أقترب من المعاصي فتتحسن حالتي!

♦ ملخص السؤال:

شاب في منتصف الثلاثينات يعاني من الاكتئاب والقلق والخوف، وحياتُه مشتَّتةٌ بسبب ذلك، تزداد سَعادته إذا انغمس في المعاصي، ويزداد بُؤسه إذا اقترب من الطاعات.

♦ تفاصيل السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شابٌّ في منتصف الثلاثينيات مِن عمري، منذ أيام الجامعة استولى عليَّ شعورُ الخوف من العمل والترقية في المناصب، وظلَّ هذا الشعورُ معي طوال أيام الدراسة؛ مما سبَّبَ لي عُقَدًا وقلقًا وحساسية شديدةً جدًّا، وانقلب إلى اكتئابٍ حادٍّ!

قلتُ: لعل هذا الإحساسَ يزول بعد التخرج، لكنه ظل مُرافقًا لي لمدة عشر سنوات، حتى زرتُ طبيبًا نفسيًّا، وكتَب لي مُضادات للاكتئاب، تحسَّنْتُ معها قليلًا!

منذ المراهقة لازمتْني أمراضٌ عدةٌ، وأموري الحياتية مُتَعَسِّرة لأبعد الحدود، ولا أُقْدِمُ على شيءٍ إلا وأجد مُنغصات، فالدراسةُ أكملتُها بشق الأنفس، والعملُ قابلتُ فيه مشكلات كثيرةً مع الموظفين، حتى الزواج وجدتُ فيه مُنغصات أثناء الخطبة والزواج، والآن أنا في حالة انفصال عن الزوجة.

حباني الله تعالى شخصيةً وجمالًا وخلقًا، وكل الناس يَرَوْنَنِي إنسانًا جيدًا، وبالرغم من ذلك فأنا مُتعسِّر في كل شيء.

قرأتُ كثيرًا عن القرين وأثره في حياة الإنسان، فعرفتُ أنه قد يستحوذ عليَّ بصورة كبيرةٍ، حتى إنني إذا واظبتُ على الفرائض والأعمال الصالحة تزداد معاناتي، وما عملتُ خيرًا إلا وأُبْعِدْتُ عنه!

ازداد لديَّ الاكتئاب، وحدثتْ لي مشكلات كثيرةٌ جدًّا؛ في العمل والبيت، ومع الأهل، ومع نفسي، واستمررتُ على الرقية لمدة أربع سنوات، وكل من ذهبتُ إليهم مِن الرقاة أخبروني بأني مصابٌ بشيء؛ سحر، أو حسد، أو مس... إلخ.

حاولتُ أن أخرجَ مِن هذه المعاناة؛ فتقربتُ إلى الله بالطاعات، وزاد لديَّ الاكتئاب والخوفُ، ويقل هذا الاكتئابُ عندما أنغمس في المعاصي، ولا أحافظ على الصلوات!

أنا في حيرةٍ مِن أمري؛ فهل هذا الهاجسُ والخوف الذي أنا فيه من الترقية في العمل وعدم تحمُّل المسؤولية؟ أو هو نوع مِن الوسواس؟ أو خلل في شخصيتي؟ أو مِن تسلط القرين؟

أرجو منكم النصح والتوجيه، وجزاكم الله خيرًا