• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | استشارات نفسية   استشارات دعوية   استشارات اجتماعية   استشارات علمية  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    يهجم علي ملل خانق دون سبب
    د. خالد بن محمد الشهري
  •  
    حيرة بين فتاتين
    أ. عبدالله بن عبدالعزيز الخالدي
  •  
    تأثير الغش في مستقبلي الدراسي
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    مر على زواجي ثلاثة أشهر وما زلت بكرا
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    حيرة بين فتاتين
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    زوجتي تفلتت من قوامتي
    د. صلاح بن محمد الشيخ
  •  
    أمي وإخوتي تركوني وحيدة
    د. شيرين لبيب خورشيد
  •  
    وقعت في محرم قبل الزواج: هل عقد الزواج صحيح؟
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    قسوة القلب
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    زواج بالإكراه
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    ممارسة السحر من غير قصد
    أ. منى مصطفى
  •  
    الهوس بالأبراج
    أ. عبدالله بن عبدالعزيز الخالدي
شبكة الألوكة / الاستشارات / استشارات اجتماعية / استشارات زوجية / المشكلات بين الأزواج
علامة باركود

زوجي وخروجي من المنزل

أ. ديالا يوسف عاشور

استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 10/2/2011 ميلادي - 6/3/1432 هجري

الزيارات: 60402

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لا أعرف كيف أبدأ الموضوع، ولكن سوف أبذل مجهودي لكي أستطيع أن أوضح الموضوع.

 

أنا امرأة متزوجة منذ 13 سنة ونصف، وكنت أتحاور مع زوجي أثناء فترة الخطوبة، ووجدتُ أنه له عقلية مشابهة لعقليتي وتفكيري، فأنا كنت من الجامعة إلى المنزل، ومن المنزل إلى الجامعة؛ لأني كنت لا أريد الخروج للتسوق والأعراس كباقي البنات في ذلك الوقت، وكنت أقول له ذلك في الهاتف، ووجدت أنه لا يقبل أن زوجته تخرج من دون سبب... إلخ، وكان هذا حال أهلي آنذاك، يعني أخواتي وزوجات إخواني؛ يعني كان بالنسبة إليَّ عاديًّا.

 

وبعد الزواج وجدت أنه متشدِّد في خروجي أكثر من اللازم، لدرجة أنه عندما أخرج إلى فناء المنزل يخرج ورائي، ويبدأ يتلفت حوله وكأن شخصًا ما ينظر إليَّ، ويقول لي: ادخلي أحسن لكِ، أنا قلت في نفسي: صبرًا؛ هذا في أول الزواج، فبعد مرور الوقت سوف يبدأ يكون عاديًّا كباقي الرجال؛ لأن هذا حال أخواتي وزوجات إخواني، كانوا في بداية الأمر هكذا، وبعد مرور الوقت، وكبر الأولاد، أصبحن عاديَّات، يخرجن أينما كانوا بحاجة لشيء ليشترينه، أو يذهبن لمدرسة الأولاد كباقي النساء هنا في الجزائر.

 

ولكن أنا مع مرور الوقت، وأنجبت بنتين وولدًا، والبنت الكبرى الآن عندها 12 سنة ونصف، إلا أني ما زلت أنا أنا، لدرجة أن المدرسة قريبة من المنزل، إلا أنه ممنوع أن أخرج للذهاب للمدرسة، وأسأل عن بنتي، وأيضًا بيت أهلي بالجوار؛ أي: حوالي دقيقة في المشي، ولكن هو الذي يأخذني إليه، وكأنهم سوف يسرقونني، أو سوف يتكلمون عليَّ بالسوء، يا للعجب! عندما تكون مناسبة في بيت الجيران - الذي هو مقابل بيتنا - فهو الذي يأخذني وكأني بنت صغيرة لا تعرف المشي، لدرجة أن كل الحي متعجب من طريقته، ويضحك عليه من معاملته لي، وعندما أقول له: إنهم يضحكون عليك، يقول: أنت لا تعرفين شيئًا، وكأنه هو وحده يفهم ويجيد التصرُّف في كل شيء.

 

وأيضًا عندما يأخذني لبيت أختي، أو بيت واحد من العائلة لأمرٍ ما، وأعود للبيت مع أختي وزوجها، يقول لي: لا تجعليهم يعيدونك للبيت، وإنما إلى بيت أهلكِ، وعندما تَصلين إلى بيت أهلك الذي هو بالجوار، اتَّصلي بي في الهاتف؛ لكي آتي لآخذك إلى البيت.

 

ولا أعلم ما المشكلة في كون أختي وزوجها أو أخي يعيدني إلى بيتي، أنا أجد أن هذا الأمر عادي؛ فكل الحي يعرف أخي وزوج أختي؛ لأني - كما ذكرت - من نفس الحي المجاور، وهناك الكثير والكثير من الحكايات العجيبة، والتي لا أعلم كيف يفكر فيها، وكأن سكان الحي لا يفكرون إلا فيه وفيَّ، على الرغم من أن كل نساء الحي يخرجن كل يوم لقضاء حوائجهن، وليس هناك أي شخص يقول عليهن كلمة، فلم المشكلة فيَّ أنا؟!

 

وكل مرة أصرخ، وأثور، وأفقد صبري أمامه لهذه المعاملة وكأني في سجن؛ ولكن بطريقته يحسن أن يهدئني، فأسكت وأتجاوب مع الموضوع، وفي كل حوالي 3 أو 4 شهور يحصل هذا.

 

ولكن هذه المرة وجدتُ أني سوف أنهار كليًّا، وحتى لا أتكلم معه إلا في الأمور الضرورية؛ لأني حقيقة أجده ظالمًا، ولكن لا أعلم كيف أغيِّر من طبعه، ويفهم بأن خروجي لضروريات الحياة أمرٌ طبيعي، فأنا أعلم بأنه يعلم أنه لا يوجد في وسطنا، ولا حيِّنا، ولا في العائلة امرأةٌ تعيش مثلي في سجن.

 

كما أنه لا يقدِّر معنى أن تعيش امرأة مع جدته، وهذه الأخيرة ذات طباع صعبة، وبالرغم من هذا لا يقول لي: اخرجي من حين لآخر للترفيه عن نفسك؛ بل يقول: أنا أعلم أنكِ تعانين مع جدتي، ولكن هذا في ميزان حسناتك.

 

ولكن أنا أريد أن أعيش مثل باقي النساء؛ فأنا أصبحت عندي عقدة بأني ناقصة عن باقي النساء، ولكن ما هو هذا النقص حتى أقاسي معه في هذه الحياة، فهو لا يريد أبدًا أن يصلح من طباعه.

 

بالله عليكم أرشدوني: كيف لي أن أغير من طبعه السيئ، وعدم الثقة، والتفكير بأن الناس سوف يتكلمون عليه لو خرجتُ لأمرٍ ما؟ فأنا في حالة انهيار، ولا أدري عاقبة الحالة التي أنا فيها.

 

وبارك الله فيكم، ومعذرة على الإطالة؛ فهذا كله حتى أشرح لكم طبْعه وكيفية تفكيره، بالرغم من أنه متعلم ومهندس، لدرجة أني متمنية أن أجده يخونني مع أخرى؛ حتى يتسنى لي أن أضعه أمام الأمر الواقع، بأنه إما أن يتركني أعيش بسلام وأمن كباقي النساء، أو أن لا أسامحه على الخيانة وأطلب الطلاق.

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

ينظر الزوج إلى زوجِهِ بعينٍ تختلف تمامًا عن العين التي تنظر بها إليه؛ فيشق عليه مثلاً أن تخالط الناس وتسمع لهم ويسمعوا لها، ويتألَّم أشدَّ الألم إذا ما نظر إليها غيرُه من الرجال، أو سمع صوتها، ولو كانت بحجابها؛ فهي ملكُه وحده، ولا يَحق لأحد أن يتعدَّى على ملكه، أو يستمتع به، في حين تنظر المرأة إلى زوجها بعين الفخر، وتسعد بثناء الناس عليه!

 

ذلك الثناء الذي يذيب قلبَه همًّا وغمًّا إذا سمعه يتناقلُه الناس عنها، ويتحدثون به.

 

ولا أخفي عليك أن من يخالف ذلك من الرجال، أو من تكون له نظرة أخرى، فلا تميل إليه النساء السويات، ولا ترضاه زوجًا؛ لأن غالب النساء تحبُّ ذلك من زوجها، وهذه طبيعة الرجل السويِّ، وتلك نفسُه الأبيَّة، وروحه النقية، لا يقبل أن تكون زوجه لغيرِه، ولو كان بالسمع أو النظر، أو حتى أن يعلموا عنها من أمرها ما لا يحب أن يعلموه.

 

كانت إحدى الأخوات تقول لي وهي في قمة السعادة: والله إن زوجي يخشى أن يرى الناسُ ظلي من وراء الشرفة، فيغطيها بستائر سود، ويحرِّم عليَّ أن أقترب منها بعد ذلك.

 

أختي الكريمة، لا أنكر أن فيما ذكرتِ بعضَ المبالغة التي يصعب على المرأة تحمُّلُها، لكن في الحقيقة المشكلات أنواع؛ فمنها ما يحسن بنا أن نفكر في البحث عن حلول إيجابية له، ومنها ما يحسن بنا أن نتدرب على التعايش معه، ما أمكننا ذلك.

 

ولعل مشكلتك من النوع الثاني.

 

لا أريد بحديثي هذا أن أقنطك، أو أن أبثَّ روح اليأس في شرايين قلبك المتألم، ولكني أحب أن نفكر دائمًا بواقعية، وأن نبتعد عن الأحلام والأوهام.

 

يسهل عليَّ أن أعرض عليك عددًا تَطيب به نفسُك من الحلول، وأسرد عليك من الأفكار التي أعلم في قرارة نفسي بُعدَها عن الواقع، وقُربها من الخيالات والأوهام، وما أراها في حالتك إلا كالدواء المسكِّن؛ يسعد المريض بتعاطيه لمدة يسيرة؛ لما يجد من ذَهاب مرضه، واختفاء ألمه، ثم لا يلبث أن ينقض عليه وهو آمن مطمئن متنعم بالراحة، فيقضي عليه بزيادة الألم، وشدة الوجع.

 

وهذا ما حدث لك بعد التحاور عدة مرات مع زوجك؛ فتهدأ نفسك قليلاً، ويقتنع عقلُك برهة، ثم لا يلبث الألم أن يعود أشد فتكًا من السابق، وقد أتاك الآن في أشد حالاته، وأقوى درجاته؛ فخُيل إليك أنها النهاية، وأنك على وشك الانهيار والضياع.

 

حتى إني عجبت وأسفت - واللهِ - من قولك: "لدرجة أني متمنية أن أجده يخونني مع أخرى..."، إنا لله وإنا إليه راجعون!

 

أتتمنين وقوع زوجك في الفاحشة، ويخاف هو عليك من همس الناس؟!

 

أترضين له الزنا أو مقدماته، وتأبى نفسُه إلا صيانتَك؟!

 

أتسعدين به بين براثن الفحش، ويخاف هو عليك من نسمة الهواء؟!

 

استغفري الله أختي الفاضلة؛ فإنه لا يجوز لك أن تتمني تلك الأمنية لمسلمٍ على وجه الأرض، فضلاً عن زوجك، وحبيبك، ومن له عليه حق يفوق كل الناس.

 

تعالي نلخص المشكلات، وننظر إليها نظرة تأمل وتفكر:

أولاً: مشكلة خروجك من البيت إلا بمرافقته.

 

ثانيًا: مشكلة الناس وما يتحدثون به عنه وعن أفعاله معك.

 

ثالثًا: مشكلة الجدة وما تقاسين معها.

 

تأملت في رسالتك، وقرأتها أكثر من مرة، فلم أجد إلا هذه المشكلات الثلاث.

 

أولاً: مشكلة خروجك من البيت إلا بمرافقته:

لعلك تتعجبين - كما تعجبت أنا - من رسالة أتتني في نفس الوقت الذي أتتْ فيه رسالتُك، وكانت صاحبتها تشكو من حال زوجها، وإهماله لها بشكل مبالغ فيه، وتتألم أشد الألم؛ لما تعلم من عدم محبته لها.

 

كأني بك تقولين: خير الأمور الوسط.

 

لا شك أن التوسط أفضل من كلتا الحالتين، لكن لنصدق مع أنفسنا، وهذه الدنيا لم نخلق لننعم فيها، ولنهنأ بها؛ بل لا بد من البلاء، فإن كان ولا بد، فأيهما تفضِّلين؟

 

أتمنى أن تجيبي بصوت مسموع الآن.

 

أختي الكريمة:

ما الضرر من مرافقته في كل مكان؟!

 

ماذا تخسر الزوجة من صحبة زوجها؟!

 

وكم من أزواج يحبسون زوجاتهم في البيوت؛ فلا يسمحوا لهن بالخروج بمفردهن ولا معهم؛ بل يرفضون خروجهن نهائيًّا!

 

فهذا - بارك الله فيه - لا يَحرِمك من الزيارات والمناسبات التي تودِّين الذهاب إليها؛ بل فقط يريد مرافقتك؛ ليطمئن بنفسه على جوهرته المكنونة، والتي لا يُحب أن يراها أحدهم بمفردها؛ فيطمع بنظرة، أو كلمة، أو لفتة، وكما أخبرك زوجك أيتها الفاضلة: الذئاب كُثر في عصرنا، ولا يرحمون الضعيف.

 

والأمر للأسف ليس هيِّنًا، في عصر كثرت فيه الفتن، وأحاطت بنا واقتحمت علينا بيوتنا، وعدم معرفتك بما يجري لا يشترط عدم حدوثه؛ فلا أرى لك خيرًا من النزول على رغبته، والاحتساب في طاعته، والمشكلة الحقيقية في منعك الخروج، أما مرافقته فلا تضر - إن شاء الله - وإن كان قد استبدَّ بك الملل، وتمكَّن منك الضجر، فحاولي الاتفاق معه على بعض الرحلات، أو التنزُّه في أماكن الترفيه بمفردكما، ودون مرافقة الأبناء، والاستمتاع بقضاء بعض الأوقات، في بعض الأماكن الجميلة، على أن يصحبكم الأبناء والجدة في رحلات أخرى، ونظِّمي لذلك جدولاً، تضعين به الأماكن والأوقات المناسبة، وأقنعيه بضرورة ذلك، ومدى احتياجك إليه بشكل دوري؛ كنوع من الترفيه، ولا أظنه سيمانع - إن شاء الله.

 

ثانيًا: مشكلة الناس وما يتحدثون به عنه وعن أفعاله معك:

لو أطلقنا العنان لأنفسنا للتفكير في أحاديث الناس، والبحث عن كيفية إرضائهم، لهلكنا.

 

اعلمي أيتها الغالية أن الناس لا يسكتون.

 

من يتركها زوجها تخرج، يقولون: لماذا لا يهتم بك، ألا يغار عليك؟!

 

ومن يخاف عليها، يغارون منها ويقولون: ألا يثق بك؟!

 

ومن يشتري لها الهدايا يقولون: زوجها مسرف لا يدخر لغده.

 

ومن يتوسط في الإنفاق يقولون: ما أشدَّ شحَّه!

 

نعم والله! هكذا يفعلون - إلا من رحم الله - فلا تشغلي نفسك بأقوالهم وأفعالهم، التي لا همَّ لهم بها إلا تخبيب المرأة على زوجها، وهدم البيوت، وكوني كتلك الفتاة التي كانت دون العشرين، وكان يحرص والدها على أن يصحبها إلى الجامعة، ولا يتركها تخرج بمفردها، فكانت صويحباتها يَسخرْن منها وتقول لها إحداهن: انظري كيف أخرج بمفردي، وأنت كالسجينة؟! كيف لا يثق بك والدك؟!

 

فترد عليها بعزة وفخر: لو كانت لك جوهرة وقطعة نحاس، أكنت تعاملين هذه كتلك؟!

 

فأنا الجوهرة، وأنت النحاس، وهل رأيت ملكة أو أميرة تخرج بمفردها؟!

 

أقول: لا فض الله فاها.

 

وأنصحك بهذا غاليتي؛ على أن تكوني مثلها مقتنعة بما تقولين، فلا تذهب بك كلمة، وتأتي بك أخرى.

 

فكِّري مع نفسك، لِمَ تتوقعين أن زوجك لا يترككِ ويصر على مرافقتك؟

 

قد بلغ به الحبُّ مبلغًا يصعب عليه التهاون في شأن تلك الدُّرَّة، فأخرسي تلك الألسنةَ، وأبعدي هذه الأعين الفضولية عنك بكل عزة وفخر، فلن يجدوا إلا طعم الهزيمة تغص به حلوقهم.

 

ثالثًا: مشكلة الجدة وما تقاسينه معها:

 

صَحِبْنَا الدَّهْرَ أَيَّامًا حِسَانًا
نَعُومُ بِهِنَّ فِي اللَّذَّاتِ عَوْمَا
وَكَانَتْ بَعْدَ مَا وَلَّتْ كَأَنِّي
لَدَى نُقْصَانِهَا حُلْمًا وَنَوْمَا
أَنَاخَ بِيَ المَشِيبُ فَلا بَرَاحٌ
وَإِنْ أَوْسَعْتُهُ عُتْبًا وَلَوْمَا
نَزِيلٌ لاَ يَزَالُ عَلَى التَّنَائِي
يَسُوقُ إِلَى الرَّدَى يَوْمًا فَيَوْمَا
وَكُنْتُ أَعُدُّ لِي عَامًا فَعَامًا
فَصِرْتُ أَعُدُّ لِي يَوْمًا فَيَوْمَا

 

نعم، صار العد بالأيام لا بالأعوام!

 

انظري إلى تلك المُسنَّة التي بلغت من الكبر عِتيًّا، وتغيرتْ عليها الأيام، وحالت دون شعورها بأي لذة، أو أدنى راحة.

 

أربأ بامرأة خَلوقٍ مثلك أن تشكو من رعاية تلك الضعيفة المسكينة التي لا حول لها ولا قوة، قد تجدين في ذلك مشقة، وقد يثقل الأمر عليك، ولكن تذكرك للأجر الذي تكسبينه - إن شاء الله - برعايتها والعناية بها، سيخفف عنك الكثير من هذه المشاعر السيئة، ويقلل من تلك الأفكار المُرهِقة، ولن أحدثك حول حسن الخُلق، وفضل رعاية كبار السن، فلا شك أنك تعلمين أجر تلك الأعمال النبيلة، ولكن تخيلي - أخيتي - نفسك وقد بلغ بك الكبر مَبلغَه، وتغيَّر حالك، وخارت قواك، وغزا المشيبُ رأسَك، ووهن منك العظم، وأصبحتِ سريعة الغضب؛ لما تلاقين من متاعب الهرم، ولم تجدي من يصبر عليك، ويحتمل منك الأذى، كيف يكون شعورك؟

 

نعم، هذه الجدة ليس بينك وبينها رحم، ولستِ مكلفة بالعناية بها، وهذا واجب زوجك فقط، لكن أنَّى له ذلك مع أشغاله وما يلاقيه في عمله من بلاء وشدة، ومشاكل لعله يخفي عليك أغلبها؛ حتى لا يزيد همَّك، ويدخل الحزن إلى قلبك؛ حبًّا لك، وشفقة عليك؟!

 

أفلا تكونين له خير مُعِين؟!

 

أيتها الزوجة المحبة:

احمدي الله أنْ رزقك بهذا الزوج، واعلمي أن نيل الكمال في هذه الدنيا ضرب من الخيال، ونسج من الأوهام، وتأملي جيدًا في ميزات زوجك، وحُسن خلقه، ورجاحة عقله، وردِّدي من قلبك: ﴿ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾ [الفرقان: 74]؛ لتكوني - بإذن الله - من الذين قال الله فيهم: ﴿ أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا * خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا ﴾ [الفرقان: 75، 76].

 

واعلمي أنك غير ناقصة عن بقية النساء؛ بل أنت مميزة وغالية، ولك من القيمة ما ليس لغيرك، فاسعدي بذلك وقرِّي عينًا، واهنئي بحياتك التي تتمناها غيرُك من النساء الكثير، إي والله الكثير يتمنين العيش في كنف رجل صالح، يحميهن ويَحُول دون التعرُّض لهن، ولا يجدن أنفسهن إلا فرائس للوحدة، وغنائم للذئاب، فقولي في نفسك: "الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاهن به، وفضَّلني على كثير من خلقه تفضيلاً".

 

همسة أخيرة:

أكْثري من الدعاء في صلاتك، وفي أوقات الاستجابة أنْ يحفظ الله لك زوجك ويحفظك له، وأن يبارك لك فيه؛ فلعل هناك من تحسدك عليه، وتُخرج زفرات حسدها في بعض عبارات التعجب من حاله على سبيل الاستنكار، فيترسب في نفسك ظنٌّ بأنك مسكينة ومظلومة، وإنها في الحقيقة تتمنى أن تكون مثلَك، تيقني أن هناك من النساء من تفعل ذلك مع غيرها، وقد اعترفت بعضهن بذلك.

 

وفقك الله وزوجك، وجمع بينكما في الجنة كما جمعكما في الدنيا، وأصلح حالكما، ويسَّر لكما الخير حيث كان، ونسعد بالتواصل معك في أي وقت؛ فلا تترددي في مراسلتنا.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • أعمال المنزل والمشاعر السلبية
  • زوجي يرفض خروجي مع صديقاتي
  • أخشى الخروج من المنزل

مختارات من الشبكة

  • أهل زوجي يريدون تزويج زوجي(استشارة - الاستشارات)
  • زوجي يريد شراء منزل لأخته(استشارة - الاستشارات)
  • زوجي يضربني ويهينني - هل زوجي مريض نفسي؟(استشارة - الاستشارات)
  • أهل زوجي يسبونني(استشارة - الاستشارات)
  • أخت زوجي طردتني.. فهل أعود؟(استشارة - الاستشارات)
  • كيف أغير زوجي؟(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • مشكلة بسبب أهل زوجي (1)(استشارة - الاستشارات)
  • ابن طليقة زوجي يؤذيني وزوجي لا يفعل شيئا(استشارة - الاستشارات)
  • زوجي يهتم بزوجته الثالثة أكثر مني(استشارة - الاستشارات)
  • زوجي وزوجته الأولى(استشارة - الاستشارات)

 


مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 13/11/1446هـ - الساعة: 23:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب