• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | استشارات نفسية   استشارات دعوية   استشارات اجتماعية   استشارات علمية  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    مر على زواجي ثلاثة أشهر وما زلت بكرا
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    حيرة بين فتاتين
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    زوجتي تفلتت من قوامتي
    د. صلاح بن محمد الشيخ
  •  
    أمي وإخوتي تركوني وحيدة
    د. شيرين لبيب خورشيد
  •  
    وقعت في محرم قبل الزواج: هل عقد الزواج صحيح؟
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    قسوة القلب
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    زواج بالإكراه
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    ممارسة السحر من غير قصد
    أ. منى مصطفى
  •  
    الهوس بالأبراج
    أ. عبدالله بن عبدالعزيز الخالدي
  •  
    رجل مطلق يحبني
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    إحباط من جميع النواحي
    أ. أحمد بن عبيد الحربي
  •  
    أكل الحقوق بين الإخوة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
شبكة الألوكة / الاستشارات / استشارات اجتماعية / استشارات زوجية / المشكلات بين الأزواج
علامة باركود

أتعبتني الحياة

أ. شروق الجبوري

استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 17/5/2011 ميلادي - 13/6/1432 هجري

الزيارات: 11444

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله.

عمري 25 سنة، متزوجة منذ سنتين، ليس لديَّ أبناء، تعليمي عالٍ ومعي دراسات عُليا بامتياز، أعتبر نفسي ذكيَّة وطموحًا، ولكن لا أعرف من أين أبدأ؟

 

أولاً: طفولتي لم تكن جميلة، عانيت الكثير من الحِرمان المادي والعاطفي، ناهيكم عن مشاكل أبي وضربه المتكرِّر لأمي أمامي وأمام إخوتي، كنت صغيرةً أمام عظم مشاكل الحياة، أقارن أحوالي بِمَن حولي فلا أجد للحياة طعمًا، كنت أعيش في أسرةٍ غير مستقرَّة: كان أبي رجلاً جاهلاً، لا يحبُّ العمل، ولا يحبُّ أمي (هما لا يتَّفقان في شيء؛ هو من بيئة وهي من بيئة أخرى)، حرمت كل شيء؛ أذكر أنَّني كنت من شدة الجوع والحرمان آكُل اللبن الحامض مع السكر، ولكم وكم ألتَقِط قطعًا من الحلوى التي غُمِست بتراب الأرض لآكُلها إن وجدتها في المدرسة أو في الحارة!

 

أضف لذلك أنَّني لم يكن لديَّ خال أو عم، أو خالة أو عمة، أو جد أو جدة، هي غربة بكلِّ معنى الكلمة، رغم ذلك أذكر أنَّني وإخوتي كنَّا عفيفي النفس جميلي الصفات، نحبُّ العلم والدراسة، فرغم ضعف أمي وصُعوبة واقعها استطاعَتْ أنْ تغرس فينا بعضًا ممَّا بقيت هي محتفظة به من موروث عائلتها الكريمة الراقية.

 

لم تنتهِ الحكايةُ بعدُ... ننتقل إلى ثانويتي وأوج شبابي وصباي، آهٍ وهل تسعفني الكلمات؟!

 

كانت غرفتي من رمل وغبار أشبه بخراب، لا أبواب ولا نوافذ، لا مطبخ ولا حمام، بل لا مصروف ولا حنان، ضرب للأم وإهانات، جرَح أبي شبابنا وشخصيَّتنا، بكت عيوننا الآلام، وجرحت أيادينا وهي تحاول أنْ تزيح العقبات التي تقف أمام علو النفس وطموحها، لكن هي نفسي الكريمة أبتْ إلا أنْ تكون عزيزة رغم كل ما عانَتْه، أصرَّت على اغتنام فرصة الحياة والدراسة لتُتوِّج صبرها بالتفوُّق في الثانوية العامَّة، فرحت ولكن.. رغم أنَّ أبي حالته الماديَّة جيدة لكنْ هيهات أنْ يصرف على دِراستي، وواقع إخوتي الذين سبقوني لا ينبئ بخيرٍ؛ كان أبي يضرب أحد إخوتي ممَّا اضطرَّه للخروج من البيت وتركه للجامعة؛ لأنه لم يساعده لدفع الرسوم، بل منعه من العمل ليصرف على نفسه، وأخت لي كان يقول لها: لا تحلمي أنْ تستكملي أربع السنين، وكم وكم منعها من الخروج للجامعة وأحرجها ولم يدفع تكاليف الدراسة لها؛ ممَّا شوَّشَها ونقَلَها بين تخصُّص وآخَر لتجد مَلاذَها الأخير في دِراسة بمنحة، لكن ليس التخصُّص الذي تحبُّ وترغَب، حينها نصحَتْني بالموافقة على استِكمال دراستي الجامعيَّة مثلها، والقبول بما هو متاح ودراسة تخصُّص لا أحبه، ولكن لا خيار لي، قَبِلتُ حتى لا أقف مكاني.

 

كانت دراستي وأيامي الجامعية صعبة، اجتزتها رغم كلِّ شيء وتخرَّجت بامتياز، ولكنْ... هنا وبنظرة على حياتي الاجتماعية حالي وحال غيري من الفتيات، ومع ندرة العِرسان كان أبي يعاير أمي ويهينها ويقول لها: (بناتك عنسن ولن يتزوَّجن) إلى آخر هذا كلام الجاهل.

 

عبارات جارحة، ونظرات قاتلة، ومواقف مؤذية، يحرق سجَّادة في البيت، يرفع السلاح على أمي، يريد أنْ يقتلها، يحمل السكين ليذبح أخي، يضربها، يؤلمها، يضربنا، كلُّ ذلك لا لذنبٍ اقترفناه ولكن...

 

كنت رغم ذلك تلك الطَّموحَ التي تستعين بالله، ولأنني ما أشبعت نفسي بتلك الدراسة قرَّرت أنْ أكمل دراسة الماجستير، وبالفعل وافق أبي ليَتباهَى، ودفَع المال أخيرًا، وإنْ قصر.. هنا بدأ العرسان بالقدوم، ولكن تقدم الأول فالثاني فالثالث... وهكذا، إمَّا أن يَرفُض هو لسببٍ مقنع أو غير مقنع، وإمَّا أنْ أرفض أنا لنقصٍ في دِين الخاطب وخلقه، أتذكر أنَّه كان في إحدى المرَّات يريد أنْ يُزوِّجني من شخص مريض نفسي، ولكن حماني الله بأنْ سألتُ أنا عنه فكان جوابي بدعْم من الله الإصرار على الرفض (وهذا الشخص الآن قد طلَّق مَن تزوَّج بها بعد أن اكتشفتْ أمره).

 

كان هذا الموقف وغيره صدمةً لي في حَياتي؛ فما عدت أَثِقُ بأبي، وبدأت أشعُر بالضعف، إلى أنْ تقدَّم لي شابٌّ، وبالسؤال عنه تبيَّن أنَّه طيِّب، ولم يذمَّه أحد، وتمَّت الخطبة بل الزواج، لم يكن لي خيارٌ إمَّا القبول وإمَّا أنْ تُطلَّق أمي وتُهان وتُضرَب، ولكنِّي لم أحبَّه، لم تتلاقَ الأفكار.

 

من صِفاته السيِّئة: (خجول - معلوماته وخبراته الحياتية قليلة - اتِّكالي - يكذب أحيانًا - لا يتحمَّل المسؤولية - طفولي - غير رومانسي - لديه لثغة في لسانه - لا يجيد التحدث - غير طموح - لا يقرأ - لا يخطط لحياته - لا أشعر بالاعتماد عليه - لا أنسجم معه - لا يهتمُّ بملبسه - لا يزن كلامه قبل التفوُّه به - غير اجتماعي - ضعيف الشخصية).

 

من صفاته الحسنة: (لديه دين وخلق - لا يسمع الأغاني أو يشاهد المحرمات - يستجيب أحيانًا لطلباتي - يعطيني شيئًا من الحرية - ساعدَنِي في إكمال دراستي).

 

حتى لا أطيل: اليوم أنا أعاني من:

1- الماضي.

 

2- عدم حبي وانسجامي مع زوجي، وفوق ذلك هو عقيم، أشعر بفجوةٍ كبيرة بيننا؛ أنا أحبُّ التخطيط للحياة والقِراءة وتطوير الذات والاهتمام بالنفس وبالبيت.

 

3- البطالة، أنا رغم كلِّ الشهادات التي أمتلكها لم أحصُل على عمل (الواقع صعب والوظائف بالواسطة).

 

4- بُعدي عن أمي وأهلي وأصدقائي، وحيِّي الذي أحببت.

 

5- الشعور بالفراغ والغُربة والحزن، رغم أنَّني أحرص على ملء وقتي بالمفيد، محاولات ولكن:

1- حاولت - وما زلت - أنْ أنسى الماضي وقسوته، ولكن لم أفلح، يطاردني بين الحين والآخَر أينما ذهبت، حتى في أحلامي، كثيرًا ما تلاحقني الكوابيس وأستيقظ مفزوعةً من النوم.

 

2- حاولت - وما زلت - أنْ أكون تلك الزوجة الرومانسيَّة المتجدِّدة، قلت: عسى أنْ أغيِّر في زوجي شيئًا، والحقيقة أنْ نعم غيرت، ولكن غيَّرت الشكل (باهتمامي بمظهره وملبسه) ولم أستَطِع أنْ أغيِّر الداخل (كلماتي ورسائلي واقتراحاتي لا تَعنِيه بشيء، خروجي معه للتنزُّه والمشي لا طعمَ له معه)، كل يوم أتألَّم، حتى بِتُّ لا أحبُّ النظر إليه ولا الكلام معه، ولا ممارسة العلاقة الزوجية معه، وكثيرًا ما أتحمَّل وأتظاهَر بالسعادة، بينما روحي تبكي، فوق ذلك حُرِمتُ معه الأمومة لأنَّه عقيم (عدد الحيوانات المنوية أقل من مليون)، وكذلك أنا لا أملك ولا هو من المال ما يمكننا من إجراء عمليَّة إخصاب خارج الرَّحِم لنَحظَى بفرصةٍ وأمَل بإيجاد بذرة جميلة تقدر تغير حياتي.

 

3- أنا حزينةٌ لأنَّني لم أحظَ بفرصة عمل على الرغم من تفوُّقي العلمي والعملي؛ ففي فترة التدريب حصلت على معدَّل امتياز، بينما غيري ممَّن درس معي - وهو أدنى منِّي علميًّا - حصل على عمل.

 

سؤالي الآن: مع كلِّ هذا وذاك ماذا أفعل؟ أريد النصيحة!

الجواب:

أختي الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

نودُّ بدايةً أنْ نُرحِّب بك في (شبكة الألوكة)، ونشكُر لكِ اختيارك لها في بحثك عن الحلِّ لمشكلتك التي نسأل الله تعالى أنْ يُسخِّرنا لحلها، ويُوفِّقنا إليه، إنَّه تعالى سميع مجيب.

 

كما أودُّ أنْ أشيد بكلِّ ما تتَّسِم به نفسك وشخصيَّتك من سمات إيجابيَّة أثارتْ إعجابي بشكلٍ كبير؛ فإنَّ إصرارك على النجاح والتفوُّق التعليمي في ظلِّ الظروف شديدة القسوة التي مررتِ بها ماديًّا وأسريًّا يرقى بالفعل لأنْ يكون نموذجًا واقعيًّا في حياتنا المعاصرة للاقتداء به، كيف لا ونتائج دراسات عديدة تُشِير إلى أنَّ أغلب أسباب الانحِراف في مجتمعاتنا العربية تَعُود إلى الفقر وإلى المشاكل الأسرية؟ لكنَّك - بفضل الله تعالى، ثم بفضل والدتك الفاضلة - لم تجعلي تلك الظروف دافعًا للانحِراف، وهذا بحدِّ ذاته انتصارٌ كبير لنفسك، ثم حوَّلتِ قَسوتها إلى دافعٍ نحو النجاح والكفاح لأجله، فكان هذا جهدًا منك فاقَ بوصفه النجاحات العاديَّة.

 

كما لمستُ من مضمون رسالتك أنَّك تتمتَّعين بنفسٍ مُسالمة وصبور، ولا تميلين إلى المجابهة في مواقف الجدل وغيرها؛ حيث لم تشيري أبدًا إلى حُدوث مواجهة بينك وبين أبيك - رغم عدم قَناعتك بسُلوكه وشخصيَّته - في حين أشرتِ إلى حُدوث مواجهات بينه وبين أختك وأخيك ووالدتك، الأمر الذي قد يدلُّ على ردِّهم عليه أو جِدالهم معه، أو غير ذلك من رُدود الأفعال، مهما تميَّزت ببساطَتِها من وجهة نظَرِك، لكنَّها أدَّت في النهاية إلى تَصعِيدٍ من قِبَلِ والدك معهم، وقد يُؤيِّد ذلك قبول والدك لمُساعدتك في إتمام تعليمك العالي، رغم رفضه لمساعدة الآخَرين في ذلك.

 

لكنَّ نجاحَك ورقيَّك النفسي والأخلاقي، وكذلك العلمي لم يكن - كما بيَّنت - بالأمر اليسير، بل إنَّه قارَب المستحيل أحيانًا؛ لذا فإنَّ الطريق الشاقَّ الذي سِرت به طويلاً ألقى بظِلال الضُّغوط والقلق النفسي وآلام الذِّكريات المريرة على كاهِل فِكرك ونَفسك، لكنَّ عدم الوقوف عندها سابقًا كان ردًّا حتميًّا من قِبَلِك لِمُواصَلة مَسِيرتك، وعدَم السَّماح لمعوِّقات أخرى بعرقلتها، فحالُك النفسي الآن كصاحب سفر طويل لم يقبَل الوقوف لأخْذ قِسطٍ من الراحة حتى يَصِلَ إلى المكان الذي ينشُده، وحين وصَلَه وألقى بجسده للراحة شعر بالآلام في كلِّ مَفاصل جِسمه، ولا سيَّما قدماه التي أثقَل عليها في رِحلته.

 

واليوم عزيزتي، وبعد أنْ حقَّقتِ تفوقًا علميًّا بامتياز، ورزقك الله تعالى زوجًا صالحًا يخشَى ربَّه فيك وفي عباداته - وهي أمورٌ يفتقدها كثيرات، بل لا يصلن إليها إلا في أحلام يقظتهن - أصبحتْ آلام ذكريات ماضيك تفرض تَداعياتها على فِكرك الذي لا شكَّ أنَّه مقحم بشكلٍ لا إرادي على مُقارنة حاضرك اليوم مع ذلك الماضي الذي عشتِه.

 

كما أعتقد أنَّ آمالك لمستقبلك أثناءَ تحدِّيك ما سبق من ظروفٍ قاسية قد تُرجِم بعضها في أحلام وصور، وتوقُّعات ذهنية وردية لواقعك الزوجي والعملي والأسري وغير ذلك، وإنْ كان هذا الأمر طبعيًّا لدى كثيرٍ من الفتيات، ولا يمثِّل مشكلة بحدِّ ذاته، إلا أنَّ المشكلة تكمن في تعظيم حجمه واعتماده نفسيًّا كصورةٍ واحدة للمستقبل، فيتحوَّل الأمر بخلافه إلى إحباط يُؤذِي صاحبته... ولهذه العوامل كلها أثَرٌ مهم في تَداعِي ذِكريات الماضي الأليم إلى فِكرك في الوقت الحاضر.

 

ولذا عزيزتي فإنَّه من السلامة أنْ يفكِّر الإنسان باستمرارٍ أنَّه مشروع جهد متواصل لا ينقطع حتى مماته، ومن الطبعي أنَّ الجهد الصالح لا يخلو طريقه من الصعاب والمعوِّقات؛ ولذلك أنصَحك بِمُواظَبة البحث عن عملٍ مهما واجهت من صُعوبات، ولا تَيْئسي أبدًا، وأيقِني بأنَّ الله تعالى قد أعانَك على الوصول إلى أهدافك في ظلِّ ظروفٍ بالغة الصُّعوبة، وهو - عزَّ وجلَّ - لن يتَخلَّى عنك في أمورٍ أيسر منها بكثير، لكنَّه تعالى يختبر دَوام قوَّة إيمانك وصبرك؛ لأنها صفات يجب أنْ تكون دائمةً عند المؤمن، وليست آنيَّة ترتبط بمرحلة عمرية أو ظرفية، خاصَّة وأنَّ ما حقَّقتِه من نجاحات، وما اكتسبتِه من خِبرات حياتيَّة أضافتْ إلى عقلك وعيًا ونُضجًا كبيرَيْن، وتركتْ على شخصيَّتك بصمةً واضحة يمكن استِشفافها من مَضمون رسالتك، وهذه كلُّها أمور تفرض عليك مُواصلة الالتزام بالمنهج السليم الذي تبنَّيتِه في مَسارك الأول.

 

وفيما يخصُّ زوجك وبعض صِفاته التي لا ترتَضِيها، فأنصَحك بمزيدٍ من الصبر، مع مُواصَلة محاولاتك في تغيير ما لا ترغَبِين فيه؛ فإنَّه لم يمضِ على زواجكما أكثر من عامين، وهي فترةٌ ليست بالكافية لتطبع أحدكما بطبع الآخَر، فقد يكون للزمن أثَرُه فيما تحبِّين، واعلَمي عزيزتي أنَّ الأسلوب غير المباشر في تغيير سلوكيَّات زوجك له أثَر كبير في إحداثه، فمثلاً لا داعي لأنْ تطلبي منه أنْ يتَّصف بكذا وكذا، ولكن تحدَّثي عن إيجابيَّات تلك الصفة بشكلٍ عام، وكم أنت تقدِّرينها، ثم أظهِري إعجابَك له وعواطفك الحارَّة نحوه إذا ما قام بأيِّ شيء ممَّا ترغَبين، ولا تُظهِري له بُغضك أبدًا فيما لا تحبِّينه من سُلوكيَّات غير مقصودة من قِبَلِه، ولا تجعَلي الملل يدبُّ إلى نفسك، بل قُومي بهذه المحاولات بروح التحدِّي والإصرار الإيجابيَّة التي تتمتَّعين بها، والتي كانت من أسباب نجاحك.

 

من جهةٍ أخرى، أنصَحك بممارسة الأعمال التطوُّعيَّة من خِلال التعامُل مع الجمعيات الخيرية، ويفضل ما يُعنَى منها برعاية الأيتام، فبالإضافة إلى نفعها على الصعيد الديني، فإنَّ لها أثرًا إيجابيًّا في تصريف بعض من عواطف الأمومة بطريقةٍ سليمة.

 

كما يمكنك مخاطبة المستشفيات الإسلاميَّة والجمعيَّات والمراكز ذات العلاقة لمناشدتهم في تقديم العِلاج المجاني لزوجك، ولا تيئسي أبدًا من أيِّ ردٍّ أو ردودٍ سلبية، فإنَّ عليك الاجتهاد، وعلى الله تعالى الحل.

 

من جهتي أناشد أهل الخير من القرَّاء الكرام ممن لهم قدرة في توفير هذا العلاج، أو توفير فرصة عمل تُناسِب المستشيرة وكفاءتها العلميَّة إلى المسارعة في تقديمها؛ لتفريج كُربة أختٍ لهم في الله تعالى، آثرت المُضِيَّ في طريق الصواب رغم ما يحتويه من مشقة لتحقيق فريضة إسلامية، على سُبُلٍ أخرى يسيرة لكنها تبعدها عن الله تعالى، فطُوبَى لِمَن يُوفِّقه الله تعالى لهذا الفضل الكبير!

 

وأخيرًا أختي الكريمة، أختم بدعاء الله تعالى أنْ يفتح لك ولزوجك أبوابَ فضله، وأنْ يرزُقكما الذرية الصالحة وينفع بكم جميعًا، إنَّه تعالى سميع مجيب.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • مصاعب الحياة أفقدتني السعادة

مختارات من الشبكة

  • جراح الماضي أتعبتني(استشارة - موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي)
  • قسوة أبي أتعبتني!(استشارة - الاستشارات)
  • تصرفات زوجي أتعبتني، أشك فيه بدرجة كبيرة!(استشارة - الاستشارات)
  • شامات في جسمي أتعبتني!(استشارة - الاستشارات)
  • أتعبتني الحيرة!(استشارة - الاستشارات)
  • هل أنفصل وأحمل لقب مطلقة؟(استشارة - الاستشارات)
  • أحس بأن حياتي حلم(استشارة - الاستشارات)
  • سلمى وشجرة التوت .. الحكاية الأخيرة (3)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • قلقي من فارق العمر بيننا(استشارة - الاستشارات)
  • أختي هداها الله(استشارة - الاستشارات)

 


مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب