• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | استشارات نفسية   استشارات دعوية   استشارات اجتماعية   استشارات علمية  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    تأثير الغش في مستقبلي الدراسي
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    مر على زواجي ثلاثة أشهر وما زلت بكرا
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    حيرة بين فتاتين
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    زوجتي تفلتت من قوامتي
    د. صلاح بن محمد الشيخ
  •  
    أمي وإخوتي تركوني وحيدة
    د. شيرين لبيب خورشيد
  •  
    وقعت في محرم قبل الزواج: هل عقد الزواج صحيح؟
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    قسوة القلب
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    زواج بالإكراه
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    ممارسة السحر من غير قصد
    أ. منى مصطفى
  •  
    الهوس بالأبراج
    أ. عبدالله بن عبدالعزيز الخالدي
  •  
    رجل مطلق يحبني
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    إحباط من جميع النواحي
    أ. أحمد بن عبيد الحربي
شبكة الألوكة / الاستشارات / استشارات اجتماعية / استشارات زوجية / اختيار الزوج أو الزوجة
علامة باركود

ضعف شخصية خطيبي أمام أهله

أ. عائشة الحكمي

استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 2/2/2012 ميلادي - 9/3/1433 هجري

الزيارات: 29832

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

أنا فتاة متعلِّمة، وأعمل، وخطبت منذ أشهر لشاب، أحببتُه كثيرًا خلال هذه الفترة، وجدتُ فيه الصِّفَات التي أتَمنَّاها؛ فهو متعلِّم، وعلى خلُق، وطيب القلب، ولكن خلال هذه الفترة اكتشفتُ أنَّ أهله شديدُو البُخْل، رغم أنَّهم أغنياء جدًّا، وظهر ذلك من خلال الكثير من المواقف، حتَّى في الطعام والشراب، خفتُ أن يكون خطيبِي مثلَهم، في بعض الأوقات أحسُّ ببخله، مثلاً عندما أتى العيد لَم يحضر لي أيَّ عيديَّة، وأحرِجت كثيرًا أمام أهلي؛ فقد قام بأخذي إلى مطعم، وقال لي: هذه هي العيديَّة، ومنذ بداية خِطْبتنا لَم يُهْدِ إليّ شيئًا غير زجاجة عطرٍ واحدة، وطلب مني ألاَّ أُخبِرَ أهله عنها، وكانت قبل عقد النِّكاح، وقد عقدناه قريبًا، فقمتُ أنا بالمبادرة، وأحضرتُ له هديتَيْن، ولكن لا جدوى؛ فهو يحسب خروجي معه إلى أيِّ مكان بمثابة الهديَّة لي، ويجب أن أكون سعيدةً بهذا العطاء.

المشكلة الثانية - وهي الأعظم -: أنَّه لا رأي له في شيءٍ أمام رأي أهله، أبوه لا يُريدني أن أعمل، فرفضَ هو عمَلي، أبوه يقرِّر أين سيتمُّ الزَّواج، وكل تفاصيله، وهو يقول لي: لا يدَ لي في ذلك، ولا أستطيع أن أُناقش، أبوه يختار لنا الشقَّة التي سنعيش فيها، فيوافق، وبدون حتَّى أن يسألنِي، أو يستشيرني فيها؛ بِحُجَّة أنَّ العريس هو مَن يحضر الشقة، أمُّه تريد اختيار فستان العرس معي؛ حتَّى توافق عليه أوَّلاً، حتَّى موعد العرس يريدون تحديده بدون الرُّجوع لي ولأهلي.

لديهم معتقداتٌ أنَّ الرجل هو من يُقرِّر كلَّ شيء، وليس للمرأة أن تُبدي رأيها في شيء، وهذا اكتشفتُه بعد عقد النِّكاح، وأنا وعائلتي مختَلِفون تمامًا عنهم؛ حيث إنَّني أعمل، وأبي يثق بقراراتي، ويجعلني أقرِّر ما يخصُّني دائمًا، والحمد لله دائمًا أُراعي الله في كلِّ قراراتي.

وآخِر مشكلة هي أنَّهم أحضروا لي أثاثًا مستعمَلاً للبيت، وبدون حتَّى أن يَسألوني، وهنا أنا غضبتُ جدًّا، فحتَّى أمنيتي بأن أفرش بيتي مثلما أريد، أخَذوها منِّي، وخطيبِي لا يستطيع أن يَرفض أيَّ طلبٍ لهم؛ فشخصيَّتُه ضعيفة جدًّا أمامهم، لا يستطيع أخْذَ قرار يخصُّنا دون الرجوع لهم، ولا يسألنِي، ولا يُقِيم أيَّ اعتبار لرأيي أمامهم، حتَّى إنَّه يُخبرهم بكلِّ تفاصيل خلافاتنا، ورغم أنه في بداية علاقتنا أوصاني بعدم إخبار أحدٍ عمَّا يدور بيننا؛ حتَّى لا تَحْدث مشاكل كبيرة، حتَّى إنَّهم يجعلونَه ضدِّي، وإذا كان هو مَن أخطأ في حقِّي يجعلونه لا يعتذر، بل هو من يغضب حتَّى أعتذر له أنا؛ حيث إنَّه هو الرجل.

وأنا الآن في مفترَق طرق؛ هل أكمل الخِطْبة وأتحمَّل أن يُقرِّروا عنِّي كلَّ أمور حياتي، ولا أعلم في ماذا سيتدخَّلون بالمستقبل، وأتحمَّل ضَعْف شخصيَّة خطيبِي، على أمل أن يتغيَّر عندما نعيش معًا في بيتٍ واحد؟ وهل فعلاً سيتغيَّر؟ أم أفسخ الخِطبة، وأحمل لقب مطلَّقة؛ لكي لا أندم بعد الزَّواج؟

 

أرجوكم انصحوني في أسرع وقت.

 

الجواب:

بِسْمِ اللهِ الهادي للحق

وهو المُستعان

 

أيَّتها العزيزة،نُقطتان أودُّ التَّأكيد عليهما قبل مُناقشة مُشكلتكِ:

أمَّا الأولى، فهي أنَّنا بحاجةٍ إلى ستَّةِ أشهر من المُلاَقاة وحُسْن المُخالَطَةِ والمُعاشَرَةِ؛ كي نفهم الطَّرف الآخَر ونتمكَّن من إصدار حُكْم عادلٍ عليه، وهذه المُخالَطَة لا تتمُّ أبدًا من خَلْف شاشاتِ الحَواسيب (ماسنجر، رسائل إلكترونيَّة، مُنتديات،...إلخ)، ولا عبرَ المَوْجات الصَّوتيَّة (المُكالمات الهاتفيَّة، رسائل الجوَّال، مُحادثات الواتس آب،...إلخ)، بل من خلال الِّلقاءات والزِّيارات المُتكرِّرة وجهًا لوجه؛ لأنَّ الإنسانَ مهما حَرَص على إظهار صُورةٍ لامعةٍ عن نفسه، فلا بُدَّ يومًا أن تتكشَّفَ حقائقُ نفسه، وستة أشهر من عُمْر العَلاقة تكفي لظُهورِ الحَقائِق وسقُوط الأقنعة، قال أبو عبدالله مُحمَّد بن عُمر الأشبيليّ:

 

وَكُلٌّ إِلَى طَبْعِهِ عَائِدٌ
وَإِنْ صَدَّهُ الْمَنْعُ عَنْ قَصْدِهِ
كَذَا الْمَاءُ مِنْ بَعْدِ إِسْخَانِهِ
يَعُودُ سَرِيعًا إِلَى بَرْدِهِ

 

وفي العَلاقات بين الخاطِبَيْن: لا يصحُّ الحُكْم إلا بعد عَقْد النِّكاح (الملكة/ كَتْب الكِتاب)، حيث تُتيح المُلاَقاة والمُخالَطَة والتَّواصل اليوميّ أو الأسبوعيّ معرفةَ طبائع الآخَر وأخلاقِه، وأمَّا الخِطْبة فهي مُجرَّد وَعْدٍ بالزَّواج، ولا يحلُّ للخاطِبَيْن فيها ما يحلُّ للعاقِدَين، ومن ثَمَّ لا يمكن الاعتماد عليها لإصدار الأحكام الشَّخصيَّة.

كلامي هُنا موجَّه لمن يُطبِّق الشَّريعة الإسلاميَّة، وليس لمن يُطبِّق العادات والتَّقاليد البالية، ففي بعض مناطقِ الخَليج العربيّ لا يَرى الرَّجل زوجتَه بعد (المِلْكة)، فضلاً عن الجُلوس معها ومُحادثتها، وفي بعض الدُّول العربيَّة الخِطْبة لديهم مساوية للمِلْكة، والحمدُ لله الذي عافانا ممَّا ابتلى بهِ هؤلاء وهؤلاء، وفضَّلنا على كثيرٍ ممَّن خلَق تفضيلاً.

وأمَّا الأُخرى، فمن الخطأ رَبْط الأشخاص بوالدَيْهم وعائلاتهم، فالعائلة البخيلة لا تُنجِب بالضَّرورة ابنًا بخيلاً، والابن العَصبيُّ ليس بالضَّرورة أن يكون له أبوَان عصبيَّان، وإن كان الاحتمال واردًا ولا بُد؛ إمَّا لوراثةٍ، أو اكتساب، لكن جَعْل هذه الأمور قواعد اجتماعيَّة تحدِّد اختيار شريكِ الحياة، فأراه ظُلمًا للنَّاس، وفيه تفويتٌ لفُرص زواجٍ تَكاد أن تكون رائعةً ومثاليَّة.

وبعد، فإنَّكِ بحاجة إلى بضعة أشهر إضافيَّة، قبل إصدار الحُكم على هذا الرَّجل سلبًا أو إيجابًا؛ كي يكون حُكمكِ عليه صائبًا ومُنصِفًا، ثمَّ بعد ذلك يمكننا القول: "ليس الخبَرُ كالمُعاينة"، وليس مَن لمس النَّار كمن رسَمَها، ولكن ثَمَّة فَرْق بين إصدار الأحكام الشَّخصيَّة وبين اتخاذ القرارات الشَّخصيَّة؛ إذْ مِن الممكن أن أحكمَ على شخصٍ ما بأنَّه بخيل مثلاً، لكنِّي قد أقرِّر إكمال مشوار حياتي معه، وقد أعرف أنَّ هذا الرَّجل يكذب عليّ، لكن قد تطغى مشاعري على عقلي، وأَقبل به على عواهنِه، هل اتَّضح لديكِ الفَرْق؟!

 

بالنِّسبة لمُشكلاتكِ مع زوجكِ، فمَجْموعها مبنيٌّ على قاعدة واحدة، هي: ضعف شخصيَّته:

- رفْضُ والده أن تُواصلي عملَكِ.

- اختيار بيت الزَّوجيَّة وتجهيزه وشراء الأثاث.

- تدخُّل والدته في اختيار ثوب العُرْس.

- تحديد موعد الزِّفاف.

- الرُّجوع إلى أهله في كلِّ صغيرة وكبيرة.

- نقل الخِلافات إلى أهله.

 

وزيادة على ذلك:

- لا يعتذر إذا أخطأ.

- ويعدُّ نفسه هديَّة ثمينة، فلا يحتاج إلى إهدائكِ شيئًا ثمينًا.

والنُّقطتان الأخيرتان تكشفان عن جانبٍ مهم من تربيته، القائمة على تفكيرٍ جاهليّ، يُنظَر فيه إلى الرَّجل على أنّهَ شيء، والمرأة لا شيء، وبدلاً من أنْ يفكِّر بأنَّكِ نِعْمة وهديَّة سيقت إليه من ربِّ العالَمين، توهَّم أنَّه نفسه هديَّة نفيسة!

 

فَإِنْ تَكُنِ النِّسَاءُ مُخَبَّآتٍ
فَحُقَّ لِكُلِّ مُحْصَنَةٍ هِدَاءُ

 

والهديَّة ليست بِثَمنِها ونَفاستها، بل بمعناها العميق وأثرها النَّفسيّ، وإذا لَم يكن العيدُ مُناسبةً لِتَبادل الهدايا، ولَم تكن (المِلْكة) مناسبة للتَّهادِي والتَّحابُبِ؛ فمتى في رأيه يكون الوقتُ مُناسبًا؟!

في تقريعه وتشنيعه للتَّيس المُستعار "الرَّجل المُحلِّل"؛ يقول ابن قيِّم الجوزيَّة - رحمه الله تعالى - في كتاب "إعلام المُوقِّعين": "وسَل التَّيس المُستعار: هل سَأل قطُّ عمَّا يَسأله عنه مَن قَصدَ حقيقة النِّكاح، أو يتوسَّل إلى بيت أحمائه بالهديَّة والحمُولة والنَّقد الذي يتوسَّل به خاطِبُ المِلاح؟!".

فالهديَّة عُرفٌ سائد في الخِطبة والنِّكاح، وهي مِمَّا يَسرُّ المرأة، ويبهج قلبها؛ لذلك قَدَّمتِ هذه المُشكلة في استشارتكِ على بقيَّة الأمور المُزعجة؛ لأثر فقدان ذلك على قلبكِ.

قد يَنسى بعضُ الرِّجال موضوعَ الهدايا بعد الزَّواج، لكنَّ أكثرهم يتذكَّرونها زمن (المِلْكة)؛ فهي مرحلةٌ مُميَّزة وعاطفيَّة من العُمر، أمَّا هذا الرَّجل فلديه مُشكلة مع نفسه؛ إذْ يعدُّ نفسه هديَّة!

اسمحي لي أن أقول: إنَّ شخصًا كهذا بحاجةٍ إلى إعادةِ تأهيل، وإلى تطوير شخصيَّته قبل أن يُقدِم على فتْحِ بيت الزَّوجيَّة، وأرى أن تُقيِّدي كلَّ هذه العُيوب في نقاطٍ، وتُناقشيه فيها؛ إذْ لا بُدَّ عِند العُدول عن الخِطْبة، أو فَسْخ العقْد من تقييد ذلك بالأسباب؛ كي يتعلَّم هذا الرَّجل درسًا مهمًّا في حياته، ويُعيد النَّظر في شخصيَّته، فالبِرُّ والصِّلة لا تَعْنِيان أبدًا الذَّوبانَ وضَعْف الشَّخصيَّة!

امنحيه الفُرصة لإعادة ترتيب هذه الأوراق المُبعثَرة؛ فأكثَرُ الأمور التي تَخْتلفان عليها مرَدُّها إلى العُرْف السَّائد، فإذا كان العُرف السَّائد لدَيْكم أن تختارَ المرأةُ ثوبَ زِفافها، وأثاثَ بيتها، ويُشاركَ أهلُها في تحديد موعد الزِّفاف، فيجب توضيح هذه الأمور بكل شفافيَّة، وبحسب القاعدة الفقهيَّة فإنَّ "المَعروف عُرفًا كالمشروط شرطًا"، ومن ثمَّ فلستِ مُجبرة على قبول أعراف منطقته وعائلته، إذا كانت لا تتوافَقُ وأعرافَكم في النِّكاح والزِّفاف، أو الطَّريقة التي نشأتِ وتربَّيتِ عليها.

ولا تتعجَّلي الزَّواج، امنحي نفسَكِ شهرين أو ثلاثة أشهر على الأقل، قبل المُوافقة على موعد الزّفاف، ولا تؤمِّلي في المقابل أن تَتغيَّر حياتُكِ نحو الأفضل بعد الزَّواج؛ لأنَّ من سمح لنفسه بالتَّدخُّل في ثوب زفافكِ وفِراشكِ، فسيسمح لنفسه بالتَّدخُّل فيما هو أبسط من ذلك وأعقد، ومن لا يغيِّر نفسه بنفسه؛ فإنَّ اللهَ ربَّنا يقول: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الرعد: 11]، ولو كان هذا الرَّجل يحبُّكِ، ومقتنِعًا بكِ، فسيعمل على تغيير نفسِه وشخصيَّته؛ ليظفر بكِ.

أمَّا التَّفكير بأنَّكِ ستَحْملين لقَبَ مُطلَّقة، فيؤسفني جدًّا بعد كلِّ هذا التَّفتُّح أن تحملي في عقلكِ شيئًا كهذا، مُؤسف جدًّا أن تكون الألقاب والمُسمَّيات الاجتماعيَّة هي غايةَ ما نهتمُّ به في حياتنا الدُّنيا، إن كنتِ ولا بُد آسِفة، فتأسَّفي على فِراق رجُل رائعٍ حالتْ بينكِ وبينه الأقدارُ المُؤلمة، ولكن لا تأسَفِي أبدًا على فراق الحَمْقى والمُغفَّلين، ولا تأسفي على فراق مَن لا يُقدِّرون الشَّقائق المخلوقات من ضُلوعهم، أبدًا لا تأسفي على رجل يَغْلبكِ في الضَّعف! ولو حَمَّلكِ هذا الفِراق لقبًا اجتماعيًّا مُؤذيًا للنَّفس، على أنَّي واثقة أنَّ من تفْسَخ عقد نكاحِها - وإن كانت شرعًا في حُكم المُطلَّقة - إلا أنَّها في عُرف النَّاس مُجرَّد امرأة فسختْ خِطبتها، وسواء سُمِّي ذلك فَسْخًا أم طلاقًا فأنتِ ما يُضيركِ؟! أيهما أهَمُّ لدَيكِ: سعادتُكِ الزَّوجيَّة أم أقاويل النَّاس؟!

غيِّري مواقفكِ الذِّهنيَّة تجاه فَسْخ العَقْد والطَّلاق، وأنا أعِدُكِ بأنَّكِ ستستريحين من شيءٍ اسمه "المُبالاة بكلام النَّاس"، يقول "ويليام جيمس": "إنَّ الاكتشاف الأعظمَ الذي شَهِدَه جيلي: هو معرفة البشَر أنَّ بِمَقدورهم تغييرَ حياتهم عبر تغييرِ مواقفهم الذِّهنيَّة".

توفِّي وليام جيمس عام 1910م، ولَم يعلم أنَّ جيل الألفيَّة الثَّالثة لَم يَشهدوا بعدُ هذا الاكتشاف العظيم!

ولا تنسَي الاستخارة؛ فستَكْشِف لكِ الاستخارةُ مزيدًا من الحقائق، وستُعطيكِ شُعورًا عظيمًا بالقناعة والرِّضا عن اختياراتكِ وقراراتكِ، استخيري - أيَّتها العزيزة - ولا تتخيَّري على الله - عزَّ وجلَّ - يقول الفُضَيل بن عِياض: "استَخيروا اللهَ ولا تتخيَّروا عليه، فرُبَّما اختار العبدُ أمرًا هلاَكُه فيه"، وأكثري من قول "لا حَوْلَ ولا قُوّة إلا بالله العليِّ العَظيم"؛ فعن سُفيان الثَوريِّ قال: دخلتُ على جَعفرِ بن مُحمَّد - رضي الله عنهما - فقال لي: "يا سُفيان، إذا كثرَتْ هُمومكَ فأكْثِر من "لا حَوْلَ ولا قُوّة إلا بالله العليِّ العَظيم"، وإذا تَداركتْ عليكَ النِّعم فأكْثِر من "الحَمْد لله"، وإذا أبطأ عنكَ الرّزْق فأكثِرْ من الاستغفار".

 

وعسى الله أن يوفِّقكِ في حياتكِ، ويُبلِّغكِ جميع أمانيكِ، ويَرزقكِ ما تُحبِّين وفوقَ ما تُحبِّين، آمين.

والله - سُبحانه وتعالى - أعلم بالصَّواب، وكَفى بِاللهِ عليمًا خَبيرًا.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • حائرة بين من تقدم لي ومن أحب؟
  • هل أخبر والدي بما عرفت عن خطيبي؟
  • حماتي سبب تعاستي مع زوجي
  • أهل زوجتي لا يعيرونني اهتماما
  • فقدت خطيبتي بسبب صديقتها
  • غير مقتنعة بخطيبي ولا أنجذب إليه
  • خطيبي بين السلبيات والإيجابيات
  • ضعف الشخصية والحياة الزوجية
  • خطيبي كان غارقا في المعاصي
  • زوجي متعلق بأخته تعلقا مرضيا
  • شاب أمه ترفض زواجه بعد العقد
  • أعاني من الفشل بسبب ضعف شخصيتي
  • أهل زوجي يسبونني
  • زوجي يلومني على التقصير في خدمة أمه
  • شخصيتي الضعيفة أثرت على حياتي
  • أهل زوجي يكرهونني
  • اهتمام الزوج بأهله
  • زوجتي تمنع أبنائي من رؤية أمي
  • زوجي قاطعني بسبب خلاف بيني وبين أهله

مختارات من الشبكة

  • شخصية المفكر أو شخصية المهندس(استشارة - الاستشارات)
  • حب أم ضعف شخصية(استشارة - الاستشارات)
  • كيف أُقَوِّم شخصية خطيبي أثناء سفره؟(استشارة - الاستشارات)
  • تفسير: (إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الثبات على الثوابت نجاة من ضعف الحياة وضعف الممات(مقالة - المسلمون في العالم)
  • ضعفنا المادي سببه ضعف الإيمان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • كيف أعرف نمط شخصية طفلي؟ وكيف أتعامل معها؟(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • تفسير قوله تعالى: (الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا...)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أهل خطيبي يريدون فسخ الخطبة(استشارة - الاستشارات)
  • انظر إلى آثار رحمة الله تعالى في تشريعه(مقالة - آفاق الشريعة)

 


مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب