• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | استشارات نفسية   استشارات دعوية   استشارات اجتماعية   استشارات علمية  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    مر على زواجي ثلاثة أشهر وما زلت بكرا
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    حيرة بين فتاتين
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    زوجتي تفلتت من قوامتي
    د. صلاح بن محمد الشيخ
  •  
    أمي وإخوتي تركوني وحيدة
    د. شيرين لبيب خورشيد
  •  
    وقعت في محرم قبل الزواج: هل عقد الزواج صحيح؟
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    قسوة القلب
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    زواج بالإكراه
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    ممارسة السحر من غير قصد
    أ. منى مصطفى
  •  
    الهوس بالأبراج
    أ. عبدالله بن عبدالعزيز الخالدي
  •  
    رجل مطلق يحبني
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    إحباط من جميع النواحي
    أ. أحمد بن عبيد الحربي
  •  
    أكل الحقوق بين الإخوة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
شبكة الألوكة / الاستشارات / استشارات اجتماعية / استشارات أسرية
علامة باركود

أبي وأمي وعدم التفاهم

أ. أريج الطباع

استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 22/8/2011 ميلادي - 22/9/1432 هجري

الزيارات: 54479

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا فتاة، عمري 15 سنة، المشكلة هي بين أمي وأبي.. لقد تَمادت المشاكل حتَّى وصلنا إلى هنا.. لي أربع أخوات، وأخَوان اثنان، وصُغْرى أخواتِي عمرها أربعة أشهر.

 

منذ خَمْس سنوات بدأ أبي يشكو من قلَّة اهتمام أمِّي به وبِنَفسها، لكنَّه كان يقتَنِع بأنَّ ظروفَه المادِّية والعائلية السيِّئة هي سبب ذلك، حاوَلْنا إقناع أُمِّي بالاهتمام، لكن دون فائدة، تُحاول التَّعديل أيامًا، ثُمَّ تعود إلى سابقِ عهدها.. وأبي رجل متفهِّم، سديدٌ في حلِّ المشاكل، ذوَّاقٌ، ويهتمُّ بشكل لافت بِمَظهرِنا جَميعًا، حريصٌ على جَمال ديكورات المَنْزل وتنسيق الطَّعام، ويعشق العطور، رغم قلَّة المال، كما أنه وفِيٌّ جدًّا، وشاعريٌّ، وبيتوتِيٌّ جدًّا، حسَّاسٌ ومعتزٌّ وعنيد.

 

قبل ثَمانية أشهر من الآن أتَتْ خادمة جديدة، مع العلم أنَّ آخِرَ خادمة أتَتْ قبل تسع سنوات تقريبًا، حاول أَبِي استِجْلاب العناية من أُمِّي، لكن لم يجد شيئًا، وكان يلتمسُ لها أعذارًا بعد أعذار: الحمل ثُمَّ مدَّة النِّفاس، ثم ماذا؟! انتهَتِ الأعذار تَمامًا؛ فحالتنا المادِّية متحسِّنة كثيرًا، وأُمِّي سيِّئة الأفكار، تَضَع الكلمات في غَيْر موضعها، عنيدةٌ متمسِّكة برأيها دائمًا، تعاتِبُنا على أخطاء لَم نفعلها، مهمومة قلقة، سيِّئة الظنِّ، تشكُّ وتخاف دائمًا، وكلُّ ذلك نتيجة الضُّغوط الكبيرة التي واجهَتْها، وخيبات الأمل الرَّهيبة التي تعرَّضت لَها، كما أنَّها يخيب ظنُّها دائمًا بأشياء غير مُطاقة أبدًا.. تَعرَّضْنا لِمَشاكل كبيرة بين إخوتي، دون علم أبي؛ مِمَّا جعلها قلقة متوتِّرة باستمرار، حتى إنَّها تترك أبي في الغالب، وتنام على كنبة الصَّالة؛ حتَّى تطمئنَّ وتُراقب الجميع، وهذا دائمًا ما يشتكي منه أبي.

 

اشتريت لأُمِّي ملابِسَ جديدة للمَنْزل، وعطورًا لَها ولغرفتها، ورَتَّبْنا غرفتَها بشكل مُلائم، ورومانسي أكثر، وحاولتُ تدريبها على أشياء يحبُّها أَبِي مِنْها، رغم أنَّ أُمِّي جَميلة جدًّا، لكنها مُهْملة ومُجْبَرة في نَظرها.

 

وقد أوجبَتْ هذه المشكلةُ المتكرِّرة وجودَ الخادمة؛ فالخادمة جيِّدة، والجميع يُثْنِي عليها، عدا أمِّي؛ لِطَبْعها الجاف، لقد ثارَتْ أمي على الخادمة بشكل عنيف، وأمام والِدي، فاستنجدَتِ الخادمة بأبِي؛ مِمَّا أثار غيظَ أُمِّي، فطلبَتِ الخادمةُ السَّفر، رغم أنَّها هي المخطئة أمام أمِّي التي لا تَحْتمل أصغر الأخطاء، وتُجمِّع الزَّلات، وتدقِّق على التصرُّفات العفَوِيَّة، فجنَّ جنونُ أُمِّي مِن أَبِي الذي ساعد الخادمة، وأصبحَتْ ترمي بالكلام، وتدور وتُهدِّد، وتستَعِيد ماضِيَ الخادمة، كلُّ ذلك لأنَّها تعلم أنَّ أبي لن يأتي بِخادمة أخرى؛ لأنَّ أبِي قد طلب منها حسن المعاملة مع الخادمة مِن قَبل؛ (علمًا بأنَّ جَميع الخادمات يَهْربن من تعامُل أُمِّي، ولم تُكمل أيُّ خادمة مدَّتَها المتَّفَق عليها معنا)، وإلاَّ فإنَّها ستكون الأخيرة.

 

وغدَتْ أُمِّي تَزْعم أنَّ سفر الخادمة كان بسبب تعامُل أبي الليِّن معَها، وفي المقابل فإنَّ أبي يُرْجِع السبب في ذلك إلى تعامل أمِّي الجافِّ معها، فقرَّرَت أمي الذَّهاب إلى جَدَّتي عدَّة أيَّام (حسَبَ تَخطيط مسبق قبل حدوث المشكلة)، لكن قبل ذهابِها دخلَتْ على أبي، وقالت بالنَّص: "هيا، مع السلامة، لكن بالله عليك لا تترك الخادمة تُسافر؛ فَما لي طاقة بِشُغل البيت، وإلاَّ تركتُ كلَّ شيء"، خرجَتْ وهَمَّت أن ترجع لِتَقول: "اذهب قَبِّلْها، وقبِّل رأسَها ورجلَيْها"، لكنِّي ناديتُها بصوت مرتفع، وطلبْتُ منها ألاَّ تقول ذلك.

 

إلا أنَّ أَبِي سَمِعها؛ فقد كانَتْ قريبة من مكتبه جدًّا، ومع ذلك أصرَّتْ ورجعَتْ، وقالت له بأسلوب سيِّئ جدًّا: "إذا تركتَها تسافر ستَصير مشكلة كبيرة"، ثُمَّ خرجَتْ مُسْرعة، وأبي ما زال مذهولاً من أسلوبها المتدنِّي جدًّا، وأمِّي رفضَتِ العودة قبل إحضار خادمة أخرى، فغضب أبي كثيرًا، وأَقْسَم يَمينًا على المصحف الشَّريف ألاَّ يستقدم خادمة أخرى، رغم حاجتنا المُلِحَّة إليها، وألاَّ تمضي هذه السَّنة إلاَّ وقد تقدَّم لزوجة جديدة، وألاَّ يَمسَّ أمي بعْدَها.

 

بعد منتصف الليل حاولَتْ أُمِّي الاتِّصال بأبي، لكنَّه أقسم أيضًا ألاَّ يُكلِّمها، فحاولَتِ استعطاف أَبِي لكن بدون فائدة، والآن أمِّي تريد العودة، لكننا مُتحيِّرون جدًّا؛ فأبي مُصِرٌّ جدًّا، ولأوَّل مرَّة نراه هكذا.

 

واليوم أبي مسافرٌ وسيعود غدًا، وأُمِّي مُحتارة عند جدَّتي، وهذه بعض الأسباب التي جعلَتْ أبي يتخلَّى عنها:

1- أنَّها لا تهتمُّ بأسلوبِها، ويخاف من مشاكِلَ في المستقبل.

 

2- لا تَهتمُّ بأناقَتِها ولبسها في المَنْزل إلاَّ في النادر.

 

3- جافَّة المشاعر معه.

 

4- لا تنام دائمًا معه.

 

5- جعلَتِ المَنْزل سجنًا (كما يقول)، ومكانًا نبحث للهرب منه.

 

6- تكسر هيبتَه وقوانينه.

 

7- فَقْد الأمل في تعديلها وتَحْسين أسلوبِها في كل شيء.

 

وعلى الجانب الآخر هناك مشاكل تشتكي منها أمي:

1- قولون والتهاب في الجيوب الأنفيَّة، مِمَّا يَحْرمها من العطور التي يَعْشقها أبي.

 

2- هي تحبُّ الأناقة كثيرًا وكانت معروفةً مسبقًا بذلك، لكنها تشتكي من إهْمالِها، ولا تعرف السَّبَب، كما أنَّها ذوَّاقة جيِّدة جدًّا.

 

3- تشتكي من ليونة أَبِي مع الخادمات، وتَذْكر أحد المواقف: "كان أَبِي يناقش إحدى الخادمات بالإنجليزيَّة دون أن تفهم أُمِّي حوارَهُما؛ مِمَّا جعَل الخادمة تتقوَّى على أمي، ووفي إحدى المرات أخذ أبي الخادمة؛ لِيُناقشها على انفراد بالسيارة، ثم عادَتْ أقوى وأكثر وقاحة مع أمي"، وهي تعاني من تَجاهُل أبي لِهذه الأشياء وعفويَّته.

 

4- بقاء أبِي بشكْل مستمرٍّ في المنَزْل؛ مِمَّا خلَق لَها جوَّ القلق والتوتُّر، وعاقها عن الاِهْتمام بِجمالِها.

 

5- المشكلة التي حدثَتْ لإِخْوتي أثَّرَت عليَّ إلى الآن، مع أن عمر المشكلة سنة ونصف تقريبًا.

 

6- أمِّي تُحبُّ التَّغيير في شكل وأثاث المَنْزل؛ لِيَجعلها أكثر نشاطًا وحبًّا للاهتمام، لكنَّ أبي يحبُّ كلَّ شيء في مكانه ولا يتحرَّك؛ مِمَّا سبَّب لَها الإحباط والخمول والْمَلل من كل شيء.

 

أرجو منك الحلَّ بأسرع وقت ممكن، كنت أرجو أن تكون أُمِّي هي من تَطْرح المشكلة، لكنها ليست هنا الآن، أرجو الْحلَّ قبل عودة أبي، هل هناك أمور أخرى ينبغي أن أحدِّثكم عنها؟ أرجو الحلَّ دون النَّظر إلى سنِّي؛ فأنا أَعِي الأمور جيِّدًا.

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

عزيزتي، آمُل أن يَصِلَك الحلُّ في أسرع وقت؛ حيث أَشْعر بِحَاجتك إليه، وإن كنت أشكُّ أن أستطيع إفادتَكِ بهذه العجالة كما تتخيَّلين؛ إذْ كيف لِرَدٍّ مكتوب أن يَحلَّ مشاكل تراكمَتْ عبْرَ سنوات حتَّى وصلت إلينا هُنا؟!

 

بدايةً، لا أتَمالك نفسي من الإعجاب بك وباهتمامك بأبوَيْك، وإن كنتُ عادةً أرفض حلَّ مشكلة لَم يَكْتب لنا صاحبُها؛ إذْ إنَّه لن يستطيع أيُّ شخص - مهما كانت مَحبَّتُه - أن يغيِّر شيئًا ما لَم يرغب أصحاب المشكلة في ذلك؛ لكنَّنِي معك، سأَبْذل قصارى جهدي لِمُساعدتك، فقط أريدك أن تتذكَّري أنَّ ما بِيَدِنا لا يَعْدو الإرشادَ والتَّوجيه، والْحلُّ الحقيقيُّ بِيَد والدَيْك كِلَيْهما، ورغبَتِهما في تَجاوُز المشكلة.

 

لاحظْتُ من خلال كتابتِك أنَّك متعاطفةٌ مع والِدَتِك، لكنَّك ترَيْن الْحَقَّ مع والدِك، وتقتنعين بذلك، وأنَّ بِيَد أُمِّك أن تتغيَّر؛ لِتُسعده.. لكن مهلاً، أعيدي النَّظر قليلاً، ستَجِدين أنَّ أُمَّك مظلومة أيضًا معه؛ إذْ مِن الواضحِ اختلافُ طبائعِهما تَمامًا، وأنَّه وَصَّل أُمَّك لدرجةٍ من الإحباط فقدَتْ معها رغبتها بالتحسُّن، وهذا للأسف يَحْدث كثيرًا من الشخصيَّات التي تنشد الْمِثاليَّة وتتحرَّى الكمال، وإن كانت شخصيَّاتٍ رائعةً بالجهد الذي تَبْذله على نفسها، لكنَّها مُحبطة في نفس الوقت؛ إذْ تُطالب غيرها بالتغيُّر دون مراعاة الفروق بين الشخصيَّات!

 

لاحظي معي الأخطاءَ التي حصلَتْ في علاقتهما:

* مشاكِلُهما معروضة للنِّقاش أمامَكم، وهذا من أكْبَر الأخطاء؛ إذْ مهما كان الخلاف لا يَجْدر بأحد الأبَوَيْن أن يُظْهِر الطَّرَف الآخر بصورة سيِّئة أمام أبنائه.

 

* تختلف اهتماماتُ كِلاَ الطَّرَفين؛ حيث مِن الواضح أنَّ كُلَّ طرف يَحتاج شيئًا، ويفتقده في الطَّرف الآخر، فلا تتوقَّعي أنَّ الحلَّ في هذه الحالة يكون بتغيُّر أُمِّك فقط، ولا حتَّى بتغيُّر والدك، لكن بِفَهْم كلِّ طرَفٍ للآخَر، والبحث عن الحلول التي تُريح الأسرة ككُلٍّ، وهذا لن يحدث إذا بَقِي كلُّ طرف يهتمُّ بِما يريده هو!

 

* حينما تَحْصل مشكلات مع الأبناء فمِن واجب كلا الأبوَيْن التَّشارُك في حَلِّها، لِمَاذا عجَزْتُم عن إخبار والدِك حول المشكلة التي حصلت من سنة ونصف؟ هذا جعَلَ والدتَكِ تعيش ضغطًا مضاعَفًا، وتَحْمل مسؤوليَّة يَجْدر بالأب أن يشارك فيها ويخفِّف الحمل عن أُمِّك.

 

* المرأة تحتاج إلى الاحتواء والفَهْم، والرجل يَحتاج إلى التَّقدير والاهتمام، وكلاهُما مفقود في هذه العلاقة بشكْل أو بآخَر!

 

* الخادمة كثيرًا ما تكون سبب مشكلات، رغم أنَّها تساعد كثيرًا في الحفاظ على نظافة البيت وترتيبه؛ لذلك من الحكمة ألاَّ تَخْتلط الخادمة بالرِّجال في البيت؛ مَنْعًا للمشكلات، ومِن الأفضل إحضارُها في غياب الزوج، دون أن تكون خادمة مستقرَّة بالبيت، ومن الواضح أنَّها كانت سببًا في تأزُّم المشكلات مع والِدَيْك عوضًا عن التخفيف منها!

 

* التقبُّل يساعد كثيرًا على التَّعايُش، خاصَّة حينما تختلف الطِّباع، ومن الواضح أنَّ كلا والِدَيْك لا يتقبَّل طبيعة الآخر، ويَطْمح إلى تغييره!

 

* كلُّ علاقة طويلة تتعرَّض لِمطبَّات أثناء الحياة، ومدى حرص الطَّرَفَيْن على الاستمرارية يُساعد كثيرًا على تَجاوُزِها، وقد بدأَتْ مع والديك المشكلاتُ - حسب قولك - منذُ خَمْس سنوات، فماذا عن قبلها؟ الحرص على الاستمراريَّة يساعد كثيرًا، كما يُساعد في فَهْم سبب التغيير.

 

* وأخيرًا تَبْقى المشاعر والمواقف تتقلَّب كثيرًا؛ لذلك نَحن بحاجة دومًا إلى الاستناد لقوَّةٍ أكبر من القُوى البشرية؛ فالله هو نِعْم الْمَولى، ونِعْم الوكيلُ لنا؛ لذلك من المريح لِكَلا الطَّرَفين أن يَجعلا أساس علاقتِهما رضا الله، وهو الْمِقياس الذي تُقاس عليه العلاقة، ومِن روعة الإسلام أنَّه حتَّى في العلاقة الزوجيَّة وفي الْحُقوق والواجبات، بيَّنَ لنا تفاصيلَها، وطُرقَ التعامل معها، لكن المُهمُّ لكلا الطرفين أن يفكِّر فيما عليه فعْلُه، قبل أن يبحث عمَّا عليه أخْذُه!

 

أمَّا ما عليك فعْلُه أنت الآن، فهو لا يتجاوَزُ دوْرَك كابْنَة عليها أن تَكْسب كِلا الطَّرَفين، وأن تُحاوِلي الاستفادة من قدراتك ومدى تأثيرك عليهما؛ لِيَصِلا إلى حلول تُرْضي كلا الطَّرفين، عوضًا عن كثرة الشكوى والتذمُّر.

 

المهم أنَّ تتذكَّري أنَّ علاقتك بهما كابنةٍ تَخْتلف تَمامًا عن علاقتهما معًا، فلا تَخْلِطي الأوراق؛ فتَخْسري ما تحتاجه كلُّ ابنة من والِدَيْها!

 

وأيضًا تذكَّري أنَّه لا يُمْكِننا تَغْيير الآخَرين مهما حاوَلْنا ما لَم يرغبوا في ذلك، فلا تركِّزي على تغيير السُّلوك الظاهر، بل اعملي على القناعات، خاصَّة مع أُمِّك، فيجب أن يكون التَّغيير نابعًا من داخلها، مهما غيَّرْتُم لَها الديكور، أو أحضرْتُم لها الملابس الأنيقة، فلن يتغيَّر شيءٌ ما لم تقرِّر هي ذلك.

 

حينما يكون مصدرُ الخلاف والمشكلات هو التَّقصير في البيت، حاولي أن تعوِّضي أنت وأخواتك بمساعدة أُمِّك بالبيت ومسؤوليَّته، أو ابْحَثوا عن خادمة بالسَّاعة لا تَحْتكُّ كثيرًا مع أُمِّك، وفي نفس الوقت تَحْمل عنها.

 

أخبري أُمَّك أن تعود إلى البيت، وتتحمَّل في هذه المرحلةِ النتائِجَ مهما كانت؛ مُقابل ألاَّ تَهْدم حياتَها وأُسْرتَها، وساعِديها لِتَكتشف نفسها من جديد، فمن الواضح أنَّ شيئًا في دَاخلها قد كُبت وفقَدَت الثِّقة بنفسها، وكذلك رُبَّما يكون تقصيرها في نفسها وفي البيت نتيجةَ اكتئاب ولادة؛ لكونِها لم تتجاوز الأشهر على ولادتِها، وهُنا عليها مشاورة طبيبٍ نفسي لِيُساعدها؛ فكلُّ ما ذَكَرته من توتُّر وشكٍّ، وإِهْمال وكسَل، قد يكون نتيجة اكتئابٍ بسبب تغيُّر الهرمونات، إضافة إلى الضُّغوط التي تتعرَّض لَها، وأَحدها المشكلة التي عجزت عن مشاركة والدك فيها، لو كان ما تُعاني منه اكتئابًا فستتغيَّر كثيرًا في حالِ تعالَجَت منه.

 

وأما مع والدك لِكَونك تفهمينه وتصادقينه، فأخبريه أن يَصْبِر لأجلكم، ويساعدها أن تستعيد ثِقَتها، وتتَجاوز ما تُعانيه لِتَعود معَكم ومعه أفضل من السَّابق بإذن الله، وأخبِريه أيضًا بِحاجة المرأة إلى الاحتواء والتقدير.

 

وفي حال فشلِ مُحاولاتك كلِّها، فلا تَجْعلي ذلك سببًا لإحباطك، فهي في النهاية مشكِلَتُهم ليست مشكلتَك، استفيدي من عثراتِهم؛ كيلا تُكرِّريها في حياتك مستقبَلاً، وأَحِبِّيهما كليهما، وقِفي مع كلِّ طرفٍ بِما يحتاجه دون أن تنسَيْ نفسك.

 

وفَّقَكم الله، ولَمَّ شَمْلَكم، وأسعدَكم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • المشكلات بين أبي وأمي تعكر صفو حياتنا
  • أحلم بالابتعاد عن والدي!
  • هل تقوم زوجة الأب مقام الأم؟
  • أبي على علاقة عاطفية بامرأة فكيف أتصرف؟
  • أعيش في أسرة سيئة
  • أبي يخيرني بينه وبين أمي
  • أعيش مع والدين غير متفاهمين
  • أريد أن أطور نفسي وأصلح علاقة أبي بأمي
  • كيف أقنع أبي وأمي بخجلي وقت الخطبة
  • أبي وأمي مثل الإخوة

مختارات من الشبكة

  • خطبة: أبي وأمي يكفي خلافات(مقالة - آفاق الشريعة)
  • كيد من أبي وأمي(استشارة - الاستشارات)
  • كيف أصلح ما بين أبي وأمي؟(استشارة - الاستشارات)
  • أبي وأمي يريدان الانفصال(استشارة - الاستشارات)
  • المشكلات مستمرة بين أبي وأمي(استشارة - الاستشارات)
  • مشكلات دائمة بين أبي وأمي(استشارة - الاستشارات)
  • مشكلات مستمرة بين أبي وأمي(استشارة - الاستشارات)
  • مشكلات أبي وأمي(استشارة - الاستشارات)
  • كيف أتعامل مع أبي وأمي؟(استشارة - موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي)
  • أبي يشك في، وأمي تهملني(استشارة - الاستشارات)

 


مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب