• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | استشارات نفسية   استشارات دعوية   استشارات اجتماعية   استشارات علمية  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    مر على زواجي ثلاثة أشهر وما زلت بكرا
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    حيرة بين فتاتين
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    زوجتي تفلتت من قوامتي
    د. صلاح بن محمد الشيخ
  •  
    أمي وإخوتي تركوني وحيدة
    د. شيرين لبيب خورشيد
  •  
    وقعت في محرم قبل الزواج: هل عقد الزواج صحيح؟
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    قسوة القلب
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    زواج بالإكراه
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    ممارسة السحر من غير قصد
    أ. منى مصطفى
  •  
    الهوس بالأبراج
    أ. عبدالله بن عبدالعزيز الخالدي
  •  
    رجل مطلق يحبني
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    إحباط من جميع النواحي
    أ. أحمد بن عبيد الحربي
  •  
    أكل الحقوق بين الإخوة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
شبكة الألوكة / الاستشارات / استشارات اجتماعية / استشارات زوجية / المشكلات بين الأزواج
علامة باركود

هل أعود لطليقي بعد تجربة فاشلة معه

أ. ديالا يوسف عاشور

استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 9/10/2012 ميلادي - 23/11/1433 هجري

الزيارات: 96808

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

بسم الله الرحمن الرحيم

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أحييكم تحيةً من القلب على هذه الشبكة الأكثر مِن رائعة، وأسأل الله العلي القدير أن يجعل ما تُقدِّمونه في ميزان حسناتكم، وأن ينفعَ بكم الإسلام والمسلمين.

تحية خاصة من أعماقي للأستاذة الفاضلة/ مروة عاشور.

أستاذتي كنتُ قد أرسلتُ لسيادتكِ رسالة، وتفضَّلْتِ بالرد عليها بتاريخ 27\6\2011، وكانتْ بعنوان: "هل ظلمتُ ابنتي بطلاقي من زوجي الفاسد"، واقتنعتُ بالردِّ، باسْتِثْناء شيءٍ واحدٍ، وهو: أن أفكِّر في الزواج مرة أخرى.

سيدتي هذا بالنسبة لي شيء مُستحيلٌ، لا أستطيع أن أتخيَّل أنني سأتزوَّج مرة أُخرى، فلا أريد أن أظلمَ ابنتي مرة أخرى؛ فأنا أشعر بالذنب مِن ناحيتها؛ لأنني لم أختَرْ لها أبًا صالحًا، فمهما كان الزوجُ الجديدُ صالحًا، فلن يكونَ إلا مجرد زوجٍ لأمها، ولن يستطيع أيُّ أحدٍ - مهما بلغ حنانُه - أن يكونَ مثل أبيها الحقيقي؛ لذا لم ولن أتزوَّج مرة أخرى.

حصلتُ على حكمٍ من المحكمة بالطلاق، ولكن استأنف زوجي، وأرسل لي كلَّ مَن يعرف؛ للوساطة في إرجاع حياتنا مرة أخرى، وبأي شُرُوط، فعرض أن يستأجرَ مَسْكنًا بعيدًا ومُستقلًّا عن أهلِه، وأن يعتذرَ لأبي ولأمي عما حدث، وأخبر كلُّ مَن جاءنا أنه ندم ندمًا شديدًا، وتعلَّم الدرس جيدًا، وشعر بقيمة النِّعَم التي كانتْ معه وفقدها.

أما أبي فلا يُفَكِّر مجرَّد تفكيرٍ في أن يرجعني له في يومٍ من الأيام، ولا أن يستقبله أو يستقبل أي أحدٍ مِن طرفه.

حكى لي أبي أن طليقي انتظره في الشارع، وفجأة قبَّل يده، ونزل ليُقبِّل قدمه، وقال له: أرجوك سامحني، وأرجع لي زوجتي وابنتي، ولكن أبي لم يعرْه أي اهتمام! وقال له: اذهب مِن هنا، وعاد يجرجر أذيال الخيبة! فتأثرتُ جدًّا عندما قصَّ عليَّ والدي الموقف.

في الحقيقة حاولتُ في الشُّهور الماضيَة أن أنسى الماضي، وأبدأ حياتي مِن جديد، وبالفعلِ شعرتُ في هذه الفترة بأنني تقربتُ كثيرًا مِن ربي، وعندي يقين ليس له حدودٌ بأنَّ ربي لن يقدِّر لي إلَّا كلَّ خير؛ لأني أودعتُ نفسي وابنتي أمانة عنده، وأنا أعلم جيدًا أنَّ الله لن تضيع ودائعه، وأنه معي طوال الوقت.

أحاول أن أربِّي ابنتي تربيةً دينيَّة صالحةً، وأريد أن يتقربَ منها والدُها، ولكنه عندما يأتي لرؤيتها لا يستقبله أبي، فكَرِه أن يأتي لزيارتها، مع أنه يتحرَّق شوقًا لرُؤيتها، وأبي يرفُض في الوقت الحالي أن يأخذَها لتقضي معه يومًا، أو أكثر؛ خشية ألَّا يُرجعها مرة أخرى.

حاولتُ أن أنسى، ولكن للأسف كلما حاولت النسيان يأتي والدُ ابنتي بمُحاولاته المستميتة لإرجاعنا مرة أخرى.

في الشهور الماضية كنتُ دومًا أُصلِّي صلاة الاستخارة، وأعلم علم اليقين أنَّ الله سيُقدِّر لي الخير، وأنا راضية بما يُقدِّره الله لي، فأنا فلا أميل لا إلى الرجوع ولا إلى الطلاق، فأخشى أن أقبل بالرجوع، فأجده كما كان، على نفس حاله السابق، وأندم أشد النَّدَم؛ لأنني لم أستمعْ لكلام أهلي الذين يرَوْن أن الرجوع لهذا الشخص رأيٌ غير حكيم، بل هو رأي خطأ محض!

أصبحتُ لا أثق في أي قرارٍ أتخذه، سواء قرار الرجوع، أو قرار الطلاق، سلَّمتُ أمري لله، وهو يختار لي.

فأنا في حيرةٍ وخوف شديد، حائرة في كلامه ووُعُوده بالتغيُّر، والالتِزام، وفي نفس الوقت مُتضايقة؛ لأنه محروم من ابنته، وهي محرومة منه!

لا أستطيع أن أركِّز في حياتي؛ فكثرةُ التفكير تقتلني، أخاف على ابنتي، كما أنني أشعر أنني عِبْءٌ على والدي؛ فهُم يتألمون كثيرًا لوَضْعي، ويُريدونني أن أفكِّر في الزواج مرة أخرى، وأنا أرفض تمامًا هذا المبدأ.

فشلتُ في أمورٍ كثيرةٍ؛ بسبب التشتُّت، وليس لديَّ رغْبةٌ في أن أفعلَ أي شيءٍ في الحياة، لا أعرف ماذا أصْنع لكي أنسى الماضي، وأبدأ من جديدٍ، وأحقِّق نجاحًا أشعر به.

حياتي الماضية، وتجربتي القاسية، لا تغيب عن بالي، في يقظتي ومنامي، لا أعلم إن كان والدُ ابنتي صادقًا أو كاذبًا، سيدتي الفاضلة لا أخفيكِ أنَّ تجربة الطلاق تجربة مريرة، عواقبها وخيمة، قد تجرعتُ مرارتها التي لم أكنْ أتخيَّلها إلا بعدما جربتها، لكن الحمد لله على كلِّ حال.

كل ما أتمنَّاه الآن أن يهدي اللهُ والد ابنتي لطريق الصلاح؛ سواء رجعنا أم لم نرجع، فهو في كلِّ الحالات والدُ ابنتي، التي لم أردْ يومًا أن تخجلَ أن يكونَ هذا والدها، بل أريدها أن تفخرَ به، وتعتزَّ به وتحبه، كما أتمنى أن يهديَ اللهُ والدي وأهلي لما فيه الخير.

 

أريد مشورتكِ، وجزاك الله خيرًا.

 

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

أحمد الله أن جعل الألوكةَ مصدرَ ثقتكم، ومنْبع راحتكم، وأسأله - تعالى - أن يخففَ عنكم، ويفرِّج كروبكم، وأن يثقل بصبركم على هذه البلاءات مَوازينَكم.

وأشكر لكِ ثناءكِ الحسَن، وكلامكِ الطيِّب، مع تقديم بالِغ عُذري للتأخُّر في الردِّ عليكِ؛ فقد وصلتْني رسالتُكِ وأنا في عطْلتي السنويَّة، والتي أربتْ على الشهرين، فحالتْ دون قُدرتي على الرد السريع, فالمعذرة أرجو.

 

قبل أن أُعيد قراءة رسالتكِ السابقة، كنتُ أُرجِّح وأؤيد فكرة العودة بعد أن تملَّكتْني العاطفةُ، وسيطرتْ عليَّ مشاعرُ الحزن مما سردتِ من أحداثٍ مؤلمةٍ؛ فالمستشار بشر مثل أي إنسان، وقد يتعرَّض لظروفٍ أو عوارضَ تميل به لترجيح أمرٍ دون أمرٍ، فإذا ما زال العارضُ تغيرتْ وجهة نظرِه، وتبدَّل رأيُه؛ لهذا أرجو أن يوفِّقني اللهُ، كما أرجو ألا يؤخَذ كلامي على اعتبار أنه فتوى، أو أمرٌ لا بُد مِن الأخْذ به, فما هي إلا أفكار أطرحها، أو اقتراحات أقدِّمها، على حسب ما يَصِلني من فكرةٍ، أو عرْضٍ للمشكلة بشكل معين, وإنما التوفيقُ والرشاد كله مِن عند الله، الذي لا تخفى عليه خافية, سبحانه قد أحاط بكلِّ شيءٍ علمًا؛ ﴿ قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ﴾ [سبأ: 48].

"عن حذيفة قال: كنَّا عند عمر فقال: أيكم سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكر الفِتَن؟

فقال قومٌ: نحن سمِعْناه، فقال: لعلكم تعنون فتنة الرجل في أهله وجاره؟ قالوا: أجل، قال: تلك تكفرها الصلاة, والصيام, والصدقة, ولكن أيكم سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يذكر الفتن التي تموج موج البحر؟

قال حذيفة: فأسكت القوم، فقلت: أنا، قال: أنت، لله أبوك.

قال حذيفة: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((تُعرض الفتنُ على القلوب كالحصير، عودًا عودًا، فأي قلب أُشربها نكت فيه نكتةً سوداء، وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتةً بيضاء، حتى تصير على قلبَيْن: على أبيض مثل الصفا، فلا تضره فتنة ما دامت السمواتُ والأرض, والآخر أسود مُربادًّا؛ كالكوز مجخيًا، لا يعرف معروفًا، ولا يُنكر منكرًا، إلا ما أُشرب مِن هواه)).

قال حذيفة: وحدَّثْتُه أن بينك وبينها بابًا مغلقًا، يوشك أن يُكسر، قال عمر: أكسرًا لا أبًا لك؟ فلو أنه فُتح لعله كان يُعاد، قلتُ: لا، بل يكسر"؛ صحيح مسلم.

وقد كُسر الباب كسرًا لا يبشِّر بخيرٍ، ولا ينبئ بصلاح, ولم تنج مِن أبخرة هذا الكسر إلا ثلة ممن اصطفاهم الله، وطهَّر قلوبهم، وعَصَمَهم، وأمدَّهم بعونِه الذي لا يُقهر - نسأل الله العافية والسلامة.

لا أخفي عليكِ أنَّ ما سردتِه في رسالتكِ السابقة لا يُشجِّع على العودة, والسبب ليس أننا لا نقبل العُذر، أو أننا لا نرحم, أو أن القسوة حالتْ دون إمداده فرصة أخيرة حتى يعود أو يُثبت حسن نيته، وصفاء سريرته, وإنما تَكْرار العُذر مع تَكْرار العودة لا يُبشِّر بخير، ولا يوحي بصدقٍ, والمؤمن لا يلدغ مِن جحرٍ واحدٍ مرتين, أو كما قال - صلى الله عليه وسلم - فأرجو ألا تقعي فيما وقعتُ فيه لأول وهلة، وأرجو ألا تحملكِ العاطفةُ على تحمُّل المزيد من الضرب والآلام النفسيَّة, ولا مجال لتحميل طفلتكِ أكثر مما تحمَّلتْ مِن والدٍ سريع التغيُّر، سهل التقلُّب - عفا الله عنَّا وعنه.

أختي الكريمة, لا علاقة لسوء اختيارنا أو إخفاقنا في بعض القرارات بالثقة في النفس، والتردد والتزام الصمت في كلِّ ما يخصنا, بل علينا أن نتحمَّل أخطاءنا بكل ما فيها من آلام ومشقةٍ، وأن نتعلم مما سبق؛ فقد كان قرارُ الارتباط به غيرَ حكيمٍ؛ لأنه لم يُبْنَ على الضوابط الشرعيَّة, ولم تظهرْ عليه إلا علاماتُ البُعد عنِ الدِّين، ورغم كل ذلك كان الطمعُ في كَسْب الأجر بصلاحه هو النيَّةَ الأساسيةَ لديكِ - كما ذكرتِ سابقًا - ومن هنا يجب أن نفكرَ في مكمَنِ الخلل، عِوضًا عن تحميل أنفسنا المزيد من الآلام، والكثير من الأحزان.

قد نخفق مرة أو مرتين أو أكثر، ثم ننجح في قرارٍ يتغيَّر على أثرِه الكثيرُ من شؤون حياتنا، ويَتَبَدَّل مُستقبلنا إلى ما لم نكنْ نحلم به، أو نتصوَّره يومًا!

لكن لا داعي لسبق الأحداث، والتفكير في أمر الزواج الآن, ولتدعي ذلك لوقتِه, فما زلتِ صغيرةً - بفَضْل الله - والكثيرُ ممن في عمركِ لم يتزوَّجْنَ, فلا تشغلي بالَكِ بأمرٍ لم يحِنْ وقته بعدُ.

وأمَّا عن ابنته فمِن كامل حقِّه أن يراها، ويُجالسَها، ولا يجوزُ أن يُحرمَ رؤيتها، أو تُحرمَ رؤيته, ومع ذلك فلا يُرغم والدكِ - حفظه الله - على مجالستِه أو استقبالِه, ولستُ أدري لماذا يربط بين رؤية ابنته بحُسْن استقبال والدكِ؟

وهنا أُفضِّل أن يَتَحَدَّث إليه أحدُ أفراد عائلتكِ بخصوص زيارته لابنته، وفصل هذا الأمر تمامًا عن المشكلات التي بينكما، أو رفْض الوالد أن يستقبلَه, وأن يُذكِّرَه أن ذلك من حقِّ الطفلة عليه.

أيتها الفاضلة, يقول ابن القيِّم - رحمه الله -: "أجمع عُقلاء كلِّ أمة على أن النعيم لا يُدرك بالنعيم، وأن مَن آثر الراحة فاتَتْه الراحة، وأن بحسب ركوب الأهوال واحتمال المشاق تكون الفرحةُ واللذة؛ فلا فرحة لمن لا همَّ له, ولا لذة لمن لا صبر له, ولا نعيم لمن لا شقاء له, ولا راحة لمن لا تعب له, بل إذا تعب العبدُ قليلًا استراح طويلًا, وإذا تحمَّل مشقَّة الصبر ساعة، قادَه لحياة الأبَد، وكل ما فيه أهل النعيم المقيم فهو صبر ساعة، والله المستعان، ولا قوة إلا بالله, وكلما كانت النفوسُ أشرفَ، والهمَّةُ أعلى، كان تعب البدنِ أوفر، وحظه من الراحة أقل". ا. هـ (مفتاح دار السعادة).

فماذا عساي أن أقولَ في ابتلاءاتٍ قدَّرها اللهُ الرحمن الرحيم على عبادِه، واصطفاهم وخصَّهم بها؟

وأنَّى لي - وأنا أمَةٌ ضعيفةٌ مثلكِ - أن أتبينَ الحكمة من هذه المِحَن، وتلك المواقف، التي قد تبدو للبعض بها قسوة، وفيها من الرحمة والخير ما لا تُدركه نفسه، ولا يعيه عقلُه البشريُّ القاصر؟! فسبحان مَن ولَّد الخير من رحِم الشر، ومَن جعل من المحْنة منحةً، ومَنْ أجزل العطاء على طول الصبر والبلاء!

اعذريني إن كنتُ لن أنصحَ بالعودة إلى هذا الزوج، أو أُرشد إلى طُرق لإقناع الوالد، بعد أن استشعرتُ رقةً أصابتْ قلبكِ تجاه رجلٍ كانتْ لكِ معه حياةٌ وعِشْرة, وإن كان هذا من خُلق المرأة الصالحة، ومن سمات الأنثى الرقيقة, لكن الصلاح والرقة يا عزيزتي لا يكفيان لضمان حياة طيِّبة، وعيشةٍ راضيةٍ, وكم يقع رقيقُ القلب, جميلُ الخُلق, حسَنُ السَمت في مواقفَ تضطرُّه للتصرُّف على نحوٍ يوحي بعكس ذلك كله! وقد يكون من الحكمة أن نقاومَ مَشاعرَنا، ونجاهِدَ عواطفنا في بعض الأحيان, فسيري على ما أنتِ عليه، وتوكَّلي على مَن لا ينسى عباده مِن فضله، ومَن وسع كل شيء رحمة وعلمًا, فلا تُحاولي إقناع أهلكِ والوقوف في صفِّه من جديد، ولا تسعي للتواصُل معه، أو قبول العودة لاستئناف حياتكما من جديد! وتذكري أنكِ مقبلة على مرحلة خطيرة ومهمَّة؛ فأنتِ على ثغرةٍ، وبصرف النظر عن تخصصكِ أنصحكِ بالانشغال بدراستكِ متى خدمت الإسلام ونفعتِ المسلمين في أي مجالٍ دينيٍّ أو دنيويٍّ؛ فكم يتألَّم القلبُ وتفزعُ النفسُ عندما نرى من أصحاب الشهادات والدراسات العليا وهم ينصبون المبتدأ، ويرفعون المفعول، ويتحدثون في تخصُّصِهم بما يندى له الجبين, ولم يصل بهم الحال إلى هذا النحو المُخجل سوى الحرصِ الحثيث على الشهادة واللقب، دون بذْل أدنى اهتمام لتحصيل العلم، فضْلًا عن الانتفاع ونفْع غيرهم به.

أخيرًا، أسجِّل بالغ إعجابي بنفسكِ الطيبة، وقلبكِ العطوف، ومُسامحتكِ لمن ذُقتِ منه ذلك العذاب، وعِشتِ معه هذا الهمَّ, وأسأل الله أن يجعلني وإياكِ ممن قال فيهم: ﴿ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴾ [فصلت: 34]، فاللهم أعذنا مِن إحسان الظن بأنفسنا، وتمني الشر لمسلم أو مسلمة، وأعذنا من استحكام البغضاء من قلوبنا، وطهِّرْها من كل ما لا يرضيك, إنك سبحانك تعلم من أنفسنا ما لا نعلم, والله الموفق، وهو الهادي إلى سواء السبيل.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • ما زلت أحب طليقي حتى بعد زواجي
  • أبي يرفض عودتي بعد الطلاق!
  • طليقي ما زال يحبني
  • طليقي ضعيف الشخصية.. فهل أعود إليه؟
  • هل أعود إلى زوجي الأول؟
  • طلقت مرتين وسأتزوج للمرة الثالثة
  • طليقي يريد أن يعيدني بعدما تزوجت
  • زوجي يقارن بيني وبين طليقته
  • أريد العودة إلى طليقي

مختارات من الشبكة

  • هل أعود لطليقي أو أتزوج شابا أصغر مني؟(استشارة - الاستشارات)
  • أريد أن أعود إلى طليقي(استشارة - الاستشارات)
  • هل أعود إلى طليقي عديم المسؤولية؟!(استشارة - الاستشارات)
  • هل لطليقي حق في أخذ ابنتي؟(استشارة - موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي)
  • هل أرجع لطليقي؟(استشارة - الاستشارات)
  • أعود لزوجتي أم لا؟(استشارة - الاستشارات)
  • انتكست، فهل أعود؟(استشارة - الاستشارات)
  • هي تأمل أن أعود (قصة قصيرة)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • أقسمت ألّا أعود للعادة السرية(استشارة - الاستشارات)
  • هل أعود إلى زوجي؟(استشارة - الاستشارات)

 


مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب