• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | استشارات نفسية   استشارات دعوية   استشارات اجتماعية   استشارات علمية  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    تأثير الغش في مستقبلي الدراسي
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    مر على زواجي ثلاثة أشهر وما زلت بكرا
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    حيرة بين فتاتين
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    زوجتي تفلتت من قوامتي
    د. صلاح بن محمد الشيخ
  •  
    أمي وإخوتي تركوني وحيدة
    د. شيرين لبيب خورشيد
  •  
    وقعت في محرم قبل الزواج: هل عقد الزواج صحيح؟
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    قسوة القلب
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    زواج بالإكراه
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    ممارسة السحر من غير قصد
    أ. منى مصطفى
  •  
    الهوس بالأبراج
    أ. عبدالله بن عبدالعزيز الخالدي
  •  
    رجل مطلق يحبني
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    إحباط من جميع النواحي
    أ. أحمد بن عبيد الحربي
شبكة الألوكة / الاستشارات / استشارات اجتماعية / استشارات في الصداقة / التعامل مع الأصدقاء
علامة باركود

صعوبة النصيحة، وهز الرأس، والشذوذ، والنسيان

صعوبة النصيحة، وهز الرأس، والشذوذ، والنسيان
أ. عائشة الحكمي

استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 31/12/2011 ميلادي - 5/2/1433 هجري

الزيارات: 18762

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لديَّ عدة مشاكل، متعلقة بشخصيتي، ونفسيتي؛ أوقن أنَّني على خطأ، وأن تلك مشكلة، بل وأحيانًا أعرف الحل، لكنني أتقاعس عن العمل به!

 

- أوَّلاً: علاقاتي مع الآخرين: أحرص على أن تكون في أوجها، وأُحاول إرضاء الجميع، لكنني لا أجد في نفسي مزيدَ ثقةٍ فيهم، وأحيانًا تُساورني الشُّكوك والظُّنون حول بعض تصرُّفاتهم، لكنني أكتم هذا الأمر في نفسي، وأواصل سَيْر العلاقة، بتجاهلٍ لذلك الظَّن، أو أحيانًا أكملها بناء على هذا الظن.

- لا يوجد أحدٌ أبوح له بأسراري، بعد أن ساءت علاقتي بأعزِّ أصدقائي!

- (الكتمان): يسبِّب لي ضيقًا وهمًّا شديدًا؛ ذلك أنني أجد مِن إخوتي بعض الأخطاء، أو يتصرَّف البعض بإساءةٍ لي، لكنني أكتم الأمر في نفسي دون أن أخبرهم، ويستمر الهَمُّ؛ بل أحيانًا أعزم على تقديم نُصْح، وأعدُّ العدَّة له.. لكنني عندما أواجه الشخص المرغوب، أبدأُ بالتَّراجع، وألين له القول في النَّصيحة، هذا إذا نصحتُه، وإلاَّ فالأصل أنِّي أتهرَّب من النُّصح، ومن إظهار الأخطاء.

- أحس بضعفٍ شديد: في قول الحق، وفي مواجهة الآخَرين، وكثيرًا ما أُبادر بالاعتذار، وربما يكون المخطئ هو الطَّرَف المقابل!

- التذكُّر السلبي: يبقى أحد أبرز ما أواجهه في مقابل سُرعة النِّسيان لما أحفظُه وأتعلَّمه وأُذاكِرُه، ومع كثرة شرودي، (ربَّما) يتعلق هذا الأمر بعادة سيِّئة اعتدتُ عليها منذ الصِّغَر، وهي أنني عند النَّوم، لا أستطيع النوم حتى أرفع رأسي وأضربه في الوسادة بشكل متكرِّر (وأنا نائمٌ على بطني)، أعتقد أنه أثر على الدماغ، مع طول الفترة، وهي عادةٌ أُمارسها أنا وبعض إخوتي!

- أمر آخر: وهو أنَّني بحكم رغبتي في الزَّواج، مع عدم تيَسُّر هذا الأمر لي، أجد في نفسي ميلاً للذُّكور! ولكنني أُجاهد نفسي حول هذا الأمر؛ كيف الوسيلة للخلاص من الشهوة؟ ومن جهة أخرى: هناك بعضُ المَجامع التي أعمل فيها مع شبابٍ يَصغرونني سنًّا، يُمكنني أن أُسهِم من خلالها في الدعوة إلى الله، لكنني ربما أعجب بأحدٍ منهم، وأرتكب ذنب النَّظر باستحسانٍ إليهم، فهل الأفضل لي أن أواصل؟ أم أنقطع عن تلك الأماكن؟

 

الجواب:

بِسم اللَّه الهادي للحق

وهو المُستعان

 

أيُّها الأخ الكريم، سأُجْمِل مُشكلاتكَ الرَّئيسة في نقاطٍ، ثم أُتْبِع كلَّ نقطة بتفصيلها - إنْ شاء الله:

1 - صُعوبة الابتداء بالنَّصِيحة.

2 - تَذكُّر الأحداث المُؤلِمة في مُقابِل سُرعة نسيان العِلْم.

3 - تكرار هَزْهَزَة الرَّأس على الوِسَادة قبل النَّوم.

4 - المُيول الشَّاذَّة.

 

أوَّلاً - صُعوبة الابتداءِ بالنَّصيحة:

قد عزوتَ مُشكلتكَ إلى ضَعْف شَخصِيّتكَ، إلاَّ أنَّي أعزوها إلى ضَعْف قلبكَ؛ أعني: أنَّكَ تحبُّ أصدقاءكَ، وتخشى إنْ أنتَ أمْحَضتَهم النَّصيحة أن يُفارقوك، فإنْ كان هذا التَّفسير صحيحًا فإنَّ خشية الفَقْد في مَحلِّها؛ إذْ باتت النَّصيحةُ اليوم من أقصَرِ الطُّرقِ لفقدِ الأحبابِ وخسارةِ الأصدقاء! لقد جربتُ ذلك، وأعرفُ مبلغَ الخسارة التي تُسبِّبها لنا النَّصيحةُ لله.

 

وَلَكِنَّنِي أَشْقَى بِأَمْرِكَ، كُلَّمَا
دَعَانِي إِلَى نَشْرِ الْمَبَادِئِ وَاجِبُ
كَأَنَّكَ لَمْ تَلْمَسْ صَفَاءَ مَشَاعِرِي
وَلَمْ تَنْقَشِعْ عَنْ نَاظِريْكَ الغَيَاهِبُ
لِمَاذَا، أَشَكٌّ فِي سَلاَمَةِ مَقْصِدِي؟
فَيَا ضَيْعَةَ الدُّنْيَا إِذَا شَكَّ صَاحِبُ

 

جميعُنا نخشى الفَقْد والخَسَارة؛ الزَّوجة تخشى فراقَ زوجها، إنْ هي بذَلَت النَّصيحة لزوجها، والتِّلميذ يخشى خسارةَ علاماته، إن هو بذلَ النَّصيحة لِمُعلِّمه، والصَّديق يخشى فراق صديقه، إن هو بذل النَّصيحة، فنتحاشى النَّصيحة؛ خوفًا من فراق الأحبَّة!

 

وَأَقْتَلُ أَدْوَائِي بِعَادُ أَحِبَّتِي
وَدَاءُ التَّنَائِي، مَا عَلِمْتَ، قَتُولُ
وَقَدْ سَاءَنِي أَنَّ اللَّيَالِيَ غَيَّرَتْ
أَخِلاَّيَ، حَتَّى مَا يَدُومُ خَلِيلُ

 

لا يعني ذلك أنَّ الخطأ في النَّصيحة، ولا حتَّى في الطَّريقة التي ننصح بها؛ ما دُمنا نلتزم بآدابها، لكنَّ الحقيقة التي بِتُّ على قناعةٍ بها - بعد أن جرَّبتُ النَّاسَ وبلوتُ الأشياء -: أنَّ قلوبَ النَّاس لَم تَعُد سليمة بما يكفيها لتقبُّل الوعظ، وقول الحقِّ!

والحلُّ: أن نشجِّع هذه القُلوب على تقبُّل الخسائر؛ فالنَّصيحة هي التي يجب أن تستمرَّ لا الصَّداقات الهشَّة، ولن تملك القُلوبُ مفاتيحَ الشَّجاعة إلاَّ إذا امتلأت بأحد هذين الشُّعورين، أو كليهما:

أ - الشُّعور بالحُزن على فَقْدِ عزيزٍ وُوري الثَّرى، فلا يُخشى بعد فقده فقد، وفي هذا المعنى يقولُ الشَّاعر:

 

طَوَى الْمَوْتُ مَا بَيْنِي وَبَيْنَ مُحَمَّدٍ
وَلَيْسَ لِمَا تَطْوِي الْمَنِيَّةُ نَاشِرُ
لَئِنْ أَوْحَشَتْ مِمَّنْ أُحِبُّ مَنَازِلٌ
لَقَدْ أَنِسَتْ مِمَّنْ أُحِبُّ الْمَقَابِرُ
وَكُنْتُ عَلَيْهِ أَحْذَرُ الْمَوْتَ وَحْدَهَ
فَلَمْ يَبْقَ لِي شَيْءٌ عَلَيْهِ أُحَاذِرُ

 

ب - والشُّعور بالخَوْف من خسَارة الأنفُس في الآخِرة: ﴿ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ ﴾ [الأعراف: 9]، وكيف لا تخفُّ الموازين بعد أن ترَكْنا ما بايعَ عليه الصَّحابةُ - رضوان الله عليهم - رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أوَّلَ ما عرفوا الدِّين؟! ففي "الصَّحيحين" عن جريرِ بن عبدالله البجليِّ - رضي الله عنه - قال: ((بايَعْتُ النَّبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - عَلَى إقَامِ الصَّلاةِ، وإيتاءِ الزَّكاةِ، والنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ)).

فإنْ امتلأ قلبُكَ ببعضِ هذه المَشاعر، وبلَغْتَ مرحلةً من الألم لا تخشى فيها أن تفقدَ أكثر ممَّا فقدت، أمكنَكَ ساعتئذٍ أن تنصح وتَعِظ، وتقول الحقَّ، ولو أضرَّ بكَ، وعشتَ بلا أصدقاء!

روى أبو هلالٍ العسكريُّ في "جمهرة الأمثال" رسالةً من أكثم بن صيفيٍّ التَّميميِّ إلى النُّعمان بن خميصة البارقيِّ، وقد استنصَحَه، فنَصحَ له قائلاً: "قد حلبتُ الدَّهر أشطره، فعرفتُ حلوَه ومُرَّه، كل زمانٍ لمن فيه في كلِّ يوم ما يكره، كل ذي نُصرةٍ سيخذل، إنَّ قولَ الحقِّ لَم يدَعْ لي صديقًا".

لا ريب أنَّ ضَعْف الشَّخصيَّة وضَعف الثِّقة بالنَّفس يُسهِمان في إبراز المُشكلة، وخير ما أنصحكَ به هاهنا مُطالعةُ كتاب "كيف تمسكُ بزمام القُوَّة؟" لروبرت غرين، واسم الكتاب بِلُغتِه الأصليَّة: "The 48 Laws of Power".

 

ثانيًا - تذكُّر الأحداث المُؤلِمة في مُقابِل سُرعة نِسْيان العِلْم:

يُعاني معظم النَّاس من هذه المُشكلة؛ فقد أشارَت الأبحاثُ الحديثة في علم الأعصاب إلى قُدرة الذِّكريات العاطفيَّة المَشْحُونة بمشاعر الحُزن والخَوْف والألَم على مُقاومة النِّسيان، رغم تعرُّضها للتَّشويه مع مُرور السِّنين، وقد عُزِيَت أسبابُ هذه الظَّاهرة إلى قُدرة العَقْل على تخزين ذِكْريات المَاضي المَشْحُونة بالعَواطِف المُؤلِمة في منطقةِ اللَّوْزة amygdala المُرتبِطة بالذَّاكِرة الانفعاليَّة، حيث تُختَزن فيها كلُّ الذِّكريات والعَواطِف الَّتي صاحبَتْها، مع الإبقاء عليها نَشِطة في أَدْمِغتنا؛ كي تستفيدَ منها في مُواجَهة الأحداث المُستقبليَّة المُشابِهة، والله أعلم.

وفي محاولةٍ لعلاج هذه المُشكلة، أضَعُ لكَ قُطافةً نَفْسيَّة نَفِيسة من تعليقات الدُّكتور حسَّان المالح - استشاريِّ الطبِّ النَّفسيّ - على كتاب (نسيان com) للأديبة أحلام مُستغانمي.

يقول الدُّكتور حسَّان المالح: "من النَّاحية النَّفسية يتطلَّب النِّسيانُ بروزَ المشاعر السِّلبيَّة تجاه موضوع الألَم والصَّدمة، وأهمُّ هذه المشاعر: الغضب، وعندما يستطيع الشَّخص أن يعبِّر عن غضبه، وأن يغضب على حبيبه الذي ترَكَه، فقد اقترب كثيرًا من الشِّفاء ومن النِّسيان، ويحتاج ذلك التَّعبيرُ إلى تكراره بشكلٍ أو بآخَر مرَّاتٍ عديدة".

ويقول: "الإرادة والتَّصميم والإصرار عاملٌ أساسيٌّ في النِّسيان، ويختلف الرَّجل والمرأة في قدراتهم على تحديد الأهداف وإصابتها، وفي إصرارهم على الوُصول إليها، ورُبَّما كان الرجلُ أكثرَ إصرارًا، ويصيب الهدف بشكلٍ أفضل"، يريد أنَّ قدرةَ الرَّجل على نسيان الجُروح العاطفيَّة أسرع من المرأة!

أما نسيان العِلْم، فمَرَدُّه إلى ضعف التَّركيز وقلَّة المُراجَعة، ويَكْمن علاجُه في تَكرار الحِفْظ ومُداوَمة النَّظر، سأل ورَّاق البخاري: هل من دواءٍ للحفظ؟! قال الإمامُ البُخاريُّ - رحمه الله -: "لا أعلم شيئًا أنفع للحفظ مِن نهمة الرَّجل، ومُداومة النَّظر"، والنَّهْمةُ في "لسان العرب": بلوغُ الهِمَّة في الشَّيء، قال ابن مسعود - رضِي الله عَنْه وأرضاه -: "مَنْهومان لا يَشْبَعان: طالبُ العلم، وطالبُ الدُّنيا، ولا يستويان؛ أمَّا طالبُ الدُّنيا فيَتمادى في الطُّغيان، وأمَّا طالبُ العلم فيزداد من رِضا الرَّحمَن"، يمكنكَ الاطِّلاع على كتاب "الحثّ على حفظ العلم وذِكْر كبار الحُفَّاظ" لابن الجوزيّ؛ لمزيدِ فائدة.

 

ثالثًا - تكرار هَزْهَزَة الرَّأس على الوِسَادة قبل النَّوم:

يعدُّ تكرار الهَزْهَزَة على الوسادة قبل النَّوم من أبرز أشكال الحركات النَّظميَّة ذات الوتيرة الواحدة التي تُصاحِب النَّوم Rhythmic Movement Disorder، وعادةً ما تبدأ هذه الظَّاهرة لدى الأطفال في عمر 6: 9 أشهر، ثم تختفي من تلقاء نفسها بعد سنِّ الثَّالثة أو الرَّابعة؛ شأنها في ذلك شأن مَصِّ الإبهام، وليس لها تأثيرٌ سلبيٌّ على الذَّاكرة - بإذنه تعالى - أمَّا استمرارها حتى مرحلة الطُّفولة المُتأخِّرة أو المُراهقَة، فمؤشِّر على وجود مصدر توتُّر كامن مُحرِّض للقلَق؛ لأنَّ الغاية من وراء هذه الضَّربات الإيقاعيَّة المُتكرِّرة إحداثُ نوعٍ من الهُدوء النَّفسيّ، فابحث عن مصادر قلَقكَ، ثم عالجها.

أمَّا إذا تكررَّتَ هذه الضَّربات خلال النَّهار، فقد تكون مُؤشِّرًا على الإصابة بالتَّوحُّد أو مُتلازمة تُوريت، فإذا كان إخوتكَ الصِّغار - باركهم المولى - يُكرِّرون هزَّ رؤوسهم نهارًا أثناء اللَّعِب مثلاً، يجب عَرْضُهم فورًا على طبيب أعصابٍ للكشف عن حالتهم الطبيَّة.

بالنِّسبة لكَ - أيُّها الأخ الكريم - فإنَّ نومكَ على هذه الشَّاكلةِ ليس مُقلقًا - إن شاء الله - ولكنْ إذا فكَّرنا في المُستقبَل حين تتزوَّج - بمعونة الله تعالى - فسيكون الأمر مُحرجًا لكَ، ومُزعِجًا لزوجتكَ، أليس كذلك؟! فمن الخير إذًا أن تبدأ بتدريب نفسكَ؛ للتخلُّص من هذه العادة.

حاول الاسترخاءَ يوميًّا، وامشِ 20 دقيقة قُبيل النَّوم؛ لتبديد شُحنات القلق والمُساعدة على النَّوم، وابذل جهدكَ؛ للسَّيْطرة على هذه العادة بإرادةٍ وافرة، فإن استطعتَ الذَّهاب إلى اختصاصيٍّ نفسيٍّ؛ لعلاج المُشكلة سُلوكيًّا، فحسَن.

أَلبَسكَ اللهُ منهُ عافيةً في نوْمكَ المُعْتري وفي أَرَقك.

 

رابعًا - المُيول الشَّاذَّة:

طاقة الرَّجل الجنسيَّة سيْلٌ جُرافٌ، ولكُلِّ سيْلٍ مَجْرًى ومَصَبٌّ، فأمَّا المَجْرى فهذه الشَّهوة الغريزيَّة التي تشقُّ طريقها فِطْريًّا باتجاه المرأة، وأمَّا مصبّه فهذا النِّكاح، ولأنَّ النِّكاح قد يتأخَّر؛ جعل الله للرُّجل مصبًّا ذاتيًّا (الاحتلام)، يستوعب ما يكفي لإحداث التَّوازن النفسيِّ والجسديّ، ومتى ما ترك الشَّبابُ هذه المساراتِ على وضعها الطَّبيعيّ دون تدخُّل، استمرَّت مُيولهم الجنسيَّة تجاه الأنثى على طبيعتها، حتى يكتب اللهُ أمرًا كان مَفْعولاً، ولكن ما يحدث أنَّ الشَّاب - ولأسبابٍ يعرفها من نفسه - يتسبَّب في ردم المجرى الطبيعيِّ وردم مَصبِّه! والسَّيل لا يمكن صدُّه، ولن يحول رَدْم المَجْرى دون مسيله وجريانه، فإنْ رأى السَّيْل الجنسيُّ أنَّ المَجْرى قد رُدِم، احتفرَ لنفسه مجرىً جديدًا يشذُّ عن مجراه الطَّبيعيِّ؛ ليجري فيه، وإلا انصدع الرَّدم بقوَّةِ دفْعِه، وذهب بكلِّ شيء في طريقه.

وأرى سيلكَ قد احتفر له مجرى جديدًا (ميلكَ للذُّكور) بعد أن رُدم النِّكاح بالتَّأخير، فاحرص - هُديتَ - على ألاَّ يَشِذَّ المصبُّ (الممارسة الشَّاذَّة) بشواذ المَجْرى، وتذكَّرْ أنَّ اللَّذَّات تذهب وتبقى آثامها، والأجساد تَفْنَى وتبقى سيئاتها.

وما دمتَ تُجاهِد وتُكابِد؛ للحفاظ على فطرتكَ مُتعافيةً من الشُّذوذ، فسيهديكَ اللهُ سُبلَ الصَّلاح لا محالة؛ ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [العنكبوت: 69]، فعليكَ بالدُّعاء أن يرزقكَ اللهُ الأنَفةَ من الرَّذائل، وعُلوَّ الهمَّة في طلَب الفَضائِل؛ فإنَّ من يُجرِّب هذه القاذوراتِ يُدمنها، والله المُستعان.

كيف تتخلَّص من الشَّهوة؟!

ليس باستطاعةِ أحَدٍ الخلاصُ من شهواته بالكُليَّة؛ لأنَّ الله -سُبحانه وتعالى - قد ابتلى الإنسان بتزيين هذه الشَّهوات: ﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ ﴾ [آل عمران: 14]، ولكنْ من رحمة الله - تعالى - أنَّ هذه الشَّهوات عُرضة للخُمود والسُّكون؛ متى توقَّف الإنسان عن التَّفكير فيها، وابتعد عن المُثيرات التي تُهيّجها، بخاصَّة:

• المُثيرات البصَريَّة:

 

لَكِنَّ عَيْنَ الْمَرْءِ مِفْتَاحُ الْهَوَى
فَإِذَا رَنَا فُتِحَتْ لَهُ الأَبْوَابُ

 

• والعِشْق، فالعُشَّاق يُبصرون بخيالهم ما لا تبصره عُيونهم، فتتحرَّك شَهواتهم تبعًا لذلك، ومن المعلوم فسيولوجيًّا أنَّ شهوةَ الرَّجل تبدأ أوَّلاً بخيال جنسيّ، فإذا كان الرَّجل عاشقًا كان خياله الجنسيُّ أوسع!

والحمد لله الذي عافَى قلبكَ من العِشْق وآفاته، فاحرص - رُزقت السَّلامة - على أن تُبقِيَ عينيك في عافيةٍ من عِشْق ما حرَّم اللهُ النَّظرَ إليه، سواء ما كان منه على الإنترنت أو التِّلفاز، أو على أغلفة المجلاَّت، أو على أرصفة الشَّوَارع، ونحو ذلك.

ستكون بحاجةٍ إلى إرادة قويَّة، ورقابةٍ ذاتيَّة، وتَقْوى من الله تَحُول بينكَ وبين اقتراف الآثام، كما ستَحتاج إلى تَنْفيسٍ مُستمِرٍّ عن طاقاتكِ الدَّاخليَّة من خلال العمَل الذِّهنيّ؛ كالقراءة الواعية، والعمَل الجسديّ؛ كَمُزاولة الرِّياضة باعتدال.

ابحث - بُوركت - عن هوايةٍ يتحقَّق فيها مفهومُ اللَّذَّة بمعناها النَّفسيِّ الأرْقَى الذي يتجاوز الجسد، بحيث تأخذ هذه الهوايةُ بوعيكَ إلى عالَمٍ ترتقي فيه روحُكَ إلى الأعلى، لا الانحدار إلى الأسفل؛ كالقراءة عند عُشَّاق القراءة، والرَّسم والفُنون الجميلة والعمَل على (الفوتوشوب)، فقط اعرف من نفسكَ الأمور التي تنشط لها، وتكون أدعى لبلوغ هذه اللَّذَّة السَّامية، ثم اعمل به.

جرِّب مثلاً إنشاءَ مُدوَّنة على موقع Blogger، أو افتح حسابًا على (اليوتيوب)؛ لنشر المقاطع الدَّعويَّة؛ فلستَ واللهِ بأقلَّ ذكاءً من غيركَ، ولا غيركَ بأحرصَ منكَ على دينهم، فاستعمل ذكاءكَ فيما فيه نَفْعُكَ، واملأ المَساحاتِ الفارغةَ من وقتكَ بما يَملأ المساحاتِ الفارغةَ في داخلكَ، وكُن واعيًا بقيمتكَ كشابٍّ مُسلمٍ سُنِّي يدركُ قيمةَ الأشياء والحياة والأوقات.

أنصحكَ أخيرًا بالاطِّلاع على استشارة "أسير الشَّهوة" التي أجاب عليها شيخنا الجليل "خالد بن عبدالمُنعِم الرِّفاعيُّ" - رفعَ اللهُ درجاتِه في الجنَّة - ففيها خيرٌ لمن في قلبه خير.

وكذلك كتاب "مُعاناتي مع الشَّهوة" تأليف: زيد بن مُحمَّد الزعيبر، باستطاعتكَ تحميله من مكتبة الألوكة، قسم الأخلاق والآداب.

أمَّا المَجالس الدَّعويَّة، فتخيَّر منها ما لا يوقعكَ في الفِتَن، وأمَّا تركها بالكُليَّة، فهذا من مكايد الشَّيطان؛ إذْ يُريد الشَّيطان إقصاءكَ عن الدَّعوة، فأتاكَ بثوبِ النَّاصح الشَّفيق من أنَّ مُجالستكَ لهؤلاء الفِتْية فيه فتنةٌ ومكسبة للإثم، فاستَعِذ بالله من الشَّيطان الرَّجيم، وطَهِّر قلبكَ من الشَّهوات؛ فإنَّما هي صُحبة ما اجتمعَتْ إلاَّ إلى الدَّعوة، فكيف تسمح لعينيكَ بالنَّظر إلى أصحاب الدَّعوة بشَهْوة؟!!

انظر إلى هؤلاء الفِتْية وكأنِّي أنا من بعثَهم إليكَ، وائتمَنَكَ عليهم، أكنتَ تُضيِّعهم بعد أن حفظتُ الله فيكَ؟! أم كنتَ تفتنهم وهم يَرْجون الله واليوم الآخر؟! لقد انشغلوا بطاعة الله، وانشغلَ لِدَاتُهم باللَّهْو، فأتوكَ بيضًا طاهرين، فلا تدنِّسهم بتفكيركَ ونظراتكَ!

لا يكن حالُكَ معهم كحال إخوة يُوسف مع يُوسف؛ ذَهَب معهم؛ لِيَرتعَ ويلعب، ﴿ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ ﴾ [يوسف: 15]، فإن كنتَ لا تَجِد من نفسكَ إلاَّ الإساءة إلى الدَّعوة وأبناءِ الدَّعوة، فاسمح لي أن أقول لكَ: دَعْ عنكَ مَجالس الدَّعوة!

 

دَعِ القَوْمَ إِنَّ القَوْمَ عَنْكَ بِمَعْزِلٍ
وَإِنَّكَ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ لَفِي غِنَى
رِجَالٌ لَهُمْ سِرٌّ مَعَ اللهِ خَالِصٌ
وَلاَ أَنْتَ مِنْ ذَاكَ القَبِيلِ وَلاَ أَنَا
تَكَلَّفْتَ أَمْرًا لَمْ تَكُنْ مِنْ رِجَالِهِ
لَكَ الوَيْلُ مِنْ هَذَا التَّكَلُّفِ وَالعَنَا
تَمِيلُ إِلَى الدُّنْيَا وَتُبْدِي تَزَهُّدًا
وَلاَ أَنْتَ مَعْدُودٌ هُنَاكَ وَلاَ هُنَا

 

﴿ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴾ [هود: 88].

 

والله - سُبحانه وتَعَالَى - أعلم بالصَّواب، والحمد لله أوَّلاً وآخِرًا، وصلَّى الله على سيِّدنا مُحمَّد، وعلى آله وصحبه وسلَّم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • صداع شديد لأي موقف
  • النسيان وعدم القدرة على المشاركة في النقاش
  • أشتري الملابس النسائية الداخلية وألبسها
  • شاذ جنسيا وأريد حياة طبيعية
  • صديقي على حافة الوقوع في الشذوذ
  • الوضوء والصلاة لمرضى الزهايمر
  • كثرة الكلام عن انتشار الشذوذ في المجتمع اصابتني بالوساوس

مختارات من الشبكة

  • أبرز صعوبات اختيار مشكلة البحث(مقالة - موقع الدكتور أحمد إبراهيم خضر)
  • كيفية التغلب على صعوبة كتابة بحث الماجستير(استشارة - الاستشارات)
  • صعوبة علم أصول الفقه والتزهيد فيه: رؤية تقويمية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • صعوبة العمل الحلال في بلاد الغرب(استشارة - موقع د. صغير بن محمد الصغير)
  • قاوم الصعوبات(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • صعوبة الكتابة مع كوني مدرسا(استشارة - الاستشارات)
  • دليل الآباء والأمهات في التعامل مع أطفالهم ذوي صعوبات التعلم النمائية (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • صعوبات تربية الأبناء بعد الطلاق(استشارة - الاستشارات)
  • صعوبات في مجال العمل للمتزوجات(استشارة - الاستشارات)
  • التهجير والصعوبة في طلب العلم(استشارة - الاستشارات)

 


مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب