• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | استشارات نفسية   استشارات دعوية   استشارات اجتماعية   استشارات علمية  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    تأثير الغش في مستقبلي الدراسي
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    مر على زواجي ثلاثة أشهر وما زلت بكرا
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    حيرة بين فتاتين
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    زوجتي تفلتت من قوامتي
    د. صلاح بن محمد الشيخ
  •  
    أمي وإخوتي تركوني وحيدة
    د. شيرين لبيب خورشيد
  •  
    وقعت في محرم قبل الزواج: هل عقد الزواج صحيح؟
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    قسوة القلب
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    زواج بالإكراه
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    ممارسة السحر من غير قصد
    أ. منى مصطفى
  •  
    الهوس بالأبراج
    أ. عبدالله بن عبدالعزيز الخالدي
  •  
    رجل مطلق يحبني
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    إحباط من جميع النواحي
    أ. أحمد بن عبيد الحربي
شبكة الألوكة / الاستشارات / استشارات اجتماعية
علامة باركود

عشقت أستاذي!

أ. عائشة الحكمي

استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 5/6/2011 ميلادي - 3/7/1432 هجري

الزيارات: 98786

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

أريد إجابةً سريعة وفيها حلول أستطيع أنْ أطبِّقها، القصة طويلةٌ ولا أدري من أين أبدأ؟!

بدون مقدِّمات وممهِّدات: أنا واقعةٌ في حبِّ رجل، وهذا الرجل أستاذٌ محترم، لستُ أدري هل يعرف بحبِّي له أو لا؟ ولكنِّي أرهقني إحساسي تجاهه، شيء غصب عني، ربَّما لأنَّه مهتمٌّ وحريصٌ على طالباته وأنا محرومةٌ من هذا الشيء، ولكني أعلم أنَّ المفروض ألاَّ أحبه، بل تكون علاقة احترام وتقدير، وهذا يكفي، ومقدِّرة له تعاونه وحرصه واهتمامه، لكنَّ المشكلة أنَّ حرصَه وشخصيَّته الجيِّدة جعلَتْني أميلُ له، وهو إنسانٌ مهتمٌّ بعمله، ويعدُني مثلي مثل غيري من الطالبات أنَّه يمكن أن يهتمَّ بي وببعض المتفوِّقات أكثر من أجل التفوُّق، ولكنَّ هذا لا يسمح لمشاعري أنْ تتجاوَز الحدَّ، ولكن والله العظيم غصبًا عنِّي، وأحاول أنْ أنتزع هذه المشاعر ولكنِّي لا أعلم كيف أنتزعها؟ أريد أنْ أعيش مثل حالي الأوَّل، والله أحيانًا أتمنى أنِّي ما درست ولا دخلت جامعة بسبب هذا الشعور، إنَّه حقًّا شعور صعب، أنا لا أنزَعِج من الحب؛ فالحبُّ شعورٌ حلو، والدِّين يأمرنا بالمحبَّة، والمودَّة ما فيها شيءٌ.

 

والحب معي درجات ومراحل؛ يعني: إذا حضرت محاضرة الأستاذ أحسُّ بشعور غريب لست أدري كيف أصِفُه، لكنه غريب، وأصير خائفةً إذا حاولت أن أجيب وقلبي يخفق بسرعة، وأرتَجِف ويظهَر من صوتي أنَّني مرتبكةٌ، لماذا كل هذا؟ والله ما أدري، شيءٌ غصب عنِّي لدرجة أنَّني الآن أُفكِّر أنْ ألغي المادَّة لأنِّي لم أَعُدْ أتحمَّل الجوَّ، لكني أعرف أنَّ الأستاذ لو عرف ما رضي؛ لأنَّه درّس لي أكثر من مستوى، وكنتُ متميِّزة عنده ويمدحني دائمًا، وأظنُّ أنَّ كثرة المدح هي السبب في مشاعري تجاهه، وللعلم هو أوَّل أستاذ درس لي في حياتي كلها، وهذا ربما يكون سببًا ثانيًا؛ لأني ما احتَككتُ برجالٍ من غير المحارم قبل ذلك، أقصد احتكاكَ تواصُل وكَلام ونِقاش.

 

إنْ شاء الله تكون المشكلة واضحة، وأرجو أنْ يكون الحل من الأستاذة عائشة الحكمي، رَجاء من الألوكة ومن الأستاذة عائشة، أرجوك أبغي حلاًّ جذريًّا، أنا أُحاوِل، قد لا أستطيع تجاهُل الإحساس، وأحاول أنْ ألاحظ عُيوب الأستاذ؛ كي تخفَّ حدَّة الحبِّ، لكن لا فائدة أبدًا، وأنا لا أكذب إذا قُلت: إنَّني لشدَّة الحب صِرتُ أراه في الأحلام، أنا ما أنكر أنَّ للأستاذ شخصيَّته المميَّزة وأن الكل يُثنِي عليه، لكن تَصِل لدرجة الحب والعشق، هذا أولاً ما يجوز، وثانيًا الأستاذ مهمَّته سامية ليست آخرتها حبًّا، لكن والله ثم والله هذا الشعور والحب والعشق شيءٌ غصب عنِّي وليس بيدي أبدًا، وأنا أناقش أساتذةً غيره ودرس لي غيرُه وعادي جدًّا، أكنُّ لهم الاحترامَ والتقديرَ.

 

وأرجو منكِ إجابةً سريعة بالله عليكِ، أنتَظِرك!

الجواب:

أختي العزيزة، ربَط الله على قلبكِ.

"الحبُّ - أعزَّك الله - أوَّله هزل وآخره جِدٌّ، دقَّتْ معانيه لِجَلالتها عن أنْ تُوصَف، فلا تُدرَك حقيقتها إلاَّ بالمُعاناة، وليس بمُنْكَرٍ في الدِّيانة ولا بمحظورٍ في الشريعة؛ إذِ القلوب بيد الله - عزَّ وجلَّ".

 

بهذه الكلمات الرقيقة استهلَّ ابن حزم إمام الأندلس وأديبها وفقيهها كلامَه في ماهيَّة الحب في رسالته الشهيرة العابقة بالحب "طوق الحمامة"، وابن حزم - رحمه الله - هو القائل:

 

مَتَى جَاءَ تَحْرِيمُ الهَوَى عَنْ مُحَمَّدٍ
وَهَلْ مَنْعُهُ فِي مُحْكَمِ الذِّكْرِ ثَابِتُ؟
إِذَا لَمْ أُوَاقِعْ مَحْرَمًا أَتَّقِي بِهِ
مَجِيئِيَ يَوْمَ البَعْثِ وَالوَجْهُ بَاهِتُ
فَلَسْتُ أُبَالِي فِي الهَوَى قَوْلَ لاَئِمٍ
سَوَاءٌ لَعَمْرِي جَاهِرٌ أَوْ مُخَافِتُ

 

فمَن يقول بعَدَم جواز الحب فهو مُخطِئ؛ إذ كيف نحرِّم شيئًا قَضاه الله - تعالى - وأوجَدَه في قلوبنا؟!

 

يَلُومُونَنِي فِي حُبِّ سَلْمَى كَأَنَّمَا
يَرَوْنَ الْهَوَى شَيْئًا تَيَمَّمْتُهُ عَمْدَا
أَلاَ إِنَّمَا الحُبُّ الَّذِي صَدَعَ الحَشَا
قَضَاءٌ مِنَ الرَّحْمَنِ يَبْلُو بِهِ العَبْدَا

 

وأعني بالحب هنا الانفعالَ القسريَّ وليس الفعل القسري؛ أي: مشاعر القلب وحسب، فقد قال ابن قيّم الجوزيَّة في كتابه "روضة المحبين ونزهة المشتاقين": "وقد فسَّر كثيرٌ من السَّلَف قوله - تعالى -: ﴿ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ﴾ [البقرة: 286] بالعشق، وهذا لم يريدوا به التخصيص، وإنما أرادوا به التمثيل، وأنَّ العشق من تحميل ما لا يُطاق، والمراد بالتحميل هاهنا التحميل القدري لا الشرعي الأمري...".

 

أمَّا حين نتجاوَز المشاعر والانفعالات إلى السلوكيَّات والأفعال، فنكون بذلك قد أخرَجنا الحبَّ من دائرة القلب إلى عمل الجوارح، ومن جادَّة الحب إلى هاوِيَة الجنس! وبهذا المعنى فقط يمكن أنْ نقول بأنَّ الحبَّ محرَّمٌ؛ لأنَّه لم يَعُدْ حبًّا؛ أعني: لم يَعُدْ عاطفة سامية، بل شهوة ورغبة جسدية.

 

وسَواء كان المحبوب أستاذًا أم شيخًا أم حاكمًا أم حتى شخصًا تافهًا، فالحب لا يعرف مثلَ هذه المراتب والفوارق، فلقد أحبَّ من قبلُ ملوكٌ وخُلَفاء، وعُلَماء وعُظَماء، وفُقَهاء وشُعَراء أكثر من أن يُحصَوا، ولم يُسقِط الحبُّ عنهم تِيجانَ الفضيلة، ولم ينزعْ عنهم ثيابَ الهيبة والوَقار.

 

إنَّ دافع الحب دافعٌ فِطريٌّ، وهو من أقوى دَوافِع التحفيز والتنشيط، لكنَّه قد ينقَلِب إلى دافِع تدميري مثبط ومعطِّل للحياة بأسْرها إذا كان هناك رفضٌ في العلاقة، سواء كان هذا الرفض:

- "قلبيًّا" لعدم وجود تآلُف بين القلب المحبِّ وقلب الحبيب.

 

- أو بكتمانٍ واقع للمشاعر.

 

- أو "لا شعوريًّا" بإنكار أحد طرفي العلاقة لهذه المشاعر الوجدانيَّة.

 

- أو "عقلانيًّا" نتيجةً لعدم توافُق الظروف المحيطة بالحبيبين.

 

وعندئذٍ تنقَلِب كلُّ لذَّةٍ في الحب إلى آلامٍ مُوجِعة، فتجرف الدموع في طريقها كلَّ البسمات التي ارتَسمَتْ على الوجوه العاشقة.

 

وَسُرُورُ الحُبِّ وَهْمٌ لاَ يَطُولُ
وَجَمَالُ الحُبِّ ظِلٌّ لاَ يُقِيمُ
وَعُهُودُ الحُبِّ أَحْلاَمٌ تَزُولُ
عِنْدَمَا يَسْتَيْقِظُ العَقْلُ السَّلِيمُ

 

وفي الحقيقة، بِتُّ على قناعةٍ اليوم بأنَّ كلَّ امرأة تقع في حبِّ رجلٍ هي في مصيبةٍ، بل في مصائب شتَّى! "مَصَائِبُ شَتَّى جُمِّعَتْ فِي مُصِيبَةٍ":

مصيبة في قلبها: إذ أصبح فُؤادها في الحبِّ فارغًا ممَّا سوى الحبيب!

 

ومصيبة في عَقلها: إذ عطَّلت تفكيرها ومواهبها وقدراتها بشغل عَقلها بهذا الحبيب!

 

ومصيبة في جسَدها: إذ فقَدت بالحب رغبتَها في الطعام والشراب، حتى ضعفت وهزلت من أجل حبيبٍ يتمتَّع بالصحة والعافية!

 

ومصيبة في رُوحها ونفسها: إذ فقَدتْ صلتها بربها ﴿ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ ﴾ [الحشر: 19].

 

تسألين عن الحل؟!

 

باعتقادي أنَّ تجاهُل المشاعر، والنَّظر في عُيوب المحبوب غير مُجدٍ على الإطلاق؛ لأنَّ الحبَّ أعمى كما يقول شكسبير! ولن يرى القلبُ المُحِبُّ في صورةِ محبوبِه أيَّ عيوب، بل سيضع له كلَّ المبرِّرات، وسيتلمَّس لِمَن يحبُّ كلَّ المعاذير!

 

وَعَيْنُ البُغْضِ تُبْرِزُ كُلَّ عَيْبٍ
وَعَيْنُ الحُبِّ لاَ تَجِدُ العُيُوبَا

 

لذا أرى أنَّ أفضَلَ الحلول الواقعيَّة يَكمُن في توزيع طاقات الحبِّ بدَلاً من إنكارها أو إهدارها؛ للتخفيف من عِبء ثقلها وحمْلها على القلب وحدَه، لكن قبل التطرُّق إلى تفاصيل ذلك أريدُ أنْ أُحلِّل معكِ البدايات:

قلتِ في معرض حديثكِ عن أستاذكِ: "درس لي أكثر من مستوى وكنتُ متميِّزة عنده ويمدحني دائمًا، وأظنُّ أنَّ كثْرة المدح هي السبب في مشاعري تجاهه".

 

بالنظر إلى هذه العبارة أفهَمُ أنَّ أستاذكِ لم يُحرِّك فيكِ مشاعر الحب والحنين من المرَّة الأولى ولا الثانية، ولا حتى الثالثة على الأرجح؛ فقد قام بالتدريس لكِ لعدَّة مستويات دراسيَّة، ولم يكن ليلفت قلبكِ، أتدرين لماذا؟! لأنَّه في الحقيقة مجرَّد شخص عادي، والحقيقة أيضًا أنَّكِ أنتِ المميَّزة وليس هو؛ ولذلك هو يمتدحكِ! ولأنَّكِ لم تَجِدِي في بيئتكِ مَن يُشجِّع مواهبكِ العظيمة وقُدراتكِ الخلاّقة؛ لأنَّكِ لم تجدي مَن يمتَدِح إنجازاتكِ ونجاحاتكِ، لم تكوني على علمٍ بقدْر نفسكِ! الأمر الذي أفقدَكِ ثِقتكِ بنَفسكِ وبقُدراتكِ، وحين جاء هذا الرجل وقال لكِ ما يقوله أيُّ أستاذٍ لتلميذه المجتهد، افتتنتِ به، وكان حريًّا بكِ أنْ تفتني بنفسكِ وليس بِمَن يمتدحكِ!

 

لا أبرِّئ ساحة أستاذكِ هنا ولا أتَّهمه، ولكنَّ هناك حدودًا للمدح والثَّناء، خُصوصًا حين يكون هذا المديح بين رجلٍ وامرأة، بغَضِّ النظر عن مَكانة كلٍّ منهما في مجتمعه، وكما يقول أفلاطون في كتابه "الجمهورية": "على المُحِبِّ - أي: المعلِّم - أنْ يقبل محبوبه - أي: تلميذه - ويقتَرِبَ منه ويمسَّه وكأنَّه ولده، مستهدفًا غرَضًا شريفًا، وذلك إذا أمكنه اكتِساب قلبه، ومن الواجب على وجْه العموم ألاَّ يكون في علاقته مع ذلك الذي يُعنَى به ما يدعُ مجالاً للشك في أنها قد تتطرَّف وتتجوَّز هذا الحد، حتى لا يُرمَى بسوء التربية وفَساد الذوق!".

 

بعد وُقوعكِ في حبِّ أستاذكِ من الطبعيِّ أنْ تَرَيْه مختلفًا وجذَّابًا، وهذا شأنُ الحب دائمًا وأبدًا!

 

وإذًا تَكمُن جُذور المشكلة في تدنِّي مستوى تقديركِ لذاتكِ، والحب في أحد مَفاهِيمه يعني أنَّ ذَواتنا قاصرةٌ وغير قادرةٍ على إشباع احتِياجاتنا العاطفية والنفسية من تِلقاء نفسها، وأنَّ لدينا نقصًا كبيرًا لا يُكمِله إلاَّ شخصٌ آخَر من خارج الذات، وهذا الأمر صحيحٌ في بعض جوانبه، لكن يجبُ عدم الالتفات إليه حين تكون العلاقة مجرَّد حبٍّ عابر أو من طَرَفٍ واحدٍ، أو حين يكون الحبُّ مستحيلاً.

 

يرتفع مستوى تقدير الذات بالنظَر إلى الإنجازات الشخصيَّة؛ لذا يجبُ عليكِ أن تقومي بما يلي:

أ- التركيز على المادة الدراسيَّة التي يقوم بتدريسها لكِ هذا الأستاذ، اجتَهِدي أكثر واصرِفي طاقاتكِ النفسية والمعنوية والجسدية في البحث العلمي والتفوُّق والإنجاز؛ فالمطلوبُ هنا رفْع مستوى تقدير الذات عِوَضًا عن تقدير الآخَرين (الأستاذ)، وشغل عقلكِ بالعلم بَدَلاً من التفكير في المعلِّم.

 

ب- مارِسي عملاً أو هوايةً ممَّا يمكن أنْ تشغل حيِّزًا كبيرًا من وَقتكِ، أو تعلَّمي شيئًا جديدًا تُطوِّرين به إحدى مَهاراتكِ، ثم طبِّقي ما تعلَّمتِه عمليًّا، ولا تستَخفِّي بهذا العلاج؛ لأنَّه سيفيدكِ حتمًا.

 

جـ- أحبِّي نفسكِ وكافِئيها بهديَّةٍ حين تُحقِّقين إنجازًا أو نجاحًا، ففي غمرة الحبِّ ننسى أنفُسَنا فنعذِّبها بالإهمال ونَئِدها بالحزن، فترفَّقي بنفسكِ ولا تنسيها، عُوفِيتِ.

 

ثانيًا: تجنَّبي الخلوة والوحدة والانفِراد؛ لأنَّها تُعطِي مجالاً خصبًا للوَساوِس الشيطانيَّة، وتزيد من هوَّة التفكير غير الصحي، وتُشعِل في الجوانح نِيران الشوق والحنين والشُّعور القاسي بالوحشة؛ لذا حاوِلي قضاءَ الوقت مع أخواتكِ وصَدِيقاتكِ المقرَّبات، واعمَلِي على بِناء علاقات اجتماعيَّة جديدة مع صَدِيقات أُخرَيات، ولو من خِلال الإنترنت، وإذا أُتِيحتْ لكِ فرصةٌ للخروج من المنزل والترفيه عن نفسكِ فلا تفوِّتيها، فأنتِ بحاجةٍ إلى ذلك، بحاجةٍ إلى الانطِلاق والتحرُّر من قُيود الحب التي تزيد من صلابتها جُدرانُ المنازل.

 

ثالثًا: تجنَّبي مشاهدة الأفلام الرومانسيَّة وسَماع الأغاني العاطفيَّة؛ لكونها تُشجِّع كثيرًا على ارتكاب الخطأ والإثم.

 

رابعًا: جاهِدِي نفسَكِ واحتَسِبي الأجرَ عند الله في مُغالَبة الهوى، فقد قال ابن القيِّم: "وأمَّا الرغبة في الله وإرادة وجهه والشوق إلى لقائه فهي رأسُ مالِ العبد ومِلاك أمره، وقوام حياته الطيِّبة، وأصل سعادته وفلاحه ونعيمه وقرَّة عينه؛ ولذلك خُلِق، وبه أُمِر، وبذلك أُرسِلت الرُّسل وأُنزِلت الكتب، ولا صَلاح للقلب ولا نعيم إلاَّ بأنْ تكون رغبته إلى الله - عزَّ وجلَّ - وحدَه، فيكون هو وحدَه مرغوبه ومطلوبه ومراده".

 

خامسًا: ألِحِّي على الله بالدعاء أنْ يربط على قلبكِ كما ربَط على قلب أمِّ موسى لتكون من المؤمنين، وثِقِي بأنَّ لديه - سبحانه وتعالى - كلَّ القوة والقدرة على أنْ يُقلِّب قلبكِ وينزع عنه كلَّ حبٍّ لم تتَّصِل أسبابه بالله - تعالى - فليكنْ لديكِ الإيمانُ الصادق واليقين الثابت بأنَّ الله وحدَه هو القادر على منحكِ القوَّة للصبر والمصابرة والمجاهدة والثبات، فلا تطلُبيها من غيره - جلَّ في عَليائه - ﴿ وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا ﴾ [الجن: 3].

 

سادسًا: ركِّزي على نَفسِكِ، واترُكي أستاذكِ جانبًا، كُوني واعيةً بنفسكِ أكثر واكتُبي أفكارَكِ الخاصَّة، قِيمكِ، أحلامكِ، إحباطاتكِ، مَشاعركِ، خِبراتكِ الماضية، منفصلة تمامًا عن هذا الأستاذ، فهذا نوعٌ من التنفيس الانفعالي الذي سيجعَلُكِ أكثر وَعْيًا بنفسكِ وبالأسباب والدَّوافع التي أوقعَتْكِ في هذا الشَّرَك، وإنْ شِئتِ أنْ تُرسِليها على بريد الألوكة لأقرأها، فمرحبًا وأهلاً، أو شئتِ أنْ تحتفظي بها لنفسكِ فهذا حقُّكِ، الأمر إليكِ، المهمُّ عندي أن تكتُبي وتنفِّسي عن نفسكِ قليلاً من خِلال الكتابة.

 

سابعًا: لتحسين نفسيَّتكِ من حالة الكآبة التي تمرِّين بها، أنصحكِ بتناول الكبسولات الزيتيَّة omega-3 بتركيز 1000mg، وهي متوفِّرة في محلاَّت الأغذية التكميليَّة، وفي الصيدليات لكن بنسبٍ أقل، ستُفِيدكِ على كافَّة المستويات نفسيًّا وصحيًّا وجماليًّا، وقد جرَّبتها بنفسي وليس بالضرورة أنْ تكوني مكتئبةً لتتناوليها، بل هي مهمَّة وضرورية لصحة المرأة على وجه العموم؛ لحمايتها من الإصابة بسرطان الثدي، وتحسين الخصوبة، والتخفيف من تشنُّجات الحيض، وللحماية من ترقُّق العظام، وخفض الإصابة بأمراض القلب... وغير ذلك من الفوائد الرائعة لهذه الأحماض الدهنيَّة الذهبيَّة.

 

من المهم أنْ تتذكَّري أنَّكِ خِلال مرحلة "العلاج" قد تُعانِين أكثر، وربما تَبكِين أكثر من ذي قبل، وهذا يحدُث طبعيًّا كنوعٍ من الأعراض الانسحابيَّة مع أيِّ علاجٍ للإدمان - والانسحاب هو تكييف الجسم لإعادته كما كان من قبل دون استِخدام العقاقير - والحبُّ هو نوعٌ من الإدمان، ولكنَّه إدمانٌ على شخصٍ ما في حياتنا لم يكن من قبلُ في حياتنا، وهذه المعرفة مهمَّة لتستمرِّي في البُعد والانشِغال، وعدم الالتفات للوَساوس والآلام.

 

مستقبلاً، وفي المستويات الدراسية القادمة - إن شاء الله - إذا وجَدتِ في جدولك الدراسي منهجًا يقوم بتدريسه هذا الأستاذ، وكان هناك مجالٌ للحذف والإضافة وتغيير الأستاذ، فلا تتردَّدي أبدًا في تبديله بأستاذٍ آخَر، أو تأجيل المادة الدراسيَّة لفصلٍ دراسي آخر، من أجل قلبكِ وصحَّتكِ ودراستكِ، ولكي تبقى صورتكِ كطالبةٍ متفوِّقة كما هي في ذِهن أستاذكِ!

 

ولا تضيِّعي تفكيركِ أيتها الغالية في الأوهام والتخيُّلات المستحيلة، إلاَّ أن يكون هذا الأستاذ يُبادلكِ الحبَّ حقًّا، وعندئذٍ يجب أنْ يكون رجلاً وشهمًا وشجاعًا ويتقدَّم لخطبتكِ؛ فقد صحَّ عن النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قولُه: ((لم يُرَ للمتحابين مثلُ النِّكاح))، وهو كمال الوصال الذي أباحَه ربُّ العالمين كما سمَّاه ابن القيِّم - رحمه الله تعالى - وإذا كان أستاذُكِ رجلاً بحق فهو ليس بحاجةٍ لأنْ ندلَّه على الطريقة التي يفترض لأيِّ رجل مسلم عاقل بالغ أنْ يُقدِم عليها لخطبة امرأة يحبُّها، أليس كذلك؟! وعدا ذلك فهو والله لا يستحقُّ منكِ أكثر من احترامه وتقديره كأستاذٍ في الجامعة ليس إلا.

 

أُذكِّرك أخيرًا أنَّني هنا لا أسعى لإطفاء جَذوة الحب في قَلبكِ؛ فهذا ليس بمقدوري كبشرٍ، ولكنْ للتخفيف قليلاً من ثِقل الحب على قلبكِ الصغير؛ كيلا تنطفئ شُعلة الفتاة المتفوِّقة في داخلكِ، وستتكفَّل الأيام والسنوات بباقي المهمة، فلا تهتمي.

 

دومي بخير، واسلمي من كلِّ شر.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • فتاة أبكتني وأذلتني!
  • كيف أتغلب على الشعور بالظلم والرغبة في الانتقام؟
  • طالبة تحب معلمها
  • أستاذي يريد خطبتي
  • مشكلة مع أستاذي
  • فتاة عشقت داعية
  • خطبني أستاذي في الجامعة

مختارات من الشبكة

  • عشقت رئيسي في العمل بعد أن كرهته(استشارة - الاستشارات)
  • عشقته وأنا متزوجة(استشارة - الاستشارات)
  • أستاذي وأستاذ الأجيال.. شوقي ضيف(مقالة - موقع د. حيدر الغدير)
  • شيعت أحلامي (قصيدة)(مقالة - موقع د. حيدر الغدير)
  • مع أستاذي أبي هاشم عز الدين البدوي النجار(مقالة - موقع أ. أيمن بن أحمد ذوالغنى)
  • من أعلام مدينة دمشق: أستاذي الشيخ هيثم إدلبي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • من قلب الزمن الجميل.. ذكرياتي مع أستاذي الجليل(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • أستاذي ومعلمي العلامة المحدث الشيخ شعيب الأرنؤوط(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • أستاذي(مقالة - حضارة الكلمة)
  • أريد الزواج من أستاذي الجامعي الستيني(استشارة - الاستشارات)

 


مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب