِّ واللين، ثم السكون، ثم تدريبات على السكون، ثم الشدَّة وتدريبات عليها، ثم أتى بجميع أنواع المدود تقريبًا، ثم في الدرس الأخير أتى بما بقي من أحكام التجويد، مثل أحكام النون الساكنة، وأحكام الميم الساكنة، وهكذا... إلخ).

 

2- المشاركة بالتوجيه إن لزم الأمر:

حين نعلِّم الناسَ العربيةَ، فكأننا نعلِّمهم خُلقًا حميدًا، ومَن تعلَّم العربية تعلَّم معها الأخلاق؛ كما قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "تعلَّموا العربية؛ فإنها تثبت العقل، وتزيد في المروءة".

 

فإذا ما علَّمتَ ابنك خُلق الأمانة داخل المنزل، فهل تسامحه على السرقة خارجه؟! بالتأكيد لا، وكذلك حين نعلِّم الناس العربية يجب ألاَّ نقتصر على تعليمهم إياها داخل المعهد أو الفصل فحسب؛ بل في كل زمان ومكان ليعتادوها، فقد قال أحد المتخصصين في هذا الشأن: "إن أول قواعد تعليم اللغة لغير الناطقين بها: أن تغرق هذا المتعلم في حمام من اللغة"، وكما قال ابن تيمية في "اقتضاء الصراط المستقيم": "اعلم أنَّ اعتياد اللغة يؤثِّر في العقلِ، والخُلقِ، والدينِ تأثيرًا قويًّا بيِّنًا، ويؤثر أيضًا في مشابهةِ صدرِ هذه الأمَّةِ من الصحابةِ والتابعين، ومشابهتُهم تزيد العقلَ والدينَ والخلقَ".

 

لكن يجب التفريق بين التعليم داخل الفصل أو المعمل، وبين التوجيه في الخارج، فخلال التوجيه خارج الفصل يُفترض استثمار المواقف العفوية، فإذا ما التقيتَ بطالِبِكَ بالقرب من إحدى اللوحات الجدارية، المكتوب عليها شعر أو حكمة مثلاً، فاطلب منه أن يقرأها لك، أو اطلب منه أن يسمي لك أسماء الألوان في قميصه أو قميصك، وإذا ما سألتَ أحدهم: "كيف حالك؟"، وأجاب: "الهمد لله"! بدلاً من (الحمد لله)، فيجب أن تساعده على نطق حرف الحاء (ح) جيدًا، ولا تتهاون وتقول في نفسك: الحمد لله أنه نطق ولو على هذه الشاكلة! لا لا، إياك أن تتركه يظن أن إخراج الحرف من غير مخرجه يصح في العربية.

 

3- ملاحظة سلوك الطلاب داخل الحصص، من ناحية التفاعل مع المقررات، والمشاركة في تطوير هذه المقررات - إن شاء الله -:

من المهم أن تتذكر - يا أخي الكريم - أن هؤلاء الطلاب قد التحقوا بهذا المعهد بملء إرادتهم؛ ولهذا يفترض أن يكونوا متفاعلين مع المقررات، لكن إن اعتراهم المللُ والفتور، فاعلم أن سبب المشكلة واحد من اثنين: إما قصور في المناهج، أو تقصير من المعلمين، ومتى ما وقفنا على السبب، استطعنا التغلُّب على المشكلة.

 

يجب أن تكون تجربة تعلُّم العربية تجربةً ممتعة للمتعلمين، وليست من باب (لا أعادها الله من تجربة!)؛ لذا من الواجب ألاَّ نجلب ملل المدرسة إلى أروقة معاهد العربية؛ بل الاعتماد على الترفيه والرحلات التعليمية في التعليم، والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة قدر المستطاع، واستعمال أساليب الحوار والمناقشة، والتعامل مع الطلاب بأخلاق إسلامية تحبِّب طالبَ العلم في العلم، فتعلُّم العربية من الدِّين؛ كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "اللغة العربية من الدين، ومعرفتها فرض واجب، فإن فهم الكتاب والسنة فرضٌ، ولا يُفهم إلا باللغة العربية، وما لا يتم الواجب إلا به، فهو واجب"، ولا تنسَ أن المكافأة، والتهنئة، وبطاقات الشكر والتقدير - كلها أمور محفزة ومشجعة للطلاب على التفاعل.

 

4- المشاركة في اختبارات تحديد مستوى المتعلمين قبل بدء حصصهم، وكذلك المعلمين الجدد:

أربع مهارات أساسية هي التي يتم قياسها عادة: القراءة - الكتابة - الاستماع - المحادثة في اللغة العربية الفصحى؛ وذلك للوقوف على المستويات الحقيقية، سواء للمعلمين أو المتعلمين، ومن يجد في نفسه القصور يفترض أن يخضع لدورات تدريبية وتأهيلية، على أن تكون تلك الاختبارات والمقاييس عادلةً ومنطقية، مع إشعار الجميع بأنهم سيخضعون للمقاييس نفسها، ويجب ألاَّ نجامل أحدًا في العربية، فالمعلم الضعيف غير الكفء، الذي لا يسعى لتطوير نفسه ومهاراته اللغوية - يجب أن يخضع لإجراءات إنهاء التوظيف أو الطرد، فهذه لغتنا العربية، وليكن شعارنا دومًا: العربية أولاً.

 

المعلم القدوة، ذو الخبرة الواسعة، طرفٌ مهم في المعادلة، ويجب إيجاده دائمًا للنصح والتوجيه، وتقديم المساعدة للمعلمين والمتعلمين على حد السواء.

 

5- المشاركة في التعليم فعلاً بأخذ جدول بعض الطلاب:

تعلَم - يا أخي الكريم - أن العربية ليست تخصصي - مع بالغ الأسف وأشد الخجل إذ أقول لكَ ذلك - ولكن تبقى العربية هي لغتي ولغة القرآن الكريم، الذي يفترض بأي مسلمٍ - عربيًّا كان أم أعجميًّا - أن يتلوه بتدبُّر وفَهْم، ولن يتم له ذلك إن لم يفهم العربية؛ ولذلك سيبقى كل ما أكتبه لك الآن خاضعًا لشعوري الخاص، وفهمي المحدود، وملاحظاتي الشخصية، وقراءاتي العامة في هذا المجال، وليس من واقع دراسة أكاديمية متخصصة.

 

ليعلم طلابُك أنهم يتعلمون لغة فريدة وعظيمة، ذات طاقة استيعابية هائلة، لا تقارن بأية لغة أخرى، وأن العربية التي نزل بها القرآن الكريم هي اللغة الكاملة والمثالية، كونها اللغةَ المشتركة التي جمعت أفصح المفردات والجمل، والأساليب والتراكيب، التي كان يتحدث بها العرب في الجزيرة العربية، على اختلاف لهجاتهم، باختلاف قبائلهم، من قريش وهذيل، وثقيف وهوازن، وكنانة وتميم، واليمن وغيرهم؛ ولكن القرآن الكريم امتاز على لغاتهم جميعًا بجمال لغويٍّ متفرد، أعجز العربَ أنفسهم أن يأتوا بمثله، حتى إن الوليد بن المغيرة - ريحانة قريش وأفصحهم لسانًا - حين سمع القرآن الكريم لم يَسَعْهُ - برغم كفره - إلا أن يقول: "والله لقد سمعتُ من محمد آنفًا كلامًا، ما هو من كلام الإنس، ولا من كلام الجن، وإن له لحلاوةً، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وإنه يعلو ولا يعلى عليه".

 

من الأهمية بمكان أن يعرف الطالب أنه يتعلم من العربية لغتَها الفصحى، التي تمثِّل العرب جميعًا، وتوحِّد ألسنتهم، وأن هذه الفصحى هي الفصحى المعاصرة، وليست الفصحى في العصر الجاهلي أو العباسي، وغيرهما من العصور التي تلت؛ إذ مرَّت العربية الفصحى - كغيرها من اللغات - بفترات زمنية - وإن كانت متباعدة - أثَّرت في بعض تراكيبها ومفرداتها من حيث الصعوبةُ واليسر، حيث يظهر ذلك جليًّا في الشعر العربي؛ كونه ديوان العرب، فمعلقات العصر الجاهلي تختلف في قالبها وموضوعاتها، ومفرداتها وتراكيبها عن قصائد العصر العباسي، وعن موشحات بلاد الأندلس على سبيل المثال.

 

بالنسبة لطريقة تدريس العربية، فهذا باب واسع، ولستُ في محل للبت أو الفتيا فيه، وأودُّ تنبيهك إلى بعض النقاط المهمة عند نطق العربية كون اللغة تدرس لغير الناطقين بها:

أولاً: الاهتمام بمخارج الحروف:

قال - تعالى -: ﴿ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ ﴾ [النحل: 103]، إذا كنا على يقين بأن القرآن هو الميزان، ولغته هي اللغة الأفصح والأصفى، والأنقى والأكمل، فهذا يعني - برغم كل الأبحاث المتعلقة باللسانيات من قديم أو حديث - أن نطق شعوب بعض الأقطار لبعض الحروف من غير مخارجها ليس من الفصاحة في شيء، من ذلك مثلاً:

حين ينطق أهل مصر حرف الجيم (ج) كحرف G الإنجليزية، وهو ما اندرج على تسميته بالجيم المصرية، وكذلك ينطقها البعض في بعض المناطق في عُمان واليمن، حتى عند تحدُّثهم بالفصحى.

 

كذلك حين ينطق أهل الخليج العربي والعراق وفلسطين حرف الضاد (ض)، من نفس مخرج حرف الظاء (ظ)، فهذا خطأ لا يغتفر؛ كون العربية هي لغة الضاد!

 

أما أهلنا في السودان، فيقلبون حرف القاف (ق) غينًا (غ)، ويعدُّونها من الفصحى، والقائمة تطول!

 

قال سيبويه في "الكتاب" في باب (عدد الحروف العربية): "وتكون اثنين وأربعين حرفًا بحروف غير مستحسنةٍ ولا كثيرةٍ في لغة مَن تُرتضى عربيتُه، ولا تستحسن في قراءة القرآن، ولا في الشعر؛ وهي: الكاف التي بين الجيم والكاف، والجيم التي كالكاف، والجيم التي كالشين، والضاد الضعيفة، والصاد التي كالسين، والطاء التي كالتاء، والظاء التي كالثاء، والباء التي كالفاء... إلخ".

 

ومع بالغ احترامي لكل المباحث اللغوية بهذا الصدد، فأنا شخصيًّا أعتبر ذلك عيبًا في النطق، ولأن القرآن الذي نزل على محمد - صلى الله عليه وسلم -: ﴿ قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴾ [الزمر: 28]، فإنني أعتبر نطق حروف العربية بتلك الطرق من العِوَج.

 

ثانيًا: الفصاحة هي ألاَّ نجعل السامع يستطيع الحكم على المنطقة التي ينتمي إليها المتكلم:

لكنني اليوم أستطيع أن أميز جنسية كل شخص وهو يتحدث الفصحى: فهذا مصري، وهذا مغربي، وهذا يمني! أظن أن السبب في ذلك هو إهمال متعلم العربية دراسة (صوت الحرف العربي)، يمكنك الرجوع إلى كتاب "سر صناعة الإعراب" لابن جني، الذي قدَّم من خلال كتابه هذا دراسةً صوتية عميقة للحروف العربية.

 

ثالثًا: الاهتمام بالحروف التي لا تلفظ:

كاللام الشمسية مثلاً، فكثيرًا ما أسمع الشَّمس تُنطق: أَلْشمس، وما أكثرَ الذين ينطقون حرف الواو الزائدة في كلمة (عمرو)! وقس على ذلك.

 

ختامًا:

قال الشافعي: "أهل العربية جن الإنس، يبصرون ما لا يبصر غيرهم"، أرجو لك التوفيق والنجاح في عملك الجديد، راجية ألاَّ يحرِمنا عملُك هذا أحدَ قرائنا المخلصين.

 

لقد أجبتك - يا أخي الفاضل - وَفْقَ فهمي لمسألةٍ خارج تخصصي، فإن خرجتْ إجابتي عن جادة ما كنت تريد، فاكتب لنا مرة أخرى، وكم سيسعدنا في (الألوكة) أن تبقى معنا قارئًا، وناصحًا، ومتواصلاً.

 

شكرًا جزيلاً جزيلاً لثقتك الغالية، دمتَ بألف خير، ولا تنسنا من صالح دعائك.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • ما المصطلح الأشمل لتعليم اللغة العربية للأجانب؟
  • هل جملة الفعل الناقص اسمية أو فعلية؟
  • أهم كتب تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها
  • كيف أصبح باحثة لغوية؟

مختارات من الشبكة

  • تصنيف اللغات العربية في سياقيها اللغوي والجغرافي - دراسة وتحليل(مقالة - حضارة الكلمة)
  • مقترحات لتدعيم منزلة العربية وترقيتها عالميا(مقالة - حضارة الكلمة)
  • تحديات تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها في أكاديمية باشاك شهير للعلوم العربية الإسلامية (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • العربية والتراث: مقالات ودراسات في العربية وقضاياها المعاصرة (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • العربية في بلدان غير العربية (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • أساس كاتب العربية لتعلم الكتابة والإملاء العربية (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تقويم برامج تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها في مراكز توعية الجاليات بالمملكة العربية السعودية (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • رسائل الدراسات العليا في الجامعات العربية في خدمة اللغة العربية حاسوبيا (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مدونة قرارات اللغة العربية في المملكة العربية السعودية (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تعليم الأصوات العربية لمتعلمي العربية الناطقين بها كلغة ثانية: المستوى الابتدائي نموذجا(مقالة - حضارة الكلمة)

 


مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بعد عامين من البناء افتتاح مسجد جديد في قرية سوكوري
  • بعد 3 عقود من العطاء.. مركز ماديسون الإسلامي يفتتح مبناه الجديد
  • المرأة في المجتمع... نقاش مفتوح حول المسؤوليات والفرص بمدينة سراييفو
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 17/12/1446هـ - الساعة: 10:11
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب