• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | استشارات نفسية   استشارات دعوية   استشارات اجتماعية   استشارات علمية  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    يهجم علي ملل خانق دون سبب
    د. خالد بن محمد الشهري
  •  
    حيرة بين فتاتين
    أ. عبدالله بن عبدالعزيز الخالدي
  •  
    تأثير الغش في مستقبلي الدراسي
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    مر على زواجي ثلاثة أشهر وما زلت بكرا
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    حيرة بين فتاتين
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    زوجتي تفلتت من قوامتي
    د. صلاح بن محمد الشيخ
  •  
    أمي وإخوتي تركوني وحيدة
    د. شيرين لبيب خورشيد
  •  
    وقعت في محرم قبل الزواج: هل عقد الزواج صحيح؟
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    قسوة القلب
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    زواج بالإكراه
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    ممارسة السحر من غير قصد
    أ. منى مصطفى
  •  
    الهوس بالأبراج
    أ. عبدالله بن عبدالعزيز الخالدي
شبكة الألوكة / الاستشارات / استشارات اجتماعية / استشارات تربوية / مشكلات المراهقين
علامة باركود

أخي المراهق

أ. مجاهد مأمون ديرانية

استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 3/4/2011 ميلادي - 28/4/1432 هجري

الزيارات: 46887

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

السلام عليكم، أود أن أطرح عليكم مشكلةً مع أخي المراهق؛ سبب طرح هذه المشكلة هو قلقلي على والديّ من كثرة حزنهم عليه، يبلغ أخي من العمر ١٩ عامًا، نشأ في عائلة ملتزمة، ومحافظة، وغنية، وكانت طلباته جميعها تنفَّذ، وأُغرق بالدَّلال من الجَدِّ والجدَّة؛ لكونه أوَّل حفيدٍ ذكَر في العائلة، كان كثير المشاكل في صغره، وعندما كان عمره ٦ سنوات تعرض للاعتداء الجنسي من أحد الجيران، لا أعلم ماذا كان ردُّ فعل والدي؛ لأن الموضوع كان سرًّا، وعرَفتُه قدَرًا، ولكن بعد سنتين أدخلَ والدي ولد الجيران إلى السجن، وعلمت أن أخي اشتكى لوالدي بتحرشه به ثانية.

 

كان أخي عدوانيًّا جدًّا عندما كان عمره ١٤، كان يكره البنات جدًّا؛ كان يكرهني أنا وأخَواتي، ويضربنا، ويكره والديَّ، وأحيانًا كان يمدُّ يده على والدتي، وكان بعد أن يضربَها تَحدث له مشكلة؛ فلم يعد يضربها.

 

كانت له شخصيَّة الولد البدويِّ الذي يلبس الثياب، ويحرِّم لبس البنطال على نفسه، وسيارته كانت "جيب" الربع، أو "الهايلكس"، مع العلم بأنه غير ملتزم، ولا يُحافظ على الصلاة.

 

الآن تغيَّر، وانقلبت شخصيَّته، وأصبح الولد "الكول"، يلبس بناطيل "طيحني"، وأصبح يكلم الفتيات، بدايةً كان الموضوع سرًّا، ثم أخذ يتكلَّم أمام والدتي، بعد أن قُمنا أنا ووالدتي بالاتِّصال بالفتاة، ونصحناها، طبعًا بدون فائدة، بل أخذت الفتاةُ تسبُّنا بكلمات بذيئة، وهو حاليًّا يطلب من والدي سيارةً بمبلغ ٥٠٠ ألف، وطبعًا والدي رفض؛ ليس فقط بسبب السِّعر، ولكن بسبب سوء معاملته لوالديَّ، وأنها سيارة خطيرة، من الممكن أن يموت بسبب سرعة السيارة، فقام بتهديد والدي؛ إمَّا السيارة أو أن أترك المدرسة، وهو في آخر صف له في المدرسة، حاول والدي إقناعَه، ولكن بدون فائدة، فاتَّخذ معه أسلوب التجاهل.

 

وإنَّ جميع أفراد العائلة يدعون له، ويُحاولون نصحه، ولكن النَّصيحة معه لا تفيد، ذهب به والدي إلى أحد الشيوخ، ونصحه، وذهب به إلى أحد الأقارب، طبعًا بدون علمه، ولكن لا فائدة، كان عندما يقوم والدي بضربه، ينتقم بتكسير كل شيء موجود بالغرفة؛ يكسر التلفزيون و"اللاب توب" والستائر، وأي شيء، ويصبح كأنَّ به مَسًّا.

 

أما الآن فعندما يقوم والدي بضربه، فإنه أحيانًا يُحاول ضرب والدي، حتَّى أصاب والدي بالضغط، وأخيرًا ذهبَ به والدي إلى قسم الشرطة؛ حتَّى يتأدب، ولكن الشرطيَّ أخبره بأنَّه من الأفضل أن تحافظ على ابنك في المنْزل، ولا تدخله مكانًا مليئًا بالمجرمين كهذا، فتردَّد والدي، خصوصًا أن أخي شخصيَّته كثيرة التقلُّب، ووالدي طيب جِدًّا جدًّا، وهو بارٌّ بوالديه، فما سبب خروج ابنٍ كهذا في العائلة؟ وهل توجد طريقة للتعامل معه؟

الجواب:

من عادتي - كلما وصلتني مشكلة - أن أبحث عن النواحي الإيجابية فيها لأمسك بطرف خيط الحل، لكنْ يؤسفني أنّي لم أجد شيئًا من ذلك في هذه المشكلة تحديدًا. لقد رزقكم الله هذا الغلامَ فكان طفلاً صغيرًا طريًا يمكن تشكيله على أي شكل شئتم، فأبيتم إلا أن تفسدوه بالدلال والمال والإهمال، فمُنح أولاً من الدلال ما لا تستقيم معه تربية، ثم تُرك بلا مراقبة فاعتُدي عليه، وبلا توجيه فنشأ بعيدًا عن الدين ولا يعرف الصلاة، ثم أُعطي من المال ما يستعين به على الفساد والإفساد، وكل ذلك وهو يؤذي هذا ويضرب تلك ويعتدي على أولئك، ولا يحس أحدٌ منكم بأن المسألة خطيرة وأن الوضع يحتاج إلى علاج، باستثناء محاولات ضعيفة باهتة لا وزن لها في مقابل هذا الوضع الكارثي المستمر، كضربه من قبل أبيه أحيانًا (ومتى كان الضرب علاجًا لشاب كبير بلغ مبلغ الرجال؟) أو اصطحابه إلى شيخ أو قريب. ثم تسألين: والدي رجل طيب، فلماذا يلقى كل هذا العناء؟

 

إن حياتنا - يا بنتي - هي ثمرة أعمالنا واختياراتنا. نعم، الله يبتلي المؤمنين بأنواع الابتلاء ليكفّر ذنوبهم ويرفع درجاتهم، ولكن هذا الابتلاء من باب الغيب الذي لا قِبَل لنا بكشف سرّه وسبر غَوره، ولا نملك إلا التسليم له والرضا به، لكنّا مع ذلك نتّهم أنفسنا ونبحث عن محل التقصير فيما نتخذه من قرارات واعية وفيما نسلكه من سبل منَحَنا الله فيها القدرةَ على الاختيار، ثم نُجزى على الحَسَن من الأعمال بالحَسَن من النتائج وعلى السيّئ من المقدمات بالسيئ من الثمرات. واسألي نفسك الآن: هل أحسن أبي تربية ولده؟ هل أصاب هو وأمُّك وجدّاه وأنتُنّ - أخواتِه - بدلاله وإجابة طلباته والتغاضي عن اعتداءاته مذ كان طفلاً صغيرًا إلى أن غدا فتى يافعًا؟ أكان ذلك كله صوابًا أم كان من الخطأ البيّن الذي لا يحتاج إلى برهان؟

 

لن أنفي الأثر السيئ الذي لا بد أن تكون تلك الحادثة الفظيعة التي ذكرتِها قد أثرت فيه، وسوف أعود إليها لاحقًا، لكنها ليست مبررًا للسكوت عن الخطأ، ثم إنها جاءت في وقت ما من حياته بعدما بدأ الدلال والإفساد ولم تكن هي بدايةَ القصة.

 

ربما بدا كلامي قاسيًا، لكنه كذلك ينبغي أن يكون، وكذلك كان ينبغي أن يكون ردكم على أول انحراف بدا من الصبي الصغير وهو يَمُدّ يدَه على أخواته الكبيرات أو على أمه بالضرب والعدوان. إني ليقشعرّ بدني وتنتفض جوارحي كلما رأيت طفلاً يضرب أمه وهي ترد بالسكوت والابتسام، وأسرح في أفكاري فأرى بعين الخيال هذا الصبيَّ الصغيرَ وقد صار رجلاً يضرب أمًا عجوزًا ضعيفة وهي تجأر إلى الله بالاستغاثة وتلجأ إليه بالدعاء، ولا تعلم أنها هي التي أأوصلت نفسها إلى هذا المصير من اليوم الذي رضيت لطفل صغير بأن يمد عليها يدًا صغيرة بالضرب، ولم تحسب حساب الأيام التي تجعل الصغير ذا اليد الصغيرة كبيرًا ذا يد كبيرة، ولم تَدْرِ أن استمراء الخطأ والرضا به في أول العمر يجعله مقبولاً إلى آخر العمر.

 

هذا كله لا أقوله لأزيد ألمك أو ألم أمك وأبيك وأخواتك، ولكن ليقرأه غيرُك فينتفعَ به بإذن الله. فخذوا حذركم يا أيها الآباء، بل انتبهنَ يا أيتها الأمهات خاصة، فإنكنّ أكثر من يرتكب هذا الخطأ. ولا أزعم أن كل طفل ضحكت له أمه وهو يضربها صغيرًا سيغدو فاجرًا عاقًا يضربها كبيرًا، فإن أكثر الأمهات يقوِّمْنَ هذا السلوك من بعد، لكنهن يَتعبنَ في تقويمه تعبًا يزيد أو ينقص بحسب تقدم العلاج أو تأخره، وهو تعب كُنّ في غنىً عنه في كل الأحوال لو أنهنّ لجأنَ إلى الوقاية المبكرة بدلاً من العلاج المتأخر.

 

أعود إلى مشكلة أخيك، وقد مهّدتُ فقلت إنها مشكلة معقدة، بدأتْ بخطأ مركَّب، تبعَتْه حادثةٌ مروِّعة، ثم عقّدَتْها السنواتُ التالية بالعلاج الخطأ. فما هو الحل الآن؟

 

الخطوة الأولى: التي لا بد من التأكيد عليها واعتبارها المفتاح لكل ما بعدها: توقفوا عن إجابة طلباته، توقفوا عن تلبية رغباته، توقفوا عن تمويل انحرافاته. توقفوا عن ذلك كله الآن وعلى الفور، ولا تتأخروا لا يومًا ولا بعضَ يوم. لا تمنعوا عنه الضروريات ولا تقطعوا عنه المصروف الذي لا بد منه - في الحد الأدنى - لأمثاله من الشبان والأقران، فإن الضغط الزائد قد يولّد الانفجار، وفي الإحراج إخراج، فإنه ربما لجأ إلى العنف أو السرقة لا سمح الله، ولكن لا تزيدوا عن هذا الحد الأدنى ولا تَنْساقوا مع رغباته وطلباته. إنه يشعر بالضعف فيهدد بترك المدرسة. حسنًا، فليتركها، هذا هو الجواب الذي ينبغي أن يسمعه منكم بكل هدوء وبرود واسترخاء. ولعله يهدد بترك البيت أو بقتل نفسه أو بغير ذلك من الترّهات التي يبتزّ بها الأولادُ آباءهم الضعفاء، فليكن الجواب واحدًا دائمًا: اصنع ما شئت. وأطمئنكم مسبقًا، فإن واحدًا من مئة ألف مراهق ينفذ وعيده، فإنْ كان هو ذلك الواحد (وهذا بعيدٌ بعيد) فليكن ما يكون ثم لنبحث عن أفضل علاج، وإن يكن من بقية المئة الألف فهذا هو ما نريده.

 

الخطوة الثانية: هي منع العنف بأي شكل، بالتهديد بالحرمان من المال ولو القليل منه، أو حتى باستدعاء الأمن (الشرطة) للتدخل. إن استمرار العنف والتحطيم والأذى غيرُ مقبول أبدًا، ولا يستطيع أحدٌ أن يضمن أن لا يصل الأذى إلى إلحاق عاهة دائمة بأحد أفراد الأسرة، فهم كلهم أضعف منه اليوم بعدما صار رجلاً قويًا؛ الأب الكبير والأم المسكينة والأخوات الضعيفات، ولو أن ثورة من ثورات الجنون انتهت بجريمة قتل فلن أستغرب أبدًا؛ لأنَّ العنف وفقدان السيطرة على الأعصاب بالصورة التي وصفتِها يقلل المسافة بين ما يحدث من إيذاء بالغ وبين القتل نفسه! ثم إن الرجل البالغ العاقل الذي يضرب أمه يكون قد قطع ثلاثة أرباع الطريق إلى قتلها؛ لأنَّ علاقة المرء بأمه علاقة خاصة استثنائية من العاطفة والمحبة، حتى ليستثقل الإنسان العاقل أن يرفع في حضرة أمه صوتَه أو يعبس بوجهه؛ إنّ بينه وبين هذه التجاوزات الخفيفة حواجزَ من المهابة والحب والاحترام، فما بالك بالضرب؟ وثقي أني لا أبالغ، فإن كل الحوادث التي قتل فيها بعضُ الأبناء والديهم قام بها مَن كان سلوكهم مع آبائهم كسلوك أخيك مع أبويه، وهؤلاء قلّة في الناس لحسن الحظ.

 

وحتى لو كان هذا الاحتمال بعيدًا (وأرجو أن يكون كذلك) فإن احتمال القتل غير المباشر قريب، فالأب الشيخ والأم العجوز لن يحتملا هذا الضغط طويلاً، وربما انهارا كلاهما أو أحدهما بسكتة قلبية أو جلطة في الدماغ لا قدّر الله، فيكون هو قاتلهما عندئذ.

 

ستقولين: رأي طيب، نوافقك ونريد لهذا العنف ولهذا الأذى أن يتوقف، ولكن كيف؟

 

أولاً: لا بد من وصول الرسالة الواضحة: لن تحصل على شيء منا بهذا الأسلوب. لو أنه ثار مئة مرة وحطم ألف كرسي وحاسوب وتلفاز فلن يحصل على شيء قيل له من قبل إنه لن يحصل عليه. "هذا الأسلوب عقيم، فجرِّبْ غيرَه إذن"، هذه هي الرسالة، وسوف يستوعبها مع إصراركم وثباتكم على موقفكم الحاسم ولو طال الزمن. ولا بد مع هذا الموقف القوي من تقديم البديل: اجلس وتحاور بأدب وبلباقة كما يصنع الإنسان السوي، الإنسان العاقل، الإنسان الخَلوق المتحضر (وقد تجنبت صفة "الإنسان المتديّن" لأنه لن يُؤتى من قِبَل هذا الخطاب الآن كما فهمت من وصفك للمشكلة). ولكن يُقال له أن انتبه: فإن الحوار العاقل لا يعني رضوخ طرف لطرف واستجابة واحد للآخر، بل يعني فرصةً يملكها كل طرف لإقناع الآخر بالحجة والمنطق، وربما كانت نتيجته اللقاء في منتصف الطريق أحيانًا أو تنازل أحد الطرفين عن رأيه لصالح الطرف الثاني في أحيان أخرى.

 

هل سيستجيب لمثل هذا الأسلوب في الحوار؟ أغلب ظني أنه سيفعل إذا رأى منكم موقفًا صارمًا موحَّدًا يتسم بالحسم والهدوء معًا، ولكن أكاد أجزم أنه سيصل إلى هذه النتيجة بعد صبر وعناء طويل، فاصبروا ولو طال الوقت.

 

ثانيًا: ابحثوا عن العناصر ذات التأثير، فكل واحد من أبناء آدم له مفتاح من الأساليب أو مفتاح من الناس. قد يكون له صديق أو قريب له عليه دالّة أو تربط بينهما علاقة قريبة تجعله قادرًا على التأثير فيه، فاستعملوه من وراء ستار (بعد أن تتفاهموا معه، أي مع الشخص المؤثر) على خطة يقتنع بها ويعلم أنها لمصلحة صاحبه الشاب لا لقهره أو خداعه مثلاً. هذا من حيث المفتاح المؤثر من الناس، أما من الأساليب فأنتم أعرف بابنكم، فبعض الناس مفتاحه التخويف والتهديد بشيء يخافه، وقد يكون التلويح بالشرطة والسجن مناسبًا في مثل هذه الحالة لو أنه كان من هذا الصنف من الناس. آخرون مفتاحهم الرقة واللطف، أو الاستعطاف وإثارة المشاعر الإيجابية، أو الترغيب بمكافأة أو مثوبة من نوع ما، فجربوا معه الأسلوب الأمثل الذي يوافق شخصيته التي تعلمون.

 

ثالثًا: اتفقوا فيما بينكم على خطة الحل، فلو أن أحدًا منكم خالفها - فلانَ في موضع الشدة أو رَقَّ فمنح في موضع المنع (كالجد والجدة اللذين أشرتِ إليهما) - فقد فسدت الخطة كلها؛ لأنَّه سيضرب بعضَكم ببعض ويحصل على ما يريد.

 

رابعًا: ابحثوا عن صحبة صالحة من أهل الدين، من الذين يقاربونه في العمر والاهتمامات والهوايات، فلعلهم ينجحون في استمالته إليهم وضمِّه إلى عالمهم. إذا وجدتم بعضًا من هؤلاء فاشرحوا لهم حاله وارجُوهم أن يتقربوا منه وأن يقربوه إليهم، فإن التديّن (الحقيقي بالطبع) هو الحل الكامل والنهائي لهذا الانحراف كله. لكن هل تجدون قريبًا منكم مثلَ هؤلاء الرهط من أهل الدين والقرآن؟ أرجو الله أن تجدوا، فلن تخلو الأمة من المحتسبين والدعاة، على ما يلقون من حربٍ وصدٍّ من كثير من الناس. هؤلاء هم الترياق للمرض كله لو أنهم وافقوا على المساعدة وصمموا على العمل، فيا ليتكم تجدونهم، ويا ليتهم يفعلون!

 

أخيرًا ومع هذا كله: أظن أننا بحاجة إلى علاج نفسي، ولعله يتجاوز الإرشاد النفسي إلى المعالجة بالعقاقير، وهذا أمر يقرره الطبيب، فراجعوا طبيبًا حاذقًا وصِفوا له حالة أخيك وأحيطوه بكل صغيرة وكبيرة، وسوف يشير عليكم بما هو نافع وصواب بإذن الله. وإنما ذهبت إلى هذا الاحتمال بسبب الحادثة المؤلمة التي أصابته في صغره، وهي من النوع الذي يترك في النفس ندوبًا يصعب شفاؤها، ولما ذكرته من كراهيته الشديدة للفتيات (للجنس الآخر).

 

هذه الكراهية تنشأ في مجتمعاتنا أحيانًا بسبب النظرة الدونية للأنثى، وهي نظرة جاهلية لا تليق بمسلم، لكن مسلمين كثيرين لم يَسلموا منها للأسف، بل حملوها من جاهليتهم التي أنقذهم منها الله بنبيه الكريم - صلَّى الله عليه وسلَّم - وتوارثوها عبر القرون، والدين العظيم منها براء. قلت إن هذه النظرة سبب يفسر كراهية كثير من ذكورنا - رجالاً كبارًا وشبانًا يافعين - للأنثى أو استعلاءهم عليها، لكن الذي بدا لي من وصفك لعائلتك جعلني أتخيل صورة اجتماعية وعائلية لا محل فيها لهذه النظرة التقليدية، ومن ثَمّ ذهبت إلى التفسير الآخر.

 

هذا التفسير يمكن أن يقطع به الطبيب النفسي الذي أوصيتك بمراجعته، وهو حالة معروفة شائعة بين ضحايا الاعتداءات الجنسية، حيث تتسبب هذه الاعتداءات (ولا سيما ما يأتي منها في مرحلة متقدمة من العمر) في كراهية عارمة مرَضية للأمر كله بأطرافه جميعًا: الزواج والإنجاب والجنس الآخر (الذكور إذا كانت الضحية أنثى أو الإناث إذا كان الضحية ذكرًا). وبما أنني غير متخصص ولا أنا مطلع على أخيك اطلاعًا مباشرًا فلن أجازف بالجزم بأي احتمال، لكنه يبقى احتمالاً واردًا ويظل الطبيب النفسي هو المؤهَّل بعلاجه وليس أي واحد من المستشارين، ولا سيما إذا كان المستشار يقدم مشورته من بعيد.

 

لعلي لم أقدم الحل الكامل لهذه المشكلة المعقدة، لكن أرجو أن يكون فيما اقترحته بعض النفع على الأقل، وأدعو لكم بالتوفيق من الله فهو القادر على إزالة هذه الغمة، فأكثروا من الدعاء والابتهال (ولا بد أنكم قد فعلتم) ولا سيما الأب والأم، فإن دعاءهما للولد الضالّ بالهداية خيرٌ من دعائهما عليه بالعقاب.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • أخي مجموعة مشكلات في شخص واحد
  • أخي يسب أمي!
  • إخوتي يعاندونني
  • كيف نبعد أخي عن الحرام؟
  • أخاف على أخي من الانحراف
  • أخي أعماه الحب
  • أخي يتصرف كالأطفال
  • طفل نحيف جدا
  • تصرفات ابني المراهق
  • مشكلة بيني وبين أخي بسبب نفقات المنزل

مختارات من الشبكة

  • الأخ سند أخيه وعضده وقوله تعالى {سنشد عضدك بأخيك}(محاضرة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • استعمالات الأخوة في القرآن(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بيع الرجل على بيع أخيه وسومه على سود أخيه(كتاب - موقع د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر)
  • تفسير: (فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه ثم استخرجها من وعاء أخيه كذلك كدنا ليوسف)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أخي المراهق يرتدي ملابس داخلية نسائية(استشارة - الاستشارات)
  • أخي المراهق يستخدم هاتف والدتي لمشاهدة الإباحيات !(استشارة - الاستشارات)
  • مشاكل أخي المراهق المدلل(استشارة - الاستشارات)
  • أخشى على أخي المراهق من الضياع، فكيف أعامله؟!(استشارة - الاستشارات)
  • أخي الأصغر يشاهد إباحية الشذوذ(استشارة - الاستشارات)
  • فضحت معصية أخي عند أمي(استشارة - الاستشارات)

 


مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 13/11/1446هـ - الساعة: 23:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب