• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | استشارات نفسية   استشارات دعوية   استشارات اجتماعية   استشارات علمية  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    تأثير الغش في مستقبلي الدراسي
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    مر على زواجي ثلاثة أشهر وما زلت بكرا
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    حيرة بين فتاتين
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    زوجتي تفلتت من قوامتي
    د. صلاح بن محمد الشيخ
  •  
    أمي وإخوتي تركوني وحيدة
    د. شيرين لبيب خورشيد
  •  
    وقعت في محرم قبل الزواج: هل عقد الزواج صحيح؟
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    قسوة القلب
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    زواج بالإكراه
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    ممارسة السحر من غير قصد
    أ. منى مصطفى
  •  
    الهوس بالأبراج
    أ. عبدالله بن عبدالعزيز الخالدي
  •  
    رجل مطلق يحبني
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    إحباط من جميع النواحي
    أ. أحمد بن عبيد الحربي
شبكة الألوكة / الاستشارات / استشارات اجتماعية / استشارات زوجية / المشكلات بين الأزواج
علامة باركود

لا أشعر به كرجُل أو زوج في حياتي

أ. ديالا يوسف عاشور

استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 16/1/2011 ميلادي - 10/2/1432 هجري

الزيارات: 47036

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

أنا امرأة متزوِّجة وأعيش في الغربة، اكتشفتُ بطريقةِ الصُّدْفة أنَّ زوجي يَخونُني، وعندما واجهْتُه بالأمر برَّر لي بمبرِّر لا معنى له، وقد كنتُ أودُّ ذِكْر الحوار الَّذي دار بيْننا والأمر الَّذي اكتشفتُ به خيانتَه إلاَّ أنَّ الأدب العام منعني من ذلك.

 

رغم أنَّ وضعه الآن أفضل، وأعني بذلك أنَّه يُحافِظ على صلاته - لَم يكُن من قبل - ومع العلم أنَّ زوْجي تعامُله معي لا بأس به إلا أنِّي لا أشعر به كزوْج أو رجُل في حياتي، أشعر أنَّ احتِرامي له وتقديري له سقَط بِمجرَّد معرفتي بخيانته.

 

لَم أعد أستطيع إعطاءَه حقوقَه كزوْج، بالإضافة إلى أني أشعر في بعْض الأحيان أني أكرهُه، وأصبح ذلك جليًّا في تعامُلي معه وهو يشعُر به.

 

لا أستطيع في بعض الأحيان حتَّى أن أتحمَّل لمسَه لي.

 

كلَّما حاولتُ نسيان خيانتِه لم أستطع، وفي نفْس الوقت لا أريد الكلام معه حول الموضوع عندما أرى أنَّ حاله انصلح؛ حتَّى لا أذكِّره به.

 

إلاَّ أنَّ نفْسي لا تقْبله حتَّى بعد ظهور صلاحه لي.

 

أنا لا أستطيع التَّركيز في دراستي وتربية ابنتِي عندما أفكِّر في علاقتي به، لا أشعر بسعادة معه ولولا ابنتِي ما ظللتُ معه.

 

ليست الخيانة السَّبب الوحيد لكنَّها - ربما - السَّبب الأعظم.

 

ربَّما أصف حياتي معه أنَّها لا تَحمل أيَّ وجْهٍ من السَّعادة والأمان، وأصبحتُ لا أثِق في كلامِه ولا تصرُّفاته.

 

أتمنَّى أن تنصحوني: ماذا أفعل؟

 

وعند تلقِّي ردِّكم، هلْ من المُمْكِن أن أعلِّق على ردِّكم؟

 

ولكُم جزيل الشُّكْر على هذا الموقِع الأكثر من رائع.

الجواب:

السَّلام عليْكم ورحمة الله وبركاته.

أذهبَ الله عنك الحيرة، وأبدلَ همَّك سعادة وحزنكِ سرورًا.

 

كم هو مؤْلِم أن تأتيَنا الطَّعنات ممَّن كنَّا نثِق فيهم! وكمْ هو شاقٌّ على النَّفس أن تأتيَنا الخيانة من أقْرب النَّاس إلى قلوبِنا!

 

بلْ كم هو مُحْزن أن يأتيَنا الغدْر ممَّن كنَّا نظنُّ أنَّهم ملاذُنا الآمن، وحِصْنُنا الحصين الَّذي نَحتمي به في وقْت الحاجة، ونلجأ إليه وقت الشدَّة!

 

ولكن..

 

تأتي الرِّياح بما لا تشتهي السفُن، وهذه الحياة جُبِلت على المكاره وعُرفت بالعجائب، لكنَّها – للأسف - عجائبُ مؤْلِمة وأحداث موجِعة، وكيف لا، وهي مجرَّد قنطرة نعبرها لنصِل إلى الدَّار الآخرة، حيث الحياة الحقيقيَّة والنَّعيم الَّذي لا ينقطع، لِمن وفَّقه الله.

 

أختي الكريمة:

تكاد معاناتُك تتجلَّى في كلِّ كلِمة كتبتِها، ويأبَى حزنُ قلبِك إلاَّ أن يطْغى على أنفاس حروفِك، فيذرها كئيبةً حزينةً خاويةً من أيَّة بادرة أمل في الحياة السعيدة، وكأنِّي بكِ تقولين الآن: كيف لا، وقد تجرَّعتُ مرارة الخيانة، وتحمَّلت ألم الغدر؟!

 

ما رأيُك لو فكَّرنا في الأمر بصورةٍ عمليَّة، مُحاولين الابتعادَ عن مشاعرِنا الجريحة وعواطفنا المكلومة؟

 

قد يصعُب ذلك في البداية، لكن إن توقَّعنا فيه الحلَّ والعلاج، فكلُّ أمرٍ يَهون في سبيل إعادة الحياة إلى شكْلِها الطَّبيعي، ومرور مدَّة النَّقاهة بسلام دون إيغار الجرح، فنتسبَّب في نزفِه من جديد.

 

أشكر لك حسن أدبك وعزوفَك عن التفوُّه بما لا يَليق، وإن كنتِ في غمرة الحزن وذرْوة الألم، وهذا دليلٌ على رجاحة عقْلك وحسن خُلقك، ممَّا سيُعين - إن شاء الله - في نجاحِك في حياتِك الزَّوجيَّة، ولن تبقى هذه الحادثة إلاَّ أمرًا عابرًا ينطوي تحت صحائِف النسيان.

 

تعالَي نتأمَّل معًا جيِّدًا حالَ زوجِك قبل تلك الحادثة، أو قبل أن تعْرفي أنت بها.

 

تقولين: إنَّه لم يكن محافظًا على الصَّلاة.

 

وتعيشان في بلد أجنبيَّة.

 

الفِتن من أمامِه ومن خلفِه، وعن يمينه وعن شماله، ولا وازع ديني يحولُ بيْنه وبيْنها، ويعْصمه من الوقوع فيها، فما الَّذي يمنع زوجًا أو إنسانًا بعيدًا عن الله من الوقوع في الفتن؟!

 

عذرًا غاليتي، الصَّلاة أهمُّ أرْكان الدِّين على الإطلاق، وهي عِماد الدين، وأفْتى الكثيرُ من أهْل العلم بكُفْر تاركِها؛ ففي الحديث: ((بين الرَّجُل وبين الشِّرك والكفْر تركُ الصَّلاة))، و: ((العهْد الذي بيْننا وبينهم الصَّلاة، فمن تركها فقد كفر)).

 

ولِمن يفرِّط فيها قال الله تعالى: ﴿ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ﴾ [الماعون: 4، 5].

 

جاء في أيسر التفاسير:

(فويل للمصلِّين)؛ أي: العذاب الشَّديد للمصلِّين السَّاهين عن صلاتِهم.

 

(عن صلاتِهم ساهون)؛ أي: يؤخِّرونها عن أوقاتها.

 

وجاء في تفسير الآلوسي: "(ساهون)؛ أي: غافلون غير مبالين بها حتَّى تفوتَهم بالكلِّيَّة، أو يَخرج وقتُها، أو لا يصلُّونَها كما صلاَّها رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - والسَّلف، ولكن ينقرونَها نقرًا ولا يَخشعون فيها، وفي كلِّ وادٍ منَ الأفْكار يَهيمون، فيسلِّم أحدُهم منها ولا يَدْري ما قرأ فيها، إلى غيْر ذلك ممَّا يدلُّ على قلة المبالاة بها، وللسَّلف أقوالٌ كثيرة في المراد بِهذا السَّهو". اهـ بتصرُّف.

 

فهل شعرتِ بِمثل ما تشعُرين به الآن تِجاه زوجك حين لم يكُن محافظًا على صلاته؟

 

هل احتقرتِه وكرهتِه كما تكرهينَه الآن؟

 

على كلِّ حالٍ لقد تبدَّل حالُ زوجِك الآن، وبدتْ عليه معالم الصَّلاح، وصار مُحافظًا على الصَّلاة، فهلِ استشعر هو تغيُّرك معه بعد هذا؟

 

هل وجد منكِ تشجيعًا؟

 

أم أنَّ عمله وخيانتَهُ قد طغت على كلِّ شيء، ولم يعُد أمامَه مَجال للتَّكْفير عن ذنبه؟

 

تأمَّلي معي هذه الآيةَ العجيبة، والتي تدلُّ على عظيم رحمة الله بعباده، وأنَّه - تعالى - أرْحَم بهم من أمَّهاتِهم، ولا عجب فهو أرحم الراحمين، وشتَّان بين رحمة الخالق والمخلوق:

﴿ وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا ﴾ [الفرقان: 68، 69].

 

لكِن هل انتهى أمره؟

 

هل سقطَ سقطةً لا قيام بعدها؟

 

هل انسدَّت الأبواب ولم تبْقَ وسيلةٌ للرُّجوع عن ذنبه والتَّكْفير عن خطيئَتِه؟

 

بل الأمر أعظم من مجرد المغْفِرة والعفو!

 

﴿ إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الفرقان: 70].

 

انظُري إلى عظيم كرَم الله.

 

نحنُ لا نقْدِر على نسيان الذَّنب، والله - عزَّ وجلَّ - يبدلُه حسناتٍ لِمَن تاب واستقام وصلح حاله.

 

أختي الفاضلة، لا أُهوِّن من جريمة زوجك، ولا أُقلِّل من شأنِها، لكن عليْنا أن نعترف بأنَّنا بشرٌ ولسْنا معصومين، كيف يدَع الإنسانُ نفسَه ويُلْقي بها في مقرِّ الفِتَن دون أن يحصِّنها، ثمَّ يُطالبها بالاستقامة والثبات؟!

 

أَلْقَاهُ فِي اليَمِّ مَكْتُوفًا وَقَالَ لَهُ:
إِيَّاكَ إِيَّاكَ أَنْ تَبْتَلَّ بِالمَاءِ

 

أمرَ الله الصَّحابة - وهُم أطْهر النَّاس بعد الأنبياء - حينَ مُخاطبة أطْهر نساء الأرض - أمَّهات المؤمنين - وقال لهم: ﴿ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ﴾ [الأحزاب: 53].

 

ونَحن نُطالب أنفُسَنا الضَّعيفة بمواجهةِ الفِتَن بكلِّ ثبات وحزم!

 

عذرًا، من أين لها هذا الثَّبات؟!

 

مَن الَّذي ما أساء قطّ؟! ومن ذا الَّذي ما غلط؟! ومَن هو الَّذي ما سقط؟! ومَن له الحسنى فقط؟!

 

قد أكونُ أسهبتُ في هذا الحديث دون إرشادِك لشيءٍ محدَّد، لكن ودِدتُ أن أُبيِّن لك أنَّ ما فعلَه زوجُك كان عليْك أن تتوقَّعيه، وأنتُم في بلاد الكفر ومقرّ الفِتَن ولا أسلحة!

 

الآن وبعد تَحمُّلك هذه الآلام، ماذا يُمكن أن تفعلي؟

 

أوَّلاً: اعلمي أنَّ الشَّيطان من أسمى أهدافِه التَّفريق بين الزَّوجَين، وزرْع الكُرْه في قلْب كلِّ واحد لصاحبه؛ وقد جاء في الحديث: ((إنَّ إبليس يضَع عرشه على الماء ثُمَّ يبعثُ سراياه، فأدْناهم منه منزلة أعْظمهم فتنة، يَجيء أحدُهم فيقول: فعلتُ كذا وكذا فيقول: ما صنعتَ شيئًا، قال: ثُمَّ يجيء أحدُهم فيقول: ما تركتُه حتَّى فرَّقتُ بيْنه وبين امرأتِه، قال: فيُدنيه منْه ويقول: نعم أنت))، رواه مسلم.

 

فلا تكوني عونًا للشَّيطان على تحقيق هدفِه، وجاهدي نفسَك مستعينةً بالله، متذكِّرةً أنَّ كلَّ بَني آدم خطَّاء وخير الخطَّائين التوَّابون.

 

ثانيًا: تأمَّلي في حالِك مع زوجِك جيِّدًا، فلعلَّك تنشغلين بالدِّراسة أو بطفلتِك عن احتياجات زوجِك، فراجعي أمرَ تزيُّنك له، واهتمامك به، وكوني له نعم الزَّوجة المُعينة في زمان ومكان الفتن، وعليكِ هنا - أيَّتُها الغالية - أن تتأمَّلي فيما يحبُّ زوجُك، وليس فيما تريْنه أنتِ مُناسبًا وجميلاً؛ فنظرةُ الرَّجُل تَختلف كثيرًا عن نظرة المرْأة، وما تراه جميلاً ورائعًا قد يراه عكس ذلك،

 

فكوني له كما يريد أن تكوني.

 

ثالثًا: أعْجبنِي كثيرًا عدَم تذْكيرك إيَّاه بِما حدَث مهْما بلغ بك الحُزْن، وأنصحُك بالاستمْرار على ذلك، تجنَّبي ذلك نهائيًّا، وتجنَّبي أيضًا السُّؤال عن أمور متعلِّقة بهذا الشَّأن؛ بل تحدَّثي عن إيجابيَّاته - وإن كانت قليلة - فحُسْن تعامله معك مثلاً وحسن خُلقه وكرمه، لا شكَّ أنَّ هناك من الصفات الحميدة ما يدعوك للثَّناء عليه، فأمْر الثَّناء على الزَّوج، بالإضافة لاحتساب الأجْر والثَّواب عند الله، فهو من أكثر ما يعينُه على الاستمرار، بل والزِّيادة في تحسين صورتِه، والتَّحبُّب إلى زوجته والارتِقاء بنفسِه كزوْج، وهذا ما نُريده ونسعى إليه.

 

رابعًا: لَم تبيِّني لي كم من الوقت مرَّ على تلك الحادثة؟

 

فهل أعطيتِ نفسَك الفرصة الكافية لنسيان الماضي؟ وهل أعطيتِ زوْجَك الفرصة الكافية للتَّكْفير عن ذنبِه وتَحسين حاله؟

 

أخيَّتي، هل تعْلمين أنَّ أحد الشَّباب كانت توبتُه من جميع المعاصي بسبب الوقوع في تلك الفاحشة؟

 

كان شابًّا عاديًّا يرتكِب من المعاصي ما يرتكِب بعضُ الشَّباب، لكن هذا الذَّنب كان سببًا في تبصِرته بِحاله وعودته إلى الله، وعكوفه على العبادة حتَّى مات على ذلك، رحمه الله.

 

فرُبَّ ذنبٍ أدْخل صاحبَه الجنَّة!

 

فلا تحتقري زوجَك أيَّتُها الغالية، وتذكَّري أنَّه ليس مَلكًا معصومًا، وتذكَّري ما حوله من فِتَن واستشعري الشَّفقة عليه؛ فنحن لا نأمَنُ على أنفسنا من الفِتَن ونحن في بلاد الإسلام، فكيف بمن هو في بلاد الكفر؟!

 

وإن توارد على خاطرِك شيء من هذه الوساوس، فاعلمي أنَّها من الشَّيطان، الَّذي لن يدع فرصة كهذه تفوتُه، بل سيعمل على التَّفريق بيْنكما بكلِّ الوسائل، ثمَّ تذكَّري أنَّك بعملك هذا وصدودِك عنه، لن تكوني إلاَّ عونًا له على الرُّجوع لهذه الخيانة، ولعلَّه يوسْوس له الشَّيطان أيضًا بأنَّ زوجتَك قد جفَتْك فلا سبيل لك إلاَّ الحرام.

 

خامسًا: لِم لا نُحسن استغلال الفرصة؟!

 

أقصد رجوعه إلى الله ومحافظتَه على الصَّلاة وصلاح حاله، ما رأيُك أن تتَّفقي معه على بعض الأشرِطة تستمعون إليْها معًا، وتخصِّصين لها وقتًا في اليوم؟ أو حتَّى قراءة بعض الكتُب الدعويَّة النَّافعة، ثمَّ تتَّفقان على عمل تحافظان عليه، كأن يكون ترْك منكر أو فعْل طاعة وتتعاونان عليها، واعلمي أنه لا يصلح لهذا الفعل غيْر الزَّوجة الحكيمة المحبَّة، الطيِّبة الصَّديقة لزوجها.

 

سادسًا: سعادتك غير مرْتبطة بزوجِك فقط.

 

حاولي أن تقْرئي معالم السَّعادة في جمال ابنتِك وبراءتِها واللَّعب معها.

 

تأمَّلي السَّعادة في منظرٍ جميل تستمْتعين برؤيته، أوِ استِنْشاق عبير زهرة نديَّة، أو جرِّبي أن تستمْتعي بترتيب غُرْفَتك مثلاً وإعدادِها بشكل فنِّي جميل.

 

لم لا تكونين عفويَّة كالطفل، يضحكُ عند سماع الطرفة دون أن يدقِّق إن كانت تستحقُّ الضَّحك أم لا؟! لكنَّه تعوَّد الاستمْتاع بما لديه وإن كان غير مُمتع.

 

جرِّبي أن تسْعَدي بالحديث مع أهْلِك في الهاتف، والاطْمِئْنان عليْهم أو بالتَّواصُل مع بعض الأصدقاء المَرِحين.

 

جرِّبي أن تستمْتعي بذِكْر الله وقراءة القُرْآن وتدبُّر آياته، المهمُّ ألاَّ تحْصري السَّعادة في علاقتِك بزوْجِك فقط، وإن كانت جزءًا كبيرًا من أسباب السَّعادة؛ لكنَّها ليست الوحيدة.

 

يقول الدكتور سلمان العودة:

ربَّما نكون أكثر سعادةً حين ندْرِك أنَّ السَّعادة ليست طردًا يأْتينا بالبريد من حيث نُريد أو لا نريد، ولا شهادة أو مستوى نحْصل عليه، إنَّها إحساس اللَّحظة الآنية إذا أحسنَّا استِثْمارها، وقرَّرنا أن نَجعلها سعيدة، وأن نطارد أشْباح الحزن والهمّ والغمّ، والخوْف والكُرْه والحقد والبغضاء و... والقائمة الطَّويلة من المشاعر السلبيَّة التي تغتال فرحَتَنا.

 

سابعًا: الدُّعاء سلاح المسلِم في كلِّ وقت، وعدَّته في وجه البلاء، وهو من أنْجع وأقوى الأسلحة على الإطلاق.

 

كيف لا، وهو اللُّجوء والاعتصام بمن يقول للشَّيء: كُن، فيكون؟!

 

توكَّلي على الله وتضرَّعي إليْه أن يُصْلح حالَ زوجِك وحالَك، ويؤلِّف بين قلبَيْكما، وأن يطهِّر قلبَه من كلِّ رجس، وأكثري من الدُّعاء دون يأس أو استِبْطاء، فالله تعالى رحيمٌ كريمٌ لا يردُّ قلبًا توكَّل عليه، ولا يصدُّ نفسًا أحسنتِ الظَّنَّ به.

 

ثامنًا: اشغلي وقْت زوجِك دائمًا بكلِّ نافع، قد يكون مشغولاً بالفِعْل بدراسة أو عمل، لكن هذا لا يكفي.

 

عليْنا ألاَّ ندَعَ للشَّيطان دقيقة؛ لأنَّه يعرف قيمة هذه الدَّقيقة أكثر منَّا وقد يفعل بها الأفاعيل.

 

حاولي أن تضَعي جدولاً لا يدَع لحظةً في اليوم إلاَّ في عمل شيء، والأجْمل أن تُشاركي زوجَك هذه الأشياء دائمًا، فكوني معه في البيتِ دائمًا، وتواصلي معه وهو خارج البيْت بالهاتِف والرَّسائل والدُّعاء، ولا تدَعيه فريسةً للفراغ أبدًا.

 

تاسعًا: لم تُخبريني عن أصدقائكم في هذا البلد.

 

هل تُصاحبون أناسًا من أهل البلَد، أو من النَّصارى، أو ممَّن تأثَّر بثقافة البلَد وضاع دينُه؟

 

تذكَّري أنَّ الصَّاحب ساحب، وحاولي انتِقاء الأصدِقاء لكم من أهل الخير والصَّلاح؛ فالمرْء قوي بإخوانه ضعيفٌ بنفسِه، ولا يأكل الذئبُ من الغنَم إلاَّ القاصية.

 

عاشرًا: أتَمنَّى أن تفكِّرا معًا بشكل جادّ في أمر الرُّجوع إلى الوطن؛ فوالله لا شيءَ أغلى من الدين، ولا شيءَ أهم من الحفاظ عليه، وكم سمِعْنا عن مآسي المسلمين المقيمين في تلك البلاد من بلايا وقصص يتفطَّر لها القلب، يسَّر الله لكم الخيرَ حيث كان، ووفَّقكم وأصلَح حالَكم وجعلكما قرَّة عين لبعضِكما، وأرجو ألا أكون قد أطلتُ عليكِ، ولا شكَّ أنَّ تعقيبكِ على رسالتي يُشرِّفني ويسعدني، فلا تتردَّدي في مراسلتنا في أي وقت.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • كيف أتأقلم مع زوجي

مختارات من الشبكة

  • أشعر بالنقص الكبير في حياتي(استشارة - الاستشارات)
  • ضاعت حياتي وأشعر أن الله لا يحبني(استشارة - الاستشارات)
  • أشعر بعدم استقرار في حياتي(استشارة - الاستشارات)
  • أشعر بالموت في كل لحظة، وتوقفتْ حياتي، فماذا أفعل؟(استشارة - الاستشارات)
  • أشعر أني حية مع وقف التنفيذ!(استشارة - الاستشارات)
  • لا أشعر بطعم الحياة(استشارة - الاستشارات)
  • لا أشعر بالأمان مع زوجي(استشارة - الاستشارات)
  • أشعر بضغط نفسي بسبب شكل زوجي(استشارة - الاستشارات)
  • أشعر بالوحدة مع زوجي(استشارة - الاستشارات)
  • أشعر أنني غير متزوجة بسبب إهمال زوجي(استشارة - الاستشارات)

 


مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب