شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد

كل الأقسام | استشارات نفسية استشارات دعوية استشارات اجتماعية استشارات علمية

ساعدوني.. سوف تتحطم حياتي!!

أ. أريج الطباع

تاريخ الإضافة: 16/3/2008 ميلادي - 8/3/1429 هجري

الزيارات: 7758

السؤال:

أنا متزوِّجة، ولديَّ طفل، وموظفة في المنطقة التي يسكن فيها أهلي، وليس في المنطقة التي يعمل فيها زوجي، التي يوجد بِها عشنا الزوجي، وأنتظر النقل إليه من سنتين.

تبدأ مشكلتي بزوجي - هداه الله - قبل ثلاثة أسابيع، سمعته يتكلم في الهاتف بصوت حنون، وعندما رجعت للمكالمة الأخيرة وجدت الشخص مسمَّى باسم رجل؛ فاستغفرت الله، ونسيت الحكاية، وبعد هذا بيومين وجدت – بالصدفة – "الماسنجر" الخاص به مفتوحًا، وكان خارج المنزل، وكانت هناك "إيميلات" كثيرة، فلفت انتباهي "إيميل" باسم فتاة قد التقى بها في أحد المنتديات كمشرفة، وعندما فتحت سجل المحادثات وجدتها فعلاً فتاة، وقد طالت بهم العلاقة من ثلاثة أشهر، وظهر فيها كلام الغزل والحب كله، وقد أخبرها باسمه الحقيقي وبزواجه وباسم ابننا الذي يبلغ السنتين وظروف حياتنا الحالية أيضًا..

لقد صُدِمْت فعلاً..

بعد عودته من خارج المنزل صارحتُه بما رأيت وتناقشنا، واعترف لي، ولكن قال بأنها مجرَّد محادثة في "الماسنجر" لأنها مشرفة في منتدى، وكان يريد منها أمرًا مهمًّا فقط، ولم يتعدَّ ذلك، فسألته: هل ذلك فقط؟ فحلف بذلك، فقلت: والهاتف؟ قال: لا، فجلب لي هاتفه، وقال: انظري إلى جميع الأرقام إن كنت تريدين، وفعلاً فتحتُ الرقم الذي شككت به ذلك اليوم، وكانت الطَّامَّة الكبرى عندما ردَّت عليَّ فتاة، فأغلق الهاتف بسرعة وهو مرتبك، وظهر على وجهه علامات الحزن؛ فاعتذر وتأسَّف، وحلف لي مرة أخرى أنَّها مجرد مصلحة وانتهت، وهو لا يعلم أنني قرأت محادثاته؛ فصمتُّ، وقلت في نفسي: خلاص لن أخبره فعساه قد يصلح حاله، وانتهى الموضوع بلائحة اعتذار طويلة..

المهم عندما استيقظت في الصباح الباكر، وبعد ذهابه، أسرعت أفتح المحادثات، وللأسف ذُهِلْتُ عندما رأيت محادثة تمَّت بينه وبينها في ليلة أمس بعد مُحاورتنا، فقد كان يطلب فيها ألا تتركه وأنَّه يَحتاجها وأنه يجب أن تغير "إيميلها" إلى "إيميل" باسم (مذكر)؛ حتَّى لا أشكَّ بالأمر..

المهم عندما عاد إلى المنزل، وبعد تناوله الطعام أخبرته بما رأيت، وصُدِمت من رَدِّ فعله، وكنت قدِ اعتقدت أنَّها علاقة انتهت؛ فحَدَثَت بيننا مناقشة كادت أن توصل بنا إلى الفراق "لا قدَّر الله"..

المهم في آخر الأمر توصَّلْنا إلى حلٍّ وحلف أيضًا وأقسم أنه لن يعود إلى ذلك الأمر وأنه كان في غفلة وقد أيقظتْه منها، والحمد لله، وبعدها بيوم نفس الحكاية..

أخذ كلَّ يوم يعتذر ويتأسَّف ويطلب منِّي السماح والعفو وأنه سوف يحذفها من "الماسنجر" وسوف يلغيها من حياته إلى الأبد ويريدني أن أعود وأثق به .. وأنا قلت له: أنا سأسامحه هذه المرة فقط من أجل الابن الذي بيننا والحب ثانيًا..

مرَّ أسبوع، وعندما انتهت الإجازة ذهبت إلى أهلي الذين يعيشون في منطقة أخرى لأعود إلى حياتنا بعد ذلك، وقد ترَكَنا عند أهلي وسافر ليعود هو بدورِه لوظيفته، وعندها جرني فضولي إلى أن أفتح "الماسنجر" الخاص به بدون علمه، وهو لا يعلم أني أعرفه، والصدمة كانت أشد عندما رأيت أنه عاد وأضافها إلى "الماسنجر" حتى "الماسنجر" الآخر الذي باسم الولد.. إنه في حالة اتصال.. ولم أخبره؛ فقد فضلت الصمت لأني تعبْت.. آخ.. وتجرَّأت، وذهبت، وفتحت - عن طريق الإنترنت - كشفًا بمكالماته، وللأسف أيضًا وجدت أنَّه بِمجرَّد أن تركني عند أهلي قام بالاتِّصال بها لِمدَّة اثنتَيْ عشرة دقيقة، وأنا قد سبق لي أن حفِظْت الرقم، وبعدها بساعات - وبعد وصوله إلى المنطقة - قام بالاتصال بها مرَّة أخرى.

ومرَّ إلى الآن أسبوعٌ كامل، وأنا كلَّ يوم أرى مُكالمات، ورسائل صادرة، ورسائل وسائط، وأنا في حيرةٍ من أمري..

أين حلفك؟!! أين وعدك؟!!!

وأنا لا أريد تَرْكَ زوجي لأنِّي أحبه، وفي نفس الوقت أنا أتقطَّع في اليوم خمسين مرَّة، وكلَّما أرى "كشوفات" الفواتير الخاصَّة به وفيها اتصالات كثيرة لها.

أنا عرفت أنه متعلِّقٌ بها، ولا يستطيع الفكاك منها، وأعرف أنها مجرَّد نزوة وسوف تذهب؛ لأني متأكدة من حب زوجي لي، ولكن السؤال هو: إلى متى؟!! هل أفضحه بما رأيت مؤخرًا، وقد يسبب ذلك مشاكل ومناقشات لن تنتهي أم أسكت وأصبر وأخاف إذا سكتُّ أن يتمادى الأمر إلى اللقاء بينهما؟!!

أرجوكم، ساعدوني، ما الحل لمشكلتي؟

الجواب:

هل المشكلة فقط بما اكتشفته مؤخرًا أم أن المشكلة أعمق؛ حيث إنَّ الأمر له ثلاثة شهور، ولم تكتشفيه إلا مؤخرًا؟!

لا شكَّ أنه من أقسى الأمور وأشدها على النفس، أن نستيقظ يومًا لنكتشف أن الثقة والحب غير كافية لحماية العلاقة الزوجيَّة برغم وجود طفل مشترَك..

أنت الآن تضعين يدك تمامًا على المشكلة، وترين الأمور بوضوح، وتعرفين أنه يحدِّث غيرَك ويحتاجها، ويحبك رغم ذلك، ويَحرص على مشاعرك، ويحلف لك ليريحك..

لكن.. لماذا يفعل ذلك؟!!

هذا ما يجب أن تبحثي عنه حقيقةً؛ ففهمُكِ له سيُساعدك على تجاوز الأمر بموضوعية:

هل يفتقد العواطف منك بسبب بُعدك عنه وانشغالك بالعمل أو بالطفل؟

هل تتوقعين أنه يتسلَّى فحسْب ويُمضي وقته؟!!

هل هي مَن تلاحقه وتُوقعه بشباكها وتعلّقه بها؟

أم أنه يَحتاج أن تكون بِحياته امرأة أخرى ولا تكفيه أنت وحدك؟

بكل الأحوال غياب الوازع الديني يَزيد هذا الحل كمخرج للفراغ العاطفي والحاجة، وكذلك تقصير الزوجة وغيابها عن البيت وانشغالها عن المقصد الرئيسي من الزواج - يكون سببًا..

أنتِ تَحتاجين إلى مواجهة نفسِك أوَّلاً، وتعطيه الأولويَّة، وبِمعرفتك للسبب بدقة يمكنك التغلب عليه أكثر بإذن الله.

ثقتك بحبه وحاجته لكما أنت وولدك تساعدك؛ فلا تتركيه، أشعريه بحبك وحاجتك واهتمامك، ولو اضطرك الأمر لترك عملك؛ فحياتك هي الأهم، ولن يفيدَك العمل لو خسرتِه هو أو تأثرَت حياتك معه بسبب غيابِك!!

أشعريه أنك قُرْبَه، وبنفس الوقت احكي له عن معاناة من تفتقد زوجها أو تشعر بِخيانته لها!!

ذكِّريه بِالله واربطيه به قَدْرَ استطاعتك، وأشعريه أنك تتوقعين منه الحرص على رضا الله أوَّلاً قبل أيِّ مخلوق!!

أنتِ تحتاجين الحكمة بخطواتك، والتفكير بها بشكل جيِّد حتى لا تترك أثرًا عكسيًّا..

مرحباً بالضيف

الألوكة تقترب منك أكثر! سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*
*
حفظ كلمة المرور نسيت كلمة المرور؟

تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.

شارك معنا

في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة

سجل بريدك

كُتَّاب الألوكة