• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | استشارات نفسية   استشارات دعوية   استشارات اجتماعية   استشارات علمية  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حجاب أمي وأختي
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    يهجم علي ملل خانق دون سبب
    د. خالد بن محمد الشهري
  •  
    حيرة بين فتاتين
    أ. عبدالله بن عبدالعزيز الخالدي
  •  
    تأثير الغش في مستقبلي الدراسي
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    مر على زواجي ثلاثة أشهر وما زلت بكرا
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    حيرة بين فتاتين
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    زوجتي تفلتت من قوامتي
    د. صلاح بن محمد الشيخ
  •  
    أمي وإخوتي تركوني وحيدة
    د. شيرين لبيب خورشيد
  •  
    وقعت في محرم قبل الزواج: هل عقد الزواج صحيح؟
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    قسوة القلب
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    زواج بالإكراه
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    ممارسة السحر من غير قصد
    أ. منى مصطفى
شبكة الألوكة / الاستشارات / استشارات علمية
علامة باركود

تقليل رؤوس الآي في السور الإحدى عشرة

أ. أحمد محمد سليمان


تاريخ الإضافة: 7/7/2008 ميلادي - 3/7/1429 هجري

الزيارات: 266323

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:
هل هناك وجهانِ حالة الوصل - أقصد (التقليل والفتح) - في رؤوس الآي من السور الإحدى عشرة في رواية ورش من طريق الأزرق؟

نفع الله بكم وزادكم علمًا.
الجواب:
بسم الله والحمد لله، وبعد؛

اعلم – وَفَّقكَ الله – أنَّ القرَّاءَ المشهورين بالنِّسبة إلى الفتح والإمالة على ثلاثة أقسام:
فمنهم مَن فَتَح ولم يُمِلْ شيئًا؛ كابْنِ كثيرٍ المكِّيِّ.

ومنهم مَن أمال بقِلَّةٍ؛ كحفص (لم يمل إلاَّ كلمة "مجراها" في هود)؛ وقالونَ (أَمَالَ كلمة ((هار)) من قوله تعالى: {عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ} في التوبة إمالةً مَحْضَةً، وأمالَ الهاء والياء من كهيعص إمالة بَيْنَ بَيْنَ).

ومنهم مَنْ أَمَالَ بكثرة؛ كحمزةَ والكِسَائِيِّ منَ الكوفِيِّينَ، وكذلك الأزرقُ عن وَرْشٍ عن نافع المَدَنِيِّ.

ولا يَخْفَى أنَّ الفتح عبارةٌ عن فَتْحِ القارِئ لِفِيه بِلَفْظِ الحَرْف، وهو فيما بَعْدَهُ أَلِفٌ أَظْهَر، ويُقال له أَيْضًا التَّفْخِيم، وَرُبَّما قِيلَ له النَّصْب.

وأنَّ الإمالةَ أَنْ تَنْحُوَ بالفتحة نَحْوَ الكَسْرَةِ، وَبِالأَلِفِ نحو الياءِ (كَثِيرًا) وهو المَحْض، (أو قَلِيلاً) وهو بَيْنَ اللَّفْظَيْنِ، وَيُقالُ له أَيْضًا التَّقْلِيلُ، والتَّلْطِيفُ، وَبَيْنَ بَيْنَ. 

والأزرق هو أبو يعقوب يوسف بن عمرو بن يسار المدني ثم المصري، توفي في حدود سنة أربعين ومائتين، وهو الذي خلف ورشًا في القراءة والإقراء بمصر.

قال أبو الفضل الخزاعي: أَدركْتُ أَهلَ مِصرَ والمَغربِ على روايةِ أَبي يَعْقُوب - يعني الأَزْرَقَ - لا يَعْرفونَ غَيْرَها. (يعني طريق الأزرق عن ورش).

وورشٌ هو أَبو سَعِيدٍ عُثمانُ بْنُ سَعِيدِ بنِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ القُرَشِيُّ مَوْلاهُمُ القِبْطِيُّ المِصْرِيُّ، تُوُفّي بِمِصْرَ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ، وَمَوْلِدُهُ سَنَةَ عَشْرٍ وَمِائَةٍ، رَحَلَ إِلَى المَدِينَةِ لِيَقْرَأَ على نَافِعٍ فَقَرَأَ عَلَيْهِ أَرْبَعَ خَتَمَاتٍ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ، وَرَجَعَ إِلَى مِصْرَ فَانْتَهَتْ إِلَيْهِ رِيَاسَةُ الإِقْرَاءِ بِهَا.

ولورْشٍ طريقٌ أخرى؛ هي طريق الأصبهانِيِّ، وليست من طرق "التيسير" و"الشاطبية"، بل تضمَّنتْها "طَيِّبَةُ النَّشْر" فيما تضمنت من الطُّرُق.

واعلم أنَّ ما يُميلُه الأزرقُ عن وَرْش هو إمالة بينَ بينَ دائمًا؛ إلا إمالتَه الهاءَ من (طه) فهي إمالة محضة.

واعلمْ أخيرًا أنَّ ما يُميلُه الأزرقُ عن وَرْشٍ منه ما يُمال بلا خلاف ومنه ما يُمال بخلاف.

إمالة رؤوس الآي:
قال ابنُ الجَزَرِيِّ: "فمِمَّا يُميل الأزرقُ عن وَرْشٍ رُؤوسُ الآي في السُّوَر الإِحْدَى عَشرَة، وهي (طه، والنَّجْمِ، وَسأَلَ سائِلٌ، والقِيامَة، والنّازِعات، وَعَبَسَ، والأَعْلَى، والشَّمْس، واللَّيْل، والضُّحَى، والعَلَق)؛ سَواءٌ أكانَت من ذَواتِ الواوِ نحو: (الضُّحَى، وسَجَى، والقُوَى)، أم من ذَواتِ الياءِ نحو: (هُدى، والهَوَى، ويَغْشَى). 
وانْفَرَدَ صاحب "الكافي" – وهو ابن شريح - فَفَرَّقَ في ذلك بَيْنَ اليائِيِّ؛ فأَمالَهُ بَيْنَ بَيْنَ، وَبَيْنَ الواوِيِّ؛ فَفَتَحَهُ". ا.هـ. بتصرف.

جاء في "شرح الشَّاطِبِيَّةِ" لأبي شَامَةَ:
"وَلكِنْ رُؤوسُ الآيِ قَدْ قَلَّ فَتْحُهَا        لَهُ غَيْرَ مَا هَا فِيهِ فَاحْضُرْ  مُكَمَّلاَ
يعني أنَّ رؤوسَ الآيِ لا يجري فيها الخلافُ المذكور؛ بل قراءته لها على وجهٍ واحدٍ؛ وهو بين اللفظين، وعبَّر عن ذلك بقوله: (قد قَلَّ فتحُها)؛ يعنِي أنَّه قلَّلَه بشيءٍ من الإمالة، وقد عبَّر عن إمالة بينَ بينَ بالتَّقليل في مواضعَ؛ كقوله:
... ... ... ... ... ... ... ...        وَوَرْشٌ جَمِيعَ البَابِ  كَانَ  مُقَلِّلا
... ... ... ... ... ... ... ...        ..  ..  وَالتَّقْلِيلُ  جَادَلَ   فَيْصَلا
... ... ... ... ... ... ... ...        وَقُلِّلَ  فِي  جَوْدٍ   ....   ......
... ... ... ... ... ... ... ...        .. وَعَنْ عُثْمَانَ  فِي  الْكُلِّ  قَلِّلا
وأراد برؤوس الآي جميعَ ما في السور المذكورة الإحدى عَشْرَةَ سواء كان من ذوات الواو، أو من ذوات الياء، وقد نَصَّ الدانيُّ على ذلك في كتاب "إيجاز البيان"، وإنَّما لم يجئ وجهُ الفتح فيها إرادةَ أن تتَّفِقَ ألفاظُها، ولا يختلف ما يقبل الإمالة منها، وذلك أنَّ منها ما فيه راءٌ نحو: (الثَّرَى، والكُبْرَى)، وذاك مُمالٌ لِورش بلا خِلاف، فأجرَى الباقيَ مُجراه؛ ليأتِيَ الجميع على نمطٍ واحدٍ، ثُمَّ اسْتَثْنَى من ذلك ما فيه (ها)" ا.هـ [إبراز المعاني: 1/225]. 

الكلام على ما فيه (ها) من رؤوس الآي
قال ابن الجَزَرِيِّ: "واخْتُلِفَ عن وَرْشٍ من طريق الأزرق فيما كان من رُؤوسِ الآيِ على لَفْظِ (ها)، وذلك في سُورَة {النّازِعاتِ}، {والشَّمْسِ} نَحْو: (بَنَاهَا، وضُحَاهَا، وسَوَّاهَا، ودَحَاهَا، وأَرْسَاهَا، وتلاها، وجَلاَّهَا)؛ سواء كان واوِيًّا، أَوْ يائِيًّا:

فأخذ جماعة فيها بالفَتْح، وهو مَذْهَبُ أَبِي عَبْدِالله بن سُفْيانَ، وأبي العَبَّاس المَهْدَوِيِّ، وأبي محمد مَكِّيٍّ، وابْنَيْ غَلْبُون، وابْنِ شُرَيْحٍ، وابْنِ بَلِّيمَةَ، وغيرِهم، وبه قَرأَ الدّانِيُّ على أبي الحَسَن.
وذهب آخَرُونَ إلى إِطْلاق الإمالة فيها بَيْنَ بَيْنَ، وأَجْرَوْها مُجْرَى غيرها من رُؤوسِ الآيِ، وهو مَذْهَبُ أبي القاسِم الطَّرَسُوسِيِّ، وأبي الطَّاهِر بنِ خَلَفٍ صاحبِ "العُنْوان"، وأبي الفَتْحِ فارِسِ بنِ أحمدَ، وأبي القاسِم الخَاقَانِيِّ، وغيرِهم.

والذي عَوَّلَ عليه الدّانِيُّ في "التَّيْسِيرِ" هو الفَتْحُ؛ كما صَرَّح به أَوَّلَ السُّوَرِ، مع أنَّ اعْتِمادَهُ في "التَّيْسِيرِ" على قِراءَتِه على أبي القاسِم الخَاقَانِيِّ في رواية وَرْشٍ وأَسْنَدَها في "التَّيْسِيرِ" من طَرِيقِهِ، وَلَكِنَّهُ اعْتَمَدَ في هذا الفَصْلِ على قِراءَتِه على أبي الحَسَن، فلذلك قَطَعَ عنه بِالفَتْحِ في "المُفْرَداتِ" وَجْهًا واحِدًا مع إِسْنادِه فيها الرِّوايَةَ من طَرِيق ابن خَاقَانَ، وقال في كِتابِ "الإِمالَةِ": اخْتَلَفَتِ الرُّواةُ وأهلُ الأَداءِ عن وَرْشٍ في الفَواصِلِ إذا كُنَّ على كِنايةِ مُؤَنَّثٍ؛ نَحْو آيِ {والشَّمْسِ وَضُحَاهَا}، وَبَعْضِ آيِ {والنَّازِعَاتِ}؛ فأَقْرأَنِي ذَلِكَ أَبُو الحَسَنِ عَنْ قِراءَتِهِ بِإِخْلاصِ الفَتْحِ، وَكَذَلِكَ رَواهُ عَنْ وَرْشٍ أَحْمَدُ بْنُ صالِحٍ، وأَقْرأَنِيهِ أَبُو القاسِمِ وأَبُو الفَتْحِ عَنْ قِراءَتِهِما بِإِمالَةٍ بَيْنَ بَيْنَ، وَذَلِكَ قِياسُ رِوايَة أَبِي الأَزْهَرِ وأَبِي يَعْقُوبَ وَداوُدَ عَنْ وَرْشٍ .

وَذَكَرَ في "بابِ ما يَقْرَؤُهُ وَرْشٌ بَيْنَ اللَّفْظَيْنِ مِنْ ذَواتِ الياءِ مِمّا لَيْسَ فيهِ راءٌ قَبْلَ الأَلِفِ سَواءٌ اتَّصَلَ بِهِ ضَمِيرٌ، أَوْ لَمْ يَتَّصِلْ": أَنَّهُ قَرأَهُ على أَبِي الحَسَنِ بِإِخْلاصِ الفَتْحِ، وَعَلَى أَبِي القاسِمِ وأَبِي الفَتْحِ وَغَيْرِهِما بين اللَّفْظَيْنِ، وَرَجَّحَ في هَذا الفَصْلِ بَيْنَ اللَّفْظَيْنِ، وَقالَ: وَبِهِ آخُذُ؛ فاخْتارَ بَيْنَ اللَّفْظَيْنِ.
والوَجْهانِ جَمِيعًا صَحِيحانِ عَنْ وَرْشٍ في ذَلِكَ مِنَ الطَّرِيقِ المَذْكُورَةِ".

الكلام على ما فيه (ها)، وقبل الألف راء من رؤوس الآي:
"أَجْمَعَ الرُّواةُ مِنَ الطُّرُقِ المَذْكُورَةِ على إِمالَةِ ما كان مِنْ ذَلِكَ فيهِ راءٌ بَيْنَ اللَّفْظَيْنِ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ : {ذِكْرَاهَا} هَذا مِمّا لا خِلافَ فيهِ عَنْهُ".

تعقيب على تقسيم السَّخاوي شارح "الشاطبية":
قال ابنُ الجَزَرِيِّ: "وَقالَ السَّخَاوِيُّ: إِنَّ هَذَا الفَصْلَ يَنْقَسِمُ ثَلاثَةَ أَقْسَامٍ: مَا لا خِلافَ عَنْهُ في إِمَالَتِهِ نَحْوُ {ذِكْرَاهَا}، وَما لا خِلافَ عَنْهُ في فَتْحِهِ نَحْوُ {ضُحَاهَا} وشِبْهِهِ من ذَواتِ الواوِ، وَما فيهِ الوَجْهانِ، وَهُوَ ما كان مِنْ ذَواتِ الياءِ.
وَتَبِعَهُ في ذَلِكَ بَعْضُ شُرَّاحِ "الشّاطِبِيَّةِ"، وَهُوَ تَفَقُّهٌ لا تُساعِدُهُ رِوايَةٌ؛ بَلِ الرِّوايَةُ إِطْلاقُ الخِلافِ في الواوِيِّ واليائِيِّ مِنْ غَيْرِ تَفْرِقَةٍ؛ كَما أَنَّهُ لَمْ يُفَرّقْ في غَيْرِهِ مِنْ رُؤوسِ الآيِ بَيْنَ اليائِيِّ والواوِيِّ إِلاَّ ما قَدَّمْنا مِنِ انْفِرادِ "الكافي".
وانْفَرَدَ صاحِبُ "التَّجْرِيدِ" عَنِ الأَزْرَقِ بِفَتْحِ جَمِيعِ رُؤوسِ الآيِ ما لَمْ يَكُنْ رائِيًّا؛ سَواءٌ كان واوِيًّا أَوْ يائِيًّا، فيهِ "ها" أَوْ لَمْ يَكُنْ، فَخالَفَ جَمِيعَ الرُّواةِ عَنِ الأَزْرَقِ".
وقد سبق أبو شَامَةَ ابنَ الجزريِّ في ردِّ هذا التقسيمِ الذي وَضَعَهُ الإمام السخاويُّ، لكنَّ صاحبَ "إتحاف فضلاء البشر" لم يذكر إلا ابنَ الجَزَرِيِّ في هذا الموضع، رحم الله الجميع.

وجاء في باب ذكر تغليظ اللامات من "النشر":
(وَاخْتَلَفُوا) فيمَا إِذَا وَقَعَ بَعْدَ اللاَّمِ أَلِفٌ مُمَالَةٌ؛ نَحْوُ (صَلَّى، وَسَيَصْلَى، وَمُصَلًّى، وَيَصْلاهَا)، فَرَوَى بَعْضُهُم تَغْلِيظَهَا مِنْ أَجْلِ الحَرْفِ قَبْلَهَا، وَرَوَى بَعْضُهُمْ تَرْقِيقَهَا مِنْ أَجْلِ الإِمَالَةِ.
فَفَخَّمَهَا في "التَّبْصِرَةِ"، و"الكَافي"، و"التَّذْكِرَةِ"، و"التَّجْرِيدِ"، وَغَيْرِهَا، وَرَقَّقَهَا في "المُجْتَبَى"، وَهُوَ مُقْتَضَى "العُنْوَانِ"، و"التَّيْسِيرِ"، وَهُوَ في "تَلْخِيصِ أَبِي مَعْشَرٍ" أَقْيَسُ، وَالوَجْهَانِ في "الكَافي"، و"تَلْخِيصِ ابن بَلِّيمَةَ"، و"الشَّاطِبِيَّةِ"، و"الإِعْلانِ"، وَغَيْرِهَا.

وَفَصَلَ آخَرُونَ في ذَلِكَ بَيْنَ رُؤوسِ الآيِ وَغَيْرِهَا؛ فَرَقَّقُوهَا في رُؤوسِ الآيِ لِلتَّنَاسُبِ، وَغَلَّظُوهَا في غَيْرِهَا لِوُجُودِ المُوجِبِ قَبْلَهَا، وَهُوَ الَّذِي في "التَّبْصِرَةِ"، وَهُوَ الاخْتِيَارُ في "التَّجْرِيدِ" وَالأَرْجَحُ في "الشَّاطِبِيَّةِ". وَالأَقْيَسُ في "التَّيْسِيرِ"، وقطع أَيْضًا به في "الكَافي" إِلاَّ أَنَّهُ أَجْرَى الوَجْهَيْنِ في غَيْرِ رُؤُوسِ الآيِ.

وَالَّذِي وَقَعَ مِنْ ذَلِكَ رَأْسَ آيَةٍ-: ثَلاثُ مَوَاضِعَ: {فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى} في القِيَامَةِ، {وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى} في سَبِّح، و{إِذَا صَلَّى} في العَلَقِ.

وَالَّذِي وَقَعَ مِنْهُ غير رَأْسِ آيَةٍ سَبْعَةُ مَوَاضِعَ: {مُصَلًّى} في البَقَرَةِ حَالَةَ الوَقْفِ، وَكَذَا {يَصْلَى النَّارَ} في سَبِّح، و{وَيَصْلاهَا} في الإِسْرَاءِ وَاللَّيْلِ، وَ{يُصَلَّى} في الانْشِقَاقِ، وَ{تَصْلَى} في الغَاشِيَةِ، وَ{سَيَصْلَى} في المَسَدِ.

إذا وقع بعد الألف الممال ساكن
جاء في "النَّشْرِ" (ص74): "إِذَا وَقَعَ بَعْدَ الأَلِفِ المُمَال سَاكِنٌ، فَإِنَّ تِلْكَ الأَلِفَ تَسْقُطُ؛ لِسُكُونِهَا وَلُقِيِّ ذَلِكَ السَّاكِنِ، فَحِينَئِذٍ تَذْهَبُ الإِمَالَةُ على نَوْعَيْهَا؛ لأَنَّهَا إِنَّمَا كَانَتْ من أجل وُجُودِ الأَلِفِ لَفْظًا، فَلَمَّا عُدِمَتْ فيهِ امْتَنَعَتِ الإِمَالَةُ بِعُدْمِهَا، فإن وقف عَلَيْهَا انْفَصَلَتْ منَ السَّاكِنِ تَنْوِينًا كَانَ أَوْ غيرَ تَنْوِينٍ، وَعَادَتِ الإِمَالَةُ وبَيْنَ اللَّفْظَيْنِ بِعَوْدِهَا على حَسَبِ مَا تَأَصَّلَ وَتَقَرَّرَ".
ثم أفاض ابن الجَزَرِيِّ كغيره هنا في بيان الخلاف بين الوقف على المنَوَّن المرفوع والمجرور والوقف على المُنَوَّن المنصوبِ، وهو خلاف لا يعتدُّ به المحقِّقون؛ لأنه مبنِيٌّ فقط على خِلافٍ نَحْوِيٍّ، والقراءة سُنَّةٌ لا قياس.

تنبيه:
لا بُدَّ من معرفة فواصل الآيات في هذه السُّوَر الإحدى عَشْرَةَ في العَدِّ المَدَنِيِّ الأخيرِ؛ ليُعرَف ما هو رأس آية وما ليس برأس آية، فيُمالُ أو يُفتَح بحَسَبِ ذلك.
والمختلَف فيه بين العدِّ المدنيِّ والعدِّ الكوفيِّ في هذه السور؛ كما ذكر ابن الجَزَرِيِّ:
في طه: {مِنِّي هُدًى} [طه: 123]، {زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [طه: 131] كلٌّ منهما رأس آية في العَدِّ المدنيِّ.
في النَّازِعَات: {فَأَمَّا مَنْ طَغَى} [النازعات: 37] ليست رأسَ آيةٍ عند المدنيِّ، وهي آية في العَدِّ الكُوفيِّ.

الخلاصة:
نخلص من جميع هذه النُّقول إلى أنَّه: 
1- يُميل وَرْشٌ مِن طريق الأزرقِ كُلَّ رؤوس الآيِ في السور الإحدى عَشْرَةَ مما يَقبَل الإمالة؛ بخلاف هَمْسًا، ونَسْفًا، وعِلْمًا، وعَزْمًا.
2- لا فَرْقَ في ذلك بين الوَاوِيِّ واليَائِيِّ إلاَّ ما انفرد به في "الكافي".
3- هذه الإمالة - بينَ بينَ - وَجْهًا واحدًا بلا خِلاف فيما لم تَنْتَهِ رأسُ الآية بـ (ها) التي للتأنيث في سورة {الشَّمْس}، وبعض آي {النَّازِعَات}.
4- إذا كان رأسُ الآية فيه (ها)، وقبل الألف راءٌ، فالإمالة بالاتفاق أيضًا؛ وذلك في (ذِكْرَاهَا) فقط. أمَّا إذا لم يكن قبل الألف راءٌ، ففيها الوجهان: الإمالة والفتح.
5- إذا كان الأَلِفُ المُمال قبلَه لامٌ حَقُّها التغليظُ نحوُ: {وَلاَ صَلَّى} [القيامة: 31]، {وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى} [الأعلى: 15]، {عَبْدًا اذَا صَلَّى} [العلق: 10] -: فإنَّ الإمالة تَغلِب تغليظ اللام، فتُرقَّقُ اللام وتمال الأَلِفُ، هذا هو الأَقْيَسُ خلافًا لبعضهم.
6- إذا وقع بعد الأَلِفِ الممالِ ساكنٌ في أول الآية التي تليها نحوُ: {رَبِّكَ الَاعْلَى * الَّذِي خَلَقَ} [الأعلى: 1، 2]، {وَيَتَجَنَّبُهَا الَاشْقَى * الَّذِي يَصْلَى النَّارَ} [الأعلى: 11، 12] -: ففي الوَصْل تذهب الأَلِفُ تمامًا فتمتنع الإمالة، وفي الوقف على الأعلى والأشقى تُمال.
وكذلك إذا كان الألف في رأس الآية مُنَونًا (بالنصب أو غيره) مثل {عَلَى النَّارِ هُدًى * فَلَمَّا أَتَاهَا} ، {مَكَانًا سِوًى * قَالَ مَوْعِدُكُمْ} ففي الوصل أيضا تذهب الألف فتمتنع الإمالة، وفي الوقف على رأس الآية تمال.

تنبيه:
* كلمة (طُوى) في طه والنَّازعات رأسُ آية بلا خلاف، فتمال لورش من طريق الأزرق عند الوقف بلا خلاف.
لكنَّ ورشًا يقرؤها بغير تنوين - خلافا لابن عامر والكوفيين –

وعليه؛ ففي سورة طه {بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوَى * وَأَنَا اخْتَرْتُكَ} تُمالُ أيضًا في الوصل بلا خلاف.

أما في سورة النازعات {بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوَى * اذْهَبِ الَى} فلا تمال في الوصل لأن بعد الألف ساكنًا فتذهب الألف وتمتنع الإمالة،، والله أعلم.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • تفسير جديد للعلامة البلاغي عبدالقاهر الجرجاني (471هـ)(درج الدرر في تفسير الآي والسور)(مقالة - موقع الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري)
  • صدر حديثاً (درج الدرر في تفسير الآي والسور) للجرجاني محققاً(مقالة - موقع الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري)
  • إرشاد القراء إلى الوقف والابتداء(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المنظومات المؤلفة في علم عد الآي في القران الكريم (WORD)(كتاب - آفاق الشريعة)
  • مشارق الآي لعبد اللطيف بن عبدالله التويجري(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • من أي الفريقين أنت؟ وفي أي الدرجات منزلتك؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تلميح صفات المؤمنين من حديث الآي الخمسين (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • طالب الحق كناشد ضالة يفرح بظهورها على أي يد كانت ومن أي جهة أتت(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إطلاق تطبيقات إسلامية جديدة عبر الآي فون لخدمة المسلمين في رمضان(مقالة - المسلمون في العالم)
  • أي الرايات ترفع فوق رأسك؟(مقالة - آفاق الشريعة)

 


مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 14/11/1446هـ - الساعة: 17:59
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب