• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | استشارات نفسية   استشارات دعوية   استشارات اجتماعية   استشارات علمية  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حجاب أمي وأختي
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    يهجم علي ملل خانق دون سبب
    د. خالد بن محمد الشهري
  •  
    حيرة بين فتاتين
    أ. عبدالله بن عبدالعزيز الخالدي
  •  
    تأثير الغش في مستقبلي الدراسي
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    مر على زواجي ثلاثة أشهر وما زلت بكرا
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    حيرة بين فتاتين
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    زوجتي تفلتت من قوامتي
    د. صلاح بن محمد الشيخ
  •  
    أمي وإخوتي تركوني وحيدة
    د. شيرين لبيب خورشيد
  •  
    وقعت في محرم قبل الزواج: هل عقد الزواج صحيح؟
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    قسوة القلب
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    زواج بالإكراه
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    ممارسة السحر من غير قصد
    أ. منى مصطفى
شبكة الألوكة / الاستشارات / استشارات اجتماعية / استشارات أسرية / المشكلات بين الإخوة والأخوات
علامة باركود

سوء معاملة أقاربي لي ونفسيّتي المحطّمة

أ. أسماء حما

استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 20/10/2011 ميلادي - 22/11/1432 هجري

الزيارات: 36469

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

بدأت الأمورُ مزعجة حينما وُلدتْ أختي الصغرى ولم تهيئني أمي لذلك، فلقد كنت أنامُ في حضنِها رغم وجود أخي الصغير، الذي كان يصغرني بسنتين فقط، فلم أشعر به، أما أختي فكان الفارق بيننا كبيرًا، فشعرتُ أنها استحوذت على اهتمام أمي وأهلي، وأصبحت كلَّ شيء وأهم شيء عندهم، كنت أنتظرهم في تلك الليلة ليطعموني ويجهزوا لي العشاء، فأنا فتاتهم المدللة منذ خمس سنوات، لكنهم نسوا تجهيز العشاء، ونمت تلك الليلة وأنا جائعة، وعندما مرضتْ أمي وعادت إلى المنزلِ من المستشفى فرحتُ لأني سأنام في حضنها من جديد، لكنها وضعت وسادةً وفراشًا بيني وبينها حتى تنام أختي الصغيرة، نمتُ تلك الليلة جائعة خائفة مصدومة، وفي الصباح كانوا يغنون لها، ويضحكون لها، ويهتمون بها، وكأني غير موجودة، حينها تحدثتُ بيني وبين نفسي: لن تحسوا بوجودي، وأنا وأنتم مثل الغرباء، لقد انتهيتم من حياتي، فأنا وحيدةٌ وسأعيشُ وحيدة.

ومرَّتْ السنوات وأنا عاكفة على دراستي، ولكن بدون صديقات، أشعرُ بالضعفِ وقلةِ الأمان وقلة الثقة في نفسي وفي مَن حولي، فلم أعد تلك الفتاة المحببة المرغوبة، حتى فعلت أختي في مثل والدتي، فأحضرت ابنتها ووضعتها بالقربِ منها وأبعدتني، حتى وصل بها الأمر أن ضربتني! حينئذ ذهبت إلى عالمي الخاص وأحلامِ اليقظة؛ فأحلم أني أحمل أغراضي في قطعة قماش وأسافر حول العالم، أحسست بالغربةِ والوحدة وأنا بين أهلي، حتى في مدرستي لم أستطع تكوين صداقات، وأصبحتُ أكذب في معلوماتي الاجتماعية حتى أجعل النَّاسَ تهتم بي، لكن لم أفلح في هذا وبقيتُ وحدي.

أصبحت لا أهتمُّ بدراستي وكذلك لم يهتموا بها، كانوا فقط يقارنونني بأختي، ويقولون: إنها أحسن مني ومتفوقة، وكانت أختي تنبذني أيضًا وتتسلَّطُ علي، وتقول لي: أنا أكرهك أيتها المدللة، تفتري علي الكذب حتى يعنفني والدي، ودائمًا أسمع منهم: أيتها البلهاء الغبية، فاقتنعتُ بهاتين الصفتين.

في مراهقتي لم أتصرفْ تصرفًا خارجًا عن المألوف، بالعكس كنتُ على خُلق جميل، وتعلمتُ الكذبَ من أختي التي كان يمتدحُها الناس بسبب كذبها عليهم، فقلت: ليست هناك مشكلة في الكذب، فهو يسبب المدح لأختي، المهم أن يمدحني ويعجب بي مَن حولي، فكانت أختي بذلك قدوةً سيئة.

وكانت حالتنا المادية ضعيفة وكنتُ أشعر بالنقص؛ فالطالباتُ يخرجنَ لتناول الطعامِ في المطعم القريب من المدرسةِ؛ لأنهن غنيات، أمَّا أنا فكنتُ أشم رائحةَ الطعام وأسكت، هذا الطعام رائحته إلى الآن في أنفي! أصبحتُ أكره بشدة نفسي وأهلي الذين لا يفكرون ولا يسألون فيما أحتاج.

حينما أنهيت الإعدادية تغيرتْ حياتي قليلاً، فلقد كنت أمشي مسافةً طويلة وأقطعُ الطرقَ السريعة حتى أصلَ إلى المدرسة، ووالدي كان يأخذُ أختي بالسيارة ويوصلها عندما كانت في هذه المدرسة، وعندما انتقلتُ إلى الثانويةِ كان يوصلها أيضًا، أما أنا فكأن الله توفاني؛ فلقد نسيني والدي، كنت أذهبُ في كلِّ مراحلِ حياتي الدراسية على قدمي، وأتعرَّضُ للتحرشِ والخوفِ وغير ذلك، كنت وحدي بدون أصدقاء، حتى صرت أذهب في (باص) حكومي يقف على بابِ منزلي، ففرحت أني تخلصت من تعبِ هذا المشوار، في كلِّ حياتي كنتُ أحاول أن أثبتَ أني ذكية، فكنت أقرأ معلوماتٍ في الكتبِ عن العصيرِ والجبنة، وأذكرها لمعلماتي، فكنت موضع سخرية من الجميع، بعدها بدأتُ أهتم بدراستي حتى وُضِع اسمي في لوحةِ المتفوقات، ولم أفرح كثيرًا، ووجدت هذا أمرًا طبيعيًّا، فأنا غبية وبلهاء.

بعدها جاءت مرحلةُ الثانوية، كنت صامتة وبدون صديقات وخجولاً ومتفوقة في دراستي، لكن على الصعيدِ الشخصي أشعرُ بالنَّقصِ في شكلي وجسمي النَّحيلِ وطريقةِ كلامي وغير ذلك، حتى تعرفتُ على صديقةٍ، وقويت علاقتُنا وأحسست أني أسعد فتاة، كانت كلَّ أهلي وكانت عالمي، كنا نتكلَّمُ هاتفيًّا وفي المدرسةِ، لا نصمتُ وعلاقتنا قوية جدًّا، وقرَّرنا أن نتخصصَ في تخصصٍ واحد وجامعةٍ واحدة، المهم بعد ذلك التحقنا بالجامعةَ وفي نفس التخصص، والمفاجأة أنها بدأتْ تبتعدُ عني وترافقُ فتاةً أخرى، يا إلهي! كيف سأعيشُ وسط هذا العالمِ الكبير والمباني الضخمة وحدي، أحسست بمرارةِ الفَقْد، وحاولت أن أكونَ شخصية طبيعية، ولكن للأسف بدون فائدة، وجدتُ صديقةً أخرى وحاولتُ طول فترة الجامعة أن نكون صديقتين، ولكني كنتُ أصدها وأنفعلُ عليها؛ لأني أريدُ صديقتي القديمة، لكن مضت أيامُ الجامعة بدون قدوةٍ أو رفيقةٍ أو توجيه، وتخرجتُ ولم يسألني أحد عن تقديري، كأني لا شيء، أصعب فترة تلك التي كانت في المنزلِ بدون خروج ولا دراسة ولا صديقات، مجرد زميلات من الجامعة نتناولُ أطراف الحديث.

خُطبت أختي التي تكبرني وخطبني أخو خطيبها، فذهبتْ تشوه صورتَه لوالدي حتى لا يرتبط بي فرفضه والدي، وقالت لي: سوف أكون الملِكة في هذا الفرحِ، ولن أجعلَك تشاركينني فرحتي؛ فأنا أكرهك، كنت دائمًا تأخذين كلَّ شيء مني، والآن سرقتُ فرحتَك.

المهم أني ذهبتُ إلى والدي وإخوتي لكنهم اتهموني بالغيرة! عندما جاء موعدُ زفافِ أختي ذهبتُ وتزينت ورقصت وضحكت، وكنتُ أجملَ فتاةٍ، وعندما عدت إلى المنزل سأل إخواني ووالدي أمي: ماذا فعلت هل بكتْ وبقيتْ حزينةً وغيرانة؟ قالت أمي: بالعكس كانت شديدةَ الفرح لأختها ولم تقصِّر في إظهارِ فرحتها، حينها صُدمتُ لظنِّهم أنني غيرانة، أنا مظلومة؛ كيف أُخطب ويذهب والدي ويسأل أختي عن رأيها في خطيبي؟! ما هذا الظلم ألستُ موجودة؟!

بعدها انتظرتُ أيَّ شيءٍ يغير مجرى حياتي؛ وظيفة، عريس، كنتُ أُخطَب ووالدي يرفضُ، حتى عملتُ في وظيفةٍ، وأصبحت أُلهي نفسي بالعملِ، والدي كان يقول لي: أختك متفوقة؛ توظفتْ بعد التخرجِ وتزوجت بعد التخرجِ، هي أفضلُ منك، أنت بقيتِ سنوات بلا وظيفة حكومية وبلا زوج.

عندما أنجبت أختي أحببتُ أطفالَها حبًّا جمًّا، وتحسنتِ العلاقةُ معها قليلاً، وأصبح الاحترامُ سائدًا، وعندها تقدم لخطبتي شاب مبتعَثٌ للخارجِ، فكانت الصاعقةُ أني وافقتُ، لكن الجميع رفض، وأخي كان يريد أن أتزوجَ صهرَه، وأختي كانت لا تتمنى لي ذلك أبدًا، تريد أن أتزوجَ من أي شخصٍ أقل من ذلك؛ حتى لا تشعر بالنقص أمامي! والدي بلا شخصية؛ يسمعُ لمن حوله، تم رفض الشاب، وبعد سنةٍ تقدم لخطبتي شاب بعيد عن سكننا، ففرحتُ أنني سوف أبتعدُ عنهم وعن المعاناةِ التي سببوها لي، وافق الأهل إلا أخي الكبير، تذكرتُ يوسف - عليه السلام - ما كل هذا الحقد والغيرة والحسد؟! كانت أختي تشوه صورةَ خطيبي عندي وتقولُ: إنه سيء! لكني تمسكتُ به، سبحان الله! رزقني بزوجٍ يقبّل رجلي لينال رضاي، لقد غسل كلَّ جروحِ السنين بحبه واهتمامِه وكرمِه، يقول لي: أنت لا تعرفين قيمةَ نفسك، فأنت جميلة جدًّا، وذكية جدًّا، وطموح، يجبُ أن تكملي دراستك. رأيتُ الصدمةَ في أعين إخوتي، سمعتُ الهمسات؛ لماذا يحبها؟ لماذا هي سعيدة؟ فهي لا تستحق، ما السرُّ؟

لقد أصبح زوجي كلَّ حياتي وأهلي، وأصبح أهلي هم كل أعدائي، حتى أهل زوجي يشعرون بالغيرةِ لحسنِ تعامل زوجي معي، أصبحتِ المشاكل تأتيني من أهلي وأهل زوجي، وزوجي يقول: أريدُ أن أفهمَ السبب، لماذا كل هؤلاء الأعداء مع احترامِك وتقديرك لهم؟!

لا أعلم، يُقال: أعظم البلاء ما لامس القلبَ والمشاعر، أريد إخوةً ليسوا كإخوةِ يوسف، أريدُ أن يتصلوا ويسألوا عني، لماذا أنا مهمشة هكذا؟! متى أنال قليلاً من المعاملة الإنسانية؟! قليلاً فقط منها، جاوزت الثلاثين ولا يحترمني أحد، تعبتُ من المحاولة، أشعرُ من قِبلهم بالسخرية، والإهانةِ، والتقليلِ من شأني، والنبذ، ما قصتي معهم ومع النبذ؟!

أكثر ما يزعجني في حياتي هو أن يتسلَّطَ علي أحد؛ فأنا لا أريد أن أعاملَه بالمثل، أكثر ما يزعجني في حياتي هو أن يهينني أحدٌ ويسخرَ مني؛ ولا أريد أن أعاملَه بالمثل، أكثر ما يقتلني هو أن أحبَّ أحدًا ما؛ أخًا، أختًا، صديقة، ومع ذلك يطعنني في ظهري ويتركني وحيدةً فجأة.

بدأتُ لا أثقُ في نفسي ولا في الحياةِ، أكثر ما يقتلني هو أنني إنسانة لم تحصل على حقِّها من المعاملةِ الإنسانية والاحترام، حتى عند موتي لن يقبروني سوف يرمونني رميةَ الحيوانات، حينما ولدتُ ابني وجدتُ النَّاسَ تأتي ليس لتبارك لي، بل لتفتعل المشاكل وتغضب بلا سببٍ، وأنا لا أعلم ما بهم! ألا يرون طفلي وهو مريض وأنا مريضة كذلك؟! لماذا لا يرحمون ضعفي؟ حينما حملتُ بطفلي الثاني لم أجد من يفرحُ لي، الكلُّ يفتعلُ المشاكلَ ويغضبُ بلا سببٍ، وأنا أتفاجأ مثل كلِّ مرةٍ، لا أستطيع النوم وهناك واحد غاضب مني، حتى ولو لم أخطئ في حقه، فأريدُ أن أكسرَ الحاجزَ وأذيبه بيني وبينه، وأجعل العَلاقةَ جيدة على الأقل في ظاهرها، حتى إذا التقيتُ بهذا الشخص مرة أخرى يكون اللقاءُ مريحًا لي وله، لكن في داخلي يصبح هذا الشخصُ شبه ميت لا يعني لي شيئًا، وتصرفاته لا تعنيني، وهو لا يعلمُ بذلك، أصبح الأمواتُ في حياتي كثيرين، ومن أقرب الناس من أراهم فأسلمُ عليهم وأضحكُ معهم، لكن لا مشاعرَ بيني وبينهم، حتى وإن أساؤوا معي فلا أحزن، أريدُ أن أعالِجَ نفسي وأتصالح معها داخليًّا، أريد أن أتنفسَ بسهولةٍ، بدون مشقة، وبدون ضيق، أريدُ أن أكتبَ كلَّ ما يضايقني، ربما كانت المشكلة فيَّ، أريدُ حلاًّ.

بعد الزواج حياتي أصبحت زوجي وأطفالي ومنزلي فقط، بدون ناس، وبدون طموحٍ، وبدون أيِّ شيء يذكر، أناقتي تبدَّلَتْ، اهتمامي بنفسي صفر، طموحي صفر، ما هذه الحياة؟! أصبحتُ أشعرُ أنَّ الزواجَ أوقف حياتي عند مرحلةٍ معينة، فعندما أجتمعُ بالناسِ أجدُ أنَّ أطفالَهم كبروا، واهتماماتهم تغيرت، حقَّقوا إنجازاتٍ، وفي الوقتِ نفسه مواضيعي تافهة، ونقاشي معهم غبي بعيد عن الحياةِ تمامًا، أصبحتُ أثرثر ولا أدعُ مجالاً ليتكلم غيري، وإذا تكلم أشعرُ بالنقصِ؛ لأنه يتكلمُ بطريقةٍ أفضل مني، كلُّ النَّاسِ يثقون في أنفسهم إلا أنا، ما السبب؟ حتى عندما أنجبتُ ابني الأول لم أرغب في إنجابه، لماذا؟ كنتُ أشعر بالخجلِ لأنني لم أستطع أن أريه وجهي، لم أستطع أن أكون إلا بلهاء، لم أكن مثل أختي، أنجبتُه (قيصريًّا) وأختي أنجبت أطفالها (طبيعيًّا)، ملابسي أصبحت كملابس عجوز في الستين من عمرِها، وشعري مثل (مكنسة الساحرة)، ماذا دهاني! لا أعلم، أشعر أنني أعيشُ فقط لزوجي وأطفالي، ونسيتُ أبسط حقوقي؛ الأناقة، اللباقة، الاجتماع بالناس، طريقة الحديث والمواضيع وغير ذلك، نسيتُ كلَّ شيء في الحياةِ وأصبحتُ كالجماد، مشاعري كلُّها تقتصرُ على الإحساس بالدونيةِ والعجزِ والفشل، وكنت أكتبُ الشعرَ والقصةَ قديمًا، والآن أصبحت أبدأ الموضوعَ ولا أكمله! في المرحلةِ الجامعية تركتُ مسابقةً شعرية حتى يفرحَ غيري بالفوزِ، لم أرد أن أنغِّصَ عليهم حياتَهم وفرحتَهم، وعندما فازت صديقتي قالت لي: لم أشعر بطعمِ الفوز لأني لم أنافسك، لماذا لم أشارك وأستلم الدرعَ؟ لا أعلم كيف أفكر، مشكلتي أنني دائمًا أشعر بسخرية مَن حولي مني، فأنا موضع سخرية عندهم؛ لو تحدَّث أحدهم مع آخر في موضوعٍ لا يخصني أجدهم يريدون أن يتحدثوا عني! لم أكن كذلك أبدًا، ما الذي دهاني؟! لا أعرف نواحي القوةِ والضعفِ في شخصيتي، عندما أرى إنسانةً مهتمةً بجمالِها وجسمها ورشاقتها أجدُ نفسي حقيرةً، وأحاولُ أن لا أتحدث معها، أحاولُ أن لا تراني ولا أراها، أحس باضطراب في شفتي وخدودي، أريد أن أكونَ طبيعية لكن لا أستطيعُ أن أكتمَ إحساسي بالنقصِ أبدًا، لا أعرف التركيزَ، أعيشُ في فوضى عشوائية، لا أعرف التركيزَ في كلامي مع الآخرين، ماذا دهاني؟! أفكرُ في الذهابِ للطبيبِ النَّفسي لكن لا أريدُ ذكرَ اسمي الحقيقي وهاتفي الحقيقي، سوف أكتفي باستشارتي لكم، لقد تكلمتُ بصراحةٍ وإسهاب، أتمنى أن لا يكون الردُّ بأن أنسى الماضي وأبتسم؛ لأنَّ ذلك ليس حلاًّ، أريد خطواتٍ أقومُ بها، أريد أن تتلمسوا عيوبي أو حسناتي؛ لترشدوني.

 

الجواب:

أختي الحبيبة، السلام عليكم ورحمة الله.

أهلاً وسهلاً بك على صفحاتِ موقعنا "الألوكة"، أسألُ الله لك السَّداد، قرأتُ رسالتك وشعرتُ بألمك ومعاناتك، وكم أنت حساسة، شفَّافة، ومرهفة!

 

توقعتِ أن الناس قصدوا إيذاءك، وبنيتِ على ذلك كلَّ ما حصل من مواقفَ، منذ تركتك أمُّك جائعةً ووحيدة في المنزل لتنجب أختك، وفي الواقعِ أنَّ أمَّك لم تفكر إلا في ألمها الأشد؛ وهو ألم الوضعِ والولادة، ولما عادت إلى المنزلِ فكرت في المولودةِ الجديدة، وكان خطؤها عدم تهيئتك لهذا الأمرِ، وعدم تحبيبك في الطفلةِ القادمة لقصورٍ لديها بضرورة ذلك، فانعكس على شخصك.

تفضيلُ أحدِ الأبناء على الآخر مؤلم جدًّا ومحبط، ومشكلةُ كثيرٍ من الأهل أنهم على غيرِ معرفة ودراية بحاجاتِ الأبناء؛ مما يسبب أذًى للأبناء.

وقد لا يدرك النَّاسُ عمومًا عواقبَ تصرفاتهم على عواطفِ الآخرين، على كلِّ الأحوال ثقي دائمًا أنَّ لكلِّ شخص سببًا يدفعُه للسلوك، ولو فكرت في السببِ يمكنك أن تعذريه، ارفضي السلوكَ السيئ، ولا ترفضي الشَّخصَ بسببِ سلوكِه، فربما هو لم يتعلَّم كيف يتصرفُ بالشكلِ المطلوب.

وليس من المقبول حبيبتي أن تنظري للدنيا بكلِّ هذا التشاؤم، والله أمدَّكِ بنعمٍ كثيرة؛ فأنت متعلمة - ما شاء الله - في الوقتِ الذي يقبعُ غيرُك من فتياتِ المسلمين في ظلماتِ الجهل.

اصنعي المعروفَ وانسيه، قالوا:

 

ازْرَعْ جَمِيلاً وَلَوْ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ
فَلَنْ يَضِيعَ جَمِيلٌ أَيْنَمَا صُنِعَا
إِنَّ الْجَمِيلَ إِذَا طَالَ الزَّمَانُ بِهِ
فَلَيْسَ يَحْصُدُهُ إِلاَّ الَّذِي زَرَعَا

 

﴿ قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلًا ﴾ [الإسراء : 84]، والنَّاسُ أيضًا لديها رغباتٌ وحاجات وتوقعات منك، كما أنَّ لديكِ رغباتٍ وحاجات وتوقعات منهم.

لماذا يسخرُ منك النَّاس؟ هل هم كاملون؟! فليس أحدٌ خاليًا من العيوب، وإذا كنتِ تشعرين بالنقصِ والتردد لأنَّ الحياةَ لم تهبك الفرصةَ لإثباتِ الذات، فتقدمي الآن وكوني بالصفِّ الأول في المبادرة.

اهتمي بزوجِك وابنك فهم كنوزك الحقيقية، أغدقي عليهم الحبَّ من حيث لا يحتسبون فستجنين الحبَّ والسعادة من حيث لا تحتسبين، واستمتعي بتربيةِ ابنك ومراقبة تطوره، وما لك وللنَّاسِ حبيبتي، دعيهم، سيقبلون عليك.

 

نصيحتي لك:

- أن تبدئي بوضعِ لبناتٍ للتنميةِ الذاتية والتطوير البشري، من خلالِ الالتحاقِ بدوراتٍ تطويرية، والالتحاقِ بمراكزَ لتعليمِ القرآن الكريم؛ فهو أُنسُ الروحِ وسكنها وشفاؤها، وفيه الرحمةُ والهدى والنور؛ ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ... ﴾ [الإسراء : 82].

- قدِّري ذاتك كما هي، ولا تهمِّشيها لترضي الغير، ولا تنبشي في الماضي مما ينسيك جمالَ اللحظةِ والحاضر.

- اهتمي بمظهرك، فهذا يكسبُكِ ثقةً وقبولاً عند الآخرين.

- تقبلي أخطاءك أولاً ثم أخطاء الآخرين؛ فنحن بشرٌ غير معصومين من الخطأ أبدًا.

- ضعي خطةً لحياتك قصيرة الأمد، من أسبوع إلى ثلاثة أشهر؛ لتحققي فيها إنجازًا وتجتازي فيها مرحلةَ الشَّك والثقة في القدرة، وعندما تتحققُ كافئي نفسَك على تحقيقيها، ثم ضعي خطةً طويلةَ الأمد - لسنة أو سنتين أو أكثر - تبنين فيها رغبات وطموح المستقبل المشرق بإذن الله.

- كَوِّني صداقاتٍ جديدة إيجابية، وكُوني معطاءةً في كلِّ شيء؛ فالعطاءُ طريقُ الحب، كُوني معطاءة بالكلمةِ الطيبة، والهديةِ الجميلة؛ يقولُ النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((تهادوا تحابوا)).

- بادري أهلَك بالإحسانِ وإن أساؤوا.

- ركزي على الموجودِ ولا تبحثي عن المفقود، راقبي الجزءَ الممتلئ من الكأس، وتأكدي أنَّ لديك خيرًا يفيضُ به الكأس ويسعدك، لاحظي كيف ستتطورُ حياتُك، من شقاءٍ صنعتِه بأفكارِك إلى سعادةٍ حقيقية موجودة ولم تلاحظيها غيَّبتْها أفكارُك.

 

تمنياتي لك بالخير والسعادة والفأل الحسن.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • المعاملة السيئة
  • أخو خطيبي مريض نفسيا فهل يعيش معنا؟ (1)
  • معاناة مع السمنة
  • كيف أحب نفسي وأهتم بها؟
  • أقاربي لا يقدرونني
  • أكره أقاربي الذين ظلموا أمي

مختارات من الشبكة

  • سوء معاملة أقاربي لي(استشارة - الاستشارات)
  • دسائس السوء الخفية وسوء الخاتمة(محاضرة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • دسائس السوء الخفية وسوء الخاتمة (خطبة)(مقالة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • أسباب سوء الخاتمة .. مصاحبة الأشرار وأهل السوء(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • سوء العذاب وسوء الدار(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • ظن السوء (2) المنافقون وظن السوء(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • سوء معاملة أمي لي في المنام وتأثيره على الواقع(استشارة - الاستشارات)
  • تلميذي وأقارب السوء والشذوذ(استشارة - الاستشارات)
  • طلاق بسبب سوء المعاملة(استشارة - الاستشارات)
  • الهند: رئيس القضاة يستنكر سوء معاملة الحزب الحاكم للمسلمين(مقالة - المسلمون في العالم)

 


مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 14/11/1446هـ - الساعة: 17:59
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب