هل يجوز الانتفاع بشيء أخذ بالربا؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

أولًا: أنا لا أستطيع أن أُمَرِّر هذا السؤال دون التنبيه على أمر مهم؛ ألا وهو أن الإقامة في بلاد الكفر لا تجوز؛ فقد قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴾ [النساء: 97].

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنا بريء من كل مسلمٍ يُقِيمُ بين أَظْهُرِ المشركين))[1].

وإنما نُهِي عن الإقامة في بلاد الكفار؛ لِمَا فيها من انحلال وفساد ظاهر، ومعاملات محرَّمة، مما يؤثر على المسلم الذي يقيم بينهم، وكم من شخص أقام في هذه البلاد، فضاع دينه وفسدت أخلاقه!

ثانيًا: بالنسبة إلى السكن في بيت، ثم شرائه بالربا، فهذا جائز على قول بعض أهل العلم؛ لأن المعاملة منفصلة، والإثم على المشتري، لا على المستأجر.

ولو كان هذا المشتري مسلمًا، وكان الشراء سيتم لهذا المستأجر خاصة، لكان لزامًا على هذا المستأجر أن ينصح بعدم الدخول في تلك المعاملة الربوية، وأن ينهى عن ذلك، فإن أصرَّ المشتري وتم الشراء، فيجوز للشخص الآخر أن يستأجر هذا المكان بعد النصح والتنبيه.

وأما في حالتكم هذه، فالذي سيشتري هذا البيت غير مسلم، فلا يجب نصحه في ترك الربا، والله أعلم.