• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | استشارات نفسية   استشارات دعوية   استشارات اجتماعية   استشارات علمية  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    هل يمكن أن يستمر الزواج بهذه التعاسة؟
    د. محمد حسانين إمام حسانين
  •  
    حجاب أمي وأختي
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    يهجم علي ملل خانق دون سبب
    د. خالد بن محمد الشهري
  •  
    حيرة بين فتاتين
    أ. عبدالله بن عبدالعزيز الخالدي
  •  
    تأثير الغش في مستقبلي الدراسي
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    مر على زواجي ثلاثة أشهر وما زلت بكرا
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    حيرة بين فتاتين
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    زوجتي تفلتت من قوامتي
    د. صلاح بن محمد الشيخ
  •  
    أمي وإخوتي تركوني وحيدة
    د. شيرين لبيب خورشيد
  •  
    وقعت في محرم قبل الزواج: هل عقد الزواج صحيح؟
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    قسوة القلب
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    زواج بالإكراه
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
شبكة الألوكة / الاستشارات / استشارات علمية / تعليم / التخصص الجامعي والأكاديمي
علامة باركود

تخرجت منذ سنوات ولم أكمل دراستي العليا

أ. محمد شوقي

استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 18/11/2017 ميلادي - 28/2/1439 هجري

الزيارات: 17235

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ الملخص:

فتاة تعمل معلمةً للغة العربية، كانتْ تريد أن تُكملَ دراستها العليا منذ أنْ تَخَرَّجتْ، لكنها انشغلتْ بالزواج والأولاد، والآن بعد مرور 8 سنوات تشعر بالندم على عدم الإكمال.

 

♦ التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا معلمةٌ للغة العربية، أنهيتُ دراستي الجامعية منذ سنواتٍ، والحمدُ لله كنتُ متفوقةً جدًّا في دراستي، وكنتُ متحمِّسة لإكمال الدراسات العليا في تخصُّص الدراسات الأدبية، والحمدُ لله أنهيتُ السنة التمهيدية بجدارةٍ، لكن شعرتُ بعدَها بفتورٍ شديدٍ تجاه الدراسة برمَّتِها فتركتُها، ثم خُطبتُ وتزوَّجتُ ورُزِقْتُ بطفلينِ، وعملتُ معلمةً.


والآن وبعد مرور 8 سنوات على تخرُّجي أُعاني مِن حالةٍ نفسيةٍ سيئة؛ لعدم تحقيقي شهادة علمية بعد كلِّ هذه السنوات! أشعُر بغُصةٍ وأنا أرى الوُصُوليين يَثِبُون نحو الأعلى، ويَتَدَرَّجون في الوظائف العُليا، بينما أنا أُطحَن في التعليم وفي النهاية أعمَل معلمة! في حين أنني الأجدر والأحقُّ بمَقاعدهم، لكن تقعد بي همتي عن تحقيق طموحاتي، وأغرق في خِضَمِّ الحياة والمسؤوليات الزوجيَّة والوظيفيَّة.


والآن أرغب في مُغادَرة بلدي؛ حيث لا شيءَ هنا يُوحي بالراحة، فلو أنني تحصَّلتُ على شهادتي منذ سنوات، لكنتُ أفضل حالًا، ولفُتِحَتْ أمامي آفاق أكثر رحابة.

 

الآن يستهويني مجالان أرغب في استكمال الدراسات العليا في أحدهما:

الأول: تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها، وهو الأسهلُ والأسرع نحو تحقيق حلم السفر والفوز بحياةٍ كريمة لي ولأطفالي.

والمجال الثاني: عِلْم مقارنة الأديان، لكنني لا أعرف أماكن هنا تمنح درجتَي الماجستير والدكتوراه في هذينِ التخصصينِ، كما أنني سأحتاج إلى منحةٍ دراسيةٍ لتغطية نفقات الدراسة.


حاولتُ الحُصُول على مِنحةٍ منذ عدة سنوات للدراسة عبر الإنترنت، لكنني لم أعثُرْ على جهةٍ تدعم هذا النوع من الدراسة.

فأشيروا عليَّ بارك الله فيكم كيف أكمل دراستي، وأُوَفِّق بين متطلبات حياتي وأحلامي؟

الجواب:

 

الأخت الفاضلة، أرحِّب بك بدايةً في شبكة الألوكة، وأسأل الله تعالى أن يُوفقَني في الجواب عن سؤالك، وبعدُ:

فقبلَ البَدْء في الجواب عن سؤالك، أوَدُّ أن أقفَ معك وقفاتٍ، أُصَحِّح بها معكِ بعض المفاهيم التي اخْتَلَطَتْ عليك!


• الوقفة الأولى: التعليم مهنة الأنبياء:

لاحظتُ مِن سؤالك تذمُّرك الشديد مِن مهنتك كمعلمةٍ، والنظر إليها على أنها مهنةٌ تافهةٌ أمامَ غيرها مِن المهن، حيث قلتِ: "بينما أنا أُطحَن في التعليم، وفي النهاية أعمل معلمة"! ولعل ذلك استقرَّ في قلبك لِمَا تجدينه من ضَعْفٍ في الماديات والمكانة التي يستحقها المعلمُ، لكن فاتك أنَّ التعليمَ مهنة الأنبياء التي أُرسلوا مِن أجلِها، فهُم - أي: الأنبياء - معلِّمون في المقام الأول، وانظري إلى دعوة سيدنا إبراهيم عليه السلام عندما قال: ﴿ رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [البقرة: 129]، وتأمَّلي قوله تعالى ومنَّهُ على المؤمنين بإرساله رسولًا معلمًا لهم: ﴿ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [آل عمران: 164]، ومتِّعي عينك في قوله تعالى وهو يُكرِّر أهمية إرساله صلى الله عليه وسلم في قومٍ أُمِّيين ليُعلِّمَهم دينهم، ويُخرجهم مِن ظُلُمات الكفر إلى نور الإيمان: ﴿ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [الجمعة: 2]، فتلك الآيات وغيرها تدلُّ دلالةً قاطعةً على أن تلك المهنة ليستْ مُحتقَرةً كما تتصوَّرين، بل كلُّ معلمٍ يتقي الله تعالى، ويُعَلِّم مَن تولى تعليمهم - مأجورٌ على ما يُقدِّم، ويُبارك الله تعالى له في أولاده وماله وعمره ويحفظه، ويدعو له هؤلاءِ بعد كِبَرهم، فيقولون: جزى الله خيرًا أستاذنا فلانًا (وأستاذتنا فلانة)؛ فقد علَّمَنا (وعلَّمَتْنا) ونحن صغار! رَحِمَ اللهُ أستاذنا (وأستاذتنا) فقد كان (وكانتْ) يتقي (وتتقي) الله فينا، ويُعلمنا (وتُعلمنا)، فأنتِ مأجورة على كلِّ ما تقدمين مِن خيرٍ لذلك النَّشء الذي تُعلمينه شيئًا في دينه ولغته وحياته، فلا تظني أنَّ مهنتك مُحتَقَرة لذلك الحدِّ.


وإذا أردتِ أن تعرفي قدْرَ مِهنتك في الدنيا والآخرة، فتأمَّلي أجرَك في تلك الأحاديث النبوية التي يقول فيها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا مات ابنُ آدم انقطع عمَلُه إلا مِن ثلاث: صدقة جارية، أو عِلْم ينتفع الناس به، أو ولد صالح يدعو له))، و((إنَّ الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت، ليصلون على معلم الناس الخير)).


فلا تقيسي الأمورَ بالمال فقط، فكم مِن غنيٍّ يتمنى أن يكونَ فقيرًا؛ لما حُرِم مِن مُتَعٍ كثيرة مُتِّع بها الفقراءُ، أسأل الله تعالى أن ينفعَ بك، ويأجرك على ما تُقدِّمين لأطفالك مِن الطلاب والطالبات.


• الوقفة الثانية: تحقيق الطموحات ليس بالتمني:

تأمَّلْتُ قولَك: "لكن تقعُد بي همتي عن تحقيق طموحاتي، وأغرق في خِضَمِّ الحياة والمسؤوليات الزوجية والوظيفية... في حين أنني الأجدر والأحقُّ بمَقاعدهم".


اعلمي أخيتي المعلمة أنَّ تحقيق الطموح ليس بالتمني، بل بالتخطيط الجيد، ومراعاة الظروف الحياتية، والعمل المستمر؛ فكلُّ الناس لديهم مسؤولياتٌ مادية، وزوجية، وحياتية، وعملية، وعلمية، وغيرها مِن المسؤوليات التي لا تنتهي، ولو كلُّ واحدٍ منًّا غرق في مسؤولياته ولم يَخْرُجْ منها ولم يُوَفِّق بينها؛ فلن يحققَ أحدٌ منا أيَّ شيء!


ولعلك تذكَّرتِ تفوُّقك أيام الدراسة الجامعية واجتهادك فيها، فقستِ عليها عملك الآن، ورأيتِ أنك تستحقين أن تكوني أفضل مِن ذلك، وهذا حقك، لكن لا أرى مِن حقك أن تقولي: إنك أجدر وأحق بمقاعد مَن تعبوا واجتهدوا ووصلوا إلى مناصب عليا باجتهادهم، وكانتْ أيضًا لديهم ظروفٌ عائلية والتزاماتٌ مادية وزوجيَّة وتغلَّبوا عليها، إلا إذا كنتِ تحكمين عليهم كلهم بأنهم وُصُوليُّون مُزَيِّفون، صعدوا على أكتاف غيرهم، وهذا حُكمٌ عامٌّ لا يقبله شرع ولا عقل!


• الوقفة الثالثة: (لو) تفتح عمل الشيطان:

قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((المؤمن القوي خيرٌ وأحب إلى الله مِن المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير، احرصْ على ما ينفعك، ولا تعجزْ، فإنْ غلَبَك أمرٌ فقل: قدَّر الله، وإياك واللو، فإن اللو تفتح عمل الشيطان)).


قلت: "لو أنني تحَصَّلتُ على شهادتي منذ سنوات، لكنتُ أفضل حالًا، ولفُتِحَتْ أمامي آفاق أكثر رحابة"، والسؤال: وما أدراكِ أنك لو تحصلتِ على شهادة لكنتِ أفضل حالًا؟ هل اطلعتِ على الغيب؟ فكثيرٌ ممن حصلوا على شهادات عليا لم يُوفَّقوا في حياتهم بالصورة التي تتصورينها، وحالهم ليس أفضل منك بكثيرٍ، ولعل الله تعالى مَنَحَك نِعَمًا أفضل كثيرًا مما تحلمين بالحصول عليه؛ فكفَى نعمة الزوج والولد والسكن والراحة والعمل، فكثيراتٌ غيرك حَصَلن على درجتي الماجستير والدكتوراه ولم يتزوَّجْنَ ولم يُرْزَقْنَ بأولادٍ لتأخُّر زواجهنَّ وتقديمهنَّ الدراسة على أيِّ شيء، ولسان حال إحداهنَّ الآن: ليتني ما قدمتُ دراستي على الزواج، وشبكة الألوكة طافحة باستشارات مِن هذا النوع، فانظري في شكواهنَّ ومرارة ما يَجِدْنَهُ!


فاستعيذي بالله مِن كل ما يلم بك مِن وساوسَ وندمٍ وشعورٍ بعدم الرضا، وارضَيْ بحالك، وفكري بهدوء كيف توازنين بين حياتك وأحلامك.


وبعد تلك الوقفات الثلاث، أعود إلى فتور هِمَّتك التي أصابَتْك بعد تخرجك، ومرَّ عليك إلى الآن 8 سنوات لم تُحَصِّلي فيها شيئًا من الشهادات العليا، فأقول:

اعلمي أنه كثيرًا ما تنتابنا فتراتٌ مِن عُلُوِّ الهمة يُخَطِّط فيها الإنسانُ لنفسه خططًا يتمنَّى تحقيقها، ومشاريعَ يتمنى تنفيذها، فيتخذ الخطوات السريعة في تنفيذ أول خطوة فيها، إلا أنَّ كثيرًا منَّا لا يُكمل هذه الخطط والمشاريع؛ فتورًا أو إهمالًا أو نسيانًا...، أطلقي عليها ما شئتِ من المسميات؛ فالنتيجةُ في النهاية واحدة.


ولعل أكثر الأسباب التي تُعيق الباحثين عن المواصلة: طولُ الطريق، والمشقةُ التي يَجِدُها الباحثُ في دراسته نظرًا لصعوبة البحث، أو لإحباط أساتذته له، أو لانشغاله بالأمور المادية والاستكثار منها، أو لظروف خارجة عن إرادته، أمَّا في حالتك فكان الصارفُ الوحيدُ - كما قلتِ - هو: الخطوبة ثم الزواج ثم الإنجاب، ومِن ثَمَّ صَعُبَ عليك إكمال دراستك.


ولعل الندم الشديد على تَرْك الدراسة والهدف الذي كنتِ تُخطِّطين له قديمًا لم يَظْهَرْ إلا عندما عاينتِ وضعَك الحالي في مقابل كثيرٍ ممن حصلوا على الهدف الذي كنتِ تتمنين الحصول عليه، ووجدتِهم تقدموا وأصبحوا في وضعٍ أفضل منك، فبَدَتْ حالة مِن الندم والحسرة على ما فرَّطتِ، خاصة وأن المجالات التعليمية ليستْ ذات مستوى مادي عالٍ.


وحلُّ هذه المشكلة هو: الموازنة بصورةٍ هادئة (وأكرِّر: بصورة هادئة) بين واقعك وأحلامك؛ فلا تضعي لنفسك أحلامًا كبيرة وأنتِ في الواقع لا تستطيعين تحقيقها، ولا تناسب ظروفك! وإنما كررتُ قولي: (بصورة هادئة)؛ لأنَّ اتخاذ القرار فور حدوث إفاقة مِن الغفلة، أو بسرعة دون دراسة الواقع الذي تعيشين فيه - قد يؤدي إلى فقدان الأهم والمهم، وليس أهم عندك الآن مِن زوجك وأولادك!


فإذا أردتِ إكمال دراسة الماجستير، فلا تُفكِّري في السفَر والبحث عن منحةٍ خارجية وأنتِ لديكِ زوجٌ وأولاد صغار، وزوجك مرتبطٌ بعمل، فبمَنْ ستُضحِّين؟ وماذا ستجنين في النهاية؟ ستجنين شهادةً عُلْيَا عليها اسمُك ودرجة حُصولك على الماجستير!


ولو قلتِ: لا، بل سأُحَصِّل علمًا، فسأقول لك: العلم يُمكنك أن تحصِّليه بالقراءة، وكثير مِن العلماء السابقين والمعاصرين حصَّلوا العلم ولم يحصُلوا على الماجستير أو الدكتوراه! ولو كان العلمُ هدفك فاسألي نفسك: ماذا حَصَّلْتُ بعد 8 سنوات من انتهاء دراستي؟


لذا لا بد مِن الموازنة الصحيحة التي لا تُفقدك أعزَّ شيء في حياتك (زوجك وأولادك وبيتك)، فيُمكنك إكمال الدراسة في بلدك بوضعك وظروفك المتاحة، حتى لو طالت السنوات فلا بأس، فكم ضاعت سنوات لم تُحصِّلي فيها شيئًا!


أمَّا الوُصُوليُّون فلا تظني أنَّ هناك مجالًا لا يكون للوصوليين فيه نصيبٌ، بل ستجدين كثيرين ممن حولك يَثِبُون نحو الأعلى، ويَتَدَرَّجون في الوظائف؛ سواء الجامعية أو غيرها، فلا تجعلي همَّك النظر إلى مَن حولك، بقدر جَعْل همك أن تكوني أفضل علميًّا وعمليًّا، واجعلي وُصُولك لهدفك قدوةً يقتدي به كلُّ مَن رآك، ولا يغرَّك وُصولُ أحد إلى مكانٍ لا يستحقه؛ فهو واقع لا محالة!


أما الحلُّ العمليُّ مِن وِجْهة نظري فهو: أن تضعي نصبَ عينك ظروفك العائلية؛ فأنتِ امرأةٌ عاملة (معلمة للغة العربية)، ولديك أولادٌ وزوجٌ يعمل ويكفيك ماديًّا، حتى إن كنتِ تشاركين معه في مصروف البيت فاجعلي لنفسِك جزءًا من راتبك لنفسك ودراستك.


أمَّا ظروفك الدراسيَّة التي أشرتِ إليها: فقد أنهيتِ السنة التمهيدية، وهذا يُتيح لك إكمالَ الماجستير مباشرةً، وما عليك سِوى التقدُّم لإكمال الماجستير في تخصص اللغة العربية، في التخصص الدقيق الذي تُحِبِّين دراسته، وقد أشرتِ أنك تُحبين تخصُّص الدراسات الأدبية، وهذا متوفر في كليات: دار العلوم، والآداب قسم اللغة العربية، والتربية قسم اللغة العربية.


أمَّا إكمال الدراسات العليا في مجال تعليم اللغة العربية للأجانب: فهذا مجالٌ تربوي في المقام الأول، يلزمه الحصولُ على دبلوم تربوي لغير التربويين، ثم الحصول على تمهيدي الماجستير لمدة عامينِ، ثم الحصول على درجة الماجستير لمدة عامٍ على أقل تقدير (حسب قدرة الباحث)، أمَّا العملُ فيه فمتوفِّر عن طريق بعض المراكز المختصة بذلك، أو عبر الإنترنت (عن بُعْد).


أمَّا تخصُّص مقارنة الأديان، فليس في كلامك ما يدلُّ على إمكانية دراستِه والحصول على شهادة عُليا فيه، فهذا مجالٌ شرعيٌّ يستلزم منه الدراسة الشرعية منذ سنوات الدراسة الجامعية الأولى، ثم الحصول على تمهيدي الماجستير، ثم الماجستير في التخصُّص نفسه، لكن لا مانع مِن الاطلاع والقراءة، وإن كان هناك مجال لدراسته ولديكِ مؤهلات دراسية لم تُخبرينا بها، فلا مانعَ ما دمتِ تحبين دراسته.


أمَّا أماكن الدراسة: فنظرًا لضيق وقتك وعملك كمعلمة، فيُمكنك السؤال في الجامعات المصرية عن برنامج دراسيٍّ يعفيك مِن الحضور بصورة مستمرة، والحصول على المحاضَرات مع المتابَعة والمذاكَرة، ويُوَفِّر ذلك معهد البحوث والدراسات العربية، وهو مختص بدراسة اللغة العربية، والدراسات الأدبية خاصة، والمجالات التربوية، والمجالات الاقتصادية، والمجالات السياسية، ويمكن التقدُّم فيه عن طريق الانتساب ثم الدخول إلى الامتحان مباشرة، ومدة الدراسة فيه عامان، ثم الماجستير (حسب قدرة الباحث، وأقلُّه عام).


كذلك يمكنك التقدُّم إلى بعض الجامعات التي تُوفِّر برنامجًا دراسيًّا عن بُعْد، وهو نظام حديث معمول به منذ مدة ليست بالطويلة، يوفِّر على الدارس الحضور، ويُمَكِّنُه مِن متابَعة المحاضرات باستمرار.


وأخيرًا أرجو أن تُفكِّري جيدًا قبل اتخاذ أية خطوة، مع مراعاة أولادك وزوجك في المقام الأول، فإذا تعارَضَتْ دراستك مع مسؤوليتك كأُمٍّ وزوجةٍ؛ فقدمي ما ولاكِ الله عليهم، وما ستُسألين عنه؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((كلكم راعٍ، وكلكم مسؤولٌ عن رعيته، فالأميرُ الذي على الناسِ راعٍ عليهم وهو مسؤول عنهم، ألا وإنَّ الرجل راعٍ على أهل بيته وهو مسؤول عنهم، ألا وإنَّ المرأةَ راعية على بيت زوجها وهي مسؤولة عنهم...، ألا فكلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته))، وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن الله سائل كل راعٍ عما استرعاه حَفِظ أم ضَيَّع))، فهو سائلك عن زوجك وأولادك هل حَفِظْتِ أو ضَيَّعْتِ!

أسأل المولى عز وجل لك صلاح الحال، وأن ينفعك بما كتبتُ





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • هل أختار الوظيفة أو إكمال الدراسة؟!
  • هل أكمل دراستي بدون شهادات؟!
  • هل أكمل الدكتوراه وقد سئمتُ الدراسة؟
  • حيرتي بين إكمال دراسة الماجستير والعمل
  • أريد السفر لتحقيق حلمي وإكمال دراستي
  • إكمال الدراسة بعد التقاعد المبكر
  • هل أكمل دراستي وأعمل في الدعوة؟
  • أريد أن أكمل دراستي الجامعية
  • أخرت زواجي لإكمال دراستي
  • غيرت تخصص دراستي ثم ندمت
  • والدتي رفضت تحويل نظام دراستي

مختارات من الشبكة

  • تخرجت في الجامعة لا تخرجت منها(مقالة - حضارة الكلمة)
  • قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا (بطاقة)(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • تفسير: (قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تقلب أحوال العبد(استشارة - موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي)
  • أول شرطية تركية محجبة في أستراليا(مقالة - المسلمون في العالم)
  • أضعت سنوات المنحة الدراسية ولم أنجز البحث(استشارة - الاستشارات)
  • فشلت في دراستي ولم أخبر والدي(استشارة - موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي)
  • الفشل وعدم الثقة بالنفس(استشارة - الاستشارات)
  • كيف أوفق بين طموحاتي الدعوية والعلمية؟(استشارة - الاستشارات)
  • مخطوبة منذ عامين ولم أتزوج حتى الآن(استشارة - الاستشارات)

 


مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 15/11/1446هـ - الساعة: 15:5
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب