خطيبي لا يزورني

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نشكركم على تواصلكم معنا، وثقتكم في شبكتنا.

أعجبَتْنا عبارةٌ جميلة ذكرتِها في آخر رسالتك وهي: "أنا أحترم الحياة الزوجية، ويهمني التواصل بين الزوجين"، كما أعجبنا حُسن تصرفك وتفهمك لزوجك المستقبلي، والحل بكل بساطة: استمري على ما أنتِ عليه!

وهذا لا يُصنَّف تحت استِغلال طيبة الزوجة، أو تهاوُن الزوج تجاهك لأسبابٍ نُوَضِّحها في التالي:
• الحياة الزوجية ليستْ مجرد سؤال أو اتصال بالهاتف، بل هي أعمقُ مِن ذلك بكثيرٍ، وإن كان هذا التواصل الهاتفي هو جزءًا مهمًّا مِن التواصل الزواجي الأكبر.

• مفهوم التواصُل يختلف مِن شخص لآخر، بل من أمة لأخرى، فالتواصُلُ الأسري في مجتمعات غربيةٍ يختلف عنه في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، فعلى حين يعتبر الولد عندنا أمَّه كل شيء في حياته، ويصلها مرة أسبوعيًّا على الأقل، سنجد بالمقابل عند الغربيين بأنهم لا يكادون يصلون أمهاتهم إلا مرة واحدة في العام - في عيد الأم - ويعتبرون ذلك تواصلاً، بينما نعتبره نحن عُقوقًا.

الذي أريد أن أصلَ إليه هو أنَّ مفهوم التواصل أمرٌ نسبيٌّ، لا يُمكن قياسُه بدقة، وبناءً على ذلك لا يسوغ لنا محاسبة الآخرين في أمرٍ يختلف الناس على قياسه.

• مرحلة الملكة - عقد الزواج - لا تزال مرحلةً سابقةً على التواصُل الكامل، فبعضُ الأزواج في هذه المرحلة يُفَضِّلون أن يكون التواصُلُ محدودًا لئلاَّ يجرهم إلى مسألة الدخول بالزوجة قبل إشهار الزواج، طبعا ليس بالضرورة أن يكونَ هذا السبب موجودًا في حالتكم.

• قد نفترض أن هذه الحالة ستستمر بعد الزواج، عندها نقول لك: إنه لا مشكلة كبيرة أيضًا، أو بالأحرى هي مشكلة محدودة يُمكنك التعايُش معها والسيطرةُ عليها، بل وتوجيهها لاحقًا، وتغيير أسلوب الزوج مستقبلاً.

• الاختلاف الطبيعيُّ الفطري بين الرجل والمرأة يُلقي بظلاله على هذه المسألة؛ حيث يقولون: في الغالب تكون المرأةُ عاطفية، والرجل منطقيًّا في التفكير، والمنطقي يحسب عدد مرات الاتصال، بينما العاطفي يحسب الفترة بين الاتصالين، ويظل يترقَّب! وهذا لا يعني أن هذا عيب في الرجل والمرأة، بل هو خُلُق وسجيَّةٌ ركَّبَه الله فيهما ليحصلَ التكامل الطبيعي، ولو كانت الحياة لونًا واحدًا ونسَقًا واحدًا لكانتْ مُمِلَّةً وغير مرغوبة.

إذًا فاستمري في عذر زوجك، واستمري كذلك في إيصال رسائل توجيهية غير مباشرة، تحمِل الكثير من الحبِّ والودِّ، والقليل من العتاب، وليس العكس، وسوف تكتشفين كثيرًا مِن طِباع زوجك مستقبلاً، واعلمي أن الحياةَ لا تقوم إلا على التغافُر والتعاوُن، وليس على المعاتَبة والتهاوُن.

يسَّر الله أمركما، وأتَمَّ عليكما الزواج، وجَعَلَه مباركًا

والله الموفق