• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | استشارات نفسية   استشارات دعوية   استشارات اجتماعية   استشارات علمية  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    يهجم علي ملل خانق دون سبب
    د. خالد بن محمد الشهري
  •  
    حيرة بين فتاتين
    أ. عبدالله بن عبدالعزيز الخالدي
  •  
    تأثير الغش في مستقبلي الدراسي
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    مر على زواجي ثلاثة أشهر وما زلت بكرا
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    حيرة بين فتاتين
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    زوجتي تفلتت من قوامتي
    د. صلاح بن محمد الشيخ
  •  
    أمي وإخوتي تركوني وحيدة
    د. شيرين لبيب خورشيد
  •  
    وقعت في محرم قبل الزواج: هل عقد الزواج صحيح؟
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    قسوة القلب
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    زواج بالإكراه
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    ممارسة السحر من غير قصد
    أ. منى مصطفى
  •  
    الهوس بالأبراج
    أ. عبدالله بن عبدالعزيز الخالدي
شبكة الألوكة / الاستشارات / استشارات نفسية / مشكلات نفسية / الانطوائية
علامة باركود

هل ما أعاني منه مرض نفسي!

أ. عائشة الحكمي

استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 2/6/2012 ميلادي - 12/7/1433 هجري

الزيارات: 14689

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

السـلام عليـكم ورحمة الله وبركاته.

أشكركم جزيل الشُّكر على موقعكم الجميل وجهودكم.

 

مُشكلتي لها أسباب عدَّة، سأذكرها أولًا ثم المشكلة.

الأسباب:

1- تعرضتُ في مرحلة الدراسة (المدرسة) لكُرهٍ وإحباط وإهانة من أبناء منطقتي وأقاربي الذين في نفس عمري أو أكبر قليلًا؛ وذلك نظرًا لما كان متاحًا لي من مال وحياة رغيدة؛ فهم لم يكونوا يحصلون على شيء مما أحصل عليه؛ لأنَّ أوضاعهم الماديَّة ضعيفة، ولم تقتصرْ محاولات الإحباط على أصدقائي؛ بل أيضًا كانتْ مِن بعض المعلمين، ومنهم معلم مادة الرياضيات، الذي جعلني أكره المادة، رغم حبي لها ودرجاتي العالية، فتراجع مستواي فيها، وشعرتُ بإحباطٍ شديد وشكٍّ في قدراتي، بالرغم من أنني كنتُ أتسم بالذكاء والطلاقة والفطنة.

2- تزوَّج أبي وأنا في المرحلة الثانوية؛ مما أدى إلى مشاكلَ عديدةٍ، وتفكُّك أسريٍّ شديد، وتردِّي الوضع المادي، وبناء عليه فشِلتُ في الحصول على شهادة الثانوية العامة!

3- فشلتُ في محاولتي أن أعمل؛ لأني لم أعتدْ أن أعمل، أحس بإحباط وفِقدان للإرادة.

4- نظرة الناس والأقرباء لي نظرًا لفشلي في كل محاولاتي الدراسية والعملية، كل ما ذكرته أجبرني على أن أعزل نفسي عن البشر، بالرغم مِن أنني كنتُ أحبُّ الاختلاط، أسامح كل مَن يُخطئ في حقِّي، مُبتسمًا دائمًا، أحبُّ تكوين الصداقات.

المشكلة: أصبحتُ إنسانًا انطوائيًّا، لا أحب الكلام، عديم الثقة في النفس، معدوم الإرادة، لا أحب المشاركة في المناسبات الاجتماعيَّة؛ كحفلات الزواج، والنجاح... إلخ، أرتبك جدًّا عند وجودي في مكان فيه عدة أشخاص لم أعتد الكلامَ معهم، أرتعد جدًّا إن أحسستُ أنني سأخرج من المنزل وأعمل أو أدرس، فقدتُ جرأتي وأخشى أن أُغضب أيَّ شخص، أتحسس من كلام الأشخاص، أعاني اضطرابات في النَّوم والأكل، أسهر حتى الصباح وأنام حتى المساء، أعاني تقلُّبات شديدة بالمزاج؛ ولكني في الغالب حزين ومنهك القُوى، لم أعد أحس بأنني أريد أي شيء أو أرغب في شيء!

تعرَّضتُ لصدمةٍ عاطفيَّة شديدة، كان لها أثر كبير فيما حصل لي.

أعتذر عن الإطالة؛ لكن أردتُ أن أخبركم بكلِّ شيء؛ لأنني فعلًا بحاجة للمساعدة، أرجوكم ما الحل؟ وما الذي أعاني منه؟ أهو مرض نفسيٌّ معيَّن؟ هل أنا بحاجة إلى طبيب؟

 

الأردن

 

الجواب:

بسم الله الموفق للصواب 

وهو المستعان

 

"احرص على ما ينفعك ودع كلام الناس؛ فإنه لا سبيل إلى السلامة من ألسنة الناس"؛ قاله الشافعي؛ "المستطرف"؛ الأبشيهي.

أيها الأخ الفاضل، إنَّ الأعراض التي تُعاني منها هي أعراضُ اكتئاب؛ بسبب الضغط النفسيِّ الناتجِ عن الإخفاق المتوالي في كلِّ المواطن التي سعيتَ فيها، بما فيها مساعيك العلمية، والعملية، والاجتماعية، والعاطفية، وحين يتمُّ تشخيص المشكلة النفسية تحت مسمى "الاكتئاب"، فالاكتئاب ها هنا لا يعني تلك المشاعرَ الحزينة العابرة، كما هو شائع على الألسنة، ولكننا نعني به الاكتئابَ النفسيَّ المرَضي، الذي يحتاج إلى تدخُّل دوائي! فإن أُتيحتْ لك الفرصةُ لزيارة طبيب نفسيٍّ لمعالجة المشكلة دوائيًّا من خلال مضادات الاكتئاب، فَحَسَنٌ؛ لكن ينبغي أن تضعَ في اعتبارك أن الدواء وحدَه لا يعالج الاكتئاب؛ فمضادات الاكتئاب تتعامَلُ مع الخلل الحادث في النواقل العصبية في الدماغ، والتي تسبِّب مرضَ الاكتئاب، لكنها لا تعالج أبدًا إرادةَ المرء المحبَطةَ، أو الحزنَ العميق، كما أنها لا تُصحِّح الأفكارَ السلبيَّة عن الحياة والناس؛ لذلك لا يمكن الاكتفاءُ بالدواء لعلاج الاكتئاب، كما لا يُمكن الاستغناءُ عنه، بخاصة في الدرجات الحادة منه، والطريقةُ المُثلى لعلاج الاكتئاب هي اتِّباع منهجٍ علاجي متكامل، يشتمل على العلاج الإيماني، والدوائي، والبديل الطبيعي لمضادات الاكتئاب، والعلاج السلوكي المعرفي؛ للوصول إلى مرحلة الشفاء - بإذن الله تعالى - وهذا المنهج يمكن إجمالُه في النقاط الآتية، وبالله التوفيق:

أولًا: لا بد من إحداث بعضِ التغيير في روتينك اليومي، وهذا التغييرُ يتطلب منك إرادةً صلبة، ومحاولاتٍ متدرجةً لركوب خضمِّ الحياة الاجتماعية التي عزلتَ نفسَك عنها، ومن المستحسن البدءُ بدخول التجمُّعات الاجتماعية ذات الأثر العلاجي، كالالتحاق بنادٍ رياضي؛ فالرياضةُ من أهم العلاجات المتفَق عليها لتحسين الحالة النفسية والمزاجية، بالإضافة إلى كون النادي الرياضي فرصةً لمخالطة الناس ومحادثتهم، كما يُمكنك التسجيلُ في دورة تدريبيَّة لتعلُّم مهارةٍ جديدة لا تجيدها؛ كدورة لتعلم اللغة الإنجليزية، أو دورة في تطبيقات الحاسب الآلي، أو السكرتارية، أو في الإدارة وتطوير الذات، وأمثالها من الدورات الضرورية، التي تفيدك وتجمعك بأقرانك.

 

ثانيًا: قراءة الكُتُب التي تعمل على مُعالجة الاكتئاب والإحباط والخوف الاجتماعي معرفيًّا، ومن بين الكُتُب التي أنصحك بمطالعتها:

1- كتاب: "العقل فوق العاطفة"؛ تأليف: كريستين باديسكي ودينيس جرينبرغ، ترجمة: د.مأمون المبيض.

2- كتاب: "الفشل البناء: تحويل الأخطاء إلى جسر للنجاح"؛ تأليف: جون.سي ماكسويل.

3- كتاب: "هكذا هزموا اليأس"؛ تأليف: سلوى العضيدان.

4- كتاب: "شكرًا أيها الأعداء"؛ تأليف: الشيخ الدكتور/ سلمان العودة.

5- كتاب: "كيف تتواصَل بسرعة مع أي شخص؟"؛ تأليف: ليل لاونديس.

 

ثالثًا: تناول البدائل الطبيعيَّة لمضادات الاكتئاب، وفي مقدمتها كبسولات أوميغا-3 الزيتية Omega−3 fatty acids، وأقراص حشيشة القلب، ولهذه العشبة مسميات أخرى؛ مثل: الهيوفاريقون St. John's Wort.

 

رابعًا: الإحسان والعمل الخيري والتطوُّعي، وقد فَتَحَ الله عليكم في بلدكم أبوابًا للخير والإحسان ممثلة في المخيمات الفلسطينية، ومواطن تجمع المهاجرين السوريين، فمُدَّ لهم يدَ العون بكلِّ ما تجود به نفسُك من خير وبِرٍّ، فأنت عضوٌ من جسد الأمة الإسلامية، ومن واجبنا جميعًا تشجيعُ الخير والترابط والتراحُم والإيثار، فكونوا يا أهل الأردن لإخوانكم المستضعفين كما كان أنصارُ المدينة لإخوانهم المهاجرين من مكة، وها هم أهل سورية قد أرونا فرارَ المهاجرين بدينهم وسنة نبيِّهم - صلى الله عليه وسلم - فأَرُونا أنتم إيثارَ الأنصار على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة!

 

خامسًا: العلاج الإيمانيُّ من خلال المحافظة على الصلاة جماعةً في المسجد، وتلاوة القرآن العظيم بصوتٍ تسمع فيه نفسَك، والإكثار من الدُّعاء والاستغفار، مع حُسن الظنِّ بالله - عز وجل - والثقة به، "فكن واثقًا بالله، مؤمنًا بالقَدَرِ خيرِه وشرِّه؛ فالثقةُ وحدها حظٌّ عظيم، والله - تعالى - يصيب الناسَ بنياتهم؛ إذ هي حقائقهم الصريحة، وإذ هو وحده المطَّلع عليها؛ فهو يوفِّق السعداءَ للنيَّة الحسنة، ثم يُسعدهم بهذه النية على الوجْه الذي يعلم أنه من سعادتهم، فإن لم يكن لهم الحظُّ الذي يريدونه، فلهم الحظ الذي يُلائمهم، وربما كان زمام العافية بيد البلاء، وكانت النعمة في عاقبة المصيبة، وكان الإنسان عابسًا من طلعة القدر، والقدرُ يضحك له، وإذا لم يكن للأقدار نواميسُ أرضيةٌ تجري عليها، وتقع بحسَبها، فإن أقربَ ما يصحُّ أن يُعد من نواميسها - فيما أرى - هو نياتُ الناس، وما النية إلا خلاصةُ الفكر والضمير، ونتاج ما بينهما، فلا تنطوِ على ما يسوءُك أن تنم به ألسنة الغيب، وإنما الحوادث من هذه الألسنة، ولا تعقد هوى ضميرِك على ما تحسبه أملًا من حيث لا يكون إلا حسدًا للناس، ولا يعقب إلا نكدًا لنفسك، وما تظنُّه عزمًا منك وهو طمعٌ في الله ومخادعة للقدر، وحسْبُك من المتاجرة مع السماء بضاعةٌ صالحة من الإيمان الذي لا غشَّ فيه، ومن المتاجرة مع الأرض بضاعةٌ طيبة من النية التي لا دنس فيها، فإن رِبحَك من هذه البضاعة التي لا تكسد في أسواق السماء والأرض، أن يُلقِيَ الله عليك محبةً منه وتأييدًا وسكينة، وإن رأى الناس أنك خسرتَ شيئًا من الغِنى أو الجاه أو متاع الدنيا، فإنما تَعلَم أنت يقينًا أنك لم تخسر إلا الهمَّ والشقاءَ والتعب بالدنيا وأهلها، ويومئذٍ يكون لك من حسن الإيمان، وحسن النية، وحسن الأخلاق، ما نعرف منه كيف يكون (حسن الحظ)"؛ "كتاب المساكين"؛ للرافعي.

 

سادسًا: معاودة الدراسة؛ لنيل شهادة الثانوية العامة ولو انتسابًا، ثم الانتظام في الدراسة عند التسجيل في الجامعة، فالوظيفة المناسبة التي لا تشعر أحدًا بالمهانة أو الدونية تتطلب اليومَ نيلَ الشهادة الجامعية؛ بل وشهادة في الدراسات العليا؛ فلا تستسلم لليأس والعجز، وسارِعْ إلى التسجيل للفصل الدراسي القادم في مدرسة جديدة، في حيٍّ آخرَ بعيدًا عن ذكرياتك الأليمة في مدرستك السابقة، ولعل الأمرَ يعوض عليك في مدرستك الجديدة ما خسرتَه في مدرستك القديمة، وصدِّقني ستزُول عنك نصفُ مشكلاتك النفسية عند تخرُّجك، والْتحاقك في الجامعة، فلا تفوِّت على نفسك التسجيل، ولا تستسلم أمام أي عقبةٍ دنيوية قد تعطِّل سيرَك إلى الجنة! فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مَن سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا، سهَّل الله له طريقًا إلى الجنة))؛ رواه الترمذي، فــ"خُذ لنفسك حظَّها من العلم والأدب، ولا تحفل بعد ذلك بشيء؛ فقد ربحتَ كلَّ شيء"؛ "النظرات"؛ للمنفلوطي.

 

سابعًا: استثمرْ وقتَ فراغك وفترةَ عطلة الصيف في السعيِ الدؤوب للالتحاق بعملٍ تجد نفسَك فيه، ولو بشكل فرديٍّ، ولو من خلال الإنترنت، فقد جاء في "الآمل والمأمول"؛ للجاحظ ما نصه: "لعبيد الله: ليس فضل السعي بزائدٍ في مقسوم الرِّزق، ولكن الله جعل له سبيلًا إلى إزالة العتب عن النفس، ودركًا في الاستسلام لغلبةِ القضاء والقدر؛ إذ كان على المرء ألا يَقبل على نفسِه ذلًّا، وليس عليه أن يزيل عنها قدرًا حتمًا".

 

ثامنًا: تذكَّر دومًا أنك شابٌّ مسلم، وقد أخبرَنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أن الله - سبحانه وتعالى - يحب الشابَّ القوي الذي يقهر همومَه ومشكلاتِه بالصبر والعزم واليقين، ومدافعة القدر بالقدر: ((المؤمن القويُّ خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خيرٌ، احرِصْ على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تَعجِز، وإن أصابك شيءٌ فلا تقل: لو أني فعلت، كان كذا وكذا، ولكن قل: قَدَرُ الله وما شاء فعل؛ فإن (لو) تفتح عملَ الشيطان))؛ رواه مسلم، "فأَمَرَه بالحرص على ما ينفعه، والاستعانة بالله، ونهاه عن العجز، الذي هو الاتِّكال على القدر، ثم أَمَرَه إذا أصابه شيءٌ ألا ييئس على ما فاته؛ بل ينظر إلى القدر، ويسلِّم الأمر لله، فإنه هنا لا يقدر على غير ذلك، كما قال بعض العقلاء: الأمور أمران: أمرٌ فيه حيلةٌ، وأمرٌ لا حيلة فيه؛ فما فيه حيلةٌ لا يُعجَز عنه، وما لا حيلة فيه لا يُجزَع منه"؛ "مجموع الفتاوى"؛ لشيخ الإسلام، وفي "طريق الهجرتين" يقول ابن القيِّم - رحمه الله تعالى ورضي عنه -: "الحكم الكوني القدري الذي للعبد فيه كسبٌ واختيار وإرادة، والذي إذا حكم به يسخطه ويبغضه ويذم عليه، فهذا حقُّه أن ينازع ويدافع بكل ممكن، ولا يسالم ألبتة؛ بل ينازع بالحكم الكوني أيضًا، فينازع حكم الحق بالحق للحق، فيدافع به وله، كما قال شيخ العارفين في وقته عبدالقادر الجيلي: "الناس إذا دخلوا إلى القضاء والقدر أمسكوا، وأنا انفتحت لي روزنةٌ فنازعت أقدار الحق بالحق للحق، والعارف من يكون منازعًا للقدر، لا واقفًا مع القدر" ا.هـ، فإن ضاق ذرعك عن هذا الكلام وفهمه، فتأمل قول عمر بن الخطاب وقد عوتب على فراره من الطاعون، فقيل له: أتفرُّ من قَدَرِ الله؟ فقال: "نفرُّ من قدرِ الله إلى قدره"، ثم كيف ينكر هذا الكلام من لا بقاء له في هذا العالم إلا به؟ ولا تتم له مصلحة إلا بموجبه، فإنه إذا جاءه قدرٌ من الجوع والعطش أو البرد، نازعه وترَك الانقياد له ومسالمته، ودَفَعَه بقدرٍ آخر من الأكل، والشرب، واللباس، فقد دفَعَ قدَرَ الله بقدره، وهكذا إذا وقع الحريق في داره، فهو بقدر الله، فما باله لا يستسلم له، ويسالمه، ويتلقاه بالإذعان، بل ينازعه ويدافعه بالماء والتراب وغيره؛ حتى يطفئ قدر الله بقدر الله، وما خرج في ذلك عن قدر الله، وهكذا إذا أصابه مرضٌ بقدر الله، دافَعَ هذا القدَرَ ونازَعَه بقدر آخر يستعمل فيه الأدوية الدافعة للمرض، فحق هذا الحكم الكوني أن يحرص العبد على مدافعته ومنازعته بكل ما يمكنه، فإن غلبه وقهره، حرَصَ على دفْع آثاره وموجباته بالأسباب التي نصبها الله لذلك، فيكون قد دفَعَ القدر بالقدر، ونازَعَ الحكمَ بالحكم، وبهذا أُمِرَ، هذا حقيقة الشرع والقدر، ومن لم يستبصر فيه هذه المسألة، ويعطها حقها، لزمه التعطيلُ للقدر أو الشرع، شاء أو أبى".

 

تاسعًا: انظر - فضلًا - في استشارة: "صدمة عاطفية ثم اكتئاب"؛ لمساعدتك على تخطِّي الصدمة العاطفية التي مررت بها، ولا بأس عليك، طهورٌ - إن شاء الله تعالى.

 

والله - سبحانه وتعالى - أعلم بالصواب، والحمد لله كما هو أهله





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تسلط القرين يفقدني الخشوع في الصلاة
  • أخاف من الإصابة بالأمراض الخطيرة
  • تتخيل شخصا يريد قتلها
  • والدتي لديها مرض نفسي فكيف أتصرف معها؟

مختارات من الشبكة

  • هل ما أعاني منه مشكلة؟(استشارة - الاستشارات)
  • هل أعاني من مرض نفسي أو عضوي؟(استشارة - الاستشارات)
  • هل أعاني من مرض نفسي؟(استشارة - الاستشارات)
  • نفسي تعبت وأفكر بالموت لأتخلص مما أعاني(استشارة - الاستشارات)
  • أعاني من كبت نفسي بسبب معاملة والدي لنا(استشارة - الاستشارات)
  • أعاني من الأمراض النفسية ومتحير في الأدوية(استشارة - الاستشارات)
  • أمراض ما زلت أعاني بعضها(استشارة - الاستشارات)
  • أعاني بلا مبرر(استشارة - الاستشارات)
  • أعاني من العصبية والتوتر على زوجي وطفلي(استشارة - الاستشارات)
  • أعاني شهوة قوية تجاه الأجنبيات(استشارة - الاستشارات)

 


مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 13/11/1446هـ - الساعة: 23:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب